
مشاركة: قصص من بريد الاهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
بـريــد الأهــرام
44797السنة 133-العدد2009يوليو319 من شعبان 1430 هـالجمعة
.. وبدا حزينا منهكا!
حادث قد يبدو بسيطا ولكنه آلمني بشدة, فذات مرة أرسلنا في طلب أنبوبة غاز من بائع يسير بدراجة يحمل عليها مجموعة من الأنابيب ولاحظت انه يسير بتهالك ويبدو عليه الضعف الشديد, حتي انني تساءلت كيف يعمل بهذه المهنة وكيف سيحمل الأنبوبة الي الطابق الثالث, مما جعلني أهبط اليه من الطابق الثالث لأساعده في حمل الأنبوبة, وحينما نزلت سألني عن الطابق الثالث فرأيت امارات الاحباط علي وجهه وبدا حزينا منهكا فحملتها عنه الي الطابق الثالث ثم وجدت نفسي أقوم بتركيبها وكذلك حملت الفارغة ونزلت بها الي موضع الدراجة,
ثم لاحظت انه يلتقط انفاسه بصعوبة بالغة وبصوت مسموع مما جعلني أسأله هل تعاني من شئ؟ فأخبرني انه مريض بالقلب!!! تخيل ياسيدي, مريض بالقلب ويعمل بائع أنابيب يصعد أحيانا للطابق الثالث والرابع حاملا أنابيب ممتلئة وفارغة يكاد بعدها يخر مغشيا عليه في كل مرة, ومما زادني الما انه حدث ماتوقعت وعلمت انه بعد ذلك مرض وانتابته نوبة قلبية ودخل علي أثرها المستشفي, ثم زارني في منزلي طالبا المساعدة, حيث تقاعد تماما عن العمل خشية اصابته بنوبة قلبية قاتلة لأن هذه المهنة في غاية الخطورة علي مريض بالقلب, ثم ناقشته في سبل الاناق علي أسرته التي علمت منه أنها تتكون منه وزوجته وولد وبنت بالجامعة, فاخبرني ان صافي المعاش الذي يعيش به هو وأسرته300 جنيه لست ادري هل تكفي مواصلات الأبناء الي الجامعة فضلا عن المأكل والمشرب والملبس والأدوية لمريض بالقلب والكهرباء والمياه والإيجار..
سيدي.. لقد شعرت ساعتها كم نحن مقصرون في حق الله تعالي وفي شكر نعمه سبحانه علينا.. واضع أمر هذا المسكين بين ايديكم وايدي القراء الأعزاء عسي ان تتحرك القلوب الرحيمة لمساعدة هذه الأسرة المسكينة وعائلها المريض..
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:
<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)