
مدخل الى التحليل المالي
An Introduction To Financial Analysis ))
حدد المفهوم الحديث للإدارة المالية واجبات، منها التخطيط المالي و الرقابة و الحصول على الأموال و استثمارها . و من المتعارف عليه أن هدف التخطيط المالي هو تعرف الاحتياجات المالية للمؤسسة من حيث النوع و القيمة و التوقيت، و أن هدف الرقابة المالية هو تقييم كفاءة السياسات المالية و مدى ملاءمتها لتحقيق الأهداف و دقة تنفيذها و كذلك المبادرة الى اتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب، كما أن الحصول على الأموال و استثمارها يستلزم اختيار الأنسب من بين المصادر المتاحة و توجيهها الفضل استخدام اقتصادي داخل المؤسسة بما يخدم الهدف النهائي للمؤسسة و المتمثل بتعظيم حقوق الملكية، و من حيث أن القيام بأي من هذه الوظائف، مع ما تتضمنه من خيارات غير محدودة، يتطلب دائما توافر كمية مناسبة من المعلومات لا يمكن الحصول عليها إلا بأجراء تحليل للمعلومات المتاحة في المؤسسة، باستعمال أدوات تحليلية تتناسب و طبيعة الأسئلة المطروحة للإجابة عنها، الأمر الذي اظهر مدى الحاجة الى وظيفة التحليل المالي ز و من المناسب الإشارة هنا الى أن أهمية التحليل المالي لا تقتصر على الإدارة المالية للمؤسسة وحدها، بل أن هذا الموضوع أصبح يعني الى جانب إدارة المؤسسة مالكيها، و دائنيها و موظفيها و غيرهم لما لهذه المجموعات من مصالح يتطلب المحافظة عليها الحصول على أدق ما يمكن من المعلومات عن المؤسسة و أدائه أو مدى سلامة أوضاعها المالية، و هذا لا يمكن الوصول إليه إلا باستعمال أدوات تحليلية من قبل محلل قادر على استعمال المعلومات المتاحة، و تعرف العلاقات التي تربطها، و الأهمية النسبية لكل بند منها، و الاتجاهات التي يتخذها أداؤها.
ويعتبر التحليل المالي بمفهومه الحديث وليدا للظروف التي نشأت في مطلع الثلاثينات من هذا القرن، وهي الفترة التي تميزت بالكساد الكبير الذي ساد الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أدت ظروفه الى الكشف عن بعض عمليات غش وخداع مارستها بعض إدارات الشركات ذات الملكية العامة، الأمر الذي أضر بالمساهمين والمقرضين على حد سواء، وحدا بالمشرع الى التدخل، وفرض نشر المعلومات المالية عن مثل هذه الشركات.وقد أدى نشر هذه المعلومات الى ظهور وظيفة جديدة للإدارة المالية في تلك الفترة، وهي وظيفة التحليل المالي . ومنذ ذلك التاريخ والتحليل المالي يكتسب مزيدا من الأهمية لدى الكثير من مستعمليه، لما يقدمه لهم من معلومات ذات دلالة هامة في معظم الحالات التي يتناولها . وقد كانت البنوك التجارية واحدة من الجهات التي أولت التحليل المالي أهمية خاصة، وذلك بعد أن ثبت لها جدوى هذه الوسيلة كأداة ذات ميزات جيدة، تتقدم مساعدة لا بديل عنها عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار تسليفي من نوعية جيدة .
إطار التحليل المالي (scope Of Financial Analysis):
يتكون التحليل المالي من فرعين هما :
1- التحليل المالي للشركات (المؤسسات) Corporate Financial Analysis
وغاية هذا الفرع هي مساعدة المستثمرين والمديرين والأطراف الأخرى في تقييم قرارات الاستثمار الرأسمالية والتمويل والقرارات الأخرى ذات الأثر المالي في وضع الشركة لان جميع القرارات التي تتخذ داخل المؤسسة لها نوع من الآثار المالية؛ لذا يركز المحللون على تقدير هذه الآثار ووصفها أن لم يستطيعوا تحديدها كميا، ومن المجالات التي يتناولها هذا التحليل :
أ - القرارات الاستثمارية طويلة الأجل ((capital Investment).
ب- هيكل رأس المال (capital Structure).
ج- سياسة توزيع الارباح (dividend Policy).
د- إدارة رأس المال العامل (working Capital Management).
ه - مصادر التمويل طويلة الأجل (long Term Finance).
و- إدارة المطلوبات (liability Management).
ي- التخطيط المالي (financial Planning).
هذا وسيكون ضمن خطتنا في هذا الكتاب تناول جميع وظائف التحليل المالي للشركة، باستثناء القرارات الاستثمارية طويلة الأجل .
2- تحليل الأوراق المالية (securities Analysis):
وغاية هذا النوع من التحليل هي مساعدة المستثمرين ومديري محافظ الأوراق المالية في تقييم البدائل الاستثمارية المتاحة .
مفهوم التحليل المالي :
يعرف التحليل المالي بأنه عبارة عن" عملية معالجة منظمة للبيانات المالية المتاحة عن مؤسسة ما" للحصول على معلومات تستعمل في عملية اتخاذ القرارات وتقييم أداء المؤسسات التجارية والصناعية في الماضي والحاضر، وكذلك في تشخيص أية مشكلة موجودة
(مالية أو تشغيلية)، وتوقع ما سيكون عليه الوضع في المستقبل ويتطلب تحقيق مثل هذه الغاية القيام بعملية جمع وتصحيح للبيانات المالية وتقديمها بشكل مختصر وبما يتناسب وعملية اتخاذ القرار. وتتحقق غاية التحليل المالي من خلال تقييم الأمور التالية :
1- التركيب المالي للمؤسسة (financial Structure)المتمثل في أصول المؤسسة والمصادر التي حصلت منها على الأموال لحيازة هذه الأصول .
2- دورتها التشغيلية (operating Cycle) المتمثلة في المراحل التي يمر بها إنتاج السلعة (أو الخدمة )، وبيعها وتحصيل ثمنها .
3- الاتجاهات (trends) التي يتخذها أداء المؤسسة على مدى سنوات عدة .
4- المرونة (flexibility) التي تتمتع بها المؤسسة للتعامل مع الأحداث غير
المتوقعة، كالانحراف في المبيعات والانحراف في التدفقات النقدية بسبب ظروف خاصة أو عامة .
مما تقدم، نستطيع القول بأن التحليل المالي هو عبارة عن عملية منظمة تهدف الى تعرف مواطن القوة في وضع المؤسسة لتعزيزها، وعلى مواطن الضعف لوضع العلاج اللازم لها، وذلك من خلال القراءة الواعية للقوائم المالية المنشورة، بالإضافة الى الاستعانة بالمعلومات المتاحة وذات العلاقة مثل أسعار الأسهم والمؤشرات الاقتصادية العامة .
والتحليل المالي بسيط في مفهومه النظري لسهولة الإلمام به وفهم آلية عمله من قبل الكثيرين، لكن هناك صعوبة كبيرة في تطبيقه، لكون التطبيق السليم يحتاج الى إلمام كبير بالمحاسبة والاقتصاد والظروف الخاصة المحيطة بالمؤسسة موضوع التحليل و أدارتها وقدرات هذه الإدارة . ومن هذا المنطلق، ننظر الى التحليل المالي على أنه قائم على الحكم النابع من المعرفة والخبرة، أكثر من كونه عملية ميكانيكية مبنية على أسس محددة ويؤيد هذا المنطق الاختلاف في وجهات النظر التي من الممكن أن يخرج بها شخصان قاما بتحليل ميزانية مؤسسة واحدة .
استعمالات التحليل المالي :
يستعمل التحليل المالي لتعرف أداء المؤسسات موضوع التحليل واتخاذ القرارات ذات الصلة بها .هذا ويمكن استعمال التحليل المالي لخدمة أغراض متعددة أهمها :
1- التحليل الائتماني (credit Analysis):
يقوم بهذا التحليل المقرض وذلك بهدف التعرف على الأخطار المتوقع أن يواجهها في علاقته مع المقترض (المدين)، وتقييمها وبناء قراره بخصوص هذه العلاقة استنادا الى نتيجة هذا التقييم . وتقدم أدوات التحليل المالي المختلفة للمحلل، بالإضافة الى الأدوات الأخرى، الإطار الملائم والفعال الذي يمكنه من اتخاذ القرار المناسب، وذلك لما لهذه الأدوات من قدرة في تعرف المخاطر المالية إذا ما جرى التحليل المناسب للقوائم المالية للمقترض وتمت القراءة المناسبة للنتائج المستخرجة من التحليل .
2- التحليل الاستثماري (investment Analysis):
إن من أفضل التطبيقات العملية للتحليل المالي هي تلك المستعملة في مجال تقييم الاستثمار في أسهم الشركات، وأسناد القرض، ولهذا الأمر أهمية بالغة لجمهور المستثمرين من أفراد وشركات ينصب اهتمامهم على سلامة استثماراتهم وكفاية عوائدها. ولا تقتصر قدرة التحليل المالي على تقييم الأسهم والسندات وحسب، بل تمتد هذه القدرة لتشمل تقييم المؤسسات نفسها والكفاءة الإدارية التي تتحلى بها والاستثمارات في مختلف المجالات .
3 - تحليل الاندماج والشراء (merger & Acquisition Analysis):
ينتج عن الاندماج والشراء تكوين وحدة اقتصادية واحدة نتيجة لانضمام وحدتين اقتصاديتين أو أكثر معا، وزوال الشخصية القانونية لكل منهما أو لأحدهما .
وفي حالة رغبة شركة شراء شركة أخرى، تتولى الإدارة المالية للمشتري عملية التقييم، فتقدر القيمة الحالية للشركة المنوي شراؤها، كما تقدر الأداء المستقبلي لها. وفي نفس الوقت تتولى الإدارة المالية للبائع القيام بنفس عملية التحليل لأجل تقييم العرض المقدم والحكم على مدى مناسبته .
4 - تحليل تقييم الأداء (performance Analysis:
تعتبر أدوات التحليل المالي أدوات مثالية لتحقيق هذه الغاية، لما لها من قدرة على تقييم ربحية المؤسسة، وكفاءتها في إدارة موجوداتها، وتوازنها المالي، وسيولتها، والاتجاهات التي تتخذها في النمر، وكذلك مقارنة أدائها بشركات أخرى تعمل في نفس المجال أو في مجالات أخرى . ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من التحليل تهتم به معظم الأطراف التي لها علاقة بالمؤسسة مثل الإدارة، المستثمرين والمقرضين .
5 - التخطيط (planning):
تعتبر عملية التخطيط للمستقبل أمرا ضروريا لكل مؤسسة وذلك بسبب التعقيدات الشديدة التي تشهدها أسواق المنتجات المختلفة من سلع وخدمات . وتتمثل عملية التخطيط بوضع تصور لأداء الشركة المتوقع بالاسترشاد بالأداء السابق لها، وهنا تلعب أدوات التحليل المالي دورا مهما في هذه العملية بشقيها من حيث تقييم الأداء السابق وتقدير الأداء المتوقع .
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله
if you fail to plan you plan to fail
كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم