![]() |
مشاركة: قصص واقعية للعبرة و العظة
لو سقطت منك فردة حذاءك .. واحدة فقط .. أو مثلا ضاعت فردة حذاء .. واحدة فقط ؟؟ مــــاذا ستفعل بالأخرى ؟ يُحكى أن غانـدي كان يجري بسرعة للحاق بقطار ... وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار !!!... فتعجب أصدقاؤه : وسألوه ماحملك على مافعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ : فقال غاندي الحكيم أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما !... فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ! ولن أستفيد أنــا منها أيضا .. كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء... نريـد أن نعلم انفسنا من هذا الدرس أنــه إذا فاتنــا شيء فقد يذهب إلى غيرنــا ويحمل له السعادة فــلـنــفــرح لـفـرحــه ولا نــحــزن على مــافــاتــنــا !فهل يعيد الحزن ما فــات؟ .... وننظر إلى القسم الممتلئ من الكأس ... وليس الفارغ منه |
مشاركة: قصص واقعية للعبرة و العظة
يحكى انه كان يوجد اب وابنه يعيشان معا , وكان ذلك الابن صعب المراس الى درجة انه كان يصعب على والده او من حوله ارضاؤه , فكان دائم التعصب والزمجرة غضبا ,و من اقل سبب , كان يملاء الدنيا صيحا وصراخا بالقبيح من الكلام اذا ما اغضبه احد ما . فاذا بأحد الايام , وقد عقد الاب الحكيم العزم على ان يعطى ابنه درسا فى الاخلاق , وانه قد حان الوقت ليتعلم مايفيده فى حياته بعد يقينه من استحالة استمرار ولده على ذلك الحال . فاذا بالاب يوما ينادى ابنه , فلبى الابن نداء ابيه , فاذا بوالده يعطيه كيسا , واذا بالكيس ملىء بالمسامير , وبلا مقدمات قال له والده ": بنى , فى كل مرة تختلف فيها مع شخص وتفقد اعصابك معه , قم بطرق مسمارا فى سور الحديقة " كان مطلبا غريبا وعجيبا من الاب ذلك ما يطلبه من ابنه , وتعجب الابن من طلب ابيه ,ولكنه اثار انتباهه ,وفضوله , وقد اعجبته تلك الفكرة , ولكنه تساءل فى نفسه:"لم يدق مسمارا اذا اصبح على ذلك الحال ؟ ولم تلك الحالة خاصتا ؟" لم يجد جوابا لاسئلته من ابيه الا انه سيعرف الاجابة حين يأتى وقتها. فعزم على تنفيذ ما طلبه منه والده , فضولا منه لمعرفة نتيجة الطلب الغريب. فكان فى كل مرة ينتابه غضب عظيم او يفقد فيها اعصابه , تجده يدب الارض بقدميه سيرا الى حيث يوجد السور , وقد تملكه الغضب والانفعال , ممسكا بتلابيب اعصابه كى لا ينفجر بكلامه فى وجه احد , متجاهلا أى تساؤل ممن حوله عن مكان ذهابه , متغاضيا نظراتهم والدهشة التى تطل بأعينهم اذ هو فى عزم غضبه وقد اطبق شفتيه عمدا ان يقول شيئا تاركا محدثه الى حيث لا يعلم . وفى اول يوم له , طرق 37 مسمارا بسور الحديقة الى ان ناله التعب وانهكه ذلك الدق , واذا به وبأخر مسمار يدقه بذلك اليوم يتساءل": ألم يفكر أبى فى شىء ايسر من طرق المسامير؟", وصار بكل يوم يدق عددا لا بأس من المسامير , كلما غضب طرق مسمارا , كلما اوشك على سب احد طرق مسمار ,وتساءل يوما :" اخاف يوما أن ألزم ذلك السور بكثرة المسامير التى اطرقها يوميا , فاضطر الى اتخاذ بيتا لى بجواره" الى ان مر اول اسبوع له من تلك التجربة , وقد نوى ان يحاول ضبط اعصابه اذا ما غضب او فقد اعصابه , فهو اهون من دق مسمارا . وبالتدريج بدأ عدد المسامير المدقوقة يوميا ينخفض شيئا فشيئا , ثم يمر الاسبوع تلو الاخر و عدد المسامير ينخفض وينخفض , الى ان جاء اليوم الذى لم يدق فيه الفتى مسمارا واحدا فى سور الحديقة على الرغم من غضبه . فقد تعلم كيف يتحكم فى اعصابه وكيف يكظم غضبه اذا هو غضب , كيف يتغاضى عن اقوال الاخرين الى تثير غضبه وكيف يتحكم بلسانه , تعلم متى يقول قولا لا يندم عليه , كى لا يندم عليه يوما فعلا , متى يتكلم ومتى يصمت , فقد تبين له ان الصمت قد يجدى عن القول احيانا. وعندها ذهب الى والده ليخبره بذلك الخبر , وانه لم يعد فى حاجة الى كيس المسامير , كان يوما سعيدا بحياته , ولقد سعد بهذا اليوم ايما سعادة , فلقد تغير طبعه وخلقه الى الاحسن , والى الافضل ,. فاذا بوالده يخبره": بنى , الان قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمر بك دون ان تفقد اعصابك فيه " وياله من مطلب اخر عجيب , ولم ياترى ؟ الم يطلب منى يوما ان ادق تلك المسامير , والان يطلب منى ان ازيلها ؟!! عجبا !! حسنأ فلأنفذ له ما طلب , وعلى أية حال , فأنا الان افضل مما كنت عليه من قبل , وسأتمكن بأذن الله من ازالتها فى وقت اقصر من ذى قبل. ومرت عدة ايام , وقد ازال الفتى المسامير , المسمار تلو الاخر بشروط ابيه له , وقد جاء الى حيث والده كى يخبره بأنه قد ازالها جميعا وكله شوق ولأن يعرف الان لم فعل ذلك ؟ فما نتيجة مافعل ؟ فها قد جاء والده واخبره بالخبر السعيد , وها قد قام الوالد باصطحابه الى ذلك السور الذى قد شبع دقا , وطلب منه ان يمعن النظر فى السور , ثم قال له": بنى قد احسنت التصرف , فأطعتنى ولم تعصنى , ولبيت طلباتى ولم تخذلنى يوما الى الان , ولكن أى بنى انظر الى تلك الثقوب التى تركتها بالسور فهى ابدا لن تزول , ولن يعود السور ابدا كما كان." " يابنى , حينما كانت تشب مشادة بينك وبين الاخرين , فتفقد اعصابك فى حينها , ثم يخرج منك السىء من الكلمات لهم , فأنت قد تركت جرحا بأعماقهم , وطرقت بها ثقوبا كتلك التى بالسور " " انت ان استطعت ان تخرج سكينا من جوف احدهم بعد ان طعنته بها , وقد تركت بقلبه جرحا غائرا , قد يلتئم تاركا مكانه اثرا , فلا عليك بعدها ان تتأسف له ,فكم من مرة ستتأسف و تعتذر على ما فعلت ولكن ذلك الجرح لازال موجودا" " يابنى , ان جرح اللسان اقوى من جرح الابدان , والاصدقاء جواهر نادرة , هم يبهجونك ويساندونك , هم جاهزون لسماع شكواك فى اى وقت تحتاجوه فيه اليهم , هم بجوارك وقلوبهم مفتوحة لك ,لذا فلترهم مدى حبك لهم" |
يتيم .. حفظ وصية أمه فحصلت له قصة عجيبة .. غاية في التأثير ..!!!
منقووووول
يتيم .. حفظ وصية أمه فحصلت له قصة عجيبة .. غاية في التأثير ..!!! المؤمن كالغيث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا الآن على متن الطائرة .. وعلى ارتفاع عال جدا ... غابت عني فيه فصول الأرض ... حلق ذهني على نفس هذا الارتفاع الشاهق .. بقصة عجيبة سردها لي زميل لي ينقلها عمن حصلت له هذه الحادثة .. وذهلت من فصولها وتأثرت جدا لخاتمتها .. فكم من مواعظ تمر على القلب مر السحاب وكم من قصة تهز أعماق القلوب .. فترجع مباشرة للفطرة .. فتذعن لعظمته وتخشع لعزته سبحانه علام الغيوب .. ---------------- مسئول في دار الأيتام يفاجا باتصال من هاتف غريب .. السلام عليكم .. وعليكم السلام .. دار الأيتام ..؟؟ نعم .. أريد مخاطبة المسئول مباشرة .. فقلت له أنا المسئول حياك الله تفضل .. الصوت صوت شاب في مقتبل عمره .. شاب في أول عمره وباكورة حياته .. قال لي : لا تعجب من القصة التي سأسردها عليك والرابط الذي فيها أني يتيم الأب فقط وأحببت أن تبلغ الناس عما حدث لي لعلهم يتعظون ويقع ذلك منهم موقعا يحذر فيه من أراد الزيغ .. اجتمع بعض رفقائي وأجمعوا أمرهم على السفر .. لدولة مجاورة .. ليس للدعوة ولا لنشر الخير وإنما لإشاعة الفضيلة ولعيش بعض الوقت في المحرمات التي لم يجدوها متاحة في هذا البلد الطيب المحافظ .. وأجبتهم للسفر .. ذهبت لوالدتي وأخبرتها بالخبر .. قالت لي – وكان حصيفة - : ماذا تريد من السفر ؟؟ فأجبتها بإجابة عائمة لا تفي بغرضها .. كررت السؤال بحزم .. فقلت : نتسلى و ننظر في لطائف السياحة وعجائب المدن ونعيش شيئا من غرائب الأسفار .. قالت لي : يا ولدي أنا لا أحب أن أرد لك طلبا كما عهدتني ... إلا أنك تعدني يا ولدي .. وعهدا والله سبحانه هو الشاهد .. عاهدني بالله .. يا ولدي .. ألا تقرب الحرام .. ألا تقرب الحرام .. ألا تقرب الحرام .. تعدني يا ولدي ؟؟ فعاهدتها بالله العظيم ... ألا أقرب منكرا مع أن هدف الرحلة الرئيس المنكر بعينه من شرب وزنا وغيرها .. نسأل الله السلا مة .. المهم .. حزمنا الأمتعة وسافرنا .. وتهيأ لنا من المنكرات العجب هناك .. لدرجة أن زملائي رفضوا ان يسكنوا في غرفة واحدة بل آثر كل منهم العيش في غرفة مستقلة حتى يحلو له ما يشاء بدون رقيب ولا حسيب .. ولا شك أن الله يعلم السر وأخفى ويطلع ويسمع ويرى .. سبحانه وبالفعل .. جلسنا كل شاب منا في غرفة .. والفندق .. تواصيا منه على المنكر .. وتفانيا منه في تقديم الفساد في أجمل صورة .. أرسل لكل غرفة فتاة ( مغرية ) .. مقابل مبالغ رمزية .. يسيرة لا تكلف شيئا مقارنة بالميزانية المتواضعة .. وتم إستقبال الرسائل وجاءتني فتاة إلى غرفتي الخاصة ... وحاولت إغرائي بكل ما تملك .. لا تتخيل حركاتها وكلماتها وغنجها الشديد .. وكنت شابا يافعا تفور مني دوافع الشهوة .. وأنجذب لمغريات الزمان .. يكسو ذلك ضعف إيمان وقلة دين .. وهذا حال منهم في سني .. فلما كاد الشيطان ان يبلغ مني مبلغه .. ولم يكن بيني وبين ( الخبيثة ) شيء يذكر .. حتى إذا أردت القيام وعزمت على النهوض لها .. وقد غطى علي حينها الشهوة .. تذكرت العهد .. والوعد .. الذي أبرمته بيني وبين والدتي الا أقرب منكرا ولا آتي فاحشة فعجبت كيف انصدت نفسي .. والتفت خاطري .. فانصرفت رغبتي .. مباشرة وقرع قلبي قارع فانتهيت مباشرة .. ********* وحدث هنا مالم يكن في الحسبان .. فلما استغربت هذا الفعل .. وتعجبت من هذا الصنيع .. فقلت لها : أنا لا أريد أن أفعل معك المنكر ... لأني للأسف يا حبيبتي مصاب بالإيدز ... ( لعلها تنصرف ) .. فقالت لي : لا بأس .. و ما المشكلة ؟؟ وأنا كذلك مصابة بالإيدز .. !!!! لا إله إلا الله .. فكادت قواي أن تنهار ولم تعد قدماي تقوى على حملي .. أنا نجوت ولكن ... زملائي ... قمت لأحذر زملائي .. لأجد كل منهم قد تمتع ( كما ظن ) بهذه الحسناء .. ولم يعلم أن اوصاله سيقطعها الإيدز قريبا .. خسروا الدنيا والآخرة .. ورحمة الله فوق كل اعتبار .. ،،،،، وانا حفظني الله رغم اني مقصر عموما وذلك لأني حفظت العهد لوالدتي فكما حفظته لوالدتي العهد حفظني الله مني العرض بل حفظني من كل سوء .. أبلغ الشباب يا شيخ بهذه القصة .. للأيتام لعلهم ينتبهون .. ----------------- فسبحان من يحفظ ويكلأ بالرعاية .. ويهدي من يراعي بر والديه .. فيحفظه من كل سوء كما حفظ امر والديه .. ------------------------- حفظني الله وإياكم من كل سوء .. من على متن الطائرة |
فتاه تموت عارية فى البالتوك "مؤثرة"
فتاة ٌ تموتُ عارية ً في البال توك
لا أدري واللهِ من أينَ أبداُ ، أو كيفَ أبدأ ، فقد دارتْ بي الأرضُ ، وحُمَّ جسدي ، وزادتْ عليَّ العلّةُ ، واستحكمَ المرضُ ، وغشيني من الهمِّ والغمِّ ما غشيني ، بعدَ أن سمعتُ خبراً لو نزلَ وقعهُ على جبلٍ لتضعضعَ ، ولو مُزجَ في مُستعذبِ الأنهارِ لأحالها كدراً ، ولو سمعَ بهِ أحدُ أسلافِنا من الرعيلِ الأوّلِ لقضى ما بقيَ من عمرهِ ساجداً ، يحذرُ ذلكَ المصيرَ المشئومَ ويرجو ربّهُ العافيةَ وحُسنَ الخاتمةِ . وقعَ بتأريخِ 17/11/1424هـ في الساعةِ الثالثةِ وفي ثُلثِ الليلِ الأخيرِ ، بمدينةِ الرياضِ ، لفتاةٍ في العشرينَ من عُمرِها تُدعى س . ح ، واقعةٌ تُلينُ الصُمَّ الصِلابَ ، وذلكَ أنَّ تلكَ الفتاةَ قد أخذتْ أُهبتها وازّينتْ ، وقامتْ تتهادى وتخطِرُ أمامَ شاشةِ الحاسبِ الخاصِّ بها ، وتعرضُ ما دقَّ وجلَّ من تفاصيلِ جسمها ، مُقابلَ مبلغٍ زهيدٍ من المالِ ، على حثالةٍ من الذئبانِ البشريةِ وسقطةِ الخلقِ ، والتي لا تعرفُ معروفاً ولا تنكرُ منكراً ، وتعيشُ على هامشِ الوجودِ ، في أحدِ مواخيرِ البال توك العفنةِ . وفجأةً في لحظةٍ عابرةٍ وغفلةٍ مُباغتةٍ وأمامَ مرأى الجميعِ وتحتَ بصرهم ، سقطتْ تلك الفتاةُ مُمدّدةً على الأرضِ ، ووقعتِ الواقعةُ ، وابتدأتْ قصّةُ النهايةِ ! . لقد جاءها ملكُ الموتِ الذي وُكّلَ بها وهي تستعرضُ بمفاتِنها وتُبدي عورتَها ، وقد سكرتْ بخمرِ الشيطانِ ، ولم تستيقظْ إلا وهي في عسكرِ الموتى . إنّها الآنَ ميّتةٌ بلا حولٍ ولا قوّةٍ . لقد ماتتْ وكفى ! . أصبحتْ جُثّةً هامدةً ، سكنَ منها كلُّ شيءٍ إلا الروحَ ، فقد علتْ وعرجتْ إلى اللهِ تعالى ، ولا ندري ماذا كانَ جزاءها هناكَ . إنّها لحظةُ الوداعِ المُرعبةِ . لم تُلقِ نظراتِ الوداعِ على أبيها وأمّها ، طمعاً في دعوةٍ منهم نظيرَ برّها بهم ، ولم تلقِ نظرةَ الوداعِ على ورقةٍ من المصحفِ الشريفِ ، ولم تكنْ لحظةَ وداعها ذكراً أو دعوةً أو خيراً ، بل ليتها كانتْ لحظةً من لحظاتِ الدنيا العابرةِ ، تموتُ كما يموتُ عامّةُ الخلقِ وأكثرُ البشرِ . ليتها ماتتْ دهساً أو غرقاً أو حرقاً أو في هدمٍ . ليتها كانتْ كذلكَ ، إذاً هانَ الأمرُ وسهل الخطبُ . ولكنّها كانتْ ميتةً في لحظةِ إثمٍ ومعصيةٍ ، وليتها كانتْ معصيةً مقصورةً عليها وقد أرختْ على نفسها سترَ البيتِ ، وأسدلتْ حِجابَ الخلوةِ ، وانكفأتْ على ذاتِها ، وإنّما كانتْ على الملأ تُغوي وتُطربُ ، وقد سكرتِ الأنفسُ برؤيةِ محاسنِها ، وأذيعتْ خفيّاتُ الشهوةِ وأوقدَ لهيبُها . ثُمَّ ماذا يا حسرة ! . ماتتْ . نعم ، ماتتْ . لقد ولدتْ وربيتْ وعاشتْ لتموتَ . سقطتْ وهي عاريةٌ ، وبعد لحظاتٍ يسيرةٍ صارتْ جيفةً قذرةً لا يُساكُنها من المخلوقاتِ شيءٌ ، والعظامُ قد نخِرتْ والجلدُ عدا عليهِ الدودُ ، وأمّا الروحُ فهي في يدِ ملائكةٍ غِلاظٍ شدادٍ ، لا يعصونَ اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ ما يؤمرونَ . اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ ما يؤمرونَ . لقد ماتتْ ! . ما أقوى أثرَ هذه الكلمةِ في النفوسِ ، واللهِ إنّها لتحرّكُ منها ما لا يُحرّكهُ أقوى المشاهدِ إثارةً وتهييجاً . لن تُسعفني جميعُ قواميسِ اللغةِ وكُتبِ البيانِ ، في تصويرِ فظاعةِ وهولِ تلكَ اللحظةِ ، ولكنْ لفظاً واحداً قد يقومُ بتلكَ المُهمّةِ خيرَ قيامٍ ، إنّهُ لفظُ : الموتِ ! . أتدرونَ ما هو الموتُ ! ، إنّها الحقيقةُ الوحيدةُ التي نجعلُها وهماً وخيالاً ، إنّهُ اليقينُ الذي لا شكَّ فيهِ ، والذي غدا مع مرورِ الوقتِ شكّاً لا يقينَ فيهِ ، إنها اللحظةُ الحاسمةُ والساعةُ القاصمةُ التي تُكشفُ فيها حِجابُ الحقيقةِ ، ويسطعُ نورُ اليقينِ . في غفلةٍ خاطفةٍ صارتْ من بناتِ الآخرةِ ، وارتحلتْ مُقبلةً إلى ربّها ، تحملُ معها آخرَ لحظاتِ النشوةِ ، تلكَ التي أصبحتْ ألماً وأسفاً وحسرةً ، في وقتٍ لا ينفعُ فيهِ الندمُ . لقد جاءتْها سكرةُ الموتِ بالحقِّ ، وفاضتْ الرّوحِ إلى بارئها ، وبدأتْ رحلةُ المعاناةِ والمشقّةِ ، بعدَ سنواتِ العبثِ والمجونِ والضياعِ ، مضى وقتُ اللعبِ والأنسِ والطربِ ، وجاءَ وقتُ الجدِّ والعناءِ والتعبِ ، ذهبتِ اللذةُ وبقيتِ الحسرةُ ، إنّها الآنَ رهينةُ حفرةٌ مُظلمةٍ ، يُسكانُها الدودُ ويقتاتُ على محاسنها . لقد سكتَ منها الصوتُ الحسنُ ، وأطفئتِ العينانِ الساحرتانِ ، وسكنتِ الجوارحُ والأعضاءُ ، وبقيتِ الرّوحُ تُكابدُ وتُعاني ، في رحلةٍ مُترعةٍ بالغربةِ والوحشةِ ، ليسَ فيها من أنيسٍ إلا العملُ الصالحُ . تلكَ الساعةُ المُرعبةُ واللحظةُ المخوفةُ ، التي خافها الصالحونَ ، وعملوا من أجلها ، لحظةُ اليقينِ والنزعِ ، أمّلوا أن تكونَ في سجدةٍ أو ركعةٍ ، أو في ثغرٍ من الثغورِ مرابطينَ ، أو على تلٍّ أو في وادٍ شهداءَ مُكرمينَ ، وتأتي هذه الفتاةُ لتأخذَ نصيبَها من السكراتِ والغمراتِ ، وهي في حالةٍ من العُرْيِ والفُحشِ ، يستحي الإنسانُ حِكايةَ واقعِها فضلاً عن ملابسةِ تفاصيلِها . أفي ثُلثِ الليلِ الآخرِ ! ، وقد أخذتْ أصواتُ الديكةِ تعلو ، مؤذنةً بدخولِ وقتِ النزولِ الربّانيِّ ، وهبَّ عبّادُ الليلِ ورهبانهُ من مضاجعهِم ، وقصدوا إلى مواضيهم فغسّلوا وغسلوا ، ثمَّ راحوا في خضوعٍ وتبتّلٍ يضرعونَ ويجأرونَ إلى اللهِ بالدّعاءِ ، ويُسبلونَ دمعاً رقراقاً من محاجرهم خوفاً وطمعاً ، يرجونَ رحمةَ اللهِ ويخشونَ عذابهُ . هبّوا ولبّوا ، فملأ اللهُ وجوههم نوراً ، وصدورهم رهبةً وحُبوراً ، وزادهم فضلاً ونعمةً . إنّهُ وقتُ النّزولِ الربّاني ، إنّهُ وقتُ الرّحمةُ ، إنّها ساعةُ الخشوعِ والخضوعِ والبكاءِ ، لا إلهَ إلا اللهُ ما أطيبها وأرقّها وأحناها من ساعةٍ ، تخفقُ القلوبُ فيها بذكرِ اللهِ ، وتهيمُ شوقاً إلى لقاءهِ ، وتميدُ الأجسادُ في محاريبِ العبادةِ ، فلا ترى إلا دمعاً هامياً ، وجبهةً مُتعفّرةً ساجدةً ، وركباً تنوءُ بطولِ القيامِ والتهجّدِ . يخلو فيها العارفُ فيناجي مولاهُ ، وترتعدُ فرائصهُ إذا تذكّرَ خطاياهُ ، فلا يزالُ في استغفارٍ وندمٍ ، وتُشعلُ جوانحهُ قوارعُ الألمِ ، يذكرُ فضلَ ربّهِ فيقرُّ ويهدأ ، ثُمَّ يذكرُ بأسهُ فيفرقُ ويضطربُ . ما أحلمَ اللهَ عنّا ونحنُ نبرزُ إليهِ في وقتِ نزولهِ بهذا العُهرِ وذلكَ المجونِ ! . سُبحانكَ ربّنا ما عبدناكَ حقَّ عبادتكَ . إنَّ السماءَ تأطُّ وتُصرصرُ ، ما فيها موضعُ شبرٍ إلا وملكٌ وضعَ جبهتهُ ساجداً للهِ ، وهو لا يرجو جزاءً أو حِساباً ، فكيفَ يغفلُ عن الجزاءِ والحسابِ ، من تُدنيهِ أيامهُ ولحظاتهُ من القبرِ كلَّ مرّةٍ ، ومع ذلك لا يذّكرُ أو يرعوي . إنَّ الإنسانَ مهما بلغَ ما بلغَ من منازلَ في العبادةِ والصلاحِ ، لن يكونَ بمقدورهِ الصبرُ على نزعِ الرّوحِ وهولِ المطلعِ ، ولا يُمكنهُ ذلكَ إلا بتيسيرِ اللهِ لهُ في خاتمةٍ حسنةٍ على عملٍ صالحٍ ، وبملائكةِ الرحمةِ التي تُبشّرهُ بحُسنِ النّزلِ وكرمِ المأوى ، ثُمَّ مع ذلكَ يُكابدُ السكراتِ والغمراتِ ، وتخرجُ روحهُ من عصبهِ وعظمهِ ، ويجدُ وطأةَ ذلكَ تامّاً وافراً ، ثُمَّ تأتيهِ ضمّةُ القبرُ ، في مراحلَ من المحنةِ والشدّةِ ، يُقاسيها الأنبياءُ على تقدّمهم في المنزلةِ ورفعتهم في المكانةِ ، فكيفَ يكونُ حالُ من ماتَ على خاتمةٍ تسودُّ منها الوجوهُ ، وتشمئزُّ لها النّفوسُ ؟ . أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرّجيمِ : (( وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا لهُ من قبلِ أن يأتيكمُ العذابُ ثُمَّ لا تُنصرونَ ، واتّبعوا أحسنَ ما أُنزلُ من ربّكم من قِبلِ أن يأتيكم العذابُ بغتةً وأنتم لا تشعرونَ ، أن تقولَ نفسٌ يا حسرتا على ما فرّطتُ في جنبِ اللهِ وإن كنتُ لمن الساخرينَ ، أو تقولَ لو أنَّ اللهَ هداني لكنتُ من المتّقينَ ، أو تقولَ حينَ ترى العذابَ لو أنَّ لي كرّةً فأكونَ من المُحسنينَ )) . اللهمَّ ارحمْ في الدّنيا غُربتنا ، وآنسْ في القبرِ وحشتنا ، وارحمْ يومَ القيامةِ بينَ يديكَ موقفنا ، اللهمَّ أنتَ وليُّنا في الدّنيا والآخرةِ ، توفّنا مُسلمينَ وألحقنا بالصالحينَ |
مشاركة: قصص واقعية للعبرة و العظة
00إن الله عظيم00من بين آهات المرضى وحنين الأجهزة ، حثثت الخطى نحو الباب الخارجي لغرفة العناية المركزة ، وقبل آخر خطوة نحو الباب ، ألقيت نظرة أخيرة على المرضى ، وقد غطت كمامات الأكسجين أفواههم ، أما صدورهم فقد غدت مسرحاً للأجهزة المختلفة ، وأياديهم تحولت إلى شبكة من الأنابيب التي تصل غذاءهم بدمائهم ، أما أصوات الأجهزة فتارة تعلو وتارة تخبو ، وأمام كل مريض يجلس أحد الممرضين ، وقد ركز انتباهه مع الأجهزة ....قد غادروا الحياة جسداً أما أرواحهم فلا زلت معهم لم تغادر بعد ، البعض قد يئس منه الطبيب والحبيب ولم يبق إلا الدعاء يصل بينهم وبين الأمل ، والبعض الأمل في شفائهم كبير ، ويحتاجون إلى عناية مركزة حتى يمن الله عليهم بالشفاء ....تأملتهم وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا يدفعون عنها ضراً ، أياديهم ساكنة وإذا تحركت سارع الممرضون لإخماد ثورتها حتى لا تعبث بالأجهزة ، غذاؤهم ما يكتب لهم من قبل الأطباء لا ما يشتهون ، وشرابهم لا يروي ظمأهم ، تغير كل شيء ...سكن كل شيء فيهم ...هم للموت أقرب منهم إلى الحياة ...مررت بيدي على جسدي ...عيناي تبصران ، أذناي تسمعان ، وشفتاي تنطقان ...شعرت بأنفاسي المتلاحقة تنطلق من أنفي ...وضعت يدي على قلبي ، إنه ينبض ...ويداي تتحركان كما أريد ...حركت قدميّ فتحركت ...لك الحمد يا ربي فقد عافيتني ...لك الحمد يا ربي فقد رزقتني ...لك الحمد يا ربي فقد وهبتني نعماً لا تعد ولا تحصى ...وحينها تذكرت أن أقول : الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاهم به ، وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا ...(((***======================***)))انطلقت بالسيارة ، كان الطريق خالياً من السيارات ، نسائم الليل الذي أوشك على الرحيل تسللت إلى جسدي ، شعرت معها براحة عجيبة ، رفعت بصري إلى السماء ...إنها الساعة التي ينزل فيها الجبار إلى السماء الدنيا ...فيقول : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟عدت ببصري إلى الأرض ، كم من نائم يغط في نومه في هذه اللحظات ؟وكم من غافل يخوض في المعاصي والآثام ؟وكم من قائم يناجي ربه ويتضرع بين يديه ؟قال الله تعالى :(( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون () وبالأسحار هم يستغفرون ))أرجعتني ذاكرتي إلى المرضى الذين ينامون في غرفة العناية المركزة ، همست : مساكين قد حرموا من هذه الساعة ...لا ... لم يحرموا من هذه الساعة ، فأعمالهم التي كانوا يعملون بها في هذه اللحظات ، تُكتب لهم ، فإن كانوا من أهل القيام فإن أجورهم تُكتب لهم كما كانوا من قبل ، وإن لم يكونوا منهم ، فهم مساكين حقاً ...مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها . قيام الليل ومناجاة الخالق عز وجل ، انطلق لساني يردد هذه العبارة ، شعرت أن لها طعماً يختلف عن طعم الكلمات التي نسمعها هذه الأيام ، ربما لأنها انطلقت من القلب .... وفجأة شعرت بأنني قد توقفت ، بل رجعت بالسيارة إلى الوراء ، فقد تجاوزتني سيارتان كأنهما البرق ، نظرت إلى عداد السرعة في سيارتي ، يا الله إنني أسير بسرعة مائة وعشرين كيلاً في الساعة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لماذا يعرضون أنفسهم للخطر ؟ لماذا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة ؟ ...وأنا في تساؤلاتي وحيرتي ، أبصرت كأن الشمس قد أشرقت من ورائي ، وكأن صخب الطرق في مدينتي قد أفاق من رقدته ، دققت النظر ، فإذا بالسيارات من ورائي تشير إليّ بالأنوار العالية ، لم أعرف ماذا أفعل ؟ ....تجاوزتني جميع السيارات إلا واحدة أقبلت نحوي بسرعة جنونية ، أيقنت بالخطر فأغمضت عيني ، وأنا أنطق بالشهادتين ، ولكنني استطعت أن أفتحهما فيما بعد ...الحمدلله كانت أول كلمة نطقت بها بعد تلك اللحظات الرهيبة ....ابتعدت السيارات وعاد السكون مرة أخرى ، لكن مشاعر الحزن والألم بدأت تسيطر على مشاعري ....انبعثت زفرة من صدري ، تبعتها زفرات ، كل واحدة ترثي حال هؤلاء الشباب الغافل عما يراد بهم ، ترثي حال الأمة التي تتجرع العذاب والهوان في كل مكان وزمان تنتظر من الشباب أن يعيد لها مجدها ....توالت الزفرات من صدري ، تبكي الأم الثكلى ، والطفل اليتيم ، تبكي الزوجة المكلومة ، والشيخ الكبير ، تبكي الأقصى دنسته أيدي اليهود ، تبكي الإسلام في بقاع الأرض ....تبكي الماضي ، يوم كانت هذه اللحظات لا تسمع فيها إلا دوياً كدوي النحل ، من قراءة القرآن ، والوقوف بين يديّ جبار السماوات والأرض ...وتتحرق أسى وحسرة على شباب أضاعوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم ولا ينفع أمتهم ، بل فيما يضرهم ...اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أتذكر قول المولى عز وجل : )) أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه () قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب )) ، وتذكرت الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقول : لو طهرت قلوبنا ما شبعت من القرآن ...نعم ... لم تطهر قلوب هؤلاء الشباب ولم تتعلق بخالقها ، قلوب فارغة من محبة الله ، أجلب عليهم الشيطان بالضيق والنكد ، فراحوا يبحثون عن السعادة في السهر و الغناء ، والسرعة والتفحيط ، وربما المخدرات والمعاصي بأنواعها ....اشتد بي الكرب فتوجهت للمولى عز وجل أدعوه وأرجوه ورحت أردد : اللهم اهدي شباب المسلمين ، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً ....==========وكأن المفاجأت في هذه الليلة تتوالى ، أبصرت أمامي فوج السيارات وقد توقف كليةً ، ضغطت على كوابح السيارة ، بحثت عن منفذ حتى أتجاوزهم ، سرت في المسار الأيسر تجاوزت الصف الأخير ، لكنني توقفت فالطريق قد أغلق تماماً ، أوقفت السيارة ، يبدو أنني أحتاج لوقت حتى أواصل السير ....أخرج الشباب أجسادهم من النوافذ وبدأت أصوات الغناء ترتفع ، والبعض منهم يردد ويصفق ، والبعض يرقص ...إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا أفعل الآن ؟ ...انتظرت لحظات أنصت فيها ، ربما يقوم بعضهم بالقيام بحركات مثيرة بالسيارة ، لكنني لم أسمع أصوات التشجيع وأصوات كوابح السيارات كما هو الحال في تجمعات الشباب .....شعرت بانقباض ، قلت في نفسي : لعله حادث ؟ ....زاد قلقي عندما رأيت الشباب يتوقفون عن الغناء والرقص والتصفيق ، ثم يخرجون من نوافذ السيارات ، ويركضون إلى الأمام .....هممت أن أنزل لأرى ، لكنني خشيت أن يأتي أحدهم ويأخذ السيارة ، أو يصطدم بها أحد العابثين ...انتظرت في مكاني لحظات ، الوضع لم يتغير ، أغلقت السيارة ، وقبل أن أخرج منها ، أقبل شاب يجري على قدميه ، يضرب السيارات بيديه ويركلها بقدميه ، وهو في حالة انهيار عصبي ، لم تسلم سيارتي من ضرباته المتتالية ، حاولت أن أوقفه لكنه ركض بعيداً عني ....وقبل أن يبتعد كثيراً ، أقبل شابٌ أخر يجري على قدميه يبكي ويصرخ بصوتٍ عالٍ : إللي ما راح لا يروح ، إللي ما راح لا يروح ، مواقف شنيعة ، مواقف شنيعة ، أوقفته وسألته : ماذا حدث ؟ ....يا أخي أقول لك مواقف شنيعة ، الأن يلقنونهم الشهادة ، اللي ما راح لا يروح ...تركته وانطلقت إلى المكان الذي جاء منه ...تجاوزت الجميع ، أشلاء متناثرة ، وأجساد ملقاة على الأرض ، وأخرى لازالت محجوزة في السيارة ، لا تسمع إلا الأنين ، ولا ترى إلا باكياً حزيناً ، قد أصابه الموقف بالدهشة والحيرة فانعجم لسانه ...شاب في العشرين من عمره ارتفع صوته ، قد انكب على رجل تجاوز الأربعين مُلقى على الأرض قد فقد ساقيه ونزف الدم من جميع أنحاء جسمه ، يعالج سكرات الموت ...أخذ الشاب يهزه ويصرخ قل : لا إله إلا الله ، قل : لاإله إلا الله ، سبحان الله ، الله أكبر ...أخذ يردد أذكاراً متنوعة ، ويهزه هزاً عنيفاً يكاد يقتلعه من الأرض ....رفع الرجل رأسه ، انطلقت من شفتيه كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، ثم سكت ، وعيناه تتوسلان للشاب أن يتركه ....أسرعت نحوهما ، جذبت الشاب نحوي ، أقبل عليّ ، فانبعثت من فمه رائحة الخمر ، أذهلني الموقف ، تركته و ابتعدت عنه قليلاً ، صاح بي أحد أصدقائه : إنه مخمور ...عدت إليه ، حاولت أن أبعده ، فصاح بي : لازم يقول : لا إله إلا الله ، أنت عارف ، لازم يقول لا إله إلا الله ...محاولاتي لم تنجح ، والرجل يوشك أن يفارق الحياة ، تركتهما وانطلقت نحو مصاب آخر قد تجمع رفقاؤه من حوله ...اقتربت منه ، وجدتهم ينادونه ويسألونه : كيف حالك ؟ لكنه لا يجيب ، قد انثنت رقبته على كتفه ، والدماء تغطي جسده ...وضعت يدي على صدره ، ضربات القلب ضعيفة جداً ، دنوت منه وهمست بصوت خاشع ، قل : لا إله إلا الله ، قال لي أحد الواقفين : إنه في غيبوبة ولن يجيب ....لكن الشاب فتح عينيه ، وعض على شفتيه ، فانطلقت زفرة مكتومة من صدره ، تبعتها آهات وحشرجة افرعت الجميع ، ثم قال : ما أدري إيش فيني ...قلت له : هل تشعر بغشيان ...قال : أحس بدوخة ...قلت له : قل لا إله إلا الله ....فزفر وعض على شفتيه مرة أخرى ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...قلت له : هل تؤلمك قدماك ...قال : نعم ...كررت عليه الأسئلة ، وفي كل مرة يجيب بنعم ...انتهزت الفرصة مرة أخرى ، قلت له : قل لا إله إلا الله ...التفت نحوي وقد عض على شفتيه وأطلقها زفرة قوية ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...لحظة رهيبة ، لم أعد أرى إلا الدموع ، و لم أعد أسمع إلا البكاء ، انهار رفقاء الشاب وهم يشاهدون صديقهم لا يستطيع أن ينطق بلا إله إلا الله ....تركته على الأرض ، واتجهت نحو المصاب الأخير ...سبقني إليه الضابط ومعه مجموعة من الشباب ، يحاولون إخراجه من السيارة ، حاولت مساعدتهم ، وكلما حاولنا رفع الباب يرتفع جسد الشاب ، قررنا سحب الباب أوخلعه ، فلم نستطع ، فقد أخترقت أجزاء من الباب جسد الشاب ، التفت الضابط نحوي وقال : نحتاج إلى الدفاع المدني ، وأجهش بالبكاء ....اقتربت من المصاب ، أدخلت رأسي من النافذة ، اقتربت بفمي من أذنه ، وهتفت : لا إله إلا الله ، قل لا إله إلا الله ، التفت نحوي ، وأطبق بأسنانه على شفتيه ، وانبعثت زفرة مكتومة ، راح يحمحم بعدها ، ويصدر أصواتاً غريبة ، جثى الحاضرون على الركب وارتفع البكاء ، أما الضابط فقد أجهش بالبكاء وكأنه فقد والده أو ابنه ....مال الشاب على جنبه الأيسر ، وبقي جسده معلقاً ....لحظات من الانتظار حضر خلالها رجال الدفاع المدني وتم تخليصه ، وأثناء نقله إلى سيارة الإسعاف تابعته ، وفي آخر لحظة وضعت يدي على صدره ، أتحسس ضربات قلبه التي توقفت ، ليفارق الحياة ...انطلقت سيارات الإسعاف ، تحمل جثث الموتى ، وبقي الجميع في حالة ذهول ....تحولت ساحة الحدث إلى تجمع كبير من الناس الذين خرجوا لأداء صلاة الفجر ، اختلط البكاء بالتساؤلات التي انطلقت من أفواه الناس ....فهذا يصف الحادثة ، وذاك يهدئ الباكي ، وآخر شارك الباكين بكاءهم ، ومن بين الجميع ، انطلق الشاب ذو العشرين عاماً يجري قد فقد صوابه ، يجري في اتجاهات شتى ذهاباً وإياباً ، يضرب بيديه وجهه وصدره ، ثم يلقي بجسده على الأرض ، توجهت الأنظار نحوه ، ابتعد عن الجميع ثم وقف ليطلقها صرخة مدوية اهتزت لها أرجاء المكان ، وتزلزلت لها قلوب الحاضرين ....إن الله عظيم ، إن الله عظيم ، ليه هو قال لا إله إلا الله ، وهم ما قالوا ، أشار نحو رفقائه وقال : أنتم مجانين ، أنتم مجانين ، ثم صرخ لا ... أنا مجنون ، أنا مجنون لأني مشيت معكم ، انخرط في بكاء شديد ثم قال : ليه هم ماتوا وأنا ما مت ليه هم ماتوا وأنا ما مت ، ليتني مت معهم ...أمسكت به ، هززته ، احمد الله الذي أمد في عمرك لتتوب ، التفت نحوي بدأ يضربني بيديه على صدري ، ثم يحتضنني ، ألقى برأسه على كتفي وأخذ يبكي مثل الطفل الصغير ، حاولت تهدئته ، نظر إليّ ، وقال: إن الله عظيم ، أنت عارف أن الله عظيم ، خنقتني العبرة وأنا أهز رأسي مؤكداً له أن الله عظيم ، نعم إن الله عظيم ، بكى الحاضرون من هذا الموقف ....==============عاشت هذه الحادثة في ذاكرتي ، تهزني هزاً ، وتتقطع نياط قلبي كلما استرجعت صورها وأحداثها....وجاء يوم الجمعة ، شعرت لحظتها بالرغبة في أن أصرخ ، أن أسمع العالم هذه القصة ، فأبشر المؤمن ، وأوقظ النائم ، وأيقظ الغافل .... صعدت المنبر ، فخنقتني العبرات ، وتوالت المشاهد أمام عيني ، انطلقت أتحدث وأتحدث ، لم أشعر بشيء ، لم أتبين ملامح الحاضرين ...نزلت من المنبر ، انتهت الصلاة ، أقبل رجل في العقد الرابع من عمره ، ملامح الحزن تكسو وجهه ...قال لي : أنا أخو الرجل الذي نطق بالشهادتين ...كاد قلبي أن يخرج من مكانه ، واصل الحديث ، لقد كان رجلاً صالحاً ، وكان متوجهاً لشراء بضائع لمحله التجاري ، الحمدلله ، الحمدلله على كل حال ...قمت أنا ومن كان معي بتعزيته ….وقف ولم يتحرك ، تردد قليلاً ثم قال : أنت الوحيد الذي حضر الحادث ….قلت له : نعم …قال : لقد استدعت الشرطة الشباب الذين حضروا الحادث وشهدوا بأن الخطأ يتحمله أخي ...إنا لله وإنا إليه راجعون ، أي قلوب يملك هؤلاء الشباب ؟ ، أين البكاء ... أين الدموع التي ذرفت ؟ ألم يشاهدوا أصدقاءهم كيف خذلتهم ذنوبهم وآثامهم من أن ينطقوا : بلا إله إلا الله ؟ ...رفعت رأسي إلى السماء وسألت الله أن يهبهم قلوباً فإنه لاقلوب لهم ....وفي صباح يوم السبت توجهت نحو الشرطة وأخبرتهم بما رأيت ....وبقي السؤال : ماذا فعل الشاب ذو العشرين عاماً ؟! يتلجلج في صدري ويبحث عن الإجابة ...
|
مشاركة: قصص واقعية للعبرة و العظة
بسم الله الرحمن الرحيم
حكي عن أحمد بن سعيد العابد عن أبيه قال: كان عندنا بالكوفة شاب متعبد ملازم للمسجد الجامع لا يكاد يخلو منه, وكان حسن الوجه حسن الصمت, فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به , وطال ذلك عليهما. فلما كان ذات يوم وقفت له علي طريق وهو يريد المسجد , فقالت له يا اسمع مني كلمة أكلمك بها ثم اعمل ما شئت. فمضي ولم يكلمها. ثم وقفت له بعد ذلك علي طريق وهو يريد منزله فقالت له : يا فتي اسمع مني كلمات أكلمك بهن. قال : فأطرق مليا وقال لها: هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعا. فقالت : والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك , ولكن معاذا الله أن يشرف العباد لمثل هذا مني, والذي حملني علي أن ألقي في هذا الامر نفسي معرفتي أن القليل من هذا عند الناس كثير , وأنتم معاشر العباد في مثل هذا القري يغيركم أدني شئ , وجملة ما أكلمك به أن جوارحي مشغولة بك , فالله الله في أمري وأمرك. قال: فمضي الشاب إلي منزله فأراد ان يصلي فلم يعقل كيف يصلي , وأخذ قرطاسا وكتب كتابا وخرج من منزله , فإذا المرأة واقفة في موضعها , فالقي إليها الكتاب ورجع الي منزله. وكان في الكتاب : (( بسم الله الرحمن الرحيم . اعملي أيتها المرأة أن الله تبارك وتعالي إذا عصي مسلم ستره, فإذا عاد العبد في المعصية ستره , فإذا لبس ملابسها غضب الله عز وجل لنفسه غضبة تضيق منها السموات والأرض والجبال والشجر والدواب. فمن يطيق غضبه! فإن كان ما ذكرت باطلا فإني أذكرك يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن وتجثو الأمم لصولة الجبار العظيم فإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف عن غيري. وإن كان ما ذكرت حقا فإني أدلك علي طبيب يداوي الكلوم الممرضة والاوجاع المومضة ذلك رب العالمين , فاقصديه علي صدق المسألة , فأنا متشاغل عنك بقوله عز وجل : (وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدي الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع , يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق) . فاين المهرب من هذا الاية!)). ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت علي طريقه , فلما رأها من بعيد أراد الرجوع الي منزله لئلا يراها. فقالت له : يا فتي لا ترجع فلا كان الملتقي بعد هذا إلا بين يدي الله عز وجل. وبكت بكاء كثير شديدأ , وقالت: أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما عسر من أمرك. ثم تبعته فقالت : أمنن علئ بموعظة أحملها , وأوصني بوصية أعمل عليها. فقال لها الفتي: أوصيك بتقوي الله وحفظ نفسك وأذكري قول الله عز وجل http://quran.maktoob.com/vb/images/smilies/frown.gifوهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) قال : فأطرقت فبكت بكاء شديدأ أشد من بكائها الاول , و لزمت بيتها , واخذت في العبادة , فلم تزل كذلك حتي ماتت كمدا. فكان الفتي يذكرها بعد ذلك ويبكي رحمة لها. أنتهت. فهذه المرأة , وأن لم تنل من محبوبها أملا, فقد نالت به قصد صالحا وعملا , فرزقها الله بسببه الانابة وسهل عليها بموعظته العبادة ولعلها في الآخرة يتحصل قصدها ويجتمع بمن أحبته شملها. |
مشاركة: قصص واقعية للعبرة و العظة
اللهم انا نسالك حسن الخاتمة
جزاك الله خيرا استاذنا القدير |
قصص و معاني
السجـين وفرصه النجاة ويروى عن لويسالرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبةوفي تلك الليلة فوجئ السجين ببابالزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول لهأعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجوا! هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروجوان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكمالإعدام. غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسلهوبدأتالمحاولات وبدا يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزواياولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرضوما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج أخريصعد مره أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بثفي نفسه الأملإلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرضلا يكاد يراهاعاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إنالإمبراطور لا يخدعهوبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائطوإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزحفقفز وبدأ يختبرالحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سرداباضيقا لا يكاديتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياهوأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهايةوجدنافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالهاعاد يختبر كل حجر وبقعهفي السجن ربما كان فيه مفتاححجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليليمضى. واستمر يحاول...... ويفتش..... وفي كل مره يكتشف أملا جديدا... فمرهينتهي إلى نافذة حديديه ومره إلى سرداب طويل ذوتعرجاتلانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة. وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولاتوبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومرهمن هناك وكلها توحي له بالأمل في أولالأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل. وأخيراانقضت ليله السجين كلهاولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطوريطلعليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هناقال السجين كنت أتوقع انك صادقمعي أيها الإمبراطور ..... قال له الإمبراطور ... لقد كنت صادقاسأله السجين.... لم اترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذيقلت لي: قال لهالإمبراطورلقد كانباب الزنزانة مفتوحا وغيرمغلق ! تعليق: الإنسان دائما يضع لنفسهصعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياتهحياتنا قد تكونبسيطة بالتفكير البسيط لهاوتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئا في حياته. |
مشاركة: قصه ومعاني
ركز على فنجان القهوة وليس على الكوب
من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكيةأن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر في لقاءاتلم شمل« منظمة ومبرمجةفيقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق والشقاوة والعفرتة ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض: من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب.. وفي إحدىتلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة منمغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرةفي حياتهم العملية ونالواأرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي.. وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير منالتوتر.. وغاب الأستاذعنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعهأكواب من كل شكل ولون: صيني فاخر على ميلامين على زجاج عاديعلى كريستال علىبلاستيك.. يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا وبالتالي باهظةالثمن، بينما كانت هناكأكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت، وقال لهمالأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة.. وعندما صار كل واحدمنالخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا: هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التيوقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتمالأكواب العادية؟ ومن الطبيعي ان يتطلع الواحدمنكم الى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر.. ما كنتمحاجةاليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعينكل واحد منكم على الأكواب التيفي أيدي الآخرين.. فلو كانت الحياة هي القهوةفإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب.. وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة.. ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي، لا تتغير، وبالتركيز فقطعلى الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة.. وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمامبالأكواب والفناجين والاستمتاع بالقهوة. هذا الأستاذ الحكيم عالج آفة يعاني منهاالكثيرون، فهناكنوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه، مهما بلغ من نجاح،لأن عينه دائما على ما عند الآخرين.. يتزوج بامرأة جميلة وذاتخلق ولكنه يظلمعتقدا ان فلان وعلان تزوجا بنساء أفضل من زوجته.. يجلس مع مجموعة في المطعم ويطلبلنفسه نوعا معينامن الأكل، وبدلا من ان يستمتع بما طلبه يظل ينظر في أطباقالآخرين ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه .. وهناك من يصيبه الكدرلو نال زميل ترقيةأو مكافأة عن جدارة واستحقاق.. وهناك مثل انجليزي يقول ما معناه «إن الحشيش دائماأكثر خضرة في الجانبالآخر من السور«، أي ان الإنسان يعتقد ان حديقة جاره أكثر جمالا، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين. |
مشاركة: قصه ومعاني
الصدى يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جوٍ نقي بعيداً عن صخب المدينة وهمومها .. سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل:آآآآه نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت: ومن أنت؟؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت ؟؟ انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟ فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً " أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل.. وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ... أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه . قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس .. تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث.. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي": إني أحترمك " "كان الجواب من جنس العمل أيضاً.. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " .. عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :"كم أنت رائع " فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع " ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .... علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة : "أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء صدى .لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها .. الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك .. إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ... إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك .. وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك .. إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك .. وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً .. لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء . أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت... |
الساعة الآن 06:08 PM |
Powered by Nile-Tech® Copyright ©2000 - 2025