تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أن تحج فهذه مسألة ليست بإرادتك


وليد الجد
11-06-2009, 03:47 PM
أن تحج فهذه مسألة ليست بإرادتك

اتصل بصديقه أبي بكر وهو فرح مسرور ، فقد سجل للحج وتيسرت الأمور وسيسافر مع أخته بعد أيام قليلة ، ويرغب باستعارة بعض الأدوات واللوازم من أبي بكر ، محمد تربطه علاقة وثيقة بأبي بكر ، أسرع أبو بكر بتجهيز المواد وأوصلها بنفسه من عمان إلى الزرقاء في الأردن فصديقه محمد يعز عليه و هو صديق العمر وهذه الرحلة يقصد صاحبه ويطلب منه الدعاء ، ويخدمه المرء بأي شيء يقدر عليه.
وفي اليوم المقرر للرحلة حضر محمد وأخته التي يسافر معها محرما في رحلة الحج مبكرين ،والبشر يعلو تقاسيم وجهه و الفرح باد على محياه، استضاف أبو بكر صديقه محمد في منزله القريب من مسجد الجامعة حيث نقطة التجمع للحافلات ، ريثما يجهز الباص وتكتمل الجوازات ، وفي لحظات الترقب ، مرت الساعات مرورا بطيئا جدا ،ترك خبرا عند رفاق السفر ليتصلوا به حال وصول الحافلة ، وذهب مع 11 صباحا لمنزل أبي بكر وبقي جالسا حتى الخامسة مساء ولم يتصل به أحد ! فذهب يستطلع الأمر ، ويسأل لماذا هذا التأخر ؟ويأتيه الخبر كالصاعقة : جوازات جميع من بالرحلة تصدر بتأشيرة الحج- بما فيهم أخته - ولكنه وحده صديقنا محمد لم تصدر التأشيرة له! جاء الجواز ولكن دون التاشيرة اللازمة للسماح له بالحج! فحزن وتأثر وراجع واستفسر ؟ فالأمور كانت على ما يرام والإجراءات تمت له كما تمت لغيره فلماذا هو؟ ذهب للشركة يستفسر ، فقالوا له : هذا مرتبط بالوزارة ، فيراجع وزارة الأوقاف ؛ فيعيدوه للشركة ، وهكذا ، حتى أخرجت له الوزارة ؛ الكتاب الصدمة ! نعم كتاب من الشركة للوزارة يعتذرون ويرجون ، فاسم صديقنا محمد قد سقط سهوا !! ويريدون عمل استثناء له ؟ ولا مجال فقد أغلقت السفارة الأبواب ، غضب صديقنا واشتاط غضبا ، ولكن ما نفع الغضب الآن ،ولام على الشركة ، وما نفع اللوم ؟ وصديقه ابو بكر يهدئ من روعه ويقول له : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
الرحلة التي كان ينتظرها محمد منذ سنين ، رحلة العمر ، وهو محرم أخته ، وهو قاصد بيت الله الحرام ، وقد ودّع الجميع ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، رددها محمد والألم يعتصر قلبه ، جرى هذا كله في مكتب وزارة الأوقاف وأحد الأشخاص يحضر هذا كله ، ويعرض المساعدة ، حيث يمكن له مراجعة السفارة ، ويطلب الأوراق ، ويقول لصديقنا أبي بكر ، الذي لم يكن يفكر في رحلة الحج نهائيا ، وإذا أردت انت أقدم جوازك ؟ يتفاجئ ابو بكر ويركض مسرعا لمنزله يحضر جوازه ، ويلحق بالرجل على مبنى القنصلية السعودية ، ويقدم الأوراق ، وفي اليوم التالي يخرج جواز السفر وعليه تأشيرة الحج ، ولكن جواز من يا ترى ؟ إنه جواز أبي بكر ، وأما الجواز الآخر: جواز محمد الذي سقط سهوا بالمرة الماضية ؛ فيعتذر له ؟! لامجال لمنحك التاشيرة ، دون إبداء الأسباب.
يأخذ أبو بكر الجواز ومعه تصريح بالسفر بسيارته الخاصة ، وهو لم يرتب ولم يخطط بل ولم يقرر الحج أصلا ، ومن خطط ورتب ونوى وقرر يسقط اسمه سهوا ، ويقدر الله تعالى أن يحصل على تعويض مالي من الشركة ويحج بالعام الآخر ، هذا أمر بقدر الله تعالى ليس بإرداته ولا إرادة أبي بكر ولا إرداتي أنا ولا إرادتك أنت.
يقول أبو بكر : لقد يسر الله تعالى لي هذه الرحلة ، و تنقلت بسيارتي أثناء مناسك الحج ، وكان حجا ميسرا بطريقة غير عادية ، وسبحان الله تعالى ، نعم أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
هذه قصة واقعية