والحمد لله خالق الارض على ماء جمد ورافع السماء بغير عمد وبانى الجبال بغير عون ولا سند وخالق الانس و الجن ورازقهم بغير مدد من أحد ومتحكم فى الامر كله بغير الرجوع لأحد سبحانه سبحانه...فرد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و الصلاة والسلام على الصادق الامين سيد الاولين والاخرين وخاتم الانبياء و المرسلين قائد المجاهدين المنصورين باذن رب العالمين وهازم المشركين والكافرين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد...
اخوانى واخواتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم بالضروره انه لايوجد عبد من عباد الله له الحق ان يفرض عباده معينه ويربطها بزمان او مكان معين فكل العبادات اخذناها اما من القرآن و هو كلام الله او من الاحاديث الصحيحه المرويه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولكننا نتفق على ان نقوم ليلة ما مثلا او نصوم يوم ما من تلقاء انفسنا دون الاستناد الى دليل قوى وحجة دامغه فقد وقعنا فى بدع اعازنا الله واياكم منها فمناسبة كلامى اننا فى شهر الله المحرم شهر رجب ففى هذا الشهر يتردد على لسان الكثير من اخوننا سواء فى مجالسهم او على المنتدايات من اتفاقهم على قيام الليله الفلانيه او صيام نهار اليوم الفلانى من رجب وليس هذا فقط بل يدعوا الاخرين الى مثل ذلك وتنتشر احاديث فى هذا
فتعالو مع اخوانى واخواتى نفتش فى السنه وفى اقوال اهل العلم هل هذا يجوز ام لا وايضا نبحث فى احاديث فضل رجب هل هى صحيحه يؤخذ بها ام انها ضعيفه وترد ولا يؤخذ بها فاالله اسأل ان يوفقنا الى كل ما يحب ويرضى
أولا رأى اهل العلم فى فضائل شهر رجب:
1) الحافظ ابن حجر رحمه الله:-
قال لم يرد فى فضل شهر رجب ولا فى صيامه ولا فى صيام شىء منه ولا فى قيام ليله مخصوصه فيه حديث صحيح يصلح للحجه ةقد سبقنى الى الجزم بذلك الامام ابو اسماعيل الهروى الحافظ رويناه عنه باسناد صحيح وكذلك رويناه عن غيره
وقال ايضا:وأما الاحاديث الوارده فى فضل شهر رجب أو فى فضل صيامه أو صيام شىء منه فهى على قسمين ضعيفه وموضوعه.
(انظر كتاب تبيين العجب فيما ورد فى فضل رجب للحافظ ابن حجر ص6 و ص8)و(كتاب السنن و المبتدعات للشقيرى ص 125)
2) ابن رجب رحمه الله:-
قال لم يصح فى شهر رجب صلاه مخصوصه تختص به والاحاديث المرويه فى فضل صلاة الرغائب فى اول ليلة جمعه من شهر رجب كذب وباطل و لاتصح وهذه الصلاه هى بدعه عند جمهور العلماء,وممن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ ابو اسماعيل الانصارى و ابو بكر السمعانى و ابو الفضل ابن ناصر و ابو الفرج ابن الجوزى ولم يصح فى فضل صوم رجب بخصوصه شىء عن النبى صلى الله عليه وسلم.
(كتاب اللطائف 1/194)
3) الامام ابو العباس ابن تيميه رحمه الله:-
قال وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفه بل موضوعه لا يعتمد أهل العلم على شىء منها وليست من الضعيف الذى يروى فى الفضائل بل عامتها من الموضوعات المكذوبات.
4) الامام ابن القيم رحمه الله:-
قال وكل حديث فى ذكر صوم رجب و صلاة بعض الليالى فيه فهو كذب مفترى
(كتاب المنار المنيف 96)
1/ حديث ( اللهم بارك لنل فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان )
قال عنه الهيثمى رواه البزار وفيه زائده بن أبى الرقاد قال البخارى منكر الحديث وجهله جماعه
(كتاب مجمع الزوائد للهيثمى 2/165 طبعة دار الريان 1407 هجرى)
وضعفه النووى كما فى الاذكار و الذهبى فى الميزان
2/ حديث (فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام )
قال بن حجر انه موضوع.
(كتاب كشف الخفاء للعجلونى مؤسسة الرساله 1405 هجرى) و( كتاب المصنوع لعلى بن سلطان القارى مكتبة الرشد 1404 هجرى)
3/ حديث ( رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى )
فقد جاء من حديث ابى سعيد الخدرى و أنس بن مالك فأما حديث ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه فأخرجه ابن الجوزى فى الموضوعات وابن عراق فى التنزيه من طريق محمد بن حسن النقاش حدثنا احمد بن العباس الطبرى حدثنا الكسائى حدثنا.... الى ان انتهى عند ابى سعيد الخدرى وذكر الحديث قال ابن الجوزى (هذا حديث موضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم والكسائى لا يعرف والنقاش متهم)
قال ابن حجر (وله سند مركب والعهده فى هذا الاسناد على النقاش والنقاش هذا هو مؤلف كتاب "شفاء الصدور" وقد ملاء أكثره بالكذب و الزور.قال الخطيب الحافظ ابو بكر بن ثابت البغدادى فى تاريخه(2/602) (بل هو شقاء الصدور ثم ذكر كلام الناس فى النقاش واتهامهم له بالوضع وقال ان احاديثه مناكير )
وقال طلحه بن محمد بن جعفر الحافظ ( كان النقاش يكذب فى الحديث )
وقال البرقانى (كل احاديثه منكر و الكسائى هذا غير معروف.
4/ حديث على رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (ان شهر رجب شهر عظيم من صام فيه يوما كتب الله به صوم ألف سنه )
الحديث أخرجه ابن الجوزى فى الموضوعات( 2/578) وابن شاهين فى الترغيب و الترهيب
قال ابن الجوزى (هذا حديث لا يصح على النبى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مسلسل بالمجاهيل الضعفاء و المتروكين فمنهم اسحاق بن ابراهيم الختلى ضعيف الحديث "الميزان(1/180)" وعلى بن يزيد الصدائى قال عنه الذهبى تألف وهارون بن عنتره قال عنه ابن حبان منكر الحديث جدا يروى المناكير الكثيره قال السيوطى فى اللآلى لا يصح وهارون بن عنتره يروى المناكير.
5/ حديث (ان فى الجنه نهرا يقال له رجب من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر)
أخرجه البيهقى فى شعب الايمان وابن شاهين فى الترغيب و الترهيب و ابن الجوزى فى العلل المتناهيه (2/555) و الذهبى فى الميزان(4/189) من طريق منصور بن يزيد الاسدى عن موسى بن عمران عن أنس بن مالك رضى الله عنه
قال ابن الجوزى(لا يصح وفيه مجاهيل لا ندرى من هم)
قال الذهبى (ومنصور لا يعرف و الخبر باطل ) وقد أورده الالبانى رحمه الله فى السلسله الضعيفه رقم (1898) وقال (حديث باطل).
6/حديث (من صام ثلاثة أيام من شهر حرام كتب الله عبادة تسعمائه سنه)
أخرجه الطبرانى فى المعجم الاوسط(1789) والبيهقى فى فضائل الاوقات(308) وابن عساكر فى تاريخه(19/116)وابن الجوزى فى العلل المتناهيه(2/554)من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه بلفظ" من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعه والسبت كتب له عبادة تسعمائة عام" وعند الطبرانى بلفظ" عبادة سنتين"
وفى اسناده مسلمه بن راشد قال ابو حاتم( مضطرب الحديث) وقال الازدى لا يحتج به وأورده الالبانى فى الضعيفه (4611).
7/حديث (لا تغفلو عن أول جمعه من رجب فانها ليله تسميه الملائكه الرغائب الى اخر الحديث )
هذا حديث مكذوب
قال العجلونى رحمه الله (من الاحاديث الموضوعه ما جاء فى فضيلة أول ليلة جمعه من رجب الصلاه الموضوعه فيه التى تسمى صلاة الرغائب لم تثبت فى السنه ولا ثم ائمة الحديث
( انظر كتاب كشف الخفاء للعجلونى "2/13" طبعة مؤسسة الرساله 1405 هجرى)
(كتاب فيض القدير للمناوى "4/162" طبعة المكتبه التجاريه الكبرى 1356 هجرى)
8/ حديث (من صلى بعد المغرب أول ليله من رجب عشرين ركعه جاز على الصراط بلا نجاسه)
قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبى بكر الدمشقى (كل حديث فى ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالى فيه فهو كذب مفترى كحديث ...و ذكر الحديث
(كتاب المنار المنيف 1/96 طبعة مكتبة المطبوعات الاسلاميه 1403 هجرى)
ثالثا بعض البدع التى يقع فيها الناس فى رجب ويحسبوها من الشرع وهى ليست من الشرع:-
1 / تخصيص رجب بصيامه او بصيام شىء منه او تخصيص صلاه له مثل صلاة الرغائب.
2 / الاعتمار فى رجب خصوصا من دون الشهور واعتقاد ان العمره فيه لهل مزيه دون غيره من الشهور فهذا مردود على صاحبه.
3 / اعتقاد الكثير من الناس ان ليلة الاسراء والمعراج كانت فى السابع و العشرون من رجب فيصومون نهارها ويقومون ليلها وهذا فه خاطىء لانه لايوجد دليل على ان هذه الليله هى ليلة الاسراء ولم يثبت حتى من جهة التاريخ فالمؤرخون مختلفون فى وقت الاسراء و المعراج .
وأخيرا اخوتى واخواتى فى الله
وبعد ان عرضنا رأى اهل العلم من رجال الحديث ورجال الجرح و التعديل فى الاحاديث المرويه فى فضائل رجب وايضا قول اهل العلم فى فضائل رجب من صوم وصلاه وقيام أرى ان الصوره قد اكتملت والقضيه قد حسمت فأترك لكم الان الحكم
مع اننا ليس لنا ان نتكلم بعد هؤلاء الرجال الثقات رحمهم الله جميعا وحفظ علمائنا وشيوخنا الان واطال الله فى اعمارهم ونفعنا بعلمهم
وأخيرا أختم بهذ الحديث من حديث العرباض بن ساريه رحمه الله قال
(صلى بنا النبى صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظه بليغه ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فماذا تعهد الينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع و الطاعه وان كان عبدا حبشيا فانه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله)
رواه الترمذى فى كتاب العلم باب ما جاء فى الاخذ بالسنه و ابو داود فى كتاب السنه باب فى لزوم السنه والامام احمد واللفظ له وهو حديث صحيح
اللهم ان بدلوا عبادك أوغيروا أو أنكروا أو استهانوا بسنة نبيك فاقبضنا اليك غير مبدلين ولا منكرين ولا مستهينين و لامفتونين ولا ضالين ولا مضلين امين امين امين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهوامش
1) موقع المختار الاسلامى ----- فضائل رجب وشعبان فى الميزان
2) موقع الاسلام اليوم ------- الفتاوى و الدراسات ----- أحاديث رجبيه غير صحيحه
المفتى الشيخ /محمد بن ناصر السلمى
القاضى فى وزارة العدل فى السعوديه
3) موقع صيد الفوائد _ أحاديث رجبيه غير صحيحه منتشره فى المنتدايات---- عباس رحيم
أخي الحبيب ، أختي الغالية
تنتشر في كثير من البلدان العربية والاسلامية اعتقادات خاطئة تتعلق بفضل شهر رجب
وهي اعتقادات ليس لها في الشرع اصل .
شهر رجب يتميز بفضل وحيد ، وهو انه من الاشهر الحرم ولكن لم يرد في السنة النبوية
ولا عن الصحابة و لا عن التابعين اي احاديث تخص هذا الشهر بفضل معين أو بفعل
عبادات مخصوصة فيه.
صيام أيام مخصصة في رجب : 26 و 27 رجب وغيرها ليس لهذا الصيام اصل في الشرع.
ولا يجوز تخصيص صيام ايام معينة في شهر رجب اعتقادا بخصوصية هذا الشهر .
اما من تعود مثلا صيام ايام معينة من كل شهر، فان صيام هذه الايام في رجب وغيره لا حرج
فيه ولكن كما ذكرنا لا يجوز الصيام في رجب اعتقادا ان في ذلك اجرا عظيما وثوابا اكبر.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن أصحابه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم
على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات
المكذوبات.
وقد صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في شهر
رجب ، ويقول : لا تشبهوه بشهر رمضان.
صلاة مخصوصة في رجب
تنتشر ايضا في كثير من البلدان صلاة اسمها " صلاة الرغائب " ، وتؤدى خاصة في رجب
وهذا ايضا عمل باطل من اساسه .
فليس هنالك صلاة اصلا اسمها "صلاة الرغائب" ، والاحاديث التي وردت عنها احاديث
باطلة موضوعة مكذوبة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
الاحتفال بالاسراء والمعراج
لم يثبت في اي حديث او رواية سواء عن الصحابة او السلف الصالح ما يحدد تاريخ
حدوث ليلة الاسراء والمعراج باليوم الذي يتداوله الناس .
فكيف يقال عن تاريخ يوم معين انه هو ليلة حدوث الاسراء والمعراج ؟
ولم يثبت ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم او الصحابة اوغيرهم انه قد تم الاحتفال
او الاحتفاء او اعطاء هذه الواقعة صفة معينة للاحتفال بها .
فهذا ايضا من البدع الكثيرة التي انتشرت في رجب.
العمرة في رجب
ايضا اداء العمرة في رجب خاصه ، اعتقادا ان في ذلك اجرا عظيما وثوابا افضل
ليس له اي اساس في الشرع .
ولقد ادى رسول الله عليه الصلاة والسلام اربع عمرات طيلة حياته الشريفة ، ولم تكن
اي واحدة منها في رجب.
لهذا اقتضى التنبيه. نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة . اللهم امين
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:
<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >