التأمين على الحياة
المقدمة:
التأمين على الحياة ظهر في القرن التاسع عشر وصاحبه اعتراض من الناس حيث اعتبروه يخدش كرامة الإنسان ويقلل من قيمته ولكن مع مرور السنوات أصبح هذا النوع مطلوبا في جميع الدول لما له من فوائد جمة على حياة الإنسان وخاصة إذا تعرض إلى الوفاة أو إصابة تقعده عن العمل.
ويعد الرومان أول من عرفوا التأمين على الحياة، وأول وثيقة تم إصدارها كانت عام 1653م ومع تقدم التكنولوجيا تطور التأمين على الحياة وخاصة في ظل ظهور الإحصائيات الحديثة مثل الحسابات الاكتوارية.
يوفر هذا النوع من التأمين بأشكاله المتعددة الحماية إلى الأفراد من مخاطر الوفاة في سن مبكرة أو الوصول إلى سن الشيخوخة وتعرض الدخل إلى النقص كما يوفر ضمانة للفرد في حالة البقاء على قيد الحياة لسن معينة وللورثة في حالة وفاة معيلهم وتتيح الوثائق ذات النوع الادخاري حصول الأفراد على قروض لمواجهة التزاماتهم المختلفة بضمان الوثائق ومن أهم أنواعه التأمين المؤقت ، المختلط ، الحوادث الشخصية ، تغطية العجز.
وفي هذا البحث الموجز سوف نتعرف على التأمين على الحياة وأنواعه ومزايا كل نوع وأهميته
راى الاسلام فى التامين على الحياه
عرضت هذه المسألة على الندوة الثالثة لبيوت التأمين لكويتي عام 1993م في موضوع "التأمين على الحياة" وأنا قدمت فيه بحثاً وذكرت فيه بدائل فكان ضمن قرارات أو توصيات أو فتاوى الندوة هو أن التأمين على الحياة بصورته التقليدية القائمة على المعاوضة ..الخ طبعاً ممنوع، بينما لا مانع شرعاً من التأمين على الحياة إذا أقيم على أساس التأمين التعاوني التكافل، وذلك من خلال التزام المتبرع بأقساط غير مرتجعة وتنظيم تغطية الأخطار التي تقع على المشتركين، وقد قدمت فعلاً بديل عملي للشركة الإسلامية القطرية للتأمين وهي الآن تحت دراسة مجلس الإدارة وهو يقوم على مسألتين: على مسألة التكافل وعلى مسألة الاستثمار مثلما أشار إليه فضيلة شيخنا العزيز، أنه يستثمر هذه الأموال وفي نفس الوقت هناك تبرع من الآخرين في حالة ما إذا كان هذا الشخص توفي قبل الوقت المحدد فبقية الناس الآخرين يساعدونه، وبالمناسبة الحقيقة أن التأمين على الحياة ظُلم من خلال اسمه، الناس فهموا أن التأمين على الحياة متعارض مع مسألة التوكل على الله، ليس المقصود بالتأمين على الحياة هذا المعنى، إنما التأمين على الحياة له عدة أنواع، فالتأمين على الحياة هو جزء من التأمين على الأشخاص في مقابل التأمين على الأضرار، والتأمين على الأشخاص منها التأمين على الحياة، والتأمين على الحياة له عدة حالات، التأمين لحالة الوفاة ولحالة البقاء، هذه كلها ليس لها علاقة بقضية التوكل، التوكل هو شيء لا يمكن أن يعارضه أي مسلم، إنما هذا يدخل تحت قول الله تعالى (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً) فالبحث عن المستقبل والتفكير في المستقبل في اعتقادي أنه جائز ولكن بشرط واحد أن يصاغ هذا العقد وأن تصاغ هذه الشركة صياغة إسلامية لأنه الآن التأمين كفكرة بجميع أنواع التأمين في اعتقادي ليس هناك أي إشكال، لكن التأمين كعقد صاغها عقول اليهود من ناحية الجشع وأكل أموال الناس بالباطل والغرر والربا وغير ذلك، فلذلك لوضع التأمين الحالي على ضوء التأمين التعاوني أو التأمين الإسلامي الذي تفضل به شيخنا كلامه صحيح ليس تأمين تعاوني 100%، إنما البديل الإسلامي اليوم تأمين تعاوني فيه أيضاً جانب من المعاوضة وهو ما تفضل به "هِبة بعِوض" ففيه من هنا وهناك وليس هناك محظور شرعي، بهذه المواصفات ليس هناك أي مانع ولذلك القرارات التي صدرت في المؤتمر الاقتصادي الأول الإسلامي الذي عُقد في مكة المكرمة في عام 1396هـ وحضرة حوالي 200، حرَّموا التأمين التقليدي وأجازوا التأمين الإسلامي بهذه المواصفات.