إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2009, 12:08 AM
  #1
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
Icon27 لهيب الشهوات

لقد حرص الإسلام على أن ينأى بالناس عن الشهوات الحيوانية والأخلاق الشيطانية ، والنفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون تؤثر فيها المؤثرات وتعصف بها الأهواء والأدواء ، فالنفس أمارة بالسوء ، تسير بصاحبها إلى الشر ، فإن لم تُستوقف عند حدها وتلجم بلجام التقوى والخوف من الله وتأطر على الحق أطرا ، وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى ومعصية ، والنفس بطبيعتها إذا أُطعمت طعمت ، وإذا فوضتَ إليها أساءت ، وإذا حملتها على أمر الله صلحت ، وإذا تركت إليها الأمر فسدت والناظر بعين بصره وبصيرته في عالم اليوم ، يرى حقيقة ما وصل إليه أبناء هذا العصر مما يسره الله لهم من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ الاتصالات والتقنية من أنواعِ الهواتف وشبكات المعلومات وقنواتِ البث وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام من مسموع ومقروء ومشاهد ، مما حدى بالقائمين عليها إلا ما رحم ربي بتسخيرها واستغلالها فيما يثير مكامن الشهوة ويخمر العقل ويفسد الروح من نشر للأغاني الساقطة والأفلام الآثمة والقصص الداعرة وإشاعة الفاحشة ونشر بواعثها ومثيراتها وتعرية المرأة وتحريرها واستعبادها وإخراجها من بيتها ، حتى هلك الكثير من بني الإنسان في مستنقع الرذيلة ومغريات الشهوة ، وانسلخت من النفوس المروءة والعفة والغيرة والطهر والعفاف ، نعم .. إنها الشهوة الباعثة على مقارفة المنكرات وإتيان المعاصي واقتراف المحرمات ، إنها الشهوة الفطرةٌ الغريزية البشرية والذةٌ الجثمانيةٌ الجسدية ، نعم .. تلك الشهوة ، إن لم تُضبط بضابط الشرع والعقل فإنه يزداد سعارها ويتأجج نارها وتهوي بصاحبها في مهاوي الردى وتلبسه لباس الحيوانات والبهائم التي تحركها غرائزها وتدفعها شهواتها ، إنها الشهوة إذا انفلت سعارها وانخرط خطامها فإنها ما تزال تعظم وتعظم حتى تقع الفواحش وتنتشر الأمراض وتكثر المحن " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "

لماذا الشهوة..؟
الشهوة من نعم الله تعالى على العبد ، والمحظور فيها صرفها في المحظور ، يقول بن تيمية رحمه الله تعالى " إن الله تعالى خلق فينا الشهوات واللذات لنستعين بها على كمال مصالحنا ، فخلق فينا شهوة الأكل واللذة فيه ، فإن ذلك في نفسه نعمة وبه يحصل بقاء جسومنا في الدنيا ، وكذلك شهوة النكاح واللذة به هو في نفسه نعمة ، وبه يحصل بقاء النسل ، فإذا استعين بهذه القوى على ما أَمَرَنا ، كان ذلك سعادة لنا في الدنيا والآخرة ، وكنا من الذين أنعم الله عليهم نعمة مطلقة ، وإن استعملنا الشهوات فيما حَظَرَه علينا بأكل الخبائث في نفسها ، أو كسبها كالمظالم ، أو بالإسراف فيها ، أو تعدينا أزواجنا أو ما ملكت أيماننا : كنا ظالمين معتدين غير شاكرين لنعمته " [ الاستقامة 1/341 ]

أثر الشهوات على الإنسان .
الشهوة إما أن يُحكم توجيهها فتأخذ ثمارها وإما أن يغفل الإنسان عن توجيهها فتدمر صاحبها ، يقول ابن القيم رحمه الله : الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ، فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة وإما أن تقطع لذة أكمل منها ، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير من ذهابه ، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه ، وإما أن تسلب نعمة بقاها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة ، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك ، وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة ، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة ، وإما أن تشمت عدواً وتحزن ولياً ، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة ، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول ..الخ "


أسباب تفشي الشهوات .
1. ذهاب خوف الله عز وجل من القلوب وقلة الحياء منه « استحيوا من الله حق الحياء » [ رواه الترمذي ]

2. غياب العصمة الإيمانية وقلة المراقبة في الخلوات والجلوات وتقوية الإيمان في القلب بزيادة الطاعات واجتناب المنكرات
3. التهاون بالصغائر وعدم الدقة في التزام أوامر الله جل وعلا والانتهاء عما نهى عنه { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن }
4. غياب التربية الأسرية في البيوت فالآباء في شهواتهم وأعمالهم وتحصيل أرزاقهم ، والأمهات مشغولات بمتابعة الإذاعات ومشاهدة الشاشات والزيارات والجديد من الأزياء والموضات .
5. وسائل الإعلام بأنواعه من مرئي ومسموع ومقروء والتي غزت العقول والقلوب والنفوس .
6. تيسير المحرم وتكثير سبل الغواية وطرق الفاحشة وتنوعها في الأسواق والطرقات والمحلات والمراكز الضخمة والشركات الهائلة إلى غير ذلك ..
7. الأسواق العامة وما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة من كشف للوجه وتجميل له وإبداء لمفاتن الجسد .
8. غياب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والتساهل فيه وعدم الاهتمام به والرفع من شانه وأنه صمام المجتمع .
9. إدخال ما يثير مكامن الشهوة ويخمر العقل ويفسد الروح من آلات وأجهزة وفضائيات تحرف الشباب وتثير الفتيات وتفسد ذوات الخدور .

10. أصدقاء السوء والفراغ والتساهل بالحرام والبحث عن مثيرات الشهوة من مجلات وصحف وجرائد وانترنت وفضائيات ، مع الإمكانية من الخلوة بالمرأة ومعاكستها ومكالمتها ، فكل هذه من أسباب تفشي الشهوة وزيادتها .

قواعد في التعامل مع الشهوات .

1. التربية الإيمانية المتكاملة التي تتضمن معاني التقوى والمراقبة والخوف والرجاء والمحبة ، حتى يصبح العبد إنسانا سويا شابا تقيا نقيا لا تستهويه مادة ولا تستعبده شهوة { قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي } « ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله »
2. الحذر من النظرة المسمومة ، فهي رائدة الشهوة وسهم من سهام إبليس ، فالنظرة تولّد خطرة ، والخطرة تولد الفكرة ، والفكرة تولد الشهوة ، فاحذر هذه النظرة ، وقديما قيل : حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات ، وصدق القائل :
كل الحوادث مبداها من النظر

ومعظم النار من مستصغر الشرر

3. التفطن لمدافعة الخطرات إذا تولدت في الذهن ، لأنها مبدأ الخير والشر ، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم ، ومن ثم توجب التصورات ، والتصورات تدعوا إلى الإرادات ، والارادات تقتضي الفعل ، ولذلك فإن من راع خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه وشهوته .
4. لزوم الاستقامة والسعي الجاد في تحقيقها ، والاستعانة قبل ذلك بالحي القيوم الذي لكمال حياته وقيوميّته لا تأخذه سنة ولا نوم .
5. التعفف والاستعانة بالصوم ، فإنه يكسر جماح الشهوة ، ويخفف من لهيبها « يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » [ رواه البخاري ] .
6. المسارعة إلى الزواج وتحصين الفرج واختيار الزوجة الصالحة فبها تحصل العفة ويتزن العقل وتخبو الشهوة « ثلاثة حق على الله عونهم .. ومنهم : والناكح الذي يريد العفاف » [ رواه الترمذي ]
7. الابتعاد عن كل ما يثير مكامن الشهوة من ألفاظ غزلية ، ونكت فاحشة ، وقصص هابطة وروايات تافهة « ليس المؤمن بالطعّان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء » [ السلسلة الصحيحة 320 ]
8. الفرار من الأماكن العامة ومنتديات الترفيه والأسواق لما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة ، والقاعدة في هذه قصة يوسف عليه الصلاة والسلام { واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر } فالفرار الفرار فإن كان لا بد وارتياد هذه الأماكن فليكن الوقت على قدر الحاجة .
9. النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها ، وإن كان أهل الجنة يتحسرون على ساعة لم يذكروا الله فيها ، فكيف بمن أضاع وقته وأمضى عمره في المعاصي والشهوات .
10. الدعاء الدعاء فهو وربي السلاح الذي لا يخون ، وخاصة في زمن يُسِّرت فيه الفاحشة وكُثِّرت فيه سبل الغواية ، ولا تيأس وأكثر فالله أكثر وعليك بـقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " و " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
وحتى لا تنساق وراء الشهوات فاحذر ..
1. الوعيد الأليم والعذاب الرهيب في الدنيا والبرزخ ويوم العرض على الله { .. ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا }
2. الشيطان وتعهده بإضلال بني آدم { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين }
3. السير وراء الشهوات ، فإن حال من يجري وراء الشهوة كالذي يشرب من ماء البحر ..أتراه يَروى ..؟
4. فساد القلب وموت الضمير وذهاب الورع وسواد الوجه وقلة الغيرة ومحق البركة وقلة الهيبة وغضب الرب تبارك وتعالى .
5. سوء الخاتمة ، فليس شيء أصعب على العبد من أن يُختم له بخاتمة سيئة ، والتعلق بالشهوات واستيلاءها على القلب من أكبر أسباب سوء الخاتمة والعياذ بالله .
6. المخاطر والأدواء والأوجاع قبل الممات ، فهي وربي سنة ماضية تلاحق أهل الفجور الشهوات و « … لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يُعلنوا بها ، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا » [ رواه ابن ماجة ] .
7. تحقق العقوبة الإلهية على منتهكي أعراض المسلمين ، فالجزاء من جنس العمل ، وهذه وربي قاعدة شرعية وسنة لا تتخلف ، ورحم الله الشافعي يوم قال :
عفوا تعفَّ نساؤكم في

المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلــم
إن الزنى دين فإن أقرضتــه

كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزن يُزن به ولو بجـداره

إن كنت يا هذا لبيبا فافهــم

وأخيرا ..

فإن من أرضى الجوارح باللذات والشهوات ، فقد غرس لنفسه شجر الحسرات الندامات .
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2009, 12:12 AM
  #2
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: لهيب الشهوات

إن الناظر بعين بصره وبصيرته في عالم اليوم، يرى حقيقة ما وصل إليه أبناء هذا العصر مما يسره الله لهم من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ متعددة وتقنيات مختلفة من أنواعِ الهواتف وشبكات المعلومات وقنواتِ البث وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام من مسموع ومقروء ومشاهد، مما حدا بالقائمين عليها إلا ما رحم ربي بتسخيرها وتوظيفها واستغلالها في إثارة الشهوة وإخمار العقل وإفساد الروح من نشر للأغاني الساقطة والأفلام الآثمة والقصص الداعرة وإشاعة الفاحشة ونشر بواعثها ومثيراتها وتعرية المرأة وتحريرها واستعبادها وإخراجها من بيتها، حتى هلك الكثير من بني الإنسان في مستنقع الرذيلة ومغريات الشهوة، وانسلخت من النفوس المروءة والعفة والغيرة والطهر والعفاف، نعم .. إنها الشهوة الباعثة على مقارفة المنكرات وإتيان المعاصي واقتراف المحرمات، إنها الشهوة الفطريةٌ الغريزية البشرية واللذةٌ الجثمانيةٌ الجسدية، نعم .. تلك الشهوة، إن لم تُضبط بضوابط الشرع فإنه يزداد سعارها وتتأجج نارها وتهوي بصاحبها في مهاوي الردى وتلبسه لباس الحيوانات والبهائم التي تحركها غرائزها وتدفعها شهواتها، إنها الشهوة إذا انفلت سعارها وانخرط خطامها فإنها ما تزال تعظم وتعظم حتى تقع الفواحش وتنتشر الأمراض وتكثر المحن وصدق الله {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:59]
وإليك أخي الكريم .. أختي العفيفة عشر قواعد للتعامل مع هذه الشهوات في النقاط التالية :
1- التربية الإيمانية المتكاملة التي تتضمن معاني التقوى والمراقبة والخوف والرجاء والمحبة، حتى يصبح العبد إنسانا سويا شابا تقيا نقيا لا تستهويه مادة ولا تستعبده شهوة {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف:23]، «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال : إني أخاف الله»
2- الحذر من النظرة المسمومة، فهي رائدة الشهوة وسهم من سهام إبليس، فالنظرة تولّد خطرة، والخطرة تولد الفكرة، والفكرة تولد الشهوة، فاحذر هذه النظرة، وقديما قيل : "حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات"، وصدق القائل :
كل الحوادث مبداها من النظر*** ومعظم النار من مستصغر الشرر
3- التفطن لمدافعة الخطرات إذا تولدت في الذهن، لأنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم، ومن ثم توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والارادات تقتضي الفعل، ولذلك فإن من راع خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه وشهوته .
4- لزوم الاستقامة والسعي الجاد في تحقيقها، والاستعانة قبل ذلك بالحي القيوم الذي لكمال حياته وقيوميّته لا تأخذه سنة ولا نوم .
5- التعفف والاستعانة بالصوم، فإنه يكسر جماح الشهوة، ويخفف من لهيبها «يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» [ رواه البخاري ] .
6- المسارعة إلى الزواج وتحصين الفرج واختيار الزوجة الصالحة فبها تحصل العفة ويتزن العقل وتخبو الشهوة «ثلاثة حق على الله عونهم .. ومنهم : والناكح الذي يريد العفاف» [ رواه الترمذي ]
7- الابتعاد عن كل ما يثير مكامن الشهوة من ألفاظ غزلية، ونكت فاحشة، وقصص هابطة وروايات تافهة «ليس المؤمن بالطعّان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء» [السلسلة الصحيحة 320]
8- الفرار من الأماكن العامة ومنتديات الترفيه والأسواق لما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة فالفرار الفرار فإن كان لا بد وارتياد هذه الأماكن فليكن الوقت على قدر الحاجة .
9- النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها، وإن كان أهل الجنة يتحسرون على ساعة لم يذكروا الله فيها، فكيف بمن أضاع وقته وأمضى عمره في المعاصي والشهوات .
10- الدعاء الدعاء فهو وربي السلاح الذي لا يخون، وخاصة في زمن يُسِّرت فيه الفاحشة وكُثِّرت فيه سبل الغواية، ولا تيأس وأكثر فالله أكثر وعليك بـقول (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) و ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )).
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-29-2009, 12:13 AM
  #3
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: لهيب الشهوات

لماذا حديث نهي النفس عن الهوى اليوم .. الشباب يقولون :
تتحدث عن الأسرة و نحن في جبهات مشتعلة مع نفوسنا في وجه طوفان فساد من حولنا .. أفما من تذكرة؟ فإنَّا نخشى أن لا نصل إلى الأسرة التي تتحدث عنها إلا و قد تصدعت قلوبنا وخارت عزائمنا ، وتبددت قوة نفوسنا فما يبقى منا قليلٌ و لا كثير ..


و صدقوا فإن أهل الفساد لا يدعونهم حتى يفتنوهم عن دينهم ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) 3 ، وصدقوا فإن أهل الشهوات لا يدعونهم حتى ينحرفوا ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) 4 ، وفي طريق السالك أئمة هدى كلٌّ منهم له جولات في فقه النفوس ، ومنهم الإمام الجيلاني قدس الله سره ، وهو يقول ما مؤداه :
"كل شئ تعتمد عليه وتثق به دون الله فهو صنمك ، لا ينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب ؛ لا تنفعك طهارة القالب مع نجاسة القلب ؛ الموحد يضني شيطانه و المشرك يضنيه شيطانه ، الإخلاص لبُّ الأقوال و الأفعال لأنها إذا خلت منه كانت قِشراً بلا لب ، القشر لا يصلح إلا للنار ، اسمع كلامي و اعمل به فإنه يخمد نار طمعك و يكسر شوكة نفسك ، لا تحضر موضعاً تثور فيه نار طبعك فيخرب بيت دينك و إيمانك ، يثور الطبع و الهوى و الشيطان فيذهب بدينك و إيمانك و إيقانك ، لا تسمع كلام المنافقين المتصنعين المزخرفين ، العلم يؤخذ من أفواه رجال الحق ، لو كان لك خاطرٌ صحيح عرفتهم و صحبتهم ، إنما يصح الخاطر إذا تنور القلب بمعرفة الله عز و جل ، لا تسكن لخاطرك ؛ حتى تصحَّ المعرفة و يتبين لك منه الخير و الصحة ؛غضَّ بصرك عن المحارم و أمسك نفسك عن الشهوات وعود نفسك أكل الحلال و احفظ باطنك بالمراقبة لله عز وجل و ظاهرك باتباع السنة و قد صار لك خاطر صحيح مصيب وتصح لك المعرفة بالله عز وجل"
.( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلاً * و إن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً * ولولا إن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً ) 5 ،
ولا يبخل علينا الإمام ابن القيم رحمه الله بما أكرمه الله به من علم آفات النفوس فيقول لك :
" دافع الخطرةَ فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة و همة فإن لم تدافعها صارت فعلاً فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها ، واعلم إنَّ مبدأ كل علم اختياري هو الخواطر و الأفكار فإنها توجب التصورات و التصورات تدعو إلى الإرادات و الإرادات تقتضي وقوع الفعل وكثرة تكراره تعطي العادة فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر و الأفكار و فسادها بفسادها ، واعلم أنَّ الخطرات و الوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيؤديها إلى التذكر ؛ فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة فتؤديها إلى الجوارح و العمل فتستحكم فتصير عادة فرَدُّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها و تمامها " .
( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * و جاءت كل نفس معها سآئق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد )6 ؛
ذكر العلامة المناوي في الفتح القدير نقلاً عن الشيخ ابن عربي رحمه الله قوله :
"كان أشياخنا يحاسبون أنفسهم على ما يتكلمون به و ما يفعلونه و يقيدونه في دفتر ، فإذا كان بعد العشاء حاسبوا نفوسهم و أحضروا دفترهم و نظروا فيما صدر منهم من قول و عمل و قابلوا كلاً بما يستحقه ، إن استحق استغفاراً استغفروا أو التوبة تابوا أو شكراً شكروا ثم ينامون ، فزدنا عليهم في هذا الباب الخواطر فكنا نقيد ما نحدث به نفوسنا و نهم به و نحاسبها " .
فرحمه الله ما كان أحزمه في حساب نفسه ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بالدين * و إنَّ عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) 7
ثم يعلمك الإمام المحاسبي رحمه الله مما علمه الله فيقول لك : " و اعلم أن كل عقل لا يصحبه ثلاثة أشياء فهو عقل مكيد : أي مغلوب بالشهوة : إيثار الطاعة على المعصية ، و إيثار العلم على الجهل ، وإيثار الدين على الدنيا "
. ( إنَّ هؤلاء يحبون العاجلة و يذرون وراءهم يوماً ثقيلاً * نحن خلقناهم و شددنا أسرهم و إذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلاً * إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى الله سبيلاً ) 8 ،
و بصرت رابعة رحمها الله بك بكاد نفسك تجمح فأرسلت لك بيتين لها يذكرانك :

تعصي الله و أنت تظهر حبـه هذا لعمري في الفعال بديع لو كان حُبَّكَ صادقا ً لأطعته إنَّ المُحٍبُّ لمن يحبُّ يطيع

( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )9.

ورآك يا ابن الإسلام فقيه الأندلس الإمام ابن حزم ، و قد كانت في نفسك وشوشات الشباب و نداءات الهوى فخشي عليك من شهوة طاغية يفلسفها لك شيطان خبيث يرديك ؛ فكتب إليك يذكر لك قصة فتى حبس مع ذاتِ جمال يوما فكان منه ما جعله من أصحاب يوسف عليه السلام!
يقول ابن حزم بأن شابا من أهل قرطبة و كان آية في الحسن زاهداً عابداً ؛ زار أخاً له في الله يوماً فدعاه إلى المبيت عنده ، ثم اضطر صاحب البيت للخروج فذهب على أن يعود مسرعاً ؛ فعرض له ما أخره ؛ فأغلق الحراس أبواب الدروب ؛ فما استطاع الرجوع إلى منزله .. فلما علمت الزوجة فوات الوقت و أنه لا يمكن لزوجها أن يرجع .. تزينت وتعطرت وقادها الشيطان ، وكانت جميلة فاتنة فبرزت إلى الشاب الصالح ودعته إلى نفسها ، ولا ثالث لهما إلا الله عز وجل ؛ فضعفت نفسه و كاد يقع فيما حرَّم الله .. فرجع إلى نفسه فألجمها .. والمرأة شديدة الإغواء له .. ثم وصل إلى حد لم يعد يستطيع أن يصبر فيه .. وما بقي من مهرب وغلب خوف الله عز وجل قلبه ؛
فمد أُصْبُعَهُ إلى السراج يقول :
يا نفس إن كنت تصبرين على مثل هذا يوم الحساب فافعلي ما شئت ؛ فاحترقت أُصْبُعَهُ و أذهل المرأة عن نفسها .
( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشيِّ يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) 10 ،
ورآكِ ابن القيم يا ابنة الإسلام ، رآكِ والأرض تدك من حولك ليتحطم فيك الخلق و الدين .. يريد الخبثاء أن يحيلوك مادة للدعاية وسلعة للتجارة ورقيقاً أبيض .. يريدون أن يخدعوك فَيُغَلَّفُ لك الفجور بالأدب و الانحراف بالفن و الانغماس في الطين و الوحل باسم الواقع .. ووراءهم جيوش من مخربين و مفكرين ، نهاية ما عندهم إسلام بلا التزام .. اسم بلا مسمى .. جسد بلا روح .. أمة بلا فضيلة .. حياة بلا فطرة .. فكر يسكر و يعربد به الماركسي و الملحد و الوجودي و المتصهين و المتغرب .. فكر هو نتاج الصليبية الدولية الحاقدة ، والماسونية العالمية الخبيثة و أخلاق يهود المنحطة ؛ فكر يحطم الدين و الخلق و الإيمان والحياء .. فكر لا يعرف خالقاً و لا رباً و لا بعثاً و لا نشوراً ، وانظروا في المدارس الفكرية التي تحيط بكم في كل بلاد المسلمين فكل فكر رأيتموه قفز على ما قرره وأثبته كتاب الله تعالى فهو فكر مخرب وكم من رجل أو امرأة يتحدثون ويتحدثون عن الإسلام ألف عام و عام ما تسمع من كلامهم دعوة إلى خشية من هذا الخالق العظيم ولا دعوة للحياء من رب هذا الوجود و لا دعوة إلى أن يقول العباد كلهم :
لا إله إلا الله في المحراب والمسجد ؛ في السياسة و الاقتصاد ؛ في المجتمع و الحضارة ، وفي كل جنبات الحياة . . يتفلسفون و يتشدقون و يتفيقهون و يخربون و يدمرون ثم يحشرون أنفسهم حشرا تحت ألوية الدعاة و المفكرين و المسلمين .. ماذا ينشرون؟ ينشرون فكراً فلسفته طرح الانهزام في كل صف و الإرجاف في كل نادٍ و الدس الخبيث الماكر في الدرس و اللقاء و الندوة ، رآكِ ابن القيم يا ابنة الإسلام فما هاب كل مكرهم فإنَّ الحقَّ أبلج لا يخفى على أحد .. فانصرف عنهم ليخاطب فطرة فطرها الله فيكِ .. يخاطبك لا خطاب المتفلسفين و المتفيهقين و المتفيهقات .. بل حديث الإيمان و القلب و الروح .. يذكر لك قصة صغيرة ؛ لكِ فيها يا ابنة الإيمان عبرة و أي عبرة نقلها لكِ من كلام الواعظ ابن الجوزي رحمه الله ، فافتحي قلبك لمعناها ..
وذلك أن امرأة جميلة كانت بمكة وكان لها زوج فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها : أترى أحداً يرى هذا الوجه و لا يفتتن به؟ قال : نعم ؛ قالت : من؟ قال : عبيد الله بن عمير [وكان من سادات عباد و زهاد زمانه] قالت : فإذن لي فيه فلأفتننه ؛ قال : قد أذنت لك. قال : فأتته كالمستفتية فوقف معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجهٍ مثل فلقة القمر حسناً وجمالاً و بهاءً ؛ فقال لها : يا أمة الله استتري ، فقالت : إني قد فتنت بك ، قال : إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك ، قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ، قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرُّك أن أقضي لك هذه الحاجة ؛ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو دخلت قبرك و أجلست للمساءلة أكان يسرُّك أني قضيتها لك ؛ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم و لا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرُّك أني أقضيها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين تنجين أولا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو جيء بالميزان و جيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال صدقت ، قال : فلو و قفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت: اللهم لا ، قال : صدقت ، ثم قال لها: اتقي الله فقد أنعم عليك و أحسن إليك . قال : فرجعت إلى زوجها فقال: ما صنعت؟ قالت : أنت بطال ونحن بطالون فأقبلت على الصلاة و الصوم والعبادة ؛ فكان زوجها يقول: مالي و لعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي ؛ كانت في كل ليلة عروساً فصيرها راهبة
(إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات و الصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيما)11. .
وقد فتن رجل بامرأة فراودها عن نفسها فتمنعت ؛ ثم ضاق ما بيدها و صارت في حال شديدة من الفقر فأتاها فقالت له : بشرط أن نكون في مكان لا يرانا فيه أحد .. فخرج بها إلى الصحراء .. فلما همَّ بها قالت له : أما وعدتني أن لا يرانا أحد فقال لها : وكيف يرانا أحد وما ثمة إلا الكواكب .. فشهقت باكية وقالت : يا غافل فأين مكوكبها .. أين الحق عز وجل .. أين خالقها وبارئها ؛ فقام مذعوراً وأناب إلى الله تعالى ..
ويقول العلامة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله موصياً :
إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله فإن لم ترجع فذكرها بأخلاق الرجال فإن لم ترجع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس فإذا لم ترجع فاعلم أنك في تلك الساعة انقلبت إلى حيوان .
وصدق الهادي صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول : ( و الله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أُصبعه في اليم فلينظر بما يرجع ) 12
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-29-2009, 12:15 AM
  #4
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: لهيب الشهوات

اللهم إنَّا نعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأعمال و الأهواء ، اللهم إنَّا نسألك حبك و حب من يحبك و العمل الذي يبلغنا حبك ، اللهم اجعل حبك أحب إلينا من نفوسنا و أهلينا ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم إنَّا نسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و السلامة من كل إثم و الغنيمة من كل بر و الفوز بالجنة و النجاة من النار من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ..
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-08-2009, 10:32 PM
  #5
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: لهيب الشهوات

افكر وبداخلى طاقة كبيرة ان نتعاون معا على الشيطان الجيم الذى لعنه الله
هيا بنا نتدارس سويا ونفكر اتمنى ان تعجبكم المشاركة القادمة
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM