عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2011, 06:01 PM
  #7
حسام هداية
 الصورة الرمزية حسام هداية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,163
افتراضي مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع


الظلم المركب‏!‏


بـريــد الأهــرام
42837
‏السنة 128-العدد
2004
مارس
19
‏28 من محرم 1425 هـ
الجمعة




أنا زوجة وأم لابناء وبنات كبار اتموا تعليمهم‏,‏ وعملوا‏,‏ وتزوجوا‏,‏ واستقلوا بحياتهم‏,‏ وخلت الشقة علي أنا وزوجي‏,‏ وكلانا بالمعاش‏.‏


ولأن الرحلة قد أنقضت بخيرها وشرها‏,‏ فإنني لاأكتب لك شكوي من بخل زوجي‏,‏ وإنما فقط لأمهد بما أرويه لك عن طبائعه‏,‏ لما أريد مناقشته في نهاية الرسالة فزوجي قد حرمني طوال سنوات زواجنا من التمتع بمرتبي‏,‏ وأجبرني علي انفاقه كله تقريبا علي البيت والأبناء وكانت مساهمته في نفقات الأسرة ضئيلة للغاية‏,‏ وينفق معظم مرتبه علي ملذاته الشخصية من سجائر وأشياء أخري محرمة‏,‏ وينفق بكرم علي أصدقائه وزميلاته ومعارفه‏,‏ ويحرمني من أي مصروف‏,‏ ولا يشتري لي شيئا علي الإطلاق‏,‏ ولا يعرف كيف يجاملني في أي مناسبة‏,‏ فإذا دعونا أحدا علي العشاء أصر علي أن تكون تكاليف العزومة مناصفة بيني وبينه‏,‏ وأدفع النصف المفروض علي‏,‏ ويظهر أمام الضيوف وكأنه حاتم الطائي‏,‏ وكذلك فإننا إذا خرجنا معا لزيارة ابنتنا تكون المواصلات مناصفة بيننا‏,‏ والمجاملات مناصفة كذلك حتي ولو كانت لشقيقته‏.‏



فهل يكون من العدل أن يحصل مثل هذا الزوج علي معاشي بالكامل بعد وفاتي‏,‏ كما ينص علي ذلك القانون الجديد الذي يتحدثون عنه‏!.‏


أنني أتصور أن يحصل الزوج علي معاش زوجته بعد وفاتها بشروط واضحة وعادلة‏.‏



‏*‏ أن يكون عائلا لأطفال أو أبناء لم يبلغوا سن العمل‏.‏


‏*‏ أن يكون عاجزا عن الحركة أو مريضا‏.‏



‏*‏ أن يكون معاشه ضئيلا لا يفي بالاحتياجات الأساسية له‏..‏ أما وأن يكون كزوجي يعيش بمفرده بعد زواج الأولاد‏,‏ وفي صحة مقبولة‏,‏ ومعاشه يساوي معاش زوجته تقريبا‏,‏ ويحصل علي معاش زوجته بالكامل‏,‏ فاعتقد أن هذا هو الظلم المركب‏,‏ لأنه يكون قد ظلم زوجته في حياتها‏,‏ وسوف يظلمها أيضا بعد وفاتها‏.‏


فلماذا لا يعاد النظر في هذا الموضوع‏,‏ ولماذا لايعطي الزوج جزءا من المعاش حسب ظروفه التي أوضحتها والباقي يعود للدولة وذلك حتي لا نساعد مثل هذا الزوج‏,‏ الذي يحصل علي معاش كبير‏,‏ ولا يعول أحدا‏,‏ وفي صحة جيدة‏.‏ علي التصرف في هذا الدخل الكبير تصرفا ضارا به في هذه السن‏.‏



أنني لا أخشي الموت‏,‏ بل أرحب به في أي لحظة حتي ألقي وجه ربي الكريم‏,‏ لكني الآن أشعر بالأسف والظلم‏,‏ ولن أكون راضية إذا حصل هذا الزوج علي أي مليم من معاشي‏.‏


ألست معي في أن هذا القانون سوف يظلم الكثيرات من الزوجات المضحيات مثلي‏,‏ واللآتي لم يحصلن علي كلمة شكر واحدة في حياتهن من أزواجهن؟‏.‏



ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏


ومن أدراك يا سيدتي أنك ستسبقين زوجك إلي لقاء ربك‏,‏ وأنه سوف يستمتع بمعاشك‏,‏ وقد ينفقه فيما يضره في هذه المرحلة من العمر؟‏,‏ ومن يضمن ألا يسبقك هو إلي العالم الآخر‏,‏ وتحظين أنت بمعاشه وتعوضين به بعض بخله‏,‏ وتقتيره عليك في حياته؟‏.‏



وهل بلغ بك السخط علي زوجك أن أصبحت تفضلين أن يذهب كل أو معظم معاشك إلي خزانة الدولة‏,‏ علي أن يستمتع به زوجك البخيل من بعدك؟‏,‏ وكيف يمكن تطبيق القواعد التي تقترحينها لصرف معاش الزوجة الراحلة للزوج‏,‏ وبعضها يمكن التحايل عليه‏,‏ ويفتح الباب للحيل والألاعيب والفساد؟‏.‏



لقد ظل الأزواج علي مدي أكثر من‏50‏ عاما يطالبون بحقهم في معاش الزوجة الراحلة أسوة بما تحصل عليه الزوجة إذا رحل عنها زوجها‏,‏ وكانوا يرون أن حرمانهم من نصيب الزوج في معاش زوجته الراحلة ظلم بين له‏,‏ حتي استجابت الدولة أخيرا‏,‏ وأعدت القانون الذي يسمح للزوج بنصيبه من معاش زوجته‏,‏ والمؤكد هو أن المشرعين الذين أعدوا مواد هذا القانون لم يخطر لهم في بال أن تجئ المعارضة له من جانب بعض الزوجات اللاتي شقين بأزواجهن وحياتهن الزوجية‏,‏ ويطلبن وضع ضوابط علي صرف معاش الزوجة الراحلة لزوجها لحرمان بعض الأزواج من أن يعيشوا في سعة بعد رحيل زوجاتهم‏.‏ أن الفكرة رغم غرابتها تثير التأمل‏,‏ وتدعونا لإحسان عشرة شريكات الحياة حتي لا ينتقمن منا بعد رحيلهن بحرماننا من معاشاتهن‏,‏ كما تطالب كاتبة هذه الرسالة؟‏..‏ وشكرا لها‏!.‏


__________________


حسام هداية غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس