
مشاركة: دعوه عامه للمشاركه
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - :«السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ الْقَائِم اللَّيِل الْصَائِم النَّهَار»
محمد صلّى اللّه عليه وسلّم خير المكفولين:
في سيرة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم ما تطيب به خواطر اليتامى في كلّ زمان ومكان فقد توفّي والده قبل أن يولد ونشأ في كفالة جدّه عبد المطّلب يلقى من الرّعاية والعناية ما يعوّضه عن فقد أبيه، يقول ابن إسحاق:
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع جدّه عبد المطّلب بن هاشم، وكان يوضع لعبد المطّلب فراش في ظلّ الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك، حتّى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، قال: (ابن إسحاق): فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأتي وهو غلام جفر، حتّى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه، ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطّلب إذا رأى منهم ذلك: دعوا ابني، فو اللّه، إنّ له لشأنا، ثمّ يجلسه معه على الفراش، ويمسح ظهره بيده، ويسرّه ما يراه يصنع . وبعد أن توفّي عبد المطّلب وعمره صلّى اللّه عليه وسلّم قد جاوز الثّماني سنوات بقليل، انتقلت كفالته- أخذا بوصيّة جدّه- إلى عمّه الشّقيق أبي طالب ، فنهض أبو طالب بحقّ ابن أخيه على أكمل وجه وضمّه إلى ولده، وقدّمه عليهم واختصّه بفضل احترام وتقدير، فكان لا ينام إلّا وهو إلى جواره ويصطحبه معه ما أمكنته الصّحبة .
لقد كانت العرب تعرف ذلك وتحدّث به، وتعرف من وفاء الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لمن قام بكفالته ما جعل خطيب وفد هوازن يخاطبه مستشفعا في أموال هوازن ونسائها قائلا: يا رسول اللّه: إنّما في الحظائر عمّاتك وخالاتك وحواضنك اللّاتي كنّ يكفلنك ... وأنت خير المكفولين. وما كان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا أن وفّى لمن كفله وقام برعايته حقّ كافليه قائلا: «أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم» ، وهكذا كان صلّى اللّه عليه وسلّم مضرب المثل في الوفاء والعرفان بالجميل.
__________________