بعث الرشيد وزيره تمامة إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم
فرأى بينهم شاباً حسن الوجه يبدو عليه التعقل
فأحبّ أن يكلمه، فقاطعه بقوله: أريد أن أسألك سؤالاً
فقال الوزير: هات ما بالك
فقال الشاب: متى يجد النائم لذة النوم؟
فقال الوزير: حين يستيقظ
فقال الشاب: كيف يجد اللذة وقد فارق سببها؟
فقال الوزير: حسناً، يجد اللذة قبل النوم
فقال الشاب: وكيف يجد اللذة في شيء لم يذقه بعدُ؟
فردّ الوزير قائلاً: حيرتني يا رجل، إذاً يجد اللذة وقت النوم
قال الشاب: النائم لا شعور له؛ فكيف يجد اللذة مَن لا شعور له؟
فبُهت الوزير ولم يدر ما يقول، وانصرف بعد أن أقسم ألا يجادل مجنوناً مرة أخرى