
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
أصدقاء علي الورق
بـريــد الأهــرام
42872
السنة 128-العدد
2004
ابريل
23
3 ربيع الأول 1425 هـ
الجمعة
عندما قرأت رسالة الأشواك الدامية شعرت وكأن شوكة دامية قد غرست في قلبي, فالبعض لايدرك قيمة النعم التي رزقه بهاالله إلا عندما يفقدها, وذكرتني قصة هذه الأم البائسة, التي تشكو من قسوة ابنتها وزوج ابنتها عليها, بأحدهم الذي جعل لأمه غرفة في البدروم وهي مريضة لاتقوي علي الحركة وبين الحين والأخر اسمع صراخها ونداءها لأي احد ان يرد عليها, فتتألم نفسي وأتذكر جدتي الراحلة وكيف كانت تدعو لي كلما قضيت لها حاجة من حوائجها, وأتمني لو أنها مازالت علي قيد الحياة لأنعم بدعائها وعطائها..
فكيف وهذه الأم تستجدي الحنان من ابنتها, وكيف تقف هذه الابنة الجاحدة امام ربها يوم القيامة وهي مذنبة بكبيرة عقوق الأم والتي فضلها الله وجعل الجنة تحت أقدامها.. وما أري إلا أن غشاوة الحب المزعوم تخفي الحق عن عين هذه الابنة, وماهي إلا فترة قصيرة وتواجه متاعب الولادة, وساعتها لن تحتاج الي أحد بقدر ما ستحتاج الي أمها, ولن تجد أحدا يساعدها سواء كانت صديقة أو أم الزوج ـ بقدر ماكانت ستفعل أمها.. أما لوظلت في غيها هي وزوجها بعد ولادة الطفل, فلسوف تتجرع من نفس الكأس التي أذاقتها لأمها, وسيأتي ابنها بعد ذلك ـ الذي تخاف من أمها عليه ـ ويبعدها عن حياته وهي في أمس الحاجة إليه.. ولا أظن في تقديري ان هذا سيحدث, لأن هذه الابنة سرعان ما سوف تفيق علي حقيقة زوجها وتهرع الي أمها التي نبذتها يوما باكية بين يديها.. وأنا أقول لهذه الأم تمسكي بالصبر, وكما نصحك صاحب البريد بألا تفرطي في استجداء مشاعرهم, أنصحك أنا بخبرتي المتواضعة أن تفرغي شحنة أمومتك الطاغية لمن يحتاجونها من الأطفال الصغار الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم, ودور الأيتام موجودة في كل مكان, ويكفي ان تستمعي الي نداء( ماما) من عشرات الأطفال الذين سيسعدهم بالتأكيد حنانك الدافق..
وأنا من جانبي يسعدني الاتصال بك تليفونيا إذا شئت أن تتخذيني بنتا ثانية ـ وليست بديلة
من رسالة للقارئة
راضية مصطفي عشوش
الطالبة بكلية التربية بكفر الشيخ