إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-31-2010, 11:54 AM
  #1
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين

* * *
وكان النظام الربوي هو السائد في الجزيرة العربية، وعليه يقوم اقتصادها الأساسي. ولا يحسبن أحد انها كانت مجرد معاملات فردية في حدود ضيقة. فقد قامت لقريش تجارة ضخمة مع الشام في رحلة الصيف، ومع اليمن في رحلة الشتاء. وكانت توظف في هذه التجارة رؤوس أموال قريش. ولا يجوز ان ننسى ان قافلة ابي سفيان التي ترصد لها المسلمون في غزوة بدر، ثم أفلتت منهم، وقسم الله لهم ما هو خير منها، كانت تحوى ألف بعير موسوقة بالبضائع! ولو كان الربا مجرد معاملات فردية محدودة، لا نظاماً شاملاً للحياة الاقتصادية ما استحق من الله - سبحانه - هذه الحملة المفزعة المتكررة في القران، ولا متابعة تلك الحملة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديثه!.
هذه الأموال، وهذه الحركة التجارية، وهذا الاقتصاد الذي يقوم عليها، كان يقوم كله على اساس النظام الربوي. وفيه تجمعت اقتصاديات البلاد تقريباً قبيل البعثة، فكذلك كانت تقوم الحياة في المدينة. وأصحاب اقتصادها هم اليهود. والربا قاعدة اقتصاد اليهود!.
وكان هذا "واقعا" اقتصادياً تقوم عليه حياة البلاد!.
ثم جاء الاسلام.. جاء ينكر هذا الأساس الظالم الجارم؛ ويعرض بدله اساساً آخر: أساس الزكاة والقرض الحسن والتعاون والتكافل.
" الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية، فلهم اجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون. الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخطبه الشيطان من المس. ذلك بأنهم قالوا: انما البيع مثل الربا. واحل الله البيع وحرم الربا. فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف، وأمره الى الله. ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. يمحق الله الربا ويربى الصدقات. والله لا يحب كل كفار أثيم. ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات. واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، لهم اجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا ان كنتم مؤمنين. فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة، وأن تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون. واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ". [البقرة: 274-281]
ووجدت الفطرة ان دعوة الله خير مما هي فيه. واشمأزت من الأساس الهابط الذي يقوم النظام الربوي عليه. ومع مشقة الانتقال في الأوضاع الاقتصادية التي تقوم عليها حياة الناس، فقد كانت استجابة الفطرة أقوى من ثقل " الواقع" ، وتطهر المجتمع المسلم من تلك اللوثة الجاهلية. وكان ما كان. وفق سنة الله التي تتكرر كلما دعيت الفطرة فانتفضت من تحت الركام والأنقاض!.

* * *
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:55 AM
  #2
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين


* * *
ونكتفي في هذا الفصل بهذه الأمثلة الثلاثة من مغالبة الفطرة للواقع، وانتفاضها من تحت الركام والانقاض، وانتصارها على الواقع الخارجي الذي أنشأته الجاهليات... وهي تمثل واقع العقيدة والتصور. وواقع الأوضاع والتقاليد... وواقع الاقتصاد والتعامل... وهي اقوى ألوان "الواقع" الذي يراه من لا يدركون قوة العقيدة، وقوة الفطرة، وكأنه هو الحقيقة الساحقة التي لا قبل بها لفطرة ولا عقيدة!.
ان الاسلام لم يقف مستسلما عاجزاً مكتوف اليدين امام هذا "الواقع" ولكنه ألغاه، أو بدله، وأقام مكانه بناءه السامق الفريد، على أساسه القوي العميق.
وما حدث مرة يمكن ان يحدث مرة اخرى. فقد حدث ما حدث وفق سنة جارية، ولا وفق معجزة خارقة. وقد قام ذلك البناء على رصيد الفطرة المدخر لكل من يستنقذ هذا الرصيد، ويجمعه ، ويوجهه، ويطلقه في اتجاهه الصحيح.
والبشرية اليوم قد تكون أقدر على هذا الاتجاه الصحيح، بما استقر في تاريخها وفي حياتها من آثار ذلك المد الأول، الذي واجه أقسى المعارضة. ثم انساح في طريقه، وخلف من بعده أعمق الآثار…
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:56 AM
  #3
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين

رصيد التجـربة

عندما واجه الإسلام البشرية - أول مرة - كان يواجه هذا الواقع برصيد الفطرة وحده. كان رصيد الفطرة مع هذا الدين، على الرغم من الأجيال الطويلة التي انقضت وهي تراكم فوقه انقاض الواقع الجاهلي العريض... ولكن انتفاض الفطرة كان اقوى من كل ذلك الركام؛ وكانت استجابة الفطرة كافية لنفض ذلك الركام.
وكانت تلك الفترة العجيبة. وكانت تلك القمة السامقة، وكان ذلك الجيل الفارع. وكانت تلك المنارة الوضيئة... كانت - كما قلنا- قدراً من أقدار الله - وتدبيرا من تدبيره، لتتجسم هذه الصورة الفريدة، في أوضاع حياة واقعية، يمكن - فيما بعد- الرجوع اليها في صورتها الواقعية، ومحاولة تكرارها على مدى الزمن، بقدر ما تتهيأ لها البشرية!.
إنها لم تكن ثمرة طبيعية لبيئتها - وقتذاك- ولكنها كانت ثمرة الرصيد المتجمع للفطرة؛ عندما وجدت المنهج والقيادة والتربية والحركة التي تجمع هذا الرصيد وتدفعه هذه الدفعة القوية ...
ولكن البشرية - بجملتها - لم تكن قد تهيأت بعد للاستقامة طويلاً على تلك القمة السامقة. التي تسنمتها تلك الجماعة المختارة على عين الله...
فلما انساح الاسلام في مشارق الأرض ومغاربها بتلك السرعة العجيبة التي لم يعرف لها التاريخ نظيراً، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأصبحت كثرة الأمة الإسلامية ليست هي التي تلقت تلك التربية الفريدة العميقة البطيئة التي تلقتها الجماعة المختارة.
لما وقع هذا كله أخذ ضغط الرواسب الجاهلية في نفوس الجماهير الغفيرة، والكثرة الكاثرة في جموع الأمة التي دانت للإسلام "يثـقـل" ويجذب الجسم كله من تلك القمة السامقة، إلى الأرض المستوية!. الجسم الذي لا يرفعه الى تلك القمة السابقة إلا الوثبة الكبرى، التي وثبتها تلك الجماعة المختارة. بدفعة التربية الفريدة العميقة البطيئة، التي جمعت رصيد الفطرة وأطلقته في هذا الاتجاه البعيد!.
ومن ثم استوى المجتمع المسلم - قرابة الف عام - لا على تلك القمة السامقة؛ ولكن في مستويات متفاوتة، كلها أرفع من مستويات المجتمعات الأخرى في ارجاء الأرض، وذلك مع استمداد تلك المجتمعات من ذلك المجتمع الرفيع، كما شهد التاريخ المنصف . وما أقل التاريخ المنصف!.

* * *

__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:57 AM
  #4
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين


* * *
تلك الوثبة الكبرى الفريدة في تاريخ البشرية، وهذه الألف عام من المستويات الرفيعة... لم تذهب كلها سدى، ولم تتبدد من عالم الحياة ضياعاً، ولم تترك البشرية بعدها كما تسلمتها من قبل.
كلا! فليس ذلك من سنة الله في الحياة والناس. فالبشرية وحده متماسكة على مدار الزمان، وجسم البشرية جسم حي؛ ينتفع بزاد التجارب، ويدخر رصيد المعرفة، ومهما تجمع فوقه ركام الجاهلية التي ارتدت اليها البشرية؛ ومهما ران عليها العمى والظلام؛ فان الرصيد باق مكنون، بل هو سار في الجسم على العموم!.
وإذا كانت الدعوة الى الاسلام في المرة الأولى، لم تجد الا رصيد الفطرة تواجه به واقع البشرية (وذلك دون ان نغفل الرصيد الضئيل المتبقى كالذبالة من بقايا الرسالات الأولى التي كانت رسالات في اقوام، ولم تكن للبشر كافة كالإسلام) فانها اليوم تجد الى جانب رصيد الفطرة المكنون، رصيد الموجة الأولى لهذا المنهج الإلهي في حياة البشرية جمعاء - من آمن بالاسلام، ومن دخل في حكم الاسلام، ومن تأثر على البعد بالمد الإسلامي العريض - كما تجد رصيد التجارب البشرية المريرة، التي عانتها في التيه، حين بعدت عن الله، وعانت في ذلك التيه مرارة الحياة!.
والمبادئ والتصورات، والقيم والموازين، والنظم والأوضاع، التي واجه بها الاسلام البشرية اول مرة وليس معه الا رصيد الفطرة فأنكرتها اشد الانكار؛ وتنكرت لها كل التنكر، وقاومتها كل المقاومة، لأنها - يومذاك - كانت غريبة كل الغرابة، وكانت المسافة بينها وبين واقعها سحيقة هائلة...
هذه المبادئ والتصورات، والقيم والموازين، والأنظمة والأوضاع، قد استقرت في حياة جماعة من البشر - وهي في صورتها الكاملة - فترة من الزمان، ثم استقرت في حياة العالم الاسلامي العريض - في مستويات متفاوتة - فترة طويلة اخرى. ثم عرفت في حياة الجماعة البشرية كلها تقريباً، خلاف نيف وثلاثمئة وألف عام... عرفت على الأقل دراسة ورؤية وفرجة! ان لم تعرف مزاولة وعملاً وتجربة!
ومن ثم لم تعد غريبة - على البشرية- كما كانت يوم جاءها بها الاسلام اول مرة. ولم تعد منكرة في حسها وعرفها كما كانت يومذاك!.
حقيقة ان البشرية لم تتذوقها قط، كما تذوقتها الجماعة المختارة، وفي تلك الفترة الفريدة. وحقيقة أنها حين حاولت تطبيق بعضها في أزمنة متفاوتة- بما في ذلك العصر الحديث- لم تدرك روحها فقط، ولم تطبقها بهذه الروح. وحقيقة إنها - حتى اللحظة - ما تزال تطلع وهي تدرج في المرتقى الذي وثبت اليه الجماعة المسلمة الأولى..
كل هذا صحيح . ولكن البشرية بجملتها - من الناحية التصورية الفكرية - قد تكون اقرب الى ادراك طبيعة ذلك المنهج، وأقدر على حمله كذلك - منها يوم جاءها أول مرة، غريباً عليها كل الغرابة.

* * *
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:57 AM
  #5
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين


* * *
والأمثلة المحددة تقرب هذه الحقيقة وتوضحها. ونحن نكتفي بذكر القليل منها دون الاحاطة بها. وذلك لاعتبارين هامين:
أولهما: طبيعة هذا البحث المجمل المختصر؛ الذي لا يزيد على ان يكون مجرد اشارات دالة الى عناصر الموضوع الكبير الذي يـتـناوله موضوع "هذا الدين".
وثانيهما: أن الخطوط العريضة التي تركتها موجة المد الطويلة لهذا المنهج، في حياة البشرية كلها، وفي انحاء الأرض جميعاً، اكثر عدداً، وأضخم أثراً، وأوسع مساحة، من أن يحيط بها كاتب واحد، في بحث واحد، وفي عصر واحد، فهذه الآثار قد ترسبت في حياة البشرية كلها، منذ ذلك العهد البعيد؛ وشملت حياة البشرية كلها على نطاق واسع، وتأثرت به جوانب قد لا تكون كلها ظاهرة، وقد لا تكون كلها مما سجلته الملاحظة.
وانه ليمكن القول - على وجه الاجمال- أن هذه الظاهرة الكونية، التي تجلت على هذا الكوكب الأرضي، وتمت في حياة هذه البشرية... وهي ظاهرة هذا الدين... لم تدع جانباً واحداً من حياة البشرية منذ ذلك التاريخ، الا وتجلت فيه وتركت فيه تأثيراً تتفاوت درجاته، ولكنه واقع لا شك فيه. وان كل حركة من حركات التاريخ الكبرى قد استمدت مباشرة او غير مباشرة من ذلك الحدث الكبير؛ او - بتعبير أصح - من هذه الظاهرة الكونية الضخمة.

* * *
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:58 AM
  #6
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين

* * *
إن حركة الإصلاح الديني، التي قام بها مارتن لوثر وكالفن في أوربا. وحركة الإحياء التي تقتات منها أوربا حتى اليوم- وحركة تحطيم النظام الاقطاعي في أوربا، والانطلاق من حكم الأشراف. وحركة المساواة واعلان حقوق الانسان التي تجلت في الماجنا كارتا في انجلترا والثورة الفرنسية في فرنسا. وحركة المذهب التجريبي التي قام عليها مجد أوربا العلمي، وانبعثت منها الفتوحات العلمية الهائلة في العصر الحديث... وأمثالها من الحركات الكبرى، التي يحسبها الناس أصولاً في التطور التاريخي... كلها قد استمدت من ذلك المد الاسلامي الكبير، وتأثرت به تأثراً أساسياً عميقاً...
جاء في كتاب "ضحى الإسلام" للدكتور أحمد أمين:
"ظهر بين النصارى نزعات يظهر فيها أثر الاسلام - من ذلك انه في القرن الثامن الميلادي - أي في القرنين الثاني والثالث الهجريين- ظهرت في سبتمانيا (Septmania) حركة تدعو إلى إنكار الاعتراف أمام القسس وأن ليس للقسس حق في ذلك؛ وأن يضرع الإنسان إلى الله وحده في غفران ما ارتكب من إثم. والاسلام ليس له قسيسون ورهبان وأحبار. فطبيعي ألا يكون فيه اعتراف!.
وكذلك قامت حركة تدعو إلى تحطيم الصور والتماثيل الدينية (Iconoclasts). ذلك أنه في القرن الثامن والتاسع للميلاد- أي في القرن الثالث والرابع الهجري- ظهر مذهب نصراني يرفض تقديس الصور والتماثيل. فقد أصدر الامبراطور الروماني "ليو" الثالث أمراً سنة 726م يحرم فيه تقديس الصورة والتماثيل، وأمراً آخر في سنة 730 يعد الاتيان بهذا وثنية. وكذلك كان قسطنطين الخامس وليو الرابع. على حين كان البابا "جريجورى الثاني والثالث" و "جرمانيوس" بطريرك القسطنطينية، والإمبراطورة "ايرينى" من مؤيدي عبادة الصورة. وجرى بين الطائفتين نزاع شديد؛ لا محل لتفصيله. وكل ما نريد أن نذكره ان بعض المؤرخين يذكرون ان الدعوة الى نبذ الصور والتماثيل كانت متأثرة بالاسلام. ويقولون ان كلوديوس (Cloudius) أسقف تورين (الذي عين سنة 828م وحول 213هـ) والذي كان يحرق الصور والصلبان، وينهي عن عبادتها في أسقفيتة ولد وربى في الأندلس الاسلامية..
... "كذلك وجدت طائفة من النصارى، شرحت عقيدة التثليث بما يقرب من الوحدانية، وانكرت ألوهية المسيح".

* * *
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 11:59 AM
  #7
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين


* * *
وحينما عادت جيوش الصليبيين المتبربرة مرتدة عن الشرق الاسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي، عادت ومعها صورة من حياة المجتمع الاسلامي. وعلى كل ما كان قد وقع من الانحرافات في هذا المجتمع، فإن الظاهرة البارزة فيه - بالقياس إلى ذلك القطيع الصليبي المتبربر- كانت ظاهرة الشريعة الواحدة، التي يخضع لها الحاكم والمحكوم؛ والتي لا تستمد من إرادة الشريف أو هوى صاحب الإقطاعية - كما كان الحال في أوربا؛ وظاهرة الحرية الشخصية في اختيار نوع العمل ومكان الإقامة، وظاهرة الملكية الفردية وحرية الاستثمار، وظاهرة انعدام الطبقية الوراثية واستطاعة كل فرد في أي وقت أن يرتفع بدرجته في المجتمع وفق جده واجتهاده وعمله. هذه الظواهر البارزة، التي لا تخطئها عين الأوربي الذي كان يعيش في نظام الاقطاع، رقيقاً للأرض، قانونه هو ارادة السيد، وطبقته حتمية لأن "الشرف" وراثي!.
ومن هنا - بمساعدة العوامل الاقتصادية الأخرى في حياة المجتمع الأوربي- انطلقت الصيحات التي حطمت النظام الاقطاعي تدريجياً؛ وأعلنت تحرير الأفراد من رق الأرض. وان لم تحررهم من سائر القيود الأخرى. ولم ترفع مجتمعهم الى مستوى المجتمع الاسلامي!

* * *
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM