إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-2009, 10:46 AM
  #1
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي فضل قضاء حوائج المسلمين

قضاء حوائج المسلمين

قال الله تعالى: " ولا تنسوا الفضل بينكم " البقرة: 237،.

وقال تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى " المائدة: 2،.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى في عون أخيه ومنفعته، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله " ،
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخلق كلهم عيال الله، فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله " ، رواه البزار والطبراني في معجمه، ومعنى عيال الله فقراء الله تعالى، والخلق كلهم فقراء الله تعالى، وهو يعولهم،
وروينا في مسند الشهاب عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خير الناس أنفعهم للناس " ،
وعن كثير بن عبيد بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب " .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سعى لأخيه المسلم في حاجة، فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق.
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قضى لأخيه المسلم حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت له " . رواه أبو نعيم في الحلية.
وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب " .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين الناس سبع خنادق ما بين الخندق والخندق كما بين السماء والأرض " . رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله عند أقوام نعماً يقرها عندهم ما داموا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها الله إلى غيرهم " رواه الطبراني.
ورأينا من طريق الطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة، فأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه، فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال " .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وسبعين حسنة: واحدة منها يصلح بها آخرته ودنياه والباقي في الدرجات " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: يقول: " اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف، رواه أبو منصور الديلمي، في مسند الفردوس.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك؟ قال: " أنفع الناس للناس، قيل: يا رسول الله، فأي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن ، قيل وما سرور المؤمن؟ قال: إشباع جوعته وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه في حاجة كان كصيام شهر واعتكافه، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، ومن كف غضبه ستر الله عورته، وإن الخلق السيىء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله يوم القيامة " رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن،
وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم يرض الله له سروراً دون الجنة " ، رواه الطبراني.
وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أدخل رجل على المؤمن سرور إلا خلق الله من ذلك السرور ملكاً يعبد الله تعالى ويوحده، فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور، فيقول له: " أما تعرفني، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان. أنا اليوم أؤانس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت، وأشهد مشاهدك يوم القيامة وأشفع لك إلى ربك وأريك منزلك في الجنة " ، رواه ابن أبي الدنيا.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرفعه: " إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر لها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سوره آل عمران، وآية الكرسي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وأم الكتاب، فإن فيها حوائج الدنيا والآخرة " ، وهو حديث مرفوع. ومن كلام الحكماء إذا سألت كريماً حاجة، فدعه يفكر فإنه لا يفكر إلا في خير وإذا سألت لئيماً حاجة فعاجله، لئلا يشير عليه طبعه أن لا يفعل. وسأل رجل رجلاً حاجة، ثم توانى عن طلبها، فقال له المسؤول: أنمت عن حاجتك؟ فقال: ما نام عن حاجته من أسهرك لها، ولا عدل بها عن محجة النجحع من قصدك بها، فعجب من فصاحته وقضى حاجته وأمر له بمال جزيل. وقال مسلمة لنصيب سلني، فقال كفك بالعطية أبسط من لساني بالمسألة، فأمر له بألف دينار.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها، وعنه أيضاً قال: " لا تكثرعلى أخيك بالحوائج فإن العجل إذا أفرط في مص ثدي أمه نطحته.
وقال ذر الرياستين لثمامة بن أشرس ما أدري ما أصنع بكثرة الطلاب؟ فقال: زل عن موضعك وعلى أن لا يلقاك منهم أحد، فقال له: صدقت، وجلس لهم في قضاء حوائجهم. وحدث أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي قال: عرضت على أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات رقعة في حاجة
لي، فقرأها ووضعها من يده، ولم يوقع فيها بشيء، فأخذتها وقمت وأنا أقول متمثلاً من حيث يسمع هذين البيتين: فقرأها ووضعها من يده، ولم يوقع فيها بشيء، فأخذتها وقمت وأنا أقول متمثلاً من حيث يسمع هذين البيتين:
وإذا خطبت إلى كريم حاجة ... وأبى فلا تقعد عليه بحاجب
فلربما منع الكريم ومابه ... بخل ولكن سوء حظ الطالب
فقال: وقد سمع ما قلت ارجع يا أبا جعفر، بغير سوء حظ الطالب ولكن إذا سألتمونا الحاجة، فعاودونا، فإن القلوب بيد الله تعالى، فأخذ الرقعة ووقع فيها بما أردت. وسأل إسحاق بن ربعي، إسحاق بن إبراهيم المصعبي أن يوصل له رقعة إلى المأمون، فقال لكاتبه: ضمها إلى رقعة فلان، فقال:
تأن لحاجتي واشدد عراها ... فقد أضحت بمنزلة الضياع
إذا شاركتها بلبان أخرى ... أضر بها مشاركة الرضاع
وقال أبو دقاقة البصري:
أضحت حوائجنا إليك مناخة ... معقولة برحابك الوصال
أطلق فديتك بالنجاح عقالها ... حتى تثور معاً بغير عقال
وقال سلم الخاسر:
إذا أذن الله في حاجة ... أتاك النجاح على رسله
فلا تسأل الناس من فضلهم ... ولكن سل الله من فضله
ولله در القائل حيث قال:
أيها المادح العباد ليعطى ... إن لله ما بأيدي العباد
فاسأل الله ما طلبت إليهم ... وارج فرض المقسم الجواد
وعن عبد الله بن الحسن بن الحسين رضي الله تعالى عنهم قال: أتيت باب عمر بن عبد العزيز في حاجة، فقال: إذا كانت لك حاجة إلي، فأرسل إلي رسولاً أو اكتب لي كتاباً، فإني لأستحي من الله أن يراك ببابي " . وعن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنه قال: " والذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل، وقال لجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: " يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء " ، وإن لم يقم فيها بما يجب لله عرضها للزوال. نعوذ بالله من زوال النعمة ونسأله التوفيق والعصمة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف

منقوول
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2009, 10:55 AM
  #2
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: فضل قضاء حوائج المسلمين

السؤال

ما معنى اسم الله (الشكور)؟
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فإن الشكور صيغة مبالغة من الشكر, وقد ذكر الجزري في النهاية أن الشكور هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء, فشكره لعباده مغفرته لهم,
وقد نقله المبارك فوري في شرح الترمذي مقرا له, وذكر في موضع آخر أن الشكور هو المثنى على عباده المطيعين.
والله أعلم.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2009, 10:57 AM
  #3
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: فضل قضاء حوائج المسلمين

معنى اسم الله الشكور


الشكر في اللغة: تعني الزيادة مهما كان الشيء المقدم قليلا.
نقول ناقة شكورأي: بعلف قليل تعطي إنتاجاغزيرا.
ونقول أرض شكور أي: بسقي قليل تنتج الكثير.

وتعني :الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء أضعافا مضاعفة ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور).الشورى3.

فحتى لو اقتصرالعمل على مجرد ابتسامة، أوقبلة على يدي الوالدين، أوإزالة تراب عن الطريق، فالشكوريشكر لنجدها في ميزان حسناتنا يوم القيامة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لايحقرن أحدكم من المعروف شيئاولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).


والشكور وردت بصيغة المبالغة عن الشكر
فالله تعالى يشكر حتى على النية الحسنة ولو لم تترجم إلى عمل فعلي، فلو تمنيت أنت كون غنيا لتتصدق بأموالك على الفقراء فإن الله يجازيك على هذه النية الحسنة، وحلاوة الشعوربأن الله يشكرك أحلى من كل عطاء تأخذه .

والله تعالى الشكور يشكر اليسير من العمل فيجازي عنه بالكثير، كتلك المرأة البغي التي سقت كلبا فشكرها الله فغفرلها فدخلت الجنة، والإعرابي لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة مخطومة (أي ممسوكة من ذمامها) فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له النبي: لك بها سبعين ناقة في الجنة كلها مخطومة.








علاقة الشكور بأسماء أخرى من أسماء الله الحسنى
صفة الشكور لهاعلاقة باسم الله الحميد لأن الحمد والشكرعلاقة بين العبد وربه في اتجاهين مختلفين :
فالحمد منك إليه: يعطيك فتحمده فيعطيك.
أما الشكر فمنه إليك: تحسن فيشكرك.

والشكورلهاعلاقة بالغفورأيضا . فإن اقترفت ذنبا أوسيئة فإنه يغفرها ويشكرك على الحسنات حتى لاتتوقف عند ذنوبك فهوغفورشكور،يغفرالذنوب ويشكرالحسنات.

كما يرتبط اسم الشكور بالعليم ،فالله تعالى مطلع على كل شيء بخلاف العبد الذي قد تحسن إليه فلا يعلم مصدر الإحسان.








الشكوروالجنة
الشكرزيادة ومضاعفة للجزاء، فالشكورسبحانه يجازي عمل الدنيا بالجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر،ويجازي سنين معدودة بالخلد في الجنة" . فلك أن تصح فلاتمرض أبدا، وأن تشب فلا تهرم أبدا،وأن تنعم فلا تبتئس أبد، وأن تحيا فلا تموت أبدا " ، وسقف بيتك في الجنة عرش الرحمن. وكل هذا من الشكورالذي جزاك عن الدنيا المحدودة بجنة خالدة لامنتهى لها.








مواقف مع اسم الله الشكور

وتروي كتب التاريخ الإسلامي عن رجل يدعى أبا نصرالصياد ،وكان رجلا فقيرا معدما، فدخل إلى المسجد وجلس يبكي من شدة احتياجه وفقره، فسأله الإمام عن سببحزنه، فأخبره أنه قد ترك أهله دون طعام، فقال له :"قم معي إلى البحر،فصل ركعتين لله ثم ارم شباكك " ، ففعل فإذا بسمكة كبيرة تعلق بالشبكة، فباعها واقتنى بثمنه ارقاقة لأهله، في طريق العودة لبيته التقى بامرأة وطفل جائعين ينظران للرقاقة التي يحملها، فأعطاهما إياها فتبسم الطفل ودمعت عينا الأم. وعاد إلى بيته خاوي الوفاض، وماهي إلاساعات قليلة حتى طرق الباب ليجد وراءه رجلا يعطيه مالا كان مدينا به لوالده المتوفى، وتاجربالمال حتى نماه فأصبح يتصدق بألف درهم عن كل يوم. وأعجبته نفسه لكثرة صدقاته فرأى في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبونصرالصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم , بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح كفة الحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا



فنجا بفضل الشكورالذي يضاعف الفعل القليل إلى حسنات كثيرة.




هذه مقتطفات بسيطة أبحرنا فيها عن معانى اسم عظيم من اسماء الله الشكور نسأل الله أن يجازينا بالقليل مع إساءتنا بما عظيم ما عنده

__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-16-2009, 01:46 PM
  #4
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: فضل قضاء حوائج المسلمين

[marq="6;left;1;alternate"]
اللهم اجعلنا منهم
[/marq]
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-18-2009, 07:15 AM
  #5
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: فضل قضاء حوائج المسلمين

خطبة المسجد النبوي - 28 ربيع ثاني 1430 - كف الأذى عن المسلمين- الشيخ صلاح البدير

الخطبة الأولى
الحمد للهالذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه ، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.

أما بعد ، فيا أيها المسلمون اتقوا الله ؛ فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102 .
أيها المسلمون .. المؤمن سهل العريكة ، جميل العشرة ، حسن التعامل ، لين الجانب ، يبذل الندى ويكف الأذى ، وكف الأذى أفضل خصال الإسلام ، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه ، قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى - : " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين ، والكف عن أعراضهم " .

أيها المسلمون .. دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه ، من قول أو فعل بغير وجه حق ، ووجوب رفع الأذى عن المسلمين .. قال - تعالى - :وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً الأحزاب 58 ، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يتناج اثنان دون واحد ؛ فإن ذلك يؤذي المؤمن ، والله - عز وجل - يكره أذى المؤمن " أخرجه الترمذي ، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والجلوس في الطرقات ، فقالوا : يا رسول الله ، مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها ، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حقه ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر" متفق عليه .
أيها المسلمون .. إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان ، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه ، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه ، وفضيحته وتكفيره وتبديعه وتفسيقه ، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر به ، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان .. لا يفعله إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم .. قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء وأفعم صدره بالكراهية والعداء ؛ فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة .. ينصب الشرك ويبري سهام الحتف .. دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه .. وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً ، فعن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع ، فقال : " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه .. لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ..
قال : ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة ، فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك " أخرجه الترمذي .

وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من رمى مسلم بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " أخرجه أبو داود ..

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : " قال رجل : يارسول الله .. إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في النار ، قال : يا رسول الله .. فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في الجنة " أخرجه أحمد ..
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان " أخرجه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : إسناده جيد .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " أخرجه مسلم .. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " أخرجه مسلم .. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من دعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك .. إلا حار عليه " أخرجه مسلم .
فيا أيها المؤذي المعتدى العيَّاب المغتاب ، يامن ديدنه الهمز واللمز والنبز والغمز والتجسس والتحسس والتلصص كُفَّ أذاك عن المسلمين واشتغل بعيبك عن عيوب الآخرين ، وتذكر يوماً تقف فيه بين يدي رب العالمين ..
يقول يحيى بن معاذ : " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه " ، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز : " اجعل كبير المسلمين عندك أبا ، وصغيرهم ابنا ، وأوسطهم أخا ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه ؟ " ، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قلت يارسول الله .. أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الإيمان بالله والجهاد في سبيله ، قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفَسُها عند أهلها وأكثرها ثمناً ، قال : قلت : فإن لم أفعل ، قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ، قال : قلت : يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : " تكف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة منك على نفسك " متفق عليه .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة .. أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليماً كثيراً .

أما بعد ، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه ، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة 119 .
أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء التشويش على المصلين في المساجد برفع الأصوات والمزاحمة والمدافعة وتخطي الرقاب والصلاة في الطرق والممرات وعلى الأبواب وإيذاء المسلمين بالروائح الكريهة المزكمة المنتنة ، فعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال : " جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب ، فقال : " اجلس فقد آذيت" أخرجه أبو داود وابن ماجه .. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " اعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال : " ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه ، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضا ، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أخرجه أبو داود .. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا ولا يؤذين بريح الثوم " أخرجه مسلم ، وفي لفظ : " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس ، فذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال : " أولا يغتسلون ؟ " أخرجه النسائي .
ومن صور الأذى : التخلي في طريق الناس وأفنيتهم وقضاء الحاجة في أماكن تنزههم وجلوسهم وتنجيسها وتقذيرها بالأنجاس والمهملات .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " اتقوا اللعانين ، قالوا : وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم " ..وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال : قلت : " يا رسول الله دُلَّني على عمل يدخلني الجنة ، قال : " اعزل الأذى عن طريق المسلمين " أخرجه أحمد .

أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء والاعتداء : إيذاء الرجل زوجته بالجور والظلم والقهر والقسوة والغلظة والحرمان والتهمة والظن والتخوين والشك في غير ريبة ، ومعاملتها بالخلق الدني واللسان البذي الذي لا تبقى معه عشرة ولا يدوم معه استقرار ولا سكون ولا راحة ، ومن الرجال من يترك زوجته معلقة لا ذات زوج ولا مطلقة ليحملها على الافتدا ودفع عوض المخالعة ظلماً وعدواناً ، ومن الرجال من يحرم المرأة أولادها بعد تطليقها إمعاناً في الإساءة والأذى .

ومن صور الأذى : إيذاء المرأة زوجها بالمعاندة والمعارضة والمكايدة والاستفزاز وعدم رعاية حقه في المغيب والمشهد .. إلى غير ذلك من صور الأذى التي يرفضها الشرع الحكيم ويأباها الطبع السليم والعقل المستقيم ..
فاتقوا الله أيها المسلمون وكُفُّوا الأذى وابذلوا الندى تنالوا الحسنى وطيب الذكرى ، وتسعدوا وتسلموا في الدنيا والأخرى ..

وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية ؛ فقد أمركم الله - تعالى - بذلك فقال : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًالأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك ياأرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك .
اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، ولا تجعل لكافر علينا يدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخاءها ، وعزها واستقرارها ، ووفق قادتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين ، وخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين .
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - .
عباد الله ..( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ).

__________________
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]

خطبة المسجد النبوي - 28 ربيع ثاني 1430 - كف الأذى عن المسلمين- الشيخ صلاح البدير

الخطبة الأولىالحمد للهالذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه ، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.


أما بعد ، فيا أيها المسلمون اتقوا الله ؛ فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102 .
أيها المسلمون .. المؤمن سهل العريكة ، جميل العشرة ، حسن التعامل ، لين الجانب ، يبذل الندى ويكف الأذى ، وكف الأذى أفضل خصال الإسلام ، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه ، قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى - : " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين ، والكف عن أعراضهم " .


أيها المسلمون .. دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه ، من قول أو فعل بغير وجه حق ، ووجوب رفع الأذى عن المسلمين .. قال - تعالى - :وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً الأحزاب 58 ، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يتناج اثنان دون واحد ؛ فإن ذلك يؤذي المؤمن ، والله - عز وجل - يكره أذى المؤمن " أخرجه الترمذي ، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والجلوس في الطرقات ، فقالوا : يا رسول الله ، مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها ، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حقه ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر" متفق عليه .
أيها المسلمون .. إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان ، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه ، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه ، وفضيحته وتكفيره وتبديعه وتفسيقه ، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر به ، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان .. لا يفعله إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم .. قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء وأفعم صدره بالكراهية والعداء ؛ فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة .. ينصب الشرك ويبري سهام الحتف .. دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه .. وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً ، فعن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع ، فقال : " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه .. لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ..
قال : ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة ، فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك " أخرجه الترمذي .

وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من رمى مسلم بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " أخرجه أبو داود ..

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : " قال رجل : يارسول الله .. إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في النار ، قال : يا رسول الله .. فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في الجنة " أخرجه أحمد ..
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان " أخرجه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : إسناده جيد .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " أخرجه مسلم .. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " أخرجه مسلم .. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من دعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك .. إلا حار عليه " أخرجه مسلم .
فيا أيها المؤذي المعتدى العيَّاب المغتاب ، يامن ديدنه الهمز واللمز والنبز والغمز والتجسس والتحسس والتلصص كُفَّ أذاك عن المسلمين واشتغل بعيبك عن عيوب الآخرين ، وتذكر يوماً تقف فيه بين يدي رب العالمين ..
يقول يحيى بن معاذ : " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه " ، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز : " اجعل كبير المسلمين عندك أبا ، وصغيرهم ابنا ، وأوسطهم أخا ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه ؟ " ، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قلت يارسول الله .. أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الإيمان بالله والجهاد في سبيله ، قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفَسُها عند أهلها وأكثرها ثمناً ، قال : قلت : فإن لم أفعل ، قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ، قال : قلت : يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : " تكف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة منك على نفسك " متفق عليه .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة .. أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليماً كثيراً .


أما بعد ، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه ، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة 119 .
أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء التشويش على المصلين في المساجد برفع الأصوات والمزاحمة والمدافعة وتخطي الرقاب والصلاة في الطرق والممرات وعلى الأبواب وإيذاء المسلمين بالروائح الكريهة المزكمة المنتنة ، فعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال : " جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب ، فقال : " اجلس فقد آذيت" أخرجه أبو داود وابن ماجه .. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " اعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال : " ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه ، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضا ، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أخرجه أبو داود .. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا ولا يؤذين بريح الثوم " أخرجه مسلم ، وفي لفظ : " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس ، فذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال : " أولا يغتسلون ؟ " أخرجه النسائي .
ومن صور الأذى : التخلي في طريق الناس وأفنيتهم وقضاء الحاجة في أماكن تنزههم وجلوسهم وتنجيسها وتقذيرها بالأنجاس والمهملات .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " اتقوا اللعانين ، قالوا : وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم " ..وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال : قلت : " يا رسول الله دُلَّني على عمل يدخلني الجنة ، قال : " اعزل الأذى عن طريق المسلمين " أخرجه أحمد .

أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء والاعتداء : إيذاء الرجل زوجته بالجور والظلم والقهر والقسوة والغلظة والحرمان والتهمة والظن والتخوين والشك في غير ريبة ، ومعاملتها بالخلق الدني واللسان البذي الذي لا تبقى معه عشرة ولا يدوم معه استقرار ولا سكون ولا راحة ، ومن الرجال من يترك زوجته معلقة لا ذات زوج ولا مطلقة ليحملها على الافتدا ودفع عوض المخالعة ظلماً وعدواناً ، ومن الرجال من يحرم المرأة أولادها بعد تطليقها إمعاناً في الإساءة والأذى .

ومن صور الأذى : إيذاء المرأة زوجها بالمعاندة والمعارضة والمكايدة والاستفزاز وعدم رعاية حقه في المغيب والمشهد .. إلى غير ذلك من صور الأذى التي يرفضها الشرع الحكيم ويأباها الطبع السليم والعقل المستقيم ..
فاتقوا الله أيها المسلمون وكُفُّوا الأذى وابذلوا الندى تنالوا الحسنى وطيب الذكرى ، وتسعدوا وتسلموا في الدنيا والأخرى ..

وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية ؛ فقد أمركم الله - تعالى - بذلك فقال : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًالأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك ياأرحم الراحمين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك .
اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، ولا تجعل لكافر علينا يدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخاءها ، وعزها واستقرارها ، ووفق قادتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين ، وخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين .
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - .
عباد الله ..( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ).
__________________
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM