مشاركة: بحث شامل *الموازنة النقدية*
الفصـل الأول
الموازنـة النقديـة
المبحث الأول ... طبيعة الموازنات
أولاً : مفهوم الموازنة التخطيطية وأهميتها : ــ
ويحدثنا القرآن الكريم عن أول موازنة وضعت في التاريخ هل تلك التي وصفها بني الله يوسف عليه السلام في مصر, إذا وضع موازنة إنتاج واستهلاك القمح في سنوات الرخاء والقحط, قال سبحانه وتعالى ( قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون * ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) .
( الصحيح , نشوان, 2004ـ2005م : 171ـ172 )
لذلك فإن مصر القديمة قد شهدت الموازنات قبل كثير من دول العالم ومنها إنجلترا وهذا ما يؤكده معظم الكتاب الأجانب باعتبارها حقيقة علمية , ويوضح (سالامونز) إنه في عهد سيدنا يوسف عليه السلام استخدمت الموازنات لتخطيط استخدام القمح والموازنة بين إنتاجه واستهلاكه لعدة سنوات بحيث يستخدم الفائض في سنوات الرخاء لاستهلاكه في سنوات القحط .
(بسيوني, 1998: 164)
أما أول من استخدم الموازنات التخطيطية (degqeuy) حيث أدرج طبعة سنة 1825م من كتابه فصلاً كاملاً عن الموازنات التخطيطية وكانت الموازنات التخطيطية كما وضعها (degqeuy) عبارة عن جدول بالاحتياجات من المواد مع توقيت هذه الاحتياجات ولكن استخدام الموازنات التخطيطية كنظام للرقابة يعتبر حديث العهد نسبياً ويرجع إلى سنة 1912م
(نور , 1989 : 64)
ويعود الأساس التاريخي الحديث لاستخدام الموازنات في بداياتها الأولى إلى أكثر من قرنين ونصف في إنجلترا وبالتحديد في الدوائر الحكومية التي كانت تستخدمها كأداة يتم من خلالها ( تخمين ) الإيرادات والمصروفات المقدرة ولذلك كانت تصرف بالوازنات التخمينية .
( الواعظ وآخرون , 1998 : 443)
وعرفت الموازنة التخطيطية بانها عبارة عن جداول أو قوائم تعبر عن لخطط المختلفة للمشروع بشكل مالي وكمي .
(عبدالعزيز , 1989 : 23)
وتعددت المفاهيم والتعاريف بالنسبة للموازنة منذ عرفت الموازنة بأنها خطة مالية شاملة تحدد الأهداف التي تقدر الإدارة العليا تحقيقها خلال فترة زمنية مقبلة كما تحدد الوسائل التي تتبع لتحقيق الأهداف بأفضل تكلفة اقتصادية ممكنة .
(شرف وآخرون , 1995 : 4)
وعرفت بأنها خطة مالية لفترة مستقبلية من الزمن وتعني مالية بسبب إن الموازنة هي وضع كبير عبر عنه بمصطلحات مالية والموازنة هي خطة ليست توقع والخطة هي الاقتراحات المصممة أو المحددة للوصول إلى الخطة المستهدفة , والتوقع هو الميل إلى التنبؤ بالوضع المستقبلي للبيئة .
(114 : 198وalrill)
وعرفت بأنها عبارة عن التخطيط الكمي للخطة في صورة نقدية ) حيث يتم إعدادها والموافقة عليها قبل الفترة المحددة لتطبيقها, وعادة تظهر موازنة الدخل المخطط والمصروف الذي سوف تتحمله المنشأة خلال فترة محدودة وكذلك رأس المال الذي سوف يستخدم لتحقيق الهدف المنشود, فالموازنة التخطيطية تعكس الالتزام التفصيلي بعمل مخطط وبالتالي فإن الموازنة تختلف عن التنبؤات التي تشمل فقط تقدير الأحداث المستقبلية والمحتمل حدوثها إذا لم يتخذ عمل تخطيطي معين .
(المجمع العربي,2001 : 23)
وعرفت بأنها خطة تفصيلية للحصول على الموارد وغيرها خلال فترة مقبلة وهي تمثل خطة للمستقبل معبر عنها بشكل كمي ورسمي عملية إعداد الموازنة budgetiug وتسمى عملية استخدام الموازنة في الرقابة على أعمال المنشأة باسم الرقابة بالموازنة coutrol budgetiug .
(جاريسون نورين,2002 : 418)
كما عرفت بأنها ترجمة مالية لخطة كمية تعطي جميع أوجه للنشاط المشروع المقدرة مستقبلياً في صورة شاملة ومنسقة ويوافق عليها المسئولون والمنفذون ويرتبطون بها وتتخذ هدفاً يتم على أساسه متابعة نتائج التنفيذ الفعلي والرقابة عليها وتكمن الإدارة من اتخاذ الإجراءات المصححة لمعالجة الانحرافات والتوصل إلى الكفاية القصوى .
( كمال وآخرون,2002 : 38)
وعرفت بأنها تعبير كمي (عيني أو مالي) برامج المشروع وأنشطته لفترة قادمة, في صورة خطة شاملة, يوافق عليها ويرتبط بها المسئولون ويتخذونها هدفاً أساسياً للرقابة على الأداء وصولاً إلى أعلى كفاية ممكنة .
(التميمي, 2003 : 75)
وعرفت بأنها ما هي إلا تعبيراً كمي وقيمي عن أهداف المنشأة في شكل خطة عمل مستقبلية لفترة محدودة, كما تتطلب موافقة المستويات الإدارية المسئولة عن التنفيذ .
(الصبح, نشوان, 2004/2005 : 173)
وعرفت بأنها أسلوب يتم بمقتضاه وضع القديرات القيمة والكمية لبرامج وأنشطة المشروع لفترة مستقبلية.
(السعابر, 2007 : 18)
وعرفت بأنها تزود بإطار نظري يساعد الإدارة على تطوير خطة العمل, لتقرير الإيرادات والتكاليف المستقبلية, للمشاركة في الأحداث المستقبلية لتقليل حالة عدم التأكد عن المستقبل ولزيادة فرص إنجاز غايات وأهداف المنظمة من خلال الخطة .
(lal,jaeaher, : 466)
ومن هذه التعاريف يتضح أن الموازنة التخطيطية بصفة عامة عبارة عن :
أ. خطة مالية تفصيلية عن جميع أنشطة المشروع من خلال فترة زمنية قادمة .
ب. وسيلة للتعبير عن السياسات والأهداف التي تصنفها الإدارة للمشروع ككل والإدارات والأقسام كلاً على حده .
ج. أداه فعالة للاتصال بين المستويات الإدارية المختلفة, ع طريقها يتم توصيل أهداف وسياسات الإدارة العليا إلى الإدارة التنفيذية .
ء. أنها تحقيق التنسيق الملائم بين مدخلات المشروع ومخرجاته وبين الإيرادات والتكاليف وبين المقبوضات والدفوعات .
هـ. أداه هامة لتحقيق أهداف التخطيط والرقابة
و. أنها يمكن تطبيقها في جميع المنشآت سوى كانت صناعية أو تجارية أو مالية أو زراعية .
(الشافعي, 1979 : 34)
ثانيا:أهمية الموازنة التخطيطية :
إن أهمية الموازنات قد زادت وزاد التوسع في استخدامها في الآونة الأخيرة بمختلف المشروعات والتنظيمات ويمكن إرجاع ذلك لعدة أسباب منها :
1. الرغبة في استخدام الموارد الاقتصادية المتاحة للمنشأة أفضل استخدام ممكن من خلال التنسيق بين الأنشطة المختلفة واحتياجاتها من الموارد .
2. الرغبة في مواجهة حالة المخاطرة وعدم التأكد التي بنصف بها الواقع العملي حيث أن إجراءات إعداد الموازنة ما تتضمنه من تنبؤ بالمستقبل يمكن أن يساعد في دراسة المشاكل المحتملة قبل حدوثها بالإضافة إلى دراسة سبل حلها متى حدثت .
3. الرغبة في خلق الحوافز لدى العملين بالمنشأة, ويمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركتهم في إعداد الموازنة, وما يترتب على ذلك من دافعية ورضى على العمل ورفع مستوى الأداء وتقوية روح الجماعة
(سالم, بدون ,49)
4. الرغبة في إيجاد مسيلة فعالة للتنسيق بين الأساليب والطرق والوسائل الممكن إتباعها وبين كافة الموارد الاقتصادية المتاحة للمنشأة .
5. إيجاد وسيلة فعالة للاتصال والنقدية العكسية للمعلومات حيث تلعب الموازنة دوراً هاماً كأداة للاتصال بين العمال وبين الإدارة العليا والإدارة الوسطى والإدارية التنفيذية عن طريق توصيل الأهداف المخططة لمختلف المستوياتً الإدارية الدنيا للمنشأة) ومن خلال تقارير النقدية العكسية يمكن الإدارة العليا الإلمام بمشاكلهم وإنجازاتهم .
6. إيجاد وسيلة فعالة للرقابة على تقييم الأداء يمكن الاعتماد عليها للتأكد من الأهداف والخطط والمعايير الموضوعة مقدماً قد تحققت حيث تعتبر الموازنة من أهم الأدوات التي تعتبر في مجال القياس وتقييم الأداء وخاصةً إذا إعدادها في ضوء كلاً من محاسبة المسؤولية والتكاليف المعيارية والإدارة بالاستثناء .
(سالم, بدون ,49)
ثالثا: أهداف الموازنة التخطيطية ومزاياها:
أهداف الموازنات التخطيطية :
تهدف الموازنات التخطيطية باعتبارها خطة مستقبلية للمنشأة تبين كيفية الحصول على الموازنة الاقتصادية مستقبلاً وكيفية استخدامها كما يخدم تنفيذ الأهداف الاستراتيجية المحددة بشكل مسبق إلى تحقيق الغايات التالية : ــ
أولاً : التخطيط لكافة أنشطة المنشأة : ــ
ويتمثل في وضع الخطة المستقبلية للمنشأة ويمثل التخطيط الصغير الأساسي الذي تقوم عليه عملية الموازنات التخطيطية فجميع الأنشطة داخل المنشأة تتطلب نوع من التخطيط حتى يكون بوسعنا التأكد من كفاءة وفاعلية تنفيذ هذه الأنشطة وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة للمنشأة .
وبما أن التخطيط رسم الخطط المستقبلية مع مراعاة الأهداف التي ترغب الإدارة العليا للمشروع من تحقيقها بحيث يكون في إطار الأهداف العامة للدولة .
ويجب على المشروع أن يخطط إذا أراد أن يحقق أهداف فبدون التخطيط لا تدرس الإدارة مقدماً كل الاحتمالات المتوقعة وبالتالي لا تكون على استعداد لمقابلة أي منها عن طريق ما وضعته من خطط .
وتتميز الأحوال الاقتصادية بعد التأكد والتغير الدائم, ومن الواضح أنه كلما ازداد عدم التأكد فإن البدائل التي يمكن الحصول عليها أكثر وبالتالي فإن التخطيط يعتبر مرحلة ضرورية للحكم على البدائل المختلفة واختيار أفضلها على أساس البيانات الموجودة في الوقت الحاضر .
(سالم, بدون ص 49)
ثانياً : الرقابة وتوفير نظام متكامل لتقويم الأداء : ــ
والمقصود هنا متابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية المستقبلية مع توحيد جهود الإدارات والأفراد لتنفيذ الموازنة من ناحية, ولمقارنة الأداء الفعلي والنتائج الفعلية بالأهداف المخططة وتحليل الانحرافات وتقصي أسبابها لمعرفة ما إذا كامن الممكن التحكم فيها أم أنها راجعة لأسباب لا يمكن التحكم فيها من ناحية ومن ناحية أخرى ومن خلال استخدام الموازنة التخطيطية في الرقابة تتوفر لدى المنشأة عملية مستمرة من التغذية العكسية يمكن الاعتماد عليها في التقييم على التنفيذ الفعلي وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بالرغم من أن بإمكان إدارة المنشأة تقييم أنشطتها باستخدام معايير أداء مختلفة متفاوتة الدقة والموضوعية إلا أن الموازنة التخطيطية المعتمدة على القياس الكمي بشكل كبير تعتبر أكثر موضوعية وتكاملاً في تقييم الأداء من معايير التقييم الأخرى .
(الحارس,2004, 289)
ثالثاً : توفير الوعي التكاليفي للعاملين : ــ
إن الاستمرار في إعداد الموازنة التخطيطية يولد لدى العاملين وخصوصاً المدراء نوعاً من الحرص والاهتمام ولإدراك لأهمية دراسة وتحليل التكاليف والمنافع المتعلقة بمشروعاتهم, فما هي فائدة تركيز مدير المبيعات مثلاً في منشأة معينة على إنتاج كمية معينة من الإنتاج المستهدف دون مراعاة تكاليف الإنتاج ( تكاليف عناصر الإنتاج ) إن الوعي التكاليفي الذي يوفره الاستخدام المستمر للموازنة التخطيطية ينعكس بشكل إيجابي على مدى إدراك رجال الإدارة إلى أهمية ودور لبيانات التكاليف في اتخاذ القرارات .
رابعاً : الموازنة أداة للتنسيق والاتصال : ــ
إن جهود الأقسام والإدارات المختلفة بالمنشأة يجب أن تتوحد لتحقيق الأهداف الرئيسية وتعتبر الموازنة التخطيطية أحد الوسائل التي تؤدي إلى توحيد جهود العاملين وتنسيق العمل بينهم فكل فرد وكل إدارة وكل قسم يعمل بشكل متكامل مع الآخرين وبالشكل المنتظم والتوقيت الصحيح .
فمن خلال الموازنة التخطيطية تصل الخطط السياسات الاستراتيجية من الإدارة العليا إلى القائمين على عملية التنفيذ ويجب أن تتكامل جميع الجهود لتحقيق هذه الأهداف الأمر الذي يخلق نوع من الانسجام والترابط في الأداء .
خامساً : تخصيص الموارد وتوزيعها على الأنشطة والمشروعات المختلفة : ــ
لكون الموارد المتاحة لكل منشأة غالباً تقسم بالقدرة والمحدودية فإن تخصيص هذه الموارد على الأنشطة والأقسام المختلفة داخل المنشأة تعتبر من الأمور التي تشغل الإدارة. ويتم هذا التخصيص من خلال دراسة التكاليف والمنافع الخاصة بكل نشاط (قسم) وتوزيع الموارد المتاحة حسب الحاجة وأهمية النشاط بهدف تحقيق المنشأة عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وبالتالي تعظيم الأرباح .
ثالثاً : التنسيق بين الأهداف التي تتطلع المنشأة في المستقبل إلى تحقيقها:ــ
القدرات التي يتم اتخاذها في الوقت الحاضر اعتماداً إلى الخبرة المتوافرة والتي أبرزها أحداث الماضي وما يتوقع توافره من ظروف في المستقبل. ويعتبر التنسيق في هذه الحالة هدفاً بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق الاستمرارية في العملية الإنتاجية لصورة أكثر كفاءة وأكثر فاعلية في المستقبل فالموازنة التخطيطية لكونها تمثل خطة للعمل في المستقبل قد تكون في الواقع امتداداً لبرنامج العمل في الفترة الماضية بعد تعديله بالاعتبار الخبرة المكتسبة في الماضي .
(الحارس,2004, 289)
مزايا الموازنات التخطيطية :
تلعب الموازنة دوراً أساسياً في الاستخدام الفعال للموارد وتحقيق الأهداف التنظيمية, فهي تساعد الإدارة في توزيع السلطة والمسؤولية وتحليل الانحرافات بين النتائج الفعلية وما هو مخطط له , في خطوة لأداء عمل تصحيحي, غير أن الموازنات له مميزات بجانب ذلك لعل من أهمها .
(lal,jawaher, 1996,p. 470)
1) الموازنة تحفز الإدارة على المعاونة في وضع دراسات وسياسات واضحة مقدماً لمشاكلها فهي تولد حسب مبدأ الحيطة والحذر, ودراسة كافية بيم المدراء قبل اتخاذ القدرات من قبلهم .
2) الموازنة تقدم وسيلة قيمة لعملية السيطرة على الإيرادات والمصروفات للشركة كما أنها تمثل خطة للصرف) فهي عملية صرف النقود وتضبط عملية الخسائر وعدم الفاعلية الناشئة من الأداء وهكذا تكون ممكنة لعمل تصحيح بشكل صحيح .
3) الموازنة هي أداة يتم من خلالها تقييم السياسات الإدارية والأهداف لكل فترة محددة ويتم اختيارها وتأسيسها كدليل للخطة .
4) الموازنة تعطي مدخل نظامي كل مشاكل المنشأة .
5) اعتماد الموازنة على التنبؤ والتقدير المستقبلي .
6) الموازنة تترجم أهداف الإدارة بأرقام وكميات .
7) الموازنة التخطيطية تستطيع أن تدرج التفكير المستقبلي ونتيجة لتنفيذ المشاكل تعتبره الأجل التي تسمح بالوقت الكافي للمدراء .
(nachaney, eddie,1994,p.240)
8) التخطيط برمته وتقييم المعلومات الإدارية
9) المساهمة للإدارة والعالمين معاً .
(chadwick,lesie,1994,p96)
10) تزود بالرسائل اللازمة للقياس والرقابة على الأداء سواء إن كان على مستوى الأفراد أو على مستوى الأقسام كما أنها تزود بمعلومات رئيسية ضرورية لاتخاذ القرارات التصحيحية اللازمة
(panadey,im,1998,p191)
رابعا: أنواع الموازنات التخطيطية
تنقسم الموازنات التخطيطية إلى عدة أنواع وذلك لاختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها وكذلك طبقاً لمعايير كثيرة نذكر منها الأنواع التالية : ــ
أولاً : من حيث نطاق الموازنة : ــ
1. الموازنة الوظيفية :
حيث تهدف موازنات الوظيفية إلى تغطية أداء الأقسام أو الوحدات الإدارية كل على حده .
2. الموازنة الرئيسية :
الموازنة الرئيسية فتعمل على تلخيص الموازنات الوظيفية في موازنة عامة للمنشأة وتحتوي على موازنة الدخل وقائمة المركز المالي وقائمة التدفق وموازنة الإنفاق الرأسمالي .
(الرحبي,2004, ص189)
ثانياً : من حيث فترة الموازنة : ــ
1) الموازنة طويلة الأجل :
ويتم تنفيذها خلال مدة تزيد عن فترة محاسبية واحدة أي أنها يتم إعدادها لعدة سنوات في المستقبل عادة ما تتراوح بين 5ـ10 سنوات ويكون الهدف منها أساساً تخطيطي. ليس رقابي حيث تهدف إلى التنسيق بين الأهداف والإمكانيات في المستقبل على ضوء الأهداف والإمكانيات في محاضر على أساس الخبرة المكتسبة في الماضي .
2) الموازنة قصيرة الأجل :
يتم تنفيذها خلال فترة زمنية تقل عادة عن سنة كأن تكون شهرية أو ربع سنوية أو نصف سنوية أو على الأكثر سنة حسب علاقة المنشأة أو أسبوعية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويكون الهدف من إعدادها أساسً رسم برامج العمل في فترة الرقابة على كفاية تنفيذها أي أنها أداة تخطيطية ورقابية معاً .
ثالثاً : المرونة تنقسم إلى : ــ
1) الموازنة الثابتة :
وهي تلك التي يتم إعدادها لمستوى معين من النشاط وحجم إنتاج محدد تتقيد بها إدارة المنشأة دون أن يكون لها القدرة على التجاوب مع أي تغير في الظروف المتغيرة. وتعتبر الموازنات الثابتة ذات فائدة محددة لأغراض الرقابة وقياس كفاية الأداء كما تحتاج إلى عمليات مراجعة وتعديل إذا كان لها أن تخدم كأداة رقابية .
(الحارس, 2004, ص292)
2) الموازنة المرنة :
وهي تعد لأكثر من حجم إنتاج ولأكثر من مستوى نشاط لفترة زمنية محددة وتسمح بسرعة التجاوب مع الظروف المتغيرة خلال الفترة المستقبلية المخطط لها دون الحاجة إلى إعداد تقديرات جديدة تتعلق بالظروف الجديدة أي أنها تعد بطريقة تجعل منها أداة صالحة للرقابة وقياس كفاية الأداء عند أي مستوى من مستويات التشغيل الفعلي .
رابعاً : حيث طبيعة النشاط الذي تغطيه الموازنة تنقسم إلى :
1) الموازنة الرأسمالية :
وتختص بالاستثمارات الرأسمالية (قرارات الإنفاق الرأسمالي) وكيفية التخطيط لهذه الاستثمارات.
2) موازنات النشاط الجاري :
وتشمل كافة الموازنات الفعلية المتعلقة بمختلف العناصر التي تشكل قائمة الدخل من مصروفات وإيرادات التشغيل وتتكون موازنة التشغيل من الموازنات التخطيطية الفرعية التالية :
• الموازنة التخطيطية للمبيعات .
• الموازنة التخطيطية للمخزون السلعي .
• الموازنة التخطيطية للإنتاج .
• الموازنة التخطيطية للمواد الخام .
• الموازنة التخطيطية للعمالة المباشرة .
• الموازنة التخطيطية للتكاليف الصناعية غير المباشرة .
• الموازنة التخطيطية لتكلفة المبيعات .
• الموازنة التخطيطية للمصروفات التسويقية .
• موازنة تكلفة البضاعة المصنعة .
3) الموازنة المالية :
وتشمل بدورها قائمة المركز المالي التقديرية إضافة إلى القوائم الأخرى التي تستخدمها الإدارة المالية للمنشأة وتتكون الموازنة المالية من الموازنات الفرعية التالية :
• موازنة التدفق النقدي .
• موازنة المصروفات الرأسمالية .
• قائمة المركز المالي التقديرية .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الموازنة التشغيلية والموازنة المالية معاً يكونون ما يسمى الموازنة
(الحارس, 2004, ص292)
الشاملة والتي بدورها تشكل الإطار العام لجميع الموازنات الفرعي المتعلقة بكافة أنشطة المنشأة وبمعنى أدق تمثل الموازنة الشاملة الخطة العامة المستقبلية للمنشأة .
ومن الأساليب المتبعة حديثاً في إعداد الموازنات التخطيطية ما يسمى بالموازنات المتحركة أو المستمرة.
حيث يتم إعداد الموازنة لتغطي فترة محددة ولتكن سنة كاملة, وبحيث يتم مع نهاية كل شهر ( أو ربع سنة ) إعداد وإضافة أشهر جديدة (أو ربع سنة جديدة) إلى الموازنة ويشكل يوفر دائماً موازنة تغطي مدة عام كامل .
وهذا يكون لدى الإدارة مرونة وقدرة على مراجعة أي تغيرات جديدة وتنسيق الأنشطة المختلفة لديها .
(الحارس, 2004, ص292)
خامساً : طبيعة تقديراتها :
1) الموازنة العينية :
يعتمد هذا النوع من الموازنات في تقديراته على الجانب الكمي, حيث يتم عن طريقها عرض التقديرات الكمية للجوانب المتعددة للنشاط الجاري للمنظمة أو المؤسسة والمتمثل في تقديرات كمية المبيعات, والإنتاج , والمشتريات من الخامات أو السلع تامة الصنع, ساعات العمل اللازمة, والطاقة المستغلة .
والموازنة العينية توصف بذلك الوصف لأنها تعبر عن مجموعة من العلاقات الكمية قبل ترجمتها إلى قيمتها النقدية أو المالية .
2) الموازنة المالية :
يعد هذا النوع من الموازنات الترجمة المالية للموازنات العينية وذلك بإعطاء قيماً مالية بالإضافة إلى إيضاح الخطة التمويلية للمنظمة أو المؤسسة .
3) الموازنة النقدية :
وهي توضح جوانب السيولة النقدية خلال فترة الموازنة, أي توضح الرصيد النقدي والمقبوضات والمدفوعات خلال نفس الفترة وما يترتب على ذلك من فائض أو عجز نقدي, وذلك لمساعدة الإدارة في تحديد مركز المنظمة النقدي . وسيتم توضيحها بشكل مفصل في الفقرات القادمة من البحث .
(عبدالوهاب,2003ـ 2004 , ص 161)
سادساً : من الوحدة المحاسبية التي يتم إعداد الموازنة على أساسها :
غالباً ما تختلف الوحدة المحاسبية المستعملة لأغراض الموازنات على الوحدة المحاسبية
التقديرية وذلك حسب الغرض من الموازنة وعلى هذا الأساس يمكننا التفرقة بينه .
1) موازنات البرامج :
في موازنات البرامج يتم تقسيم نشاط الوحدة الاقتصادية إلى برامج محددة يهدف كل منها إلى تحقيق هدف معين أو التوصل إلى نتيجة معينة ثم يتم إعداد موازنة لكل برنامج على حدة ولهذا يصبح لكل برنامج بمثابة وحدة محاسبية لأغراض المحاسبة التخطيطية .
2) موازنات المسؤوليات :
تقوم موازنات المسؤوليات على مبدأ محاسبة المسؤولية بحيث يتم رسم الخطط على أساس مراكز مسؤولية التنفيذ وبمقتضى ذلك يتم تحليل نشاط الوحدة الاقتصادية على أساس المسئولين عن مسؤولية تنفيذ جزء من أجزاءه ويتم تقسيم الموازنات إلى أجزاء بحيث يصبح تنفيذ كل جزء من مسؤولية شخص محدد أو مجموعة محددة من الأشخاص .
(مرعي,21983, ص 18ـ20)
3) موازنات الإنتاج :
تقوم موازنات الإنتاج على اعتبار كل منتج وحدة محاسبية مستقلة لأغراض الموازنة وتتضمن موازنة المنتج برنامج الإنتاج والتشغيل الخاص به وبرنامج المبيعات والمخزون المتعلق به وتخطيط عناصر التكاليف والمستلزمات اللازمة له وتقدير الإيرادات المتوقع الحصول عليها منه وتساعد موازنة المنتجات على تخطيط ربحية المنتجات المختلفة والرقابة عليها وتحسينها .
4) الموازنات العامة :
تقوم الموازنات العامة على اعتبار أن الوحدة الاقتصادية بأنشطتها المختلفة وبرامجها المتعددة وبأقسامها المتنوعة وبمراكز مسؤولياتها العديدة بمثابة الوحدة المحاسبية لأغراض إعداد الموازنة .
ويترتب على ذلك أن الموازنة العامة تمثل الهيكل العام الذي تستقر قيمة الموازنات الأخرى بحيث يتم تنسيق أهدافها مع الأهداف العامة للوحدة وتحديد آثارها على تلك الأهداف وبالتالي تعتبر الموازنة العامة ملخص لكل الموازنات الفرعية الأخرى من حيث علاقتها بالأهداف العامة للوحدة ومساهمة لكل منها في تحقيق هذه الأهداف .
(مرعي,21983, ص 18ـ20)
شكل رقم (1) الموازنات الشاملة
خامسا : المبادئ العلمية التي تحكم إعداد الموازنات التخطيطية :
لكي تكون الموازنة لها الفاعلية في تحقيق المستهدف منها يتطلب الأمر ضرورة إعدادها واستخدامها في ضوء مجموعة محددة من الأسس والمقدمات والمبادئ العلمية, ورغم عدم الإنفاق على مجموعة محددة من الأسس التي ينبغي الاسترشاد بها بصدد إعداد واستخدام الموازنة فقد نادى البعض بضرورة تأصيل المبادئ العلمية للموازنات حتى يكون لها صفة العمومية شأنها في ذلك شأن المبادئ العلمية التي ينبغي الاسترشاد بها صدد إعداد واستخدام الموازنة تتمثل في :
1) مبدأ الشمول :
وفقاً لهذا المبدأ ينبغي أن تعد الموازنة التخطيطية بشكل يشمل كافة أوجه النشاط بالمنشأة فالموازنة لا ينبغي لها أن تقتصر على نشاط معين بل تشكل تلخيص الأهداف لمختلف أنشطة المنشأة كالمبيعات والإنتاج والتمويل وتشمل موازنات المبيعات والإنتاج والمشتريات والعمالة والتكاليف الصناعية غير المباشرة والتكاليف التسويقية والإدارية المقررة كما تشمل القوائم المالية المقررة التي تتضمن عادة قائمة الدخل المقدرة , وقائمة المقبوضات والمدفوعات المقررة بالإضافة إلى قائمة المركز المالي المتوقع .
2) مبدأ المرونة :
يعتبر مبدأ المرونة أحد الدعائم الأساسية اللازمة لنجاح الموازنة حيث يساعد إدارة المنشأة على تحقيق أهدافها بأكبر كفاءة وفاعلية ممكنة وذلك متى تغيرت الظروف والتقديرات التي وضعت في ظلها الموازنة, فالواقع العملي يتصف غالباً بالتغيير الدائم وعدم الاستقرار وتعدد الوسائل, وينبغي أن تعبر الموازنة عن المستقبل للتغيرات التي يمكن أن تحدث .
3) مبدأ اعتبار الموازنة مقياساً للأداء :
يمثل تقييم الأداء لب وجوهر الوظيفة الرقابية, وهو أمر ضروري لإنجازها بنجاح وفاعلية, ويعتبر اتخاذ الموازنة كأداة للقياس تمهيداً لتقسيمه في ضوء الأهداف وبالتالي يمكن أن تعمل كأداة لقياس وتقييم الأداء الفعلي خاصة إذا كانت تقديرات مرتبطة بمراكز المسؤولية المختلفة داخل المنشأة .
4) مبدأ المشاركة:
يقضي هذا المبدأ لضرورة مراعاة الجوانب السلوكية وتكمن أهميته في أن الموازنات المفروضة لا يتم تحقيقها غالباً بالكفاءة المرجوة , وتتمثل المشاركة في مقدار تأثير الفرد على الموازنة النهائية التي يشارك ي وضعها ومن المهم ضرورة توافق الهدف الذي يقبله المسؤولين مع أهدافهم الشخصية ولن يتحقق ذلك إلا بالمشاركة حيث يمكن من خلالها حث العاملين على الأداء بما لديهم من معلومات بصدق وأمانة واستخدامها عند إعداد الموازنات .
(عبداللطيف, 2004م , 159ـ162)
5) الإدارة بالاستثناء :
إن فاعلية نظام الرقابة لا تعتمد فقط على ماهية المعلومات التي يقدمها هذا النظام لمدير المسئول ويعتبر أسلوب الإدارة بالاستثناء أحد أساليب المعلومات, ويقتضي ضرورة تركيز اهتمام الإدارة على الانحرافات الهامة والجوهرية سواء المرغوب فيها (الملائمة) أو الغير مرغوب فيها (الغير ملائمة) وبهذا المعنى فإن أسلوب الإدارة بالاستثناء يهدف إلى ترشيد الجهد الإداري . (عبداللطيف, 2004م , 159ـ162)
6) مبدأ التوازن الزمني :
ويقصد توزيع العمليات المختلفة على فترة الوازنة حسب توقع حدوثها كأن تقسم موازنة السنة القادمة إلى فترات ربع سنوية أو شهرية وفي هذا المجال فإن التقسيم الزمني لا يعني توزيع الأرقام السنوية توزيعاً على فترات الموازنة وإنما يقصد به ترتيب العمليات خلال فترة الموازنة حسب احتمال أو توقع حدوثها, ويؤدي إتباع هذا المبدأ إلى تحقيق عدة مزايا هي:
أ) تحقيق التنسيق والتوافق بين الوارد والاستخدامات المتوقعة للمنشأة في بداية ونهاية فترة وأثناء هذه الفترة أيضاً .
ب) تحقيق أو متابعة الأداء على مدار الفترة السنوية للموازنة وبذلك يمكن اتخاذ الخطوات والإجراءات الصحيحة اللازمة فراً وفي الوقت المناسب.
جـ) نتماشى الأزمات و الاختناقات التي قد تتعرض له المنشأة نتيجة فقدانها التوازن الزمي بين عملياتها.
7) مبدأ التعبير المالي :
يعتبر هذا المبدأ أمراً حتمياً وذلك لتوحيد أساس القياس بين الموازنات المختلفة. إذ يتم في البداية إعداد بعض الموازنات على شكل معايير كمية عينية ومن ثم ترجمة جميع هذه الموازنات العينية إلى لغة مالية معبراً عنها بوحدات نقدية ويؤدي هذا المبدأ إلى تحقيق المزايا الآتية : ـ
أ)ـ بيان أثر الخطة على المركز المالي للمنشأة في نهاية فترة الموازنة .
ب)ـ بيان أثر الخطة المقترحة على رأس المال في المنشأة عن طريق إعداد القائمة المعيارية للموارد والاستخدامات .
ج)ـ بيان أثر الخطة المقترحة على مركز النقدية للمنشأة عن طريق إعداد قائمة التدفقات النقدية.
8) مبدأ الربط بين معايير الموازنة ومراكز المسؤولية :
ويقصد به تخطيط العمليات وتتبع وتدفق بنود التكاليف بحسب المسؤولية عن هذه العمليات وعن بنود التكاليف المرتبطة بها بحيث يكون لكل مركز مسؤولية خطة عمل مرسومة يسير عليها ويتحمل تكاليفها وبذلك يتسنى مقارنة التنفيذ الفعلي بهذه الخطة وبالتالي يتسنى اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة (كحالة وآخرون,2002م, 40ـ43)
نواحي الضعف والإسراف وتشجيع الكفاءات .
9) مبدأ وحدة الموازنة :
يجب أن تكون الموازنة في صورتها النهائية من مجموعة من الخطط الفرعية التفصيلية لها والعديد من الجداول المعيارية, من الضروري أن تجتمع هذه الخطط الفرعية في خطة عمل شاملة واحدة حتى يتحقق التجانس بينهما كما يجب أن يكون هناك ترابط تام بينهما وتنسيق كامل بين الجداول المعيارية ويجب النظر إلى الموازنة كوحدة لا تتجزأ بمعنى أن كل جزء من أجزاء الموازنة يتأثر بأجزاء الموازنة نتيجة العلاقات المتبادلة بين مختلف أوجه النشاط في المنشأة . (كحالة وآخرون,2002م, 40ـ43)