
قيادة الذات
القيادة مأخوذة من القياد وهو الحبل الذي يشد على الدابة فتخضع به وتنقاد وهو فى العصر الحالي مقود السيارة الذي يمسكه قائدها كيف يشاء.
والسائق المتهور هو الذي يسرع فى قيادته بطريقة غير متأنية ولا يراعى فى ذلك قواعد المرور ويتجاوز الإشارات الحمراء وربما يصطدم بسيارته هنا وهناك .
ونحن فى هذه المحاضرة لا تهمنا قيادة السيارة ولا قيادة الدابة فهناك دابة من نوع آخر قد أهملت وتركت لتسرع فى جوانب هذه المعمورة أنها الأولى بان تساق والاحرى بان يكبح جماحها وتقاد لتنقاد.
إنها الذات أنفسنا التي بين جنبينا وهى التي سوف نمتطيها فى هذه الأمسية ونأخذ قيادتها.
كثير من الناس يسيرون فى هذه الحياة كريشة جرفتها الرياح وذهب بها كل مذهب ربما يكون ذلك بدافع حبهم الشديد لأنفسهم فحسبوا أنهم بذلك يحققون لها آمالها ويصلون بها الى مبتغاها ويحققون لها بذلك غاية المتعة والسعادة
ويتفاوت الناس فى قيادتهم لتلك النفس البشرية لاختلاف نظرتهم للحياة فمنهم من أمسك بالمقود ومنهم من تركه ظانا أنها آلة ذكية سهلة القيادة وليست بحاجة الى قائد فجمحت بهم وانحرفت عن الطريق ومنهم من توقف دابته على قارعة الطريق وصدتها العقبات والحفر
الهدف الرئيسى:
سنطرح فى هذه الأمسية مجموعة نقاط وتساؤلات مهمة ثم نقوم بتحليلها و الإجابة عليها حتى نتمن من الحصول على رخصة القيادة فى نهاية البحث باذن الله .
أهمية وفوائد قيادة الذات :
1- الوصول الى السعادة الحقة
2- التحفيز على الإنتاجية الانجاز
3- قيادة الآخرين الى بر الامان
مؤهلات الحصول على رخصة القيادة :
يظل المرء مقودا وتابعا ومحاكا فى كثير من أمور الشخصية وقد لا يملك لنفسه الخيار فى كثير من الأمور فوالداه يتوليان غالب شؤونه حتى يصل الى سن البلوغ عندئذ يكون مؤهلا لكي يقود نفسه بنفسه ويجب أن يريبه والداه ومعلموه على القيادة الذاتية ويهيا لها منذ الصغر بمسؤوليات صغيرة تتناسب وحداثة سنة حتى يتعلم الاستقلالية ويجيد القيادة مبكرا .
أصول وقوانين القيادة:
قبل الشروع فى عملية القيادة يجب أن تتعرف على هذه الآلة وتتفحص أجزاءها ومكوناتها فقائد السيارة لا يستطيع أن يقودها بمهارة إلا إذا تعرف أجزاءها ( الكوابح والبنزين وجميع الازرة والمشغلات والبطارية )ولا يمكن إصلاحها إلا إذا تعرف على كل جزء من أجزاءها . كذلك النفس
مكونات الإنسان :
جسد : وهى جميع الأجهزة العضوية وهى تحتوى الروح
روح : تحتوى على أوامر تشغيل الأجهزة اللا إرادية وهو برنامج يسكن القلب والفؤاد
الفطرة :يولد كل إنسان مزودا بها وهى التوحيد الذي هو أساس هدف الخليقة ((كل مولود يولد على الفطرة ))
مع دخول الروح فى الجسد وسريانها فيه تتم عملية تنفيذ الأوامر فتتحرك جميع الخلايا للأوامر
وكما أن جهاز تشغيل السيارة تتأثر برداءة الزيوت والشحوم فى كفاءتها وأداؤها
يتأثر الذات بالمعلومات والقيم الرديئة حسب مصادر الإمداد ..
خارطة الحياة ((يجب تحديد الطريق قبل بدئ القيادة ))
إذا أردت الخروج من بيتك الى سوق معين أو بيت فترسم اقصر الطرق فى ذهنك للوصول إليها
كذلك الأمر بالنسبة الى حياتك فأنت مسافر فى هذه الحياة ومرتحل عن هذه الدنيا فلابد من رسم خارطة الحياة بطريقة شمولية وتحديد المكان الذي تريد التوجه إليه ومن ثم تحديد اقصر الطرق الموصلة .ومن بعده نسير الى الطريق تنفيذيا .
قد تتصل إليك اى صديقة وتقول لك هل أنت مشغولة فى تحقيق هدفك او تجتمعى معنا الان فى مطعم ؟؟ إذا وافقت إذااا أنت تحققي أهداف الآخرين
لأنك لم تحددى هدف واضح ومهم فى حياتك لكى تسيرى إليها دون الاكتراث لتحقيق رغبات الآخرين .
أو أن لديك عدة أهداف ولم تحددى الأولوية فى تحقيقها فترجعى للبيت ولا تدرين ماذا حققتى وماذا ينبغي أن تحققين؟
يجب استيعاب إن الحياة الدنيا الى زوال ولابد من رسم صورة متكاملة عن الحياة الحقة
فلابد الأخذ فى الحسبان إن حياة الإنسان التي يعيشها الان ما هي إلا مرحلة فى طريق الحياة الطويلة وهى الحياة الأبدية.
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله
if you fail to plan you plan to fail
كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم