
مشاركة: أعرف نبيك ( النبي محمد نعرفه كي نحبه كي نحشر معه )
الرسول صل الله عليه وسلم مربيا (دراسات فى الفقه الحركي)
كتبهاالدكتور أبو مروان ، في 14 يناير 2009 الساعة: 16:38 م
نتناول الفقه الحركى فى السيره عن الرسول صل الله عليه وسلم كقائد ومربي
إن منهج الرسول صل الله عليه وسلم التربوى والحركى كان منهجا جادا حيا وواقعيا
كان صل الله عليه وسلم يعايش أصحابه لحظة لحظة ونبضه نبضه يفرح لفرحهم ويهتم بحالهم ويحل مشاكلهم ويقضى حوائجهم ويشاركهم فى سائر شأنهم ولا يحب أن يتميز عليهم فى عمل مشترك
هذا كله جعل الصحابة رضى الله عنهم جميعا أشد حبا له وثقة به وتعلقا بتوجيهاته وهديه مما أثمر بالتالى مجتمعا متحابا متعاونا لا يعرف الأثرة والأنانية
وهذا المجتمع يجب أن يكون نبراسا للدعاة والقادة الإسلاميين المعاصرين فيعيشوا هموم الجماهير الإسلامية ويواكبوا المسيرة الإجتماعية بجدية وواقعيه
يقول صاحب كتاب الرحيق المختوم :
كان النبي صل الله عليه وسلم فى بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة فقال رجل علي ذبحها وقال آخر علي سلخها وقال آخر على طبخها وقال عليه الصلاة والسلام : وعلى جمع الحطب !
فقالوا نحن نكفينك قال : علمت أنكم تكفوننى ولكني أكره أن أتميز عليكم فإن الله يكره عبده أن يراه متميزا بين أصحابه وقام وجمع الحطب !!
وقال أيضا : كان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما فى الناس ..إذا أنتهى إلى القوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه …ومن سأله حاجه لا يرده !!……إلا بها أو بميسور من القول
حتى وهو ينصح الناس ويوجهه كان يحرص ألا يملهم لئلا يحرجهم
قال ابن مسعود : كان رسول الله يتخولنا بالموعظة كراهة السآمة علينا
وكان يسمع بكاء الصبي فيخفف صلاته مخافة أن تفتن أمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لأقوم فى الصلاه إنى لأقوم فى الصلاه أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز فى صلاتى كراهية أن أشق على أمه
وكم كان حريصا على سلامة صدره تجاه أصحابه !!..قال عليه الصلاه والسلام لا يبلغنى أحد منكم عن أصحابى شيئا فإنى أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
وأما حثه صلى الله عليه وسلم على قضاء حوائج الناس والاهتمام بهم فهو أكثر من أن يحصى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عنه فى الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخره والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه
وقال صلى الله عليه وسلم ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة ةالخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته …
نعم تلك كانت حياه النبي مع أصحابه وتلك أهم معانى القدوة الحسنة وأبلغ أساليب الدعوة وكيف لا تفتح القلوب لمن تحس بحرصه عليها وأهتمامه بها وحدبه نحوها ؟؟؟…لا شك أن الدعوة والدعاة فى حاجة ماسة لتذكر هذه المعانى وتخليدها فى واقع حياتهم ومعياشتهم للناس والمجتمع من حولهم أما الحياه الرسمية واللقاءات المتكلفة الباهتة والجهل الفاضح بما يعيشه كل اخ من آلام وهموم والإكتفاء بتنمق الكلام وزخرفة الوعظ والتنطع فى التحليل السياسى والإعلامى والدولى هذا كله لن يثمر ولن يفتح للدعاه قلوب الناس من حولهم وهو أهم العقبات فى طريق الدعوات
__________________
[overline]
قال صلى الله عليه وسلم:
<أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام >
صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)