أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-25-2009, 11:14 PM
  #1
ياسمين حلمى شافع
 الصورة الرمزية ياسمين حلمى شافع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 427
Icon27 حسن الظن بالله

التسلسل : 444القراءات : 7765تاريخ النشر : 2003-03-11ما معنى حُسن الظن بالله ؟الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
معنى حُسن الظن بالله عَزَّ و جَلَّ هو إعتماد الإنسان المؤمن على ربِّه في أموره كلها ، و يقينه الكامل و ثقته التامة بوعد الله و وعيده ، و إطمئنانه بما عند الله ، و عدم الإتكال المُطلق على تدبير نفسه و ما يقوم به من أعمال .
و الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى كثيرة منها ما رواه الشيخ الكُليني عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ : أَنْ لَا تَرْجُوَ إِلَّا اللَّهَ وَ لَا تَخَافَ إِلَّا ذَنْبَكَ " [2] .
و رَوى الشيخ الكُليني أيضاً عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [3] ( عليه السَّلام ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : لَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ، فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَ النَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَ رَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي جِوَارِي ، وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا ، وَ فَضْلِي فَلْيَرْجُوا ، وَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ، فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ ، وَ مَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَ مَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي ، فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، وَ بِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ " [4] .
و هنا لا بُدَّ من الإشارة إلى أن الإنسان لا يتمكن من بلوغ مرتبة حُسن الظن بالله إلا من خلال معرفته بربه ، و من الواضح أن لِحُسن الظن بالله و معرفته درجات و مراتب ، فكلما زادت معرفة الانسان بالله إزداد حُسن ظنه به .
هذا و إن حُسن الظن بالله المصحوب بالعمل الصالح هو السبب القوي و الركن الوثيق الذي يجب على الإنسان أن يتوجَّه إليه و يجعله وسيلةً للحصول على خير الدنيا و الآخرة .
فقد رَوى الشيخ الكُليني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) قَالَ : وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) قَالَ وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ :
" وَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَ رَجَائِهِ لَهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَ تَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ .
وَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ ، لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَ رَجَاءَهُ ، فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ " [5] .
ثم إن حُسن الظن بالله هو رأس العبادة : فقد رُويَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ : " ... وَ رَأْسُ الْعِبَادَةِ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ " [6] .
هذا و إن منشأ الخيرات هو حُسن الظن بالله ، كما و أن سوء الظن بالله هو منشأ الشرور ، فقد جاء في كتاب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) الذي كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر : " ... فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ ... " [7] .
ياسمين حلمى شافع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 AM