مشاركة: الإدارة الإستراتيجية
الإدارة الإستراتيجية (4)
كتبهاالدكتور أبو مروان ، في 1 فبراير 2009 الساعة: 16:16 م
أهمية الإدارة الاستراتيجية لمنظمات الأعمال :
تحقق المنظمات التي تهتم بإدارة عملياتها وأنشطتها على هدى من الدراسات الاستراتيجية العديد من المزايا والمنافع مما يرتبط بوضوح الرؤيا المستقبلية أمام واضعي الاستراتيجية وتحقيق عنصر المبادأة لتفاعل المنظمة مع بيئتها بجانب إمكانية تحقيق المنظمة للعائد الاجتماعي المرضي وتخصيص مواردها وفق ما يسهم باستغلال الفرص الممكنة والاستفادة من نقاط القوة المتاحة وتجنب المخاطر المحيطة وتحجيم عوامل الضعف الداخلية وفيما يلي نتناول بعض المزايا التي تعود على المنظمات من جراء اهتمامها بالإدارة الاستراتيجية :
1 - وضوح الرؤية المستقبلية واتخاذ القرارات الاستراتيجية :
إن صياغة الاستراتيجية تتطلب قدراً كبيراً من دقة توقع الأحداث مستقبلاً والتنبؤ بمجريات الأحوال مما يمكن من نجاح تطبيقها وبالتالي نمو المنظمة وبقائها ويقدم لنا ” ليونتياديت ” في دراسته عن سياسة التنويع نتائج مقارنة أجراها بأحد الأعمال الأمريكية دليلاً على أهمية اتخاذ القرارات الاستراتيجية حيث قارن بين بعض المنظمات العاملة في مجالات الكمبيوتر ومتاجر التجزئة وأوضح أنه على مدى عشر سنوات أو عشرين سنة نجحت إحدى المنظمتين وكانتا متساويتين في الدعوة في المجتمع في بداية الفترة وفشلت المنظمة الأخرى نتيجة تبني المنظمة الأولى قرارات إستراتيجية أفضل ،
فالمنظمات الناجحة هي تلك التي لها رؤيا صائبة عن الأمور المستقبلية ودقة في توقعاتها وبالتالي تكرس مواردها واهتماماتها بهذه الأمور . أما المنظمات التي فشلت فلا يرجع فشلها إلى عيوب واضحة في حجمها أو مواردها وقدرتها الدعوية ولكن يرجع السبب إلى الافتقار إلى صنع واتخاذ القرار الاستراتيجي .
وهكذا يمكن القول أن الجماعات التي تهتم بوضع إستراتيجيات واضحة لأعمالها قد حققت نجاحاً ملحوظاً في إنتاجيتها الدعوية والبشرية بما يمثل عامل حفذ لغيرها من الجماعات بالاهتمام والعناية ببناء وصياغة الاستراتيجية المناسبة لها .
2 - التفاعل البيئي على المدى البعيد :
لا تستطيع منظمات الأعمال التأثير في ظروف ومتغيرات بيئتها في المدى القصير فلا يمكنها التحكم أو السيطرة على الظروف السياسية أو الاجتماعية السائدة في حين يمكنها ذلك من خلال تفاعلها البيئي على المدى البعيد بناءً على قراراتها الاستراتيجية التي تمكنها من التأثير في بيئتها وليس مجرد الاستجابة السلبية بما يحدث في هذه البيئة ومن ثم يمكن للمنظمة أن تحظى باستغلال الفرص المتاحة وتقلل من أثر المخاطر البيئية والأمنية بما يخدم عناصر القوى الداخلية ويحسن من عوامل الضعف الداخلية .
3 - تحقيق النتائج الاجتماعية والسياسية المرضية : أثبتت بعض الدراسات البحتة أن هناك علاقة إحصائية إيجابية بين النتائج المرجوة للمنظمة ومدى اهتمامها بإدارة استراتيجياتها طويلة المدى وتحريها دقة اتخاذ القرار الاستراتيجي .
4 - تدعيم المركز التنافسي : إن الإدارة الاستراتيجية تقوي مركز المنظمات في ظل الظروف والصراعات الشديدة المحلية أو الدولية التي تواجه التغيرات التكنولوجية المتلاحقة وتساعد المنظمات على الاستفادة من مواردها وثرواتها الفنية والمادية والبشرية نظراً لاتساع سيطرتها الفكرية على أمور العالم .
5 - القدرة على إحداث التغيير : إذ تعتمد إدارة الاستراتيجية على كوادر ذات تحديات ونظريات ثاقبة للمستقبل تحمل معها الرغبة في إحداث التغيير والتصحيح والاكتشاف فالقائمون على وضع وصياغة الاستراتيجية يرون أن التغيير أكثر منه تحدياً ومعوقاً .
6 - تخصيص الموارد والإمكانات بطريقة فعالة : تساعد الإدارة الاستراتيجية على توجيه جهود المنظمة التوجيه الصحيح في المدى البعيد كما تسهم في استخدام مواردها وإمكاناتها بطريقة فعالة بما يمكن من استغلال نواحي القوة والتغلب على نواحي الضعف .
الكفاءة والفعالية وعلاقاتهما بالاستراتيجية :
على الرغم من ارتباط مفهومي الكفاءة والفعالية إلا أن هناك فروقاً هامة بينهما فالمنظمات يمكن أن تكون فعالة ولكنها غير كفء كما يمكن أن تتمتع بقدر كبير من الكفاءة في حين تكون غير فعالة .
تشير الكفاءة إلى : الطريقة الاقتصادية التي يتم بها إنجاز العمليات المتعلقة بالأهداف وعادة ما يعبر عنها من خلال النسبة بين المخرجات / المدخلات .
بينما تشير الفعالية إلى : قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها وحيث يتم الاهتمام برعاية مصالح كافة الأطراف ذات العلاقة بالمنظمة وعادة ما يطلق عليهم مصطلح “Con – dtituencies” بحيث توضع الأهداف الصحيحة والمناسبة لتحقيق وإشباع حاجات كل منهم .
ومن السهل التفرقة بين الكفء والفعال بهذه الطريقة :
الكفء
يعمل الأشياء بطريقة صحيحة .
يحل المشاكل التي تعترض طريقه .
يحافظ على الموارد والأدوات
يتبع النظام والمنهج الموضوع .
يعمل على تقليل التكاليف .
الفعال:
يفكر ويعمل الأشياء الصحيحة .
يبتكر بدائل خلاقة لحل المشاكل .
يستخدم الموارد المتاحة بأقصى مثالية
يحصل على النتائج .
يعمل على زيادة الأرباح .
ولهذا قد يكون التنظيم :
- كفء وفعال
- كفء وغير فعال
- فعال وغير كفء
- غير كفء وغير فعال
وللتوضيح فإنه يمكننا الاستعانة بمثال مبسط على النحو التالي لمؤسسة ما :
إذا فرضنا أن منظمة ما قد خطت لإنتاج وتسويق 100000 وحدة كهدف عام يحقق الإشباع لمختلف الأطراف ، فإننا قد نجد أحد البدائل التالية :
(أ) إنتاج وتسويق 80000 وحدة فقط . وذلك نتيجة لنقص في المواد لم يتح لنا إلا إنتاج وتسويق هذه الكمية . لذلك نجد أن الكفاءة 100% ويمكن الحكم في هذه الحالة بأن النظام كفء ولكنه غير فعال .
(ب) إنتاج وتسويق 100000 وحدة ولكن دون أخذ الفاقد أو الضياع في الحسبان (في رأس المال أو العمل أو المواد الخام ) ، فإن الأداء فعال ولكنه غير كفء .
(ج) إنتاج وتسويق 100000 وحدة بنفس المواصفات والخصائص والجودة ، هنا يمكن للمنظمة أن تحقق الفاعلية والكفاءة .
(د ) إنتاج وتسويق 70000 وحدة فقط ، مع توافر المدخلات الكافية لإنتاج كميات أكبر ، وتحقيق إسراف في استخدام وارتفاع التكاليف عما كان مخططاً لها مما أدى لرفع أسعار البيع للمستهلكين ، هنا ويمكن القول أن هذه المنظمة لم تحقق الكفاءة كما لم تحقق الفاعلية .
ولهذا يبني مفهوم الفاعلية أساساً على فعل الأشياء الصحيحة تلك التي تبنى على أهداف واضحة وموضوعية ، وعادلة ، بينما تشير الكفاءة إلى فعل الأشياء بطريقة صحيحة أي تهتم بالطريقة التي يتم الاستعانة بها لتحقيق الأهداف .
وبناء على ذلك ولتحقيق الفاعلية يجب بناء الأهداف الصحيحة وأن تنفذ هذه الأهداف بطريقة صحيحة ، ولذا فالاستراتيجية الصحيحة تستلزم بالضرورة اختيار وسائل وطرق صحيحة لتحقيقها ومن ثم فإذا حدث خطأ في الطريقة فمن الممكن تداركه وتصحيحه ، أما إذا كان الخطأ في الاستراتيجية فمهما كانت الوسيلة فلن تحقق المنظمة الفعالية ، إذ أن الأخيرة تبني أساساً على الأهداف الواضحة والمرتبطة باحتياجات مجموعة المنتفعين .
وخلاصة ما سبق أن التحديد الواضح والدقيق للاستراتيجية يعد أمراً هاماً ويساعد على التحديد الواضح والصحيح للطريقة ، بما يؤدي في النهاية إلى تحسين فعالية المنظمة