عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 11:17 PM
  #1
حسام هداية
 الصورة الرمزية حسام هداية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,163
افتراضي كيف نسترد أموالنا المنهوبة من الخارج وما هي ‬الطرق القانونية لاستعادتها ‬فورا ؟


كيف نسترد أموالنا المنهوبة من الخارج ؟
وما هي ‬الطرق القانونية لاستعادتها ‬فورا واستخدامها في ‬أعمال التنمية ؟
وهل ‬يحتاج الأمر إلى ‬طلب رسمي ‬من الحكومة المصرية ؟



والإجابة على ‬هذا السؤال تحتاج إلى ‬البحث عن المبادرات الدولية لاستعادة الأموال وليدة الفساد ‬وطرق محاكمة الفاسدين مهما كانت مناصبهم وحصانتهم السياسية والدولية .

الطريقة الأولي : ‬مبادرة اسمها ستار:
أطلق البنك الدولي ‬والأمم المتحدة مبادرة في ‬عام ‬2008 ‬مبادرة تسهل على الحكومات في ‬الدول النامية استعادة الأموال المسروقة ونقلها زعماء فاسدون إلى دول ‬غنية. وأطلق عليها مبادرة ستار.‬

وتهدف مبادرة استعادة الأموال المنهوبة إلى تشجيع الدول الغنية على إعادة هذه الأموال إلى الدول النامية ومساعدة هذه الدول على استثمارها في ‬برامج اجتماعية وفي ‬مشروعات لمكافحة الفقر. ‬

وتهدف إلى ‬ألا ‬يكون هناك ملاذ آمن لمن ‬يسرقون من الفقراء وحتى الآن تواجه الدول النامية مشكلات قانونية ومشكلات أخرى فيما ‬يتعلق باستعادة مثل هذه الأموال من دول ‬غنية.‬

ويقدر البنك الدولي ‬أن ما بين تريليون دولار و 6.1 ‬تريليون دولار ‬يجري ‬تهريبها عبر الحدود سنويا من عائدات أنشطة إجرامية وفساد وتهرب ضريبي. ‬ونحو ‬25 ‬في ‬المئة من الناتج المحلي ‬المجمل للدول الإفريقية ‬يضيع بسبب الفساد كل عام أو ما تبلغ ‬قيمته نحو ‬148 ‬مليار دولار.‬

ووصف وقتها الأمين العام للأمم المتحدة في ‬مؤتمر صحفي ‬المبادرة بأنها ‬ستكفل إعادة الأموال المنهوبة إلى أصحابها الحقيقيين. ‬وقال: "‬فلنجعل معا هذه المبادرة رادعا قويا لمن تسول لهم أنفسهم سرقة أموال عامة ولنستخدمها في ‬تقوية قدرة الحكومات على تحسين معيشة ملايين من الناس ".‬

يهدف البنك الدولي، ‬ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة من هذه المبادرة، ‬التي ‬تم إطلاقها ‬إلى استعادة الأموال التي ‬يُتهم الحكام المتورطون في ‬الفساد والرشوة بنهبها. ‬كما تهدف إلى استغلال هذه الأموال في ‬إنشاء مشروعات تحتاجها البلدان المنهوبة للاعتماد على نفسها، ‬وتطوير اقتصادها. ‬وتعتمد المبادرة من أجل نجاحها على تضييق الخناق على اللصوص ليس في ‬بلدانهم حيث ‬يمتلكون كل السلطات، ‬وإنما في ‬الأماكن التي ‬يهربون إليها أموالهم. ‬ومن فوائد هذه المبادرة أنها تسقط أي ‬حصانات سياسية أو دبلوماسية ‬يتمتع بها ‬مهرب الأموال ‬حتى ‬لو كان رئيس جمهورية وما زال في ‬موقعه ‬وتعتمد على ‬طلب من الحكومة المصرية بالتحفظ على ‬هذه الأموال والممتلكات في ‬بلدان العالم ‬الأعضاء في ‬البنك الدولي ‬حتى ‬يتم إجراء تحقيق في ‬حجم هذه الثروات وكيفية الحصول عليها ‬وهذا لم ‬يتم في ‬الحالة المصرية لأن الحكومة المصرية الحالية مازال بها شخصيات متورطة في ‬أعمال فساد وأبرزهم سامح فهمي ‬وزير البترول الذي ‬رفض بشدة في ‬العام الماضي ‬الانضمام إلى ‬التحالف الدولي ‬لمكافحة الفساد في ‬الصناعات الاستخراجية، أو أن تطلب احدي ‬الدول المصدقة على ‬اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد من الأمم المتحدة والبنك الدولي ‬بالتحفظ على ‬هذه الأموال لتعرضها لأضرار جراء الفساد ‬التي ‬ارتكبه هؤلاء الفاسدون خاصة لو أن شركات دولية أجبرت على ‬دفع أموال ‬غير مشروعة في ‬مصر مقابل منحها امتيازات خاصة أو لحصولها على ‬موافقات قانونية لبدء العمل.‬

وهذه الشركات عليها أن تبادر بأن تعلن عن هذه المبالغ ‬قبل أن تكتشف فتقع فريسة عقوبات دولية في ‬برنامج حوكمة الشركات التابع للبنك الدولي ‬وهنا دور هام للجاليات المصرية في ‬الدول الغربية للضغط على ‬هذه الشركات وملاحقتها قضائيا حتى ‬تكشف عن هذه المبالغ.‬

الطريق الثاني:
وهو ما قامت به تونس في ‬الأيام الأخيرة ولعب فيه التونسيون المقيمون في ‬فرنسا وبلجيكا ‬دورا مهما ‬في ‬تجميد ثروة بن على ‬وسبقوا الحكومة التونسية المؤقتة عندما سارعوا بتقديم بلاغات إلى ‬المدعي ‬العام في ‬كل دولة أوربية وكان المدعي ‬العام في ‬بروكسل قد قام ‬بإجراء تحقيق شامل حول ممتلكات عائلة بن على ‬في ‬بلجيكا. ‬وفي ‬فرنسا تم وضع اليد فعلا على الطائرة الخاصة للرئيس التونسي ‬السابق بن على.‬

‬ويعد دانيال لوبيك المحامي ‬وعضو من منظمة الشفافية الدولية، ‬وهي ‬منظمة دولية تضع خارطة شاملة للفساد. ‬هذا المحامي ‬الفرنسي ‬يطارد أموال الدكتاتوريين، ‬وقد أقنع بلجيكا وفرنسا مؤخرا للعمل على مصادرة ممتلكات بن على ‬المكتسبة بطرق ‬غير مشروعة والتي ‬يتوفر عليها في ‬هذه البلدان. ‬وعلي ‬الجالية المصرية في ‬أوروبا ومنهم الشرفاء الذين ‬يمكنهم الاتصال بهذا المحامي ‬فورا واستخدام القانون الأوروبي ‬في ‬محاكمة مجرمي ‬النظام وعلي ‬رأسهم أسرة مبارك وتقديم بلاغات جنائية ضدهم لارتكابهم أعمال عنف وقمع وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويتم بمقتضاها مصادره هذه الأموال أولا ثم منعهم من الدخول إلى ‬الدول الأوروبية خاصة وأن عدد من هؤلاء الفسدة موجود في ‬دول أوروبية حاليا .

وكانت عملية استرداد الأموال المنهوبة من سويسرا صعبة حتى ‬عام ‬2009 ‬قررت المحكمة السويسرية استرداد ‬6 ‬ملايين دولار من أموال الدكتاتور المتوفى موبوتو سيسي ‬سيكو في ‬زائير (‬الكونغو حالياً) ‬وأفراد أسرته. ‬وكانت هذه الأموال منذ سقوط نظام موبوتو مجمدة في ‬حساب مصرفي ‬سويسري. ‬كانت الحكومة الكونغولية تريد استرجاعها ولكن القاضي ‬السويسري ‬حكم بأن الطلب جاء متأخرا وأن النظام في ‬الكونغو كان ضعيفا جدا.‬

واسند القانوني ‬الثاني ‬في ‬سويسرا هو قانون دوفالييه وزير المالية السويسري ‬السابق وبمقتضاه ‬ومن فبراير الماضي ‬لم تعد أموال الطغاة السابقين آمنة في ‬الحسابات البنكية في ‬سويسرا. ‬هناك الآن قانون في ‬سويسرا ‬يسمح بإرجاع الأموال إلى الحكومة الشرعية وليس لعائلات الديكتاتور السابق.

‬هايتي ‬هي ‬الدولة الأولي التي ‬تستفيد من قانون دوفالييه الجديد، ‬وستتلقى الحكومة الهايتية ما ‬يقرب من ‬4.‬4 ‬مليون ‬يورو من الأموال المجمدة في ‬المصارف السويسرية العائدة لعائلة "‬بابا وبيبي ‬دوك " ‬دوفالييه.

و في ‬الآونة الأخيرة أصبحت القضية من ضمن مسئولية مجموعة العشرين ‬g20 ‬للعمل على استرداد الأموال ‬غير المشروعة. ‬

وقد أعلن دانيال لوبيك منذ ‬يومين أنه سيقوم بمتابعة ثروة آل مبارك وقام بتقديم بلاغ ‬إلى ‬المدعي ‬العام الألماني ‬للقبض على ‬مبارك في ‬حاله توجهه إلى ‬ألمانيا بغرض العلاج ‬بتهمه ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واستخدم مادة في ‬القانون الألماني ‬وكل القوانين الأوروبية وهي ‬امتداد الولاية القضائية للقضاء الأوروبي ‬لجرائم ترتكب خارج الدول الأوروبية وهي ‬المواد التي ‬استخدمتها منظمات حقوق الإنسان الدولية في ‬مطاردة مجرمي ‬الحرب الإسرائيليين في ‬أوربا وعدد من دول العالم ‬وهي ‬الطريقة التي ‬استند إليها المدعي ‬السويسري ‬في ‬تجميد الأموال والأصول المحتملة لمبارك و20 ‬من حاشيته في ‬سويسرا ومنهم أصدقائه الذين هربوا إليه هناك وعلي ‬رأسهم حسين سالم.‬

الطريقة الثالثة :‬
وهي ‬استخدام الآليات الواردة في ‬اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وهذه الآليات في ‬يد النائب العام المصري ‬وهو سلطه التحقيق ‬في ‬هذه الجرائم وإحالة جميع الفاسدين إلى ‬القضاء المدني ‬الطبيعي ‬لمحاكمتهم ‬ثم ‬يتقدم بطلب رسمي ‬للامين العام للأمم المتحدة لاستعادة الأصول والأموال المهربة والمملوكة للفاسدين في ‬الخارج وهذه آلية طويلة وتحتاج إلى ‬جهد من النيابة العامة المصرية والقضاء المصري ‬بجانب أن النيابة لا تستطيع التحقيق مع أسرة مبارك والمقربين منهم ‬بسبب الحصانة السياسية والصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئيس ومنها تعيين النائب العام نفسه وقيادات السلطة القضائية كلها، ‬وهذه الطريقة لن تجدي ‬حتى ‬لو تنحي ‬الرئيس مبارك ‬وخرج مثل زين العابدين بن على ‬لأنها تحتاج إلى ‬وقت طويل، ‬لذا فالطريقة الثانية هي ‬الأسرع والأسهل خاصة وأن المجتمع المدني ‬المصري ‬مطالب بتحريك المجتمع المدني ‬الدولي ‬لتقديم بلاغات سريعة حول حجم الأموال المهربة وحشد الجاليات المصرية في ‬الخارج ‬للإبلاغ ‬عن هؤلاء الفاسدين ‬والتقدم بطلبات إلى ‬البنوك للإفصاح عن ثروات هؤلاء والتقدم بطلبات لمعرفة ممتلكاتهم باستخدام قوانين حرية تداول المعلومات المعمول بها في ‬أوروبا.‬

__________________


حسام هداية غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس