إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2009, 06:18 AM
  #1
ahmed_4
مشارك مبتدئ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 22
Thumbs up وقفات مع النظرية المكيافيللية!!

وقفات مع النظرية المكيافيللية!!

كتاب صدر حديثًا، تأليف روبرت جرين وجوست إلفيرز، اسمه قوانين القوة، أثار هذا الكتاب ضجة عنيفة في أوساط رجال القيادة والإدارة والسياسة في الدول الغربية، حتى صار حديث رجال السياسة والقوة والمال؛ لأنه يبحث حول المفهوم الذي ساد منذ عهد ميكافيللي وما كتبه في كتاب "الأمير"، وهذا المفهوم هو "الغاية تبرر الوسيلة". وسنبدأ بإذن الله في عرض أفكار مختصرة من الكتاب ومقاطع منه، ثم نقول ما نعلم من تقويم الإسلام لتلك المفاهيم التي يبثها هذا الكتاب وأمثاله.

القانون الأول: ذر الرماد في العيون:

تعتمد علاقتنا بالآخرين على الإيحاء أكثر مما تعتمد على الصراحة, فلا تحاول أبدًا أن تفصح عن نواياك للآخرين, بل عليك أن تذر الرماد في العيون وتشوش الانتباه، وكثيرًا ما ألصقت لفظة الميكافيلية بالانتهازية وغيرها من النعوت السلبية، لكن بدأ بعض المفكرين اليوم ينظرون لميكيافيللي كواحد من أهم مفكري التنوير.

القانون الثاني: دع الآخرين يعتمدون عليك:
لكي تضمن ولاء الآخرين عليك أن تبقى مفيدًا لهم. كلما زاد استعبادك للآخرين زادت حريتك. وكلما اعتمدت سعادة الآخرين وقوتهم عليك كلما أحكمت قبضتك عليهم. فاحذر أن تعلم الآخرين ما يكفيهم للاستغناء عنك. لا تعتقد أن اعتماد المدير أو الرئيس عليك سيجعله يحبك، فالصحيح أنه سيحب فائدتك ويخشى فقدانك.

القانون الثالث: لا تخطف الأضواء من رئيسك:
دع من هم أهم منك يشعرون بتفوقهم عليك, فلا يتوجسون منك خيفة. فمصاحبة الأذكياء غير مريحة. ولا تتمادى في محاولاتك لنيل إعجابهم لدرجة تثير مخاوفهم. احرص دائمًا على أن تبدو متواضعًا بالنسبة لهم, وخاصة أمام الآخرين. وبالطبع ليس عليك أن تراعي شعور كل من هم دونك في المهارة والمنصب. أما مع من يعلونك مقامًا فالأمر مختلف, فهؤلاء يريدون أن يشعروا بأن مناصبهم آمنة، فلا تظن بأن تألقك سيكسبك احترامهم. عليك أن تواصل تلميع صورة مديرك وتعزيز سلطته, كأن ترتكب بعض الأخطاء غير الضارة التي يجدها فرصة سانحة لتعليمك وانتقادك بين الحين والآخر[4] , وبالتالي تفرغ ما قد يترسب بداخله من ضغينة تجاهك بأن تنصت مستسلمًا وتطأطئ رأسك اعترافًا بعظمته[5]. فإذا كنت لا تستطيع أن تمنع نفسك من طرح الأفكار الفذة ولا يمكنك أن تتحكم في إعجاب الآخرين بك فانسب أفكارك وسر جاذبيتك إلى مديرك, لتجعله يشعر بالامتنان وتخفف إحساسه بالتهديد من جانبك.

القانون الرابع: حافظ على سمعتك:
فبإمكانك أن تهزم عدوك بسمعتك دون أن تجرد سيفك من غمده. ولكي تهزم خصمك عليك أن تجرده من سمعته أولاً، نحن لا نختار البيئة التي نعيش فيها دائمًا, كما لا نختار ظروف ميلادنا وموتنا, فإذا كانت سمعتك سيئة نتيجة لظروف خارجية فيمكنك أن تختار ما تفعل. الحل الوحيد هو أن ترتبط بشخص أو هيئة ذات سمعة طيبة بحيث تغطي سمعتها على سمعتك, التي ليس لك ذنب فيها. وعندها لن يذكر اسمك إلا مقترنًا باسم هذه الهيئة أو الشخص ذي السمعة الطيبة.


القانون الخامس: اجذب الانتباه بأي ثمن:
اكتشف نقاط ضعف الآخرين: لكل إنسان نقطة ضعف قاتلة، إذا تمكنت من اكتشافها ضمنت سيطرتك عليه.

استراتيجية جذب الانتباه:
افعل كما يفعل معارضو"بل جيتس": ابحث عن شخصية مشهورة وتصيد أخطاءها فلا يوجد شخص كامل. ثم أبرز هذه الأخطاء واجذب الانتباه إليك. فإذا قدر لك أن تنجح فإن الشخصية التي تهاجمها ستقترف مزيدًا من الأخطاء, وكلما فعلت ذلك سطع نجمك وازداد تألقك. فكل شخصين متعارضين يمثلان للناس جانبي الخير والشر. فإذا لعبت دور الخير, فإنهم سيضعون الشخص الآخر في دائرة الشر.

القانون السادس: خاطب مصالح الناس لا مشاعرهم:
عندما تبحث عن مساعدة أو معونة لا تذكر الناس بما فعلته لهم أو بواجبهم نحوك, فهذا يجعلهم يبحثون عن فرصة للتخلص منك. الأجدر بك أن تتكلم بلغة المصلحة والأرقام.

* * *
بعد هذا العرض لهذا الكتاب لاشك أن النفوس العالية ذات الخصال الكريمة قد أصابها الغثيان من هذا الكلام، وأعتقد أنها ما استطاعت أن تكمله، هذا الكتاب أوضح من يتولى أحد الرد عليه من وجهة نظر إسلامية، كل إنسان لديه ذرة من المشاعر الإنسانية يستطيع أن يرد على هذا الكلام البعيد تمامًا عن أي خلق أو دين، فكيف بالمسلم الذي حدد له ربه علاقته بالناس كافة فقال سبحانه: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{ [الحجرات: 13] ، وعلمه علاقته بالمسلمين المؤمنين فقال سبحانه: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون{َ [الحجرات 10] . فكيف بالمسلم الذي تعلم من النبي e قوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" رواه البخاري ومسلم. e:»مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى« رواه مسلم وأحمد.

وبالنظر الشرعي إلى هذه القوانين التي وضعوها وأسموها قوانين القوة نجد أن:

1 ـ الإسلام يلزمنا أولاً أن تكون غاياتنا شريفة.

2 ـ ولابد للغايات الشريفة من وسائل أيضًا شريفة.

3 ـ غاية المسلم في حياته هي عبادة الله سبحانه وتعالى}وما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون{ِ [الذاريات: 56].

4 ـ جمع المال ليس غاية في حد ذاته للمسلم ولكنه وسيلة لطاعة الله. فقد قال رسول اللهe : "يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح" رواه الإمام أحمد.

5 ـ أمام المسلم طريق واحد لكسب المال وهو طريق الكسب الحلال، وحرم ما دون ذلك من الطرق الحرام، وأيضًا حرم الطرق الحرام لها، فالكذب والنفاق والغش والخديعة فكل هذه الوسائل محرمة شرعًا.

6 ـ نحن ـ كمسلمين ـ نتعامل مع الناس بما أُمرنا نحن لا بمثل ما يعاملوننا، فإذا عاملونا بتلك القيم فنحن لابد لنا أن نلتزم بأحكام ديننا.

7 ـ أيضًا لا يجوز لمسلم أن يتكسب بالتشهير بأي أحد وتصيد أخطائه والصعود على كتفه حتى لو عاملك منافسوك بمثل ذلك.

8 ـ لا يجوز لمسلم أن يذل نفسه أو يطأطئ رأسه لكي يصل إلى غاية ينشدها مهما كانت هذه الغاية؛ فقد قال الرسولe : »لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه« رواه أحمد والترمذي.

9 ـ لا يحل لمسلم أن يلفت انتباه رئيسه على حساب دينه وكرامته وأخلاقياته بأي ثمن، فالمسلم لديه ثوابت لا يجوز له أن يحيد عنها.

10 ـ هما يفترضان أن المجتمع كله بهذا السوء المقيت، ومجتمعنا بحمد الله لم ولن يصل إلى هذه الدرجة من السوء، وإن كانوا هم كما قالوا فلسنا كذلك.

نسأل الله أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

إعداد الفريق العلمي بموقع مفكرة الإسلام

ahmed_4 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:10 AM