إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-2009, 03:47 PM
  #1
وليد الجد
 الصورة الرمزية وليد الجد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: مصر / الزقازيق
المشاركات: 496
افتراضي أن تحج فهذه مسألة ليست بإرادتك

أن تحج فهذه مسألة ليست بإرادتك

اتصل بصديقه أبي بكر وهو فرح مسرور ، فقد سجل للحج وتيسرت الأمور وسيسافر مع أخته بعد أيام قليلة ، ويرغب باستعارة بعض الأدوات واللوازم من أبي بكر ، محمد تربطه علاقة وثيقة بأبي بكر ، أسرع أبو بكر بتجهيز المواد وأوصلها بنفسه من عمان إلى الزرقاء في الأردن فصديقه محمد يعز عليه و هو صديق العمر وهذه الرحلة يقصد صاحبه ويطلب منه الدعاء ، ويخدمه المرء بأي شيء يقدر عليه.
وفي اليوم المقرر للرحلة حضر محمد وأخته التي يسافر معها محرما في رحلة الحج مبكرين ،والبشر يعلو تقاسيم وجهه و الفرح باد على محياه، استضاف أبو بكر صديقه محمد في منزله القريب من مسجد الجامعة حيث نقطة التجمع للحافلات ، ريثما يجهز الباص وتكتمل الجوازات ، وفي لحظات الترقب ، مرت الساعات مرورا بطيئا جدا ،ترك خبرا عند رفاق السفر ليتصلوا به حال وصول الحافلة ، وذهب مع 11 صباحا لمنزل أبي بكر وبقي جالسا حتى الخامسة مساء ولم يتصل به أحد ! فذهب يستطلع الأمر ، ويسأل لماذا هذا التأخر ؟ويأتيه الخبر كالصاعقة : جوازات جميع من بالرحلة تصدر بتأشيرة الحج- بما فيهم أخته - ولكنه وحده صديقنا محمد لم تصدر التأشيرة له! جاء الجواز ولكن دون التاشيرة اللازمة للسماح له بالحج! فحزن وتأثر وراجع واستفسر ؟ فالأمور كانت على ما يرام والإجراءات تمت له كما تمت لغيره فلماذا هو؟ ذهب للشركة يستفسر ، فقالوا له : هذا مرتبط بالوزارة ، فيراجع وزارة الأوقاف ؛ فيعيدوه للشركة ، وهكذا ، حتى أخرجت له الوزارة ؛ الكتاب الصدمة ! نعم كتاب من الشركة للوزارة يعتذرون ويرجون ، فاسم صديقنا محمد قد سقط سهوا !! ويريدون عمل استثناء له ؟ ولا مجال فقد أغلقت السفارة الأبواب ، غضب صديقنا واشتاط غضبا ، ولكن ما نفع الغضب الآن ،ولام على الشركة ، وما نفع اللوم ؟ وصديقه ابو بكر يهدئ من روعه ويقول له : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
الرحلة التي كان ينتظرها محمد منذ سنين ، رحلة العمر ، وهو محرم أخته ، وهو قاصد بيت الله الحرام ، وقد ودّع الجميع ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، رددها محمد والألم يعتصر قلبه ، جرى هذا كله في مكتب وزارة الأوقاف وأحد الأشخاص يحضر هذا كله ، ويعرض المساعدة ، حيث يمكن له مراجعة السفارة ، ويطلب الأوراق ، ويقول لصديقنا أبي بكر ، الذي لم يكن يفكر في رحلة الحج نهائيا ، وإذا أردت انت أقدم جوازك ؟ يتفاجئ ابو بكر ويركض مسرعا لمنزله يحضر جوازه ، ويلحق بالرجل على مبنى القنصلية السعودية ، ويقدم الأوراق ، وفي اليوم التالي يخرج جواز السفر وعليه تأشيرة الحج ، ولكن جواز من يا ترى ؟ إنه جواز أبي بكر ، وأما الجواز الآخر: جواز محمد الذي سقط سهوا بالمرة الماضية ؛ فيعتذر له ؟! لامجال لمنحك التاشيرة ، دون إبداء الأسباب.
يأخذ أبو بكر الجواز ومعه تصريح بالسفر بسيارته الخاصة ، وهو لم يرتب ولم يخطط بل ولم يقرر الحج أصلا ، ومن خطط ورتب ونوى وقرر يسقط اسمه سهوا ، ويقدر الله تعالى أن يحصل على تعويض مالي من الشركة ويحج بالعام الآخر ، هذا أمر بقدر الله تعالى ليس بإرداته ولا إرادة أبي بكر ولا إرداتي أنا ولا إرادتك أنت.
يقول أبو بكر : لقد يسر الله تعالى لي هذه الرحلة ، و تنقلت بسيارتي أثناء مناسك الحج ، وكان حجا ميسرا بطريقة غير عادية ، وسبحان الله تعالى ، نعم أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
هذه قصة واقعية
__________________
وليـــد الجــــد
محاسب قانوني
وليد الجد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM