
مشاركة: التقييم ودمجه في تخطيط المشاريع *
لماذا نقوم بعملية التقييم ؟
قد يأتي إلى الذهن أكثر من جواب على هذا السؤال, وتتلخص هذه الأجوبة, على سبيل المثال لا الحصر, في الرسم التوضيحي رقم 1 ومن خلال هذه الأجوبة المختلفة تستخلص الأسباب الأساسية التي تبرر بل تجعل القيام بعملية التقييم ضرورة حتمية, موجز هذه الأسباب كما يلي:
قياس التقدم المسجل لتحقيق هذا المشروع.
التعرف على مدى نجاعة الجهود المبذولة.
مقارنة المصاريف بالإنجازات.
جمع معلومات جديدة (لاستعمالها في البرمجة والتخطيط).
التعرف على نقاط الضعف والقوة في العمل والتخطيط.
عل غيرنا يستفيد من خبرتنا.
وخلاصة الأمر أننا نقوم بتقييم من أجل دراسة وتحليل الآتي:
النشاطات التي تقوم بها الجمعية ضمن مشروع معين.
الموارد البشرية والمادية التي تستعمل كمدخلات من المشروع.
المعلومات والحقائق والأرقام التي تهم هذا النشاط المراد تقييمه, وإضافة إلى المبررات السابقة الذكر, قد كون هناك ضرورة للقيام بهذه العملية في حالات أخرى, كأن يكون التقييم بناءاً على طلب من الجهة الممولة للمشروع, أو إحدى الوزارات المتخصصة أو التي لها سلطة الإشراف أو تمكينا لباحث يرغب في تجربة وسائل أو طرق جديدة ميدانياً, أو قياس أثر إدخال بعض العناصر الجديدة على المشروع محل التنفيذ.
وقد يحدث أن لا نعرف مسبقاً لماذا نقيم نتيجة لغموض هدف التقييم لدى مخططي المشروع والقائمين بتنفيذه.. وسوف نرى الفقرات اللاحقة مدى تأثير ذلك على استعمال نتائج التقييم ونجاعتها ودمجها في حلقة التخطيط والبرمجة للمشاريع.
وبعد أن حاولنا الإجابة على سؤال " لماذا نقيّم "؟ سوف تساعدنا هذه الإجابة على التساؤل الذي يليهتلقائياً وهو ما هو التقييم؟
التعريف بالتقييم
1. تعريف المصطلح: تقييم أو تقويم؟
هناك خلاف بين المهتمين بهذا المجال حول المصطلح الصحيح استعماله للتعبير على هذه العملية التي تهتم بقياس نشاط معين حسب معايير معينة.
فهناك من يسمي هذه العملية بالتقييم رجوعاً على المعرفة قيمة الشيء حسب معيار تقاس به هذه القيمة, أما كلمة التقويم فهي تحتوي على معنى أوسع حيث تشمل عنصر الإصلاح وإدخال ما هو مناسب حسب حكم الملاحظ أو المهتم بالعملية وذلك لتغيير الحالة التي يوجد عليها الشيء (أو الموضوع) إلى حالة تعتبر أحسن من سابقتها.
2. ما هو التقويم؟
وأياً كان المصطلح فهناك عدة تعاريف لعملية التقييم. وقد يتبلور مفهوم هذه العملية بكيفية شاملة إذا ما أخذت كل هذه التعاريف بعين الاعتبار.
- التقييم هو مجموعة العمليات التي نقوم بها لمقارنة النتائج الفعلية للمشروع مع أهدافه. وذلك كطريقة للمساعدة على أخذ قرارات مقبلة من شأنها تحسين البرمجة في المستقبل مما يؤدي حتماً إلى دمج التقييم ضمن عمليتي التخطيط والبرمجة. وهذا يتطلب أولاً أن تكون الأهداف المراد تحقيقها موضوعة بصفة واضحة أثناء القيام بتخطيط المشروع.
وتتم مقارنة النتائج المحصل عليها من خلال النشاط مع هذه الأهداف باستعمال مقاييس علمية وعملية. وخلاصة الأمر أن التقويم يرتكز على ثلاث محاور هي:
1. مقارنة النتائج المحصل عليها بالأهداف المرسومة للمشاريع.
2. وضع المقاييس اللازمة.
3. دمج التقويم في التخطيط والبرمجة.
1. أحد الأهداف الأساسية التي يجري من أجلها تقويم المشاريع, هي مقارنة النتائج المحصل عليها بالأهداف المبرمجة لمشروع ما, وهذا يسلط الأضواء مباشرة على مشكل جذري بالنسبة لعملية تقييم المشاريع وهو معرفة أهداف المشروع نفسه كما وضعت أثناء التخطيط, غير أن معرفة أهداف المشاريع ليست بالأمر البديهي, حيث أنه قد يصعب وضع الأصبع على هذه الأهداف نظراً لأسباب عديدة, وكثيراً ما يسأل المشرف على مشروع أو نشاط ما, وإذا بالجواب يكون " إننا نقوم بتقديم الخدمات في مجال كذا وكذا, أو أن الشرائح الاجتماعية التي يعمل المشروع لخدمتها هي كذا وكذا, ... الخ, وهذه كلها أجوبة لا تطابق السؤال الأصلي والذي يتعلق بمعرفة أهداف المشروع الذي نحن بصدد تقييمه.
حتى نتمكن من القيام بعملية التقييم هذه على الوجه الأحسن يجب أن تفي أهداف المشروع بالشروط التالية بحيث تكون :
أ. أهدافاً واضحة, بمعنى أن المقوم يعرف حق المعرفة الشيء الذي يبحث عنه. فعلى سبيل المثال, إذا كنا نحاول تقييم حلقة تدريبية, فإننا نجد أنفسنا أمام اختيارات عديدة: تقييم اهتمام المشاركين بالموضوع, أو تقييم المنهجية المتبعة في الحلقة, أو تقييم حصيلة الحلقة من حيث المعرفة التي استفاد منها المشاركون.
ب. أهدافاً محددة بمعنى أن تكون معروفة بدقة ويمكن ترجمتها في الميدان بكيفية عملية, فلو رجعنا على مجال التدريب المذكور آنفاً, فإن إحدى الأسئلة التي يمكن طرحها فيما يخص تقيم الهدف العام للحلقة هو ماذا يجب أن نقوم به عملياً وبشكل مختلف عن ما قمنا به حتى الآن سواء من حيث التحضير أو المنهج بالنسبة للتدريب حتى نحسن من مستوى المشاركة والاهتمام من طرف المشاركين في الحلقة.
ج. أهدافاً يمكن قياسها: فإذا كانت هذه الأهداف قد وضعت أثناء التخطيط بكيفية ليس فيها لبس ولا غموض فسوف يسهل على المقيم قياسها مستعملاً في ذلك أحد الوسائل المستعملة عادة للتقييم كالملاحظة, أو تحليل المعطيات الموجودة في السجلات المخصصة للمشروع... الخ أو أي تقنية أخرى من التقنيات التي سوف نتناولها بالبحث في الفقرات اللاحقة.
وحسب تقنيات التخطيط الحديث فإن لكل نشاط أهدافاً قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى, وأحد اهتمامات التقييم هو امتحان مدى صحة العلاقة الآتية:
1. إن استعمال الموارد البشرية المخصصة للبرنامج حسب المخطط سيؤدي إلى القيام بالنشاطات المخططة.
2. أن القيام بالنشاطات سيؤدي إلى بلوغ الأهداف الفرعية.
3. أن كل هدف فرعي يجب أن يوصل إليه قبل بلوغ هدف البرنامج, وأن جملة الأهداف الفرعية لازمة لتحقيق هدف البرنامج النهائي.
استعمال موارد حسب المخطـط قيام نشاطات مخططة
إلى بلـوغ الأهـداف الفرعيـة بلوغ هدف البرنامج النهائي.
وقد انتقينا كمثل لذلك نشاطاً من الأنشطة التي تقوم بها جمعيات تنظيم الأسرة في إقليمنا العربي. ونرمز إليها بحرف " س " تسعى الجمعية المذكورة إلى الرفع من مستوى وعي الجماهير بالمشاكل التي تتربت على ديمغرافي يفوق الإمكانيات الاقتصادية المتاحة وما يترتب على ذلك من مشاكل في مجال السكن والصحة والتعليم.., ويتم من خلال البرنامج القيام بحملات توعية تؤدي إلى الرفع من عدد المترددات على مراكز تنظيم الأسرة التابعة للجمعية الأهلية.
وقد خططت جمعية "س" لعدة نشاطات تقوم بها لبلوغ هذه الأهداف معتمدة في ذلك على تنظيم:
- حلقات ثقافية أسرية للشباب.
- دورات تثقيفية وتوعوية للنساء من خلال تعاونها مع الاتحاد النسائي المحلي.
- تنظيم لقاءات مع العمال من خلال النقابات لتحسيسهم بأهمية هذا الموضوع.
نستخلص من هذا المثل كما هو موضح في الرسم الآتي أنه بناءاً على الميزانية المخصصة للمشروع, خططت الجمعية لثلاث نشاطات يحقق المشروع من خلالها أهدافاً فرعية, وحصيلة هذه الأهداف الفرعية تفضي بنا إلى الهدف النهائي الذي وضع المشروع من أجله وهو كما قيل من قبل الرفع من مستوى وعي المواطنين للمشاكل السكانية, يساهم في ارتفاع عدد المترددات على مراكز تنظيم الأسرة.
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله
if you fail to plan you plan to fail
كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم