
مشاركة: تنمية الموارد البشرية مدخل إستراتيجي لتحقيق الميزة التنافسية
وبناءا على النتائج السابقة نقدم التوصيات التالية:
1- على الدراسات الأكاديمية التي ستتناول هذا الموضوع مستقبلا، أن تركز على الجانب العملي للموضوع من خلال دراسات الحالة؛
2- على مسؤولي التدريب و التنمية في المنظمات، الإطلاع على النظريات و الدراسات الحديثة التي تناولت تنمية الموارد البشرية و الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة التنافسية، مثل تلك النظريات الحديثة التي تطرقنا لها من خلال هذه الدراسة؛
3- على المنظمات أن تفرق بين استثمارها في التدريب العام و التدريب المتخصص، وتعرف متى تستعمل هذا ومتى تستعمل ذاك، حتى لا تتعرض لفقد استثماراتها البشرية من جهة، وحتى تحصل على المزايا التنافسية للموارد البشرية، وهذه التوصية مهمة جدا للكثير من المنظمات التي تعاني من مشكل فقد استثماراتها البشرية؛
4- يرى التوجه المعاصر في مجال تدريب وتنمية الموارد البشرية، أن الإنفاق في هذا المجال هو إنفاق رأسمالي، وحقل استثماري خصب، فما ينفق في التدريب و التنمية هو ليس بتكلفة إنما هو إنفاق استثماري له عائد شأنه شأن أي استثمار آخر في الآلات أو في برامج التسويق ..الخ، و بالتالي يجب اعتباره بندا استثماريا في الموازنة التخطيطية أو الاستثمارية في المنظمة الحديثة.
5- يجب على المنظمات قياس الأنشطة المتعلقة بالموارد البشرية، و تقييم الموارد البشرية
وفقا لقيمتها ووفقا للمعايير الكمية و الاقتصادية، من أجل قياس العائد على رأس المال البشري و رفع قيمته؛
6- أصبح تحديد الأصول الفكرية للمنظمة: مثل المعرفة المعبر عنها في صورة، معادلة أو سر تجاري، أو اختراع، أو برنامج، أو عملية، من الأمور الحرجة لرؤية المنظمة ولخطتها الإستراتيجية، و سعيها لتحقيق ميزة تنافسية، ومن ثم يجب أن تبحث المنظمات عن الثروات الفكرية و المهارات و الأفكار الإبداعية و المبتكرة الكامنة في مواردها البشرية، وغير المستغلة، حتى يمكنها الاستثمار فيها، لاستخلاص قيمة أعلى من خلال تنميتها، وتحويلها إلى أرباح، أو إلى مركز إستراتيجي أفضل، أو لتحقيق ميزة تنافسية في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
بعد انتهائنا من هذه الدراسة، حصلنا على إجابات للكثير من الأسئلة التي كانت تؤدي إلى غموض هذا الموضوع في البداية، ولكن أيضا ومع نهاية هذه الدراسة ظهرت الكثير من الأسئلة العميقة كنتيجة لإجابتنا عن الأسئلة الأولية، ولعلها تكون مفتاحا لإشكاليات بحث في المستقبل:
- ما مدى أهمية تقييم التدريب و التنمية في زيادة فاعلية الاستثمار البشري للمنظمة، و ترشيد الإنفاق الرأس مالي في ذلك؟
- كيف يمكن أن تكون النظرة المحاسبية الحديثة للموارد البشرية، باعتبارها رأس مال بشري؟
- ما هي معايير استثمار المنظمة في التدريب العام و الخاص، من جهة لتحقيق مزايا الاستثمار في رأس المال البشري، ومن جهة أخرى لتجنب خسارة فقد هذا الاستثمار في رأس المال البشري؟
- كيف يمكن قياس القيمة المضافة للرأس المال البشري، و الناتجة من الاستثمار في التدريب و التنمية، من خلال دراسة حالة تطبيقية؟
بعد تعمقنا في موضوع تنمية الموارد البشرية و الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق ميزة تنافسية للمنظمة، ومن خلال عشرات الكتب باللغة العربية و الأجنبية، و خاصة من خلال الإطلاع على الكثير من الدراسات الغربية الحديثة على شبكة الانترنت العالمية، لمسنا أن هناك توجه حديث جدا يجيب على سؤالنا الرئيسي: باعتبار الموارد البشرية أهم موارد المنظمة، كيف يمكنها أن تحقق من خلالها ميزة تنافسية؟
و أخيرا فالبشر هم سر صناعة المزايا التنافسية، بل سر التفوق و التقدم في جميع المجالات؛ فالإنسان هو العبقري الذي ينهض وراء اكتشاف مجالات صنع المزايا التنافسية، بل إن المزايا التنافسية للعنصر البشري قد تكون كافية لتميز أي مشروع.. ومن ثم يمكن القول إن الموارد البشرية ليست فقط مجالا لصنع المزايا التنافسية بقدر ما هي الفاعل الرئيسي في تحقيقها، ومن هنا فإنها تصبح مجال استثمار جيد لصنع المزايا التنافسية.