إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2009, 07:20 AM
  #1
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي كلام في الاختلاط


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهوبعد :


فقد اطلعت على ما نشرته جريدة ( السياسة ) الصادرة يوم 24/ 7/1404هـ بعددها 5644 منسوباً إلى مدير جامعة صنعاء د. عبد العزيز المقالح الذي زعمفيه أن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة ، وقد استدل على جوازالاختلاط بأن المسلمين من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يؤدون الصلاة فيمسجد واحد الرجل والمرأة وقال: ( ولذلك فإن التعليم لا بد أن يكون في مكان واحد)وقد استغربت صدور هذا الكلام من مدير لجامعة إسلامية في بلد إسلامي يُـطلب منه أنيوجه شعبه من الرجال والنساء إلى ما فيه السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ، فإنالله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولا شك أن هذا الكلام فيهجناية عظيمة على الشريعة الإسلامية ؛ لأن الشريعة لم تدْعُ إلى الاختلاط حتى تكونالمطالبة بمنعه مخالفة لها بل هي تمنعه وتشدد في ذلك كما قال} وقَــرْنَ في بُيوتكن ولا تبرجنَ تبرج الجاهلية الأولى] { الأحزاب (33) : آية 33 [ الآية وقال تعالى }: ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أنيعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما] { الأحزاب (33) : آية 59 [ وقال سبحانه }: وقل للمؤمنات يغضُضْن من أبصارهنويحفَـظْـنَ فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيضربن بخُمُرِهِن علىجُيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أوأبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكتأيمانهن] { النور (24) : آية31 [ إلى أن قالسبحانه}: وَلا يَضرِبنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخفينَمنْ زِينَتِهِنَّ وتوبوا إلى اللَّهِ جَميعًا أَيهَا الْمؤمنونَ لعلكمْ تُفْلِحُونَ ] { النور (24) : آية31 [ .
وقال تعالى }: وإذا سألتُمُوهُن مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وراءِ حِجَابٍ ذلكُمْأَطهَرُ لقلُوبكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ] { الأحزاب (33) : آية53 [ الآية.

وفي هذه الآيات الكريمات الدلالة الظاهرة على شرعية لزومالنساء لبيوتهن حذرا من الفتنة بهن إلا من حاجة تدعو إلى الخروج ، ثم حذَّرهنسبحانه من التبرج تبرج الجاهلية وهو إظهار محاسنهن ومفاتنهن بين الرجال ، وقد صح عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال )) : ما تركت بعدي فتنة أضرعلى الرجال من النساء] ((متفق عليه من حديث أسامة بن زيد رضيالله عنه وخرجه مسلم في صحيحه عن أسامة وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي اللهعنهما جميعا [ ، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال )) : إن الدنيا حلوة خضرة وإن اللهمستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنيإسرائيل كانت في النساء] ((مسلم والترمذي[ .
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الفتنة بهن عظيمة ولا سيمافي هذا العصر الذي خلع فيه أكثرهن الحجاب وتبرجن فيه تبرج الجاهلية وكثرت بسببهالفواحش والمنكرات وعزوف الكثير من الشباب والفتيات عما شرع الله من الزواج في كثيرمن البلاد ، وقد بين الله سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع فدل ذلك على أن زوالهأقرب إلى نجاسة قلوب الجميع وانحرافهم عن طريق الحق ، ومعلوم أن جلوس الطالبة معالطالب في كرسي الدراسة من أعظم أسباب الفتنة ، ومن أسباب ترك الحجاب الذي شرعهالله للمؤمنات ونهاهن عن أن يبدين زينتهن لغير مَنْ بيّنهم الله سبحانه في الآيةالسابقة من سورة النور ، ومن زعم أن الأمر بالحجاب خاص بأمهات المؤمنين فقد أبعدالنجعة وخالف الأدلة الكثيرة الدالة على التعميم وخالف قوله تعالى }: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ]{ الأحزاب (33) : آية53 [

فإنه لا يجوز أن يقال إن الحجابأطهر لقلوب أمهات المؤمنين ورجال الصحابة رضي الله عنهم دون من بعدهم ولا شك أن منبعدهم أحوج إلى الحجاب من أمهات المؤمنين ورجال الصحابة لما بينهم من الفرق العظيمفي قوة الإيمان والبصيرة بالحق ، فإن الصحابة رضي الله عنهم رجالا ونساء ومنهنأمهات المؤمنين هم خير الناس بعد الأنبياء وأفضل القرون بنص الرسول صلى الله عليهوسلم في الصحيحين ، فإذا كان الحجاب أطهر لقلوبهم فمن بعدهم أحوج إلى هذه الطهارةوأشد افتقارا إليها ممن قبلهم ، ولأن النصوص الواردة في الكتاب والسنة لا يجوز أنيخص بها أحد من الأمة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص فهي عامة لجميع الأمة في عهدهصلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة ، لأنه سبحانه بعث رسوله صلى الله عليهوسلم إلى الثقلين في عصره وبعده إلى يوم القيامة كما قال عز وجل} :قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْجَمِيعًا ]{ الأعراف (7) : آية158 [

وقالسبحانه}: وَمَا أَرْسلنَاكَ إِلا كَافةً لِلناسِ بَشِيرًاوَنَذِيرًا وَلَكِن أَكثَرَ الناسِ لا يَعْلَمُونَ ]{ سبأ (34) : آية28 [
وهكذا القرآن الكريم لم ينزل لأهل عصر النبي صلىالله عليه وسلم وإنما أُنزل لهم ولمن بعدهم ممن يبلغه كتاب الله كما قال تعالى }: هَذا بَلاغٌ لِلناسِ وَلِينذَرُوا بِهِ وَلِيَعلَمُوا أَنمَاهُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ] { إبراهيم (14) : آية52 [وقال عز وجل }: وَأُوحِيَإِلَيَّ هَذَا القرآنُ لأُنْذِرَكمْ بهِ ومَنْ بَلَغَ { الآية ] الأنعام (6) : آية19 [

وكان النساء في عهد النبي صلى اللهعليه وسلم لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق ، الاختلاط الذي ينهىعنه المصلحون اليوم ويرشد القرآن والسنة وعلماء الأمة إلى التحذير منه حذرا منفتنته ، بل كان النساء في مسجده صلى الله عليه وسلم يصلين خلف الرجال في صفوفمتأخرة عن الرجال وكان يقول صلى الله عليه وسلم: )) خير صفوفالرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها] ((مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد وابن ماجه والدارمي [حذرا من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف النساء وكان الرجال في عهده صلى اللهعليه وسلم يؤمرون بالتريث في الانصراف حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد لئلا يختلطبهن الرجال في أبواب المساجد ، مع ما هم عليه جميعا رجالا ونساء من الإيمان والتقوى، فكيف بحال من بعدهم وكانت النساء يُــنهَــين أن يتوسطن الطريق ويُـؤمَرن بلزومحافات الطريق حذرا من الاحتكاك بالرجال والفتنة بمماسة بعضهم بعضا عند السير فيالطريق ، وأمر الله سبحانه نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن حتى يغطين بهازينتهن حذرا من الفتنة بهن ، ونهاهن سبحانه عن إبداء زينتهن لغير من سمى اللهسبحانه في كتابه العظيم حسما لأسباب الفتنة وترغيبا في أسباب العفة والبعد عن مظاهرالفساد والاختلاط، فكيف يسوغ لمدير جامعة صنعاء هداه الله وألهمه رشده بعد هذا كلهأن يدعو إلى الاختلاط ، ويزعم أن الإسلام دعا إليه وأن الحرم الجامعي كالمسجد ، وأنساعات الدراسة كساعات الصلاة ، ومعلوم أن الفرق عظيم والبون شاسع لمن عقل عن اللهأمره ونهيه وعرّفه حكمته سبحانه في تشريعه لعباده ، وما بيّن في كتابه العظيم منالأحكام في شأن الرجال والنساء.

وكيف يجوز لمؤمن أن يقول إن جلوس الطالبةبحذاء الطالب في كرسي الدراسة مثل جلوسها مع أخواتها في صفوفهن خلف الرجال ، هذا لايقوله من له أدنى مسكة من إيمان وبصيرة يعقل ما يقول ، هذا لو سلمنا وجود الحجابالشرعي فكيف إذا كان جلوسها مع الطالب في كرسي الدراسة مع التبرج وإظهار المحاسنوالنظرات الفاتنة والأحاديث التي تجر إلى فتنة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلابالله قال عز وجل: } فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْتَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] { الحج (22) : آية46 [

وأما قوله: (الواقع أن المسلمين منذ عهد الرسول كانوا يؤدونالصلاة في مسجد واحد الرجل والمرأة ، ولذلك فإن التعليم لا بد أن يكون في مكانواحد). فالجواب عن ذلك أن يقال هذا صحيح ، لكن كان النساء في مؤخرة المساجد معالحجاب والعناية والتحفظ مما يسبب الفتنة ، والرجال في مقدم المسجد ، فيسمعنالمواعظ والخطب ويشاركن في الصلاة ويتعلمن أحكام دينهن مما يسمعن ويشاهدن ، وكانالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد يذهب إليهن بعد ما يعظ الرجال فيعظهنويذكرهن لبعدهن عن سماع خطبته ، وهذا كله لا إشكال فيه ولا حرج ، وإنما الإشكال فيقول مدير جامعة صنعاء ، هداه الله وأصلح قلبه وفقهه في دينه (ولذلك فإن التعليم لابد أن يكون في مكان واحد) فكيف يجوز بالله أن يشبه التعليم في عصرنا بصلاة الرجالفي مسجد واحد مع أن الفرق شاسع بين واقع التعليم المعروف اليوم وبين واقع صلاةالنساء خلف الرجال في عهده صلى الله عليه وسلم ، ولهذا دعا المصلحون إلى إفرادالنساء عن الرجال في دور التعليم ، وأن يكن على حدة ، والشباب على حدة حتى يتمكنَّمن تلقي العلم من المدرسات بكل راحة من غير حجاب ولا مشقة ؛ لأن زمن التعليم يطولبخلاف زمن الصلاة ، ولأن تلقي العلوم من المدرسات في محل خاص أصون للجميع وأبعد لهنمن أسباب الفتنة وأسلم للشباب من الفتنة ، ولأن انفراد الشباب في دور التعليم عنالفتيات مع كونه أسلم لهم من الفتنة فهو أقرب إلى عنايتهم بدروسهم وشغلهم بها وحسنالاستماع إلى الأساتذة وتلقي العلوم عنهم بعيدين عن ملاحظة الفتيات والانشغال بهنوتبادل النظرات المسمومة والكلمات الداعية إلى الفجور .

وأما زعمه أصلحهالله أن الدعوة إلى عزل الطالبات عن الطلبة تزمت ومخالف للشريعة فهي دعوى غيرمسلَّمة بل ذلك هو عين النصح لله ولعباده والحيطة لدينه والعمل بما سبق من الآياتالقرآنية والحديثين الشريفين ، ونصيحتي لمدير جامعة صنعاء أن يتقي الله عز وجل وأنيتوب إليه سبحانه مما صدر منه وأن يرجع إلى الصواب والحق ، فإن الرجوع إلى ذلك هوعين الفضيلة والدليل على تحري طالب العلم للحق والإنصاف والله المسئول سبحانه أنيهدينا جميعا سبيل الرشاد وأن يعيذنا وسائر المسلمين من القول عليه بغير علم ومنمضلات الفتن ونزغات الشيطان ، كما أسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين وقادتهم فيكل مكان لما فيه صلاح البلاد والعباد في المعاش والمعاد ، وأن يهدي الجميع إلىصراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعينلهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2009, 07:24 AM
  #2
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله - تعالى - حقَّ التقوى.
عبادَ الله، في كتابِ ربِّنا وسنّةِ نبيِّنا دعوةُ المجتمعِ المسلِم إلى الأخلاقِ الفاضلة والقِيَم الكريمة، وإنَّ المجتمعَ المسلمَ عندما يقوم على أسُسٍ مِنَ الأخلاق والفَضائِلِ يكون ذلكَ المجتمعُ مجتمعًا سَعيدًا ومجتَمعًا محافِظًا على أخلاقِ دينِهِ وقيَمِه، وإنَّ المؤمن حقًّا ليعتقِد كمالَ هذا الدين، وأنَّ محمّدًا بعِثَ بالهدَى ودينِ الحقّ، أكمَل الله به الدينَ، وأتمَّ به النعمةَ، ورضِيَ به لنا دينًا، وإنَّ المؤمنَ ليعتقِد حقًّا كمالَ هذه الشريعةِ، وأنَّ هذه الشريعةَ التي عاش بها النبيّ مع أصحابه وعاش بها الصحابةُ مع نبيِّهم هي الشريعة الصالحةُ لكلِّ القرون لكلِّ الأجيالِ منذ بعَثَ الله عبده ورسولَه محمّدًا إلى أن يرِثَ الله الأرض ومَن عليها وهو خيرُ الوارثين، ولن يصلِحَ آخرَ هذه الأمة إلاّ ما أصلَحَ أوَّلَها، وإنَّ المؤمنَ ليقبَل أوامرَ الله التي جاءَ بها الكتاب والسنّةُ فيمتَثِلها، ويقبَل النواهيَ التي نُهِيَ عنها فيجتنبها، ويَدين لله بتحريمِ المحرَّمات والتِزام الواجباتِ، هكذا المؤمِن حقًّا.

أيّها المسلم، أيّها المؤمن، إنَّ اختِلاطَ الجنسين الرّجال والنّساء في ميادينِ الحياةِ المختلِفة سواء كانت منها المؤسَّساتُ الماليّة أو العلميّة أو اختلاف ميادينِ العمل المختَلِفة، إنَّ اختلاط الجنسين بعضهما مع بَعض منكرٌ جاءَت شريعتُنا بتحريمه، وبلاءٌ جاءت شريعتُنا بالتحذير منه، ومصابٌ أصاب الأمّةَ المحمديّة فصار بابًا واسِعًا لهدمِ القِيَم والأخلاق والفضائل. إنَّ اختلاطَ الجنسَين الرجال والنساء على رأسِ الأولَويَّات التي يدعو لها دعاةُ التغريبِ مِنَ المنافقين من هذهِ الأمّة المسلمة؛ لأنَّ هذه الدّعوة إلى الاختلاط دعوةٌ لسلخِ الأمة من دينها وأخلاقِها وبُعدِها عن مبادئ دينها. إنَّ الأمّةَ يجب أن تعتقدَ أنَّ العزّةَ الحقيقيّة إنما هي باتِّباع هذا الدّين، ليس عيبًا على الأمّة أن تتمسَّكَ بدينها، ليس عيبًا عليها أن تحافِظَ على أخلاقِها، ليس عيبًا عليها أن تجعَلَ مجتَمَعَها مجتمعًا أخلاقيًّا كريمًا، ليس ذا عيبًا عليها، بل هذا مصدرُ عزِّها وكرامتها. إنَّ أولئك الذين يدعون إلى اختلاطِ الجنسَين وتحطيم الحواجِزِ الفارقة بينهما كما يزعمون إنها محادَّةٌ للهِ ورسوله وسبَبٌ للذّلِّ في الدّنيا والآخرة، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ [المجادلة: 20].

أمّةَ الإسلام، دين الإسلام جاء ليقيمَ مجتمعًا طاهرًا نظيفًا، مجتمعًا طاهرًا عَفيفًا، لا يتأثَّر بالفواحِشِ، ولا يروج فيه سوقُ الخنا، ولا يُعَطَّل فيه الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، جاء ليقيمَ المجتمع المسلمَ على أُسُس من القِيَم والأخلاق والفضائل، دعا إلى الحياءِ، وجعل الحياءَ من أخلاق المؤمنين، الحياءُ شعبةٌ من شُعَب الإيمان، والحياءُ مطلوبٌ من الجميع وإن كان في جانِب النساء أشدّ، فهذا الإسلام ينهى المرأة عن التبرّجِ والسفور: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب: 33]، ينهاها من أن تخضَعَ بالقول: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب: 32] يأمرها بغضِّ البصر وتحصينِ الفرج، وينهاها عن إبداء زينَتِها إلاّ ما ظهر منها ولمن أباح الله له النّظرَ إليها كما بيَّن الله ذلك في كتابه العزيز. وهذه سنّةُ محمّد تدلّ على أمور، فمنها ـ أولاً ـ أمرُ المؤمن بغضِّ البصر، يقول الله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور: 30]، ويقول النبيّ لعليّ - رضي الله عنه -: ((لا تُتبِعِ النظرةَ النظرةَ، فإنّ لك الأولى، وليست لك الثانية))[1]، وها هو يمنَع المؤمنَ مِن أن يدخلَ على امرأةٍ ليست من محارِمِه، فينهى عن دخولِ الرّجل على من ليسَت محرمًا له، ولما قيل له في الحمو قريبِ الزّوج قال: ((الحموُ الموت))[2]، وها هو ينهاهَا عن السّفَرِ بلا محرَمٍ[3] محافظةً على كرامَتِها وفضائلها.

أيّها المسلم، أيّها المؤمن، إنّ الدعوةَ لاختلاط الجنسَين هو بلاء ومصيبةٌ عظيمة، وهو فَتح لأبواب الشرِّ على مصرَاعَيه. وإنَّ الدعاةَ للاختلاط لو ناقشتَ بعضَهم لا يرضاه لابنتِه ولا لأخته ولا لأمّه، ولكن يتفوَّه بهذه الكلماتِ البذيئةِ تقليدًا واتِّباعًا لغيره. إنّ أولئك يريدون أن يحوِّلوا المجتمعاتِ المسلمة إلى مجتمعات تابعةٍ لغيرِها لا تتقيَّد بخلقٍ ولا بفضيلة، ولكن تكون تابعةً لغيرها، ينفِّذ الأعداء فيها مرادَهم، ويُملون عليهم ما يريدون أن يفعَلوه. إنَّ الله أعزَّ الأمةَ بالإسلام كما قال عمرُ - رضي الله عنه -: (نحن أمّة أعزَّنا الله بالإسلام، ومتى ابتَغَينا العزّةَ من غير الإسلام أذلَّنا الله)[4].

إنَّ الله - جل وعلا - حرَّم على المرأةِ المسلمة أن تخالطَ غيرَ محارِمِها محافظةً على كرامَتِها. إنَّ الذين خلَطوا الجنسَين المرأةَ بغيرها يشكون من ويلاتِ ذلك الاختلاطِ وآثاه السيّئة القبيحة عليهم جميعًا. إنّ بها انتشَرَتِ المنكرات، وبها فشا الزّنا وكثُر اللّقطاء، وبها عمَّت الجرائِم وضعُف الإنتاج وصار عليهم مِنَ البلاء ما الله به عليم. فما حرَّمَ الله ورسوله شيئًا إلاّ وضررُه واضح ضرَرُه ظاهِر، ولا منفعةَ فيه مطلَقًا. إنَّ أولئك الزّاعِمين أنَّ الاختلاطَ لا يؤثِّر وأنّ التربيَة تحمي الإنسانَ من الانزلاق كلُّ هذه مكابَرات، وكلّ هذه مغالَطات. فالواجِب على المسلمين جميعًا تقوَى الله، وأن يعلَموا أنّ العزّةَ والرّفعة إنما هو باتباعِ شريعة الله، وأنَّ الذلَّ والهوان بالتّخلِّي عن مبادِئِ الإسلام وتعاليمِه.

ليس عيبًا على الأمّةِ أن تحافظَ على شرفِها وكرامَتِها، ليس عيبًا عليها تمسُّكها بدينها، ليس عيبًا عليها ثباتُها على أخلاق إسلامِها، مهما قال الأعداء ومهما تفوّهوا، فهم لن يَرضَوا عنّا إلاّ بمفارقةِ هذا الدين والعياذ بالله، وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120]، وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء: 89].

أمّةَ الإسلام، الدّعوةُ إلى الاختلاط دعوةُ إجرام ودعوةُ نفاق ودعوة ضَلالٍ ودعوة بُعدٍ عن الهدى، لا تصدُرُ من قلبٍ فيه إيمان بالله واليومِ الآخر، فمَن في قلبه الإيمانُ الصّادق يعلم أن الدعوةَ إلى الاختلاط دعوةٌ ضالّة مضلَّة، ومن سعى فيها أو حبّذها فليراجِع نفسَه، وليتُب إلى الله من أخطائهِ، وليعلَم أنّه تفوَّه بأمرٍ أسخَطَ اللهَ عليه - جل وعلا -. فليتَّقِ المسلمون ربَّهم، وليحافظوا على قِيَمهم وفضائلهم.

نبيُّنا يقول في الصّلاة: ((خيرُ صفوف الرجال أوّلُها وشرُّها آخرها، وخير صفوفِ النّساء آخرُها وشرّها أوّلها))[5] حثًّا للمرأةِ على البُعد عنِ الرجال. وكان النساءُ في عهدِ النبيّ يشهدن الصلوات، تقول عائشة: يشهَد نساءٌ مع النبيّ الصلاة يرجِعنَ في غايةٍ مِنَ التحفُّظ، لا يعرِفُهنّ أحدٌ مِن حسنِ سِترهنّ وعفافِهن، متلفِّعاتٍ بمروطهِنّ، لا يُعرَفنَ من الغَلَس[6]. إنّه في عهد النبي كانت المجتمعاتُ مجتمعاتٍ نظيفةً ومجتمعاتٍ طيّبة، ومع هذا حُذِّروا من كلِّ وسيلة توقِع في الشرّ والفساد.

فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنحافِظ على ديننا. وعلى من ينادي بالاختلاط أو يدعو إليه أو يحبّذه أن يعلمَ أنه على طريقٍ خاطئ ومنهج سيّئ، فليتُب إلى الله، وليستغفِرِ الله ممّا زلَّ بهِ اللسان والقلَم، وليحاسِب نفسَه؛ فإنَّ الله سائلٌ كلَّ قائل عن قوله، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18].

إنَّ الله - جل وعلا - فاوتَ بين الرجال والنساء، ولكلٍّ خصوصيّاتُه وقُدُراته، فمتى خلَطنا الأوراقَ ومتى حاولنا عبثًا أن نصيِّرَ الجنسين جنسًا واحدًا ومتى تغاضَينَا عن النتائجِ السيِّئة فإنَّ هذا دليل على سوءِ الفهم وقلّةِ اليقين.
أسأل الله للجميع الثباتَ على الحقِّ والاستقامة عليه، وأن يرزقَنا جميعًا الفقهَ في دين الله والتمسّكَ بشريعته والثباتَ على ذلك إلى أن نلقاه، إنه على كلِّ شيء قدير.
بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ العَظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِرِ المسلمين من كلّ ذَنب، فاستغفروه وتوبوا إلَيه، إنّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله - تعالى -حقَّ التّقوى.
عباد الله، إنّ التمسّكَ بشريعة الإسلام سبَبٌ لعِزِّ الأمّة ورِفعتها، وسبب لرُعب أعدائها مِنها، فتمسُّك الأمّة بهذا الدين يجعل لها المكانةَ العالية والرفعةَ والسّؤدَد، ويلقي الله الرعبَ في قلوب أعدائها إن هِي تمسَّكَت بهذا الدين حقَّ التمسّك.
إنَّ ما أصاب العالمَ الإسلاميَّ من نقصٍ كان أوّله السماحَ للنّساء بالاختلاطِ في ميادينِ الأعمال، فهذا سبَبٌ عظيم فتح أبوابَ الشرِّ على مصراعَيه، ولذا يقول النبيّ: ((ما تركتُ [في] أمتي فتنةً هي أضرّ من فتنةِ [النساء على الرجال]))[1]، ويقول: ((اتَّقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإنّ هلاكَ بني إسرائيل كان في النساء))[2].

هذه القضيّةُ هي التي فتحَت أبوابَ الشرِّ على مصراعَيه، وتداعت الشرورُ والمصائب على الأمّة لما استخفّوا بمحارمِ الله وتساهلوا في ذلك، وفُقِدت الغَيرة من القلوب على محارمِ الله، فعند ذلك وقَعَ المسلمون في شرورٍ عظيمة ومصائبَ وبلايا نتيجةً لهذا التّساهُل، ونتيجةً لهذا التهاوُن، وطاعةً لمن ينادي: "إنّ المرأةَ شقيقة الرجل، دعوها والرجلَ يقفان صفًّا واحدًا، دعوها تعمل ويَعمل على جانبٍ واحد"، فلا حياءَ ولا سمتَ ولا مروءة، إنّه الشرّ بعَينه حينما يختلط الجنسان في الأماكن، تذهَب الغَيرة من القلوب، وتخفّ قيمةُ المحرَّمات في قلوبِ الناس، وتلك مصيبةٌ عُظمى، نسأل الله أن يعافيَ المسلمين من هذا الداءِ العضال، وأن يمنَّ عليهم بالاستقامةِ عَلى الهدَى.
فالحقيقةُ أنَّ مصائبَ العالم الإسلاميّ سببُها بُعدهم عن دينهم، ولهذا تسلَّط عليهم الأعداءُ من كلِّ جانب بأسباب بُعدهم عن دينهم، فإنَّ تمسُّكَ الأمة بدينها هو السّبَب في عزَّتها وقوّتها ورَهبةِ أعدائها منها، فنسأل الله أن يوفِّقَ المسلمين جميعًا للفِقه في دين الله، وأن يعيدَهم للطّريق المستقيم، وأن يرزقَنا جميعًا الثباتَ على الحقّ والاستقامة عليه، وأن يهديَ ضالَّ المسلمين ويثبِّتَ مطيعَهم ويحفَظ الجميع بالإسلام، إنّه على كلّ شيء قدير.

واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعةِ، ومَن شذّ شذّ في النّار.
وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبدِ الله ورسولِه محمّد كما أمركم بذلك ربّكم، قال - تعالى -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
اللّهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدِك ورسولك محمّد، وارضَ اللّهمّ عن خلَفائِهِ الرّاشدين الأئِمّة المهديّين...

----------------------------------------
[1] أخرجه أحمد (5/353)، وأبو داود في النكاح (2149)، والترمذي في الأدب (2777) من حديث بريدة - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك"، وصححه الحاكم (2788)، وحسنه الألباني في غاية المرام (183).
[2] أخرجه البخاري في كتاب النكاح (4831)، ومسلم في كتاب السلام (4037) عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه -.
[3] كما في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند البخاري في كتاب الحج (1729)، ومسلم في كتاب الحج (2391).
[4] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/10، 93)، وهناد في الزهد (817) بنحوه، وصححه الحاكم (207، 208)، وهو في صحيح الترغيب (2893).
[5] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (440) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
[6] أخرجه البخاري في كتاب المواقيت (544)، ومسلم في كتاب المساجد (1020، 1021، 1022) بمعناه.
[1] أخرجه البخاري في النكاح (4706)، ومسلم في الذكر (4923) من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - بنحوه.
[2] أخرجه مسلم في الذكر (4925) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بلفظ: ((فإن أول فتنة بني إسرائيل)).
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2009, 07:25 AM
  #3
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

بسم الله الرحمن الرحيم

من قواعد الشرع المطهر أن الله ـ سبحانه ـ إذا حرم شيئًا حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه ! تحقيقًا لتحريمه، ومنعًا من الوصول إليه أو القرب من حماه، والوقاية خير من اكتساب الإثم والوقوع في آثاره المضرة بالفرد والجماعة. ولو حرم الله أمرًا وأبيحت الوسائل الموصلة إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم، وحاشا شريعة رب العالمين من ذلك. وفاحشة الزنى من أعظم الفواحش، وأقبحها، وأشدها خطرًا وضررًا وعاقبة على ضروريات الدين؛ ولهذا صار تحريم الزنى معلومًا من الدين بالضرورة [1] قال الله ـ عز وجل ـ {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} [الإسراء: 36]، يقول العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ :(والنهي عن قربان الزنى أبلغ من النهي عن مجرد فعله! لن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه! فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه [2].
لقد حرم الإسلام جميع الأسباب والطرق، وكل الدواعي والمقدمات التي تؤدي للوقوع في الفاحشة. ومن أعظم تلك المقدمات، وأخطر تلك الدعاوى: اختلاط النساء بالرجال، يقول العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنى [3]، ويقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ : (إن الله تعالى جبل الرجال على القوة والميل إلى النساء. وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيئ؛ لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر [4]، ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : (فالدعوة على نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره: الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنى الذي يفتك بالمجتمع، ويهدم قيمه وأخلاقه) [5]، ويقول فضيلة الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ : (إن الاختلاط من أسباب وقوع الفساد وانتشار الزنى) ولهذا حرم الإسلام الاختلاط يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: (والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط، وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه) [6]، ثم أورد سماحته عددًا من الأدلة من القرآن الكريم على ذلك [7]، كما أورد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ عليه رحمه الله ـ عددًا من الأدلة من الكتاب على تحريم الاختلاط وبين وجه الدلالة منها [8].
أما من السنة فقد جاءت أحاديث صحيحة صريحة في تحريم الأسباب المفضية إلى الاختلاط وهتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء ومنها تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها .. وتحريم سفر المرأة بلا محرم .. وتحريم نظر الرجل إلى المرأة .. وتحريم نظر المرأة إلى الرجل إذا كان على سبيل الشهوة .. وتحريم دخول الرجال على النساء حتى الحمو ـ وهو قريب الزوج ـ .. وتحريم مس الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام .. وتحريم تشبه أحدهما بالآخر [9].
إن من حرص الشارع على التباعد بين الرجال والنساء وعدم الاختلاط بينهم، أن رغب في ذلك حتى في أماكن العبادة كالصلاة التي يشعر المصلي فيها بأنه بين يدي ربه بعيدًا عما يتعلق بالدنيا [10]، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) [11]، وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف [12]. قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : (وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال وذم أول صفوفهن لعكس ذلك) [13].
وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فرأى اختلاط الرجال بالنساء في الطريق قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ للنساء : (استأخرن فإنه ليس لكُنّ أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) [14]؛ فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها يتعلق بالجدار من لصوقها، وعلى هذا سارت نساء المسلمين، لا عهد لهن بالاختلاط بالرجال حتى حدثت أول شرارة لذلك في التعليم من خلال المدارس الأجنبية.
إن جذور الاختلاط في التعليم بين الجنسين في الدول الإسلامية ترجع لقدوم المدارس والجامعات الأجنبية التنصيرية، إلى بعض بلاد المسلمين التي ما لبثت مع مرور الزمان أن تحول إلى مدارس وجامعات مختلطة بين الطلاب والطالبات بعد أن كانت غير مختلطة في بداية إنشائها.
ثم كانت الدعوة لاختلاط الجنسية في المدارس والجامعات على أيدي بعض أبناء المسلمين ممن افتتنوا بما لدى الكفار من تقدم علمي، فظنوا أن هذا من آثار الاختلاط فرفعوا راياتهم منادين ومدافعين عن الاختلاط.
بدأ الاختلاط في دور التعليم والجامعات في بلاد المسلمين، منذ نحو قرن من الزمان، ولم يكتمل القرن الماضي الهجري إلا وأغلب الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس في ديار المسلمين مختلطة وسلمت بعض بلاد المسلمين من الاختلاط في دور التعليم منها بلاد الحرمين حفظها الله من كل سوء ، حيث نصت المادة (155) من وثيقة سياسة التعليم الصادرة في عام 1390هـ على الآتي:
(يمنع الاختلاط بين البنين والبنات في جميع مراحل التعليم إلا في دور الحضانة ورياض الأطفال) [15].
وهي بهذه السياسة التي رسمتها لنفسها من عدم الاختلاط في مراحل التعليم، والتي تستمدها من أحكام الإسلام قد سلمت من الآثار السلبية للاختلاط، والتي تعاني منها جل البلاد التي يوجد بها الاختلاط إسلامية كانت أو غير إسلامية.
هذا ويمكن أن نوجز أهم تلك الآثار السلبية للاختلاط في النقاط الآتية:
1 ـ ارتكاب الفواحش، وفعل القبائح :
في دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحًا (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عامًا، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية (الزنى) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة [16].
وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحًا (48 %) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية [17].
هذه هي ثمار التعليم المختلط الزنى بالرضى أو الإكراه، ثم الحمل منه، ثم الإجهاض أو ولادة الأطفال اللقطاء. ثم الانحرافات السلوكية لهؤلاء الأطفال. ثم الجرائم العدوانية لهم كبارًا. وهكذا في سلسلة طويلة من المشاكل الأخلاقية، والأخطار الأمنية التي تكلف المجتمع كثيرًا.
2 ـ تخنث الرجال واسترجال النساء :
عندما يختلط الذكور والإناث في المدارس والجامعات يأخذ كل جنس من صفات وأخلاق الآخر، فيتخنث الرجال ويسترجل النساء، وهذا ما لاحظه المسؤولون عن التعليم: فقد أعلن وزير التعليم الفلبيني (ريكارد جلوديا) أنه يرغب في تعيين عدد أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور! حتى يتحلوا بصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم [18].
كما أن اختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس يؤدي إلى استرجال النساء ففي الدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين اتضح أن السلوك العدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة [19]، وتخنث الرجال يقضي على الرجولة لديهم، فيصاب بعضهم برقة وميوعة قد تتجاوز ذلك إلى التشبه بالنساء، كما أن استرجال المرأة يجعلها تفقد حياءها الذي هو بمثابة السياج المنيع لصيانتها وحفظها، ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهم ونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسية واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، كما هو الواقع في كثير من البلاد، التي كثر فيها الاختلاط والمسترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، والمخنثون من الرجال المتشبهون بالنساء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) [20]. وفي حديث آخر (لعن صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء) [21].
3 ـ انخفاض مستوى الذكاء :
تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدراس ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة، واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) يرتفع الذكاء بني طلابها [22].
4 ـ ضعف الإبداع ومحدودية المواهب :
في دراسة أجراها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في بون بألمانيا تبين منها: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، مواهبهم محدودة ، هواياتهم قليلة ، وأنه على العكس منذ لك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) [23]، والسبب في ذلك انشغال كل جنس بالآخر عن الإبداع والابتكار.
5 ـ إعاقة التفوق الدراسي :
لاحظ المختصون التربويون أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس يعوق التفوق الدراسي! فعمدوا إلى فصلهم في عد من المدارس كتجربة فماذا كانت النتيجة؟ كشفت النتيجة أن البنين عندما يتم فصلهم عن البنات .. يحققون نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة الفعلية والنتائج التي أسفرت عنها: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزيد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل كان مختلطًا [24].
وقد أظهرت دراسة بمعهد (كيل) بألمانيا أنه عندما حدث انفصال .. كانت البنات أكثر انتباهًا، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيرًا [25].
6 ـ قتل روح المنافسة :
ذكرت الدكتورة (كارلس شوستر) خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات) يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع [26].
بعد ذكر هذه الآثار السلبية لاختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس والجامعات التي هي قليل من كثير بقي الرد على قضية تطرح بين الفينة والأخرى قد يظن أنه لا علاقة لها بالاختلاط في التعليم، وهي مهدها وأساسها تلكم القضية هي (تعليم النساء للبنين في الصف الأول والثاني الابتدائي)، وقد رد على هذه القضية كثير من التربويين رجالاً ونساءً من عملوا في سلك التربية والتعليم، كما رد عليها العلماء والمشايخ ـ حفظهم الله تعالى ـ .
يقول سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ :
( أرى من واجبي التنبيه على ما في هذا الاقتراح من الأضرار والعواقب الوخيمة .. وذلك أن تولي النساء تعليم الصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي على اختلاطهن بالمراهقين والبالغين من الأولاد الذكور ! لأن بعض الأولاد لا يلتحق بالمرحلة الابتدائية إلا وهو مراهق، وقد يكون بعضهم بالغًا؛ ولأن الصبي إذا بلغ العشر يعتبر مراهقًا ويميل بطبعه إلى النساء؛ لأن مثله يمكن أن يتزوج، ويفعل ما يفعله الرجال. وهناك أمر آخر وهو أن تعليم النساء للصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي إلى الاختلاط ، ثم يمتد ذلك إلى المراحل الأخرى فهو فتح لباب الاختلاط في جميع المراحل بلا شك) [27].
قلت : فلينتبه لما قاله سماحة الشيخ ، من يدعو إلى تعليم النساء للبنين في الصف الأول والثاني الابتدائي، وليعلم أنه بدعوته تلك يفتح باب الاختلاط في جميع المراحل ولو بعد حين.
بقي أن يقال ما ذكره الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد من أن :(التربية لباس يفصل على قامة الأمة. متسق مع تعاليمها وآدابها وأهدافها التي تعيش من أجلها، وتموت في سبيلها .. لباس منسجم مع مبادئها ومعتقداتها وتاريخها .. وأن التربية ليست عملية بيع وشراء، وليست بضاعة تصدر أو تستورد، وأن الأمم لتخسر أكثر مما تكسب حينما تعمد في تربيتها لناشئتها ورسمها لمناهجها على استيراد المناهج ووضع الخطط بعيدًا عن أصالتها ومبادئها وتاريخها) [28].

(1) (1) حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد ، ص: (112) من الطبعة الرابعة.
(2) (2) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي ، ص: (457).
(3) (3) الطرق الحكمية للإمام ابن القيم ،ص: (326).
(4) (4) فتاوى ورسائل سماحته(10/12،13) نقلاً من فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود.
(5) (5) خطر مشاركة المرأة الرجل في ميدان عمله للشيخ ابن باز، ص:(2).
(6) (6) خطر مشاركة المرأة الرجل في ميدان عمله للشيخ ابن باز، ص:(3).
(7) (7) خطر مشاركة المرأة الرجل في ميدان عمله للشيخ ابن باز، من ص:(3) إلى ص:(6).
(8) (8) فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود، من ص:(28) إلى (32).
(9) (9) حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد ، ص: (101) (102) من الطبعة الرابعة.
(10) (10) فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود ، ص(41) ، (42) .
(11) (11) أخرجه مسلم في صحيحه .
(12) (12) فتاوى النظر والخلوة والاختلاط من إجابة الشيخ ابن عثيمين ، ص:(28) ، (29).
(13) (13) شرح صحيح مسلم للإمام النووي ، الجزء (4) ، ص :(149).
(14) (14) أخرجه أبوداود ، وحسنه الألباني برقم (4392) في صحيح سنن أبي داود.
(15) (15) تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية خلال مائة عام(1319هـ - 1419هـ) ص:(226).
(16) (16) الغرب يتراجع عن التعليم المختلط / بفرلي شو ، ترجمة د. وجيه عبد الرحمن ص:(8).
(17) (17) المرأة المسلمة / وهبي غاوجي ص: (238).
(18) (18) مجلة المعرفة.
(19) (19) الغرب يتراجع عن التعليم المختلط ، ص: (8).
(20) (20) أخرجه البخاري.
(21) (21) أخرجه البخاري.
(22) (22) الغرب يتراجع عن التعليم المختلط ، ص: (7) ، (8).
(23) (23) المصدر السابق.
(24) (24) مجلة المعرفة، شوال 1417هـ .
(25) (25) مجلة المعرفة، رمضان 1419هـ .
(26) (26) الغرب يتراجع عن التعليم المختلط ، ص: (7).
(27) (27) مجلة المعرفة ، شوال 1418هـ.
(28) (28) مجلة المعرفة ، رجب 1417هـ.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-07-2009, 08:38 AM
  #4
waelsayed
 الصورة الرمزية waelsayed
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
الدولة: Saudi Arabia
المشاركات: 523
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

__________________
waelsayed غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2009, 05:49 AM
  #5
الجبيلى
مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 140
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

لا املك الا ان اقول كما قال تعالى (و من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم ) حسبنا الله ونعم الوكيل
الجبيلى غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-12-2009, 03:39 PM
  #6
قاهرة المستحيل
مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 48
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

ربنا يوفقهنا في ديننا 0000
__________________
حياتك من صنع افكارك 000(وهي مجموع قراراتك)
قاهرة المستحيل غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 10:05 AM
  #7
حسام بركات
مشارك نشط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 85
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

قال تعالى }: ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أنيعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما] { الأحزاب (33) : آية 59 [ وقال سبحانه }: وقل للمؤمنات يغضُضْن من أبصارهنويحفَـظْـنَ فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيضربن بخُمُرِهِن علىجُيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أوأبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكتأيمانهن] { النور (24) : آية31 [ إلى أن قالسبحانه}: وَلا يَضرِبنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخفينَمنْ زِينَتِهِنَّ وتوبوا إلى اللَّهِ جَميعًا أَيهَا الْمؤمنونَ لعلكمْ تُفْلِحُونَ ] { النور (24) : آية31 [ .
وقال تعالى }: وإذا سألتُمُوهُن مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وراءِ حِجَابٍ ذلكُمْأَطهَرُ لقلُوبكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ] { الأحزاب (33) : آية53 [ الآية.
__________________
Hosam Said Barakat
Audit Manager
SOCPA

Tel: + 966 2 6510001 ext. 110
Fax: + 966 2 6520004
Cell: + 966 504303477
حسام بركات غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2010, 07:06 PM
  #8
hosamhosam490
مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
العمر: 41
المشاركات: 113
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

الله يوفقك ويجزاك خير
hosamhosam490 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2010, 07:11 PM
  #9
وليد الجد
 الصورة الرمزية وليد الجد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: مصر / الزقازيق
المشاركات: 496
افتراضي مشاركة: كلام في الاختلاط

جزاك الله خير الجزاء
__________________
وليـــد الجــــد
محاسب قانوني
وليد الجد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 PM