مشاركة: تراب الجنة " موسوعة بر الوالدين "
أمي كانت بعين واحدة
لقد كرهتها
كانت تسبب لي الكثير من الإحراج
كانت تطبخ للطلاب والمعلمين لكي تساند العائلة
ذات يوم بينما كنت بالمدرسة الإعدادية قدمت أمي لتلقي علي التحية
لقد كنت محرجاً جداً
كيف استطاعت أن تفعل هذا بي
لقد تجاهلتها, احتقرتها رمقتها بنظرات حقد وهربت بعيداً
وفي اليوم الثاني أحد طلاب فصلي وجه كلامه لي ساخراً
"إيييييييي , أمك بعين واحدة"
أردت أن أدفن نفسي وقتها , وتمنيت أن تختفي أمي للأبد
فواجهتها ذلك اليوم قائلاً :
"إن كنت فقط تريدين إن تجعلي مني مهزلة, فلم لا تموتين ؟"
مكثت أمي صامتة ولم تتفوه بكلمة واحدة
لم أفكر للحظة فيما قلته , لأني كنت سأنفجر من الغضب
كنت غافلاً عن مشاعرها وأنها أمي
أردت الخروج من ذلك المنزل , فلم يكن لدي شيء لأعمله معها
لذا أخذت أدرس بجد حقيقي
حتى حصلت فرصة للسفر خارج البلاد
بعد ذلك تزوجت وامتلكت منزلي الخاص
كان لي أطفال وكونت أسرتي
كنت سعيداً بحياتي الجديدة
كنت سعيداً بأطفالي , وكنت في قمة الارتياح
في أحد الأيام جاءت أمي لتزورني بمنزلي
هي لم تراني منذ أعوام ولم ترى أحفادها ولو لمرة واحدة
عندما وقفت على باب منزلي
أطفالي أخذوا يضحكون منها
لقد صرخت عليها بسبب قدومها بدون موعد
"كيف تجرأتي وقدمتي لمنزلي وأرعبت أطفالي ؟"
"أخرجي من هنا حالاً"
جاوبت بصوت رقيق
"عذراً , آسفة جداً , لربما أخطأت العنوان"
منذ ذلك الحين اختفت أمي
وفي أحد الأيام
وصلتني رسالة من صديق قديم لعائلتي برغبة أمي برؤيتي
لذا كذبت على زوجتي وأخبرتها أني مسافر في رحلة عمل
وسافرت لكوخي القديم حيث نشأت
كان فضولي يرشدني لذلك الكوخ
أحد جيراني أخبرني "لقد توفيت والدتك !"
لم تذرف عيناي بقطرة دمع واحدة
كان لديها رساله أرادت مني أن أعرفها قبل وفاتها
"إبني العزيز , لم أبرح أفكر فيك طوال الوقت
أنا آسفة لقدومي لبيتك وارعابي لأطفالك
لقد كنت مسرورة عندما عرفت أنك قادم لي
لكني لم أكن قادرة على النهوض من السرير لرؤيتك
أنا آسفة فقد كنت مصدر إحراج لك في فترة صباك
سأخبرك
عندما كنت أنت طفلاً صغيراً
تعرضت لحادث وفقدت إحدى عيناك
لكني كأم , لم أستطع الوقوف وأشاهدك تنمو بعين واحدة فقط
لذا فقد أعطيتك عيني
كنت فخورة جداً بابني الذي كان يريني العالم , بعيني تلك
مع حبي لك
أمك"
النهاية ، ، ،
منقوووووووووول