تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصري - أعمل الكويت
المشاركات: 729

مشاركة: تساؤلات اقتصادية شرعية والإجابة
حكم العمل في شركات ومؤسسات السياحة المعاصرة
ما حكم العمل في المجالات التي تثار حولها شبهات الحرام مثل: العمل في شركات السياحة والقرى السياحية ونحو ذلك من المجالات التي اختلط فيها الحلال بالحرام ؟ (1)
الإجابة
تعتبر المؤسسات والشركات والقرى السياحية وما في حكم ذلك من المجالات التي يُقترف فيها المنكرات أحياناً (الخمر والميسر والزنا.....) والتي يختلط فيها الحرام بالحلال أحيانا و يكون الحرام فيها غالب , فيرى فريق من الفقهاء حرمة العمل في مثل هذه الأماكن ولكن إذا كانت المعاملات والأعمال السياحية منضبطة بشرع الله فلا حرج .
وذهب بعض الفقهاء إلى أنه إذا كانت هناك ضرورة معتبرة شرعا فيجوز العمل في هذه الأماكن مع الاجتهاد في تطهير الأرزاق مما يشوبها من الحرام وبذل الجهد في البحث عن عمل حلال وكسب طيب وللضرورة ضوابط شرعية.
ولقد بحث الفقهاء والعلماء هذه القضية وخلصوا إلى الآراء الآتية :
وجوب تجنب العمل في الأماكن السياحية غير المشروعة حيث أن في ذلك إعانة مباشرة لأهل المنكر, والواجب النهي عن ذلك, والدليل هو قول الله تبارك وتعالى : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ " (آل عمران : 104), كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم).
يجب على من يعمل الآن في هذه الأماكن غير المشروعة سرعة البحث عن عمل آخر حتى لو كان أقل راتبا ومنصبا , وأن يكون مخلصا في سعيه, وأن يستشعر قول الله سبحانه وتعالى :".. وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " (التوبة:28), وقوله عز وجل: ".. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً "(الطلاق: 2, 3), وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل صاحب الناقة : " أعقلها وتوكل" ( رواه الترمذي).
يجب على العاطل الذي يبحث عن عمل أن يتجنب مجالات السياحة التي فيها شبهات حرام مهما كانت مغرية, مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ...ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام..." (رواه مسلم), وربما قد يجد هذا الشخص ميلا في ذاته للعمل فيها بسبب ضغوط الحاجة أو لهوى النفس أو لاختلاف آراء الفقهاء مما يجعله يميل للرخص, وعليه أن يستفتي قلبه, فعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : " أتيت رسول صلى الله عليه وسلم فقال : " جئت تسأل عن البر ؟ قلت : نعم, قال : "استفت قلبك , البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك " ( رواه أحمد).
أجاز فريق من الفقهاء العمل في هذه المجالات أو استمرار العمل فيها عند الضرورة المعتبرة شرعا والتي تقدر بقدرها دون تعدي أو تنزه أو ترف , وكلُُُُُُُُُُُُُ أعلم بضرورته, ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى :" ..فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (البقرة :173), ويجب استشعار مراقبة الله عز وجل ولا تحايل على شرعه , وفي هذه الحالة يجب على العامل التحري والاجتهاد مع نفسه وتجنب الإدارات والأقسام والأعمال المباشرة إلى المنكر المنهي عنه شرعا.
والله سبحانه وتعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل
(1)المصدر: موقع إسلام أون لاين
__________________
[]((الناجحون لا يتراجعون والمتراجعون لا ينجحون ))ربي لا تدعني أٌصاب باليأس إذا فشلت ولكن ذكّرني دائماً أن الفشل هو التجربة التي تسبق النجاح . وائــل مـــراد