
مشاركة: إدارة المهارات الذهنية.
ويتطلب قياس رأس المال الفكري من الاجهزة الحكومية تطبيق برنامج من ثلاث مراحل اساسية هي: مرحلة الاختبار التشخيصي, ومرحلة التعيين الانتقائي, ومرحلة تنمية المهارات الذهنية, وتهدف مرحلة الاختبار التشخيصي الى قياس القدرات الذهنية لرأس المال الفكري داخل الجهاز الحكومي, ويمكن من خلال هذا الاختبار التعرف على اصحاب القدرات التحليلية او اصحاب القدرات الحسية من العاملين, ويتميز اصحاب القدرات التحليلية بقدرة عالية على التعامل مع المواقف او القرارات التي تتطلب الدخول في التفاصيل الفرعية للامور والدقة المتناهية او التحليل النقدي للمشاكل, اما اصحاب القدرات الحسية فيتميزون بقدرتهم على حل المشاكل المعقدة وتطوير الرؤيا المستقبلية والتعامل مع الازمات والمشاكل المعقدة.
ومن الممكن الاستفادة من نتائج هذا الاختبار في تحسين الانتاجية من عدة جوانب منها على سبيل المثال تكوين فرق العمل المتجانسة, او تعيين المرشحين في اماكن العمل او الوظائف التي يمكن ان يساهموا في تطويرها بشكل فعال, وبنفس المنطق فإن نتائج هذا التحليل يمكن ان تستخدم في اكتشاف الافراد القادرين على تقييم وتحليل الافكار الجديدة, او اكتشاف هؤلاء ممن لديه القدرة على قيادة الاخرين خاصة في حالات اتخاذ القرارات. ومن النادر ان تتولى الاجهزة الحكومية عمل مثل هذا الاختبار او ان تعتمد على نتائجه عند تخطيط او تنفيذ اعمالها وعلى العكس من ذلك فان كل ما تعرفه تلك الأجهزة عن العاملين لديها هو المسمى الوظيفي والاختصاصات والمسؤوليات والخبرة الوظيفية ممثلة في عدد سنوات العمل بالجهاز الحكومي, ومن النادر جدا ان تجد احد الاجهزة الحكومية يستخدم وسيلة متطورة لقياس ما يملك من قدرات عقلية وذهنية بشرية, غير ان حاجتنا الى البحث عن طرق واساليب جديدة لقياس القدرات الذهنية لمواردنا البشرية تزداد بزيادة اهمية وحيوية الدور الذي يتوقع ان تلعبه الموارد البشرية خلال العقود التالية.
وفي مرحلة التعيين الانتقائي يتم الترشيح لشغل المناصب بناء على القدرات الذهنية التي تم تحديدها في المرحلة الاولى بما يضمن دعم الوظائف والمهام الحكومية سواء على المستوى الفردي او المستوى التنظيمي, وبنفس المنطق السابق فإن العاملين من اصحاب القدرات الحسية يمثلون الذخيرة الاساسية للتجديد والابتكار داخل الاجهزة الحكومية, ومن ثم يمكن الاعتماد عليهم في تكوين فرق العمل لاقتراح حلول للازمات او للبحث عن اساليب مبتكرة لتطوير العمل الاداري داخل الاجهزة الحكومية, ومن الطبيعي ان تكون المهمة الاساسية لفرق العمل هذه هي صياغة الحلول المقترحة لعلاج المشاكل التي تواجه الجهاز الحكومي, وعند الانتهاء من هذه المهمة يجب تكوين مجموعة اخرى من العاملين من ذوى القدرات التحليلية لتقييم تلك الحلول ووضعها في شكلها النهائي, ومن الطبيعي ان يتم بعد ذلك عقد لقاءات بين المجموعتين السابقتين بغرض مناقشة ومراجعة النتائج التي توصل اليها الفريقان بغية التوصل الى حلول تعكس وجهة نظر رأس المال الفكري داخل الجهاز.
وفي حالة التوصل الى صياغة نهائية للحلول المقترحة لعلاج المشاكل التي تواجه الاجهزة الحكومية فإنه يمكن البدء في تنفيذ المرحلة الثالثة من هذا البرنامج وهي مرحلة تنمية المهارات الذهنية, وبالرغم من توافر المعرفة عن القدرات الذهنية والعقلية للانسان, الا ان الاجهزة الحكومية تعتمد على جزء بسيط للغاية من تلك المعرفة, وبصفة عامة فإن الحاجة باتت واضحة لاستخدام الاساليب الجديدة والمتطورة بغية تطوير امكانات ومهارات العاملين الذهنية. ومن الاساليب الذهنية الشائعة في هذا المجال اساليب العصف الذهني واساليب الفكر الجماعي, او استخدام اسلوب الاجتماعات المرنة او المفتوحة او جماعة المستشارين الداخليين, وفي كل الحالات فإن الهدف الاساسي من استخدام هذه الاساليب هو تشجيع التفاعل بين الموارد البشرية داخل الاجهزة الحكومية لكسر الجمود الفكري الذي يمكن ان ينشأ ويرسخ نتيجة ممارسات بيروقراطية بالية. ومن الطبيعي ان يتطلب نجاح برنامج (ادارة المهارات الذهنية) العديد من التغيرات الهيكلية في الاجهزة الحكومية ومن هذه التغيرات ضرورة خلق مناخ العمل الذي يؤكد اهمية ــ بل حتمية ــ التجديد والابتكار كأحد القيم الهامة في العمل الحكومي, كذلك يتطلب الامر تبني نظم العمل التي تتميز بالمرونة والانفتاح والتي يمكن في نفس الوقت ان تسمح بالمشاركة وقبول اراء ووجهات نظر العديد من العاملين داخل الجهاز الحكومي كذلك فإن تطبيق هذا البرنامج بنجاح يستدعى بالضرورة ان تتولى القيادات الادارية في الاجهزة الحكومية تسهيل مهمة تفاعل العاملين وحثهم على بذل اقصى جهد ممكن بغرض تحسين الاداء الحكومي.
المصدر: موقع التنمية الإدارية .
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله
if you fail to plan you plan to fail
كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم