إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-2009, 12:27 AM
  #91
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة


كيف تشتاق للصلاة ؟
[justify][/justify]
سبحان الله وبحمده ,,, سبحان الله العظيم
أمور إذا عرفتها شوقتك للصلاة
قبل أن تؤدي الصلاة
هل فكرت يوماً
وأنت تسمع الآذان
بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة
وأنت تتوضأ
بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك
وأنت تتجه إلى المسجد
بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد
وأنت تكبر تكبيرة الإحرام
بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم
وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة
بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين
وأنت تؤدي حركاتالصلاة
بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله
من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أطَّت السماء بهم
وأنت تسجد
بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد
وأنت تسلم في آخر الصلاة
بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم
إذا أحسست بضيق او حزن ، ردد دائماً
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
هي طب القلوب
نورها سر الغيوب
ذكرها يمحو الذنوب
لا إله إلا الله
اللهم حرم وجه
من يقرأ هذا الموضع على النار
واسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب
ماندمت على شئٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه, فنقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي
__._,_.__
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 01:21 AM
  #92
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة



الى من ينام عن صلاة الفجر
صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع أنها صلاة مباركة مشهوده أقسم الله بوقتها فقال:
((والفجر وليال عشر))الفجر
وقال تعالى:((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ))الاسراء
كم أجور ضيعناها يوم نمنا عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعناها يوم سهونا عن صلاة الفجر أو أخرناها كم من كنوز فقدناها يوم تكاسلانا عن صلاة الفجر
1- صلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة
يقظة من قيام + إجابة للأذان + صلاة مع أهل الإيمان = ثواب قيام ليلة
قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ))اخرجه مسلم
2 - الحفظ في ذمة الله لمن صلى الفجر
فعن أبو ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله))رواه مسلم
نعم إنها ذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيها ومن وصف نفسه فقال (( والأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون))الزمر
ذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره فيحس بالطمأنينه في كنف الله وعهده وامانه في الدنيا والاخرة ويشعر أن عين الله ترعاه
اللهم احفظنا بحفظك ورعايتك وكن لنا معينا ومؤيدا وناصراً وكافيا
كن من رجال الفجر, وأهل صلاة الفجر, أولئك الذين ما إن سمعوا النداء يدوي, الله أكبر, الله أكبر, الصلاة خير من النوم, هبّوا وفزعوا وإن طاب المنام, وتركوا الفرش وإن كانت وثيرًا, ملبين النداء, فخرج الواحد منهم إلى بيت من بيوت الله تعالى وهو يقول:
((اللهم اجعل في قلبي نورًا, وفي لساني نورًا, واجعل في سمعي نورًا, واجعل في بصري نورًا, واجعل من خلفي نورًا, ومن أمامي نورًا, واجعل من فوقي نورًا)) فما ظنك بمن خرج لله في ذلك الوقت, لم تخرجه دنيا يصيبها, ولا أموال يقترفها, أليس هو أقرب إلى الإجابة, في السعادة يعيشها حين لا ينفك النور عنه طرفة عين
3- صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم:
((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ))رواه الترمذي وا بن ماجه
والنور على قدر الظلمة فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعّم ضياءه يوم القيامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يغطي نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يغطي فوق ذلك ومنهم من يغطي نوره مثل النخلة بيمينه حتى يكون آخر من يغطي نوره على إبهام قدمه يضيء مرة وينطفئ مرة))
قال تعالى:((يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم))الحديد
4- دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة
قال صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة )) والبردين هما الفجر والعصر
وقال صلى الله عليه وسلم((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))
5- تقرير مشرف يرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة
قال صلى الله عليه وسلم:
((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون))
فيا عبد الله يا من تحافظ على صلاة الفجر سيرفع اسمك إلى الملك جل وعلا
ألا يكفيك فخرا وشرفا !!!؟؟
6- قال صلى الله عليه وسلم:((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها))
إذا كان سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف بأجر الفريضة ألله أكبر سيكون أعظم وأشمل
7- الرزق والبركة لمن صلى الفجر جماعة
هذا الوقت وقت البركة في الرزق فإن النبي صلى الله عليه وسلم((اللهم بارك لأمتي في بكورها))

اللهم زد في أرزاقنا وبارك لنا فيها ووفقنا للصلاة في جماعة يارب العالمين
عباد الله كما أن للمحافظ على صلاة الفجر جماعة أجور وكنوز فإن لمن ضيعها آثار مدمرة وعقوبات مخفية
أولها الإتصاف بصفات المنافقين
قال تعالى : ((وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ))
وقال صلى الله عليه وسلم :((ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً))رواة الشيخان عن أبي هريرة
وها هو ابن مسعود يقول : لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق
ويقول بن عمر:كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن
ثانياً / الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر
قال تعالى:((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون))
وقال عز وجل:((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا))مريم
أضاعوها فأخروها عن وقتها كسلاً وسهوا ونوماً
وغي هو واد في جهنم تتعوذ منه النار في اليوم سبعين مرة
ثالثها:يبول الشيطان في أذنيه
كما روى ان بن مسعود قال ذكر رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم : نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه واستخف به حتى جعله مكاناً للبول نعوذ بالله من ذلك
رابعها:الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر
وبهذا روى مسلم ان النبي صلى الله قال((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان))
ليس هذا فحسب بل وتعلن فضيحة على الملأ وتفوح معصية في ألأرجاء : قال أحد التابعين((إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه مذلته))
خامسها:كسر الرأس في القبر ويوم القيامة
فقد ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى في رؤيا له:((أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال صلى الله عليه وسلم هذا جبريل ، قال هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة))
عباد الله كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل وان يرزقنا ويهزم أعداءنا وان يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله
كيف نسمع نداءه في كل يوم حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ونحن لا نستجيب
هل أمنا مكر الله ؟
هل نسينا وقوفنا بين يدي الله
فياعبد الله قم عن الفراش وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين
سادسها:يمنع الرزق وبركته
قال ا بن القيم:((ونومة الصبح تمنع الرزق لإنه وقت تقسم فيه الأرزاق))
رآى بن عباس ابناً له نائما نوم الصبح فقال له قم ا تنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق
فيا عبد الله لا تفرط في الصلاة عامة وصلاة الفجر خاصة وشمر عن ساعد الجد واستعن بالله
وهذه أمور تساعدك على اداء صلاة الفجر في جماعة
أولها:نم مبكراً واترك السمر
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان الجسم له حق علينا فإن اطالة السهر له تأثير على صحة الانسان فالنوم المبكر خير والكلام بعد صلاة العشاء ورد النهي عنه من نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح الا ما استثناه الدليل من مسامرة الزوج زوجته والجلوس مع الضيف ومدارسة العلم اما اذا خشي فوات صلاة الفجر فلا يجوز
وثانيها:احرص على آداب النوم
كالنوم على طهارة وأداء ركعتي الوضوء والمحافظة على أذكار النوم والاضطجاع على الشق الأيمن ووضع الكف الأيمن تحت الوجه وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما أستطاع من الجسد بهما وغير ذلك من الاداب وادع الله أن يوفقك للقيام

ثالثها:ابذر الخير تحصد الخير
فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم أو بر والدين و إحسان إلى جار أو صدقة سر, أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو سعي في حاجة مسلم كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر

رابعا:عدم الإكثار من الأكل والشرب
فأن كثرة الاكل تولد ثقلا في النوم بل حتى الطاعة تقل والخشوع يذهب لان من اكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيرا
وخامسا: ابتعد عن المعاصي في النهار كي تستطيع أن تقوم للصلاة
وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها بالبعد عن النظر الحرام وكذلك اللسان والسمع وسائر الاعضاء فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم أو خوض في باطل أو نظرة الى حرام أو خلف وعد أو اكل حرام عوقب بالحرمان من شهود الفجر لان من أساء في ليله عوقب في نهاره ومن أساء في نهاره عوقب في ليله

سادسا:لا تنسى عاقبة الصبر
فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة فمن سهر الليالي بلغ المعالي ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنة

اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 01:58 AM
  #93
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة


رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء

ما يكره في الصلاة
يكره في الصلاة:
  • الالتفات بوجهه وصدره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏وهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد‏)‏ رواه البخاري؛ إلا أن يكون ذلك لحاجة؛ فلا بأس به؛ كما في حالة الخوف، أو كان لغرض صحيح‏.‏ فإن استدار بجميع بدنه، أو استدبر الكعبة في غير حالة الخوف؛ بطلت صلاته؛ لتركه الاستقبال بلا عذر‏فتبين بهذا أن الالتفات في الصلاة في حالة الخوف لا بأس به؛ لأن ذلك من ضروريات القتال،وإن كان في غير حالة الخوف، فإن كان بالوجه والصدر فقط دون بقية البدن، فإن كان لحاجة؛ فلا بأس، وإن كان لغير حاجة؛ فهو مكروه، وإن كان بجميع البدن؛ بطلت صلاته‏
  • ويكره في الصلاة رفع بصره إلى السماء، فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من يفعل ذلك؛ فقال‏:‏(‏ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ‏؟‏‏!‏‏) واشتد قوله في ذلك، حتى قال‏:‏ ‏(‏لينتهن أو لتخطفن أبصارهم‏) رواه البخاري‏.‏وقد سبق أنه ينبغي أن يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده؛فلا ينبغي له أن يسرح بصره فيما أمامه من الجدران والنقوش والكتابات ونحو ذلك؛ لأن ذلك يشغله عن صلاته‏
  • ويكره في الصلاة تغميض عينيه لغير حاجة؛ لأن ذلك من فعل اليهود، لأن كان التغميض لحاجة، كأن يكون أمامه ما يشوش عليه صلاته؛ كالزخارف والتزويق؛ فلا يكره إغماض عينيه عنه، هذا معنى ما ذكره ابن القيم رحمه الله‏
  • ويكره في الصلاة إقعاؤه في الجلوس، وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏إذا رفعت رأسك من السجود؛ فلا تقع كما يقعي الكلب‏)‏ رواه ابن ماجه، وما جاء بمعناه من الأحاديث‏
  • ويكره في الصلاة أن يستند إلى جدار ونحوه حال القيام؛ إلا من حاجة؛ لأنه يزيل مشقة القيام، فإن فعله لحاجة - كمرض ونحوه فلا بأس‏
  • ويكره في الصلاة افتراش ذراعيه حال السجود؛ بأن يمدهما على الأرض مع إلصاقهما بها، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب‏)‏ متفق عليه، وفي حديث آخر‏:‏(‏ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب‏)
  • ويكره في الصلاة العبث - وهو اللعب - وعمل ما لا فائدة فيه بيد أو رجل أو لحية أو ثوب أو غير ذلك، ومنه مسح الأرض من غير حاجة‏
  • ويكره في الصلاة التخصر، وهو وضع اليد على الخاصرة، وهي الشاكلة ما فوق رأس الورك من المستدق، وذلك لأن التخصر فعل الكفار والمتكبرين، وقد نهينا عن التشبه بهم، وقد ثبت في الحديث المتفق عليه النهي عن أن يصلي الرجل متخصرا‏
  • ويكره في الصلاة فرقعة أصابعه وتشبيكها‏
  • ويكره أن يصلي وبين يديه ما يشغله ويلهيه؛ لأن ذلك يشغله عن إكمال صلاته‏
  • وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير؛ لما فيه من التشبه بعبادة الأصنام، سواء كانت الصورة منصوبة أو غير منصوبة على الصحيح‏
  • ويكره أن يدخل في الصلاة وهو مشوش الفكر بسبب وجود شيء يضايقه؛ كاحتباس بول، أو غائط، أو ريح، أو حالة برد أو حر شديدين، أو جوع أو عطش مفرطين؛ لأن ذلك يمنع الخشوع‏
  • وكذا يكره دخوله في الصلاة بعد حضور طعام يشتهيه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏‏(‏لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان‏) رواه مسلم‏.‏ وذلك كله رعاية لحق الله تعالى ليدخل العبد في العبادة بقلب حاضر مقبل على ربه‏
  • ويكره للمصلي أن يخص جبهته بما يسجد عليه؛ لأن ذلك من شعار الرافضة؛ ففي ذلك الفعل تشبه بهم‏.‏
  • ويكره في الصلاة مسح جبهته وأنفه مما علق بهما من أثر السجود، ولا بأس بمسح ذلك بعد الفراغ من الصلاة‏.‏
  • ويكره في الصلاة العبث بمس لحيته وكف ثوب وتنظيف أنفه ونحو ذلك؛ لأن ذلك يشغله عن صلاته‏
والمطلوب من المسلم أن يتجه إلى صلاته بكليته، ولا يتشاغل عنها بها ليس منها، يقول الله سبحانه‏:‏ ‏ فالمطلوب إقامة الصلاة بحضور القلب والخشوع، والإتيان بما{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ‏} يشرع لهما، وترك ما ينافيهما أو ينقصهما من الأقوال والأفعال؛ لتكون صلاة صحيحة مبرئة لذمة فاعلها، ولتكون صلاة في صورتها وحقيقتها، لا في صورتها فقط وفق الله الجميع لها فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخره
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 02:28 AM
  #94
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة


{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء }

ما يستحب أو يباح فعله في الصلاة
1يسن للمصلي رد المار من أمامه قريبا منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا كان أحدكم يصلي، فلا يدعن أحدا يمر بين يديه، فإن أبى، فليقاتله؛ فإن معه القرين‏)‏ رواه مسلم‏.‏ لكن إذا كان أمام المصلي سترة - أي‏:‏ شيء مرتفع من جدار أو نحوه - فلا بأس أن يمر من ورائها، وكذا إذا احتاج إلى المرور لضيق المكان؛ فيمر، ولا يرده المصلي، وكذا إذا كان يصلي في الحرم؛ فلا يمنع المرور بين يديه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة والناس يمرون بين يديه وليس دونهم سترة، رواه الخمسة ‏.‏
2واتخاذ السترة سنة في حق المنفرد والإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا صلى أحدكم، فليصل إلى سترة، وليدن منها‏)‏ رواه أبو داود وابن ماجه من حديث أبي سعيد، وأما المأموم؛ فسترته سترة إمامه‏.‏ وليس اتخاذ السترة بواجب، لحديث ابن عباس؛ ‏(‏أنه صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء‏)‏ رواه أحمد وأبو داود‏.‏ وينبغي أن تكون السترة قائمة كمؤخرة الرحل؛ أي‏:‏ قدر ذراع، سواء كانت دقيقـة أو عريضة‏.‏ والحكمة في اتخاذها؛ لتمنع المار بين يديه، ولتمنع المصلي من الانشغال بما وراءها‏.‏ وإن كان في صحراء؛ صلى إلى شيء شاخص من شجر أو حجر أو عصا، فإن لم يمكن غرز العصا في الأرض؛ وضعه بين يديه عرضا‏.‏
3وإذا التبست القراءة على الإمام؛ فللمأموم أن يسمعه القراءة الصحيحة‏.‏
4ويباح للمصلي لبس الثوب ونحوه، وحمل شيء ووضعه، وفتح الباب، وله قتل حية وعقرب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ‏(‏أمر بقتل الأسودين في الصلاة، الحية والعقرب‏)‏ رواه أبو داود والترمذي وصححه، لكن، لا ينبغي له أن يكثر من الأفعال المباحة في الصلاة إلا لضرورة، فإن أكثر منها من غير ضرورة، وكانت متوالية؛ أبطلت الصلاة، لأن ذلك مما ينافي الصلاة ويشغل عنها‏.
5وإذا عرض للمصلي أمر؛ كاستئذان عليه، أو سهو إمامه، أو خاف على إنسان الوقوع في هلكة، فله التنبيه على ذلك؛ بأن يسبح الرجل وتصفق المرأة، لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا نابكم شيء في صلاتكم؛ فلتسبح الرجال، ولتصفق النساء‏)‏ متفق عليه‏.‏ ولا يكره السلام على المصلي إذا كان يعرف كيف يرد، وللمصلي حينئذ رد السلام في حال الصلاة بالإشارة لا باللفظ؛ فلا يقول‏:‏ وعليكم السلام، فإن رده باللفظ؛ بطلت به صلاته؛ لأنه خطاب آدمي، وله تأخير الرد إلى ما بعد السلام‏.‏ ويجوز للمصلي أن يقرأ عدة سور في ركعة واحدة؛ لما في ‏"‏ الصحيح ‏"‏‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة من قيامه بالبقرة وآل عمران والنساء‏)‏
6ويجوز له أن يكرر قراءة السورة في ركعتين، وأن يقسم السورة الواحدة بين ركعتين، ويجوز له قراءة أواخر السور وأوسطها؛ لما روى أحمد ومسلم عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأولى من ركعتي الفجر قوله تعالى‏:‏ ‏ ‏{‏قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا‏}الآية، وفي الثانية الآية في آل عمران‏:‏ ‏‏{‏قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ‏} الآية، ولعموم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ‏}‏ لكن لا ينبغي الإكثار من ذلك، بل يفعل أحيانا
7‏.‏ وللمصلي أن يستعيذ عند قراءة آية فيها ذكر عذاب، وأن يسأل الله عند قراءة آية فيها ذكر رحمة، وله أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءة ذكره؛ لتأكد الصلاة عليه عند ذكره‏.
هذه جملة من الأمور التي يستحب لك أو يباح لك فعلها حال الصلاة عرضناها عليك رجاء أن تستفيد منها وتعمل بها، حتى تكون على بصيرة من دينك، ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح‏.‏ وليعلم أن الصلاة عبادة عظيمة، لا يجوز أن نفعل أو نقال فيها إلا في حدود الشرع الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعليك بالاهتمام بها ومعرفة ما يكملها وما ينقصها، حتى تؤديها على الوجه الأكمل‏.
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009, 11:51 PM
  #95
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة


السَّحَر موعد فيه يضحك الله للمصطفين

قيام الليل نافلةٌ من نوافل العبادات الجليلة بها تكفَّر السيئات، وتُقضى الحاجات، ويُستجاب الدعاء، ويزول المرض والداء، وتُرفع الدرجات في دار الجزاء.. نافلةٌ لا يلازمها إلا الصالحون، فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم.. تلك النافلة هي قيام الليل.
وقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحثُّ أصحابَه على القيام، ويبيِّن لهم فضله وثوابه في الدنيا والآخرة، تحريضًا على نَيل بركاته والظفر بحسناته.. قال- صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بقيام الليل؛ فإنه تكفيرٌ للخطايا والذنوب، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد" (رواه الترمذي والحاكم).
ثمرات قيام الليل
من ثمراته دعوة تستجاب، وذنب يُغفر، ومسألة تُقضى، وزيادةٌ في الإيمان، والتلذذ بالخشوع للرحمن، وتحصيل السكينة، ونيل الطمأنينة، واكتساب الحسنات، ورفعة الدرجات، والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة، وطرد الأدواء من الجسد.. فمَن منا مستغنٍ عن مغفرة الله وفضله؟! ومَن منَّا لا تضطَّره الحاجة؟! ومَن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟!
وهذه توجيهات نبوية تحضُّ على نيل هذا الخير:
فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الليلة فكن" (رواه الترمذي وصححه)، وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودُبُر الصلوات المكتوبات" (رواه الترمذي وحسنه)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجِيبَ له، مَن يسألُني فأعطيَه، من يستعفرني فأغفرَ له" (رواه البخاري ومسلم)، وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "تُفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي منادٍ: هل من داع فيُستجاب له؟ هل من سائل فيُعطَى؟ هل من مكروب فيُفرَّج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشارًا" رواه الترمذي وحسنه).
فيا ذا الحاجة، ها هو الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة نُزولاً يليق بجلاله وكماله، وهو المنزَّه عن الشبيه والمثيل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ) (الشورى:11)، ويعرض علينا رحمته واستجابته وعطفه ومودته، وينادينا نداءً حنونًا مشفقًا: هل من مكروب فيفرج عنه؟! فأين نحن من هذا العرض السخي؟! قم أيها المكروب في ثلث الليل الأخير، وقل: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروب وفرجُك دوائي، وأنا المهموم واكشف سنائي، وأنا الفقير وعطاؤك غنائي، وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي.
قم وأحسن الوضوء ثم صلِّ ركعات خاشعة.. أظهر فيها لله ذُلَّك واستكانتك له.. وأَطلِعه على نية الخير والرجاء في قلبك.. فلا تدع في سويدائه شوبَ إصرار.. ولا تبيِّتْ فيه سوء نية، ثم تضرع وابتَهِل إلى ربك شاكيًا إليه كربك.. راجيًا منه الفرج.. وتيقََّن أنه موعود بالاستجابة فلا تعجَل ولا تدع الإنابة.. فإن الله قد وعدك إن دعوتَه أجابك، قال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل:62).
قم يا ذا الحاجة ولا تستكبر عن السؤال فقد دعاك مولاك إلى التعبُّد له بالدعاء، فقال سبحانه: (واسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء:32)، وخير وقت تسأله فيه هو ثلث الليل الآخر.. قم ولا تيأس مهما اشتد اضطرارك.. فربك قديرٌ لا يعجزه شيء، وإنما أمره إذا قضى شيئًا أن يقول له كن فيكون.. وتذكر أن الله سبحانه من جميل رحمته قد حرَّم عليك سوء الظن به كما حرم عليك اليأس من رحمته، فقال سبحانه: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) (يوسف:87).
قم وأحسن الظن بريك.. وتودَّد إليه بجميل أوصافه، وسعة رحمته، وجميل عفوه، وعظيم عطفه ورأفته، فحاجتك ستُقضى.. وكربك سيزول.. فلا تيأس واطلب في محاريب القيام الفرج، ويا صاحب الذنب قد جاءتك فرصة الغفران تعرض كل ليلة، بل هي أمامك كل حين، ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل.. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" (رواه مسلم)، وقد تقدم في الحديث أن الله جل وعلا ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى سماء الدنيا فيقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيَه؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟" (رواه البخاري ومسلم).
ويد الله سبحانه مبسوطةٌ للمستغفرين بالليل والنهار، ولكنَّ استغفار الليل يفْضُل استغفار النهار بفضيلة الوقت وبركة السحر؛ ولذلك مدَح الله جل وعلا المستغفرين بالليل فقال سبحانه: (وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (آل عمران:17)؛ وذلك لأن الاستغفار بالسحر فيه من المشقة ما يكون سببًا لتعظيم الله له، وفيه من عنت ترك الفراش ولذة النوم والنعاس ما يجعله أولى بالاستجابة والقبول، لاسيما مع مناسبة نزول المولى جل وعلا إلى سماء الدنيا وقربه من المستغفرين.. فلا شكَّ أن لهذا النزول بركةً تفيض على دعوات السائلين وتوبة المستغفرين وابتهالات المبتهلين.
فيا من أسرف على نفسه بالذنوب حتى ضاقت بها نفسه، وشق عليه طلب العفو والغفران لما يراه في نفسه من نفسه من عظيم العيوب وكبائر السيئات.. قم لربك في ركعتين خاشعتين؛ فقد عرض عليك بهما الغفران، قال لك: مَن يستغفرني فأغفرَ له؟! قم واهمس في سجودك بخضوع وخشوع تقول: أستغفرك اللهم وأتوب إليك.. رب اغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
ويا صاحب النعمة أقبل على ربك بالليل وأدِّ حق الشكر له: فإن قيام الليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟! تأمل في رسول الله لما قام حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" (رواه البخاري).
ففي هذا الحديث دلالةٌٌ قويةٌ على أن قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم، ومن منَّا لم ينعم الله عليه؟! فنعمه سبحانه تلوح في الآفاق، وتظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة.. في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكل مفرداتها، وما خفي علينا أكثر وأكثر؛ فإن أحق الناس بالزيادة في النعمة هم أهل الشكر، وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا؛ ولذلك كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلِّل قيامه ويقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" أي: أفلا أشكر الله عز وجل؟!
فقم أخي ليلك بنية ذكر الله ونية الاستغفار، ونية الشكر تبسط لك النعم، ويبارك لك في مالك وعافيتك وأهلك وولدك وبيتك وشأنك كله.

ما يعينك على قيام الليل

أولاً: الإقلال من الطعام
فإن كثرة الطعام مجلبةٌ للنوم، ولا يتيسر قيام الليل إلا لمن قل طعامه، ولقد بيَّن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حد الشبع وآدابَه، فقال: "ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالةَ فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلثٌ لنفسه" (رواه أحمد ).
قال عبد الواحد بن زيد: من قوي على بطنه قوي على دينه، ومن قوي على بطنه قوي على الأخلاق الصالحة، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قِبَل بطنه فذلك رجل من العابدين أعمى، وقال وهب بن منبه: ليس من بني آدم أحب إلى الشيطان من الأكول النوَّام، وقال سفيان الثوري: عليكم بقلة الأكل تملكوا قيام الليل.
ثانيًا: الاستعانة بالقيلولة
فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد وجَّه إلى الاستعانة بها ومخالفة الشياطين بها، فقال: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" (رواه الطبراني وهو في السلسلة الصحيحة)، ومر الحسن بقوم في السوق فرأى صخبهم ولغطهم، فقال: أما يقيل هؤلاء؟! قالوا: لا.. قال: إني لأرى ليلَهم ليلَ سوء، وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: القائلة من عمل أهل الخير، وهي مجمَّة للفؤاد، مقواة على قيام الليل.
ثالثًا: الاقتصاد في الكدِّ نهارًا
والمقصود به عدم إتعاب النفس بما لا ضرورة منه ولا مصلحة فيه، كفضول الأعمال والأقوال ونحوها، أما ما يستوجبه الكسب والحياة من الضرورات ولا غِنَى للمرءِ عن الكدِّ لأجله فيقتصد فيه بحسب ما تتحقق به المصالح.
رابعًا: اجتناب المعاصي
فالمعصية تُقعد عن الطاعة، وتُوجب التشاغل عن العبادات، وتَحرِم المؤمن من التوفيق إلى النوافل والفضائل؛ ولذلك تواتر عن السلف القول إن المعاصي تحرم العبد من القيام.. قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إني أبيت معافًى، وأحب قيام الليل، وأُعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟! قال: ذنوبك قيَّدتْك، وقال الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبتُه، قيل وما هو؟! قال رأيت رجلاً يبكي فقلت في نفسي هذا مُراءٍ، وقال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل فصِف لي دواءً؟ قال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه بالليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
خامسًا: سلامة القلب من الأحقاد
سلامة القلب من الأحقاد على المسلمين، ومن البدع وفضول هموم الدنيا، فإن ذلك يشغل القلب ويضغط عليه، فلا يكاد يهتم بشيء سواه.
سادسًا: خوف غالب
أي لزوم القلب أن يتذكر قصر الأمل، فإنه إذا تفكر أهوال الآخرة ودركات جهنم طار نومه وعظم حذره.
سابعًا: الوقوف على فضائل القيام وثمراته
لأنها تهيِّج الشوق، وتُعلي الهمة، وتُحيي في النفس الطمع في رضوان الله وثوابه، وقد تقدم ذكر أهمها.
ثامنًا، وهو أشرف البواعث: حب الله وقوة الإيمان
لأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناجٍ به، والله مطلع عليه، مع مشاهدة ما يخطر بقلبه، وأن تلك الخطرات من الله تعالى خطاب معه، فإذا أحب اللهَ تعالى أحب لا محالةَ الخلوةَ به وتلذذ بالمناجاة، فتحمله لذة المناجاة للحبيب على طول القيام.
أخي في الله: إن دعوة الإسلام اليوم لا تعتلي حتى يذكي دعاتها شعلهم بليل، ولا تشرق أنوارها فتبدد ظلمات جاهلية القرن الحالي ما لم تلهج بـ"يا حي يا قيوم"، وهذه وصية الإمام البنا "دقائق الليل غالية، فلا ترخِّصوها بالغفلة".. "إن النصر حُجب عنا لأننا لم نقدم بين يدي الله همسًا في الأسحار، ولا الدمع المدرار، وإنما النصر هبة محضة، يقر الله بها عين مَن يشاء من رجال مدرسة الليل في الحياة الدنيا"، ووصفهم ابن القيم قائلاً:
يحيون ليلهم بطاعة ربهم : بتلاوة بتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم : مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم : لعدوهم من أشجع الأبطال
بوجوههم أثر السجود لربهم : وبها أشعة نوره المتلالي
وهيا بنا ننفض غبار النوم عنا، ونسعد بأوقات السحر، ونسعد الآخرين بما يحققه الله على أيدينا وأيديكم من فتح، يعزُّ فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ويقولون متى هو؟! قل عسى أن يكون قريبًا.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وبعد هذا العرض للأحاديث والفوائد التربوية والسلوكية المستفادة، نتمنَّى من الله أن تتحول هذه المعاني والفوائد إلى سلوكيات عملية في حياتنا؛ حتى نسعد في الدنيا والآخرة، ونكونَ ممَّن يضحك الله سبحانه وتعالى إليهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-17-2009, 12:01 AM
  #96
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة ..... (( صلوا كما رأيتموني أصلي ))

مراتب الناس في الصلاة
قال ابن القيم رحمه الله تعالى والناس في الصلاة على مراتب خمسة
أحدها مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها
الثاني من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار
الثالث من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
الرابع من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها
وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد
استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها
الخامس من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك (اي كما ورد في وصف الرابع) ولكن مع هذا قد أخذ
قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه
ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه
فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه
عز وجل قرير العين به
فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفر عنه والرابع مثاب
اما الخامس فمقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة
فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة وقرت عينه أيضا به
في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين
ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه
اخي الحبيب, اختي االغالية
الصلاة عماد الدين وهى اول ما يسال عنه العبد
فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله

قال الله تعالى إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا
وقال الله تعالى ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين
اتدرون احبائي ما هي سقر ؟
قال سبحانه وتعالى سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و جعلت قرة عينى فى الصلاة
وقال علية الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه اما انه لا حظ لاحد في الاسلام اضاع الصلاة
وقال عبد الله بن مسعود من ترك الصلاة فلا دين له
وقال ابو هريرة رضي الله عنه كان اصحاب الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم لا يرون شيئا
من الاعمال تركها كفر الا الصلاة


__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-19-2009, 02:21 PM
  #97
ساره ابراهيم
 الصورة الرمزية ساره ابراهيم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: cairo
المشاركات: 763
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة ..... (( صلوا كما رأيتموني أصلي ))

الأمور التي يجب مراعاتها قبل الدخول في الصلاة

أولاً: الأمور التي يجب مراعاتها قبل الدخول في الصلاة
كما مر معنا أن الشيطان يحاول جاهداً أن يقطع على الإنسان خشوعه ويفسد عليه صلاته. والشيطان لكييحقق ذلك يسلك دروباً وطرقاً متعددة ليصل عن طريقها إلى قلب المصلى ليفسد عليه صلاته وتكون بلا حضور ولا خشوع.
1. تارة عن طريق العقل.
2. تارة عن طريق البطن.
3. تارة عن طريق الجوف.
4. تارة عن طريق البصر.
5. تارة عن طريق السمع.
6. تارة عن طريق الشم.
× فهيا لنغلق على الشيطان هذه الأبواب.
1. حضور العقل:
· لاشك أن العقل من أهم وأشرف الأعضاء في الجسد فهو مناط التكليف ولذلك نجد أن الإسلام رفع القلم عمن غاب عقلهم. فقد أخرج ابن ماجه أن النبي قال :
" رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ – يحتلم – وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق".
· والصلاة عبادة تحتاج إلى تعقل ولذلك رأينا في القران أن الله عز وجل ينهى عن قرب الصلاة في حال السكر – أيام كان شرب الخمر مباحاً - فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ذلك لأن السكران غير متعقل فهو لا يدرى ماذا يقول وماذا يفعل فالعلة هي {حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}
فكأن الله تعالى يقول شرط الصلاة أن يعلم المصلى ما يقول، وسبب نزول هذه الآية كما ذكر الترمذيفي أبواب التفسير أن على بن أبى طالب t قال وضع لنا عبد الرحمن ابن عوف طعاماً
· فدعانا وسقانا من الخمر – وذلك قبل التحريم – فأخذت الخمر منه وحضرت الصلاة فقد قرأت (قل يا أيها الكافرون لا أعبدُ ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون) فأنزل الله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}
· وكذلك يبين لنا النبى (صلى الله عليه وسلم) أهمية اليقظة العقلية وكيف أن الشيطان يستغل الفتور العقلي ويفسد علي المصلى صلاته ويجرى على لسانه ما لم يرده.
- فقد أخرج البخاري عن عائشة (رضي الله عنها)أن رسول الله قال:
" إذا نعس أحدكم وهو يصلى فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدرى لعله يستغفر فيسب نفسه ".
· فالنبي يحذر من الصلاة حال الكسل والنعاس لأنه يصيب العقل بفتور ويجعله باباً مفتوحاً للشيطان وسرعان ما يدخله ويجرى على المصلى ما لا يقصده وما لا يرضاه ويغيب العقل ويجعله يسرح في الصلاة فلا بد من حضور العقل لكي تتعقل وتفهم ما تقول.
النعاس: هو مشارفة النوم حيث يسمع الناعس الكلام ولا يفهم معناه.
· ونقل ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى عن ابن عباس ( رضى الله عنهما) قال:" ليس من صلاتك ألا ما عقلت منها ".
· أخرج الترمذي وابن ماجه من حديث أبى هريرة قال : قال رسول الله :
" إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسُد فقرك، وان لا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أَسِد فقرك ".
أي إذا كنت في صلاة لا تنشغل عنها بغيرها وهذا هو معنى من معاني تفرغ لعبادتي ، وكذلك إذا قرأت القران لا تنشغل عنه بغيره بل استحضر القلب عند القراءة وهكذا في كل عبادة تفعلها.
3.2. تعهد البطن والجوف:
أ- تعهد البطن :
· أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة – رضى الله عنها - قالت: سمعت رسول الله يقول" لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعهُ الأخبثان ".
فالنبي نهى عن الصلاة في حضور الطعام وذلك حتى لا تشغلهُ بطنهُ عن الصلاةويستغل الشيطان ذلك فيذكرهُ بالطعام والجوع ويظل به هكذا حتى يفسد عليه الصلاة.
·ولكن يراعى قول الجمهور:
- أن تقديمه الطعام على الصلاة منوط بشرط وهو سعة الوقت فلو أن الوقت ضيق وخشى إذا أكل أن يخرج الوقت فإنه يقدم الصلاة على الطعام وذلك لأن إذا تعارضت مفسدتان أخذنا أخفهما وكون المصلى يصلى وهو جائع أخف من أن يخرج وقت الصلاة.
· ويؤكد هذا في وقت الخوف، والعقل مشغول بالعدو لم يبح لنا الإسلام إخراج الصلاة عن وقتها وإنما شرع لنا صلاة الخوف.
· أما الالتفات لحاجه فلا بأس به فقد روى أبو داود عن سهل بن الحنظليه قال:
"ثوب بالصلاة - صلاة الصبح - فجعل رسول الله يصلى وهو يلتفت إلى الشعب".
قال أبو داود: وكان أرسل فارساً من الليل إلى الشعب يحرس وهذا:
كحمله أُمامه بنت أبى العاصي.
3- وفتحه الباب لعائشة.
4- ونزوله من المنبر لما صلى بهم يعلمهم.
5- وتأخره في صلاه الكسوف.
(1) سهوه: بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع أو الخزانة.
6- وإمساكه الشيطان وخنقه لما أراد أن يقطع صلاته.
7- وأمره بقتل الحية والعقرب في الصلاة.
8- وأمره بردّ المار بين يدي المصلى ومقاتلته.
9- وأمره النساء بالتصفيق وإشارته في الصلاة.
· وغير ذلك من الأفعال التي تفعل لحاجه، ولو كانت لغير حاجه كانت من العبث- المنافي للخشوع- المنهي عنه في الصلاة .
5. تعهد حاسة السمع
· فلاشك أن السمع طريقه موصل ومباشر للعقل فكل ما يشوش على سمع المصلى فهو يشوش على عقله وبالتالي يؤثر في خشوعه.
- فقد أخرج أبو داود عن أبى سعيد الخدري قال:
" اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة ".
فإن رفع الصوت يجذب سمع المصلى ويخرجه عما يقول في صلاته.
· ولذلك نهى النبي أن تصلى خلف من يتحدث أو خلف من هو نائم.
- فقد أخرج أبو داود وهو في صحيح الجامع أن النبي قال :
" لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث. لأن المتحدث يلهى بحديثه، والنائم قد يبدو منه ما يلهى ".
ب- الخشوع يعصمك من الشيطان:
فقد قال ابن القيم كما في مدارج السالكين أن سهل قال:"من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان".
جـ- كذلك فإن الأوزار والآثام والذنوب تنحط عن العبد إذا صلى بتمام وخشوع:
- فقد أخرج البيهقى بسند صحيح:
"إن العبد إذا قام يصلى أُتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
قال المناوي كما في فيض القدير:
المراد انه كلما أتم ركناً سقط عنه ركن من الذنوب حتى إذا أتمها تكامل السقوط وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان، والخشوع. كما يؤذن به لفظ "العبد" و"القيام" إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقام عبد ذليل.
د- واعملوا أيها الأحبة أن تحصيل الأجر بحسب الخشوع:
- فقد أخرج أبو داود بسنده أن النبي قال:
" إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها .. حتى قال إلا عشرها ".
و- والخشوع يخفف الصلاة على العبد:
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ} ( البقرة 45)
والمعنى: أي مشقة الصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما في الوابل الصيب:
( والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد كل الإجتهادات أن لا يقيمه فيه بل لا يزال يعده ويمنيه وينسيه ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون فيها فيتركها فإن عجز عن ذلك منه وعصاه العبد وقام في ذلك المقام أقبل عدو الله حتى يخطر بينه وبين نفسه و يحول بينه و بين قلـبه فيذكره في الصلاة ما لم يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما كان نسى الشيء والحاجة وأيس منها فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه به ويأخذه عن الله عز وجل فيقوم فيها بلا قلب فلا ينال من إقبال الله تعالى عليه وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر القلب في صلاته. فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة.
فالصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها وأكمل خشوعها ووقف بين يدى الله تعالى بقلبه فهذا إذا انصرف منها وجد خفه في نفسه وأحس بأثقال وضعت عنه فوجد نشاطا وراحة وروحاً حتى إنه يتمنى إنه لم يخرج منها لأنه قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا. فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها.
هـ- الخشوع طريق الفلاح في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} ( المؤمنون 1)
فهو فلاح في الدنيا يحُسّه المؤمن ويجد مصداقه في واقع حياته، ووعد من الله بالفلاح والسعادة الأبدية والجنة التي فيها مالا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.
2. تعظيم الله وشهود نعمه عليك مع الاعتراف بجنايتك وكثرة ذنوبك:
يقول ابن القيم كما في كتاب الروح عندما كان يُعرف خشوع الإيمان فقال:
"خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ممتلئة من الوجل والخجل والحب والحياء. وشهود نعم الله عز وجل، وجنايته هو فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح".
3. الدعاء:
أن تدعو الله أن يرزقك الخشوع وأن تستعيذ بالله من القلب الذي لا يخشع فقد كان النبي r يتعوذ من القلب الذي لا يخشع .
فقد أخرج الإمام مسلم عن زيد بن أرقم أن النبي قال:
" اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يستجاب ". ونحن نعوذ بك ربنا من هؤلاء الأربع
وبعد أيها الأحبة فعلينا أن نخشع في صلاتنا لكي يطمئن القلب وتسكن الجوارح ويتفكر العقل فنخرج من الصلاة وقد رضي عنا ربنا وغفر لنا ذنوبنا. فإذا كنت ممن كان ينقر الصلاة ويسرق منها فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا يتفكر فيما يقوله فأحمد الله أن قيض الله من يقول لك أرجع فصلى فإنك لم تصل. لأنه بعد الموت ليس هناك مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
(( فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار واجعلنا اللهم من الخاشعين الأبرار))
ثالثاً: الأمور التي تفعل أثناء الصلاة:
× فلابد من التفكر والتدبر وحضور القلب في كل هيئة وركن من أعمال الصلاة:
1. الأذان (وهو من التهيؤ والاستعداد للصلاة)
l إذا سمعت النداء بالأذان فلتستحضر في قلبك هول النداء يوم القيامة:
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إلى شَيْءٍ نُّكُرٍ(6)خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}
فان المسارعين إلى هذا النداء هم الذين كانوا يسارعون إلى النداء في الدنيا. وتذكر وصف الله عز وجل للمنافقين حيث قال تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إلى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَإلى} ( النساء:142)
وهذا على عكس صفات المؤمنين فهم يقومون بفرح ونشاط وإقبال على الله عز وجل.
2. الطهارة (وهى من التهيؤ والاستعداد للصلاة)
واستحضر وأنت تغسل أعضاء الوضوء أن هذه الأعضاء كم فعلت من ذنوب وأن هذه الخطايا والذنوب تخرج مع ماء الوضوء.
- فقد أخرج الإمام مسلم من حديث عمرو ببن عبس الأسلمى قال - في حديث طويل له - وفيه فقلت: "يا نبيالله فالوضوء حدثنيعنه؟ فقال: ما منكم رجل يُقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينثر إلا خرَّت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرَّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرَّت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسلقدميه إلى الكعبين إلا خرَّت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه".
لكن هذا الآمر يحتاج إلى نية وهو أن يعاهد الله عز وجل أنه كما يغسل هذه الأعضاء ظاهرياً بالماء فإنه يغسلها باطنياً بالتوبة النصوح.
فيقول يا رب هذا الفم تكلم بالغيبة والنميمة والكذب والبهتان فأنا كما أغسله ظاهرياً بالماء سأغسله باطنياً بالتوبة النصوح فلا أتكلم بعد الآن بما يغضب الرحمن ساعتها تخرج الذنوب من فمه.
1- وهذه العين نظرت إلى الحرام فكما اغسلها الآن بالماء أعاهدك يا رب أن أغسل باطنها بالتوبة فلا أنظر بها بعد الآن إلى الحرام ساعتها تخرج الذنوب من أشفار عينيه.
2- ويقول يا رب هذه اليد بطشت وسرقت وارتشت فكما أغسلها الآن ظاهرياً بالماء أغسلها باطنياً بالتوبة فلا أمدها إلا فيما يرضيك ساعتها تخرج الذنوب من أنامل يديه.
3- ويقول يا رب هذه القدم سعيت بها إلى الحرام فكما أغسلها الآن ظاهرياً بالماء سأغسلها باطنياً بالتوبة فلا أسعى بها إلا فيما يرضيك عنى ساعتها تخرج الذنوب من أنامل رجليه مع الماء.
صفة الوضوء:
وسارع إلى الوضوء امتثالاً لقول تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْن}واستحضر فضل الوضوء الذي قال فيه النبي r كما عند ابن خزيمة وأحمد:
" من توضأ فأحسن الوضوء وصلى غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى".
وإحسانه يكون بالوضوء كما كان يتوضأ رسول الله r وهذا ما وضحه لنا عثمان بن عفان t حيث ثبت عند مسلم وابن خزيمة واللفظ له:
" أنه دعا يوماً بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات واستنثر ثم غسل وجهة ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توضأ نحو وضوئى هذا ثم قال رسول الله : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يُحَدِّث فيهما نفسهُ غفر له ما تقدم من ذنبه ".
فمن هذا الحديث وغيره يمكن أن نلخص صفة الوضوء فيما يأتى:
1- ينوى الوضوء لرفع الحدث (والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعه).
2- يذكر اسم الله تعالى.
3- يغسل كفيه ثلاث مرات.
4- يأخذ الماء بيمينه فيجعله في فمه وأنفه – غرفة واحدة – فيتمضمض ويستنشق.
5- ثم يستنثر بشماله يفعل هذا ثلاث مرات.
6- يغسل وجه كله ثلاث مرات مع تخليل لحيته.
7- يغسل يديه اليمنى ثم اليسرى – إلى ما فوق المرفقين مع تخليل أصابع اليدين.
8- يمسح رأسه كله مدبراً ومقبلاً مره واحده.
9- يمسح أذني ظاهرهما وباطنهما.
10- يغسل قدميه مع الكعبين اليمنى ثم اليسرى – مع تخليل أصابع القدمين.
3. ستر العورة:
فكما سترت بدنك وسترت عورتك فتذكر كم ستر الله عليك من قبائح فعلك فلم يفضحك أمام أعين الناس فيأخذك الحياء منه واحرصوا أيها الأحبة أن تلبسوا أفضل ما عندكم فإنكم ستقفون بين يدى ملك الملوك قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} (الأعراف 31)
وأخرج الطبرانيفي الأوسط والبيهقيفي الكبرى عن ابن عمر موقوفاً عليه وهو الصحيح أنه قال:"إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تُزين له".
× وأحذر أخى الحبيب:
أن تصل وأنت مسبل الثياب أو تصل في ثوب رقيق يكشف العورة أو في ثياب ضيقة تجسد عورتك وتخرجك عن الخشوع أو تصلى في ثياب فيها تصاوير أو أعلام فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت:" قام رسول الله يصلى في خميصه ذات أعلام فلما قضى صلاته قال: أذهبوا بهذه الخميصة إلى أبى جهم بن حذيفة وأتونى بانبجانية فإنها ألهتنى أنفاً في صلاتى.
وعليكي أيتها الأخت الفاضلة أن تصلى في درع وخمار وألا يظهر منك إلا الوجه والكفين فقط في الصلاة.
4. استقبال القبلة:
وأما استقبال القبلة فهو صرف الوجه عن جميع وسائر الجهات إلى جهة بيت الله عز وجل وهذا يستلزم صرف القلب عن جميع وسائر الجهات إلى الله عز وجل.
- لذا كان دعاء الاستفتاح كما في صحيح مسلم:
"وجهت وجهيللذيفطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماًً وما أنا من المشركين ....".
فالمراد إقبال القلب على الله عز وجل وعدم الالتفات إلى غيره بعد توجيه البدن إلى بيت الله الحرام.
5. النية:
وهى إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى طمعاً في ثوابه وخوفاً من عقابه ومحبة في قربه وأعلم أنه لا ينجو يوم القيامة إلا المخلصين (أخلص تتخلص) وكل عمل أريد به غير الله من رياء وسمعه مردود على صاحبه، قال تعالى:
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً}(الفرقان23)
تنبيه: الجهر بالنية خطأ وهو من البدع المحدثة لأن النية محلها القلب.
6. القيام:
وأما القيام فأنت عندما تقوم للصلاة بين يدى الله تذكر القيام بين يديه يوم القيامة عند السؤال حتى تشعر عند ذلك عظمة الله عز وجل وجلاله وتتذكر كذلك وقوفك في ارض المحشر 50.000 سنة فيهون عليك الوقوف بين يديالله في الدنl
يقول ابن القيم كما في الفوائد:"للعبد بين يدى الله عز وجل موقفان موقف بين يديه سبحانه وتعالى في الصلاة وموقف بين يديه يوم القيامة يوم لقائه فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الأخر ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف" قال تعالى:
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ العَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً}(الإنسان 26 : 27)
7. الصلاة إلى سترة والدنو منها:
ومن الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها فإن ذلك أقصر لنظر المصلى واحفظ له من الشيطان وأبعد له من مرور الناس بين يديه فإن هذا ليشوش عليه وينقص الأجر.
- فقد أخرج أبو داود وهو في صحيح الجامع أن النبي قال:
" إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها "
l وللدنو من السترة فائدة عظيمة يبينها لنا النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الذي أخرجه أبو داود في صحيح الجامع:
"إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته.." .
ويسن في الدنو أن يكون بينه وبين السترة ثلاثة أذرع وبينها وبين موضع سجوده ممر شاه كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة.
وأوصى النبي المصلى بأن لا يسمح لأحد أن يمر بينه وبين ستته.
فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي r قال:
" إذا كان أحدكم يصلى فلا يدع أحداً يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين ".
قال النووى -رحمه الله – كما في شرح مسلم:
"والحكمة في السترة كف البصر عما وراءه ومنع من يجتاز بقربه وتمنع الشيطان المرور والتعرض لإفساد صلاته".
8. التكبير ((وهى قولك الله أكبر))
(يعنى يا رب أنت العزيز وأنا الذليل، أنت الغنى وأنا الفقير)
وأن تستحضر معنى هذه الكلمة وأن الله أكبر من أيكبير فإذا نطق بها لسانك فلا ينبغي أن يكذبه قلبك فإن كان في قلبك شيء أكبر من الله سبحانه وتعالى أو كان هواك أغلب عليك من أمر الله عز وجل فقد اتخذته إلهك وكبرته فيكون قولك الله أكبر كلاماً باللسان المجرد يكذبه القلب وما أعظم الخطر في ذلك لولا التوبة والاستغفار وحسن الظن بكرمه سبحانه وتعالى وعفوه.
وعند تكبيرة الإحرام استشعر بالاستسلام التام لرب العباد وتخيل لو أن ملك من ملوك الدنيا أراد منك أن تذعن وتتسلم له فأمرك برفع يديك ومدها لامتلأت رعباً وهو بشر مثلك فكيف بمن بيده ملكوت السماوات والأرض أمرك أن تستسلم وتقف بين يديه ذلاً وخضوعاً له رافعاً يديك معلن التسليم التام له ساعتها تخرج كلمة الله أكبر من فؤادك بحرارة تعلن البراءة من كل شيء فالله عندك اكبر من كل شيء.
9. الإقبال على الله وعدم الالتفات إلى غيره:
فالله عز وجل يُقبل على العبد ما دام العبد مُقبلاً عليه ولم يلتفت بقلبه أو ببصره.
- فقد اخرج أبو داود بسنده أن النب قال:
"لا يزال الله مُقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجه انصرف عنه".
واعلموا أيها الأحبة أن خير الهدى هدى النبي فلقد كان يصلى ويرمى ببصره إلى موضع سجوده ولا يلتفت وهذا أقرب للخشوع.
- فقد أخرج الحاكم من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت:
" كان رسول الله إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصرة نحو الأرض ".
وعن الحاكم أيضاً: "أنه لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها".
فالنظر تابع للقلب إذا خشع القلب خشع البصر ولم يلتفت والعكس بالعكس، وبين لنا النبي r أن الالتفات في الصلاة منافي للخشوع منتقص للأجر.
- فقد أخرج البخاري من حديث عائشة – رضي الله عنها- أنها سألت الرسول عن الالتفات في الصلاة فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاه العبد ".
× واعلموا أيها الأحبة:
l إن الإقبال على الله عز وجل بالقلب وعدم الالتفات إلى غيره في الصلاة سبباً لمغفرة الذنوب ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن عمرو بن عبسه السلمي في حديث طويل عن النبي قال:
" فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو أهله وفرغ قلبه لله أنصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ".
10. وضع اليمنى على اليسرى على الصدر - في حال القيام
قال العلامة ابن رحب الحنبلى:- في كتاب الخشوع في الصلاة
ومما يظهر فيه الخشوع والذل والانكسار من أفعال الصلاة وضع اليدين أحدهما على الآخرى في حال القيام.
وقد روى عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه سُئل عن المراد بذلك فقال: هو ذل بين يدى عزيز (فهو يقف بين يدى الله ذليل خاشع ضعيف)
وقال ابن حجر كما في فتح البارى: قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو امنع من العبث وأقرب إلى الخشوع.
× وتتمه للفائدة نَصْفْ هذه الهيئة:
- وهى أن تضع اليمنى على اليسرى على الصدر فقد أخرج ابو داود والنسائى بسند صحيح:
أن النبى :
" كان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ".
- وفي حديث عند الدارقطني والنسائي وصححه الألباني:
" وكان أحيانا يقبض باليمنى على اليسرى ".
- وعند أبى داود وابن خزيمة: " كان يضعها على الصدر".
فاحذر وضع اليد على البطن أو الجنب أو القلب أو ارسالهما هذا مخالف لهدى النبى (صلى الله عليه وسلم).
11. دعاء الاستفتاح:
سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك "أحمد"
(سبحانك اللهم وبحمدك) استشعر بقلبك أن تناجى رباً منزهاً عن كل عيب سالماً من كل نقص. وتخيل انك تردد هذه الكلمات بين يديالله عز وجل يوم القيامة والكل ينظر إليك ليعلم إلى أى منقلب تنقلب وإلى أيدار تصير وإذا بك تسبح الله تنزيهاً له عن كل نقيصة وتحمده على كل نعمة وأعظم نعمة هينعمة الإيمان الذيأوقفك هذا الموقف (موقف الصلاة) بين يديه لتنال رضاه عز وجل وتفوز بجنته ثم تقر وتعترف أن كل ما ذكر اسم الله عليه يكون فيه بركة فتقول.
(وتبارك اسمك) فلا يذكر اسمك على خير إلا أنماه وبارك فيه ولا على آفة إلا أذهبها ولا على شيطان إلا رده خاسئاً داحراً ولا على مريض إلا شفاه ولا عند كرب إلا كشفه ولا على قليل إلا كثره فهذه صلاتك تذكر اسم الله فيها فيتضاعف فيها الأجر فالحسنة بعشر أمثالها فتكون الصلاة بعشر صلوات فلك بهذه الخمس صلوات أجر خمسين صلاة. (سبحانك ما أكرمك)
(وإذا قلت وتعالى جدك) أى ارتفعت عظمتك وجلت فوق كل عظمه وعلا شأنك على كل شأن وقهر سلطانك على كل سلطان. فإذا تذكرت ذلك وعلمت أنه يأبى الشرك وهو أغنى الشركاء سارعت بقولك.
(ولا إله غيرك) فتعال جدك أن يكون معك شريك في ملكك وربوبيتك أو في الوهيتك أو في أفعالك أو في صفاتك.
فأيكلمات أبلغ من هذه الكلمات في مثل هذا المقام، وصلى الله على من قال كما في سنن أبى داود "أن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
وينبغي عليك أن تلاحظ إذا كان القلب اعتاد هذا الدعاء وألفه حتى انك تقوله ولا تشعر به ولا بمعناه فعليك أن تدخل معه غيره من الأدعية كقولك:
"اللهم باعد بينى وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنى من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنى من خطاياي بالماء والثلج والبرد". (الصحيحين)
تخيل وأنت تردد هذا الدعاء أنك تقف بين يدى الله سبحانه وتعالى "وقد جمعت خطاياك منذ كُلِفتْ حتى متْ فإذا بها تبلغ زبد البحر. فإذا اليد تشهد وإذا الرجل تشهد وإذا اللسان يشهد وإذا الجلد يشهد، الجوارح كلها تشهد بما فعلت واكتسبت، وأنت تنظر إلى النار و تنظر إلى الخطايا وتتوقع أنها سائِقتك إلى النار لا محالة فتستغيث بالله وتلجأ إليه فارً من ذنوبك تقول بلهفة وشفقة "اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق و المغرب" هذا أقصى حد للبعد تعرفه.
ولا تكتفي بذلك بلْ وتلح في الدعاء وتقول "اللهم نقنى من خطاياى كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس" وذلك خشية أن لا يكفيك بُعدُ الذنوب عنك وخشية أن يدرك منها شيء ذلك لعلمك بكثرتها.
وإنما اُختير الثوب الأبيض دون غيره لأن نقاء الأبيض الظاهرى لا يكون إلا بالنقاء الحقيقى باطنا أما الألوان الأخرى فقد يظهر نقاؤه وهو في الحقيقة يحتفظ بشيء من الدنس في باطنه ثم لا تكتفي بذلك بل تطلب النقاء التام فتسأل الله أن يطهرك بالغسل بالماء والثلج والبرد لأن الخطيئة بها مرارة وحرارة لا يطفئها إلا الثلج والماء والبرد فتخيل نفسك تلح بهذا الدعاء يوم القيامة فإذا تخيلت ذلك وأنت تقرأه في الصلاة فستخشع (إن شاء الله تعالى).
فإذا اعتادت نفسك على هذا الدعاء وهذا الاستفتاح فاستبدله بغيره كقوله " الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ". ( مسلم )
فإذا قرأت هذا الاستفتاح فتذكر أن أبواب السماء تفتح لها. كما ورد في الحديث أن رجلاً من الصحابة استفتح بها فقال رسول الله كما في صحيح مسلم:
" عجبت لها فتحت لها أبواب السماء "
12. الاستعاذة: وهى قولك ((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))
وينبغي عليك أن تستحضر معنى الاستعاذة وهى اللجوء إلى الله والاعتصام به والاحتماء بجانب الله العظيم من الشيطان الرجيم الذي هو مترصد لك حسداً على مناجاتك لربك عز وجل وركوعك وسجودك.
مع أنه لم يوفق لسجدة واحدة فجعل همه أن يقطعك عن مناجاة ربك بما يوسوس لك من هموم الدنيا ومشاغلها حتى يحرمك من شرف المناجاة وبركتها وثوابها ويقطعك عن مولاك الذي تسعد القلوب بمناجاته وحبه وتشرف في الدنيا والآخرة بذكره وشكره وحسن عبادته.
فإذا قال العبد: "أعوذ بالله من الشيطان" فقد أوى إلى ركنه الشديد بحوله وقوته من عدوه الذي يريد أن يقطعه عن ربه ويباعده عن قربه، فالشيطان بمنزلة قاطع الطريق كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه فإذا اردت النجاة من الشيطان ووسوسته فالجأ إلى الله فهو يكفيك.
واعلم أن الله يعيذك من الشيطان على قدر استغاثتك ولجوئك إليه فعندما تطلب من إنسان وتستغيثه أن ينقذك من لص يريد أن يسرق مالك فلا شك أنه سيكون هناك صدق وحرارة في اللجوء والاستغاثة. وهكذا ينبغي أن يكون هناك صدق في اللجوء إلى الله ليكفيك من هذا الشيطان الرجيم الذي يريد أن يسرق دينك فأين هذا من قول الذي يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو ينظر إلى امرأة متبرجة، أين صدق اللجوء وقوة الاستغاثة.
لما قيل لأحد السلف أن اليهود والنصارى يقولون لا نوسوس قال: (صدقوا : وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب).
والصيغة التي يسن أن نستعيذ بها من الشيطان (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) وكان أحيانا يستعيذ بقوله: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه).
ولمواجه كيد الشيطان وإذهاب وسوسته أرشدنا النبي في العلاج التالي:
- فقد أخرج الإمام مسلم عن أبى العاص قال: "يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتى وقراءتى يلتبسها علىّ . فقال رسول الله :
" ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عنى".

فاللهم اجعلنا من الخاشعين
__________________
ساره ابراهيم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-19-2009, 03:33 PM
  #98
taleb 3elm
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 360
افتراضي مشاركة: موسوعة الصلاة ..... (( صلوا كما رأيتموني أصلي ))

نعم المشاركة يا استاذ حسااااااام
taleb 3elm غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM