إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2012, 12:43 PM
  #1
يونيتدكوم
مشارك مبتدئ
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 3
افتراضي رحلتى مع نحلتي !!


عالم النحل عالم عجيب!؛ فهو لا يرعى إلا الطيب من الأشجار والورود والأزهار، ويلمسها بحنان، فيمتص رحيقها ويدعها قائمة دون عبث أو تخريب فلا يتركها جرداء كما يفعل الجراد، ولا يعيث فيها فسادًا كما تصنع الزنابير، بل هو يفيدها كما يستفيد منها، فهو يساعد مياسمها على التهيج لتتفتح، وينقل حبوب اللقاح لتثمر.



وينتبذ مكانًا قصيًا ليشيد خلاياه؛ لكي لا يؤذي بها أحدًا، ولا يلدغ كائنًا حيًا، بل إذا رأى بشرًا أو حيوانًا تحاشاه؛ لأنه منشغل بوظيفته التي خلق من أجلها فيعمل بجد ونشاط، فيثابر طول يومه في بناء خليته، وتشييد مدينته، والمحافظة على نسله، فلا تراه متبرمًا من عمل بل يعمل بصمت وحرص.


وقد شبه رسول الله المؤمن بالنحلة التي كل شأنها منافع، فعن أبي رزين رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله : «مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا» («السلسلة الصحيحة»: (355))


هذا التشبيه النبوي يجعلك تبحث في عالم النحل عن إجابة مقنعة (لماذا شبه الرسول المؤمن بالنحلة؟).

1- النحل يعلمك حسن التعامل مع أوامر الله حيث يظهر كيف يتعامل هذا المخلوق مع أوامر الخالق فمنذ أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلى النحل: ﴿وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا﴾ [النحل: 69]. فلن تجد للنحل بيوتًا في غير هذه الأمكنة الثلاث: الجبال؛ الشجر والبيوت، على نفس ترتيب الآية.
أمر من الله؛ أعقبه تنفيذ من النحل، بلا تسويف، ولا تحايل، ولا تباطؤ.


2- النحل يقضي حياته في حركة ونشاط وانتقال من طيب إلى أطيب, ومن أثر نافع إلى أنفع. فمن أجل أن تقوم النحلة بإطعامنا كيلو جرام واحد ومن العسل فهي تقوم بما يقرب 600 ألف إلى 800 ألف طلعة وتقف على مليون زهرة وتقطع ما يزيد عن 10 أضعاف الكرة الأرضية رغم الرياح والأنواء.
وكأن الرسول لما شبه المؤمن الحق بالنحلة أراده أن يتمثل هذا الخلق، وأن يتحلى بثقافة النحل في السمو، وعلو الهمة, والتعامل مع الأمور بجدية, وقوة من يبتغي وجه الله:
فلا فلاح لكل من ينتج إنتاجا ماديا أو معنويا دون أن تسود بينهم ثقافة النحل في النفع والعطاء.


3- ويظهر فيها كيف أن النحل يجيد توظيف الطاقات؛ فالنحل يجيد هذه المهارة، وهذه مهارة لازمة للأمم والأفراد والجماعات، ولا يرقى الإنسان إلا بها:
فمن النحل من يعمل العسل.
وبعضها يعمل الشمع.
وبعضها يسقي الماء.
وبعضها يبني البيوت.
وبعضها يقوم بأعمال النظافة.
وبعضها يقوم بأعمال التكييف والتبريد والتهوية.
وبعضها يقوم بالتلقيح.
وبعضها يقوم الاستكشاف والاستطلاع. كلٌ يعمل وينتج حسب سنه ووظيفته وقدراته وميوله واستعداداته، فمن النحل نتعلم أن من لا يجيد توظيف الطاقات يغرق في العثرات.




4- من طبائع النحل العجيبة: أنه يرفض رفضًا قاطعًا أن يوجد في مملكته عاطل عن العمل، فمن كان كذلك فإنها تنفيه وتقصيه وتبعده عن الخلية؛ لأنه يضيق المكان، ويفني العسل، ويعلم النشيط الكسل.
وهذه مهارة إدارية راقية تجعل من حياتنا الإدارية واقعًا مثاليًا؛ فلو علم كل عامل أن مصيره الإقصاء ما لم بقوم بدوره المطلوب منه، أو لم يحقق دوره حسب خطة المؤسسة العامة التي يعمل فيها؛ لعاد ذلك بمردود إيجابي على الأمة.
ومن المعلوم أن المؤسسات الصناعية العظمى في اليابان وأوروبا وأمريكا ما وصلت إلى ما وصلت إليه من رقي وارتقاء وتقدم إلا بفضل تطبيقها لهذه السياسة الراقية التي يمارسها النحل.




5- النحل يفضل العمل في صمت وهدوء وبعيدا عن أعين الناس، ومما يروى أن آرسطاطاليس صنع بيتًا من زجاج؛ لينظر إلى كيفية ما يصنع النحل؛ فأبت أن تعمل حتى لطخته بالطين من الداخل: لطخته بالطين حتى تنأى بنفسها عن الظهور، وكأنها وعت خطورة الرياء والنفاق وأن حب الظهور يقصم الظهور، وحب الرياسة انتكاسة، وكلها آفات مهلكات.
لطخت بيتها بالطين من الداخل بحثًا عن الإخلاص، وكأنها تدرك قول ابن القيم رحمه الله تعالى: «الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله، ولا مجازيًا سواه».
لطخته وكأنها أرادت أن ترسل لنا من- خلف الطين -رسالة مفادها أن عليكم بالإخلاص في كل أعمالكم وأقوالكم؛ فالإخلاص قارب النجاة من الغرق في بحر النفاق والشرك والرياء.


6- مجموعة الآفات التي تعوق النحل عن العمل تعرقله عن والإنتاج وتشغله عن التميز هي: الظلام، والغيوم، والرياح، والدخان، والماء، والنار.
وكذلك المؤمن لا يهلكه إلا: ظلام الغفلة، وغيوم الشك، ورياح الفتنة، ودخان الحرام، وماء السمعة، ونار الهوى؛ كما قال ابن الأثير.


7- وكذلك هذا الحديث رسالة مفتوحة لمن ولاّه الله أمر المسلمين؛ فليكن كعسوب النحل:

- فهو ليس له حمية يلدغ بها أحد في مملكته.
- ويتصف بالعدل والإنصاف بين أعضاء مملكته.
- ولا يسمح لمتطفل ولا لعدو أن ينتهك حرمة بيتها.
- وملكة النحل ترعى صغارها، وتهتم بهم اهتمامًا لا حدود له.
- والقرار في عالم النحل عملية تحكمها أرقى درجات الشورى والتشاور.

هذه الحشرة التي تتصف بهذه الصفات وتمتلك تلك القدرات وتمتاز بهذا السمو وترنوا لهذا الرقي لجديرة بأن يشبه بها المؤمن الحق القوي؛ كما يريده الله ورسوله.

ولذلك قال : «كل الذباب في النار، إلا النحل!» هذا الكلام النبوي يحمل في طياته بشارة للمسلم الذي تعرف على طبائع هذه الحشرة، وتعلم منها وسلك مسلكها أن يحرم جسده على النار؛ فكما استثنى رسول الله النحل من بين الذباب من دخول النار؛ فالمسلم العامل بهذه الأخلاق السامية والمتخلق بهذه الطبائع العالية، والذي يمارس هذه المهارات يحرم جسده على النار؛ لينعم بصحبة الطيبين من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا. منقول من الصحيفة الصادقة
يونيتدكوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-28-2014, 02:17 PM
  #2
mesalamy
مشارك ماسى
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 392
افتراضي مشاركة: رحلتى مع نحلتي !!

جزاك الله كل خيرا
mesalamy غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 AM