
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
الفكرة السديدة!
بـريــد الأهــرام
42886
السنة 127-العدد
2004
مايو
7
17 من ربيع الأول 1425 هـ
الجمعة
إنها ليست مشكلتي وحدي بل مشكلة آلاف من الأمهات مثلي.. فنحن أسرة بديلة لطفل يتيم من ابناء دور الأيتام.. وأنا سيدة أبلغ من العمر48 عاما, ومنذ أكثر من أربع سنوات قررنا أنا وزوجي أن نتكفل بطفل يتيم نربيه ونعلمه في منزلنا, ولجأنا الي وزارة الشئون الاجتماعية في ذلك الشأن وأخذنا الطفل وكان يبلغ من العمر وقتذاك أقل من أربعة أشهر, وأصبح منذ هذا الوقت هو كل شيء في حياتنا وقد أدخلته العام الماضي سنة تمهيدية وهو الآن في السنة الأولي رياض الأطفال لغات, وقد هيأت له كل شيء من الحب والحنان والرعاية والمستوي المعيشي المرتفع وأصبح جزءا لا يتجزأ من أسرتنا الصغيرة بل عائلتنا الكبيرة, فالكل يحبه, فهو أبن بمعني هذه الكلمة, وكل ما أتمناه هو ان أراه رجلا يافعا يتحمل مسئولية نفسه ويكون أعظم الرجال, وهذا ما أدعو به الله له في كل صلاة, ولكن الشيء الذي يكدر علي صفو حياتي هو ماذا يفعل ذلك الطفل لوشاء الله لنا الرحيل وهو مازال صغيرا, وكل ما ارجوه ويرجوه كثيرون غيري اعرفهم جيدا هو ان يكون لهؤلاء الأطفال جزء من معاش والديه اللذين يكفلانه أو احدهما فالمعاشات ستعود الي الدولة, والدولة هي التي تتكفل بهؤلاء الأطفال ب
عدنا فلماذا لا يأخذ من هذا المعاش شيئا يكفيه اذا توفانا الله قبل بلوغه سن الـ26 سنة.
إنني أرجو نشر رسالتي وطرح هذا الموضوع ليس من أجلي وحدي وإنما من أجل كثيرين من الأيتام في أسر بديلة أخري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
الفكرة جديرة بالدراسة والتفكير فيها ـ واحسب ان السيدة الفاضلة الدكتورة أمينة الجندي وزيرة التأمينات الاجتماعية لن تبخل عليها بالاهتمام والدراسة, خاصة أنها لو نفذت ذات يوم بعد وضع الضمانات الكافية لتحقيق أهدافها فلن تمثل عبئا ثقيلا علي الدولة في النهاية.
أما أنت يا سيدتي فيكفيك ما تقدمينه لهذا الطفل اليتيم من رعاية وحب واهتمام الآن, ولا تفسدي عليك أوقاتك بالتفكير في أمر المستقبل بالنسبة له, فالمستقبل أولا وأخيرا بيد الله سبحانه وتعالي.. وسوف يحظي طفلك هذا برعايتك واهتمامك الي ان يغدو رجلا يافعا بإذن الله.. ولربما نعمت برؤية احفادك منه ذات يوم إن شاء الله.