قديم 10-24-2008, 09:51 AM
  #1
1accountant
 الصورة الرمزية 1accountant
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: مصر
العمر: 41
المشاركات: 2,094
Icon27 الرقابة المصرفية على عمليات غسيل الأموال

1. ماهية الموضوع:

جرائم غسيل الأموال هي تلك الجرائم التي تتم بعمليات يحاول من خلال مرتكبيها إخفاء مصادر هذه الأموال التي تكون غير مشروعة وتستخدم بعدئذ في أنشطة مشروعة مما يخفي مصدرها الأصلي خصوصا وأن التقدم العلمي والتكنولوجي في قطاع الخدمات المالية والمصرفية وشبكة المعلومات الدولية (إنترنت) ساهمت في ترويج وتسهيل هذه الجرائم مما أثر على كل من الإقتصاد الجزئي للدولة وعلى دخلها القومي وعلى سياساتها المالية والنقدية وعلى توزيع الدخول والإستهلاك اضافة الى التأثير السلبي على مؤسسات قطاع الأعمال الخاص وقد تنبه المجتمع الدولي ومؤسساته المالية والنقدية لهذا الخطر المحدق بالإقتصاد العالمي فوضعت بعض المبادئ والإجراءات لمعالجة هذه الجرائم إلا أن الواقع يكشف أن ثمة صعوبات وعقبات تواجه هذه الجهود خصوصا وأن مرتكبي هذه الجرائم يحاولون الإستفادة من معطيات التقدم التكنولوجي المعاصر بطرق مختلفة منها إستخدام النقود الإلكترونية، كما يستفيدون من مبدأ السرية المصرفية. وإذا كانت الشركات المتعددة الجنسيات أو الشركات العابرة للقارات من ظواهر العولمة، فإنه يمكن القول بثقة شديدة أن جرائم غسيل الأموال تعد من هذه الظواهر أيضا ذلك أن حرية تداول الأموال بين مصارف العالم دون قيود ساهم في شيوع هذه الجرائم على نحو مخيف خصوصا وأنها جرائم متعلقة بأموال قذرة.

ولعل تحول هذه الأموال من مصدرها القذر الى حالة تمويهية بحيث تجلس في المطاف الإخير جنب الأموال النظيفة يجعل مهمة مكافحتها ليست سهلة. وبما أن التقدم التكنولوجي الهائل يسهم في تسهيل تداول هذه الأموال فإن طرق المكافحة يتعين أن تواكب العمليات والأساليب التي تتم فيها هذه الجرائم بحيث تصبح الطرق وقائية وعلاجية، فتحول دون إتمام هذه الجرائم ونجاحها من جهة، وتقمعها من جهة أخرى سواء إكتشفت في بدايتها أو جرى متابعتها بدقة كي يتم الإمساك بها وبمرتكبيها.

2. أهمية الموضوع
لجرائم غسيل الأموال آثار سياسية وإقتصادية وإجتماعية مدمرة فهي تنال من هيبة الدولة ومؤسساتها الدستورية كما أنها تضعف الإقتصاد الوطني إضافة الى الإضرار بالقطاع الخاص وبمنظومة القيم الدينية والأخلاقية لا سيما وانها تتضمن جرائم الإتجار غير المشروع بالمخدرات وبالأسلحة والفساد السياسي والإداري والمالي والإتجار بالإعضاء البشرية وبالرقيق الأبيض (النساء والأطفال) والدعارة والجريمة المنظمة، وإضافة الى الأخطار التي تسببها هذه الجرائم، كما تم الإشارة اليها بشكل سريع فإن الدول النامية تتضرر ضررا كبيرا منها خصوصا وانها تحاول خلق بيئة إقتصادية إستثمارية مرموقة، فإذا عرفنا أن بعض الأموال الأجنبية التي تقدم للوطن على أساس المساهمة في الإستثمارات إنما هي مكونة وفق هذه الجرائم اتضح لنا صعوبة التمييز بين رأس المال النظيف من ذلك الناجم عن جرائم غسيل الأموال الأمر الذي يدفعنا للتفكير مليا في ابتداع اشكال جديدة لمكافحة هذه الجرائم والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الجهود الدولية والوطنية بهذا الشأن، ولا شك في أهمية تبادل المعلومات والخبرات الناضجة كي تحول دون تغول هذه الظاهرة وتعمل على إضعافها وتصعيب فرص نجاحها. وقد قدرت مجموعة العمل المالية الدولية لمحاربة غسيل الأموال (فاتف) وفق آخر تقاريرها حجم غسيل الأموال بحوالي تريليون ونصف التريليون دولار سنويا، كما قدر صندوق النقد الدولي الحجم المالي لهذه العمليات ما بين 2- 5% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم(1).

وتتميز هذه الجرائم، إضافة الى خطورتها الكبرى بأنها جريمة حديثة يقوم بالشروع فيها وتنفيذها إقتصاديون وتجار ومحامون وشركات وبنوك ومن ثم فهي من قبيل الجرائم العمدية والمنظمة والخطيرة جدا.

3. منهج البحث
سنلجأ إلى إستخدام المنهج الوصفي حيث نصف الظواهر الجرمية كما هي كما نلجا إلى إستخدام المنهج التحليلي حيث نتعرف على الطرق التي تتم فيها هذه الجرائم وكيفية انتقالها من صفة جرمية الى صفة مباحة، وأخيرا نلجأ الى إستخدام المنهج المقارن حيث نتعرف على أساليب ووسائل دول العالم في المكافحة، إضافة الى توصيات المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية.

4. خطة البحث
تقتضي الضرورة العلمية تقسيم هذا الموضوع الى مبحثين مستقلين، يتناول الأول طرق مكافحة جرائم غسيل الأموال ويبين المبحث الثاني العقبات والصعوبات العملية التي تواجه عمليات المكافحة مما يضعف من جهودها الأمر الذي يتطلب تحليل هذه العقبات التي سنتوصل اليها ونذكر أهم الإقتراحات العملية التي من شأن إعمالها تطوير نظام المكافحة نحو أساليب أكثر فعالية. ونبدأ البحث بتمهيد يحدد لنا الفعالية الرئيسية لهذه الجرائم كي تتكون لدى القارئ فكرة دقيقة عنها. ونأمل أن يسهم هذا البحث في تطوير وسائل وأساليب مكافحة هذه الجرائم الخطيرة.

تمهيد

ماهية جرائم غسيل الأموال
تقتضي الدقة العلمية بيان ماهية جرائم غسيل الأموال، تعريفها وتحديد أركانها، وإيضاح طبيعتها المدمرة، وأخيرا: إستعراض مصادر الأموال القذرة، وسيتم ذلك في أربع فقرات مستقلة.

أولا: تعريف الجريمة:
عرف الإتحاد الأوروبي في سنة 1990م مصطلح غسيل الأموال بأنه: "تحويل أو نقل الملكية The conversion or transfer of property مع العلم بمصادرها الإجرامية الخطيرة، لأغراض التستر وإخفاء الأصل غير القانوني لها، أو لمساعدة أي شخص يرتكب مثل هذه الإعمال(2) وهذا يعني أن غسيل الأموال Laundering Money هو الحصول على أموال أو إستثمارات غير شرعية من خلال طرف خارجي لإخفاء المصدر الحقيقي لها، وبعبارة أخرى هو عملية تنظيف الأموال من مصدرها وجعلها قانونية.

ثانيا: أركان الجريمة:
لجريمة غسيل الأموال ركنان: مادي ومعنوي، وفيما يلي بيان ذلك:


1. الركن المادي : ويتألف من ثلاثة عناصر، هي:

‌أ- السلوك الذي يكون ركنا ماديا للجريمة ويتضمن ثلاثة أشكال هي:

1. حيازة أو إكتساب أو إستخدام الأموال القذرة وتودع في حساب بنكي أو توضع كأمانة في خزانة مستأجرة في البنك.
2. إخفاء الأموال القذرة من حيث المصدر، أو المكان أو التصرف أو الحركة أو الحقوق المتعلقة بها أو الملكية.

‌ب- المحل الذي يرد عليه السلوك وهي الأموال المتحصلة من الإتجار بالمخدرات أو بالدعارة أو الإختلاس أو الرشاوي أو الإتجار بالرقيق أو بالأطفال.

‌ج- الجريمة التي تحصلت الأموال بموجبها كالإتجار غير المشروع بالسلاح أو المخدرات... الخ.

2. الركن المعنوي
يفترض علم الجاني أو الجناة بالمصدر غير المشروع للأموال القذرة فهي جريمة عمدية تنصرف إرادة الفاعل إلى إرتكابها دون خلل بإرادته الحرة، فالجاني يعلم علم اليقين بأنه يمارس نشاطا إجراميا وهذه الجريمة في حقيقتها إنما هي جريمة مستمرة(3) ويقترح أحد الباحثين إعادة النظر بالتقسيم التقليدي للجرائم في ضوء واقع جرائم غسيل الأموال بحيث يمكن تقسيمها إلى جرائم ارتكاب وجرائم امتناع وجرائم وقتية وجرائم مستمرة وجرائم مسبقة وجرائم مرتبة وجرائم إعتيادية(4)، ويذهب أحد الباحثين إلى تصنيف جرائم غسيل الأموال الى جرائم لا تحقق أية عواقب مالية مثل القتل والإيذاء، وجرائم تحقق دخلا ماليا محدودا لمقدار ما يفقده المجني عليه في السرقة والإحتيال. وهناك جرائم تحقق دخلا ماليا كبيرا جدا مثل تجارة السلاح غير المشروع والتزوير والجرائم الإقتصادية. وجريمة غسيل الأموال عبارة عن جريمة تحويل أو نقل الأموال، وجريمة إخفاء أو تمويه حقيقة الأموال بالإضافة الى جريمة حيازة أو اكتساب أو إستخدام هذه الأموال(5).

ثالثا: واقع الجريمة:

ثمة حقيقتان لهذه الجريمة تحددان واقعها المر، الأولى هي كونها جريمة غير معروفة لرجل الشارع على الرغم من خطورتها القصوى والثابتة، إنها جريمة يمكن ان تباشر من غرفة النوم، وفيما يلي بيان هاتين الحقيقتين من خلال المعلومات المستقاة من شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

1. النصر للأقوى والأذكى والأقدر:

إذا قمت بإستطلاع بسيط في الشارع، وسألت عن مصطلح "غسيل الأموال" فإن معظم الإجابات ستدل على أنه غير معروف، ولعل هذا الجهل بالموضوع هو احد المشاكل الأساسية التي تعاني منها الحكومات في محاربتها هذا النوع من الجرائم، فهذه الجريمة تبدو كأنها بدون ضحايا فهي تأتي لدى الكثيرين في منزلة متأخرة بعد عمليات السطو، والسرقة وغيرها من الجرائم. إنترنت العالم العربي Htt://www.dit.net/Arabic/internet/study/1101az.html

2. الكازينوهات تتسلل الى بيتك:

قال أحد المعلقين محذرا: إذا كنت تعتقد أن أوكار القمار توقفت عن النمو فقد جانبت الحقيقةّ! إنها تنمو بإستمرار ولكن ليس عبر الكازينوهات الكبرى، بل تتسلل داخل غرفة معيشتك. إن هذا ناقوس خطر، جدير أن يدق لأن أخر صحية في عالم القمار تتمثل في الكازينوهات الإفتراضية التي ما فتئت تتبثق هنا وهناك في فضاء الإنترنت (المرجع نفسه) إذا لعبت تعطي رقم بطاقتك الإئتمانية للكازينو، إن خسرت يأخذون أموالك وإن ربحت يدعون انهم سيودعون أرباحك على حسابك، والمشكلة أن إعطائك البطاقة الإئتمانية تعرض نفسك لخطر سرقة حسابك (المرجع نفسه) 25/4/2001.
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله


if you fail to plan you plan to fail


كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم
1accountant غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 PM