
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
[overline]الايام الجميلة
الجزء الثاني من رسالة الصوت الرخيم[/overline]
هذه هى رسالتى الثانيه اليك اما رسالتى الاولى كانت منذحوالى سبعة شهور وقد نشرت الرساله صباح يوم الجمعه وقُرئت على زوجى وهو فى عزلته فى مكتبه بعيدا عنا .. ثم نادانى وكنت قد قراتها قبله وواجهنى بكل شئ فى الرساله وقال لى كلاما اتهمنى فيه بانى اسات تربيه اولادنا..فوقفت صامتة لا ارد عليه خاصة انى عرفت انك ايضا تتهمنى بانى المسؤوله عما حدث وبان ابنى وابنتى قد قلدانى فيما فعلت واقسم لك صادقه اننى لم اتعمد ذلك ..وتمالكت نفسى وانا اسمع اهانات زوجى لى لانى اعرف الى اى مدى جرحت كرامته.. ثم هممت بالكلام فغلبتنى دموعى الصامته فى البدايه ثم علا نحيبى ولم اعد استطيع السيطره على نفسى واجهشت بالبكاء .. فاذا بزوجى ورفيق شبابى وعمرى يقترب منى ويربت على شعرى بكل حنان ..كما كان يفعل حين يسمع بكائى فى ايامنا السعيده ..وراح يطيب خاطري بل ويعتذر لى عما قاله .. ثم ابتسم وقال على اي حال ليس امامنا الا ان نفعل ما اشار به علينا صديقنا على الورق ..فوافقته بكل حماس وعاهدته على مواجهة طيش ابننا الى ان يعود الى رشده ويعرف فضل ابيه عليه .. وبدانا منذ ذلك اليوم 8/ 12 الماضى لا ناكل معه ولا نكلمه .. واذا جاء ليجلس فى مكان نجلس فيه نهضنا منه معا وجلسنا فى غرفه اخرى .. واذا حاول الكلام معنا فى هذا الموضوع او اي موضوع اخر صددناه ..بل وخرجت مع ابنتى وزوجى بدونه ..وسهرنا فى المسرح ...وجاء يوم عيد ميلاده فى فبراير الماضى فلم نحتفل به كالعاده ولم نقل له اى كلمه .. ورغم ان قلبي كان ينفطر عليه وانا ارى نظرات الذل فى عينيه وفى نبرات صوته حتى كدت اكثر من مره اضعف واذهب اليه واحتضنه واقبله فاننى غالبت نفسي تضامنا مع ابيه .. وحين سمعناه انا وزوجى ذات مره يبكى فى الليل قاومت نفسي وغالبت دموعى ونهرته طالبه منه ان يكف عن البكاء ويذاكر ...... ثم جاء بعدها بايام وبكى امامنا بحرقه وامسك يدى ابيه وقبلهما وقبل يدى فلم نستطع الا ان نغفر له ومن قلب صاف كل ما كان من امره..وسعد زوجى بابنه وبلغنا عنان السماء من السعاده حين فوجئنا بابنى يدعو زملاءه فى الجامعه الذين حدث بسببهم ذلك المشهد البشع ويقدم لهم اباه ويقول لهم :ان هذا الرجل العظيم هو ابوه وانه يفخر بذلك .. ولا استطيع ان اصف لك ما استشعرته فى تلك اللحظه من احساس الرضا والراحه اللذين انطبعا على وجه زوجى الاسمر الوسيم ولا احساس الفرح الذى جاش فى صدرى وعشنا ليله سعيده وعادت ايامنا الحلوه .. ولا نستطيع ان نفيك حقك من الشكر فابنى يقول لك انه قد تاب عما فعل وندم عليه وعلى كل لحظه من عمره خجل فيها من ابيه ويطلب منى ان اسالك كيف يكفر عن ذنبه ويقول انه يريد ان يراك لانك قلت عنه فى ردك كلاما قاسيا وهو يقسم لك انه ليس سيئا الى هذه الدرجه لكنها همسات الشيطان لعنة الله عليه .. وابنتى تقول لك انك ايقظتها من غفله كادت تذهب بها .. واما حبيبي ونور عينى زوجى فيقول لك انك كنت خير معلم لزوجته الفيلسوفه ..تصور حتى فى لحظات السعاده لا انجو من مشاغباته ... اما انا اقول لك وان كنت قد قسوت على فانك قد ايقظت فى قلبى الحب القديم لزوجى الذى كان قد بدا يهدا حين طالبتنى بان التصق بزوجى فقد فعلت ذلك فاشتعل الحب مره اخرى كما كان في الايام الجميله ورايت زوجى مره ثانيه وكانى اكتشفه من جديد فالحمد لله الذى اعاد السعاده لاسرتى .. والشكر ترسله لك دموعى والسلام ...... ولكاتبة هذه الرساله اقول... الحب يا سيدتى كلهب المدفاه التقليديه يحتاج الى ان نلقى اليه من حين الى اخر ببعض قطع الخشب والا ذوي اللهب وانطفا .. وقصتك مع زوجك خير دليل على ذلك فحين استقبلت مدفاتكما بعد تلك الظروف دفعه جديده من الاخشاب ارتفع الاوار من جديد وعاد التفاهم والاتحاد فى الرؤيه والاحساس ... ولقد حرصت فى ردى ان الفت نظرك الى ان علاج اي مشكله يبدا بعلاج اسبابها وما فعلتيه مع زوجك لمواجهة طيش ابنك يعد درسا فى التربيه يستحق الاشاده واسمحى لى اقول ان هذا لم يكن ليتحقق الا وانت فى صف زوجك ولا بعشرات المواعظ عن حق الاب وانى لم اقصد ايلامك بردى السابق وانما قصدت ان اضعك امام نفسك لانى اعرف انه يشق على الانسان ان يو اجه نفسه ... واهلا بابنك العائد الى معدنه الاصيل بعد غياب قصير ومرحبا به فى اى وقت بعد ان اصبح جديرا بحب ابيه وجديرا باحترامى .. وتمنيات صادقه لك ولاسرتك بان ترفرف عليها دائما اجنحة الحب والسلام باذن الله ...