
مشاركة: كيف تغير من نمط حياتك
قوة التفكير

د. إبراهيم الفقي
وتناول خبير الموارد البشرية العالمي د. إبراهيم الفقي خلال كتابه "قوة التفكير" تأثير الصحة النفسية على الإنسان وذكر أن أول الخطوات التى تؤدي إلى الأمراض النفسية هى الشعور بالتوتر والقلق والخوف من المستقبل والإحباط أو الوحدة الأمر الذي أدي بالبعض إلى الانتحار.
واحتوي الكتاب على بحث لمعهد الدراسات النفسية والفسيولوجية بنيوزيلاند تم من خلاله تحليل الأسباب التى تؤثر على نفسية الإنسان وتم تقسيمها إلى عدة نقاط منها :
1 – التقدم والنمو السريع : كل شي حولنا أصبح سريع الحركة ، منها آلات وطائرات وحتى الأكلات أصبحت سريعة ، وبعيدة كل البعد عن الصحة وخالية من أي قيمة غذائية بل وتؤدي إلى أمراض متعددة أخطرها السرطان ، مما سبب للبعض عدم الاتزان والجري الدائم وكأنهم فى سباق البقاء ، وبعدهم عن الروحانيات مما أدي إلى الشعور بالضياع وال****ط والخوف بكافة أنواعه.
وإذا نظرنا حولنا سنجد كل شئ يتحرك بسرعة كبيرة ، وهذا لا يعني أن السرعة غير مفيدة ولكنها سبب من أسباب القلق والخوف والتوتر التى تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية.
2 – التغيير : كل شئ حولنا يتغير بنفس السرعة التى يجري بها العالم ، ومن الناحية المهنية كمثال تتغير فى الاحتياجات الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى فصل بعض الموظفين الذين لا يتقنون استخدام المعدات الالكترونية الجديدة ، فالتغيير والسرعة من أهم أسباب خروج الناس من منطقة راحتهم وأمنهم ، مما يسبب لهم تهديداً فى البقاء والاستمرارية فيؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق والخوف وفى أحيان كثيرة الاكتئاب.
3 – المنافسة : تسببت كلاً من السرعة والتغير فى إيجاد منافسة قوية ولم يتحرك كثيرون معها بنفس السرعة لمواكبتها وبمرونة تتماشي مع هذا التغيير الكبير وأيضاً بابتكار وتقديم كل ما هو جديد ، وتناولت هذا الأمر دراسة أمريكية لجامعة هارفرد عام 1964 وتوصلت للنتائج الآتية :
على الصعيد المهني ستواجه الشركات أو المؤسسات أو حتى البلاد مشاكل مادية خطيرة قد تؤدي إلى الإفلاس ، وعلى الصعيد الشخصي ستؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب الحاد وأيضاً الأمراض العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر والجلطة وأمراض القلب.
4 – المزاج المنخفض : تأثر المزاج حالة نفسية تحدث لنا جميعاً بسبب فقدان الحماس لفعل أي شئ حتي ولو كان بسيطاً ، وتجعل الشخص يشعر وكأن ما يفعله ليس له معنى.
وأكد د. الفقي أن حالة المزاج المنخفض قد تكون سبباً أساسياً فى ضياع فرص كثيرة من الإنسان بل وقد تتسبب فى طرده من العمل أو فى حدوث بعض حالات الطلاق ، فعندما يشعر الإنسان بهذه الحالة يتصرف بعصبية زائدة ، ولكي يخرج بعض الناس من هذه الحالة فهم يتجهون إلى فعل أي شئ مثل التهام الطعام أو مشاهدة التليفزيون لفترات كبيرة لكي يغير تركيزه ولا يفكر فى أي شئ ، وأن يدخن أو يلجأ للمخدرات ، بعض هذه الحالات قد يبدو بسيطاً ولكن أثرها قد يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة وزيادة قوة الملفات الذهنية المخزنة فى العقل الباطن.
ولو بحثنا عن أسباب كل هذه الحالات النفسية سواء كانت اكتئاباً أو قلقاً أو توترا .. إلخ سنجد أن جذور معظم الأمراض النفسية يحدث أولا فى العقل عن طريق الفكر والتفكير الذي يحدث 75% من الأمراض النفسية.
5 – حالة الطوارئ الداخلية : قوة الفكر تؤثر على ذهنك وتركيزك وأحاسيسك ثم تعود مرة أخرى للفكر ، فتزداد قوة ويزداد التركيز قوة وتذهب إلى الأحاسيس فتزداد قوة هى الأخرى وكأنها قنبلة داخلية تشتعل وتزداد قوة حتى تخرج إلى العالم الخارجي ، فتكون العصبية أو البكاء أو تناول الطعام أو اى سلوك إيجابي أو سلبي يحدث أولاً فى الأفكار ثم يأخذ دورته الداخلية حتى يخرج إلى العلم الخارجي ، وبذلك يصبح الملف الخاص به أعمق وأقوي من قبل فيكون مبرمجاً بقوة فى العقل الباطن ، كما ترى الفكرة فى منتهي القوة وقد تحدد مصير الإنسان فى كافة أرجاء حياته سواء كانت للحياة الزوجية أو المهنية أو العائلية أو الاجتماعية أو المادية أو الصحية وحتى الروحانية.
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:
<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)