إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-2009, 02:51 AM
  #1
أحمد فاروق سيد حسنين
 الصورة الرمزية أحمد فاروق سيد حسنين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,257
Icon22 معذرة.....هناك 3 أعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

معذره ..... هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

هناك ثلاثه أعضاء معنا قد يغيب عن البعض منا حقيقتهم وخطرهم احببت أن احذر منهم

في هذا الموضوع الهام و الحساس و الذي قد يفسره البعض بتفسيرات كثيرة قبل أن يعرف حقيقة هؤلاء

الأعضاء و لقد ترددت في كتابة أسماءهم هنا علناً حتى اتضح لي أنه من المصلحة و النصيحة و المحبة لكم

أن اذكرهم حتى يحذر المخدوع بهم و يعرف حقيقة ما يقومون به من دور خطير .


قد يغيب عن الكثير منا مع العلم أن البعض و لله الحمد عرفهم و عرف أساليبهم و طرقهم فتعامل معهم بحذر

حسب حالهم و لكن البعض ربما لم يظهر له حقيقتهم أو أنه تجاهلهم ولم يقم بالدور المطلوب تجاههم بل قد

يحسن الظن بهم قد يقول البعض عجل بكشف الأسماء حتى نعرفهم و نشهر بهم و لكن أقول له رويدك

أخي فليس العبرة بمعرفة الأسماء مع العلم بأني سأذكرهم لكم و لكن العبرة بعد ذلك كيف سنتعامل معهم

و ما دورنا بعد معرفتهم و هذا الذي دفعني إلى التشهير بهم هنا في هذا المنتدى و لو أن البعض سيغضب

على على هذا الأسلوب معهم .

و لكن يعلم الله ما قصدت إلا إصلاحهم وتقويمهم وتعديل سلوكهم و دلالتهم على الخير مما يعود علينا

جميعاً بالفائدة والنفع في الدنيا و الآخرة مع العلم أن البعض قام بهذا الدور معهم و وجد آثار إيجابية و جيدة

و أما الآن حان الوقت لذكر الأسماء فضعوا أيديكم على قلوبكم ولا تلوموني على



ذكرهم في هذا المنتدى المبارك وإليكم الأسماء







العضو الاول هو


اللسان

هذا العضو الخطير والصغير في حجمه الكبير في جرمه كم أورد الناس في
المهالك ولم يتنبه له أحد إلا من رحم الله فقد حذرنا منه رسولنا الكريم


في أحاديث عديدة وبين أن الكلمة التي ينطق بها اللسان قد تهوي
بصاحبها في جهنم والعياذ بالله بل أن الله عز جلاله قال:


"وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد " ..... الآية
وهذا اللسان للأسف هو مصدر

الغيبة والنميمة والك----
والسب واللعن والفاحش من الكلام

وياله من عضو فعال في الخير والشر فبكلمة
واحدة قد يدخل الجنة وبكلمة واحدة قد يدخل النار ومن

العجب أن الواحد منا يمتنع عن كثير من المحرمات كأكل الحرام
والسرقة والزنا وشرب الخمر وغيرها ولكن يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه

واحفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب





العضو الثاني هو



القلب


هذا العضو لا يقل خطورة و أهمية عن الأول فالقلب محل نظر الرب
فإن الله لا ينظر إلى صورنا بل ينظر إلى قلوبنا واعمالنا كما ثبت

في الحديث وهذا العضو إذا صلح صلحت جميع الأعضاء
وإذا فسدفسدت جميع الاعضاء ويقول أبوهريرة
رضي الله عنه : "
القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده "

ولا ينجو يوم القيامة إلا من كان قلبه سليماً من الشرك والبدع
والأمراض الكثيرة كالحسد والكبر والحقد والغل وغيرها
من أمراض القلوب وهذا العضو شديد التقلب

ولذا سمي بالقلب و كثيراً ما كان
الرسول صلى الله عليه وسلم
يدعو في سجوده " يا مقلب القلوب صرف قلبي على طاعتك "


فليتنا نسعى فى إصلاح قلوبنا والبحث عن عللها فقد لايخلو
الإنسان من وجود مرض في قلبه إما مرض شهوة أو مرض شبهة




العضو الثالث



البصر

نعمة عظيمة وهبها الله لنا وسيحاسبنا فيما استعملناها بل أمر الله
بحفظ البصر وغضه عن المحرمات وما أكثر ما نستعمل هذه النعمة

في غير مكانها عبر وسائل الإعلام من شاشات ومجلات وغيرها
من الصور المحرمة التي تعرض علينا صبح مساء

فما أسعد من غض بصره واستعمله في
طاعة ربه وعرف خطورة إطلاقه في مانهى الله عنه كل الحوادث مبدأها من النظر و معظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السيوف بلا قوس ولا وتر .

هل عرفتم هؤلاء الأعضاء و مكمن الخطر فيهم ؟
منقول
قرأته فأعجبنى

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

__________________
محاسب قانونى
أحمد فاروق سيد حسنين





اسألكم الدعاء لأبي وأمى
بالرحمة والمغفرة

أحمد فاروق سيد حسنين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 04:23 AM
  #2
Leopard
مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
العمر: 42
المشاركات: 118
Icon21 مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

الأخ

أحمد فاروق


يالها من مقدمة مشوقة .... موضوع رائع

اللهم وفقنا جميعا إلى حفظ جوارحنا عن المحرمات
وصرف قلوبنا على طاعتك

ولنتأمل هذه الآية :وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[الأحزاب:35]

أقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء جامع روي عنه أنه قال :
«اللهم إني أسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى » أخرجه مسلم
Leopard غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 06:23 AM
  #3
alaasalama
مشارك ذهبى
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 49
المشاركات: 200
افتراضي مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

جزاكم الله خيرا مقدمه ولا اروع وعرض مشوق

قرات في كتاب احياء علوم الدين شيء متعلق بهذا الموضوع وهو يذكرنا بالصيام ونحن مقبلون علي اشهر الخير

(((اعلم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص. أما صوم العمووم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله. وأما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين، فإن ذلك من زاد الآخرة وليس من الدنيا حتى قال أرباب القلوب: من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة، فإن ذلك من قلة الوثوق بفضل الله عز وجل وقلة اليقين برزقه الموعود، وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين ولا يطول النظر في تفصيلها قولاً ولكن في تحقيقها عملاً، فإنه إقبال بكنه الهمة على الله عز وجل وانصراف عن غير الله سبحانه وتلبس بمعنى قوله عز وجل " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " وأما صوم الخصوص وهو صوم الصالحين فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور: الأول: غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله فمن تركها خوفاً من الله آتاه الله عز وجل إيماناً يجد حلاوته في قلبه " وروى جابر عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " خمس يفطرن الصائم الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة " . الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان. وقد قال سفيان: الغيبة تفسد الصوم. رواه بشر بن الحارث عنه. وروى ليث عن مجاهد: خصلتان يفسدان الصيام الغيبة والكذب. وقال صلى الله عليه وسلم " إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم " وجاء في الخبر " أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهدهما الجوع والعطش من آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذناه في الإفطار فأرسل إليهما قدحاً وقال صلى الله عليه وسلم: قل لهما قيئا فيه ما أكلتما فقاءت إحداهما نصفه دماً عبيطاً ولحماً غريضاً وقاءت الأخرى مثل ذلك حتى ملأتاه فعجب الناس من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم هاتان صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله تعالى عليهما. قعدت إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يغتابان الناس فهذا ما أكلتا من لحومهم " الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت فقال تعالى " سماعون للكذب أكالون للسحت " وقال عز وجل " لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت " فالسكوت على الغيبة حرام وقال تعالى " إنكم إذاً مثلهم " ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " المغتاب والمستمع شريكان في الإثم " الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار. فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام. فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته لا بنوعه، فالصوم لتقليله. وتارك الاستكثار من الدواء خوفاً من ضرره إذا عدل إلى تناول السم كان سفيهاً. والحرام سم مهلك للدين. والحلال دواء ينفع قليله ويضر كثيره. وقصد الصوم تقليله. وقد قال صلى الله عليه وسلم " كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش " فقيل هو الذي يفطر على الحرام، وقيل هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام)))
__________________

alaasalama غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 07:34 AM
  #4
فوكس
مشارك ماسى
 الصورة الرمزية فوكس
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: Alex
العمر: 42
المشاركات: 501
افتراضي مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

احسنتم
وجزاكم الله خيرا...
__________________
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك
فوكس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 10:15 AM
  #5
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
Icon25 مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

أستاذ/أحمد
أود أن أحييك
فعلا مقدمه مشوقه والموضوع رائع
جزاك الله خيرا
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 03:49 PM
  #6
أحمد فاروق سيد حسنين
 الصورة الرمزية أحمد فاروق سيد حسنين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,257
Icon25 مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأساتذة الكرام
Leopard
alaasalama
فوكس
Sara Esam

بارك الله فيكم جميعاً
و رزقنا الله العفاف و الغنى و التقى و الصلاح
و أسأل الله أن أكون عند حسن ظن الجميع
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
محاسب قانونى
أحمد فاروق سيد حسنين





اسألكم الدعاء لأبي وأمى
بالرحمة والمغفرة

أحمد فاروق سيد حسنين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 03:54 PM
  #7
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

آفات اللسان
‏اعلم‏:‏ أن الصمت يجمع الهمة ويفرغ الفكر‏.‏وفى الحديث، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏من يضمن لى ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة‏"‏‏.‏وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه‏"‏‏(‏‏(‏ أخرجه ابن أبى الدنيا في الصمت‏"‏ من حديث أنس، وفى سنده على بن مسعدة، قال البخاري‏:‏ فيه نظر، وقال ابن عدى‏:‏ أحاديثه غير محفوظة‏.‏‏)‏‏)‏
وفى حديث معاذ في آخره‏:‏ (كف عليك هذا) فقلت‏:‏ يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ قال‏:‏ ‏(ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال‏:‏ على مناخرهم، ألا حصائد ألسنتهم‏؟‏)‏.‏وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏ من كف لسانه ستر الله عورته‏(‏ وقال ابن مسعود‏:‏ ما شيء أحوج إلى طول سجن من لساني‏.‏وقال أبو الدرداء‏:‏ أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم به‏.‏وقال مخلد بن الحسين‏:‏ ما تكلمت منذ خمسين سنة بكلمة أريد أن أعتذر منها‏.‏
1ـ ذكر آفات الكلام‏:‏
الآفة الأولى‏:‏ الكلام فيما لا يعنى‏.‏
واعلم‏:‏ أن من عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه المعرفة توجب حبس اللسان عن الكلام فيما لا يعنى، لأنه من ترك الله تعالى واشتغل فيما لا يعنى، كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها مدرة، وهذا خسران العمر‏.‏ وفى الحديث الصحيح، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من حسن إسلام المرء تركه مالا يعينه‏"‏‏.‏وقيل للقمان الحكيم‏:‏ ما بلغ من حكمتك‏؟‏ قال‏:‏ لا أسأل عما كفيته، ولا أتكلم بما لا يعنيني‏.‏ وقد روى أنه دخل على دواء عليه السلام وهو يسرد درعاً، فجعل يتعجب مما رأى، فأراد أن يسأله عن ذلك، فمنعته حكمته فأمسك، فلما فرغ داود عليه السلام، قام ولبس الدرع ثم قال‏:‏ نعم الدرع للحرب‏.‏ فقال لقمان‏:‏ الصمت حكم وقليل فاعله‏.‏
الآفة الثانية‏:‏ الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، كذكر مجالس الخمر، ومقامات الفساق‏.‏وأنواع الباطل كثيرة‏.‏ وعن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليتكلم بالكلمة يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب،‏.‏وقريب من ذلك الجدال والمراء وهو كثرة الملاحاة‏للشخص لبيان غلطة وإفحامه،والباعث على ذلك الترفع‏.‏

فينبغي للإنسان أن ينكر المنكر من القول، ويبين الصواب، فإن قبل منه وإلا ترك المماراة، هذا إذا كان الأمر معلقاً بالدين، فأما إذا كان في أمور الدنيا، فلا وجه للمجادلة فيه، وعلاج هذه الآفة بكسر الكبر الباعث على إظهار الفضل، وأعظم من المراء الخصومة، فإنها أمر زائد على المراء‏.‏وعن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم‏"‏‏.‏ وهذه الخصومة نعنى بها الخصومة بالباطل أو بغير علم، فأما من له حق فالأولى أن يصدف عن الخصومة، مهما أمكن لأنها، توغر الصدر، وتهيج الغضب الغضب،وتورث الحقد، وتخرج إلى تناول العرض‏.‏
الآفة الثالثة‏:‏ التقعر في الكلام، وذلك يكون بالتشدق‏‏ وتكلف السجع‏.‏ وعن أبى ثعلبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ إن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة مساويكم أخلاقاً الثرثارون‏ المتشدقون المتفيهقون‏"‏‏.‏‏ولا يدخل في كراهة السجع والتصنع ألفاظ الخطيب، والتذكير من غير إفراط، ولا إغراب، لأن المقصود من ذلك تحريك القلوب، وتشويقها، ورشاقة اللفظ ونحو ذلك‏.‏
الآفة الرابعة‏:‏ الفحش والسب والبذاء‏‏ ونحو ذلك، فإنه مذموم منهي عنه، ومصدره الخبث واللؤم‏.‏ وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش‏"‏‏.‏‏"‏الجنة حرام على كل فاحش‏"‏‏.‏
وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء‏"‏‏.‏واعلم‏:‏ أن الفحش والبذاء هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأكثر ما يكون ذلك في ألفاظ الجماع وما يتعلق به، فإن أهل الخير يتحاشون عن تلك العبارات ويكنون عنها‏.‏ومن الآفات‏:‏ الغناء وقد سبق فيه كلام في غير هذا الموضوع‏.‏
الآفة الخامسة‏:‏ المزاح، أما اليسير منه، فلا ينهى عنه إذا كان صدقاً‏.‏
فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقاً، فإنه قال لرجل‏:‏ ‏"‏يا ذا الأذنين‏"‏، وقال لآخر‏:‏ ‏"‏إنا حاملوك على ولد الناقة‏"‏، وقال للعجوز‏:‏ ‏"‏إنه لا يدخل الجنة عجوز‏"‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏إنا أنشأناهن إنشاء* فجعلناهن أبكاراً‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏35-36‏]‏ ‏ ، وقال لأخرى‏:‏ ‏"‏زوجك الذى في عينيه بياض‏؟‏‏"‏‏.‏‏فقد اتفق في مزاحه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أشياء‏:‏
أحدها‏:‏ كونه حقاً
والثاني‏:‏ كونه مع النساء والصبيان، ومن يحتاج إلى تأديبه من ضعفاء الرجال‏.‏
والثالث‏:‏ كونه نادراً، فلا ينبغي أن يحتج به من يريد الدوام عليه، فان حكم النادر ليس كحكم الدائم، ولو أن إنساناً دار مع الحبشة ليلاً ونهاراً ينظر إلي لعبهم واحتج بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقف لعائشة وأذان لها أن تنظر إلى الحبشة، لكان غالطاً، لندور ذلك، فالإفراط بى المزاح والمداومة عليه منهي عنه، لأنه يسقط الوقار، ويوجب الضغائن والأحقاد، وأما اليسير كما تقدم، من نحو نوع مزاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن فيه انبساطاً وطيب نفس‏.‏
الآفة السادسة‏:‏ السخرية والاستهزاء، ومعنى السخرية‏:‏ الاحتقار والاستهانة، والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالشارة والإيماء، وكله ممنوع منه في الشرع، ورد النهى عنه في الكتاب والسنة‏.‏
الآفة السابعة‏:‏ إفشاء السر، وإخلاف الوعد والكذب في القول واليمين، وكل ذلك منهي عنه، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته، وفى الحرب فإن ذلك يباح وضابطه أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب، فهو فيه مباح إن كان هذا المقصود مباحاً‏.‏ وإن كان المقصود واجباً، فهو واجب، فينبغي أن يحترز عن الكذب مهما أمكن‏.‏ وتباح المعاريض، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏إن في المعاريض مندوحة عن الكذب‏"‏ ‏‏ وإنما تصلح المعاريض عند الحاجة إليها، فأما مع غير الحاجة،فمكروهة لأنها تشبه الكذب‏.‏ فمن المعاريض ما روينا عن عبد الله بن رواحة رضى الله عنه أنه أصاب جارية له، فعلمت امرأته، فأخذت شفرة، ثم أتت فوافقته قد قام عنها، فقالت‏:‏ أفعلتها‏؟‏ فقال‏:‏ ما فعلت شيئاً، قالت، لتقرأن القرآن أو لأبعجنك بها، فقال رضى الله عنه‏:‏
وفينا رسول الله يتلو كتابه ذا انشق معروف من الفجر ساطع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
قالت‏:‏ آمنت بالله وكذبت بصري‏.‏ وكان النخعى إذا طلب قال للجارية‏:‏ قولي لهم‏:‏ اطلبوه في المسجد‏.‏
الآفة الثامنة‏:‏ الغيبة، وقد ورد الكتاب العزيز بالنهى عنها، وشبه صاحبها بآكل الميتة‏.‏وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام‏"‏‏.‏وعن أبى برزة الأسلمى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه‏:‏ لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته‏"‏‏.‏وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، وإن الرجل قد يزنى ويشرب، ثم يتوب ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر الله له حتى يغفر صاحبه‏"‏ ‏‏ وقال على بن الحسين رضى الله عنهما‏:إياك والغيبة، فإنها إدام كلاب الناس والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة مشهورة‏.‏
ومعنى الغيبة‏:
‏ أن تذكر أخاك الغائب بما يكره إذا بلغه، سواء كان نقصاً في بدنه، كالعمش، والعورة، والحول، والقرع، والطول، والقصر، ونحو ذلك‏.‏أو في نسبه، كقولك‏:‏ أبوه نبطي، أو هندي أو فاسق، أو خسيس، ونحو ذلك‏.‏أو في خلقه كقولك، هو سئ الخلق بخيل متكبر ونحو ذلك‏.‏أو في ثوبه، كقولك‏:‏ هو طويل الذيل، واسع الكم، وسخ الثياب‏.‏والدليل على ذلك، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الغيبة قال‏:‏ ‏"‏ذكرك أخاك بما يكره‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أرأيت إن كان في أخي ما أقول يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن كان في أخاك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته‏"‏‏.‏واعلم أن كل ما يفهم منه مقصود الذم، فهو داخل في الغيبة، سواء كان بكلام أو بغيره، كالغمز، والإشارة والكتابة بالقلم، فإن القلم أحد اللسانين‏.‏وأقبح أنواع الغيبة، غيبة المتزهدين المرائين، مثل أن يذكر عندهم إنسان فيقولون‏:‏ الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على السلطان، والتبذل في طلب الحطام، أو يقولون‏:‏ نعوذ بالله من قلة الحياء، أو نسأل الله العافية، فإنهم يجمعون بين ذم المذكور ومدح أنفسهم‏.‏ وربما قالا أحدهم عند ذكر إنسان‏:‏ ذاك المسكين قد بلى بآفة عظيمة، تاب الله علينا وعليه، فهو يظهر الدعاء ويخفى قصده‏.‏واعلم‏:‏ أن المستمع للغيبة شريك فيها، ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه، فإن خاف فبقلبه وإن قدر على القيام، أو قطع الكلام بكلام آخر، لزمه ذلك‏.‏وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ من أذل عنده مؤمن وهو يقدر أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق‏"‏ وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏من حمى مؤمناً من منافق يعيبه، بعث الله ملكاً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم‏"‏‏‏ورأى عمر بن عتبة مولاه مع رجل وهو يقع في آخر، فقال له‏:‏ ويلك نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه نفسك عن القول به، فالمستمع شريك القائل، إنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو ردت كلمة سفيه في فيه لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها‏.‏ وقد وردت أحاديث في حق المسلم على المسلم، تقدمت في كتاب الصحبة‏.‏
2ـ الأسباب الباعثة على الغيبة وذكر علاجها
أما الأسباب التي تبعث على الغيبة فكثيرة‏.‏منها‏:‏ تشفى الغيظ، بأن يجرى من إنسان في حق آخر سبب يوجب غيظه، فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه‏.‏
السبب الثانى‏:‏ من البواعث على الغيبة موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم، فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض، رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم استثقلوه ونفروا عنه، فيساعدهم ويرى ذلك من حسن المعاشرة‏.‏
الثالث‏:‏ إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره، فيقول‏:‏ فلان جاهل، وفهمه ركيك، ونحو ذلك، غرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه، ويريهم أنه أعلم منه‏.‏وكذلك الحسد في ثناء الناس على شخص وحبهم له وإكرامهم، فيقدح فيه ليقصد زوال ذلك‏.‏
الرابع‏:‏ اللعب والهزل، فيذكر غيره بما يضحك الناس به على سبيل المحاكاة، حتى إن بعض الناس يكون كسبه من هذا‏.‏
وأما علاج الغيبة، فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته، وأن حسناته تنقل إلى المغتاب إليه، وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه، فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة‏.‏وينبغى إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه، ويشتغل بإصلاحها، ويستحي أن يعيب وهو معيب، كما قال بعضهم‏:‏
فإن عبت قوماً بالذي فيك مثله فكيف يعيب الناس من هو أعور
وإذا عبت قوماً بالذي ليس فيهم فــذلك عند الله والناس أكبر
وإن ظن أنه سليم من العيوب، فليتشاغل بالشكر على نعم الله عليه، ولا يلوث نفسه بأقبح العيوب وهو الغيبة، وكما لا يرضى لنفسه بغيبة غيره له، فينبغي أن لا يرضاها لغيره من نفسه‏.‏فلينظر في السبب الباعث على الغيبة، فيجتهد على قطع، فإن علاج العلة يكون بقطع سببها‏.‏ وقد ذكرنا بعض أسبابها، فيعالج الغضب بما سيأتي في كتاب الغضب، ويعالج موافقة الجلاس بأن يعلم أن الله تعالى يغضب على من طلب رضى المخلوقين بسخطه، بل ينبغي أن يغضب على رفقائه، وعلى نحو هذا معالجة البواقي‏.‏
3حصول الغيبة بسوء الظن‏
وقد تحصل الغيبة بالقلب، وذلك سوء الظن بالمسلمين‏.‏والظن ما تركن إليه النفس ويميل القلب، فليس لك أن تظن بالمسلم شراً، إلا إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل فإن أخبرك بذلك عدل، فمال قلبك إلى تصديقه، كنت معذوراً، لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر، فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر، بل ينبغي أن تبحث، هل بينهما عداوة وحسد‏؟‏ فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك، ومتى خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك، فلا يلقى إليك خاطر السوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة‏.‏ وإذا تحققت هفوة مسلم، فانصحه في السر‏.‏واعلم‏:‏ أن من ثمرات سوء الظن التجسس، فان القلب لا يقنع بالظن، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس، وذلك منهي عنه، لأنه يوصل إلى هتك ستر المسلم، ولو لم ينكشف لك، كان قلبك أسلم للمسلم‏.‏
4ـ بيان الأعذار المرخصة في الغيبة وكفارة الغيبة
اعلم‏:‏ أن المرخص في ذكر مساوئ الغير، وهو غرض صحيح في الشرع، لايمكن التوصل إليه إلا به، وذلك يدفع إثم الغيبة، وهو أمور‏:‏
أحدها التظلم، فإن للمظلوم أن يذكر الظالم إذا استدعاه إلى من يستوفى حقه‏.‏
الثانى‏:‏ الاستعانة على تغيير المنكر، ورد الظالم إلى منهاج الصلاح‏.‏
الثالث‏:‏ الاستفتاء، مثل أن يقول للمفتى ظلمني فلان، أو أخذ حقى، فكيف طريقي في الخلاص، فالتعيين مباح، والأولى التعريض، وهو أن يقول‏:‏ ما تقول في رجل ظلمه أبوه أو أخوه ونحو ذلك‏؟‏والدليل على إباحة التعيين حديث هند حين قالت‏:‏ إن أبا سفيان رجل شحيح ولم ينكر عليها النبى صلى الله عليه وآله وسلم‏.‏
الأمر الرابع‏:‏ تحذير المسلمين، مثل أن ترى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق، وتخاف أن يتعدى إليه ذلك، فلك أن تكشف له الحال‏.‏وكذلك إذا عرفت من عبدك السرقة أو الفسق، فتذكر ذلك للمشترى‏.‏وكذلك المستشار في التزويج أو إيداع الأمانة، له أن يذكر ما يعرفه على قصد النصح للمستشير، لا على قصد الوقيعة، إذا علم أنه لا ينزجر إلا بالتصريح‏.‏
الخامس‏:‏ أن يكون معروفاً بلقب، كالأعرج، والأعمش، فلا إثم على من يذكره به، وإن وجد عن ذلك معدلاً كان أولى‏.‏
السادس‏:‏ أن يكون مجاهراً بالفسق، ولا يستنكف أن يذكر به‏.‏
وقد روى عن النبى صلى اله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له‏"‏‏‏وقيل للحسن‏:‏ الفاجر المعلن بفجوره، ذكرى له بما فيه غيبة‏:‏ قال‏:‏ لا، ولا كرامة‏.‏
وأما كفارة الغيبة، فاعلم أن المغتاب قد جنى جنايتين‏:‏
إحداهما‏:‏ على حق الله تعالى، إذ فعل ما نهاه عنه، فكفارة ذلك التوبة والندم‏.‏
والجناية الثانية‏:‏ على محارم المخلوق، فان كانت الغيبة قد بلغت الرجل، جاء إليه واستحله واظهر له الندم على فعلهوقد روى أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏من كانت عنده مظلمة لأخيه، من مال أو عرض، فليأته فليستحلها منه قبل أن يؤخذ وليس عنده درهم ولا دينار، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا، وإلا أخذ من سيئات هذا فألقى عليه‏"‏‏.‏وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل، جعل مكان استحلاله الاستغفار له، لئلا يخبره بما لا يعلمه، فيوغر صدره‏.‏وقد ورد في الحديث‏:‏ ‏"‏كفارة من اغتبت أن تستغفر له‏"‏‏وقال مجاهد‏:‏ كفارة أكلك لحم أخيك أن تثنى عليه وتدعو له بخير، وكذلك إن كان قد مات‏.‏
الآفة التاسعة‏:‏ من آفات اللسان النميمة، وفى الحديث ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة قتات‏"‏ وهو النمام ‏.‏واعلم‏:‏ أن النميمة تطلق في الغالب على نقل قول إنسان في إنسان، مثل أن يقول‏:‏ قال فيك فلان كذا وكذا، وليست مخصوصة بهذا، بل حدها كشف ما يكره كشفه، سواء كان من الأقوال أو الأعمال، حتى لو رآه يدفن مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة وكل من نقلت إليه النميمة، مثل أن يقال له‏:‏ قال فيك فلان كذا وكذا أو فعل في حقك كذا، ونحو ذلك فعليه ستة أشياء‏:‏
الأول‏:‏ أن لا يصدق الناقل، لأن النمام فاسق مردود الشهادة‏.‏
الثانى‏:‏ أن ينهاه عن ذلك وينصحه‏.‏
الثالث أن يبغضه في الله، فإنه بغيض عند الله‏.‏
الرابع‏:‏ أن لا يظن بأخيه الغائب السوء‏.‏
الخامس‏:‏ أن لا يحمله ما حكى له على التجسس والبحث، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولاتجسسوا‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏12‏]‏‏.‏
السادس‏:‏ أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه، فلا يحكى نميمته‏.‏ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل‏:‏ بلغني أنك وقعت فىَّ، وقلت كذا وكذا‏.‏ فقال الرجل‏:‏ ما فعلت، فقال سليمان‏:‏ صدقت، اذهب بسلام‏.‏وقال يحيى بن أبى كثير‏:‏ يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر‏.‏وقد حكى أن رجلا ساوم بعبد، فقال مولاه‏:‏ إني أبرأ منك من النميمة والكذب، فقال‏:‏ نعم، أنت برئ منهما، فاشتراه‏.‏ فجعل يقول لمولاه إن امرأتك تبغي وتفعل، وإنها تريد أن تقتلك، ويقول للمرأة‏:‏ إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ويتسرى، فان أردت أن أعطفه عليك، فلا يتزوج ولا يتسرى، فخذ الموسى واحلقي شعرة من حلقه إذا نام ، وقال للزوج‏:‏ إنها تريد أن تقتلك إذا نمت‏.‏ قال فذهب فتناوم لها، فجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه، فأخذ بيدها فقتلها، فجاء أهلها فاستعدوا عليه فقتلوه‏.‏
الآفة العاشرة‏:‏ كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين، وينقل كلام كل واحد إلى الآخر، ويكلم كل واحد بكلام يوافقه، أو يعده أنه ينصره، او يثنى على الواحد في وجهه ويذمه عند الأخر‏.‏وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه‏"‏‏.‏واعلم‏:‏ أن هذا فيمن لم يضطر إلى ذلك، فأما إذا اضطر إلى مداراة الأمراء جاز‏.‏قال أبو الدرداء رضى الله عنه‏:‏ إنا لنكشر‏">‏في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم ‏.‏ ومتى قدر أن لا يظهر موافقتهم لم يجز له‏.‏
الآفة الحادية عشرة‏:‏ المدح، وله آفات‏:‏
منها‏:‏ ما يتعلق بالمادح، ومنها‏:‏ ما يتعلق بالممدوح‏.‏ فأما آفات المادح، فقد يقول مالا يتحققه، ولا سبيل للاطلاع عليه، مثل أن يقول‏:‏ إنه ورع وزاهد، وقد يفرط في المدح فينتهي إلى الكذب، وقد يمدح من ينبغي لأن يذم‏.‏وقد روى في حديث‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى يغضب إذا مدح الفاسق‏"‏‏‏وقال الحسن‏:‏ من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله‏.‏وأما الممدوح، فإنه يحدث فيه كبراً أو إعجاباً، وهما مهلكان ولهذا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع رجلاً يمدح رجلاً‏:‏ ‏"‏ويلك، قطعت عنق صاحبك‏"‏‏.‏‏.‏الحديث وهو مشهور‏.‏وقد رُوِّينا عن الحسن قال كان عمر رضى الله عنه قاعداً ومعه الدرة والناس حوله، إذ أقبل الجارود ، فقال رجل‏:‏ هذا سيد ربيعة، فسمعها عمر رضى الله عنه ومن حوله، وسمعها الجارود، فلما دنا منه خفقه
بالدرة، فقال‏:‏ مالي ولك يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ مالي ولك، أما سمعتها‏؟‏ قال‏:‏ سمعتها، فمه‏؟‏ قال‏:‏ خشيت أن يخالط قلبك منها شئ فأحببت أن أطأطئ ‏منك‏.‏
ولأن الإنسان إذا أثنى عليه بالخير رضى عن نفسه، وظن أنه قد بلغ المقصود، فيفتر عن العمل، ولهذا قال‏:‏ .‏ فأما إذا سلم المدح من هذه الآفات لم يكن به بأس، فقد أثنى النبى صلى الله عليه وآله وسلم على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما من الصحابة رضى الله عنهم‏.‏ وعلى الممدوح أن يكون شديد الاحتراز من آفة الكبر والعجب والفتور عن العمل، ولا ينجو من هذه الآفات إلا أن يعرف نفسه، ويتفكر في أن المادح لو عرف منه ما يعرف من نفسه ما مدحه‏.‏ وقد روى أن رجلاً من الصالحين أثنى عليه، فقال‏:‏ اللهم إن هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني‏.‏
الآفة الثانية عشرة‏:‏ الخطأ في فحوى الكلام فيما يرتبط في أمور الدين،لاسيما فيما يتعلق بالله تعالى، ولا يقدر على تقويم اللفظ بذلك إلا العلماء الفصحاء، فمن قصر في علم أو فصاحة، لم يخل كلامه عن الزلل، لكن يعفو الله عنه لجهله‏.‏ مثال ذلك ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم انه قال‏:‏ ‏"‏لا يقل أحدكم‏:‏ ما شاء الله شئت، ولكن ليقل، ما شاء الله ثم شئت‏"‏‏‏وذلك لأن في العطف المطلق تشريكاً وتسوية، وقريب من ذلك إنكاره على الخطيب قوله‏:‏ ‏"‏ومن يعصهما فقد غوى‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ومن يعص الله ورسوله‏"‏‏.‏وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏لا يقل أحدكم‏:‏ عبدى وأمتى، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل، غلامي وجاريتي‏"‏‏.‏ وقال النخعى‏:‏ إذا قال الرجل للرجل‏:‏ يا حمار، يا خنزير، قيل له يوم القيامة‏:‏ أرأيتني خلقته حماراً، أو أرأيتني خلقته خنزيراً‏.‏فهذا وأمثاله مما يدخل في الكلام، ولا يمكن حصره، ومن* تأمل ما أوردناه في آفات اللسان، علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم، وعند ذلك يعرف سر قوله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏من صمت نجا‏"‏، لأن هذه الآفات مهالك وهى على طريق المتكلم، فإن سكت سلم‏.‏
5ـلا تسأل عن صفات الله عز وجل
ومن آفات العوام سؤالهم عن صفات الله سبحانه وتعالى وكلامه‏.‏اعلم‏:‏ أن الشيطان يخيل إلى العامي أنك بخوضك في العلم تكون من العلماء وأهل الفضل، فلا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم بما هو كفر وهو لا يدرى‏.‏ قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏يوشك الناس أن يسألوا، حتى يقولوا‏:‏ هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله‏؟‏‏"‏ فسؤال العوام عن غوامض العلم أعظم الآفات، وبحثهم عن معاني الصفات مما يفسدهم لا مما يصلحهم، إذ الواجب عليهم التسليم، فالأولى بالعامي الإيمان بما ورد به القرآن، ثم التسليم لما جاء به الرسول من غير بحث ، واشتغالهم بالعبادات، فإن اشتغالهم بالبحث عن أسرار العلم، كبحث سائمة الدواب عن أسرار الملك‏.‏
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2009, 10:36 PM
  #8
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
Icon28 مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

أمراض القلوب و علاجها

إن الله تعالى خلق الإنسان فسواه و عدله في أحسن تقويم و حمّله أمانة أبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها و أشفقن منها ( و حملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً ) كما أخبر تعالى .
و بتحمل الإنسان هذه الأمانة لزمه أن يتقي الله فيها و أن يحرص على أدائها و أن يجند في سبيل ذلك ما استطاع قلبَه و عَقله و جوارحه .
و أهم ذلك كله قلبه الذي بين جنبيه ، الذي يناط بصلاحه صلاح الجسد كله ، فقد روى الشيخان عن النعمان بن يشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال رسول الله : (( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب )) .
و القلب وعاء التقوى الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثاً و هو يقول : (( التقوى ههنا )) ، فدل ذلك مجتمعاً على أن الجوارح ترجمان القلب فإن استقام استقامت و إن حاد حادت .
و قد ذكر القرآن الكريم ثلاثة أنواع من قلوب العباد :
أوّلهاالقلب السليم:
الذي سلمه الله من أمراض الشبهات و الشهوات و انتدبنا لنلقاه به فننال النجاة يوم نلقاه فقال تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [الشعراء: 89].
و وصف به خليله إبراهيم أبا الأنبياء عليهم السلام فقال عنه :إذ جاء ربه بقلب سليم .
القلب الثاني ‌القلب الميت:
قلب الكافر الذي أشرب الكفر حتى ران عليه فمنع وصول الحق إليه، قال تعالى: و قولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً و وصف تعالى قلب الكافر بالقسوة فقال : ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة .
أما القلب الثالث فهو القلب السقيم المثقل بمرض الشهوات أو الشبهات أو بهما معاً:
كما في قوله تعالى: ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .
و قوله سبحانه : وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون .
أمّا في السنّة النبوية المشرفة فالقلوب نوعان ، و الحكم على القلب إنّما يكون بحسب موقفه من الفتن التي يتعرّض لها أو تعرض له .
عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله : ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض)) [رواه مسلم].
و عن أبي هريرة أن رسول الله : ((إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه فإن تاب و رجع واستعتب ( أي ندم ) صُقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال تعالى: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) [رواه الترمذي والنسائي] .
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله :
رأيت الذنوب تميت القلوب و قد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب و خير لنفسك عصيانها
فإذا سلّمنا بحقيقة مرض القلوب و أنّها واقع لا خيال ، و حقيقة لا وهم تعيّن علينا أن نبحث عن الدواء لأن الله تعالى ( لم ينزل داءاً إلا أنزل له دواءً عرفه من عرفه و جهله من جهله ) .
و لا سبيل إلى معرفة الدواء ما لم نقف على حقيقة الأدواء التي تصيب القلوب و هي كثيرة فتّاكة من أخطرها اتباع الشهوات و الشبهات
فمن استسلم لشيء من ذلك و أسلم له القياد فقد اتبع هواه و أعرض عن مولاه ، قال تعالى :( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ) [ الفرقان : 43] ، قال بعض السلف : هو الذي كلما هوي ( أي أحب ) شيئاً ركبه ( أي ارتكبه ) .
فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في أوائل ما أوحى به إليه بطهارة القلب وتزكيته من أدرانه فقال تعالى: يا أيها المدثر قم فأنذر و ربك فكبر و ثيابك فطهر .
وجمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم كما يقول ابن القيم رحمه الله على أن المراد بالثياب هنا القلب، والمراد بالطهارة إصلاح الأعمال والاخلاق كما قال ابن القيّم في ( إغاثة اللهفان ) .
و مما يطهر القلوب و ينقيها من الذنوب أمور من أبرزها :
الرجوع إلى كتاب الله القائل : و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين [الإسراء:82] ،
و من أدوية القلوب أيضاً الانصراف إلى ذكر الله تعالى أو الإكثار منه ، إذ إن القلوب القاسية لا يلينها مثل الذكر و لا يهذبها مثل الطاعة و الانقياد لله تعالى ، و هو القائل : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، و القائل في وصف عباده الصالحين :الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله [الرعد:28] .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك .. فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى .. فلما قام تبعه عبد الله عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، فقال: إنى لاحيت ( أي خاصمت ) أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي، فعلت ؟ قال : نعم قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا ُ، غير أنه إذا تعار ، أي تنبه من نومه، وتقلب على فراشه ذكر الله حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ً.
فلما مضت الليالي الثلاث ، وكدت أن أحتقر عمله قلت : يا عبد الله : إنى لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثم ، ولكن سمعت رسول الله عليه وسلم يقول ثلاث مرار : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة . وطلعت أنت الثلاث مرار ، فأردت أن آوى إليك لآنظر ما عملك فأقتدى به ، فلم أرك تعمل كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت ، قال عبد الله : لما وليت دعاني فقال : ما هو إلا مارأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي والله التي لا نطيق )) .
فاتقوا الله عباد الله في إخوانكم و كفوا عن اللمز و التشهير ببعضكم فإن الغيبة هي الحالقة تحلق الدين و العياذ بالله كما في الحديث .
صلّوا و سلّّموا على نبيكم و الأمين و على آله و صحبه أجمعين .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2009, 01:39 AM
  #9
أبو ريناد
مشارك ذهبى
 الصورة الرمزية أبو ريناد
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 221
افتراضي مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

ممتاز
و تذكرت فورا امراض الامة لفضيلة الشيخ محمد حسان
ارجوا ان ترفعوها لتعم الفائدة
__________________
أبو ريناد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2009, 01:43 AM
  #10
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
Icon28 مشاركة: معذره.....هناك 3 اعضاء يجب الحذر منهم ؟؟

فوائد غض البصر والوسائل المعينه عليه
يقول ابن القيم في (الداء والدواء): النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته، وفي غض البصر عدة منافع منها:
1- أنه إمتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم.
2- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه الى قلبه.
3- أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه، فإن أطلاق البصر يفرق القلب ويشتته وبيعده عن الله.
4- أنه يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه.
5- أنه يكسب القلب نوراً، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم.. ثم قال إثر ذلك الله نور السماوات والأرض.
6- أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل، فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس العمل، فإن غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة.
7- أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة.
8- أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي.
9- أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والإشتغال بها.
10- أن بين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب إنفصال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح.
بعض الوسائل المعينة على غض البصر ومنها:
  • أن تعلم أن غض البصر خلق، والأخلاق إما ان تكتسب أو أن تكون فطرية، فمن لم يفطر على غض البصر، فليتخلق به، وليصبر عليه. فيقول عليه الصلاة والسلام: "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم".
  • أن تعلم أن البصر نعمة من نعم الله، التي أفاء بها عليك، والنعم زكاتها الشكر، لأن شكرها يحفظها، بل ويزيدها قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7)، وتطبيقا على ذلك فنعمة البصر تستوجب الحفظ وحفظها في غضها أي كسرها ومنعها عن النظر إلى ما حرمه الله.
  • استعن بالله والجأ إليه، واشك له سبحانه مرضك، وارم بنفسك بين يديه، وابك عنده، واطلب منه أن يشفيك مما تشكو منه، وأكثر من دعائه والابتهال إليه، قال تعالى :(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
  • جاهد نفسك، بتعويدها على غض البصر، والصبر عن فعل المعصية. قال تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69).
  • ابتعد الأماكن التي يكثر فيها التعرض لفتنة النظر إلى النساء، وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس فقال :" إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا : مالنا بدٌّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق، قال: غض البصر، وكف الأذى " رواه البخاري.
  • استحضر عظمة الله في قلبك، وإطلاع الله عليك، ومراقبته لك، واعلم أنه يراك، بل ويعلم خائنة الأعين، قال تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر:19).
  • اصحاب الأخيار والصالحين، فإن "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، والصاحب صاحب لصاحبه.
  • احرص على أداء فريضة الصلاة، وأكثر من النوافل، قال تعالى:{ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}(العنكبوت: 45)، وأما النوافل فهي طريق لمحبة الله ومن أحبه الله أعانه على غض بصره، ولم يوقعه فيما يغضبه.
  • اعلم أن النظرة بريد الزنا، فإذا أخذك بصرك إلى معصية فاصرف بصرك، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني فقال: "اصرف بصرك".
وختاما,
أسأل الله العظيم أن يؤجرنا خيرا على غض البصر، وأن يحفظنا من الوقوع في معصيته، وأن يعافينا من استحقاق عقوبته، وأن يحفظنا من كل مكروه، وأن يصرف عنا كيد الشيطان ومكره، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يهدينا إلى الخير، إنه سبحانه خير مأمول، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM