عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2009, 09:14 AM
  #2
هشام حلمي شلبي
 الصورة الرمزية هشام حلمي شلبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 5,223
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع

‏في هذا الزمن الذي للأسف الشديد نسمع فيه ونقرأ الكثير عن عقوق الابناء لآبائهم وأمهاتهم‏,‏ حتي وصل الامر إلي حد الضرب‏,‏ بل والقتل ـ والعياذ بالله ـ أرجو التكرم بنشر هذه القصة التي رواها السيد ماهر أبو طير في مجلة الوطن العربي‏,‏ ففيها من العبرة والعظة ما قد يردع الكثيرين ممن لايراعون آباءهم وأمهاتهم عندما يصلون إلي خريف العمر‏,‏ ويكونون في أمس الحاجة إلي عون وعطف أبنائهم‏,‏ لاهين عن حقيقة مهمة تقول‏:‏ كما تدين تدان‏,‏ وغافلين عن قوله تعالي‏:‏ إن الله سريع الحساب في الدنيا قبل الآخرة‏.‏

وإليك القصة‏:‏
يروي قبل سنوات‏,‏ أنه حدث في عاصمة عربية‏,‏ أن والدا عجوزا كان يضربه أولاده يوميا‏,‏ بسبب أو بدون سبب‏,‏ يعود الاولاد سكاري إلي المنزل آخر الليل‏,‏ ولايجدون سوي الاب لإخراج كل تلك القاذورات التي عششت في رءوسهم‏,‏ حتي وصل الاب إلي مرحلة بان فيها ضعيفا جدا ومريضا‏,‏ مما دفع الابناء العاقين إلي الاتفاق علي حمله ليلا ورميه عند حاوية نفايات في ذلك الحي الشعبي‏,‏ وقد حصل فعلا ما اتفقوا عليه‏,‏ إذ حملوه ليلتها وهو يرجوهم أن يتركوه‏,‏ وذهبوا إلي الحاوية ورموه عندها‏,‏ قائلين له‏:‏ مت هنا‏.‏ وخرج الجيران علي صوت الاولاد وهم يقهقهون علي أبيهم‏,‏ في ظل محاولة أخيرة منهم لرميه داخل الحاوية‏.‏ وهب الجيران هبة رجل واحد من أجل إنقاذ الرجل العجوز‏,‏ إلا أن المفاجأة كانت فيما قاله الاب الملقي جانب الحاوية‏.‏ إذ طلب من الجيران تركه عند الحاوية وطلب من أولاده أن ينصرفوا إلي شأنهم‏,‏ وبدأت دموعه بالتساقط بغزارة‏,‏ قائلا للجيران‏:‏ اتركوني هنا فهذا عدل السماء‏.‏ فقبل أربعين سنة‏,‏ كنت أضرب والدي العجوز‏,‏ ووصل بي الامر أنني حملته بتحريض من زوجتي‏,‏ جراء مرضه آنذاك وقرف زوجتي من خدمته‏,‏ وقمت بحمله ورميه في مزبلة القرية‏,‏ حيث مات

ليلتها وكانت عيناه شاخصتين الي السماء تدعوان‏,‏ بعد أن كان مشلولا لاينطق لسانه‏,‏ وما ترونه الليلة سداد دين أبي‏,‏ وانتقام الله مني‏,‏ فاتركوني‏..‏ وقد كان مأسويا أن يموت الأب ليلتها قرب حاوية النفايات‏,‏ مثلما عق والده قبل عقود ورماه علي مزبلة القرية إرضاء لزوجته المصون‏.‏ انتهت القصة والتي تحمل من العبرة والخوف وخشية الله في تعامل الابناء مع الآباء والامهات ما تشيب له الرءوس‏,‏ إذ إن ما يفعله الابناء اليوم مع آبائهم وأمهاتهم سيرتد حتما عليهم يوما ما في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ إن خيرا فخير‏,‏ وان شرا وعقوقا فشر وعقوق من أبنائهم في المستقبل عندما يحل خريف العمر بهم‏.‏ ذلك أن عقوق الوالدين يعتبر من الكبائر التي حذر منها الله ورسوله بعد الشرك بالله‏.‏ فحتي كلمة أف نهانا الله عنها في قوله تعالي‏:‏ ولا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما‏,‏ فما بالنا اليوم بكثيرين من الابناء لايزورون آباءهم وأمهاتهم إلا مرة واحدة كل شهر أو كل أسبوع‏,‏ ولايتفقدون أهلهم حتي بمكالمة هاتفية‏,‏ ناهيك عن معاملتهم بجفاء‏,‏ فهل أمنوا غضب الله عليهم وتقلب الأيام والليالي؟ أم أمنوا مكر الله‏,‏ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون‏.‏ إن
سداد الدين آت آت ولو بعد حين‏
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:

<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
هشام حلمي شلبي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس