إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-13-2009, 11:14 AM
  #1
ايمان حسن
 الصورة الرمزية ايمان حسن
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
العمر: 38
المشاركات: 1,853
Thumbs up قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بيني و بين كلماته نوع من الغرام ..

أثر علي كثيراً .. كنت أقرأ تجاربه و أضع نفسي مكانه فأنبهر بذكائه و بساطته و طيبته.. و قلبه الكبير الذي حمل متسعاً لكل الآخرين ..

مقالاته البسيطة أحب إلي من أكثر الكتب دسامة و امتلاء.

من الصعب أن يحتل أحدهم مكانة في قلبك عبر حبر و أوراق .. و تشعر بأنك رأيته كل يوم .. كأنه أحد أفراد أسرتك التي تحبها .. إذا قرأت له .. شعرت أنه يروي لك حكاية لا بد أن تسمعها .. تشعر بأنه يعنيك أنت في كل كلمة .. و كأنه يلقي النظر على حياتك من بعيد .. أؤمن أن من لم يقرأ كلماته خسر الكثير مما كان يمكنه أن يتعلمه منه .. و لو استطعت لوزعت كتبه على كل الشباب و الفتيات .. ربما وجدوا فيها بعض ما فقدوه .. أو بعض ما احتاجوه و لم يجدوه ..

و من أجمل ما تميز به عبد الوهاب مطاوع هو مناداته لكل من يقرأ له بكلمة ( يا صديقي ) مما يقربه من القاريء الشاب الذي يحتاج إلى هذه الكلمة كثيراً.. فيلقى الحكي أثره في نفسه.


عكفت على شراء كتبه التي تحتوي على مقالاته الإنسانية منذ سن مبكرة كلما أتيحت لي الفرصة ، و لم أحاول أن أشتري مختاراته من بريد الجمعة بجريدة الأهرام التي كانت تطبع في كتب و قد يرد ذلك إلى أنني أصاب بالحزن وحدي و لا أحتاج إلى جرعات أكبر منه لأحزن على آخرين يعانون من مشاكل تفوق تفاهاتي ومعوقات حياتي الصغيرة .. و لأنني صراحة كنت أشعر بالخجل من مدى تفاهتي أمام تلك المشاكل التي يعيش فيها آخرون يتحلون بصبر و حكمة و قوة لم أتحل بها يوماً .


كتب عبد الوهاب مطاوع كثيراً عن شخصيات أحبها و لم يرها أبداً..

و قد تعرف بهذه الشخصيات عن طريق كتب لعظماء أو أدباء ..

و من أكثر الشخصيات التي لفتت انتباهي بشكل شخصي أنا أيضاً هي شخصية وردت في الجزء الثالث من أحب كتب الدكتور طه حسين إلى نفس عبد الوهاب مطاوع .. ألا و هو سيرته الذاتية الأيام .. فورد في كتابه (( إندهش يا صديقي )) ما يلي :


" كتب طه حسين عن هذه الشخصية أنه كان زميلاً له في دراسة الليسانس بالسوربون في باريس و انه كان شابا ًمجتهداً طيب النفس يدرس و يكد و لكنه يعاني من عقدة مع اللغة اللاتينية. و قد تقدم للامتحان أكثر من مرة فما أن يمسك بورقة اللاتينية التي ينبغي عليه أن يترجمهاإلى الفرنسية و يقرأها حتى ينهض و يسلم ورقة الإجابة بيضاء من غير سوء و هو يردد لنفسه بيتاً من الشعر اللاتيني عن اليأس و الرجاء و ينصرف غير محبط و لا منهار و هو يؤكد لنفسه أنه لا بد من نيل درجة الليسانس و إن طال العناء ، ثم يعيش حياته العادية بلا حزن و لا اكتئاب و يواصل دراسته في انتظار الفرصة القادمة ، و في إحدى هذه المرات تقدم معه طه جسين للامتحان و كان قد تزوج قبلها بشهور و أقام في شقة متواضعة بالدور السادس من بيت ليس به مصعد بالقرب من السوربون ، فكرر الصديق نفس القصة و غادر الامتحان يردد بيت الشعر اللاتيني .. أما طه حسين فقد واصل الامتحان .. و انتظر نتيجة الليسانس مشفقاً من الفشل و ذات مساء كان في شقته الصغيرة .. حين ظهرت نتيجة الامتحان و نجح هو و رسب صديقه ، فإذا بهذا الصديق الوفي يقطع المسافة بين السوربون و بيت طه حسين جرياً و يصعد الأدوار الستة قفزاً و يدق الجرس فتفتح له زوجة صديقه فيزف إليها البشرى في سعادة طاغية و هو يلهث و يرفض الدخول ليستريح و إنما يستدير من فوره ليهبط الدرج مسرعاً .. فتلاحقه بكلمات الشكر و هو يهبط ثم تتذكر أنه زميل زوجها فتسأله عن نتيجته فيجيبها بنفس النبرات المبتهجة التي أبلغها بها خبر نجاح شريك حياتها : رسبت .. و لكن غداً يوم جدبد !
و تعود الزوجة الشابة إلى زوجها متعجبة لهذه الروح العالية و تتمنى لزميل زوجها التوفيق ، أما هو فإنه ياصل كفاحه بلا ملل .. و بلا لوم للظروف .. و بلا إحساس بالنقص .. و بلا غيرة لمن تقدموا عليه و كان هو من يتقدمهم .. لأنه لا لوم إلا لنفسه و يتقدم للامتحان مرة بعد مرة حتى إذا تسلم ورقة اللاتينية ذات امتحان يعرف على الفور أن يومه المنتظر قد جاء فلا يتركها إلا و قد أتم ترجمتها على أحسن ما يرام و ينال درجته التي طال انتظاره لها و استحقها بكفاحه و صفاء نفسه و ترفعها على الحقد و الغيرة و الكراهية ثم ينفتح الطريق بعد ذلك أمامه و يحصل لى الدتوراه و يعود لبلاده ليعمل أستاذاً في جامعاتها و قد اقترن اسمه باسم الجامعة التي أمضى سنوات طويلة و هو يجاهد ظروفه فيها لينال شهاداتها .. فإذا باسمه الذي يتصدر مؤلفاته العلمية و مقالاته بعد ذلك و إلى أن يرحل عن الحياة هو الدكتور صبري السوربوني "


لفت نظر عبد الوهاب مطاوع علو نفس الدكتور صبري ..
نفسه التي لم تنصرف عن أهدافها إلى لوم الآخرين أو الحقد عليهم ..
و هذا نادر جداً.
و عكف عبد الوهاب مطاوع على زرع الأمل في نفوس قرائه الذين اعتمدوا على كلماته ليستمدوا بعض القوة التي تعينهم على المضي قدماً في حياتهم واقفين على أقدامهم و سائرين بعزم و همة نحو ما قد تخبئه لهم الأيام من ألم أو بسمة .
و ذكر في كتاب له أنه عندما كان تلميذاً بالصف الثالث الابتدائي و تحديداً في فصل ثالثة ثان كان يسمع مدرس فصله يعقد مقارنة بين تلاميذ فصله و بين تلاميذ فصل آخر يدعى ثالثة أول ، فبينما يركض و يصرخ و يلعب أبناء فصل ثالثة ثان بين الحصص يجلس أبناء فصل ثالثة أول في هدوء يفتحون كتبهم و يحضرون للحصة المقبلة ، و بينما تلاميذ ثالثة ثان همجيون يتدافعون نحو الباب بعد سماع جرس نهاية اليوم المدرسي ينصرف تلاميذ ثالثة أول بهدوء و نظام نحو باب الفصل حيث يتمنى كل منهم لزميله يوماً طيباً بصحبة والديه .
و أثارت مقارنة المدرس و حديثه عن ثالثة أول العديد من التساؤلات في نفس عبد الوهاب الصغير فيسأل نفسه عن حكمة الخالق في أن خلقه من جنس ثالثة ثان ليكون منحطاً همجياً – على حد قوله – و لم يخلقه من جنس ثالثة أول هؤلاء الملائكة الأذكياء.. !
و مرض عبد الوهاب في إحدى الأيام فتعذر عليه الذهاب إلى المدرسة ، ثم أتى بعد شفائه بشهادة مرضية كان يجب عليه أن يسلمها للناظر و كان قد أعياه التفكير في تلاميذ ثالثة أول و أثار فضوله أن يراهم ، فعرج عليهم في طريقه إلى الناظر فرأى مجموعة من الأطفال يتدافعون و يتعاركون و يتصارخون و يتصافعون كأنهم شياطين صغار ، فلم يرَ كتباً مفتوحة و لا أحداً يتمنى يوماً طيباً للآخر!
ثم مضى في طريقه إلى مكتب الناظر و دخل إليه فوجد أستاذه هناك يحدثه ولم ينتبه لتواجد عبد الوهاب ، فسمع أستاذه يشكو للناظر من سوء سلوك تلاميذ ثالثة أول الذين لا يمكن السيطرة عليهم و عندما علل الناظر ذلك بضعف إشرافه قال المدرس أنه مشرف على تلاميذ ثالثة ثان و هم ممتازون و أذكياء..!
أدرك عبد الوهاب في هذه اللحظة درساً هاماً بعدما اهتزت بداخله الكثير من الأشياء ألا و هو أنه لا يوجد أبناء ثالثة أول المثاليون السعداء أبداً ، و كبر و ترسخ ذلك المفهوم بداخله و استنتج أن كل الناس ثالثة ثان صدقوا ذلك أو لم يصدقوه ، فتعلم ألا يتمنى لنفسه حياة غيره و أن يجتهد بالمتاح مؤدياً واجبه بكل ما استطاع من طاقة و إتقان و إخلاص ثم يدع المستقبل بعد ذلك لما تقضي به إرادة الله.. و يقول عبد الوهاب مطاوع :


" كل البشر يتصورون أن الآخرين أسعد حالاً منهم و يعذبون أنفسهم ليس فقط بطلب السعادة لأنفسهم و إنما أيضاً بالأمل في أن يكونوا أكثر سعادة من الآخرين .. و هو أمل يرى المفكر الفرنسي مونتسيكو أنه مستحيل لسبب هام هو أننا نعتقد دائماً أن الآخرين أسعد حالاً مما هم عليه في الواقع "


كان دائماً يدفع الآخرين نحو اكتشاف أنفسهم و الثقة بقدراتهم لأنه يثق بأن المستقبل بهم و باجتهادهم ، بإيمان الجميع بقدرتهم على تخطي الحواجز و العقبات فيقول مخاطباً شباب القارئين بمقاله :


" إعرف قدراتك جيداً يا صديقي و حاول أن توجهها إلى الطريق الذي تلمع فيه و تنمو ، و لن يتحقق لك ذلك إلا إذا عرفت بدقة نقاط قوتك و تميزك الحقيقية و نقاط ضعفك ، ليس من الضروري أن يكون كل الناس عباقرة و لا موهوبين و إنما من الضروري فقط أن يختار كل إنسان لنفسه المجال الصحيح الذي يعبر فيه عن نفسه و تنطلق فيه قدراته فأنت إنسان أولاً و أخيراً و الإنسان كما كان يقول شكسبير على لسان هاملت هو أعجب مخلوقات هذا الكون ما اعظمه .. و ما أغربه ... فما أعظمك يا صديقي إذا عرفت حدود قدراتك و ما أضعفك و ما أغربك إذا عميت عنها و غرقت في أوهامك .... "

و يقول أيضاً :
" كل إنسان يستطيع أن يجد مهاماً عظيمة يؤديها للبشرية إذا أدى واجبه بإخلاص و جعل من نفسه كائناً بشرياً مفيداً لمن حوله و لمجتمعه الصغير و الكبير .. بل و يستطيع ذلك أيضاً إذا كف أذاه عن الآخرين و حافظ على الحياة و أضاف إليها .. فإماطة الأذى عن الطريق أي رفعه عنه شعبة من شعب الإيمان . كما يقول الحديث الشريف .. و عمل له قيمة ، فما بالك بكف أذى الإنسان عن غيره .. و خدمة الحياة بالعطاء لها في أي مجال ؟ "


نصح كثيراً بالترفع عن أخطاء الآخرين بحقنا و بالسمو على ما قد يسببونه لنا من أذى أو ألم أو سوء و سئل في إحدى المرات عن أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيئون إلينا فأجاب أن أفضل وسيلة للانتقام منهم هو ألا نصير مثلهم فلا نسلك سلوكياتهم المريضة الجاهلة في حياتنا فنترفع عن الرد عليها مما سيزيد شعورهم بحقارتهم و تفاهة شأنهم و ضآلتهم و انحراف أخلاقياتهم .
قدم عبد الوهاب مطاوع كتاباً اسمه (( قدمت أعذاري )) و ضم هذا الكتاب عدداً من مقالات الثقافة الدينية المطروحة برقة و بساطة و جمال و رشاقة ندر أن يستخدمها كاتب في هذا النوع من المقالات و ينجح في إيصال المعلومة الراقية بسهولة و يسر .. و قال عن كتابه هذا ..


" هذا كتاب يختلف عن كل ما أصدرت من كتب جاوزت حتى الآن الثلاثين عدداً ! فهو ليس مجموعة مختارة من قصص بريد الجمعة كما هو شأن بعض كتبي ، و لا هو محموعة من الصور الإنسانية و المقالات الأدبية كحال كتبي الأخرى ، و لا هو أيضاً مجموعة من القصص الرومانسية القصيرة كحال بعض كتبي الأخيرة ، و إنما هو – إذا صح التعبير- تسبيحة خاشعة بعظمة الخالق سبحانه و تعالى ، و عريضة استغفار و استرحام أتقدم بها إلى الأعتاب الإلهية راجياً بها عفو ربي و مغفرته و رحمته التي وسعت كل شيء و لا امل لأمثالي من المقصرين في غيرها يوم العرض العظيم ..
عبد الوهاب مطاوع "


و من أجمل فكر هذا الكتاب فكرة فهم الإنسان لدينه و أثر ذلك على حياته :
" كلما ازداد الإنسان فهماً لدينه ازداد إقبالاً على الحياة و انتفاعاً بها .. و استمتاعاً بمتعها المشروعة العديدة ، و قويت همته أيضاً على استثمار رحلته القصيرة في الأرض فيما يقربه من ربه و يرشحه للسعادة الأبدية في الدار الآخرة "

و عن صورة المؤمنين في ذهنه يقول :
" المؤمنون الحقيقيون يفرحون بتوبة التائب كما تفرح بها السماء و لا يعيرون أحداً بما كان منه في ماضي الزمان .
و هم أهل ظرف و سماحة و ذوق رفيع في التعامل مع الآخرين و ليسوا أبداً أهل غلظة و جفاء و كآبة و قتامة . يعملون و يتعبدون و يخدمون الحياة و يغرسون نخيلاً لا تجني ثماره إلا الأجيال القادمة كما يحثهم على ذلك دينهم .. و يستمتعون بأوقاتهم و بالصداقة الخالصة لوجه الله و يروحون عن قلوبهم ساعة بعد أخرى حتى لا تكل قلوبهم لأن القلوب إذا كلت عميت .. "


الحكي عن عبد الوهاب مطاوع و الوقوف على ما كتب يستحق أكثر بكثير مما قيل و مما نقول و مما سيقال..

و المقام هنا أكبر من أن يقول أمثالي أي شيء .. لقد كان الأستاذ العظيم عبد الوهاب مطاوع مخلصاً شديد الإخلاص.. من هؤلاء النادرين الذين يغارون على الوطن و الأمة و يحملون على أكتافهم همومها و هموم أبنائها بلا كلل و لا ملل و لا حتى أدنى شكوى .. !

أعلم أن الأسطر تلك لا تفيه حقه .. و لكننا يجب أن نكتب لنشكره من أعماق قلوبنا .. و من خلايا عقولنا التي احتاجت له و لأمثاله كثيراً.. طوال سنوات عطائه السابقة .

منقول
ايمان حسن غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-13-2009, 08:24 PM
  #2
فوكس
مشارك ماسى
 الصورة الرمزية فوكس
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: Alex
العمر: 41
المشاركات: 501
افتراضي مشاركة: قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

فعلا من اجمل ما قرانت واستمتعت ببريد الجمعة خصوصا باسلوبه المميز الجميل
رحمه الله واسكنه فسيح جناته وخفف عنه كما كان يخخف على اصحاب الهموم
__________________
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك
فوكس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-17-2009, 07:53 AM
  #3
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بـريــد الأهــرام

44783‏السنة 133-العدد2009يوليو17‏24 من رجب 1430 هـالجمعة
غلطة العمر

لا أقصد من رسالتي هذه أن أكفر عن ذنبي فقط‏,‏ أو أعلن عن خطيئتي وندمي وتوبتي‏,‏ ولا أن أحذر كل فتاة مما تعرضت له‏,‏ نعم أنا أريد وأتمني من قلبي كل هذا‏,‏ ولكني أمد يدي مستجيرة بك لعلك تنقذني من الضياع الذي يجرفني ويشدني كما الموج القاسي‏,‏ وبعد أن أغراني بالعوم والسعادة‏,‏ يدعوني إلي السقوط في الأعماق‏.‏

حتما لا أريد أن أضع أمامك ألغازا‏,‏ ولكنها حالتي المتشابكة‏,‏ غلطة عمري الغائم‏,‏ هي التي تصعب علي البوح والاعتراف‏.‏ وليشهد الله علي أن كل كلمة أقولها هنا صادقة‏,‏ ولم أحذف من حكايتي إلا ما يخدش الحياء‏,‏ ومن حقيقتي إلا تغيير بعض المعلومات التي قد تكشف عن شخصيتي‏.‏

ولأبدأ بمن أنا‏,‏ لعل هذا يفسر لك‏,‏ لماذا أخطأت‏,‏ وأقول يفسر ولا يبرر‏,‏ فالفرق بينهما كبير‏!‏

أنا فتاة عمري‏28‏ عاما‏,‏ تربيت في أسرة بسيطة‏,‏ أب موظف شريف‏,‏ وأم متعلمة كانت تعمل ــ حتي سنوات قريبة ــ في وظيفة معقولة‏,‏ أعانت أبي في رحلة كفاحه‏.‏ لي شقيق يكبرني بخمس سنوات‏,‏ وشقيقة تسبقني بعامين‏,‏ كما تتفوق علي في الجمال وفي نوع الكلية التي تخرجت فيها‏.‏

إذن أنا الصغري‏,‏ وإن لم أكن المدللة‏,‏ فلم أكن متفوقة في دراستي منذ صغري‏,‏ علي عكس شقيقتي‏,‏ أضف إلي هذا فارق الجمال بيني وبين شقيقتي‏,‏ هذا الفارق الذي كان يثير في نفسي الغيرة والغضب بسبب التعليقات السخيفة التي كنت أسمعها طوال عمري من الأهل والجيران والأصدقاء‏,‏ تخرج شقيقي في الجامعة ووفقه الله بالسفر إلي الخليج بعد تخرجه بسنوات قليلة‏,‏ وعاد ليتزوج ويعود بزوجته ليمن عليه الله بالذرية الصالحة‏.‏ ولم يطل بقاء شقيقتي بعد تخرجها‏,‏ فتزوجت هي الأخري وانتقلت إلي حياة أفضل وأنجبت طفلة جميلة مثل أمها‏.‏

بقيت أنا وحدي‏,‏ بمؤهلي الجامعي المرطرط مع أمي الطيبة وأبي الذي خرج علي المعاش‏..‏ بحثت كثيرا عن وظيفة مدرسة‏,‏ سكرتيرة‏,‏ أي شئ‏,‏ ولكني فشلت‏.‏

هل تعرف سيدي معني أن تجلس فتاة متخرجة في الجامعة‏,‏ متوسطة الجمال‏,‏ لاتعمل‏,‏ مع أبوين علي المعاش‏,‏ في منطقة شعبية؟

معناه ملل علي ملل‏,‏ وإحباط ويأس ووحدة‏..‏ معناه عنوسة وإحساس بالفشل ووجع من كل نظرة عطف أو شفقة أو دعاء بالعدل من أمي أو قريباتي‏.‏

غرفتي هي ملاذي الوحيد‏,‏ مع جهاز كمبيوتر وكاسيت يمنيني بالحب وأوهام السعادة مع فارس تؤكد لي الأيام التي تتسرب أمام عيني أنه لن يأتي أبدا‏!‏

مللت من ألعاب الكمبيوتر‏,‏ ومن كل الأفلام القديمة والجديدة‏,‏ وهربت من قراءة القصص العاطفية ولم يبق أمامي إلا هو‏!..‏ كان شيء ما يباعد بيني وبينه‏,‏ ربما الخوف من المجهول أو تربيتي الدينية أو من ضعفي‏,‏ ولكن ذهبت إليه‏,‏ إلي عالم النت‏,‏ إلي الشات‏,‏ ليس بحثا عن متعة أو إثارة‏,‏ ولكنه الملل ياسيدي‏.‏

نصحتني صديقتي أن أسلي نفسي‏,‏ وألا أكشف عن شخصيتي ففعلت‏!‏

أختي العالية‏..‏ أعجبني أسلوبك في الكتابة‏..‏ يشرفني إضافتي علي إيميلك‏..‏ الوحيد المعذب‏,‏ جملا طاردتني وأغرتني‏,‏ حتي إخترت أكثرهم أدبا وذكاء‏..‏ كان ناعما مثل جلد الأفعي‏..‏ نجح في فهمي بسرعة شديدة‏,‏ احتواني‏,‏ منحني الأمان‏,‏ فاستسلمت تماما له‏.‏

سيدي‏..‏ لك أن تتصور مدي حرصي‏,‏ تراجعي‏,‏ ولكني فجأة أصبحت منشغلة بشخص يهتم بي‏,‏ يسليني ويسمعني‏.‏ طبعا في البداية لم أكشف له عن شخصيتي‏,‏ أما هو‏,‏ وثقة بي‏,‏ ولأنه بدأ يتعلق بي ووجد في فتاة أحلامه‏,‏ عرفني بنفسه‏,‏ محام أعزب‏,‏ عمره‏38‏ عاما‏,‏ غير متزوج‏,‏ يعيش في شقة فاخرة بمفرده‏,‏ يبحث عن بنت الحلال‏.‏ الطبيعي أن أري في نفسي هذه العروس التي أوشكت ــ إن لم تكن ــ تصبح عانسا‏,‏ ولأنه ماهر ومحترف‏,‏ ترك لي هاتفه كما ترك لي حرية الاتصال به والكشف عن شخصيتي‏,‏ ولم ينتظر طويلا‏.‏ أيام قليلة وأصبح يعرف عني كل شيء‏.‏

كان محترما لأقصي حد‏..‏ لم ينطق بكلمة واحدة خارجة‏,‏ ولكنه بدأ في الإلحاح بأن يراني‏,‏ كما رأيته‏,‏ فقد أرسل لي صورة عبر الإيميل الخاص بي‏,‏ فاستجبت له‏,‏ وأرسلت له صوري‏.‏ لم أصدق نفسي وأنا أسمع كلمات الإطراء منه‏,‏ لأول مرة أسمع جملة أنت أجمل فتاة رأيتها‏,‏ لاتغيب عن أذني كلماته التي تصف جمال عيني أو براءة ضحكتي‏..‏ كلمات لم أسمعها من قبل‏,‏ كانت تجعلني مثل قطعة الثلج التي تذوب من دفء الشمس‏.‏

ها أنا ولأول مرة في مواجهة نفسي‏:‏ أنثي‏.‏

تغيرت حياتي كما تغيرت ملامح وجهي وأصبحت مرآتي أكثر جمالا‏..‏ خشيت علي سري فلم أحك حتي لصديقتي‏.‏ بدأ يعلمني أشياء لم أكن أعرفها‏,‏ لا أنام إلا علي صوته وهو يدغدغ مشاعري فيجعلني أشعرللمرة الأولي بجسدي‏.‏

خطوته التالية كانت شديدة القسوة‏,‏ اختفي تماما‏,‏ لا يرد علي الهاتف‏,‏ ولا يظهر علي شاشة النت‏.‏ فقدت صوابي وبكيت كما لم أبك من قبل‏,‏ لماذا يختفي بعد أن يحادثني عن الزواج وعن حياتنا القادمة‏.‏

وكما اختفي فجأة‏,‏ ظهر فجأة‏,‏ وحكي لي أسبابا تبدو لأي عاقل كاذبة ومختلقة‏,‏ ولكني كالمنومة صدقته وقبلتها‏,‏ ولكن وهذا هو الأهم‏,‏ صرت لعبة في يديه‏,‏ يفعل بي ما يشاء‏.‏ طلب مني أن أشتري ويب كام حتي نري بعضنا البعض ونتحادث‏,‏ خاصة أني رفضت أن ألتقي به وهو لم يضغط علي‏,‏ بل أكد لي أن هذا زاده احتراما لي‏.‏

أراك ـ سيدي ـ فهمت ما حدث بعد ذلك‏,‏ نعم حدث ما قد تتخيله أنت وقراؤك‏..‏ مكالمات وضحكات وحنان وكلام دافيء وأجواء مثيرة وتحرر متدرج من الأفكار كما من الملابس‏..‏ كنت أسيرة له‏,‏ أفعل ما يريد‏,‏ وربما كنت أحتاج إليه‏,‏ كنت أرضيه‏..‏ ربما‏..‏ في البداية ندمت وعاتبته واعتذر لي‏,‏ ثم عدنا‏,‏ وكان طلبه التالي أن أذهب إليه في شقته ولكني رفضت بإصرار‏.‏

شيء ما تغير بدأ يلفت انتباهي‏,‏ نبرة صوته أصبحت أكثر جفافا‏..‏ الحديث عن الزواج أصبح يثير سخريته‏,‏ غيابه أصبح أمرا عاديا‏,‏ فإذا عاتبته سمعت ما لا يرضي أحدا‏..‏ قلت له سنقطع علاقتنا ففاجأني‏:‏ في ستين داهية‏.‏

انهرت يا سيدي أياما‏,‏ لا أفارق غرفتي‏,‏ ولا أستجيب لسؤالات أمي أو توسلاتها بأن أخرج للجلوس معها ومع والدي‏.‏ تمنيت أن تعود حياتي إلي ما قبل معرفته‏,‏ فقد كانت جنة مقارنة بما أنا فيه‏.‏

لم أفق مما أنا فيه إلا علي صدمة أكبر‏,‏ فوجئت برسالة منه علي إيميلي‏,‏ فتحتها لأجد كارثة‏,‏ إنها مشاهدي وأنا عارية‏..‏ لم أصدق نفسي انتهيت‏,‏ سارعت بالاتصال به‏,‏ وقبل أن أصرخ فيه‏,‏ وبصوت ثلجي بادرني‏:‏ إيه رأيك في القمر ده‏,‏ سببته و‏..‏ قبل أن أكمل فوجئت به يطلب مني مبلغ‏5‏ آلاف جنيه‏,‏ وإلا أرسل هذه المشاهد لكل المواقع‏,‏ توسلت إليه‏,‏ رجوته أن يمحوها ويتركني في حالي‏,‏ ولكنه كان قذرا‏,‏ وحتي لا أطيل عليك ولأني أوشكت الآن وأنا أكتب رسالتي علي السقوط‏,‏ بعت بعض مجوهراتي‏,‏ وأرسلت إليه المبلغ المطلوب في حوالة بريدية‏,‏ معتقدة أن الأمر قد انتهي عند هذا الحد‏.‏

لكن المفزع هو ما حدث منه بعد ذلك‏!!..‏ اتصل بي وهددني اذا لم أذهب إليه في شقته سيرسل سي دي عليه صوري ومشاهدي إلي والدي في البيت‏,‏ ولك أن تتخيل ما حدث لي بعد فشلي في إقناعه بأن يتركني حتي لا أقتل نفسي‏,‏ ولكني كنت أتحدث إلي إنسان بلا قلب رجل ميت الضمير‏.‏

سيدي‏..‏ لقد طلبت منه أن يمهلني أياما حتي يذهب والدي عند شقيقتي‏,‏ وإن كنت لن أفعل ذلك حتي لو انتحرت‏,‏ فالموت كافرة أفضل عندي بكثير من أن أرتكب هذه الخطيئة‏.‏

أعرف أني أخطأت‏,‏ وخطأي كبير‏,‏ ولكني أستجير بك‏,‏ انقذني‏,‏ ارشدني ماذا أفعل مع هذا الذئب‏,‏ فقد أوشكت علي الجنون من عدم النوم‏,‏ والخوف القاتل‏,‏ هل أنتحر‏,‏ أهرب من البيت‏,‏ أم أقتله حتي لا يفعل ذلك مع أخريات وإن كنت أثق في أني لم أكن الضحية الأولي ولن أكون الأخيرة‏!‏

{‏سيدتي‏..‏ أخطاؤنا حتما هي نتائج لمقدمات طويلة تنتج عبر السنين في تفاصيل تبدو في وقتها صغيرة وقد تكون عظيمة التأثير والضرر‏.‏

وفي قصتك ما يكشف عن هذا‏,‏ وما ينير الطريق للآباء كي يلتفتوا إلي أسلوب تعاملهم مع أبنائهم خاصة في سني عمرهم الأولي‏..‏ فعلي الرغم من نشأتك وسط أسرة متوسطة الحال‏,‏ مكافحة‏,‏ نجحت في تربية ثلاثة من الأبناء وإلحاقهم بمراحل التعليم المختلفة حتي المرحلة الجامعية‏.‏ ولكن يبدو أن صعوبة الحياة وانشغال الأبوين لتوفير ضروراتها‏,‏ حالت دون الالتفات إلي تفاصيل أخري لا تقل عن التعليم أهمية‏,‏ وهي بناء جسور الثقة داخل الأبناء‏,‏ مثلما حدث معك‏,‏ فمن الواضح أن الفارق في الشكل بينك وبين شقيقتك كان مثار تعليقات متكررة تركت أثرها السييء والسلبي في نفسك منذ الصغر‏,‏ فهدمت ثقتك بنفسك‏,‏ ودفعتك إلي إهمال دراستك وكأنك تعاقبين الجميع علي رؤيتهم وإهمالهم لك‏.‏

كثير من الآباء والأمهات يفعلون ذلك غالبا عن دون قصد ولا يلتفتون إلي أن مثل هذه السلوكيات تهزم الأبناء وتخلخل جدران صلابتهم الداخلية‏,‏ فتضعف مناعتهم الانسانية في الكبر‏,‏ فلا يستطيعون مواجهة الحياة خاصة عندما تقسو‏,‏ ويصبحون فرائس سهلة للذئاب التي تنقض علي أمثالهم بكل يسر وبلا أي ضمير‏.‏

هذا لا يعني تبريرا للخطأ ـ كما قلت في بداية رسالتك ـ ولكنه تفسير لما آلت إليه حياتك‏,‏ وإن تشابهت المقدمات فهذا لا يعني حتما تشابه النتائج‏,‏ فهناك من البشر بما منحه الله من عقل من يتعلم مما عايشه أن ينجو بنفسه ويصلح من عيوبه النفسية ويسعي إلي الارتقاء بمستواه حتي يضع نفسه إلي ما يحب أو يرضي‏.‏

ولكنك يا عزيزتي استسلمت لفكرة الفشل‏,‏ فشل في مستوي التعليم وفشل علي مستوي الشكل الخارجي‏..‏ لم تستعيني إلي تنمية نفسك انسانيا بالبحث عن مواطن الجمال في داخلك‏,‏ عن قيمتك كإنسانة‏,‏ ولا تطوير نفسك علي المستوي المهني بمحاولة دراسة جديدة مثل اللغات أو السكرتارية تتيح لك فرص عمل أكثر‏,‏ وبالتالي فرص الالتقاء ببشر قد يكون بينهم شريك الحياة المنتظر‏.‏ فلا جدوي من الجلوس في غرفة مغلقة‏,‏ ولا يتساوي أبدا اليأس مع الكفاح والأمل‏,‏ وإذا كانت نتائج اليأس معروفة‏,‏ فإن أقل مكاسب الأمل أفضل بكثير‏.‏

سيدتي‏..‏ لا أعتقد أنك تحتاجين مني أو من غيري الحديث عن أخطائك المتتالية وسوء استخدامك للتكنولوجيا‏,‏ والتي كان يمكن أن تساعدك بصورة إيجابية في التثقيف أو البحث عن عمل أو التواصل الإيجابي مع الآخرين‏.‏ وأعتقد أن في قصتك عبرا ودروسا كافية ـ بدون تعليق ـ لكل فتاة أو شاب‏,‏ في أي مرحلة عمرية‏,‏ أعزب أو متزوجا‏,‏ كي يحذر أو يراجع نفسه إذا كان قد أقدم‏,‏ فلدي مثل قصتك العديد والتي دفع أصحابها من الجنسين أثمانا فادحة‏.‏ ولا أريد أيضا التوقف طويلا أمام هذا الذئب الذي يعتقد أنه أقوي من الآخرين‏,‏ ينقض علي فريسته عندما يري الطريق خاليا‏,‏ ولكنه لا يعرف أن مصيره هو السجن إذا لم يكن الموت‏,‏ فكثيرون دفعوا حياتهم ثمنا لمثل هذه الأفعال ولتشهد علي ذلك صفحات الحوادث في الصحف‏.‏

عزيزتي‏,‏ لا تستسلمي لهذا الذئب‏,‏ وسارعي بالتوجه إلي الادارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية‏,‏ وثقي بأنك ستكونين في مأمن‏,‏ سيحفظون سرك وسيصلون إلي المجرم بأسرع مما تتوقعين وسيدفع جزاء ما ارتكب‏,‏ فلا تتأخري ولا تترددي‏,‏ فإذا خفت أو عجزت عن ذلك‏,‏ أرجو أن تبادري بالاتصال بي لأكون حلقة الوصل مع وزارة الداخلية‏.‏ وبعد خروجك من هذه الأزمة ـ بإذن الله ـ سيكون لنا كلام آخر فيما هو قادم من الأيام‏
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-17-2009, 09:22 AM
  #4
ايمان حسن
 الصورة الرمزية ايمان حسن
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
العمر: 38
المشاركات: 1,853
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

رحيق السعادة‏
أنا رجل في الثانية والأربعين من عمري حاصل على مؤهل عال تزوجت منذ عشر سنوات من فتاة من أسرة طيبة‏..‏ وكنت حينذاك اعمل محاسبا بمستوصف خاص بإحدى دول الخليج‏,‏ وارتبطت بهذه الفتاة وعقدت قراني عليها في مدينتي الصغيرة بالوجه البحري‏,‏ وسافرت هي إلي حيث أقيم لإتمام الزفاف توفيرا للنفقات‏.‏ وبعد خمسة شهور من زواجنا من الله سبحانه وتعالي علينا بحمل زوجتي في توءم‏,‏ ومضت شهور الحمل الأولي عادية إلي جاء الشهر السادس‏,‏ وتطورت الظروف واحتاجت زوجتي فجأة إلي إجراء جراحة كبري لها‏..‏ وكان مطلوبا أن يتوافر عدد كبير من المتبرعين لها بالدم لإنقاذ حياتها خلال الجراحة‏,‏ والحمد لله فلقد تجمعنا أنا وعدد كبير من زملائي بالعمل في المستشفي وتقدمنا جميعا للتبرع بالدم المطلوب‏,‏ وأبلغني الأطباء أنهم يسعون إنقاذ حياة الزوجة علي حساب حياة التوءم وكان قراري وبإجماع زملائي كلهم هو أن إنقاذ حياة الزوجة هو الأهم‏..‏ أما التوءم فهما في ذمة الخالق العظيم وهو الذي خلقهما بقدرته العليا‏..‏ وهو الذي يستطيع أن يعوضنا عنهما بإرادته حين يشاء واستراح ضميري وضمير زملائي جميعا لهذا القرار‏,‏ واستغرقت العملية الجراحية عشر ساعات‏,‏ كنت خلالها عاكفا في مسجد المستوصف أسجد لله خوفا وأملا أتضرع إليه أتلو آيات الذكر الحكيم‏,‏ وخاصة سورة ياسين‏,‏ إلي أن خرج الأطباء وقالوا لنا أنهم قد فعلوا كل ما يستطيعون‏..‏ ولم يبق إلا الأمل في رحمة الله‏.‏ فنقلت زوجتي من غرفة الجراحة إلي العناية المركزة‏,‏ وأخذنا التوءم اللذين لم يكتب لهما أن يريا الحياة واستودعناهما عند من لا تضيع عنده الودائع سبحانه‏.‏ وظلت زوجتي في العناية المركزة شهرا كاملا‏..‏ وكانت قد سألتني عن توءمها حين أفاقت ولم أجد ما يدعو إلي إخفاء الحقيقة أو التهرب منها فصارحتها بأنهما أمانة عند الخالق العظيم وسيكونان شفيعين لها بإذن الله يوم القيامة‏,‏ فتجلدت زوجتي واسترجعت‏..‏ وقالت هو من أعطي وهو من أخذ فاللهم آجرني واجر زوجي عنهما يوم الحساب‏.‏ وخرجت زوجتي من المستشفي وسط دهشة كثيرين لم يصدقوا احتمال شفائها أو نجاتها من الموت بعد أن أكد الأطباء من قبل أن نسبة نجاح تلك الجراحة الكبرى ضئيلة للغاية‏.‏ وعدنا لحياتنا الطبيعية وبعد فترة ليست طويلة‏,‏ بدأت زوجتي تشعر ببعض الألم والمغص في البطن‏..‏ وبدأنا نتردد علي المستشفي فيعطيها الأطباء بعض المسكنات ويذهب الألم‏..‏ ثم لا يلبث أن يعود من جديد‏..‏ إلي أن قرروا إجراء جراحة استكشاف للبطن للكشف عن أسباب هذا الألم‏,‏ وامتثلنا لقرار الأطباء وأجريت الجراحة ووجدوا أن الأمعاء بها التهاب لا يحدث إلا بنسبة الواحد في المليون في مثل هذه الظروف‏,‏ واتخذ الأطباء قرارهم بإجراء جراحة ثالثة لها لفصل الأمعاء إلي جزأين.‏ وبعد الجراحة توجهنا لأداء العمرة‏..‏ والابتهال إلي الله أن ينعم عليها بنعمة الشفاء‏,‏ ورجعنا إلي مصر لقضاء فترة الإجازة السنوية فرجعت نفس الآلام والمشاكل مرة أخري‏..‏ واحتاجت زوجتي إلي إجراء جراحة رابعة كبري في أحد المعاهد المتخصصة في مصر‏..‏ وتقبلنا أنا وزوجتي كل ذلك بصبر وامتثال وبحمد الله علي نعمه والثناء عليه‏.‏ ثم عدنا إلي مقر عملي بالبلد الخليجي‏,‏ واستقرت الحالة الصحية لزوجتي وانتهت الآلام إلي غير رجعة والحمد لله‏..‏ ومارسنا حياتنا الطبيعية إلي أن انتهت فترة عملي بالغربة‏,‏ ورجعنا للاستقرار في بلدنا‏,‏ وكنت خلال ذلك قد استخدمت كل أو معظم مدخراتي في الغربة في بناء شقة بمنزل أبى وتجهيزها ورجعت إلي عملي كموظف بالحكومة‏..‏ وبعد عودتنا بفترة بدأت المشاكل من جانب آخر هو جانب والدتي يرحمها الله واخوتي‏,‏ وكان مثار كل تلك المشاكل هو الحديث عن الجراحات الأربع التي تعرضت لها زوجتي ومدي تأثيرها علي فرصتها في الإنجاب,‏ ورغبة أبي وأمي في أن يريا لهما حفيدا مني‏,‏ وكنت في كل تلك المشاكل أقول دائما لأبي وأمي واخوتي أن الإنجاب كالرزق والعمر وعلم الساعة كلها من أمر ربي وحده‏,‏ ولكن دون جدوى فلا يمر يوم دون أن أرجع من عملي وأجد زوجتي تبكي بكاء مريرا بسبب كلمة أو إشارة وجهت إليها في هذا الشأن‏,‏ أو خبر نما إليها عن ضغط أهلي علي لكي أطلقها لأتزوج من أجل الإنجاب.‏ وتحت ضغط هذه الظروف كلها اضطررت لمصارحة أبى وامي بالسر الذي كنت اكتمه عنهما وهو انني انا أيضا اعاني من سبب عضوي يضعف من فرصتي في الانجاب‏..‏ وان حمل زوجتي الأول قد تم خلال فترة كنت اتلقي فيها علاجا مكثفا لحالتي‏,‏ اما الآن فانني احتاج إلي عملية زرع انسجة‏,‏ وهي مكلفة جدا ولا طاقة لي بها‏,‏ وبالتالي فإن ظروفي وظروف زوجتي متشابهة وهذه هي حياتنا ونحن راضيان بها‏,‏ لكن ابي وامي لم يقتنعا بذلك وفسراه علي طريقتهما‏,‏ بإنني انسب إلي نفسي العجز عن الانجاب لكي يتوقفا عن الضغط علي للزواج مرة أخري‏,‏ واستمرت الضغوط القاسية بلا هوادة‏..‏ وبعد فترة فوجئت بابي وأمي يضعانني امام خيار صعب هو إما أن اطلق زوجتي هذه واتزوج من أخري علي أمل الانجاب منها‏..‏ وأما أن اغادر الشقة التي بنيتها بشقاء العمر في الغربة‏,‏ وابحث لنفسي عن مسكن مستقل خارج نطاق الأسرة‏.‏ وبالرغم من قسوة الاختيار فإني لم اتردد لحظة في اتخاذ قراري وهو التمسك بزوجتي والبحث لنفسي عن سكن آخر‏,‏ بعد أن أعيتني كل الحيل مع أهلي‏,‏ وبعد أن استشرت أهل الذكر ورجال الدين فاجمعوا كلهم علي ان ما يطلبه مني ابي وامي هو تدخل في أمور خاصة بقدرة الله وحده‏,‏ وليس لي ولا لزوجتي يد فيها‏.‏ وقبلت بالقرار الصعب وغادرت شقتي في منزل الأسرة‏,‏ لكيلا اغضب أبوي وأهلي واقترضت من البنك علي مرتبي لكي ادفع مقدم ايجار لشقة صغيرة استأجرتها بمائة وخمسين جنيها كل شهر‏..‏ وكل مرتبي لا يزيد علي مائتين وسبعين جنيها‏,‏ وزوجتي وهي حاصلة علي بكالريوس التجارة لا تعمل‏.‏ وانتقلنا للشقة الجديدة‏..‏ ووجدتني ادفع اكثر من نصف مرتبي كل شهر كايجار لها ولي في نفس الوقت شقة خالية بنيتها بعرقي وكفاحي في منزل الأسرة‏,‏ ثم رحلت أمي عن الحياة فجأة يرحمها الله‏..‏ وبعد فترة الحداد حاولت مع أبي جاهدا أن أعود إلي مسكني‏..‏ وتدخل بعض الصالحين بيني وبينه في ذلك‏,‏ فإذا به يتمسك بالرفض النهائي ومازال علي موقفه هذا إلي الآن‏.‏ وبالرغم مما نعانيه من ضيق العيش وجفاف الحياة ونفقات الأطباء المختصين بأمر الانجاب بالنسبة لزوجتي ولي‏,‏ فلقد أزداد تمسك كل منا بالآخر واقتناعه به وحاجته إليه‏..‏ واستشعاره الراحة والسعادة بين يديه‏..‏ وفي نهاية كل يوم يجد كل منا قلبا مفتوحا للآخر يقدم له العطاء والتضحيات ويتحمل العناء من أجله والحمد لله علي ذلك حمدا كثيرا‏,‏ وأنني أكتب لك هذه الرسالة لكي أعلق بها علي رسالة الأرض الخصيبة للزوج الشاب الذي يئس من عدم إنجاب زوجته حتى زهدها‏,‏ وأقول له إنه علي قدر صبر الإنسان تكون جوائز السماء التي يبشر بها صاحب ‏««‏بريد الجمعة‏»»‏ الصابرين والمبتلين‏,‏ ولأرجوه أن يصبر وألا ييأس من روح الله‏,‏ كما أفعل أنا مع تمنياتي للجميع بالسعادة وتحقيق الأمنيات إن شاء الله‏.‏ ‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول ‏
ظننت في البداية أنك قد كتبت رسالتك هذه لكي تطلب مني في ختامها أن أناشد أباك أن يخفف من غلوائه ويسمح لك بالعودة إلي مسكنك الذي بنيته بشقاء الغربة بدلا من معاناتك لشظف العيش في شقة مستأجرة لا يسمح لك دخلك بتحمل عبء إيجارها,‏ فإذا بكبرياء الحب الذي جمع بينك وبين زوجتك وصمد لكل الأحوال والتحديات‏,‏ يحول بينك وبين ذلك‏,‏ وإذا بك تختتم رسالتك بأنشودة بليغة وقليلة الكلمات عن السعادة وسكون القلب إلي جوار من يحب والرضا بكل ما تحمله له أعاصير الحياة والصبر عليها والاستعانة بالحب الصادق والعطاء المتبادل والتضحيات المشتركة علي اجتياز العقبات واحتمال جفاف الحياة‏..‏ وإذا بك تهدي تجربتك في الصبر علي ما جرت به المقادير والتطلع الدائم إلي الأمل في رحمة الله‏,‏ إلي كاتب رسالة الأرض الخصيبة راجيا له جوائز السماء للصابرين والمحتسبين‏,‏ وطالبا منه الا ييأس أبدا من روح الله وأن يصبر علي ظروفه كما تفعل أنت‏!‏ يا إلهي‏..‏ لقد القيت علينا درسا جديدا في معني السعا

ايمان حسن غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-17-2009, 09:29 AM
  #5
ايمان حسن
 الصورة الرمزية ايمان حسن
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
العمر: 38
المشاركات: 1,853
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

الدور العلوي‏!‏


أنا سيدة في الثلاثينيات من العمر‏,‏ جامعية ومثقفة إلي حد ما‏,‏ أحب القراءة والكتابة‏..‏ وتصورت في فترة من الفترات أنني سوف أصبح كاتبة‏,‏ لكن الحياة غيرت اتجاهي بعد أن تزوجت وانشغلت بحياتي العائلية‏.‏
ولقد قرأت الرسالة التي نشرت في هذا الباب منذ بضعه أسابيع بعنوان الأب الرسمي للفتاة التي ضمها جدها وجدتها إليهما منذ طفولتها فنشأت مرتبطة بهما وبعيدة عن أبيها وأمها‏,‏ ورفضت العودة للحياة بينهما وشجعها الجدان علي ذلك‏,‏ إلي أن بلغت سن الزواج وتوقعت من أبيها الرسمي أن يسهم في نفقات زواجها بقدر معقول‏,‏ فإذا بالأب يرفض المساهمة في ذلك نهائيا لأنها ابتعدت عن أبويها وكان منطقه في ذلك أنه مادام جداها قد شجعاها علي عدم العودة إليهما فليتكفلا دونه بنفقات زواجها ولقد أثارت هذه الرسالة أشجاني وأريد أن أروي لها قصتي لعلها تجد فيها بعض ما يرشدها إلي سواء السبيل‏..‏ فلقد جئت إلي الحياة لأبوين رزقا قبلي بأربع فتيات‏,‏ وتركزت كل آمالهما في أن يجيء المولود الخامس ولدا‏,‏ فاذا بي أولد بنتا فاستقبلاني بالحزن والاكتئاب‏..‏ ولأننا كنا في ذلك الوقت نعيش في بيت من دورين باحدي مدن القناة‏,‏ ويقيم في الدور العلوي من البيت عمي وخالتي وهما زوجان رزقا ببنت غير مكتملة النمو العقلي‏,‏ فلقد عرضا علي أبي وأمي أن يضماني إليهما وأنا طفلة وليدة ويتكفلا بتربيتي وتنشئتي دونهما‏,‏ لكي يحلا لأبي وأمي مشكلة طفلتهما الخامسة من ناحية‏,‏ ولأنهما‏,‏ كما أدركت فيما بعد ـ أرادا أن يربياني ويتكفلا بي فأصبح أختا لابنتهما المسكينة وأرعاها حين أكبر وأتحمل مسئوليتها من بعدهما‏.‏
وهكذا وجدت نفسي بين أب وأم وأخت مسكينة ينمو جسمها ولا ينمو معه عقلها‏..‏ ويقيم تحتنا عمي وخالتي وبنات عمي وخالتي الأربع‏,‏ ومازلت أذكر من ذكريات طفولتي حين كانت تسألني بعض السيدات اللاتي يزرن الأسرة بالطابق العلوي‏..‏ كيف حال ماما؟‏..‏ فأتعجب لماذا تسألني عن أمي وهي تجلس إلي جوارها‏!‏ وبالرغم من ذلك فلقد كان هناك شيء غامض لا أدري كنهه يجذبني إلي الطابق الأرضي الذي يقيم به عمي وخالتي وبناتهما وأشعر بحنين عجيب إليهم جميعا‏,‏ ومضت بي الأعوام والتحقت بالمدرسة ولم ألتفت كثيرا لاختلاف اسم الأب في أوراقي الرسمية عن اسمه في الحياة‏,‏ فلقد قيل لي ان اسمه في الورق هو الاسم الرسمي‏,‏ وان اسمه في الحياة هو اسم الشهرة‏,‏ فأحببت اسم الشهرة أكثر مما أحببت الاسم الرسمي‏,‏ إلي أن بلغت سن الصبا وبدأت أشعر بتغير غير مفهوم في معاملة أمي لي‏..‏ وتفاقم هذا التغير حتي بدأت أشعر بعدم حبها لي‏,‏ ولأنني لم أكن أدرك دوافع هذا التغير من جانبها تجاهي فلقد كرهتها لمعاملتها السيئة لي‏,‏ وأحببت أبي كل الحب الذي يمكن أن يتسع له قلب فتاة مثلي‏,‏ لأنه لم يتغير تجاهي بعد أن كبرت وظل يغمرني بحبه وعطفه إلي النهاية‏,‏ وخلال ذلك كانت الدنيا قد فرقت بيننا وبين أسرة عمي وخالتي وبناتهما الأربع وانتقلنا نحن للاقامة في القاهرة‏,‏ وتخرجت في كليتي وارتبطت بمن زختارني واختارته‏,‏ وبدأنا الاستعداد للزواج فإذا بأبي يصر علي أن يستأذن عمي وخالتي في زواجي وأن يحصل أولا علي موافقتهما قبل أن يعلن قبوله‏,‏ وتساءلت عن ضرورة ذلك‏,‏ فعرفت الحقيقة التي خفيت عني كل هذه السنين وهي أن هذا العم وهذه الخالة هما أبواي الحقيقيان‏,‏ وان هؤلاء الفتيات الأربع هن أخواتي‏,‏ أما هذه الفتاة المسكينة التي أعيش معها فهي ابنة عمي وابنة خالتي‏,‏ وأدركت في هذه اللحظة فقط سر تغير مشاعر من كنت أظنها أمي تجاهي بعد أن كبرت وصرت فتاة في بداية سن الشباب‏..‏ فلقد كانت الحسرة تنهش قلبها الحزين وهي تري ابنتها الحقيقية تنمو جسما وعقلها لايتجاوز عقل طفلة عمرها خمس سنوات‏,‏ في حين استوت الفتاة الأخري التي تكفلت بها شابة تجذب الأبصار‏,‏ ويشيد بها الجيران‏,‏ وانفجر بركان الغضب في قلبي تجاه أبي وأمي الحقيقيين‏..‏ كيف تخليا عني وتركاني لغيرهما حتي ولو كان هذا الغير هما عمي وخالتي؟‏,‏ ولماذا كرهاني وأنا طفلة وليدة ولا ذنب لي في مجيئي للحياة بعد أربع فتيات؟‏..‏ وراح أبي وأمي الحقيقيان يحاولان بكل جهدهما أن يبررا لي ماحدث ويؤكدان لي أنهما مظلومان مع عمي وخالتي لأنهما كانا في حاجة لابنة طبيعية بعد أن رزئا بابنتهما المسكينة‏,‏ وانهما اغتصباني منهما بالالحاح وبالاحراج والضغط النفسي عليهما‏,‏ ولم أصدق هذا التبرير ولم أقتنع به واستمر الشرخ في داخلي لفترة طويلة حتي كرهت نفسي‏,‏ وظل هذا الشرخ يفسد علي حياتي لفترة طويلة إلي أن تزوجت وتكفل بنفقات زواجي بل وبشقتي كذلك من تكفل من قبل بتربيتي وتنشئتي وهو أبي بالتربية وعمي بالصلة الرسمية‏,‏ وانشغلت بحياتي العائلية وأسرتي الجديدة عن ذكريات الماضي وأحزانه‏..‏ ولهذا فإني أقول لهذه الفتاة التي ابتعدت عن أبويها ورفضت العودة إليهما وفضلت الحياة بين جديها علي الحياة في بيت أبيها وتلوم أباها لرفضه القيام بأي دور في زواجها‏..‏ أقول لها لماذا لم تبحثي عن هذا الدور قبل الآن‏..‏ ولماذا لم تقدر احتياج أبويها إليها كما تقدر الآن احتياجها إلي أن يقوم والدها بأي دور في زواجها؟‏..‏ انك أيتها الفتاة لن تدركي عمق حزنهما لموقفك منهما إلاحين تصبحين أما وتعرفين معني الأمومة‏..‏ ولقد كان الأفضل لجديك مهما يكن حبهما لك ألايجعلا انتماءك الأول إليهما وليس لأبويك‏,‏ أما مسألة زواجك فإن من واجب جدك أن يتكفل به دون أن يزعج الأب الرسمي بذلك مادام قد شجعك من البداية علي مفارقته والبعد عنه‏,‏ ولكي يكمل المشوار الذي بدأه معك وهو القادر علي ذلك‏,‏ أم تراه يريد أن يجني العسل بغير أن يدفع الثمن؟‏..‏ لقد استأثر بك علي غير رغبة أبويك حتي ولو كانا قد رضيا في البداية بحضانته لك لانشغالهما في العمل‏,‏ لأنه حين سمحت لهما الظروف باستردادك شجعك علي عدم العودة إليهما‏..‏ ولم يقدر احتياجهما إليك‏.‏
وفي النهاية فاني أناشد كل الآباء وكل الأمهات ألايتخلوا عن أبنائهم لغيرهم مهما تكن أسبابهم لذلك‏,‏ ومهما يكن هؤلاء الغير منهم‏,‏ لأنه لاشيء يعوض الأبناء عن صحبة الأبوين ورعايتهما وحبهما لأبنائهما والسلام‏.‏

‏««‏ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏»»‏
مهما تكن دوافع الأبوين للتخلي عن أحد أطفالهما للغير حتي ولو كان أقرب الناس إليهما‏,‏ ومهما تكن ظروف الحياة المادية الأفضل التي يقدمها هؤلاء الغير للطفل‏,‏ فإنه لايغفر لأبويه أبدا حين يدرك حقائق الحياة تخليهما عنه لغيرهما‏,‏ ولا يخفف شيء مادي قدمته له حياته الجديدة من مرارة احساسه بالنبذ العاطفي من جانب أبويه‏,‏ وبأنه لم يكن مرغوبا فيه لديهما‏.‏
لهذا لم أعجب ياسيدتي حين انفجر بركان الغضب الكامن في أعماقك علي أبويك حين اكتشفت الحقيقة التي خفيت عنك سنين طوالا‏,‏ كما لم أعجب كذلك لعدم اقتناعك بدفاعهما المتهافت عن نفسيهما ومحاولتهما لإيهامك بأنهما كانا مغلوبين علي أمرهما مع عمك وخالتك اللذين اغتصباك منهما بالاكراه المعنوي‏.‏
فلا شيء حقا يمكن أن يقنع عقل الابنة أو الابن بأنه شيء يمكن التنازل عنه للغير بمثل هذه المبررات الواهية‏,‏ ولا شيء كذلك في الحياة كلها يمكن أن يعوضه عن احساسه الثمين بأنه ثمرة القلب بالنسبة لأبيه وأمه وانهما علي استعداد للتفكير مجرد التفكير في نبذه أو التخلي عنه‏,‏ ولعلي لهذا السبب قد أدركت حين قرأت رسالة الأب الرسمي أن بعض أسباب رفض كاتبتها للعودة إلي أحضان أبويها حين سمحت لهما ظروفهما باستردادها من جديها‏,‏ لايرجع فقط إلي اعتيادها الحياة بين جديها منذ نعومة أظافرها‏..‏ ولا فقط إلي استنامتها إلي تدليلهما لها وحنانهما عليها مما قد لايتوافر لها بنفس القدر الزائد في بيت أبويها ووسط اخوتها الآخرين‏,‏ وانما يرجع أيضا إلي رغبة عقلها الباطن في معاقبة أبويها علي تخليهما عنها في طفولتها المبكرة لجديها‏,‏ وهي رغبة قد لاتدركها هي نفسها‏,‏ لكن ذلك لاينفي وجودها ولا تأثيرها الغامض علي موقفها من أبويها بعد أن شبت عن الطوق‏,‏ فنحن نعرف أن العقل الباطن تترسب فيه الخبرات المؤلمة التي يؤلمنا تذكرها‏,‏ ونرغب في نسيانها والتخلص منها‏,‏ وهذه الخبرات قد يخيل إلينا بالفعل أننا قد نسيناها إلي أن نفاجأ بها تطل علينا بأعناقها من جديد وتدفعنا في بعض الأحيان إلي مواقف وسلوكيات لاتتضح لنا نحن أنفسنا دوافعها ومبرراتها المنطقية‏,‏ فإذا استرجعنا بعض ذكرياتها البعيدة وحاولنا الربط بين أجزائها المتناثرة وتحليلها تحليلا منطقيا‏,‏ قد تتكشف لنا بعض الدوافع التي مالت بنا لاتخاذ هذه المواقف غير المبررة لنا أو للآخرين في حينها‏.‏ وفي هذا النطاق قد اعتبر كذلك نفور هذه الفتاة من الاقامة بين أبويها واحساسها بالغربة النفسية بينها وبين اخوتها كما ذكرت في رسالتها نوعا من رد الفعل اللا ارادي لنبذهما المبكر لها في الطفولة بنبذ عاطفي مماثل لهما وهي في سن الشباب‏,‏ وكل ذلك من تداعيات هذه الرغبة الكامنة في عقلها الباطن لمعاقبتهما معنويا علي تلك الجريمة التي لايغتفرها كما قلت طفل لأبويه‏.‏
علي أي حال ياسيدتي فإن الإنسان حين يروي قصة حياته للآخرين كما فعلت في رسالتك هذه فلابد له أن يجد فيها مايسعده أن يتذكره وما يؤلمه أيضا أن يتذكره‏,‏ وأسعد الناس هم من حظوا في حياتهم بطفولة سعيدة هيأتهم للتفاعل مع الحياة علي نحو سليم‏..‏ وأسعد الناس كذلك من يستطيعون أن يقولوا ماقالته الروائية الانجليزية الشهيرة أجاثا كريستي في مقدمة مذكراتها‏:‏ لقد تذكرت ما أردت أن أتذكره وغمست قلمي في مغطس سعيد ليخرج منه بحفنة من الذكريات المحلاة بطعم السكر‏!..‏ بمعني أنها قد تذكرت مايسعدها تذكره ونسيت كل مايؤلمها أن تسترجعه فعسي أن تجعلي من حياة أطفالك كلها ترنيمة جميلة لبهجة الحياة يسعدهم حين يسترجعون ملامحها وهم كبار أن يتذكروا كل تفاصيلها الجميلة فلا يجدون فيها إلاكل مايزيدهم رضا عن أبويهم وحياتهم بين أحضانهما حتي خرجوا إلي الحياة أشخاصا أسوياء فهذا هو أفضل مايقدمه أبوان لأطفالهما‏..‏ وهذا هو أفضل مايقدمه كل أبوين للحياة بوجه عام‏..‏

ايمان حسن غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-18-2009, 09:44 AM
  #6
اوسو
مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
العمر: 38
المشاركات: 128
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

السلام عليكم , بجد بجد ولا اروع انا فى مرة شوفت واحد كان بيشترى الاهرام اول حاجه عملها كان بيدور على مقاله انا مكنتش اعرفه بصراحه ساعتها لكن شغف الرجل ده حرك فضولى ان اشوف مين الكاتب ده بس وطبعا اكتشفت ان ليه حق فى الشغف ده لانه المدرسة اللى ممكن تشوفى فيها فصول لشكسبير وتشيكوف وتشارلز ديكنز وغيرهم ده غير طبعا تدينه يعنى بصراحه تشكيلة ثقافية . وشكرا على الموضوع الهايل وجزاكما الله كل خير وجعلكما زخرا للامة وبس .
اوسو غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2009, 12:27 AM
  #7
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بـريــد الأهــرام

44790‏السنة 133-العدد2009يوليو24‏2 من شعبان 1430 هـالجمعة
سوء الاختيار

أكتب إليك ياسيدي وأنا في قمة ألمي وعذابي‏,‏ وأحتاج حقا إلي نصيحتك ومشورتك‏.‏ فأنا سيدة مطلقة في الخامسة والعشرين من عمري‏,‏ ولي طفل عمره عام وثمانية أشهر‏,‏ نشأت والحمد لله في أسرة ميسورة الحال‏..‏ أب حنون بكل معاني الكلمة‏,‏ وأم متفاهمة‏,‏ ولي أخان وأخت تخرجوا في كليات مرموقة‏,‏ لكن مشكلتي منذ صغري ـ كما كان يقول أصدقائي عني أنني طيبة وأتعامل مع جميع الأشخاص بطبيعتي‏,‏ لا أعرف الزيف ولا الكذب‏.‏ لم أكن أشعر وقتها بأن هذه مشكلة‏,‏ فقد رباني والدي علي هذا وكان يغرس في دائما أن جميع البشر يتمتعون بالطيبة والأخلاق الحميدة‏,‏ وعلي أن أتعامل معهم هكذا‏,‏ فنشأت أحب الحنان والطيبة ولا أشعر بأنهما عيب

وعلي الرغم من حبي للتعامل واللعب مع الأطفال كثيرا لم تكن لي علاقة بأي زميل أو صديق‏.‏ كنت أؤمن بأنني مادمت قد حافظت علي نفسي فسوف يرزقني الله بشخص محترم يكون زوجا لي‏,‏ وتخرجت في إحدي الكليات النظرية ثم تقدم لي أحد الأشخاص كنت أراه شخصا محترما متدينا يصوم السنن باستمرار‏,‏ ويداوم علي تأدية فروضه‏,‏ فتمت خطوبتنا لفترة قصيرة تزوجنا بعدها وأنا أحلم بحياة العائلة‏,‏ وأحلم بالأطفال والزوج واللمة‏,‏ ولكني فوجئت بشخص آخر‏..‏

شخص يحب نفسه أولا وأخيرا مهما قال إنه يحبني‏,‏ فهذا كلام فقط بدون فعل‏,‏ فهو لا يراعي احتياجاتي‏,‏ ولا يتحدث معي‏,‏ ودائم الإهانة لي‏,‏ حتي عندما يهينني أحد من أسرته الذين كنا نسكن معهم لا يتحرك له ساكن‏,‏ لكني مع هذا كنت أحبه وأحب أسرته كأسرتي‏,‏ ولكني لا أعرف ماذا يريدون‏!‏ أقوم بمودتهم لكنهم يطلبون المزيد وأنا لا أتذمر‏,‏ يتدخلون في جميع شئون حياتنا حتي عندما تحدث مشكلة بيني وبينه مثل أي زوجين أجده يحكي لأهله كل شيء‏,‏ ووالده يحكي للجيران

وهكذا حتي أجد كل تفاصيل حياتي مع جيراني‏,‏ حتي عندما تحدث أي مشكلة كبيرة يتدخل فيها الأهل والجيران تخيل أنني أجد زوجي والد طفلي نائما وأنا جالسة في مجلس الرجال أحكي لهم تفاصيل المشكلة وهم يحلونها مع والده‏,‏ بينما هو نائم‏,‏ وكأنني لست زوجته أم طفله‏,‏ لكن كنت أحاول أن أرضيه‏,‏ فهو والد طفلي‏,‏ كنت أدبر كل شيء في المنزل حتي عندما ينتهي المصروف كنت أقترض من والدتي ولا أجعله يقترض حتي تظل رأسه مرفوعة‏.‏

فوجئت به ذات مرة هو وأهله يقررون طردي من المنزل ومعي طفلي بدون سبب ظاهر‏,‏ وأقسم بالله العظيم أننا كنا نائمين بدون أي مشكلات‏,‏ وإذ بي أستيقظ علي إهانة وطرد‏,‏ وقتها عرفت لماذا كان أصدقائي ينتقدونني بسبب معاملتي للأشخاص بحسن نية‏,‏ فللعيش في هذه الدنيا قوانين أخري لا أعرفها ولا أريد أن أعرفها‏,‏ وذهبت لوالدي وفوجئت بوالده يتصل للاتفاق علي تفاصيل الطلاق‏,‏ وفي أول مكالمة قال بالحرف الواحد‏:‏ نحن لا نريد الطفل‏,‏ فابني سوف يتزوج وينجب من هو أحسن منه‏,‏ هذا كلام جد طفلي‏,‏ وكنت في هذه الفترة في ذهول‏,‏ وكنت أنتظر من زوجي أن يتصل وبمجرد أن يعتذر سأسامحه‏,‏ لكن مر الآن عام ونصف عام علي طلاقنا ولم أسمع صوته منذ هذا الوقت‏.‏

سيدي أنا أتألم كل يوم أكثر من مليون مرة في الثانية‏,‏ ليس بسبب الطلاق‏,‏ ولكن كلما أري طفلي أتعذب كثيرا‏,‏ فلم ير الطفل والده منذ عام وأكثر‏,‏ ولم يطلب رؤيته وتزوج وعاش حياته وهذا حقه‏,‏ وأنا أعلم أن الله شاهد علي كل منا وسوف يعوضني خيرا‏,‏ فأنا والحمد لله بشهادة جيراني وكل من حولي حاولت معه الكثير من أجل الحفاظ علي بيتنا‏,‏ لكنه هو وأهله‏(‏ سامحهم الله‏)‏ لم يريدوني‏,‏ لكن طفلي لا ذنب له في سوء اختيارنا لبعضنا بعضا‏,‏ أنا أترجاه لكي يأتي ويري طفله‏,‏ لكن والده يأبي هذا‏,‏ وكأنني كنت متزوجة من والد زوجي‏

أريد لطفلي حياة سوية حتي ولو علي حساب نفسي‏,‏ لا أعلم هل أشتري له حب والده وأتنازل عن نفقته مقابل أن يراه والده كما قال‏,‏ تخيل أن والد طفلي كان يذهب إلي حفلة يوم اليتيم‏,‏ هذا الوالد الذي لم يفكر خلال عام ونصف عام أن يري طفله في أي من العيدين أو عيد ميلاده‏,‏ مهما كان لا يحبني فهذا ليس ذنب طفله وإلا لكنت كرهته أنا أيضا لما مر بي مع والده‏,‏ لكن طفلي هو نور حياتي أحبه أكثر من أي شيء حتي ولو كان والده هو من ظلمني‏,‏ وافتري علي‏,‏ لكنه فلذة كبدي وأريد له كل سعادة وهناء في الدنيا

حتي لو كنت أخطأت فنحن بشر وسوف يحاسبني الله ولا ذنب للطفل في هذا‏,‏ أريد أبا لطفلي‏..‏ أريد لطفلي أن يتربي تربية سوية ويستمتع بكلمة بابا فماذا أفعل؟

*‏ سيدتي‏..‏ وضعت يدك بنفسك علي موطن الأزمة أو المشكلة الأزلية في العلاقات الزوجية التي لا يدفع ثمنها الآباء فقط‏,‏ لكن الثمن الأكبر يدفعه الأبناء‏.‏

سوء الاختيار‏,‏ نعم ياسيدتي لوكان ما جاء في رسالتك صادقا فإنك تكونين قد أسأت الاختيار‏,‏ وارتضيت بشريك حياتك لمجرد إتيانه بمظاهر دينية قد لا تعكس بالضرورة تدينا حقيقيا‏,‏ فالتدين وممارسة الفرائض والسنن لابد أن يعبرعنها سلوك راق وملتزم‏,‏ وهذا يستدعي أسئلة وتتبعا لسلوك العريس وأسرته‏,‏ والأمر نفسه بالنسبة للعريس‏,‏ لكنها العجلة والرغبة في الزواج والفهم القاصر لمعني القسمة والنصيب‏.‏

أخطأ والدك بحسن نية وطيب خلق عندما رباك وغرس فيك أن جميع البشر يتمتعون بالطيبة والأخلاق الحميدة‏,‏ لأن علينا أن نربي أبناءنا علي ما هو قادم من الأيام ونعلمهم كيف يتعاملون مع الطيب والشرير‏,‏ فالحياة لم تكن أبدا لفريق واحد‏,‏ وبما أننا نحياها فلابد أن نؤهل للتعامل مع كل طباع البشر‏,‏ لأن الابن إذا نشأ علي مفاهيم واحدة ثم اصطدم بعكسها فإنه يفقد قدرته علي التدبر والتفكير واختيار أسلوب التعامل الملائم‏.‏

سيدتي‏..‏ منذ بداية زواجك اكتشفت الوجه الآخر لزوجك‏,‏ وإهانات دائمة‏,‏ وعدم تحمل للمسئولية‏,‏ وإقحام أسرته‏,‏ خاصة والده‏,‏ في كل تفاصيل حياتكما‏.‏

أصبحت حياتكما الخاصة علي الهواء مباشرة مع أسرته‏,‏ ومع الجيران‏,‏ وأمام مجالس الحكماء‏,‏ كل هذا وأسرتك غائبة‏,‏ أين والدك ياعزيزتي؟‏!‏ لماذا لم يتدخل أحد منذ البداية؟ ولماذا تعجلتما الإنجاب وعلاقتكما متوترة منذ بداية الزواج‏,‏ ألم يكن الأفضل لكما ولهذا الطفل التأني والتأكد من أن هذه الحياة الزوجية ستستمر قبل أن تظلما من ليس له ذنب؟‏!‏

الكلام ليس لك وحدك ياسيدتي‏,‏ بل تجاوزك‏,‏ لكنه لكل اثنين تزوجا علي عجل واكتشفا أن مستقبلهما الزوجي مهدد‏,‏ لعلهما يرجئان الإنجاب حتي ترسو السفينة علي الشط أو يرحل قائداها كل إلي حيث يريد ويستريح‏.‏

ولأن ما حدث قد حدث‏,‏ فإني أتفق معك تماما في أن الطفل في حاجة إلي والده وجده‏,‏ ومن حقه ألا يعاقب بسبب أخطائكم جميعا‏,‏ لذا فإنني أناشد والده أن يتقي الله المنتقم الجبار‏,‏ فسؤاله واهتمامه بابنه لن يكلفه شيئا‏,‏ وهو مكلف شرعا بالإنفاق عليه‏,‏ فإذا غرته الأيام بشبابه وبقدرته علي الإنجاب‏,‏ فإن يوم الانتقام آت لاريب فيه‏,‏ في يوم قد يحتاج إلي كلمة أو لمسة أوسؤال من ابنه ولا يجده‏.‏

طفلك ياسيدي لم يرتكب ذنبا في حقك‏,‏ تزوج من جديد‏..‏ افعل ما تشاء لكن وفر لابنك حياة طبيعية بالسؤال عنه‏,‏ والإنفاق عليه‏,‏ وهذا لن يكلفك الكثير‏,‏ واسأل نفسك ماذا لو كان والدك‏,‏ الذي يدعمك ويحرضك الآن‏,‏ قد أهملك وتجاهلك ماذا كنت ستشعر تجاهه؟

لا تقل لنفسك‏:‏ عندما يكبر سأحتويه‏,‏ فما نغرسه في نفوس أطفالنا في الصغر من غياب وعلقم هو الشوك الذي يدمينا في الكبر‏,‏ فعد إلي ضميرك والتزم بمعني ومفهوم التدين لا بمظاهره‏,‏ ولا تظلم امرأة وطفلا ولاك الله عليهما وحملك مسئولية لم تكن جديرا بها حتي الآن‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-31-2009, 07:18 AM
  #8
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بـريــد الأهــرام

44797‏السنة 133-العدد2009يوليو31‏9 من شعبان 1430 هـالجمعة
النظرات الحزينة


*‏ أكتب إليك بعد أن ضاقت بي السبل وأعيتني الحيل‏,‏ فأرجو أن تصبر علي حتي انتهي من رسالتي ولاتصدر علي حكما قبل أن تنتهي من قراءة آخر جملة فيها‏,‏ فأنا رجل قاربت الستين‏,‏ من عائلة معروفة بتدينها ولها باع كبير في الدين والتجارة‏,‏ رحلت عني زوجتي الحبيبة بعد حادث سيارة‏,‏ تاركة فراغا فظيعا‏,‏ ولي و‏3‏ أولاد متزوجون الآن جميعهم‏,‏ يشغلون مناصب عليا بحمد الله‏,‏ ولدي من الأحفاد ماشاء الله‏,‏ مما يجعلهم قرة عيني‏,‏ أسعد لحظات حياتي وأنا معهم ألعب مع أحفادي وأنصت لأحاديث أولادي وأنصح أحدهم بنصيحة أو أقوم بحل مشكلة بين ابنتي وأهل زوجها‏,‏ فأنا ياسيدي أقوم بدور الأب والأم معا‏,‏ لكن ياسيدي لي احتياجاتي ولست من النوع الذي يغضب الله‏,‏ فقررت الزواج من أرملة لديها أطفال لكن أولادي كانوا يعاملونها ويعاملون أولادها بمنتهي القسوة‏,‏ وصبرت معي وتحملت الكثير‏,‏ وأولادي لديهم مبررهم فهم لايريدون رؤية أحد مكان والدتهم ـ رحمها الله ـ فكانت منبوذة دائما‏..‏ فلم تصبر وصممت علي الطلاق‏,‏ عشت مرة أخري وحيدا الي ان بدأت أبحث من جديد ولكن علي سيدة بدون أطفال ولا أخفي عليك أمرا‏,

‏ كانت السيدات تتهافت علي‏,‏ الكل يريد إرضائي حتي أتزوجه‏,‏ منهن الأرملة ومنهن المطلقة حتي الآنسات كانت تريد ودي‏.‏

لم أرد أن أتزوج من هي أصغر مني بكثير لأني لا أريد أولادا مرة أخري ولا أكبر مني لأنني أؤمن بأن الرجل لابد وأن يكبر زوجته علي الأقل بخمس سنوات ليكون قواما عليها ولاتتحكم فيه‏,‏ ظللت أبحث الي أن قام أحد معارفي بتعريفي علي سيدة مطلقة لاتنجب‏,‏ ينقصها الشعور بالأمان في زمن قل فيه الأمان‏,‏ تعمل صباحا ومساء‏,‏ ووافقت ولكني لم أصارحها بما يشعر به أولادي تجاه أي امرأة تدخل حياتي وقمت باستئجار شقة تقيم فيها بعيدا عن المدينة التي يسكنها أولادي‏,‏ فعرفوا الأولاد وقاموا بمساعدة شياطين الأنس والجن بتضييق الخناق علي فأصبحت ممنوعا من أصطحابها الي أي مكان توجد فيه العائلة مجتمعة فكانت صابرة وكنت أهون عليها بأن الزمن كفيل بتليين قلوبهم‏,‏ ولكن صبري عليهم زادهم عنادا فكانوا اذا قابلونا بمحض الصدفة في الشارع لايلقون عليها السلام‏,‏ واذا صادف وقامت بالرد علي الهاتف الخاص بي قاموا بإغلاقه في وجهها بغير كلمة فكنت أخجل منها لأنني أنا بين فكي الرحي‏,‏ ناهيك ياسيدي عن المناسبات الدينية التي كانوا يصرون علي احيائها معي فكنت أتركها مستشعرا بتأنيب الضمير‏.‏

لانريد أحدا مكان أمنا كانت هذه جملتهم وشعرت بظلمي لها فخيرتها بين الانفصال عنها أو أن تقبل العيش معي في تلك الظروف‏,‏ فقبلت لأنها لاتستطيع مواجهة المجتمع بلقب المطلقة مرة أخري وكنت واثقا من هذا‏,‏ وسعدت وظننت أن صدري استراح لكن أصبحت نظراتها حزينة مليئة بالانكسار‏,‏ فعند ذهابي لمناسبة أو حفل أدعو فيه كل أقاربي تساعدني في ارتداء ملابسي وترافقني الي الباب مودعة وأكاد أسمع بكاءها وأنا أنزل السلم‏,‏ أما عني فأري كل أقاربي مع زوجاتهم بجانبهم إلا أنا فوحدي أصيبت زوجتي بارتفاع بضغط الدم‏,‏ حاصرها المرض فطلبت مني الانفصال وسرحتها سراحا جميلا ولم أخسر شيئا لأنها لم تشترط شيئا عند زواجي منها‏.‏

باتت بدعواتها التي كانت تدعوها طيلة الليل في فترة زواجي بها تلاحقني أينما ذهبت وتشعرني بالظلم فيما سعد أولادي جدا بطلاقي قائلين الحمد لله عدت لنا يا أبي وتزينت النساء مرة أخري ممن يصغرني ومن يكبرني ولكني أصبحت عازفا عن الزواج لكي لا أظلم أحدا مرة أخري‏,‏ فأنا أخاف الله والمشكلة أن الوحدة تعذبني وأريد زوجة في الحلال زواجا شرعيا لكن شريطة أن تتحمل ظروفي‏,‏ سأوجد لها شقة وأطعمها وكل أسبوع سأقوم بتزيينها والذهاب بها الي السينما‏.‏

ولكن عليها ان تعرف ان المناسبات العائلية والاجتماعية الموجود فيها أولادي محرمة عليها والدعوات والأفراح والأعياد سأقضيها معهم ومع أحفادي ويجب عليها أن تكون أصغر حتي أتوكأ عليها في كبري‏,‏ فمن تري نفسها قادرة علي هذا أرجو أن تكونوا طريقها الي‏.‏

*‏ سيدي‏..‏ صبرت عليك حتي نهاية رسالتك‏,‏ ومع كل سطر يسلمني لآخر كان يزداد غضبي وعتابي لك حتي التبس علي الأمر‏,‏ وشككت أنك تريد دمية أو عروسا إليكترونية لا إنسانة لها حقوق وعليها واجبات‏.‏

تقول ان أسعد لحظات حياتك مع أولادك وأحفادك فلماذا لاتكتفي بمالديك من سعادة‏,‏ خاصة أنك حريص كل الحرص علي الحصول علي كل حقوقك‏,‏ حقوق الأب وحقوق الجد فلماذا تسعي الي مالا تقدر عليه؟‏!‏

ما تطلبه ياسيدي ليس زوجة تشاركك حياتك‏,‏ بحلوها ومرها‏..‏ لتصبح لك سكنا ويكون بينكما مودة ورحمة‏,‏ بل تطلب امرأة تلبي احتياجاتك الذكورية بطريقة شرعية‏,‏ تذهب إليها تقضي وطرك بعد أن تستمتع بكل مالديك من أبناء وأحفاد وعائلة‏,‏ أما هي واحتياجاتها وحقوقها فلايهم‏,‏ طالما يطاردونك مطلقات وأرامل وآنسات‏..‏ ألا تري في سلوكك هذا أنانية وظلما وضعفا‏.‏

نعم ضعف ياسيدي‏,‏ فأنت عاجز عن مواجهة أبنائك المتزوجين بحقك في الزواج بأخري‏..‏ عاجز عن إلزامهم باحترامها‏,‏ فسمحت لهم بإيذاء زوجتك وأبنائها‏,‏ والأغرب أنك تري لهم مبررا‏,‏ فإذا كان الأمر كذلك فلماذا تؤذي وتظلم الآخرين؟ كنت أعتقد ان تربيتك الدينية وعائلتك التي لها باع كبير في الدين‏,‏ سيجعلانك أكثر حرصا علي العدل‏,‏ وأكثر فهما لمعني الزواج‏,‏ الميثاق الغليظ الذي تلاعبت به‏,‏ فطلقت زوجتك بعد أن ظلمتوها جميعكم‏..‏ وبدلا من أن تلتقط أنفاسك‏,‏ وتفتح حوارا عاقلا مع أبنائك لإقناعهم بحقك في الزواج وحقك عليهم في احترام رغبتك واحترام شريكة حياتك‏,‏ خدعت امرأة أخري‏,‏ امرأة وحيدة كل أملها في الحياة هو الإحساس بالأمان الذي قبلت الزواج منك بحثا عنه‏,‏ فماذا فعلت وأنت تتحدث عن القوامة‏,‏ هل كنت قواما عليها؟

لاياسيدي‏,‏ عزلتها في سجن وعرضتها للإهانة تلو الأخري‏,‏ واستمرأت تخاذلك وضعفك أمام أولادك خاصة بعد أن قبلت الاستمرار معك وأنت تعرض عليها الطلاق موقنا أنها سترفضه‏.‏

ماذا فعلت أمام نظراتها الحزينة وانكسارها ومرضها‏,‏ اكتفيت بالشعور بأنك ظالم‏,‏ لكنك لم تسع لرفع الظلم عنها‏,‏ بل طلقتها بدون أي خسائر فهي لم تشترط شيئا عند الزواج‏,‏ طلبت فقط الأمان وهو للأسف آخر شئ تملكه‏.‏

سيدي‏..‏ لقد أدمنت اللعبة‏,‏ وأعتذر لك عن هذا التعبير‏,‏ ولكن ماتفعله في هذا العمر ليس زواجا وإنما عبث بحياة ومشاعر أخريات لم يرتكبن إثما‏,‏ يبحثن عن حلال الله ولكنك بكل أسف تقودهن لأبغضه‏.‏

وللمرة الثانية وبدلا من أن تراجع نفسك وتصحح أخطاءك وتواجه أبناءك تفكر بنفس الطريقة التي ستقود حتما الي الطلاق‏..‏ فالنساء مرة ثالثة يتزين لك‏,‏ فتأتينا بحثا عن عروس جديدة فلماذا لاتختر من تعذبها وتطلقها ممن بين يديك؟

تريد زوجة حبيسة لن تشاركك في أي تفاصيل للحياة‏,‏ ستغيب عن مناسباتك العائلية‏,‏ تختفي في الأعياد والأفراح والمناسبات‏,‏ هي فقط للمتعة‏,‏ متعة سيادتك وتشترط أن تكون صغيرة لتتكئ عليها في كبرك ويكفيها أنك ستسكنها شقة في منطقة نائية‏,‏ وستطعمها ثلاث وجبات وقد تزيد‏.‏ ستزينها وتذهب بها الي السينما مرة في الأسبوع‏,‏ ما هذا الاستعلاء ياسيدي وما كل هذا الفهم الخاطئ للزواج‏.‏

أسف سيدي ليس لدينا ماتطلب ولاننصح أي امرأة بقبول الزواج بمن يفكر بهذا الأسلوب ومن يكرر اخطاءه بنفس الطريقة‏.‏

سيدي‏..‏ لاتتزوج وتفرغ لسعادتك مع أولادك أو أحفادك‏,‏ وان قررت ان تفعلها فليكن بالاتفاق والتفاهم معهم‏,‏ واختر من تناسبك في العمر والثقافة علي أن تكون واثقا من أنك لن تظلمها ولن تغرس الحزن في عينيها أو تصيبها الأمراض قهرا وضعفا‏,‏ فما أقسي أن تجتمع عليك دعوات من ظلمتهن‏,‏ فنحن لانحب لك ولا لنا الظلم‏,‏ أنار الله قلبك وأعادك الي صواب الحق والي اللقاء ـ بإذن الله‏.‏
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-31-2009, 07:21 AM
  #9
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,220
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بـريــد الأهــرام

44797‏السنة 133-العدد2009يوليو31‏9 من شعبان 1430 هـالجمعة
..‏ وبدا حزينا منهكا‏!‏

‏حادث قد يبدو بسيطا ولكنه آلمني بشدة‏,‏ فذات مرة أرسلنا في طلب أنبوبة غاز من بائع يسير بدراجة يحمل عليها مجموعة من الأنابيب ولاحظت انه يسير بتهالك ويبدو عليه الضعف الشديد‏,‏ حتي انني تساءلت كيف يعمل بهذه المهنة وكيف سيحمل الأنبوبة الي الطابق الثالث‏,‏ مما جعلني أهبط اليه من الطابق الثالث لأساعده في حمل الأنبوبة‏,‏ وحينما نزلت سألني عن الطابق الثالث فرأيت امارات الاحباط علي وجهه وبدا حزينا منهكا فحملتها عنه الي الطابق الثالث ثم وجدت نفسي أقوم بتركيبها وكذلك حملت الفارغة ونزلت بها الي موضع الدراجة‏,‏

ثم لاحظت انه يلتقط انفاسه بصعوبة بالغة وبصوت مسموع مما جعلني أسأله هل تعاني من شئ؟ فأخبرني انه مريض بالقلب‏!!!‏ تخيل ياسيدي‏,‏ مريض بالقلب ويعمل بائع أنابيب يصعد أحيانا للطابق الثالث والرابع حاملا أنابيب ممتلئة وفارغة يكاد بعدها يخر مغشيا عليه في كل مرة‏,‏ ومما زادني الما انه حدث ماتوقعت وعلمت انه بعد ذلك مرض وانتابته نوبة قلبية ودخل علي أثرها المستشفي‏,‏ ثم زارني في منزلي طالبا المساعدة‏,‏ حيث تقاعد تماما عن العمل خشية اصابته بنوبة قلبية قاتلة لأن هذه المهنة في غاية الخطورة علي مريض بالقلب‏,‏ ثم ناقشته في سبل الاناق علي أسرته التي علمت منه أنها تتكون منه وزوجته وولد وبنت بالجامعة‏,‏ فاخبرني ان صافي المعاش الذي يعيش به هو وأسرته‏300‏ جنيه لست ادري هل تكفي مواصلات الأبناء الي الجامعة فضلا عن المأكل والمشرب والملبس والأدوية لمريض بالقلب والكهرباء والمياه والإيجار‏..‏

سيدي‏..‏ لقد شعرت ساعتها كم نحن مقصرون في حق الله تعالي وفي شكر نعمه سبحانه علينا‏..‏ واضع أمر هذا المسكين بين ايديكم وايدي القراء الأعزاء عسي ان تتحرك القلوب الرحيمة لمساعدة هذه الأسرة المسكينة وعائلها المريض‏..‏
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2009, 11:49 PM
  #10
ايمان حسن
 الصورة الرمزية ايمان حسن
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
العمر: 38
المشاركات: 1,853
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم
مجموعة لم تنشر من قبل للراحل
عبدالوهاب مطاوع اردت ان اتشاركها معكم
وللعلم الموضوع منقول للافادة
---------------


قدمت أعذارى



صور من حياتهم



أهلاً مع السلامة



هتاف المعذبين



خاتم فى إصبع القلب



سائح فى دنيا الله




كتب منقولة

العصافير الخرساء
افتح قلبك
اندهش يا صديقي
ارجوك لا تفهمني
ازواج و زوجات او صراع الديكه
صديقي ما اعظمك

.......





لجميع عشاق الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع



هذه الإسطوانة (كتاب مسموع) تحتوى على
مقطع فيديو للكاتب الراحل يحكى فيه عن رحلته مع بريد الأهرام
و ايضا
عشرات من مشاكل بريد الأهرام المقروءة و رد الأستاذ عبد الوهاب مطاوع عليها

الأسطوانة على ستة روابط

الجزء الأول
الجزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس

يجب تنزيلهم جميعا ثم وضعهم فى فولدر واحد و فك أول ملف فقط (extract to eshret_omr" و سيتبعه فك كل الأجزاء
ثم يتم نسخ محتوى فولدر (لا الفولدر) على إسطوانة

و الإسطوانة ذاتية التشغيل


ارجو ان ينال الموضوع رضاكم
والشكر لمن بذل الجهد فى رفع هذه الكتب
حتى نستمتع بها
مع تحياتى.

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد فاروق سيد حسنين ; 08-18-2009 الساعة 01:26 AM
ايمان حسن غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 PM