بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشكر و الشاكرين
1- أمر الله تعالى عباده بشكره والاعتراف بفضله،
قال سبحانه
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
[البقرة:152].
وقال سبحانه
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
[لقمان:14].
2 - وأخبر سبحانه أنه لا يعذب الشاكرين من عباده
فقال سبحانه
مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147].
3 - وبيّن سبحانه أن الشاكرين هم المخصومون بفضله ومنته عليهم من بين عباده
فقال سبحانه
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ
[الأنعام:53].
4 - وقسّم الله الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله قال تعالى
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
[الإنسان:3]
وقال سبحانه
إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
[الزمر:7].
5 - وأخبر سبحانه أن حفظ النعم واستمرارها وعدم زوالها وزيادتها مقرون بالشكر
فقال عز وجل
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم:7]
أين الشاكرين للنعم ؟
أين الحافظون للذمم ؟
أين أهل الفضل والكرم ؟
6 - وبيّن الله سبحانه أن الشاكرين قليلٌ من عباده، وأن أكثر الناس على خلاف هذه الصفة،
قال سبحانه
وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
[سبأ:13].
7 - وأطلق سبحانه جزاء الشاكرين إطلاقاً، وجعله عليه سبحانه
فقال عز وجل
وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
[آل عمران:145]
وقال سبحانه
وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
[آل عمران:144].
8 - وأخبر سبحانه أن الشاكرين هم أهل عبادته، وأن من لم يشكره لا يكون من أهل عبادته،
فقال سبحانه
وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
[البقرة:172].
9 - وأخبر سبحانه أن رضاه في شكره
فقال تعالى
وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
[الزمر:7].
10 - وبيّن سبحانه أن الشكر هو أفضل الخصال وأعلاها، ولذلك أثنى به على خليله إبراهيم وجعله غاية صفاته،
فقال تعالى
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ..
[النحل:121،120].
حقيقة الشكر
أخي المسلم
الشكر من أعلى المنازل وأرقى المقامات، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان؛ نصف شكر ونصف صبر. والشكر مبني على خمس قواعد :
الأولى :خضوع الشاكر للمشكور.
الثانية :حبّه له.
الثالثة : اعترافه بنعمته .
الرابعة : ثناؤه عليه بها .
الخامسة : ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم .
فالشكر إذن هو : الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، و إضافة النعم إلى موليها، والثناء على المنعم بذكر إنعامه، وعكوف القلب على محبته، والجوارح على طاعته، وجريان اللسان بذكره .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته