
مشاركة: لماذا تقدم اليهود وتفوقوا علي المسلمين
* * *
ونكتفي في هذا الفصل بهذه الأمثلة الثلاثة من مغالبة الفطرة للواقع، وانتفاضها من تحت الركام والانقاض، وانتصارها على الواقع الخارجي الذي أنشأته الجاهليات... وهي تمثل واقع العقيدة والتصور. وواقع الأوضاع والتقاليد... وواقع الاقتصاد والتعامل... وهي اقوى ألوان "الواقع" الذي يراه من لا يدركون قوة العقيدة، وقوة الفطرة، وكأنه هو الحقيقة الساحقة التي لا قبل بها لفطرة ولا عقيدة!.
ان الاسلام لم يقف مستسلما عاجزاً مكتوف اليدين امام هذا "الواقع" ولكنه ألغاه، أو بدله، وأقام مكانه بناءه السامق الفريد، على أساسه القوي العميق.
وما حدث مرة يمكن ان يحدث مرة اخرى. فقد حدث ما حدث وفق سنة جارية، ولا وفق معجزة خارقة. وقد قام ذلك البناء على رصيد الفطرة المدخر لكل من يستنقذ هذا الرصيد، ويجمعه ، ويوجهه، ويطلقه في اتجاهه الصحيح.
والبشرية اليوم قد تكون أقدر على هذا الاتجاه الصحيح، بما استقر في تاريخها وفي حياتها من آثار ذلك المد الأول، الذي واجه أقسى المعارضة. ثم انساح في طريقه، وخلف من بعده أعمق الآثار…