أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2009, 03:51 PM
  #1
اسماء النحاس
مشارك نشط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: مصر
العمر: 38
المشاركات: 79
Icon28 ازمات تواجه الشباب





ان شاء الله سوف نبدا مع فضيلة الشيخ عائض القرنى عن ازمات تواجه الشباب وان شاء الله سوف نقدم يوميا

اسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى




أزمات تواجه الشباب:


عقبات وأزمات تواجه الشباب المسلم.:



أولها: مرض الشبهات

وثالثها: جلساء السوء.

ورابعها: الفراغ وإضاعة الوقت.

وخامسها: البيت وانحرافه يوم ينحرف عن لا إله إلا الله.

وسادسها: الضغينة والبغضاء بين شباب الإِسلام.







الأزمة الأولى: مرض الشبهات


فأما الشبهات: فهي مرض خطير، ذكره الله عزّ وجل عن كل ملحد وطاغية، من يوم خلق الله الأرض والسماوات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ذكر الله هذا المرض عن فرعون في سؤاله لـموسى؟
((قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)).
فهْذا مرض شبهة، جعله يشك في الخالق سبحانه.
فمرض الشبهة، هو: التحير والاضطراب.
وهو مرض إنما يأتي بنقص العلم الوارد، أو البيئة التي يعيش فيها العبد، أو بالخطرات التي تزلزل الإِيمان.
ويكون على أقسام: فمنهم: من يشكك في وجود الخالق سبحانه وتعالى، وهذا هو الإِلحاد الذي كاد أن يهلك شباب الأمة في فترة من الفترات.
ومنهم: من يشك باليوم الآخر.
فهو يؤمن بوجود الله، ولكن لا يؤمن باليوم الآخر، كـابن سيناء الذي يقول: إنما اليوم الآخر لمحات وإشارات، وليس بحقيقة.
والله عر وجل ذكر هذا الصنف، فقال في آخر سورة البقرة: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ الله الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)).
ومرض الشبهة عالجه القرآن بثلاث علاجات:
أولاً: النظر والتفكر في الكون، فالله عز وجل يقول: ((انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ))، ((أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)).
وكان سبحانه يأتي بالآيات الكونية دون تدقيق في جزئياتها، فيذكر السماء وما فيها من آيات، والأرض وما فيها من عجائب، ويذكر خرير الماء، وخلق الطير، والشجر، والزهر.
ويذكر الشجر، صنوان وغير صنوان، والماء، وكيف كان أصله.
ويذكر النطفة، وكيف تدرَّجت حتى أصبحت إنساناً، ثم يقول سبحانه وتعالى في الأخير: ((أَفَلا تَعْقِلُونَ))، ((أَفَلا تَذَكَّرُونَ)).
فالعلاج الأول لمرض الشبهة التي صادفت كثيراً من الشباب: هي النظر في الكون، والنظر في آيات الله عزَّ وجل، والتدبُّر.
ولذلك جعل الله عز وجل من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
وإنما ذكر خالياً ليكون بعيداً عن الرياء والسمعة.
فهو ذكر آيات الله، حتى يقول كثير من العلماء: لا يقتضي ذكر الله التسبيح فقط، والتحميد، والتهليل، بل إذا نظر إلى الجبال والوهاد، والتلال، ففاضت عيناه فهو مأجور.
وإذا نظر إلى المبتلين، والمرضى، ففاضت عيناه فهو مأجور.
وإذا نظر إلى الأطلال، والقبور، ففاضت عيناه فهو مأجور.
يقول أحد تلاميذ شيخ الإسلام : خرجت وراءه يوماً بعد صلاة العصر من الجامع الأموي، فلما اختفى في غوطة دمشق رفع بصره إلى السماء وقال: لا إله إلا الله، ثم فاضت عيناه وبكى، ثم قال:




فهو ذكر الله تعالى في خلوته.
فالنظر والاستدلال على قدرة الله تعالى بالتفكر في الكون، من أعظم ما يقضي على مرض الشبهة.
والعلاج الثاني: هو الذكر؛ لأن الله سبحانه وتعالى وصف الذكر مع الفكر، فقال سبحانه وتعالىِ: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)).
يقول ابن تيمية وهو يتحدّث عن بعض الملاحدة الذي أراد الإِيمان ولكن الله ما أراد له ذلك، بأنه شكا حاله لبعض العلماء فقال: في قلبي ظلمات بعضها فوق بعض.
هو يريد أن يهتدي لكن في قلبه ظلمات وحجب.
فقال له هذا العالم: عليك بكثرة الذكر بعد الصلاة.
قال: لا أستطيع.
قال: لا استطعت، ((فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)).
والله تعالى يقول: ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)).
والله تعالى يقرن في كتابه كثيراً بين التوحيد، وبين الذكر والاستغفار، ولذلك يقول سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)).
وقال عن يونس بن متى عليه السلام، يوم يروي قصته وتوبته أنه قال: ((لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)).
فأعظم ما يمكن أن يقضي على مرض الشبهة والشك والحيرة والاضطراب في الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الله عز وجل، وفي اليوم الآخر، وفي الغيبيات، بعد التفكر والاستدلال والنظر هو: الذكر.
وثالثها: كثرة النوافل، وإنما خصصت الذكر لأنه أهم، بل هو أفضل من كل نافلة.
فالنوافل هي التي تنهي الاضطرابات، ككثرة الصلاة، والعبادة، والتقرب إلى الله ليزيل تلكم الشبهات.









الأزمة الثانية: مرض الشهوات

أما الأزمة الثانية: فهي مرض الشهوات.
ومعنى الشهوات، أي: المعاصي.
فذاك مرض العقائد، وهذا مرض الأعمال.
وهذا المرض، وقع فيه بنو إسرائيل: اليهود ، قال سبحانه وتعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)).
والأمراض في القرآن ثلاثة:
مرض الشبهة الذي ذكرته، وقد وقع فيه ملاحدة العالم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومرض الشهوة، وقد وقع فيه بنو إسرائيل، وغيرهم من ضعيفي النفوس والهمم.
ومرض الجهل، وقلَّة العلم، وقلَّة الفقه، وقد وقع فيه النصارى ، ومن شابههم.
ولذلك يذكر الله الضلال مع النصارى ، ويذكر الله الغضب واتباع الهوى مع اليهود .
قال سفيان بن عيينة : من فسد من علمائنا ففيه شبه بـاليهود ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بـالنصارى .
وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لتتبعنَ سَنَنَ من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.
قالوا: يا رسول الله،
اليهود والنصارى ؟
قال: فمن الناس إلا هم؟


ولذلك وجد من طلبة العلم، ومن العلماء، نعوذ بالله من ذلك، من وقعوا في ما يحقق فيهم قوله تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ))،
وقوله تعالى: ((كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ))، وقوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)).
فمرض الشهوة، وهو: مرض المعاصي، وقع فيه كثير من الشباب، كالنظر الحرام، وشهوة استماع الأغنية، وشهوة النظر إلى المجلة الخليعة، وشهوة مجالسة البطالين، وشهوة اللغو، وشهوة الكذب، وشهوة النميمة، والغرور والبهتان.
فأكثر الشباب وقعوا في مرض الشهوات، لا مرض الشبهات الذي لا يقع فيه إلا أصحاب الخوض في الأمور الفكرية، والفلسفية، والظنون، والوساوس.
وعلاج الشبهات يكون باليقين، وبالعلم النافع.
وعلاج الشهوات يكون بالصبر.
قال سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))، أي صبروا عن الشهوات، وتيقَّنوا عند الشبهات، فنصرهم الله وجعلهم أئمة، فمن لم يصبر عند الشهوة فليس بإمام ولن يكون إماماً.
ومن لم يتيقن عند الشبهة فليس بإمام.
فمرض الشبهة يعالج باليقين، ومرض الشهوة يُعالج بالصبر، ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله)).
قال الإمام أحمد : ما رأيت كالصبر، تدبَّرت القرآن فوجدت فيه تسعين موضعَاً يتحدَّث عن الصبر.
فالله الله يا شباب الإِسلام في الصبر، فهو علاج الشهوات.
يقول حافظ الحكمي رحمه الله:




وأعظم ما يعالج الشهوة أيضاً هو الصلاة.
فإنه ما نظر من نظر إلى المحرمات، وما استمع من استمع للمحرمات إلا لأنه أساء في الصلاة.




فى رعاية الله وحفظه على امل اللقاء
__________________



ان العالم يفسح الطريق للمرء الذى يعرف الى اين هو ذاهب
اسماء النحاس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM