كتبهاالدكتور أبو مروان ، في 27 يناير 2009 الساعة: 16:52 م
تعد دراسات الإدارة الاستراتيجية من الدراسات المتقدمة في مجال إدارة المنظمات إذا تحتاج إلى خلفية متكاملة عن مبادئ الإدارة ووظائفها ، وأسس المنظمات وأنشطتها فبناء الخطة يحتاج إلى فكر متعمق وقدرة على التحليل والتفسير والربط بين العوامل والمتغيرات والمواد والإمكانات فكيف بصياغة الاستراتيجية وتطبيقها ومراجعتها .
إن أهمية هذا الموضوع للقارئ إذا تأمل من حوله متغيرات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والثقافية فما الذي يحدث في اليابان؟ وماذا يدور في أمريكا والدول الغربية؟ وما حكاية النمور الأسيوية الزاحفة نحو التقدم والسيطرة المستقبلية؟
وما علاقة ذلك بالبناء الاستراتيجي الذي أعددناه في بلدنا ومنظمتنا إذا كان هناك بناء استراتيجي قد أُعد ! . وهل حقاً نحن نؤمن بـ “أحييني النهاردة وموتني بكرة ” مع أن بكرة سيأتي وإن كنا غير موجودين فسيكون أولادنا وأحفادنا فماذا سيحدث لو لم نزرع ونغرس لهم؟! . ما الذي يجب أن نتسلح به لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بكل شراستها وقوتها في شتي المجالات ؟ .. إنها دعوة من أجل مستقبل أفضل لشعوبنا العربية والإسلامية
تهدف هذه الدراسة إلى :
تقديم مبادئ وأسس ونماذج الإدارة الاستراتيجية .
تطوير القدرة على الفهم والاستيعاب والاستراتيجي للطالب والممارس في منظمات الأعمال الدعوية والاجتماعية وغيرها .
تحسين قدرات ومهارات البحث المتعلقة بجمع وتحليل وتفسير البيانات والمعلومات البيئية .
تحليل أهم البدائل الاستراتيجية الممكن الاستفادة بها في المجالات العملية لمنظمات الأعمال وكيفية الاستفادة منها ومتابعتها ومراجعتها .
التنمية الفكرية الخاصة بتناول الحالات العملية والمواقف الاستراتيجية بالتحليل والتفسير ومن ثم القدرة على اتخاذ القرارات الحالية والمستقبلية
مفاهيم ومصطلحات أساسية في الإدارة الاستراتيجية
قبل أن تتعمق في قراءاتك ودراساتك العلمية والعملية عن الإدارة الاستراتيجية باعتبارها من الدراسات المتقدمة والمعاصرة في مجال إدارة الأعمال ، نجد أنه من المفضل أن نعرض بعض المفاهيم والمصطلحات الإدارية والاستراتيجية
فكم سمعت أو قرأت أو تداولت حديثاً مع أحد والديك أو إخوانك أو أصدقائك عن الأمور الاستراتيجية في حياتك أو في بعض شئون بلدك أو أسرتك وكم أطلت عليك وسائل الإعلام بأنباء براقة عن التخطيط الاستراتيجي والقرارات الاستراتيجية وضرورة رفع كفاءة الأداء ولابد أنك قد سمعت مسئولاً في أحد المراكز الرئيسية في الدولة وهو يطالب بتحقيق المؤسسات والهيئات للكفاءة والفعالية حتى نصل إلى غاياتنا المأمولة.
وكثيراً ما تتداول مع أحبابك حديثاً شيقاً عن أهدافك وأغراضك وسبل تحقيقها وما هي رسالتك في الحياة ؟ وعن القواعد والمبادئ التي تتمسك بها ،والسياسات والإجراءات التي تسير على هديها وتسترشد بنورها.
وفي حدود ما أتيح لك من موارد وإمكانات تراك وقد سهرت الليالي لإعداد موازناتك وقياس مدى نجاحك بناء على معايير وأسس قد ارتضيتها لمراجعة وتقييم أنشطتك ومهامك.
والآن تعال معي نستعرض أهم المفاهيم والمصطلحات السابقة وغيرها لنتفق معاً على معان واحدة لكل منها.
أصل كلمة استراتيجية :
يُرجع الكُتّاب أصل كلمة استراتيجية إلى الكلمة اليونانية استراتيجوس وتعني : فنون الحرب وإدارة المعارك.
ويُعرف قاموس ويبستر الاستراتيجية على أنها : علم تخطيط وتوجيه العمليات العسكرية.
ويشير قاموس المورد إلى الاستراتيجية على أنها تعني : علم أو فن الحرب أو وضع الخطط وإدارة العمليات الحربية.
وعلى نفس النهج نجد أن قاموس أكسفورد يبين معنى الاستراتيجية : على أساس الفن المستخدم في تعبئة وتحريك المعدات الحربية بما يمكن من السيطرة على الموقف والعدو بصورة شاملة.
استراتيجية الإدارة :
عملية تكييف المنظمة مع بيئتها لتحقيق الغايات التنظيمية وتأكيد بقاء التنظيم والعمل على تنميته وتطويره في المدى البعيد من خلال تدعيم وتعزيز قيمة منتجات المنظمة ومكانتها في المجتمع.
القرارات الاستراتيجية :
يمثل القرار الاستراتيجي الاختيار المفضل لدى متخذ القرار من بين البدائل الاستراتيجية المطروحة وذلك لمواجهة موقف استراتيجي يخص أحد جوانب التنظيم الذي يعمل به ، ومن ثم فهي قرارات رئيسية تتعلق بأداء رسالة المنظمة وغاياتها وأهدافها تجاه الفرص والمخاطر البيئية وهي قرارات طويلة المدى وذات تأثير مهم على المنظمة ، وتتخذ هذه القرارات في أعلى مستويات التنظيم.
القرارات الإدارية :
يتم اتخاذ هذه القرارات لتيسير عمليات الأداء الإداري وذلك ببيان الإجراءات المتعلقة بإنجاز الأعمال والأنشطة وتحديد كيفية تحقيق ذلك وتفيد هذه القرارات في استقرار الهيكل التنظيمي ، وتهتم بتدقيق البيانات والمعلومات فيما بين إدارات وأقسام المنظمة وتنظيم عمليات الاستفادة منها.
القرارات التشغيلية :
تتعلق القرارات التشغيلية بتخصيص الموارد على العمليات الفنية المختلفة بما يسهم في جدولة وتحديد مستوى المخرجات بصورة تفصيلية توضح خصائصها ودرجاتها وعادة ما تكون هذه القرارات لا مركزية وتتخذ في المدى القصير.
التخطيط الاستراتيجي :
يعنى التخطيط بتوقع حال المستقبل والاستعداد لمواجهة متغيرات هذا المستقبل وكلمة المستقبل نسبية الأثر على فهم وإدراك المديرين ولكن الذي لا اختلاف عليه أنه مادام التخطيط استراتيجياً فنجد أن اهتمام المديرين يصبح متزايداً وتعد الفترة الزمنية للتخطيط أكبر وتتسم الموارد والإمكانات المطلوبة بكبر الحجم والقيمة .. وهكذا.
ويبنى التخطيط الاستراتيجي عادة على عدة افتراضات جوهرية لابد من فحصها وتحليلها والتأكد منها ومن أهم هذه الافتراضات ما يلي :
1 - إعادة تنظيم المستوى الذي ستكون عليه المنظمة.
2 - تحليل الجماعات الأخرى التي ستواجهها المنظمة بعد إعادة تنظيمها.
3 - النظرة الشاملة للعوامل المحيطة خلال فترة 3 –5 سنوات قادمة.
4 - تدعيم الاتجاه الدعوي للمنظمة.
5 - تحديد معدلات الأداء المأمول تحقيقها.
6 - بيان وضع المنظمة بين مجموعة المنظمات المثيلة.
7 - مراجعة احتياجات ومتطلبات المتعاملين مع ما تقدمه المنظمة أولاً بأول.
8 - مراجعة مهام وأعمال المنظمة.
9 - أهمية استخدام التكنولوجيا في تقديم أسلوب المنظمة.
نستكمل الدراسة في المشاركات القادمة ان شاء الله
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:
<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >