إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2010, 04:22 PM
  #1
وائل مراد
 الصورة الرمزية وائل مراد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصري - أعمل الكويت
المشاركات: 729
افتراضي بأي سعر يتم تقويم أسهم الشركات لأجل الزكاة ؟

جامعة الملك عبدالعزيز
كلية الاقتصاد والإدارة
مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
ندوة حوار الأربعاء بعنوان
بأي سعر يتم تقويم أسهم الشركات لأجل الزكاة ؟
يعرضه: د. عبدالعظيم إصلاحي
باحث بمركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
الأربعاء
25/12/1423هـ
الموافق 26/2/2003م
المستخلص
بأي سعر يتم تقويم أسهم الشركات لأجل الزكاة ؟
تمهيد : إن نظام الأسهم في الشركات بأنواعها وأنماطها أمر مستحدث . والأسهم تمثل حصصاً مالية في شركات مساهمة . وتختلف آراء العلماء في فرض الزكاة على أسهم هذه الشركات . فرق بعضهم بين أسهم الشركات التجارية وأسهم الشركات الصناعية، وتساءل بعضهم : هل تجب الزكاة في العوائد الربحية التي تأتي من الأسهم ، أم تكون بقيمة تلك الأسهم نفسها ؟ هذه المسائل الآن ليست جديدة، ولا وقت لمناقشتها في لقاء اليوم، فنقتصر في كلامنا على موضوع الحوار .
وافتراضـًا للسهولة، يرى الكثير من العلماء أن جميع الأسهم الصالحة للبيع والشراء، بغض النظر عن نوع الشركة، تعامل معاملة عروض التجارة وتفرض زكاتها، لأن ذلك، في رأيي هو مقتضى العدل والسهولة والتيقن .
العنصر الأول : سعر الأسهم أنواع، منها، سعـر السوق (Market price)، والسعر المعروض للسهم عند الإصـدار (Offer price) وسعر التصفية (Breakup value) ويمكن أن نعتبرها القيمة الحقيقية للسهم . فالأولى أن يؤخذ في الاعتبار لأداء الزكاة، ولكن لا يمكن أن يعرفه أحد قبل تصفية الشركة ولا يمكن تأخير الزكاة لحينها، لذلك اتفق العلماء المعاصرون أن يتم تقويم أسهم الشركات بسعر السوق، وهذا هو العنصر الأول في حوارنا .
العنصر الثاني : أخذ سعر السوق في الاعتبار لأجل الزكاة لا بأس به، إذا كان ممثلاً لأعمال الشركة ولقيمتها الحقيقية ، ولكنه يتعرض لتقلبات عنيفة وسريعة، ولا يمثل دائماً القيمة الحقيقية للسهم، فسعر السوق، بالإضافة تطور الشركة وقوة العرض والطلب، يتغير لأسباب متعددة، نذكر بعضها فيما يلي :
1-إعلان ميزانية الحكومة وسياستها الاقتصادية ؛
2-ازدياد الأنشطة المضاربية وانتشار الشائعات الكاذبة ؛
1-تأثير المساهمين الكبار ؛
2-نفوذ وتأثير المؤسسات الاستثمارية الأجنبية والشركات الدولية ؛
3-حدوث كارثة كوقوع الجفاف في البلاد الزراعية ؛
4-الأزمات السياسة كإعلان الحرب في منطقة ، أو ثورة عسكرية ؛
5-اندماج الشركة المتعثرة ضمن شركة كبيرة ؛
6-انهيار وهبوط في بورصة كبيرة في بلد آخر ، وغيرها .
فسعر السوق والقيمة الحقيقية للأسهم لا تتحركان في اتجاه واحد وصحيح، وهذه التقلبات العنيفة في أسعار الأسهم تسر المستثمرين تارة وتحزنهم أخرى . وتكون في صالح مستحقي الزكاة بعض الأحيان وفي غير صالحهم مرة أخرى . وبسبب النتائج السلبية للتقلبات العنيفة في الأسعار اقترح بعض الاقتصاديين ميكانيكية لضبط أسعار الأسهم واستقرارها ، ولكنهم لم يصلوا حتى الآن لاتفاق في هذه المسألة .
العنصر الثالث : إلى أن يوجد حل شامل لهذه المشكلة ، أقترح اتخاذ السعر المتوسط في السوق. ويمكن أن يكون هذا السعر المتوسط لربع سنة أو ثلث سنة ولسنة كاملة . فنجمع أعلى سعر وأدناه في هذه المدة مع السعر الحالي ، ونقسم على 3 ، لنحصل على السعر المتوسط . ويرجى أن يكون السعر المتوسط أقرب للقيمة الحقيقية ، لأن ارتفاع السعر وانخفاضه لا يهم المستثمرين ، لكنهم إذا باعوا الأسهم فعلاً ، اعتبر في حقهم سعر البيع الفعلي .
وينشأ هنا سؤال : هل اتخاذ السعر الأوسط يلائم روح الشريعة الإسلامية وتعاليمها، وهل هناك دليل عليه ؟ الجواب : نعم ، فمثلاً يقول الله سبحانه وتعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ... الآية ) (البقرة 267) . ويحذر النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) المصدق أن يأخذ كرائم أموال الناس (الترمذي باب ما جاء في كراهية أخذ خيار الأموال في الصدقة) .
فبقي بينهما المتوسط ، ويقول ابن الشهاب الزهري رحمه الله "إذا جاء المصدق قسم الشاء أثلاثاً، ثلث خيار ، وثلث أوساط ، وثلث شرار ، وأخذ المصدق من الوسط" .
ويؤيد نظرية المتوسط أيضاً ما جاء في كفارة اليمين في قوله تعالى ( من أوسط ما تطعمون أهليكم ... ) (سورة المائدة آيه 89) .
يقول الإمام القرطبي في تفسيره :
"وهو هنا منـزلة بين المنـزلتين ونصفاً بين الطرفين ، ومنه الحديث : "خير الأمور أوسطها" . عن ابن عباس (رضي الله عنه) كان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه سعة، وكان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه شدة ، فنـزلت (من أوسط ما تطعمون أهليكم) . وهذا يدل على أن الوسـط ماذكرناه وهو ما كان بين شيئين ، (القرطبي الجامع لأحكام القرآن 6/276) .
فثبت من هذه النصوص أنه إذا وجدت أنواع متعددة ومواصفات مختلفة ، فالشريعة تقبل المتوسط فيها . هذا ما يبدو لي ، والله أعلم بالصواب .
يوم الأربعاء 25/12/1423هـ
26/2/2003م د. عبد العظيم إصلاحي
__________________
[]((الناجحون لا يتراجعون والمتراجعون لا ينجحون ))ربي لا تدعني أٌصاب باليأس إذا فشلت ولكن ذكّرني دائماً أن الفشل هو التجربة التي تسبق النجاح . وائــل مـــراد
وائل مراد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 AM