المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ازمات تواجه الشباب


اسماء النحاس
03-09-2009, 03:51 PM
http://www.kazamiza.com/lopez/bsmsla/35.gif



ان شاء الله سوف نبدا مع فضيلة الشيخ عائض القرنى عن ازمات تواجه الشباب وان شاء الله سوف نقدم يوميا

اسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى




http://alislamnet.com/App_Themes/red/images/folder.gif أزمات تواجه الشباب:


عقبات وأزمات تواجه الشباب المسلم.:



أولها: مرض الشبهات

وثالثها: جلساء السوء.

ورابعها: الفراغ وإضاعة الوقت.

وخامسها: البيت وانحرافه يوم ينحرف عن لا إله إلا الله.

وسادسها: الضغينة والبغضاء بين شباب الإِسلام.







http://alislamnet.com/images/level_1.gif الأزمة الأولى: مرض الشبهات


فأما الشبهات: فهي مرض خطير، ذكره الله عزّ وجل عن كل ملحد وطاغية، من يوم خلق الله الأرض والسماوات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ذكر الله هذا المرض عن فرعون (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000183) في سؤاله لـموسى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000213)؟
((قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002396) * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002397))).
فهْذا مرض شبهة، جعله يشك في الخالق سبحانه.
فمرض الشبهة، هو: التحير والاضطراب.
وهو مرض إنما يأتي بنقص العلم الوارد، أو البيئة التي يعيش فيها العبد، أو بالخطرات التي تزلزل الإِيمان.
ويكون على أقسام: فمنهم: من يشكك في وجود الخالق سبحانه وتعالى، وهذا هو الإِلحاد الذي كاد أن يهلك شباب الأمة في فترة من الفترات.
ومنهم: من يشك باليوم الآخر.
فهو يؤمن بوجود الله، ولكن لا يؤمن باليوم الآخر، كـابن سيناء (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000263) الذي يقول: إنما اليوم الآخر لمحات وإشارات، وليس بحقيقة.
والله عر وجل ذكر هذا الصنف، فقال في آخر سورة البقرة: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ الله الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000264))).
ومرض الشبهة عالجه القرآن بثلاث علاجات:
أولاً: النظر والتفكر في الكون، فالله عز وجل يقول: ((انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001464)))، ((أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005983) * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005984) * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005985) * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005986))).
وكان سبحانه يأتي بالآيات الكونية دون تدقيق في جزئياتها، فيذكر السماء وما فيها من آيات، والأرض وما فيها من عجائب، ويذكر خرير الماء، وخلق الطير، والشجر، والزهر.
ويذكر الشجر، صنوان وغير صنوان، والماء، وكيف كان أصله.
ويذكر النطفة، وكيف تدرَّجت حتى أصبحت إنساناً، ثم يقول سبحانه وتعالى في الأخير: ((أَفَلا تَعْقِلُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003311)))، ((أَفَلا تَذَكَّرُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003942))).
فالعلاج الأول لمرض الشبهة التي صادفت كثيراً من الشباب: هي النظر في الكون، والنظر في آيات الله عزَّ وجل، والتدبُّر.
ولذلك جعل الله عز وجل من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
وإنما ذكر خالياً ليكون بعيداً عن الرياء والسمعة.
فهو ذكر آيات الله، حتى يقول كثير من العلماء: لا يقتضي ذكر الله التسبيح فقط، والتحميد، والتهليل، بل إذا نظر إلى الجبال والوهاد، والتلال، ففاضت عيناه فهو مأجور.
وإذا نظر إلى المبتلين، والمرضى، ففاضت عيناه فهو مأجور.
وإذا نظر إلى الأطلال، والقبور، ففاضت عيناه فهو مأجور.
يقول أحد تلاميذ شيخ الإسلام (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000006) : خرجت وراءه يوماً بعد صلاة العصر من الجامع الأموي، فلما اختفى في غوطة دمشق (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000438) رفع بصره إلى السماء وقال: لا إله إلا الله، ثم فاضت عيناه وبكى، ثم قال:


وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خالياً (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9905328)


فهو ذكر الله تعالى في خلوته.
فالنظر والاستدلال على قدرة الله تعالى بالتفكر في الكون، من أعظم ما يقضي على مرض الشبهة.
والعلاج الثاني: هو الذكر؛ لأن الله سبحانه وتعالى وصف الذكر مع الفكر، فقال سبحانه وتعالىِ: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000482) * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000483))).
يقول ابن تيمية (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000006) وهو يتحدّث عن بعض الملاحدة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000019) الذي أراد الإِيمان ولكن الله ما أراد له ذلك، بأنه شكا حاله لبعض العلماء فقال: في قلبي ظلمات بعضها فوق بعض.
هو يريد أن يهتدي لكن في قلبه ظلمات وحجب.
فقال له هذا العالم: عليك بكثرة الذكر بعد الصلاة.
قال: لا أستطيع.
قال: لا استطعت، ((فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005167))).
والله تعالى يقول: ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001734))).
والله تعالى يقرن في كتابه كثيراً بين التوحيد، وبين الذكر والاستغفار، ولذلك يقول سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004563))).
وقال عن يونس بن متى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001454) عليه السلام، يوم يروي قصته وتوبته أنه قال: ((لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002569))).
فأعظم ما يمكن أن يقضي على مرض الشبهة والشك والحيرة والاضطراب في الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الله عز وجل، وفي اليوم الآخر، وفي الغيبيات، بعد التفكر والاستدلال والنظر هو: الذكر.
وثالثها: كثرة النوافل، وإنما خصصت الذكر لأنه أهم، بل هو أفضل من كل نافلة.
فالنوافل هي التي تنهي الاضطرابات، ككثرة الصلاة، والعبادة، والتقرب إلى الله ليزيل تلكم الشبهات.




http://www.kazamiza.com/lopez/Rmad/14.gif





http://alislamnet.com/images/level_1.gif الأزمة الثانية: مرض الشهوات

أما الأزمة الثانية: فهي مرض الشهوات.
ومعنى الشهوات، أي: المعاصي.
فذاك مرض العقائد، وهذا مرض الأعمال.
وهذا المرض، وقع فيه بنو إسرائيل: اليهود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000024) ، قال سبحانه وتعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000681))).
والأمراض في القرآن ثلاثة:
مرض الشبهة الذي ذكرته، وقد وقع فيه ملاحدة العالم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومرض الشهوة، وقد وقع فيه بنو إسرائيل، وغيرهم من ضعيفي النفوس والهمم.
ومرض الجهل، وقلَّة العلم، وقلَّة الفقه، وقد وقع فيه النصارى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000027) ، ومن شابههم.
ولذلك يذكر الله الضلال مع النصارى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000027) ، ويذكر الله الغضب واتباع الهوى مع اليهود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000024) .
قال سفيان بن عيينة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000425) : من فسد من علمائنا ففيه شبه بـاليهود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000024) ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بـالنصارى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000027) .
وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لتتبعنَ سَنَنَ من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7011154)
قالوا: يا رسول الله، اليهود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7011154) والنصارى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000027) ؟
قال: فمن الناس إلا هم؟

(http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7011154)
ولذلك وجد من طلبة العلم، ومن العلماء، نعوذ بالله من ذلك، من وقعوا في ما يحقق فيهم قوله تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000050)))،
وقوله تعالى: ((كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005181)))، وقوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001128) * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001129))).
فمرض الشهوة، وهو: مرض المعاصي، وقع فيه كثير من الشباب، كالنظر الحرام، وشهوة استماع الأغنية، وشهوة النظر إلى المجلة الخليعة، وشهوة مجالسة البطالين، وشهوة اللغو، وشهوة الكذب، وشهوة النميمة، والغرور والبهتان.
فأكثر الشباب وقعوا في مرض الشهوات، لا مرض الشبهات الذي لا يقع فيه إلا أصحاب الخوض في الأمور الفكرية، والفلسفية، والظنون، والوساوس.
وعلاج الشبهات يكون باليقين، وبالعلم النافع.
وعلاج الشهوات يكون بالصبر.
قال سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003526)))، أي صبروا عن الشهوات، وتيقَّنوا عند الشبهات، فنصرهم الله وجعلهم أئمة، فمن لم يصبر عند الشهوة فليس بإمام ولن يكون إماماً.
ومن لم يتيقن عند الشبهة فليس بإمام.
فمرض الشبهة يعالج باليقين، ومرض الشهوة يُعالج بالصبر، ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002027))).
قال الإمام أحمد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000008) : ما رأيت كالصبر، تدبَّرت القرآن فوجدت فيه تسعين موضعَاً يتحدَّث عن الصبر.
فالله الله يا شباب الإِسلام في الصبر، فهو علاج الشهوات.
يقول حافظ الحكمي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000251) رحمه الله:


وعن محارم الإِله فاصبر واستعن بالله وإياه اشكرِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914024)


وأعظم ما يعالج الشهوة أيضاً هو الصلاة.
فإنه ما نظر من نظر إلى المحرمات، وما استمع من استمع للمحرمات إلا لأنه أساء في الصلاة.




فى رعاية الله وحفظه على امل اللقاء
http://www.redcodevb.com/smiles/smiles/39/www.hh50.com-Photos-Images-Expressions-Forums-0463.gif

اوسو
04-13-2009, 04:48 PM
السلام عليكم , موضوع جميل , اللهم اغفر لنا وارحمنا , جزاكى الله عنا كل خير .

اسماء النحاس
04-14-2009, 05:57 AM
http://alislamnet.com/images/level_1.gif الأزمة الثالثة: أزمة جلساء السوء


والله عزَّ وجل، ذكر في القرآن جلساء السوء، وجلساء الخير، يقول سبحانه وتعالى: ((قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003838) * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003839) * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003840) * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003841) * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003842) * قَالَ تَالله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003843) * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003844))).
هذان رجلان: جليس صالح، وجليس سيء، كان السيئ يقول في الحياة للجليس الصالح: أتزعم أن ربك يبعثك إذا كنت عظاماً وتراباً؟
أتظن أنك تدخل الجنة؟
أتظن أن هناك جنة وناراً؟
وهذا موجود في كل زمان ومكان.
ومن سنن الله القدرية أن يُجلس جلساء السوء، بجانب جلساء الخير، ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002885)))، هادياً يهدي القلوب، ونصيراً ينصر بالسيف.
ولكن ذاك الصالح ما أطاعه فأسلم، فلما توفي دخل الجنة، ودخل ذلك النار، فيقول المهتدي لإخوانه ولزملائه وهم على الأرائك، نسأل الله من فضله: ((هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003841))) يقول: تريدون أن تتطلعوا على النار لتروا زميلي وجليسي السيئ، الذي استهزأ بالدين في الحياة؟
((فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003842))) في وسط النار، ((قَالَ تَالله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003843) * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003844)))، يقول: كدت تغويني في الحياة فأصبحت قريباً من الغواية بسببك، فنجَّاني الله من وساوسك وظنونك.
ويقول تعالى عن الجلساء: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004391))).
قال أحد أهل العلم من الوعاظ: إياك والجليس السيئ، ولو زعمتَ أنك تهديه فإنه يضرك، لأن الجرباء تعدي الصحيحة ولا تعدي الصحيحة الجرباء.
فهل سمعتم أن صحيحة أعدت الجرباء؟
فالواجب أن لا يُخالط الناس إلا من آنس في قلبه تقىً، وصلاحاً، ورشداً، بحيث لا يغويه الجلساء السيئون؛ لأن تأثيرهم شديد.
ولذلك ورد في الحديث عن سعيد بن المسيب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000141) عن أبيه المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002678) قال: (لما حضرت أبا طالب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007226) الوفاة دخل صلى الله عليه وسلم فدخل أبو جهل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000077) وعبد الله بن أمية (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002686) فجلسا عند رأس أبي طالب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000656) .


فقال صلى الله عليه وسلم : يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007226)

ولولا دخل هؤلاء الجلساء لقال: لا إله إلا الله، لكنهم ما زالوا به حتى في سكرات الموت، حتى لم يقلها فأدخله الله النار.

والجليس السيء يدخل بمداخل:

منها: أن يغريك بالمال وهو فتنة.
يقول ابن تيمية (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000006) : من احتجت إليه فأنت أسيره، ومن احتاج إليك فأنت أميره، ومن استغنيت عنه فأنت نظيره.
فالناس على طبقات، إما أن تكون أسيراً، أو أميراً، أو نظيراً.
والجلساء على هذه الطبقات، إما أن يجالسك فيصبح أميراً لك، أو أسيراً لك، أو نظيراً لك.
فإن احتجت له في معاملاتك الدنيوية من مال، أو واسطة، أو كسب، أو أسرة، أو غرض دنيوي، فقد تأمّر عليك.
ولذا كان من السنة: أن يستغني العبد عن الآخرين ويحاول جهده في ذلك.
والرسول صلى الله عليه وسلم لما بايع أبا بكر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000001) وسبعة معه اشترط عليهم ألا يسألوا الناس شيئاً.
حتى كان يسقط سوط أحدهم من على الفرس فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه، وورد في صفة المتوكلين الذين يدخلون الجنة بلا حساب أنهم: (لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007227)). (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0))
فهم إذاً لا يطلبون النفع، ولو كان جائزاً، إلا من الله تعالى وحده، فقد حققوا التوحيد أيما تحقيق.
الشاهد: أن الجلساء يدخلون من هذه المداخل.
وإذا احتاج إليك كنت أسيره، فاتق الله فيه، إذا احتاج إليك في خدمة دنيوية، فاجعلها وسيلة؛ لأن تهديه إلى الله عز وجل، وتكون له سبباً من أسباب الهداية.
أما إذا لم تحتج إليه، ولم يحتج إليك، فهو مساوٍ لك، وأنت مساوٍ له، فلا فضل لأحد على الآخر.
والجلساء على قسمين: منهم من تستطيع أن تؤثر فيه بالمخالطة فاستعن بالله، واتق الله فيه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من خالط جلساء السوء، فقد خالط المشركين والمنافقين، واليهود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000024) ، والنصارى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=2000027) ، ولكنه كان صلى الله عليه وسلم مؤثراً لا متأثراً.
وإمّا جليساً إذ خالطته أثّر فيك، فاهرب منه، وفرّ منه فرارك من الأسد.
لأن بعض الناس قوي الشخصية، ولو كان ضالاًّ، فإذا دخلت معه في المجلس، استولى على الحديث، وتكلَّم، وأخذ الوقت في محاضرة وفي تأثير، فلا تستطيع مجاراته ولو بكلمة، فهذا لا يُجالس إلا بقدر أن يسمع البلاغ، ثم لا تمكّنه من عقول الناس.






http://www.kazamiza.com/lopez/Rmad/14.gif


http://alislamnet.com/images/level_1.gif الأزمة الرابعة: ضياع الوقت


وأما الأزمة الرابعة: فهي ضياع الأوقات، الذي يُبتلى به كثير من الشباب، ولو صلّى وصام وحج واعتمر.

والوقت عندنا في الإسلام يكون لخدمة الآخرة، ولو كان عملاً دنيوياً، ويكون ذلك بإخلاص النية، وتوجيهها وجهة الآخرة.

أما الجلوس بلا عمل، ولو كان دنيوياً فهذا مرض عُضال يُصاب به البعض.
قال عمر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000002) رضي الله عنه: [إني لأرى الرجل ليس في مهنة من الدنيا، ولا عمل للآخرة، فيسقط من عيني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001801)].
قال تعالى: ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002916))).
فالليل يخلف النهار، والنهار يخلف الليل، وهو كنز لمن أراد أن يستغله في فكر، أو طاعة، أو عبادة، أو علم نافع.
دخل أحد الأخيار المسجد، فوجد رجلاً حزيناً فسأله: ما بك؟
فإذا هو قد فاتته صلاة الجماعة.
فانظر إلى حزنهم ولوعتهم على ضياع الأعمال الصالحة، وانظر إلى تفريطنا نحن الذين تضيع منا الصلوات تلو الصلوات، ونخسر الأجور تلو الأجور، فالله المستعان.
ويقول تعالى مبيناً أن الإنسان لم يُخلق للعبث: ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002787) * فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002788))).
يقول ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) : الضياع على عشرة أسباب؛ وأعظمها ضياع القلب، وضياع الوقت، ولا عوض منها أبداً.
فالقلب إذا ضاع منك، فقد خسرت مصيرك.
والوقت إذا ضاع منك، فقد ضاع عمرك.




أشابَ الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومَرّ العشي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914260)

إذا ليلة هزمت يومها أتى بعد ذلك يوم فتي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9910300)


نروح ونغدو لحاجاتنا وحاجة من عاش لا تنقضي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9908476)


تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة مابقي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9912859)


وقال الحسن البصري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000027) : [كل ما أصبح صباح نادى منادي: يا ابن آدم اغتنم هذا اليوم فإنه لا يعود أبداً إلى يوم القيامة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001113)].

وقيل لـكرز بن وبرة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001002) : اجلس معنا، قال: احبسوا الشمس!

لأنها لن تعود أبداً لهذا اليوم.
وكان ابن عقيل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000984) رحمه الله، لا يضيع شيئاً من وقته، فإذا أتى ينام فكر فيما يكتب غداً، وإذا استلقى ليرتاح سبّح واستغفر، فهو ما بين عبادة وعلم.
فالله، الله، يا شباب بحفظ أوقاتكم، فإنها والله لا تعود لكم إذا فرطتم فيها، فاستغلوها، واكسبوا فيها خيراً من عبادة، أو علم، أو نفع للآخرين، أو دعوة.






http://www.kazamiza.com/lopez/Rmad/14.gif


http://alislamnet.com/images/level_1.gif أزمات أخرى

أخيراً: هناك بعض الأزمات لم أتطرق إليها، وهي معلومة للجميع.

منها: أن يكون البيت الذي يعيش فيه الشاب منحرفاً.

فيكون الشاب في صراع داخلي مع أهله، حيث يصرفونه عن الهداية، وهو يريدها، فواجبه الصبر والدعوة لهم لعل الله تعالى أن يحدث بعد ذلك أمراً.
وهناك الضغينة التي تنشأ بين الشباب بسبب الاختلافات التي لا بد من حدوثها بين البشر.
فواجب الشباب أن يعالجوها بالعذر للآخرين، ومباحثتهم بالحب والمودة، وأن يدعو لبعضهم بظهر الغيب.
هذا في مسائل الفقه والمسائل الاجتهادية في أمور الدعوة، وهو الذي يحدث كثيراً بين الشباب.
أما المسائل الأصولية، فالجميع والحمد لله متفق عليها.
والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.










فى رعاية الله وحفظه على امل اللقاء

هشام حلمي شلبي
04-17-2009, 10:14 AM
رائع استاذه اسماء
ندعو الله ان يجعله في ميزان حسناتك
وننتظر المزيد

اسماء النحاس
04-20-2009, 12:17 AM
رائع استاذه اسماء
ندعو الله ان يجعله في ميزان حسناتك
وننتظر المزيد




يارب اتخرج على خيرا واكون استاذه فعلا

جزاك الله خيرا لتشجيعك وان شاء الله سوف اقوم باضافة باقى الرسائل التى عرضها دكتور عائض القرنى فى ازمات تواجه الشباب

وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى

اسماء النحاس
04-20-2009, 12:41 AM
http://www.kazamiza.com/lopez/Rmad/15.gif


http://alislamnet.com/App_Themes/red/images/folder.gif اعتزل ذكر الأغاني
ا



لحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
هي رسالة مزجتها بالحب، وصبغتها بالمودة، وأرسلتها بالمحبة، ودفعني لقول هذه الرسالة ثلاثة أسباب:
السبب الأول: واجب الله على أهل العلم أن يبينوا الحق، وأن يوضحوا للناس ما اختلفوا فيه، وأن يقيموا على كل مسألة دليلاً، قال سبحانه وتعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000479))).
وقال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000165) * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000166))).
لذلك كان لزاماً علي وعلى كل داعية، وعلى كل طالب علم أن يبين الحق لأهل الحق، ولمن يقبل الحق، ولمن لم يعرف الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
السبب الثاني: رحمة وشفقة بمن وقع في براثن الغناء، ومن ضيع عمره في هذا اللهو، ومن قضى ساعاته ولياليه وأيامه في هذا الضياع.
فنحن لا نريد أن تصيبه حرارة الشمس ولا الشوكة، لأنه مسلم في الجملة، ولأنه قريب وأخ وحبيب وصديق، فرحمة به أردنا أن ننصحه، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدين النصيحة. (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7000635)
قلنا -أي الصحابة -: لمن يا رسول الله؟ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7000635)


قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم

(http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7000635)
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7002209)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) ، فأحببنا لهم ما أحببنا لأنفسنا، لأنا ذقنا حلاوة القرآن، وحلاوة الذكر والطاعة، والعبادة، ومجالس الخير، والدرس، والكتب الإسلامية، واتباع السنة.

فنريد لهم كما نريد لأنفسنا، أن يذوقوا كما ذقنا، وأن يعيشوا كما عشنا، وأن يحيوا كما حيينا، ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000910))).

الثالث: توضيحاً لما وقع فيه بعض الناس من الذين تزعموا الفتيا، فأفتوا بغير علم، فأباحوا الغناء.
فنقول لهم: من أين لكم إباحته، والله يقول: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002016))).
من أين لكم إباحته؟
وما هو دليلكم؟
وما هو برهانكم؟
((قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000936)))، ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000117)))، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7002818)). (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0))
وهذه الرسالة لها عناصر:
أول عنصر: أدلة تحريم الغناء من الكتاب والسنة.
العنصر الثاني: أقوال علماء الإسلام في تحريم الغناء.
العنصر الثالث: شبهة من قال بإباحة الغناء والرد عليه.
العنصر الرابع: بعض كلمات المغنين في غنائهم والتي يقولونها صباح مساء.
العنصر الخامس: أضرار الغناء وآثاره في الدنيا والآخرة.
العنصر السادس: ماذا قال شعراء الإسلام عن الغناء؟
في ذمه وفي تحقيره وفي التقليل منه.
أما الكتاب والسنة فقد نطقا بتحريم الغناء، قال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء عن الشيطان: ((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002092)))، قال المفسرون، كما ذكر ذلك ابن جرير (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000484) و ابن كثير (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000045) وغيرهما: صوته: هو الغناء، أي: استفزز اللاغين اللاهين بصوتك الذي هو: الطرب، والغناء، وما صاحبه من موسيقى، ووتر، وناي، وغيرها من المعازف وأزهم أزاً، وحركهم إلى المعصية، وزقهم إلى الفاحشة.
وقال سبحانه: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003474) * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003475))).
قال ابن مسعود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000020) : [أقسم بالله، إن لهو الحديث لهو الغناء (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8000617)]، وقاله غيره كـجابر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000116) .
وقال سبحانه: ((وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000858)))، قال بعض العلماء: اللهو يأتي على رأسه الغناء.
فهو من أعظم اللهو الذي يلهي القلوب عن بارئها تبارك الله رب العالمين.
وقال سبحانه: ((وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001099)))، وأغوى الغي ما دلك على الفاحشة، وما قادك إلى المعصية.
قال عقبة بن نافع (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000175) القائد العظيم الشهير المسلم الذي وقف بسيفه على المحيط الأطلنطي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000390) يخاطب الماء ويرفع لا إله إلا الله وراء الماء.
قال لأبنائه: [يا أبنائي، إياكم والغناء، فوالله ما استمعه عبد إلا وقع في الفاحشة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001121)].
وقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005196)))، فإذا كانت الأموال والأولاد وهي مباحة تلهي عن ذكر الله فكيف بالغناء والملهيات الأصلية؟
وقال سبحانه: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ الله أَفَلا تَذَكَّرُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004495))) قال أحد علماء السلف: كل من أحب شيئاً وتعلق به وشغله فهو إله له من دون الله.
وقوله: ((اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004495)))، أي: أحب هذا الهوى وغلبه.
قال سبحانه: ((وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003995))) والهوى ما أشغلك عن طاعة أو حجبك عن ذكر.
قال البخاري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000050) في الصحيح: (باب) ما يذم من الشعر، إذا كان الغالب على الإنسان حتى شغله عن القرآن وعن الذكر وعن طلب العلم، ثم أتى بالحديث الصحيح المرفوع: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير من أن يمتلئ شعراً (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7000351)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) ، فإذا كان الشعر، وهو مباح في أصله، ولا يصاحبه غناء: يذم، ويسب، ويرد، إذا أشغل عن الذكر والقرآن وطلب العلم، فقل لي بالله في الغناء المركب، الذي هو كالخمر الذي يشغل بلا شك عن طاعة الواحد الأحد؟
فلا إله إلا الله، كم أقسى الغناء من قلب؟
ولا إله إلا الله، كم أغوى من شباب؟
وكم أورث من فاحشة؟
وكم دعا إلى فجور؟


أيها اللاهي على أعلى وجل اتق الله الذي عز وجل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914676)

واستمع قولاً به ضرب المثل اعتزل ذكر الأغاني والغزل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914352)

وقل الفصل وجانب من هزل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9913440)
كم أطعت النفس إذ أغويتها وعلى فعل الغنا قد ربيتها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914353)
كم ليالي لاهيا أنهيتها إن أهنى عيشة قضتها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914680)
ذهبت لذاتها والإثم حل (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914355)


وقال سبحانه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002167)))، وأغفل الغافلين، وأكثر الناس صدوداً؟

من شغل وقته بالغناء مزاولة، أو سماعاً، أو مشاركة، حينها يقسو قلبه، وتكثر حجبه، ولا تسيل دموعه، ولا يذكر ربه، ولا يتهيأ لمعاده.

أما سنة المختار صلى الله عليه وسلم.
فاسمعوا إلى رسول الإنقاذ صلى الله عليه وسلم.
واسمعوا إلى المصلح الكبير.
واسمعوا إلى المعلم النحرير.
واسمعوا إلى البشير النذير.
واسمعوا إلى من لم يترك لنا خيراً إلا دلنا عليه، ولا شراً إلا حذرنا منه.
واسمعوا إلى الذي من خالف طريقه فلن يعرف الجنة، ومن اتبعه نجا وأفلح في الدنيا والآخرة.
صح عنه صلى الله عليه وسلم عند البخاري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000050) أنه قال: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر -أي الزنا- والحرير والخمر والمعازف (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007274)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) ، حديث صحيح سنده كالشمس، ومعناه أنه سوف يأتي قوم يستحلون محرمات منها: المعازف، فيقولون: هي مباحة.
وقد صدقت نبوته صلى الله عليه وسلم في ذلك.
وقد قال صلى الله عليه وسلم عند أبي داود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000349) بإسناد حسن، بل صححه بعض الفضلاء: (يبيت قوم من هذه الأمة على طعام أو شراب ولهو ولعب فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007275)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) .
وبعض علماء السنة قال: سوف يقع المسخ في آخر هذه الأمة على من استغوى وغوى وأحدث الخمر والمعازف والغناء، وترك عبادة رب الأرض والسماء.
وقال صلى الله عليه وسلم: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف. (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007276)
قال رجل: متى ذاك يا رسول الله؟
قال: إذا ظهرت القيان والمعازف (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007276)

(http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007276)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) . والقذف أي بالحجارة من السماء، والخسف أن يخسف بهم في الأرض فيسيخوا فيها.


وقد أورد بعض المؤرخين أن بعض اللاهين اللاّغين الفاجرين في بلاد الإسلام، باتوا على زنا وغناء فخسف الله بهم وبدارهم.

والقصص كثيرة في هذا.

قال ابن عباس (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000019) رضي الله عنهما، كما في تفسير ابن جرير (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000249) ، في قوله سبحانه وتعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003474)))، قال: هو الغناء (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) .
وقاله مجاهد بن جبر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000599) ، ومكحول (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001876) علامة الشام (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000004) ، وميمون بن مهران (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000700) العدل الثقة، وقاله الثوري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000323) زاهد التابعين، وقاله أبو حنيفة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000047) علامة العراق (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000025) .
وقال مالك (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000028) : لا يستمع الغناء، ولا يغني عندنا إلا الفساق.
وقال الشافعي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000032) : خرجت من بغداد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000041) فخلفت في بغداد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000041) منكراً يسمونه (التغبير)، هو الغناء، أشد من الخمر أو من شربها، أو كما قال.
وأفتى الإمام أحمد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000008) بتحريمه وحذر منه، وتبعه أصحابه.
وصنف في ذلك أبو الطيب الطبري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002352) رسالة، وكذلك كثير من العلماء ألفوا فيه رسائل.
قال ابن مسعود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000020) فيما صح عنه، وبعضهم يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يصح: [الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001122)].
وقال عمر بن عبد العزيز (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000005) لأبنائه: [أحذركم الغناء، أحذركم الغناء، أحذركم الغناء، فما استمعه عبد إلا أنساه الله كتابه، أي: القرآن (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001123)].
وقال ابن مسعود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000020) في قوله سبحانه وتعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003474)))، قال: [والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء، والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء، والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001124)].
ونقل الآجري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000508) ، العالم الكبير المحدث، إجماع أهل العلم على تحريم الغناء، ونقله كذلك الشوكاني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000059) في نيل الأوطار (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000141) ، وغيرهم من العلماء كثير.
وهو قول الليث بن سعد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002073) ، وعلماء مصر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000002) ، وعلماء الكوفة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000029) ، وأفتى به حماد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001803) ، وأبو عبيد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002144) ، وإسحاق بن راهويه (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002051) ، والنخعي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1002077) ، وغيرهم.
يقول شيخ الإسلام (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000006) في كتابه: (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000611) ): ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية: سماع الغناء والملاهي، وهو سماع المشركين، قال الله تعالى: ((وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001194)))، قال ابن عباس (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000019) و ابن عمر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001674) وغيرهما: [التصدية التصفيق باليد، والمكاء الصفير (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001125)]. (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0))
فكان المشركون يتخذون هذا عبادة.
وأما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فعبادتهم: ما أمر الله به من الصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك، ولم يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على سماع غناء قط، لا بكف ولا بدف.
قال الشافعي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000032) : رأيت في المدينة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000031) قيناً يدور على الناس يعلمهم الغناء طيلة النهار، فإذا أتت الصلاة صلى جالساً، أو نقر الصلاة نقر الديك، وهو يبغض سماع القرآن وينفر منه.
هو ممن يتناوله قوله تعالى: ((وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004360))).
قال ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) ، غفر الله له ورفع درجته، في (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000608) ) وهو كتاب عظيم: ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العقل والعلم والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق من معشوقه غاية المنى.
فكاد الشيطان النفوس المبطلة، وحسن الغناء لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه المبطلة على حسنة، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القران مهجوراً، فلو رأيتهم عند ذاك السماع، وقد خشعت منهم الأسماع، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة فتمايلوا له، ولا كتمايل النشوان، وتكسروا في حركاتهم، ورقصهم كتكسر النسوان، والعياذ بالله.
ثم قال: وهو خمارة النفوس، يفعل بالنفوس أعظم من فعل الكؤوس، فلغير الله، بل للشيطان قلوب هناك تمزق، وأموال في غير طاعة الله تنفق، قضوا حياتهم لذة وطرباً، واتخذوا دينهم لعباً ولهواً، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن، لو سمع الواحد منهم القرآن من أوله إلى آخره، لما حرك له ساكناً، ولا أزعج له قاطناً، حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت.
فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الديان، عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل. انتهى كلامه، رفع الله منزلته وغفر ذنبه وهو من المحققين العظماء.
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000430) رحمه الله، فقال السائل: ما حكم الأغاني؟
هل هي حرام أم لا؟
رغم أني أسمعها بقصد التسلية فقط، وما حكم العزف على الربابة والأغاني القديمة؟
وما حكم الطبل في الزواج؟
فأجاب سماحته: الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب، وقسوتها، وصدها عن ذكر الله، وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003474)))، بالغناء، وكان عبد الله بن مسعود (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000020) الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه، يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء. وإذا كان مع الغناء آلة كالربابة، والعود، والكمان، والطبل صار التحريم أشد.
وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً، فالواجب الحذر من ذلك، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7007274)) (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0)) ، وهي آلات الطرب.
ثم قال: وأوصيك وغيرك بالإكثار من قراءة القرآن، ومن ذكر الله عز وجل، كما أوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن وبرنامج نور على الدرب، ففيهما فوائد عظيمة وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب.
أما الزواج ففيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم، ولا مدح محرم في وقت من الليل، للنساء خاصة، لإعلان النكاح، والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس ولا في غيره، بل يكتفى بالدف خاصة في العرس فقط، وللنساء دون الرجال. (1) (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0))
وقال الشيخ ناصر الألباني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000605) رحمه الله، في سلسلة الأحاديث الصحيحة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000597) شارحاً لحديث: (ليكونن من أمتي...) الحديث.
قوله: (يستحلون)، صريح بإذن المذكورات، ومنها: المعازف، هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم، وقال: وقرن المعازف مع المقطوع بحرمته: الزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها إن شاء الله تعالى.
وقد جاءت أحاديث كثيرة بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت معروفة يومئذ كالطبل والعود وغيرها، ولم يأت ما يخالف ذلك أو يخصه، اللهم إلا الدف فإنه في النكاح والعيد، ولذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها، ولا تغتر -أيها القارئ الكريم- بما قد تسمع عن بعض المشهورين اليوم من المتفيقهة من القول بإباحة آلات الطرب والموسيقى، فإنهم، والله، عن تقليد يفتون، ولهوى الناس ينصرون.
ومن يقلدون؟
إنما يقلدون ابن حزم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001961) الذي أخطأ فأباح آلات الطرب والملاهي، لأن حديث أبي مالك الأشعري (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001056) لم يصح عنده، وهو صحيح.
العنصر الثالث: شبهة من أباح الغناء والرد عليه.
نشرت بعض الصحف أن بعض المفكرين سئل عن الغناء: هل تستمعه؟
قال: نعم أستمعه، ولا بأس به، وهو حلال، ولم يأت فيه حديث صحيح يحرمه.
ونحن نقف من قوله ثلاثة مواقف.
أولا: نقول له: كيف افتريت على الكتاب والسنة، وقد ذكرنا الآيات، وأوردنا الأحاديث، وكلام أهل العلم في تحريم الغناء.
فما دليلك الذي يعارض دليلهم؟
قال سبحانه: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002016))).
ثانياً: أن نقول له: إن كتاب الله قد بين المحرمات وما أحل سبحانه، فإن الله قد فصل في الكتاب كل شيء، وقال سبحانه: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001943))) فسألناهم، كـابن عباس (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000019) ، وجابر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000116) ، وابن عمر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001674) ، وعائشة (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000160) وجل الصحابة وعلماء التابعين والفقهاء الأربعة وابن تيمية (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000006) و ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) و ابن باز (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000430) و الألباني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000605) فقالوا بتحريمه.
ومن هم العلماء إلا هؤلاء؟
ثالثاً: ألم ينظر هذا المفكر إلى ما حدث في المجتمع من فساد، وما طم من بلاء؟
ألم ينظر إلى المنكرات؟
ألم ينظر إلى الفجور؟
ألم ينظر إلى ما أحدثه الغناء؟
ألم ينظر إلى نتائجه الوخيمة في المجتمعات؟
فتاة جميلة صغيرة تكشف صدرها، وذراعيها، وتنكث شعرها وتتجمل، وتتطيب، ثم تظهر أمام الجماهير، وأمام الألوف المؤلفة في الشاشات، وعلى الصحف، وفي المجلات، وتغني بصوت رخيم، فتفتن القلوب وتثير الأرواح.
فلا إله إلا الله، أي ذنب قد اقترفت؟
وأي خطيئة قد ارتكبت؟
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
العنصر الرابع: بعض كلمات المغنين في غنائهم.
وكما علمنا فالغناء بالآلات محرم، لكن هؤلاء زادوا على ذلك فأتوا بفجور من القول وفاحشة، بل بعضهم وصل إلى درجة الكفر بشعره وغنائه والعياذ بالله.
خليفة من الخلفاء طلب شاعراً من الشعراء ليسفك دمه، وكان هذا الشاعر يقول في أغنية له أو قصيدة:


قف بالطواف تر الغزال المحرما حج الحجيج وعاد يقصد زمزما (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914356)

لو أن بيت الله كلم عاشقا من قبل هذا كاد أن يتكلما (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914146)


سمعها بعض أهل العلم فبكى، وقال: سبحان الله، والله ما دخلت الطواف والسعي إلا ما ذكرت إلا الله وما ذكرت غيره.

ويقول آخر لما رأى محبوبته عند الجمرات فى الحج:

فوالله ما أدري ولو كنت دارياً بسبع رميت الجمر أما بثمانيا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9900130)


فنسي مراقبة الله عز وجل، عند الجمرات التي وقف عندها المصطفى يبكي ويدعو.

ووقف عمر (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000002) عند الجمرات يبكي ويقول: [اللهم إنه شاب رأسي، ورق عظمي، وضاعت رعيتي، فاقبضني إليك غير مفرط ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتة في بلد رسولك (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=8001126)].

وأما هذا فيقول:

فوالله ما أدري ولو كنت دارياً بسبع رميت الجمر أم بثمانيا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9900130)


وقال غيره، وهو مجنون ليلى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000189) ، الذي ذهب عقله مع ليلى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1001033) فأمره إلى الله.

أتوب إليك يا رحمن مما جنت نفسي فقد كثرت ذنوب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9900128)

وأما من هوى ليلى وتركي زيارتها فإني لا أتوب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9900047)


لا إله إلا الله!!

يقول الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى الله (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005236)))، ((وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6002821))).

وقال سبحانه: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004110))).
وقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000427))).
وأما في العصر الحديث فقد قال كبيرهم الذي علمهم الغناء، الموسيقار الهالك:

جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عايزين إيه (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914360)

مشاوير مرسومة لخطاوينا نمشيها في غربة ليالينا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914361)

يوم تفرحنا ويوم تجرحنا واحنا ولا حنا عارفين ليه (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914362)

وزي ما جينا جينا ومش بأيدينا جينا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914363)


ولقيت بيتي بعد الغربه.. قلبك ده.. وعيونك ديه.

ولقيت روحي في أحضان قلبك باحلم.. واصحى وعيش على حبك.. حتى في عز عذابي بحبك.. عارف ليه يا حبيبي بحبك.

من غير ليه.
يقول: جئت إلى الدنيا لا أعرف لماذا؟
أو (ليه).
قال سبحانه، يرد عليه ويخبره، لماذا أتى: ((هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005591) * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005592) * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005593))).
وقال سبحانه: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004730) * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004731))).
وأما قوله: (ولا رايحين فين)، فنقول: أنت ذاهب أو (رايح) إلى دار المستقر، إلى يوم يجمع الأولين والآخرين، كما يقول تعالى: ((إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004979) * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004980) * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004981)))، ((فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005745) * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005746) * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005747) * فَأَمَّا مَنْ طَغَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005748) * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005749) * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005750))).
((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000882))).
الخلاصة: أن هذه مقطوعة كفر تغنى، ويستمعها مئات الألوف، ونحن نحذر وننذر كل من سار مساره، وأدمن الغناء، شفقة بهم ورحمة بهم، قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون، وقبل أن يجمع الله الأولين والآخرين، ثم يقولون: ((يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000815)))، ولكن هيهات!


إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9910785)

ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان أرصدا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9910786)


وتقول مغنية هالكة: (هل رأى الحب سكارى مثلنا)، فنقول: ما رأى في الحياة سكارى مثلكم، فأنتم سكارى العقول والأرواح.

ولذلك ضاعت أراضينا، واستذلنا أعداؤنا، عندما كانت هذه العجوز تصدح بمثل هذه الأغنية، وتخدر بها مشاعر الملايين، وتطفئ جذوة حماسهم للإسلام.

وقال آخر:


يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914144)


صدقت.. لقد أذلك هواك وأبعدك عن المسجد، وأبعدك عن القرآن، وأبعدك عن طريق الجنة، وأذلك في الدنيا والآخرة إن لم تتب إلى الله، وهذا اعتراف منه يقوله أمام الناس.

ويقول آخر:

قسماً بمبسمك البهي
لا إله إلا الله! فالقسم بغير الله شرك، وهذا يقسم بشفتي محبوبته.
هذا بعض ما يأتي في كلمات هؤلاء القوم -هداهم الله- من فسق وفجور.. بل وكفر، وقد تركت من أمثالها الكثير، نسأل الله أن يتوب علينا وعليهم قبل أن يتداركنا الأجل.
أما أضرار الغناء فقد عدها بعض العلماء فجاوز بها الثلاثين ومنها:
1- أنه يقطع الحبل بينك وبين الله؛ لأن الحبل معه سبحانه هو الذكر وهو القرآن، فإذا صرفت عنه إلى غيره انقطع.
2- ومنها: أنه يوجد وحشة بينك وبين الله الذي لا إله إلا هو، ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001734)))، فتقسو القلوب بذكر الشيطان.
والغناء هو: قرآن الشيطان، ورقية إبليس (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000458) ، وبريد الزنا، ما أدمن عبد عليه إلا استوحش من المساجد والقرآن والحديث والدروس والدعوة وذكر الله الواحد الأحد.
3- ومن أضراره أنه يحبب الزنا.
قال ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) : هو بريد الزنا، وهو يقود العاشق إلى المعشوق، وهو يجمع بين العاصين لله والفاجرين فيوصلهم إلى الفاحشة الكبرى.
قال الأندلسي (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000093) :


وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9910862)



فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9916434)


((أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6005110))).

فواجبك يا مغني، أو يا مستمع، أن تعود إلى الواحد الأحد.

4- ومن أضرار الغناء: أنه يشغل عن ذكر الله، ويصرف عن الفرائض.
5- ومن أضراره: أنه يحدث وساوس وهواجس في القلب وواردات خطيرة.
6- ومن أضراره: أنه سلم للشيطان إلى الفاحشة والفجور.
7- ومن أضراره: أنه يخلع ثوب الحياء الذي بين العبد وبين الله، فيصبح المغني بلا حياء يستقبل الجماهير بعوده وسخفه وفسقه.
وتقوم المغنية الفتاة التي من بيت الحشمة، فتقف شبه عارية أمام الجماهير.
ولكن على الرغم من ذلك، لا زلنا نقول لهؤلاء الشباب من الفتيان والفتيات:


شباب الحق إلى الإسلام عودوا فأنتم فجره وبكم يسود

وأنتم سر نهضته قديماً وأنتم فجره الباهي الجديد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9912246)


ونقول أيضاً: الحمد لله فقد شهدنا قريبا بشائر عودة كثير من هؤلاء الفنانين إلى شاطئ التوبة والاعتزال، بعد أن علموا تلكم الأضرار السابقة وأحسوا بها عيانا في حالهم وواقعهم، فآثروا الفرار بدينهم من هذا الوسط العفن.

يقول أحد هؤلاء التائبين: لقد اعتزلت الفن ليس بسبب قلة الفرص أو المادة أو الحظ أو غيرها من الأسباب، ولكن لأنني اتجهت اتجاها آخر أتمنى أن يسلكه زملائي من المطربين والفنانين، لقد أدركت أني أسلك طريقاً شائكاً صعباً وعراً لا بد من الحذر والوعي فيه، فسألت نفسي كثيراً ماذا تعني الموسيقى؟

وماذا يعني الغناء؟
وماذا يعني الفن؟
تأملت في الأغنيات التي قدمتها ولحنتها وغنيتها وقلت لنفسى: وماذا بعد؟
هل أبحث عن الشهرة؟
وهل هذه هي الطمأنينة التي كنت أبحث عنها؟
لا أريد لطفلي أن يكبر على أنغام العود والموسيقى، لا أريده أن يستيقظ فجراً إلا على صوت المؤذن للصلاة والحمد لله.. أشعر الآن بالسعادة وبالثقة وبالأمان.
((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004525))).
أما الشعراء الذين ذموا الغناء فمنهم: محمد إقبال (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000199) شاعر الباكستان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=3000123) الذي يقول:


أرى الفقراء عباداً تقاة قياماً في المساجد راكعينا

هم الأبرار في صوم وفطر وبالأسحار هم يستغفرونا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914369)

وليس لكم سوى الفقراء ستر يواري عن عيونكم العيونا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914370)

أضلت أغنياءكم الملاهي فهم من ريبهم يترددونا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914371)


وأهل الفقر ما زالوا كنوزاً لدين الله رب العالمينا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914372)


ويقول في الغناء وذمه والطرب:

لقد سئم الهوى في البيد قيس ومل من الشكاية والعذاب



يحاول أن يباح العشق حتى يرى ليلاه وهي بلا احتجاب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914374)


يريد سفور وجه الحسن لما رأى وجه الغرام بلا نقاب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914375)

فهذا العهد أحرق كل غرس من الماضي وأغلق كل باب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914376)


لقد أفنت صواعقه المغاني وعاشت في الجبال وفي الهضاب (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914377)

ويقول ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) ذاماً الغناء، ومحذراً منه، ومخبراً أن في الجنة غناء لمن اتقى الله وتاب من مزاولة الغناء ومن استماعه.
وهو يشير إلى حديث عند أحمد (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000008) بسند جيد في المسند (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=4000102) : (إن في الجنة جواري يغنين ويقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=7004422)).
فقال ابن القيم (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=1000007) :

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحا تهز ذوائب الأغصان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9900069)
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإ نسان كالنغمات بالأوزان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9912863)

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9913795)


وقال أيضاً في قصيدة بديعة يذم الغناء ومحترفيه:

فدع صاحب المزمار والدف والغنا وما اختاره عن طاعة الله مذهبا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914379)

ودعه يعش في غيه وضلاله على تنتن يحيا ويبعث أشيبا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914380)

وفي تنتن يوم المعاد نجاته إلى جهنم الحمراء يدعى مقربا

سيعلم يوم العرض أي بضاعة أضاع وعند الوزن أخف أو ربا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914382)

ويعلم ما قد كان فيه حياته إذا حصلت أعماله كلها هبا

دعاه الهدى والغناء من ذا يجيبه فقال لداعي الغنا أهلاً ومرحباً (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914384)


وأعرض عن داعي الهدى قائلاً له هواي إلى صوت المعازف قد صبا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914385)

يراع ودف بالصنوج وشاجن وصوت مغن صوته يقنص الظبا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914386)

فما شئت من صيد بغير تطارد ووصل حبيب كان بالهجر عذبا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914387)
وقال شاعر عصري عندما ماتت فنانة من الفنانات وذهبت إلى الله بأعمالها فرثاها بعض الناس، فرد هذا الشاعر بقصيدة يقول فيها:

من غادة الفن هذي أنت تبكيها ومن أيا شاعر الأيام تنعيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914388)

مضت بما قدمت والله سائلها عن الذي كان يجري في نواديها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914389)

إن التراث الذي أبقت لكم مرض أشقى البلاد وأشقاكم ويشقيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914390)

كم غادة خلعت ثوب الحياة غدت في حضن شيطان تغويه ويغويها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914391)

صرعى على نغمات الناي قد ذهلت كفتنة بصق الشيطان في فيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914392)

من قال إن التي أسدت لأمتها مجداً فقد قال بهتاناً وتمويها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914393)

هبها بنت جيش شعب من مكاسبها أو الأرامل قد باتت تواسيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914394)

ألم يكن من حرام كل ما جمعت وأنت بالشعر ترجو أن تزكيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914395)

إن الرسول الذي غنت لتمدحه ذكراه قد رفعت إن كنت ناسيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914396)

لا يرتضي أن يراها في غوايتها تغري بألحاظها من كان يغريها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914397)

ما بال أحمد لم تحفل به بلد أهدى لها النصر فاهتزت روابيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914398)

كأنه لم يكن بالأمس في لجب يزجي الكتائب في سينا ويذكيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914399)


وقلت أنا في هذا الموضوع:


يا رب نفسي كبت مما ألم بها فزكها يا كريم أنت هاديها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914400)

هامت إليك فلما أجهدت تعباً رنت إليك فحنت قبل حاديها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914401)

إن لم تجد برشد منك في سفري فسوف أبقى ضليلاً في الفلا تيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914402)

فإن عفوت فظني فيك يا أملي وإن سطوت فقد حلت بجانيها (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=9914403)
أخيراً.. نقول لمن يتساءل عن البديل لدينا عن الغناء، بأنه ما أحل الله وما أباح من الكتاب العظيم الذي ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004259)))، ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6004568)))، ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6003998)))، ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000574))).

وذكر الله من البديل: ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6001734)))، ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000158)))، ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (http://alislamnet.com/comments.aspx?id=6000483))).

والبديل هو: الكتاب الإسلامي.
والبديل هو: الشريط الإسلامي الذي شفى الله به، وكفى، ونفع، وجعل له تأثيراً بالغاً.
والبديل هو: مجالس الخير، والمحاضرات، والدروس، ومساءلة أهل العلم، وزيارة الصالحين.
والبديل هو: التفكر في آيات الله، وقيام الليل، ومدارسة كتب العلم كما سلف.
والبديل هو: النشيد الإسلامي الجاد بشرط عدم الإكثار منه، وألا يغلب القرآن ويطغى عليه، ولكن يكون بين الحين والآخر بكلمات تستثير الحماس وتنهض بالنفس.
أسأل الله لي ولكم أن يطهر أسماعنا من مزمار الشيطان، وأن يزكيها بالقران العظيم. والله أعلم.


فى رعاية الله وحفظه على امل اللقاء