أحمد فاروق سيد حسنين
10-03-2009, 05:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تجليات
مرحباً بالضرائب العقارية
بقلم : جمال زايدة
لا احد في العالم يرحب بالضرائب.
لا أحد في العالم يرغب في دفع ضرائب للحكومة.
الكل يفعل ذلك مضطرا خوفا من القانون.
حتي في العالم الغربي لا تتوقف الشكوي من دفع الضرائب. في نفس الوقت الذي يستخدم فية تعبير' انا دافع للضرائب' للتفاخر.
حسنا.. حان وقت دفع المزيد من الضرائب.
يوسف بطرس غالي علي أهبة الاستعداد لفرض الضرائب.
في العالم الغربي يدفعون الضرائب ويترصدون الحكومة.. يتابعون الانفاق العام.. اين يوجه.. هل تتحسن حالة الطرق.. هل تتطور الخدمات الصحية.. هل هناك نقلة في مجال التعليم العام.
انها بصريح العبارة' المحاسبية'.. وهي ثقافة بعيدة عنا.. لا أحد يحاسب الاخر.. صحيح يصدر الجهاز المركزي للمحاسبات تقريره السنوي حول الموازنة العامة للدولة.. ونسمع صراخا وجدلا تحت قبة مجلس الشعب.. وعلي صفحات الصحف.. لكن لا حياة لمن تنادي.
انه الموت في المجال العام.
الضرائب ثقافة مصرية قديمة.
المصريون عرفوا الضرائب منذ عهود المملكة القديمة مرورا بعصور الاسرات المختلفة.. ثم الروماني البيزنطي.. ثم العصر الاسلامي.. والمملوكي والعثماني.. مرورا بمحمد علي حتي العصر الحديث.
لقد ساموا المصريين بالعذاب والويلات حتي يدفعوا الضرائب.
لقد تركت الضرائب اثار السياط علي ظهور أجدادنا كي يدفعوا صاغرين.
لذا فأن دفع الضرائب تستدعي ذكريات اليمة في نفوس البشر.
المصيبة ان دافع الضرائب في مصر لا يمكنة ان يشعر اين تنفق اموالة.
هو يري تدهورا في مستوي التعليم.. نسبة الانفاق علي التعليم للناتج المحلي الاجمالي هي الادني علي المستوي العالمي.
نسبة الانفاق علي الصحة هي الادني ايضا علي المستوي العالمي.
حالة المواصلات العامة لا تسر عدو ولا حبيب.. وتفتقد الي الادمية.
حالة الطرق تفتقد الي المواصفات الدولية.. ليس لدينا الا طريق واحد هو العين السخنة مرصوف وفقا للمعايير الدولية..' اية المصيبة اللي احنا فيها دي'.
يوسف بطرس غالي نجح في مهمتة بتطوير نظام الضرائب.. لكن علي عاتق من تقع مسئولية هذا السفة في الانفاق العام.! لماذا لا يكون لدينا شبكة طرق حديثة.. لماذا لا يكون لدينا تعليم حديث.. لماذا ينهار التعليم العام في مصر ؟
لقد اثار بدء تطبيق الضريبة العقارية حالة من السخط بين الناس.. ويكفي ان تقرأ تعليقات القراء علي خبر بدء تطبيق الضريبة العقارية.. البعض يستعيذ باللة من يوسف بطرس غالي.. البعض الاخر طالبة بأن يبدا بتطبيق الضرائب علي من حولة من الاغنياء.. البعض قال:' وهو انا لاقي مصاريف مدارس الاولاد'
قارئ ردد المثل الشائع' يابرديسي يابرديسي ايش تاخد من تفليسي'
نحن مع نظام ضرائب سليم يراعي الفقراء قبل الاغنياء.
واقع الامر ان نظام الضرائب المصري غير تصاعدي.. ان نظام يعامل الفقراء مثل الاغنياء.
في كثير من دول العالم تصل نسبة الضرائب علي الشرائح العليا الي50% لكن في حالة تحقيق الفرد دخلا يقل عن الحد الادني لا تفرض علية الضرائب.
انة النظام الذي يراعي العدالة الاجتماعية في أعتي النظم رأسمالية.
الضرائب العقارية اشاعت حالة من القلق بين المصريين علي الرغم من تطمينات يوسف بطرس غالي بأن المنازل التي تقل قيمتها عن نصف مليون جنية لن تخضع للضريبة لكن طارق فراج رئيس مصلحة الضرائب العقارية يؤكد ان جميع الوحدات عليها تقديم الاقرارات سواء خاضعة للضريبة او غير خاضعة.. مما يثير الكثير من التساؤلات بين الناس ويخلق حالة من عدم الاستقرار.
لا احد يعلم حتي الان ما هي انعكاسات فرض الضرائب العقارية علي اسواق العقارات ؟ هل ستنخفض الاسعار ؟ هل سيتباطأ نشاط البناء والتشييد ؟ هل سيقل الطلب علي العقارات ؟ ما مصير التمويل العقاري في مصر.. هل سيشهد حالة من التراجع في وقت يعول البعض علية لتنشيط الطلب وبالتالي تحفيز قطاعات اقتصادية عديدة لها علاقة بالقطاع العقاري ؟
للاسف لم يخرج علينا بنكا او مؤسسة مالية او مركز للدراسات بدراسة تجيب علي هذة التساؤلات ليظل المواطن المصري' في حيص بيص' لا أحد يجيب علي تساؤلاتة.. ولا أحد يهدأ من هواجسة !
المصدر : الأهرام الاقتصادى
http://ik.ahram.org.eg/IK/ahram/2009/9/28/MAKA4.HTM
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تجليات
مرحباً بالضرائب العقارية
بقلم : جمال زايدة
لا احد في العالم يرحب بالضرائب.
لا أحد في العالم يرغب في دفع ضرائب للحكومة.
الكل يفعل ذلك مضطرا خوفا من القانون.
حتي في العالم الغربي لا تتوقف الشكوي من دفع الضرائب. في نفس الوقت الذي يستخدم فية تعبير' انا دافع للضرائب' للتفاخر.
حسنا.. حان وقت دفع المزيد من الضرائب.
يوسف بطرس غالي علي أهبة الاستعداد لفرض الضرائب.
في العالم الغربي يدفعون الضرائب ويترصدون الحكومة.. يتابعون الانفاق العام.. اين يوجه.. هل تتحسن حالة الطرق.. هل تتطور الخدمات الصحية.. هل هناك نقلة في مجال التعليم العام.
انها بصريح العبارة' المحاسبية'.. وهي ثقافة بعيدة عنا.. لا أحد يحاسب الاخر.. صحيح يصدر الجهاز المركزي للمحاسبات تقريره السنوي حول الموازنة العامة للدولة.. ونسمع صراخا وجدلا تحت قبة مجلس الشعب.. وعلي صفحات الصحف.. لكن لا حياة لمن تنادي.
انه الموت في المجال العام.
الضرائب ثقافة مصرية قديمة.
المصريون عرفوا الضرائب منذ عهود المملكة القديمة مرورا بعصور الاسرات المختلفة.. ثم الروماني البيزنطي.. ثم العصر الاسلامي.. والمملوكي والعثماني.. مرورا بمحمد علي حتي العصر الحديث.
لقد ساموا المصريين بالعذاب والويلات حتي يدفعوا الضرائب.
لقد تركت الضرائب اثار السياط علي ظهور أجدادنا كي يدفعوا صاغرين.
لذا فأن دفع الضرائب تستدعي ذكريات اليمة في نفوس البشر.
المصيبة ان دافع الضرائب في مصر لا يمكنة ان يشعر اين تنفق اموالة.
هو يري تدهورا في مستوي التعليم.. نسبة الانفاق علي التعليم للناتج المحلي الاجمالي هي الادني علي المستوي العالمي.
نسبة الانفاق علي الصحة هي الادني ايضا علي المستوي العالمي.
حالة المواصلات العامة لا تسر عدو ولا حبيب.. وتفتقد الي الادمية.
حالة الطرق تفتقد الي المواصفات الدولية.. ليس لدينا الا طريق واحد هو العين السخنة مرصوف وفقا للمعايير الدولية..' اية المصيبة اللي احنا فيها دي'.
يوسف بطرس غالي نجح في مهمتة بتطوير نظام الضرائب.. لكن علي عاتق من تقع مسئولية هذا السفة في الانفاق العام.! لماذا لا يكون لدينا شبكة طرق حديثة.. لماذا لا يكون لدينا تعليم حديث.. لماذا ينهار التعليم العام في مصر ؟
لقد اثار بدء تطبيق الضريبة العقارية حالة من السخط بين الناس.. ويكفي ان تقرأ تعليقات القراء علي خبر بدء تطبيق الضريبة العقارية.. البعض يستعيذ باللة من يوسف بطرس غالي.. البعض الاخر طالبة بأن يبدا بتطبيق الضرائب علي من حولة من الاغنياء.. البعض قال:' وهو انا لاقي مصاريف مدارس الاولاد'
قارئ ردد المثل الشائع' يابرديسي يابرديسي ايش تاخد من تفليسي'
نحن مع نظام ضرائب سليم يراعي الفقراء قبل الاغنياء.
واقع الامر ان نظام الضرائب المصري غير تصاعدي.. ان نظام يعامل الفقراء مثل الاغنياء.
في كثير من دول العالم تصل نسبة الضرائب علي الشرائح العليا الي50% لكن في حالة تحقيق الفرد دخلا يقل عن الحد الادني لا تفرض علية الضرائب.
انة النظام الذي يراعي العدالة الاجتماعية في أعتي النظم رأسمالية.
الضرائب العقارية اشاعت حالة من القلق بين المصريين علي الرغم من تطمينات يوسف بطرس غالي بأن المنازل التي تقل قيمتها عن نصف مليون جنية لن تخضع للضريبة لكن طارق فراج رئيس مصلحة الضرائب العقارية يؤكد ان جميع الوحدات عليها تقديم الاقرارات سواء خاضعة للضريبة او غير خاضعة.. مما يثير الكثير من التساؤلات بين الناس ويخلق حالة من عدم الاستقرار.
لا احد يعلم حتي الان ما هي انعكاسات فرض الضرائب العقارية علي اسواق العقارات ؟ هل ستنخفض الاسعار ؟ هل سيتباطأ نشاط البناء والتشييد ؟ هل سيقل الطلب علي العقارات ؟ ما مصير التمويل العقاري في مصر.. هل سيشهد حالة من التراجع في وقت يعول البعض علية لتنشيط الطلب وبالتالي تحفيز قطاعات اقتصادية عديدة لها علاقة بالقطاع العقاري ؟
للاسف لم يخرج علينا بنكا او مؤسسة مالية او مركز للدراسات بدراسة تجيب علي هذة التساؤلات ليظل المواطن المصري' في حيص بيص' لا أحد يجيب علي تساؤلاتة.. ولا أحد يهدأ من هواجسة !
المصدر : الأهرام الاقتصادى
http://ik.ahram.org.eg/IK/ahram/2009/9/28/MAKA4.HTM
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته