إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2009, 09:01 AM
  #1
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي أسباب حصول الرزق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ،،، و بعد :


يؤمن المسلم أنه مكتوب ومقدر رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته وهو في بطن أمه ينال ذلك بالأسباب المقدرة له كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه فمن أسباب الرزق:


1- السعي في تحصيله بالأسباب المقدرة له من زراعة أو تجارةأو صناعة أو وظيفة أو غير ذلك من الأسباب المقدرة قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].


2- وتقوى الله تعالى وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3] أي من أطاع الله جعل له مخرجا من كل ضيق ورزقه من حيث لا يخطر بباله.


3- وكثرة الإستغفار طلباً لمغفرة من الله تعالى قال تعالى إخبارًا عن نبيه ورسوله نوح عليه السلام{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12] وفي الحديث: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي والحاكم وصححه].


4- والتوكل على الله والإعتماد عليه والإستعانة بهفي حصول الرزق فإن من توكل على الله كفاه قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] أي من يعتمد على الله وحده في حصول مطلوبه فهو كافيه [1].


5- والدعاء بحصول الرزق فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فقد أمر بالدعاء وتكفل بالإجابةإذا لم يمنع من ذلك مانع من معصية الله بترك واجب أو فعل محرم أو أكل حرام أو لبسه أو إستبطاء الإجابة تقول: يا رزاق ارزقني وأنت خير الرازقين، اللهم إني أسألك رزقاطيبا واسعا يا من لا تغيض خزائنه مع كثرة الإنفاق، اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي في ما آتيتني قال صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه» [رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو ورمز السيوطي لصحته] [2].


6- والحمد والشكر لله على رزقه ونعمه عموما فإن الشكر مقرون بالمزيد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] اللهم لك الحمد والشكر والثناء على جزيل إنعامكوالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه وصلوات الله وسلامه على خير خلقه وأنبيائه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

تنبيه: الإنسان بطبيعته يحب الغنى ويكره الفقر وهو لا يعلم عواقب الأمور ورب قليل خير من كثير وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولعله يجمع المال من حلال وحرام ثم يموت ويتركه لورثته فيكون له مغنمه وعليه غرمه له الشوك وللوارث الرطب وسوف يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وأغبط الناس في هذه الحياة وأسعدهم فيها من كان رزقه بقدر حاجته وكفايته لا فقر ينسي ولا غنى يطغي ولهذا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم بالفلاح لمن أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه، في الحديث الذي رواه مسلم ودعا لأهل بيته أن يكون رزقهم في الدنيا بقدر القوت فقال في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي وابن ماجه: «اللهم اجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتًا»ولا يختار لهم إلا الأفضل، وقلة المال أيسر للحساب وقال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقَىٰ} [الأعلى:16، 17] وقال عليه الصلاة والسلام: «من كانت الدنيا همه فرق الله عليهأمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيتهجمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة» [رواه أحمد وابن ماجه والترمذي] [3].




* * * * * * * * *



[1] وقال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا» [رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم].


[2] من أسباب الرزق الكرم والجود والإنفاق في سبيل الله كما قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] أيمهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وإباحه لكم فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل وفي الآخرة بالأجر والثواب وفي الحديث القدسي قال الله تبارك وتعالى: «يا ابن آدم أنفق أنفق عليك» [رواه مسلم] وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا» [رواه البخاري ومسلم] وقال عليه الصلاة والسلام: «ما نقصت صدقة من مال» [رواه مسلم] فليثق المنفق بوعد الله وينفق مما رزقه الله.


[3] المصدر بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا و الدين للشيخ عبدالله ن جار الله آل جار الله -رحمه الله- ص 556.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)

التعديل الأخير تم بواسطة هشام حلمي شلبي ; 07-06-2009 الساعة 06:19 PM
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009, 11:48 AM
  #2
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام حلمي شلبي مشاهدة المشاركة
وعمله وشقاوته وسعادتهوهو في بطن أمه ينال ذلك بالأسباب المقدرة له كما في حديث ابن مسعود المتفق عليهفمن أسباب الرزق:


1- السعي في تحصيله بالأسباب المقدرة له من زراعة أو تجارةأو صناعة أو وظيفة أو غير ذلك من الأسباب المقدرة قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِيمَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].


اللهجعل له مخرجا من كل ضيق ورزقه من حيث لا يخطر بباله.


3- وكثرة الإستغفار طلبالمغفرة من الله تعالى قال تعالى إخبارًا عن نبيه ورسوله نوح عليه السلام{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَوَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12] وفيالحديث: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كلضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجهوالبيهقي والحاكم وصححه].


4- والتوكل على الله والإعتماد عليه والإستعانة بهفي حصول الرزق فإن من توكل على الله كفاه قال تعالى: {وَمَنيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] أي من يعتمد

5- والدعاء بحصول الرزق فإن اللههو الرزاق ذو القوة المتين قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فقد أو مع كثرة الإنفاق، اللهم اكفني بحلالك عن حرامكو (و اغننى)بفضلك عمن سواك، اللهم

6- والحمد والشكر لله على رزقه ونعمه عموما فإن الشكرمقرون بالمزيد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنشَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِيلَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] اللهم لك الحمد والشكر والثناء على جزيل إنعامكوالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله الذي فضلنا على كثير من عبادهالمؤمنين والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغيلجلاله وعظيم سلطانه وصلوات الله وسلامه على خير خلقه وأنبيائه وعلى آله وأصحابهوأتباعه إلى يوم الدين.


تنبيه: الإنسان بطبيعتهيحب الغنى ويكره الفقر بالفلاح لمن أسلم ورزقكفافا وقنعه الله بما آتاه، في الحديث الذي رواه مسلم ودعا لأهل بيته أن يكون رزقهمفي الدنيا بقدر القوت فقال في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي وابن ماجه: «اللهم اجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتًا»ولا يختار لهم إلاالأفضل، وقلة المال أيسر للحساب وقال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَالْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [الأعلى:16، 17] وقال عليه الصلاة والسلام: «من كانت الدنيا همه فرق الله عليهأمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيتهجمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة» [رواه أحمدوابن ماجه والترمذي] [3].




* * * * * * * * *



[1] وقال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكمتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا» [رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبانوالحاكم].


[2] من أسباب الرزق الكرم والجودوالإنفاق في سبيل الله كما قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُممِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] أيمهما أنفقتم من شيء وقال صلى الله عليهوسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقولأحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا» [رواهالبخاري ومسلم] وقال عليه الصلاة والسلام: «ما نقصت صدقة منمال» [رواه مسلم] فليثق المنفق بوعد الله وينفق مما رزقه الله.



[3] المصدر بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا و الدين للشيخ عبدالله ن جار الله آل جار الله -رحمه الله- ص 556.
والله مشاركة جميله جداجدا ولكن انا اسف يا استاذ هشام لتعقيبى ولكن هناك بعض الكلمات لم يتم الفصل بينهن خاصة وانها ايات قرانية واحاديث وبارك الله فيك دائما فكل مشاركاتك جميلة وقيمة واتمنى الا تحرمنا منها بارك الله فيك لا تنسى التعديل يا استاذنا حتى تعم الفائدة
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009, 11:50 AM
  #3
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

اتمنى من كل قلبى الا اكون قد كتبت التعليق بشكل غير لائق
اللهم وفقنا الى ما تحبه وترضاه
اااااااااااااااميــــــــــــــــــــــــــن
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009, 12:56 PM
  #4
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
Icon25 مشاركة: أسباب حصول الرزق

أ/هشام حلمى

جزاك الله خيرا وفى ميزان حسناتك

موضوع رائع

" اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك "
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009, 01:32 PM
  #5
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
Icon28 مشاركة: أسباب حصول الرزق

اسم الله الرزاق

يجب ان نثق ثقة شديدة أن الرزق بيد الله؛ لذلك نتفق على أمرين ,أولاً أن لا نأكل مالاً حراماً، وثانياً أن لا نذل أنفسنا لأي مخلوق من أجل لقمة العيش لأن الزرق ضمنهُ الرزاق.
الفرق بين الرازق والرزاق
لم يُذكر الرازق في القرآن أبدا بل ذُكر اسم الله الرزاق.. فما الفرق بينهما؟ الرازق الذي يعطي ويمنع ويعطي بعض الناس ويمنع البعض الآخر، ولكن الرزاق تتضمن الشمول فالجميع يصله الرزق.. التقي والعاصي على حد سواء.. المؤمن والكافر والمسلم والمسيحي والبوذي. ليس لكل البشر فقط بكل للكائنات جميعا، يقول الله تبارك وتعالى" وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سورة هود ، آية 6). أما سيدنا إبراهيم فظن أن من يستحق الرزق هم المؤمنين فقط، فعندما دعا قال عليه السلام " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " (سورة البقرة، آية 126). فرد عليه الله الرزاق تبارك وتعالى أن الرزق للجميع في الدنيا أما الحساب يوم القيامة فقال" قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (سورة البقرة، آية 126).
سر قوله تبارك وتعالى" عَلَى اللّهِ "
لو فكر الجميع بهذا القول ملياً لسعدت البشرية جمعاء. ستسعد بها النملة، الحمامة.. لماذا؟ لأن كلمة إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا تفيد الإلزام فالله ألزم نفسه تبارك وتعالى برزق جميع الكائنات الحية وهذا مقتصر على الله وحدة، أما البشر فيمكن لأحد أن يعطيك وينذرك ويقول لك أنها أخر مرة أو يحدد توزيع الرزق. أما الله الرزاق فكل دابة رزقُها على الله. هذه الآية تُسعد النملة في جحرها.. تُسعد الحوت في بطن الأرض، أفلا يسعد بها الإنسان وهو خليفة الله في الأرض؟! يقول الله تبارك وتعالى إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " (سورة البقرة،آية 30). فكل ما في الكون خلقه وسخره الله لك.. للإنسان.. للخليفة.. فهل تقبل على نفسك أيها الإنسان بعد ذلك أن تأكل الحرام؟ تكمن أهمية هذه الحلقة في أن الكثير في بلادنا للأسف يأكل الحرام وآخرين يتذللوا للبشر ليحصلوا على رزقهم. أقول لهم جميها انظروا الى اسم الله الرزاق في القرآن.
اسم الله الرزاق في القرآن.
يقول الله تبارك وتعالى بعد خلق الأرض " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (سورة فصلت، آية9،10،11). ومعني قدر فيها أقواتها أي كتب الله تبارك وتعالى الأرزاق كمقدار كل ما تحتاجه الأرض من ماء، الزرع... هذه الآية دليل يطمئن العبد على رزقه. يقول الله تبارك وتعالى "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ..."(سورة الروم، آية40) فاستعمل الله تبارك وتعالى فعل "رزقكم" بالماضي أي أنه بالفعل تم تقدير الرزق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً؛ ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ...) رواه البخاري ومسلم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت روح حتى تستكمل رزقها وأجلها" أتؤمن بذلك أم لا؟ فلن تموت ناقص نَفسْ.. لذلك مهما زاد عدد من يأكل الحرام فلا تكن منهم، وإذا كثر عدد من يؤمن بالله الرزاق بالظاهر فقط، فكن أنت من يتغلغل اسم الله الرزاق في خلايا جسدك، لأن الله لن يتركك فهو قد تكفل برزقك. فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هَدَفي هذه الحلقة من عدم أكل الحرام وعدم التذلل للناس بدعائه بقوله "اللهم اغنني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك" فالرزق سيأتي حتما إما أن تستعجل فتأخذه بالحرام فيكون جزاؤك النار وإما أن تسعى له وتحصل عليه فتدخل الجنة.
قصة الأعرابي مع الآية
اسمع قول الله تبارك وتعالى " وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ "
فالرزق مكتوب لكل كائن حي فنزلت هذه الآية على جزئين الجزء الأول" وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (سورة الذاريات، آية 22) فلما سمعها الأعرابي قال: صدق الله، ومن ثم عاد نفس الأعرابي بعد عدة شهور فكان حينها قد نزل الجزء الثاني من الآية وهو" فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُم ْتَنطِقُونَ " (سورة سورة الذاريات، آية 23) فبكى الأعرابي عندما سمعها وقال: ماذا فعلتم ليٌقسم الله سبحانه وتعالى أن الرزق حق؟! فنحن صدقناه من الآية الأولى.
يقول الله تبارك وتعالى" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" (سورة الملك، آية 21) فمن تذلل لغير الله وهذا على خلاف طلب الحاجات بعزة نفس فيقول عليه الصلاة والسلام " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير". ويقول الله تبارك وتعالى "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْض" (سورة يونس، 31) فكما سبحانه وتعالى لا شريك له في ملكه فسبحانه لا شريك له في رزقه. ويتزامن اسم الله الرزاق مع اسم الله الخالق فيقول الله تبارك وتعالى" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ "(سورة الروم، آية 40) ويقول الله سبحانه وتعالى "... هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم...(سورة فاطر، آية 3).
اسم الله الرزاق في الكون
كنت قد ذكرت سابقاً أن الله تبارك وتعالى يُعرفنا باسمه بطريقتين بكتاب يُقرأ وهو القرآن الكريم أو بكتاب يُنظر وهو صفحة الكون، وهو معجزة من الله تعالى. فقد عرفنا اسم الله الرزاق من القرآن.. الآن سنعرفه من الكون؛ كي لا نتذلل لأحد. سأبدأ لكم بمثال قد مر علينا كثيرا بالمدرسة ولكننا لم نفهمه أو نربطه باسم الله الرزاق، فلو فهمناه باسم الله الرزاق لاستحال أكل الحرام، والمثال هو دورة الماء. سنفهم الآن دورة الماء باسم الله الرزاق. فالماء سر الحياة.. يقول الله تبارك وتعالى" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ "(سورة الأنبياء، آية 30). بدايةً إن اتساع مساحة البحار بفضل اسم الله الرزاق لأنه عصب الحياة ونحتاجها كثيرا فتكون نسبة الماء 71% من مساحة الأرض ثم يأمر الرزاق البحار أن تكون مالحة كي لا تأسن وتظل صالحة، ومن ثم يأمر الله الرزاق الشمس أن تُسخن هذه البحار، فالشمس تُسخن 16 مليون طن في الثانية، وتُسخن في السنة 505 تريليون طن ماء تتبخر من البحار كي تُروى الكائنات الحية. فيربط الله تبارك وتعالى الرزاق بين الشمس التي تُسخن الماء وبين نزول الماء فيقول الله تبارك وتعالى" وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا " (سورة النبأ، آية 13،14) ثم يأتي دور الرياح لتحمل ما تبخر على سطح الماء الى أعلى ليبرد وتُنزل الهواء الجاف الى أسفل فيقول الله تبارك وتعالى" اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء " (سورة الروم، آية 48) فمن يقوم بذلك؟ الله الرزاق.
ومن ثم يأمر الله الرزاق السحاب أن يقترب من بعضه البعض حتى يثقل فيقول الله تبارك وتعالى" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا (سورة النور، آية 43) ثم يأتي دور الجاذبية بجذب المياه الى أسفل، ثم ينزل الماء في المكان الذي حدده الله تبارك وتعالى " حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ... " (سورة الأعراف، آية 57). فهذه معجزة الرزاق في إنزال الماء. يقول الله تبارك وتعالى" أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ "(سورة الواقعة، آية 69،70). لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينزل المطر يُعرض نفسه له ويمسح به وجهه وجسده، لأنها معجزة من الله الرزاق. ولذلك يقول النبي أن دعاء المطر مُستجاب. وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يشرب الماء يقول " الحمد لله الذى جعله عذباً فراتاً برحمته ولم يجعلهُ مِلحاً أُجاجا بمعاصينا " فكل نقطة ماء دليل حي على اسم الله الرزاق، وتستمر المعجزة بأن تعرف أن كمية الماء التي تتبخر كل سنة هي نفسها الكمية التي تنزل على الأرض.
كم أنفق الله تبارك وتعالى على الأرض؟
لو سألتكم جميعاً كم أنفق الله سبحانه وتعالى على الأرض لستتمر الحياة على الأرض منذ خلقها حتى اليوم؟ عرفت كل الكائنات الله الرزاق من طير وسمك إلا أنت أيها الإنسان أيها الخليفة أيها المسلم أيها المؤمن ، فماذا ستقول له يوم القيامة عندما يسألك عن أكل المال الحرام وعن التذلل لغير الله؟
هل الرزق مادي فقط.. مال فقط؟!!
أشكال الرزق:
ليس كل الرزق مال فقط فأشعة الشمس رزق، والجار الصالح رزق والروح التي في جسدك هي رزق، والزوجة الصالحة رزق والدعاء رزق وركعتين في آخر الليل رزق. فأيهما أحب إليك؟ رزق الجسد - رزق مادي - أم رزق الروح؟ إن الله عندما يغضب على عبد يمنع عنه الرزق. يقول النبي "إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه" ففي الأثر أن رجلا قد ارتكب ذنباً فظن أن الله لم يحرمه الرزق فأوحى إليه الله أنه قد عاقبه فقال له: بلى قد عاقبتك، ألم أحرمك لذة مناجاتي؟ فأرزاق الأرواح أحلى بكثير من أرزاق الأجساد.
ماذا يريد منا الرزاق؟
1. إياك أن نأكل الحرام، لكي يبقى الأمل في قلوبنا، فأكل الحرام يحرمنا استجابة الدعاء ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "الرجل يطيل السفر، يقول يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وغُذي من حرام ، فأنى يستجاب له؟!". وهنا أذكر قصة إمرأة عُرض على زوجها رشوة لكي يشهد زورا فرفض فعندما هُدد بطرده ذهبوا لزوجته كي تحثه على أخذ الرشوة مقابل شهادة الزور فقالت لهم: لقد عرفت زوجي أكالاً ولم أعرفه رزاقاً. وأذكر أيضا في هذا الباب قصة شهيرة في التاريخ عن عامل وحاكم في تاريخ المسلمين، فأراد الحاكم أن يُطوع العالم له فذهب الحاكم الى العالم فوجده في المسجد فسأله: ألك حاجة؟ فقال العالم: إني أستحي أن أكون في بيته وأسأل غيره، فانتظره الحاكم حتى خرج العالم من المسجد فلما خرج من المسجد سأله ثانية: ألك حاجة؟ فقال العالم: أحاجة من حوائج الدنيا أم حاجة من حوائج الآخرة؟ فقال قال الحاكم: أنا لا أملك الآخرة ولكن حاجة من حوائج الدنيا فقال العالم: أنا لا أسألها من يملكها أفأسألها من لا يملكها؟!!. انظروا إلى سيدنا علي بن أبي طالب وهو يقول: والله والله لَحفرُ بئرين بإبرتين ولكنسُ الجزيرة بريشتين أهون علي من أقف باب إنسان أسأله بذلِ نفسي والرازق موجود.
2. السعي: لكي تحصل على الزرق المكتوب لك يطلب منك الرزاق أن تسعى لأنه يغضب عليك إن لم تفعل. وهنا أشير للسعي الذي يقوم به المعتمر والحاج، فأصل السعي ورمزها السيدة هاجر التي كانت تبحث عن شيء دنيوي.. تبحث لابنها.. لسيدنا إسماعيل عن ماء فأصبح السعي عبادة لكي يذكرك بالسيدة هاجر التي سعت بالصفا والمروة سبع مرات، الأمر الذي يرهق الشباب، ولكن ماذا كانت نتيجة السعي؟ فينزل جبريل ويضرب بجناحه عند قدم اسماعيل فيخرج نبع ماء يشرب منها المسلمين من آلاف السنين وإلى الآن. يقول لله تبارك وتعالى " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم " (سورة الأنعام، آية38) أي لا تقولوا عن النحل والنمل هذه أمم حقيرة.. ولكن تعلموا منها.. تعلموا من النحل النشاط والعمل الدؤوب، فالنحلة تتحرك 400 كيلوا أي تلف الأرض سبع مرات لتعمل كيلو عسل ولا تنتظر لتصل الى الخلية بل في طريقها، والنحل في بطنها تحول الرحيق الى عسل، فأخذت اليابان هذه الفكرة فأصبحت تصنع المنتجات على الناقلات في عرض البحر. يُحكي في الأثر أن أحد الأشخاص كان مسافرا في تجارته فرأى طائراً كسيحاً لا يجد من يطعمه فقال مسكين، فأثناء ذلك جاء طائر صحيح وأطعم الطائر الكسيح فرجع هذا التاجر الى بلده وقابل عالماً صديقا له فقال له: لا داعي للسعي فالرزاق موجود وأخبره بقصة الطائر الصحيح والطائر الكسيح فنظر إليه العالم وقال له: أرضيت أن تكون مكان الطائر الكسيح ولم ترضى أن تكون مكان الطائر المعطاء؟
3-أن لا تذل نفسك أبدا.
وأخيرا ماذا يريد مني الرزاق هو كيف يرضي عني الرزاق؟

الرضا
هل أنت راضٍعن الرزاق؟ اعلموا أن عبادات الجوارح يتوقف ثوابها بمجرد انتهائها، أما عبادات القلب فثوابها ممتد حتى في منامنا. لماذا؟ لأن قلبك لو امتلأ بهذا المعني فهو مستمر معك طوال حياتك. هل أنت راضٍعن هذه الأرزاق: هل أنت راضٍعن زوجتك؟ عن مكان سكنك؟ عن أثاث بيتك؟ شكلك؟ هل أنت راضٍعن وضعك المالي؟ عن وظيفتك؟ هل أنتِراضية عن تأخر زواج ابنتك؟ عن البطالة؟ هل أنت راضٍعن الغربة عن بلدك؟ هل أنت راضٍعن حياتك؟ هل أنت راضعن ربك؟
ما هو الرضا؟
تعريف الرضا: "الطموح والسعي للأفضل مع رضا القلب عن الحال".
بعض الناس يفهمون الرضا علي أنه توقف للسعي للرضا بالحال وهذا ليس صحيحاًعلى الإطلاق. فللرضا لابد من السعي مع الرضاء بالحال. ببساطة شديدة: نبينا كان يسعي لتحسين الوضع في المدينة مع رضاءه بالحال في مكة.
هل أنت راضٍعن ملبسك أيها الشاب أم أنك في ضيق لأنك تريد أن تقلد الشباب في ملبسهم الغالي ولا تستطيع؟ هل أنت راضٍعن سيارتك المنهكة؟ عن مسكنك السيئ؟ هل أنت راضٍأم لا؟ هل تشعر بمرارة في القلب؟
يقول الله تبارك وتعالي في حديث قدسي: ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وضمنت لك رزقك فلا تحزن، إن قل فلا تحزن، وإن كثر فلا تفرح، إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندي محمودا، وان لم ترض بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموما. لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة ثم لا يصيبك منها إلا ما كتبتُ لك.
ليس معنى هذا ألا نسعى، ولكن الاستمرار في عدم الرضا لا يـأتي بشئ سوي المزيد من التعب. هناك كلمة جميلة جدا: أرح نفسك من الهم بعد التدبير، فما قام به الله عنك لا تقم به أنت لنفسك! ألم تري كيف يرزق الرزاق المخلوقات الضعيفة؟ أفلا يرزقك أنت وأنت الخليفة في الأرض؟ أفلا يرزقك وهو جعل الملائكة تسجد لأبوك؟ أفلا يرزقك وقد كرمك كل هذا التكريم؟ اسع كما اتفقنا كسعي السيدة هاجر واترك الباقي لله، لا ترض بالجلوس في المقاهي لقتل الوقت، اجعل الجلوس فيها للتخطيط للمستقبل. أود أن أخاطب أصحاب المقاهي وأقول لهم شئ عظيم أن تجعلوا مقاهيكم للتخطيط والتدبير بدلاًمن إضاعه وقت الشباب دون فائدة، حتى يرضي عنكم الرزاق. أرح نفسك من الهم بعد التدبير، فما قام به الله عنك لا تقم به أنت لنفسك! يقول الله تبارك وتعالي في حديث قدسي آخر: يابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يضغيك ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض بغير الحق. لا بقليل تشبع ولا بكثير تقنع إن أنت أصبحت معافا في بدنك، آمناًفي سربك، وعندك قوت يومك فقل علي الدنيا العفاء.
إذا كنت تتمتع بالصحة وببيت خاص لك فأنت في نعمة محروم منها غيرك. هناك أناس لا يعلمون أين سيعيشون بعد شهرين، هناك أناس لا يعلمون في أي بلد يدخل أولادهم المدارس من كثرة تنقلهم في البلاد وعدم استقرارهم. إذا كان لك بيت تدخله كل ليلة وتنام فيه فأنت في نعمة كبيرة جداً. إذا كان عندك قوت يومك – يومك فقط – فأنت في نعمة
يقول الله تعالي: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى..." (الزمر: 42)
ينام الناس فتُرفع الأرواح إلي السماء، ثم يمسك الله الأرواح التي تمت ويرسل الأخرى فنستيقظ. كيف ننام علي معصية ونحن نعمل باليومية؟!!!
إن أنت أصبحت معافاًفي بدنك، آمناًفي سربك، وعندك قوت يومك فقل على الدنيا العفاء.
حتى وإن لم يكن عندك قوت يومك فإرض بما كتبه الله لك.
يقول النبي صلي الله عليه وسلم" من قال حين يصبح – أو يمسي – رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًورسولا وجب على الله أن يرضيه في هذا اليوم".
يقول النبي – صلي الله عليه وسلم - في حديث آخر: "من قال حين يسمع الآذان رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا غُفر له".
يحثنا الرسول على التدريب على الرضا. انظروا إلى أدعية النبي: "اللهم رضني بقضائك حتى لا أحب تأخير ما عجلّتَ ولا تعجيل ما أخرتَ".
يقول العلماء: علامات الرضا ثلاث:
1.ترك الاختيار قبل القضاء بالاستخارة.
2.فقد المرارة عند القضاء.
3.دوام حب الله في القلب بعد القضاء.
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009, 05:56 PM
  #6
اوسو
مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
العمر: 38
المشاركات: 128
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

السلام عليكم , بصراحه الرد الوحيد اللى اقدر اقوله على الموضع الهايل ده انه جزاكم الله كل خير وجعله يارب فى ميزان حسناتكم , امين
اوسو غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2009, 06:21 PM
  #7
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

الاخ الحبيب طالب علم
جزاك الله خيرا علي هذا التنبيه
ولقد جرى التعديل
واتمني ان لا تحرمنا من اضافاتك المتميزة المفيدة
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2009, 06:37 PM
  #8
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

الاخت العزيزة سارة
جزاك الله خيرا علي اضافاتك المتميزة والتي تثري الموضوعات

واتمني ان لا تحرمينا من اضافاتك المتميزة المفيدة
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 11:31 PM
  #9
ياسمين حلمى شافع
 الصورة الرمزية ياسمين حلمى شافع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 427
افتراضي مشاركة: أسباب حصول الرزق

علمت ان رزقى لن ياخذه غيرى فاطمئن قلبى
اللهم ارزقنا عيشة سوية وميتة هنية ومرد غير مخزى ولا فاضح
جزاكم الله خيرا
ياسمين حلمى شافع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM