المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجولة المبكرة


Profit
10-25-2009, 11:44 AM
الرجولة المبكرة

اعداد شوقى عبد الصادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
لا يملُ أعداء الإسلام، وأذنابهم من المعدودين على المسلمين من محاولاتهم إطفاء نور الله الذي أنار به حياة الأسرة المسلمة في الصدر الأول، فخرجوا علينا بقانون الطفل رافعين فيه سن الطفل إلى الثامنة عشرة، مخالفين بذلك ما في منهجنا الرباني الذي لم يترك الأسرة هملاً بل جاء بالرجولة المبكرة وليس بالطفولة المتأخرة؛ لأن الله يأبى إلا تكون هذه الأمة في مقام القيادة، وإليكم التفصيل

أولاً الرجولة المبكرة في جانب العقيدة

يذكر لنا القرآن نموذجين من أصحاب العقيدة السليمة منذ الصغر ويخرجون بهذه العقيدة على قومهم، النموذج الأول هو خليل الله سبحانه إبراهيم عليه السلام ، قال تعالى قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ الأنبياء
وقال تعالى عن هذا الفتى وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ الأنبياء
قال ابن كثير عن الرشد الذي أوتيه من صغره هو قوله لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ وأن الله أتاه رشده من صغره يعني ألهمه الحق والحجة على قومه ابن كثير بتصرف
وقال عن معنى فتى أي شابًا، وقال السمرقندي نقلاً عن مجاهد ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل يعني قبل بلوغه، وقال الكلبي ألهمناه رشده والخير وهديناه قبل بلوغه
وقال ابن عاشور الفتى الذي قوي شبابه ويكون من الناس ومن الإبل والأنثى فتاة، والشاهد من الآية الكريمة أن إبراهيم عليه السلام قبل بلوغه كما قال مجاهد وغيره يريد أن يغير وجه العالم من الكفر وعبادة الأصنام والكواكب إلى توحيد الخالق الواهب، وكان هو وحده ولا ناصر ولا وزير، ويقوم بأعمال الرجال في هذه السن، وينكر على أبيه وقومه ويغير المنكر بيده على حين غفلة من قومه، فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ الأنبياء أي كسرها وصارت حطامًا، وهكذا الإسلام يربي أولاده ومعتنقيه على العقيدة الصحيحة منذ صغرهم ولا يتركهم حتى يبلغوا وهم على شركهم وبدعتهم، فهل لو فعل الطفل الشركيات قبل الثامنة عشرة فالقلم عنه مرفوع كما يزعمون؟ إنا لله وإنا إليه راجعون
والنموذج الثاني للرجولة المبكرة في القرآن العظيم في جانب العقيدة هم أصحاب الكهف نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا الكهف ،
وقال ابن كثير إنهم فتية هم وهم أقبل للحق وأهدى من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، وقال مجاهد بلغني أنه كان في آذان بعضهم القُرطةُ يعني الحلق فألهمهم الله رشدهم وآتاهم تقواهم فآمنوا بربهم أي اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا أنه لا إله إلا هو
والشاهد من الآية أن هؤلاء الفتية الصغار الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال حتى نقل مجاهد أن بعضهم كان يلبس الحلق في آذانهم، هؤلاء دون سائر أهل البلد آمنوا بربهم ولما لم يستطيعوا أن يغيروا هذا المنكر اعتزلوهم ودخلوا الكهف فنشر لهم ربهم من رحمته وجعلهم آية للعالمين، حقًا إنها الرجولة المبكرة الناشئة على توحيد الله تعالى التي تأخر عنها آباؤهم وأقوامهم واتخذوا من دون الله آلهة فإذا قال قائل إن سن الطفل يمتد إلى الثامنة عشرة من عمره فهل هذا يعارض القرآن أم يوافقه؟
وهل ما زال القلم مرفوعًا عنه لو وقع في شركيات؟ إن خليل الله في مرحلة ما قبل البلوغ يغير وجه الأرض من الشرك إلى التوحيد بتكسير الأصنام، وأهل الكهف يعتزلون الشرك في هذه السن المبكرة لأن القرآن لا يرضى إلا بذلك لا يرضى الطفولة المتأخرة، إلا في حق السفيه أو المجنون إذا ولدا كذلك وإذا بلغا لم يزُل عنهما السفه والجنون، أيريد أصحاب قانون الطفل لشباب الأمة أن يكونوا مثل السفهاء والمجانين

ثانيًا الرجولة المبكرة في الجانب الاقتصادي

يربي القرآن أهله على الرجولة المبكرة في الجانب الاقتصادي لتكون دولة الإسلام قوية اقتصاديًا يديرها خبراء في الاقتصاد الإسلامي تدربوا منذ صغرهم على إدارة الأموال، ولم يتركوا هَمَلا يأخذون مصروفاتهم من آبائهم أو أمهاتهم حتى سن الثامنة عشرة ولنسمع القرآن وهو يقول في محكم التنزيل وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا النساء
قال ابن كثير ابتلوا اليتامى أي اخبروهم، وقال مجاهد بلغوا النكاح يعني الحُلُم، قال الجمهور من العلماء البلوغ في الغلام تارة يكون الحُلم وهو أن يرى في منامه ما ينزل به الماء الدافق الذي يكون منه الولد، وفي سنن أبي داود عن علي قال حفظت من رسول الله لا يُتْم بعد احتلام ولا صُمَات يوم إلى الليل السلسلة الصحيحة
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال رفع القلم عن ثلاثة الصبي حتى يحتلم أو يستكمل خمس عشرة سنة، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق صححه الألباني في الإرواء
وقال اختلفوا في إنبات الشعر الخشن حول الفرج هل يدل على البلوغ أم لا، والصحيح أنها بلوغ، وعن عمر أن غلامًا ابتهر جارية في شعره، فقال عمر انظروا إليه فلم يوجد أنبت فدرأ عنه الحد، ومعنى ابتهرها أي قذفها وقال فعلتُ بها كذا وهو كاذب، ومعنى آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا يعني صلاحًا في دينهم وحفظًا لأموالهم
روى ذلك عن ابن عباس والحسن البصري وغير واحد من الأئمة، وقال الفقهاء متى بلغ الغلام مُصلحًا لدينه وماله انفك الحجر عنه فيُسلم إليه ماله الذي تحت يديه ابن كثير بتصرف
والشاهد أن اليتيم إذا بلغ الحلم وكان سويًا في تصرفاته واختبره وليه في إدارة بعض الأموال البسيطة بيعًا وشراء وتبين رشده دفع إليه كل ماله، ومع بداية سنوات البلوغ يتحمل المسئولية ويزداد يومًا بعد يوم خبرة في إدارة الأموال، ويكون مثله مثل الرجال الكبار، إنها التربية القرآنية، وليست التربية الشيطانية التي تريد أن تؤخر سن الطفل حتى الثامنة عشرة وهو يأخذ مصروفه من أبيه أو أمه أو أخته العاملة
وكذلك السنة فيها الخير، فعن عمرو بن حريث أن رسول الله مَرَّ بعبد الله بن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان أو الصبيان، قال اللهم بارك له في بيعه أو قال في صفقته صححه أحمد شاكر
والشاهد هو رضا رسول الله بأن يمارس عبد الله بن جعفر الطيار في الجنة التجارة منذ الصغر وهو يبيع بيع الغلمان والصبيان، نعم إنها الرجولة المبكرة في إدارة الأموال والتكسب الحلال، وليست الطفولة المتأخرة حتى الثامنة عشرة، ولم ير النبي في عمل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه في هذه السن عيبًا وهو ابن ابن عمه، بل دعا له بالبركة

ثالثًا الرجولة المبكرة في الجوانب العسكرية

كان من صفات العرب قبل الإسلام أنهم أهل نجدة ونصرة، ولما أسلم المهاجرون والأنصار وشربوا من معين القرآن الذي لا ينضب، وعرفوا قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التوبة ، وشربوا من معين قوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ الأحزاب ، وشرفهم الله بقوله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً الأحزاب
وكان هذا حال الكبار والصغار فحرص الصغار أيضًا على نيل الشرف وقضاء النحب، فعن سمرة بن جندب، قال كان رسول الله يعرض غلمان الأنصار كل عام فيُلْحِق من أدرك منهم، قال فَعُرِضتُ عامًا فألحق غلامًا وردني، فقلت يا رسول الله، ألحقتَهُ وردَدْتني ولو صارعتُه لصرعته، قال فصارعْه فصارعته فصرعته فألحقني الحاكم وقال صحيح
إنها الرجولة المبكرة للالتحاق بمعسكر المسلمين لنيل شرف الجهاد والدفاع عن دين الله وعن رسوله
ومثل ذلك عمير بن أبي وقاص كان يتوارى يوم بدر فقال له أخوه سعد ما لك يا أخي ؟ قال أخاف أن يراني رسول الله فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة، قال فعرض على رسول الله فرده لصغره، فبكى فأجازه قَبِله عليه الصلاة والسلام فكان سعد يقول فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره وهو ابن ست عشرة سنة الحاكم ج ح
أين هذه الرجولة المبكرة من الطفولة المتأخرة حيث يريدون أن تمتد الطفولة إلى الثامنة عشرة، فمتى نجد الرجال الذين يحمون حوزة الإسلام، وليست الرجولة قاصرة على الانضمام إلى صفوف جيش المسلمين منذ الصغر ولكن تجاوزت الرجولة المبكرة ذلك حتى وصلت إلى حد قيادة الجيش نفسه، فعن عبد الله بن عمر قال بعث النبي بعثًا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبلُ، وايمُ الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده اللؤلؤ والمرجان
وكان أسامة قد رده النبي في غزوة أحد لصغر سنه، وفي غزوة الخندق عُرض على رسول الله وأشفق عليه النبي لحبه للجهاد معه فأجازه وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان مع أبيه في غزوة مؤتة، ورأى مصرع أبيه فيها، وكان سنه لم يبلغ الثامنة عشرة، وقاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب، ثم لواء عبد الله بن رواحة، ثم تحت لواء خالد بن الوليد، وقبل العشرين من عمره أمَّرَه النبي على جيش فيه أبو بكر وعمر وشيوخ الأنصار وكبار المهاجرين، إنها والله الرجولة المبكرة، وكفاه شهادة النبي وايمُ الله إن كان لخليقًا للإمارة أي حقيقًا بها، والطعن المذكور في الحديث لأن زيدًا وولده أسامة رضي الله عنهما كانا من الموالي، وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي وتستنكف عن اتباعهم، ولكن ميزان الإسلام هو التقوى لا ميزان العرق والجنس، ولما كان الحِب ابن الحِب جديرًا بالإمارة أمرّه رسول الله ، قال تعالى وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا الأحزاب ، فقد أثبت القرآن أن أمر رسول الله لا يُرد، وتأمير الرسول لأسامة رضي الله عنه في هذه السنة قبل العشرين من عمره يؤكد أن الإسلام لا يريد لأهله إلا القيادة والريادة لكل الأمم، وهكذا يُصنع أبناؤه منذ الصغر، فهل نستفيد من التربية القرآنية والنبوية، أم سيظل الطفل طفلاً حتى الثامنة عشرة؟ فمتى يكون رجلاً يحمل هموم الأمة ومتى يكون قائدًا يقود فصائل في هذه الأمة ؟

رابعًا الرجولة المبكرة في العبادة

قال الله تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ النور ، إنها صلاة الجماعة وعمارة المساجد، وقد يكون إمام هؤلاء المصلين أصغر المصلين سنًا، لأن الأحق بالإمامة ورد بيانه في حديث أبي مسعود عقبة الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمهم سنًا ولا يؤمَّنَّ الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه مسلم
وأورد البخاري عن عمرو بن سلمة رضي الله عنه قال وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ؟ ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذاك فكأنما يقرُّ صدري حتى قال وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قَدِمَ قال جئتكم والله من عند النبي حقًا، فقال فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمَّكم أكثركم قرآنًا فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين البخاري
وفي رواية أبي داود عن عمرو بن سلمة أيضًا أنهم قالوا يا رسول الله، من يؤمنا؟ قال أكثركم جمعًا للقرآن
والشاهد من ذلك أن إمام المصلين قد يكون صبيًا لأنه أكثر المصلين قرآنًا لكنه في أفعال وأحوال الرجال في عمارته لبيت من بيوت الله يسبح لله في هذه البيوت بالغدو والآصال وخلفه الرجال، وعمر كان ابن ست أو سبع سنين إنها رجولة مبكرة وليست طفولة متأخرة حتى الثامنة عشرة

خامسًا الرجولة المبكرة في الجوانب الاجتماعية

قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ النور
في الآيتين الكريمتين يستأذن الأطفال الذين لم يبلغوا الحكم في الدخول على أقاربهم في الأوقات الثلاث المذكورة، لأنها أوقات عورات وتخفف من الثياب، وخلوات مع الأهل، وليس عليهم جناح أن يُمَكَّنوا من الدخول في غير هذه الأوقات، ولا عليهم إن رأوا شيئًا في غير تلك الأحوال، ولكن إذا بلغ الطفل الحُلُم ورأى في منامه ما ينزل من الماء الدافق الذي يكون منه الولد فقد أصبح مثله مثل الكبار تمامًا ومثل الأجانب، أي وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه، إنها الرجولة من أول بشائرها في التعامل مع الأحوال الاجتماعية ودخول البيوت، فهل يقول أصحاب الطفولة المتأخرة أن الولد حتى الثامنة عشرة طفل ولا يستأذن إلا في الأوقات الثلاث ولا جناح عليه إذا رأى عورات أمه وأخواته في غير هذه الأوقات بحجة أنه طفل؟
ومتى يستأذن إذن وقد بلغ الحلم من سنوات، أليس هذا تعطيل للشرع الحكيم؟ ولننظر أيضًا إلى النضج المبكر وحماية الإسلام للعفة وصيانته للمجتمعات من براكين الشهوات وظلمات الفواحش والمنكرات التي يؤجج نارها المطالبون بأن الفتاة قبل الثامنة عشرة من عمرها لا تصلح للزواج ولا يعقد عليها عقد النكاح لأنها صغيرة، هي صغيرة في نظرهم عن الزواج ولو فحشت فعندهم القلم عنها مرفوع، ولا تؤاخذ، ولكن الإسلام خلاف ذلك تمامًا، فعن عائشة رضي الله عنها تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة وتحكي أخبار عرسها حتى قالت فأسلمتني إليه وأنا بنت تسع سنين البخاري
صارت في هذه السن زوجة مصونة تحت خير من وطئ الثرى، وأصبحت من أمهات المؤمنين، ويدخل في المؤمنين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد، إنه والله النضج الإسلامي الفطري الذي يصون الأمة الرائدة
وصلى الله وسلم

http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=333275

يسرا إبراهيم
10-25-2009, 01:11 PM
شكرا profit
على المعلومات القيمه
ويارب شباب المسلمين
يتخذوا من هؤلاء النماذج قدوه حسنه لهم

وياريت كمان
توضح لنا نماذج للنساءفى الاسلام
لنقتدى بهم

وفى رأى
ان اهم مثل للنساء
السيده مريم لان ربنا اصطفاها على نساء العالمين

وجزاك الله خيرا