ايمان حسن
09-29-2009, 07:15 PM
- رسالة الماجستير في إدارة الأعمال رياض بن صوشة/جامعـــة الجــزائــر
ولقد أصبح واضحا بكل المعايير أن أي منظمة وهي بسبيل تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها لابد أن توفر مجموعة من الموارد تساعدها على تحقيق هذه الأهداف، وهذه الموارد بصفة أساسية هي الموارد البشرية، و الموارد المالية، و الموارد المادية، و التي يجب توفرها بما يتناسب ونشاط المنظمة. و لا يجب أن نغفل المورد الذي أضيف حديثا، وهو الموارد التكنولوجية.
و الاهتمام بالموارد البشرية كأهم مورد لنجاح المنظمة على المدى البعيد، وتحقيقها ميزة تنافسية في السوق، هو في تزايد مستمر عبر الزمن، فبعد أن كنا نتكلم عن "تسيير الأفراد" وصلنا إلى "إدارة الموارد البشرية" ولكن التقدم لابد أن يستمر لإعطاء الإنسان المكانة التي يستحقها فعلا داخل المنظمة، فالكتابات الحديثة جدا في هذا المجال تتكلم عن "إدارة رأس المال البشري" (Human CapitalManagement)، و "إدارة رأس المال الفكري" ( Intellectual Capital Management).
وقد تبنت الإدارة في الكثير من المنظمات اليوم مبدأ الاهتمام بالبشر كأحد المؤثرات القوية التي تعطى ميزة تنافسية خاصة مع دخول القرن الواحد و العشرين والذي يركز على اقتصاد المعرفة، و يعتبر أن إنتاجية رأس المال البشري أو رأس المال الفكري، هي المحك الرئيسي في إطالة بقاء أي منظمة ناجحة تحقق أرباحا في السوق، وأساس أي اقتصاد ناجح في العالم. وأصبحت القوة الدافعة لتلك المنظمات هي الأفراد ذوي المعرفة و الذكاء و المهارات التي تتلاءم مع متطلبات القرن الحالي.
ونظرا لزيادة المنافسة بين المنظمات، أصبح النجاح في السوق هو لتلك المنظمات التي تحقق ميزة تنافسية في السوق، وتحافظ على هذه الميزة عبر الزمن، ونظرا لتوفر الموارد المالية لتمويل المشاريع أكثر من أي وقت سابق، ونظرا لصعوبة احتكار المعلومات و التكنولوجيات المتقدمة نظرا لعولمة الأسواق، فقد ركزت الكثير من المنظمات على الاستثمار في أهم مواردها، وهي الموارد البشرية من خلال الاستثمار في تنمية هذه الموارد لتحقيق ميزة تنافسية في السوق.
وجاءت هذه الدراسة لتوضيح كيف يمكن للمنظمات تحقيق ميزة تنافسية من خلال الاستثمار في تنمية مواردها البشرية، ويمكن أن تحقق الجهات الأكاديمية و منظمات الأعمال عدة فوائد من خلال هذه الدراسة:
- بالنسبة للجهات الأكاديمية يمكنها التعرف على موضوع تنمية الموارد البشرية لأخذ نظرة علمية عن الموضوع، من جهة للحصول على معلومات موثقة علميا ومن جهة أخرى يمكن أن تولد لدى البعض أفكارا تكون البداية لأبحاث أخرى؛
- بالنسبة لمنظمات الأعمال و المنظمات غير الربحية، فالدراسة تمنحهم معلومات واسعة عن أهمية الموارد البشرية في المنظمة و عن طرق استثمار هذا المورد بطريقة مثلى من أجل تحقيق ميزة تنافسية في السوق، لعلها تكون دافعا لها لبذل مجهودات من أجل الاستفادة من هذه المعلومات على أرض الواقع وتكييف ظروفها ومواردها من أجل تحقيق فوائد استثمار المنظمة في مواردها البشرية و التي جاءت في هذه الدراسة.
من خلال هذه الدراسة نطمح لتحقيق العديد من الأهداف لعل أهمها ما يلي:
- التعرف على إدارة الموارد البشرية كأحد المجالات الحيوية في إدارة الأعمال، و المبادرة إلى التعمق بالذات في موضوع تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر أكاديمية، نظرا لتوقعنا أن هذا الموضوع سيتم التطرق إليه بشكل واسع في المستقبل القريب نظرا لبداية انتشار موضوع تنمية الموارد البشرية في وسائل الإعلام المختلفة و الاهتمام الجماهيري بالمحاضرات و الدورات التدريبية التي تتناول التنمية الذاتية؛
- محاولة وضع مادة علمية متكاملة في مجال تنمية الموارد البشرية، تسهل على الباحثين الإلمام بهذا الموضوع.
مبررات اختيار الموضوع، تتمثل فيما يلي:
- الرغبة في التخصص الأكاديمي في مجال الموارد البشرية و بالذات في تنمية الموارد البشرية، حيث تم الاتفاق على الموضوع مع الأستاذ المشرف منذ بداية العام النظري؛
- الرغبة في المبادرة إلى التطرق إلى هذا الموضوع الحديث و المهم، و الذي نتوقع أن الكثير من الدراسات سوف تتطرق إليه بعد دراستنا هذه.
وجاءت هذه الدراسة للإجابة على الإشكالية التالية:
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة، فكيف يمكنها أن تحقق ميزة تنافسية في السوق من خلالها؟
هذه الإشكالية تقودنا إلى طرح الأسئلة الفرعية التالية:
- ما المقصود تحديدا بالتنافسية و الميزة التنافسية؟ وما هي مصادر و مداخل تعظيم القدرات التنافسية؟
- إذا كان للموارد البشرية مزايا تنافسية، فما هي هذه المزايا؟ وكيف يمكن دعم وتحسين تنافسية هذه الموارد؟
- ما المقصود بتنمية الموارد البشرية في المنظمة وما هي أهميتها؟ و كيف يمكن النظر إليها إستراتيجيا؟
- ظهرت العديد من النظريات و الأبحاث حول رأس المال البشري وخاصة الاستثمار في رأس المال البشري، وكل هذا من أجل تحقيق ميزة تنافسية للمنظمة، فما هي هذه النظريات وأهم الأبحاث؟
- كيف يمكن قياس القيمة المضافة للعنصر البشري؟ ما هو التوجه الجديد في تقييم رأس المال البشري؟ وكيف يمكن رفع العائد على الاستثمار البشري؟
و للإجابة على هذه الأسئلة، نقدم الأجوبة المحتملة المتمثلة في الفرضيات التالية:
1- مصادر و مداخل تعظيم القدرات التنافسية للمنظمة هي مواردها؛ أي الموارد البشرية، الموارد المالية، الموارد المادية، وكذلك المورد الجديد و هو الموارد التكنولوجية.
2- المزايا التنافسية التي يمكن أن تكون لدى الموارد البشرية هي إما المهارات أو الأفكار، و الأولى يمكن تدعيمها بالتدريب و الثانية بالتنمية.
3- قياس القيمة المضافة لرأس المال البشري يمكن أن تكون من خلال التقييم الجيد للأداء، يمكن رفع العائد على الاستثمار البشري، بالنظر إلى الموارد البشرية على أنها موارد أساسية لرفع الإنتاجية و تحقيق المزايا التنافسية و بالتالي يجب الاستثمار فيها وليست مجرد تكاليف يجب تخفيضها.
بالنسبة للدراسات السابقة في الموضوع، وخاصة باللغة العربية، فهي قليلة جدا وهو ما يبرر اعتمادنا الكلي على الكتب و المقالات في إنشاء هذه المادة العلمية.
وبخصوص المنهج المستخدم، تم الاستناد إلى المنهج التحليلي، من خلال محاولة التعرف على الميزة التنافسية ومداخل تعظيمها في المنظمة، و التعرف على أبعاد تنمية الموارد البشرية في المنظمة و على الأبحاث بخصوص رأس المال البشري و الاستثمار فيه، وكيفية رفع قيمة العائد من الاستثمار في رأس المال البشري. ومحاولة بناء النتائج اعتمادا على توظيف المادة العلمية التي تم الحصول عليها من خلال المسح البيبليو غرافي، وتم بعد ذلك الاستعانة بالمنهج التركيبي لينصب التحليل السابق نحو تفسير كيف يمكن للمنظمة تحقيق ميزة تنافسية من خلال مواردها البشرية من خلال نظرة إستراتيجية، دون أن نغفل تدعيم الدراسة بأمثلة من تجارب و دراسات أجريت عل بعض المنظمات في الدول المتطورة، لأن المنظمات المحلية خاصة العمومية، لا تزال بعيدة نوعا ما عن هذه المفاهيم و الدراسات العلمية المتقدمة، وهذا ما صعب علينا إجراء دراسة حالة تطبيقية.
بالنسبة لأدوات الدراسة، ففي جمع المعلومات اعتمدنا على:
- الكتب الأساسية و الفرعية باللغة العربية و الفرنسية و الإنجليزية؛
- بعض المجلات و الدراسات المنشورة على شبكة الانترنت العالمية و المؤصلة علميا.
وأما أدوات التحليل فاعتمدنا على أدوات الاقتصاد الجزئي مثل:
- قياس التكلفة؛
- تحليل المنفعة؛
- تقييم الأداء.
وجاءت دراستنا هذه محددة بمجال الأعمال أي المنظمات التي يكون هدفها ربحي سواء كانت عامة أو خاصة، وجاء التحليلي على المستوى الإستراتيجي للمنظمة؛ لأن ما يناسب منظمات الأعمال في هذا الموضوع قد لا يتناسب مع المنظمات غير الربحية، وما يناسب التحليل الإستراتيجي في هذا الموضوع يختلف تماما عن التحليل المالي مثلا لهذا الموضوع.
وبما أن هذه الدراسة هي متخصصة جدا في مجال إدارة الموارد البشرية فهناك بعض المصطلحات التي تتكرر في الدراسة و لم يتم شرحها إلا في موضع واحد منها، ولهذا أرفقنا فهرس المصطلحات في نهاية المذكرة.
وللإجابة عن إشكالية هذا البحث و عن الأسئلة الفرعية، و كذلك لضمان توازن الدراسة فقد تم وضعها وفق الهيكل التالي:
الفصل الأول: الموارد البشرية للمنظمة و تحدي الميزة التنافسية
المبحث الأول: بعض التغيرات البيئية و علاقتها بدور إدارة الموارد البشرية
المبحث الثاني: التنافسية و تأثيرها على إدارة الموارد البشرية
المبحث الثالث: تحسين إنتاجية الموارد البشرية لدعم الميزة التنافسية
المبحث الرابع: المزايا التنافسية للموارد البشرية
الفصل الثاني: تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر إستراتيجية
المبحث الأول: مفهوم وأهمية تنمية الموارد البشرية
المبحث الثاني: عملية تدريب الموارد البشرية في المنظمة
المبحث الثالث: التنمية الإدارية في المنظمة
المبحث الرابع: المراحل الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية
الفصل الثالث: الأبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية في المنظمة
المبحث الأول: تقييم الأداء
المبحث الثاني: تنمية المسار الوظيفي
المبحث الثالث: التطوير المهني
الفصل الرابع: الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة التنافسية
المبحث الأول: الاستثمار في رأس المال البشري
المبحث الثاني: الاستثمار في رأس المال الفكري
المبحث الثالث: قياس العائد على رأس المال البشري
المبحث الرابع: بعض القرارات الإستراتيجية المؤثرة على الاستثمار في تنمية الموارد البشرية
وقد مهد للدراسة بمقدمة عامة و انتهت بخاتمة، و تم التمهيد لكل فصل و ختم بخلاصة و نتائج.
الخــــاتمة
تمثل الموارد البشرية في المنظمات موردا من أهم موارد المنظمة، وأصلا من أهم الأصول التي تمتلكها المنظمة. فلا يمكن تحقيق أهداف المنظمة بدون هذه الموارد البشرية. فالمنظمة بدون أفراد ما هي إلا مجموعة من المباني، و المعدات، و الآلات فقط. فالأفراد وليس المباني أو المعدات، هي التي تصنع وتخلق المنظمات، لذلك من الضروري الاهتمام بهذه الموارد و الاستثمار في تنمية مهاراتها؛ حتى تكون قادرة على تحقيق أهداف المنظمة بفعالية وحتى تواكب التغيرات البيئية التي تواجهها المنظمات.
من خلال هذه الدراسة حاولنا الإجابة على إشكالية بحثنا و التي تمثلت في السؤال الجوهري التالي:
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة، فكيف يمكنها أن تحقق ميزة تنافسية في السوق من خلالها؟
و للإجابة على إشكالية البحث تم تقسيمه إلى أربعة فصول، فكان الفصل الأول بعنوان الموارد البشرية و تحدي الميزة التنافسية، وتعرفنا من خلاله على بعض تغيرات البيئة و علاقتها بدور إدارة الموارد البشرية، التنافسية وتأثيرها على إدارة الموارد البشرية، تحسين إنتاجية الموارد البشرية لدعم الميزة التنافسية، وكذا المزايا التنافسية للموارد البشرية.
و الفصل الثاني كان تحت عنوان تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر إستراتيجية، وتناولنا فيه المباحث التالية، مفهوم وأهمية تنمية الموارد البشرية، عملية تدريب الموارد البشرية في المنظمة، التنمية الإدارية، وأخيرا المراحل الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية.
أما الفصل الثالث، فكان بعنوان الأبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية في المنظمة، تعرضنا من خلاله إلى ثلاثة أبعاد حديثة لتنمية الموارد البشرية، هي تقييم الأداء، تنمية المسار الوظيفي، و التطوير المهني، وكان كل منها في مبحث مستقل.
وأخيرا الفصل الرابع، خصص للاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة التنافسية، وتناولنا فيه على شكل أبحاث، الاستثمار في رأس المال البشري، الاستثمار في رأس المال الفكري، قياس العائد على رأس المال البشري، وأخيرا بعض القرارات الإستراتيجية المؤثرة على الاستثمار في تنمية الموارد البشرية.
ولقد أصبح واضحا بكل المعايير أن أي منظمة وهي بسبيل تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها لابد أن توفر مجموعة من الموارد تساعدها على تحقيق هذه الأهداف، وهذه الموارد بصفة أساسية هي الموارد البشرية، و الموارد المالية، و الموارد المادية، و التي يجب توفرها بما يتناسب ونشاط المنظمة. و لا يجب أن نغفل المورد الذي أضيف حديثا، وهو الموارد التكنولوجية.
و الاهتمام بالموارد البشرية كأهم مورد لنجاح المنظمة على المدى البعيد، وتحقيقها ميزة تنافسية في السوق، هو في تزايد مستمر عبر الزمن، فبعد أن كنا نتكلم عن "تسيير الأفراد" وصلنا إلى "إدارة الموارد البشرية" ولكن التقدم لابد أن يستمر لإعطاء الإنسان المكانة التي يستحقها فعلا داخل المنظمة، فالكتابات الحديثة جدا في هذا المجال تتكلم عن "إدارة رأس المال البشري" (Human CapitalManagement)، و "إدارة رأس المال الفكري" ( Intellectual Capital Management).
وقد تبنت الإدارة في الكثير من المنظمات اليوم مبدأ الاهتمام بالبشر كأحد المؤثرات القوية التي تعطى ميزة تنافسية خاصة مع دخول القرن الواحد و العشرين والذي يركز على اقتصاد المعرفة، و يعتبر أن إنتاجية رأس المال البشري أو رأس المال الفكري، هي المحك الرئيسي في إطالة بقاء أي منظمة ناجحة تحقق أرباحا في السوق، وأساس أي اقتصاد ناجح في العالم. وأصبحت القوة الدافعة لتلك المنظمات هي الأفراد ذوي المعرفة و الذكاء و المهارات التي تتلاءم مع متطلبات القرن الحالي.
ونظرا لزيادة المنافسة بين المنظمات، أصبح النجاح في السوق هو لتلك المنظمات التي تحقق ميزة تنافسية في السوق، وتحافظ على هذه الميزة عبر الزمن، ونظرا لتوفر الموارد المالية لتمويل المشاريع أكثر من أي وقت سابق، ونظرا لصعوبة احتكار المعلومات و التكنولوجيات المتقدمة نظرا لعولمة الأسواق، فقد ركزت الكثير من المنظمات على الاستثمار في أهم مواردها، وهي الموارد البشرية من خلال الاستثمار في تنمية هذه الموارد لتحقيق ميزة تنافسية في السوق.
وجاءت هذه الدراسة لتوضيح كيف يمكن للمنظمات تحقيق ميزة تنافسية من خلال الاستثمار في تنمية مواردها البشرية، ويمكن أن تحقق الجهات الأكاديمية و منظمات الأعمال عدة فوائد من خلال هذه الدراسة:
- بالنسبة للجهات الأكاديمية يمكنها التعرف على موضوع تنمية الموارد البشرية لأخذ نظرة علمية عن الموضوع، من جهة للحصول على معلومات موثقة علميا ومن جهة أخرى يمكن أن تولد لدى البعض أفكارا تكون البداية لأبحاث أخرى؛
- بالنسبة لمنظمات الأعمال و المنظمات غير الربحية، فالدراسة تمنحهم معلومات واسعة عن أهمية الموارد البشرية في المنظمة و عن طرق استثمار هذا المورد بطريقة مثلى من أجل تحقيق ميزة تنافسية في السوق، لعلها تكون دافعا لها لبذل مجهودات من أجل الاستفادة من هذه المعلومات على أرض الواقع وتكييف ظروفها ومواردها من أجل تحقيق فوائد استثمار المنظمة في مواردها البشرية و التي جاءت في هذه الدراسة.
من خلال هذه الدراسة نطمح لتحقيق العديد من الأهداف لعل أهمها ما يلي:
- التعرف على إدارة الموارد البشرية كأحد المجالات الحيوية في إدارة الأعمال، و المبادرة إلى التعمق بالذات في موضوع تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر أكاديمية، نظرا لتوقعنا أن هذا الموضوع سيتم التطرق إليه بشكل واسع في المستقبل القريب نظرا لبداية انتشار موضوع تنمية الموارد البشرية في وسائل الإعلام المختلفة و الاهتمام الجماهيري بالمحاضرات و الدورات التدريبية التي تتناول التنمية الذاتية؛
- محاولة وضع مادة علمية متكاملة في مجال تنمية الموارد البشرية، تسهل على الباحثين الإلمام بهذا الموضوع.
مبررات اختيار الموضوع، تتمثل فيما يلي:
- الرغبة في التخصص الأكاديمي في مجال الموارد البشرية و بالذات في تنمية الموارد البشرية، حيث تم الاتفاق على الموضوع مع الأستاذ المشرف منذ بداية العام النظري؛
- الرغبة في المبادرة إلى التطرق إلى هذا الموضوع الحديث و المهم، و الذي نتوقع أن الكثير من الدراسات سوف تتطرق إليه بعد دراستنا هذه.
وجاءت هذه الدراسة للإجابة على الإشكالية التالية:
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة، فكيف يمكنها أن تحقق ميزة تنافسية في السوق من خلالها؟
هذه الإشكالية تقودنا إلى طرح الأسئلة الفرعية التالية:
- ما المقصود تحديدا بالتنافسية و الميزة التنافسية؟ وما هي مصادر و مداخل تعظيم القدرات التنافسية؟
- إذا كان للموارد البشرية مزايا تنافسية، فما هي هذه المزايا؟ وكيف يمكن دعم وتحسين تنافسية هذه الموارد؟
- ما المقصود بتنمية الموارد البشرية في المنظمة وما هي أهميتها؟ و كيف يمكن النظر إليها إستراتيجيا؟
- ظهرت العديد من النظريات و الأبحاث حول رأس المال البشري وخاصة الاستثمار في رأس المال البشري، وكل هذا من أجل تحقيق ميزة تنافسية للمنظمة، فما هي هذه النظريات وأهم الأبحاث؟
- كيف يمكن قياس القيمة المضافة للعنصر البشري؟ ما هو التوجه الجديد في تقييم رأس المال البشري؟ وكيف يمكن رفع العائد على الاستثمار البشري؟
و للإجابة على هذه الأسئلة، نقدم الأجوبة المحتملة المتمثلة في الفرضيات التالية:
1- مصادر و مداخل تعظيم القدرات التنافسية للمنظمة هي مواردها؛ أي الموارد البشرية، الموارد المالية، الموارد المادية، وكذلك المورد الجديد و هو الموارد التكنولوجية.
2- المزايا التنافسية التي يمكن أن تكون لدى الموارد البشرية هي إما المهارات أو الأفكار، و الأولى يمكن تدعيمها بالتدريب و الثانية بالتنمية.
3- قياس القيمة المضافة لرأس المال البشري يمكن أن تكون من خلال التقييم الجيد للأداء، يمكن رفع العائد على الاستثمار البشري، بالنظر إلى الموارد البشرية على أنها موارد أساسية لرفع الإنتاجية و تحقيق المزايا التنافسية و بالتالي يجب الاستثمار فيها وليست مجرد تكاليف يجب تخفيضها.
بالنسبة للدراسات السابقة في الموضوع، وخاصة باللغة العربية، فهي قليلة جدا وهو ما يبرر اعتمادنا الكلي على الكتب و المقالات في إنشاء هذه المادة العلمية.
وبخصوص المنهج المستخدم، تم الاستناد إلى المنهج التحليلي، من خلال محاولة التعرف على الميزة التنافسية ومداخل تعظيمها في المنظمة، و التعرف على أبعاد تنمية الموارد البشرية في المنظمة و على الأبحاث بخصوص رأس المال البشري و الاستثمار فيه، وكيفية رفع قيمة العائد من الاستثمار في رأس المال البشري. ومحاولة بناء النتائج اعتمادا على توظيف المادة العلمية التي تم الحصول عليها من خلال المسح البيبليو غرافي، وتم بعد ذلك الاستعانة بالمنهج التركيبي لينصب التحليل السابق نحو تفسير كيف يمكن للمنظمة تحقيق ميزة تنافسية من خلال مواردها البشرية من خلال نظرة إستراتيجية، دون أن نغفل تدعيم الدراسة بأمثلة من تجارب و دراسات أجريت عل بعض المنظمات في الدول المتطورة، لأن المنظمات المحلية خاصة العمومية، لا تزال بعيدة نوعا ما عن هذه المفاهيم و الدراسات العلمية المتقدمة، وهذا ما صعب علينا إجراء دراسة حالة تطبيقية.
بالنسبة لأدوات الدراسة، ففي جمع المعلومات اعتمدنا على:
- الكتب الأساسية و الفرعية باللغة العربية و الفرنسية و الإنجليزية؛
- بعض المجلات و الدراسات المنشورة على شبكة الانترنت العالمية و المؤصلة علميا.
وأما أدوات التحليل فاعتمدنا على أدوات الاقتصاد الجزئي مثل:
- قياس التكلفة؛
- تحليل المنفعة؛
- تقييم الأداء.
وجاءت دراستنا هذه محددة بمجال الأعمال أي المنظمات التي يكون هدفها ربحي سواء كانت عامة أو خاصة، وجاء التحليلي على المستوى الإستراتيجي للمنظمة؛ لأن ما يناسب منظمات الأعمال في هذا الموضوع قد لا يتناسب مع المنظمات غير الربحية، وما يناسب التحليل الإستراتيجي في هذا الموضوع يختلف تماما عن التحليل المالي مثلا لهذا الموضوع.
وبما أن هذه الدراسة هي متخصصة جدا في مجال إدارة الموارد البشرية فهناك بعض المصطلحات التي تتكرر في الدراسة و لم يتم شرحها إلا في موضع واحد منها، ولهذا أرفقنا فهرس المصطلحات في نهاية المذكرة.
وللإجابة عن إشكالية هذا البحث و عن الأسئلة الفرعية، و كذلك لضمان توازن الدراسة فقد تم وضعها وفق الهيكل التالي:
الفصل الأول: الموارد البشرية للمنظمة و تحدي الميزة التنافسية
المبحث الأول: بعض التغيرات البيئية و علاقتها بدور إدارة الموارد البشرية
المبحث الثاني: التنافسية و تأثيرها على إدارة الموارد البشرية
المبحث الثالث: تحسين إنتاجية الموارد البشرية لدعم الميزة التنافسية
المبحث الرابع: المزايا التنافسية للموارد البشرية
الفصل الثاني: تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر إستراتيجية
المبحث الأول: مفهوم وأهمية تنمية الموارد البشرية
المبحث الثاني: عملية تدريب الموارد البشرية في المنظمة
المبحث الثالث: التنمية الإدارية في المنظمة
المبحث الرابع: المراحل الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية
الفصل الثالث: الأبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية في المنظمة
المبحث الأول: تقييم الأداء
المبحث الثاني: تنمية المسار الوظيفي
المبحث الثالث: التطوير المهني
الفصل الرابع: الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة التنافسية
المبحث الأول: الاستثمار في رأس المال البشري
المبحث الثاني: الاستثمار في رأس المال الفكري
المبحث الثالث: قياس العائد على رأس المال البشري
المبحث الرابع: بعض القرارات الإستراتيجية المؤثرة على الاستثمار في تنمية الموارد البشرية
وقد مهد للدراسة بمقدمة عامة و انتهت بخاتمة، و تم التمهيد لكل فصل و ختم بخلاصة و نتائج.
الخــــاتمة
تمثل الموارد البشرية في المنظمات موردا من أهم موارد المنظمة، وأصلا من أهم الأصول التي تمتلكها المنظمة. فلا يمكن تحقيق أهداف المنظمة بدون هذه الموارد البشرية. فالمنظمة بدون أفراد ما هي إلا مجموعة من المباني، و المعدات، و الآلات فقط. فالأفراد وليس المباني أو المعدات، هي التي تصنع وتخلق المنظمات، لذلك من الضروري الاهتمام بهذه الموارد و الاستثمار في تنمية مهاراتها؛ حتى تكون قادرة على تحقيق أهداف المنظمة بفعالية وحتى تواكب التغيرات البيئية التي تواجهها المنظمات.
من خلال هذه الدراسة حاولنا الإجابة على إشكالية بحثنا و التي تمثلت في السؤال الجوهري التالي:
إذا كانت الموارد البشرية هي أهم موارد المنظمة، فكيف يمكنها أن تحقق ميزة تنافسية في السوق من خلالها؟
و للإجابة على إشكالية البحث تم تقسيمه إلى أربعة فصول، فكان الفصل الأول بعنوان الموارد البشرية و تحدي الميزة التنافسية، وتعرفنا من خلاله على بعض تغيرات البيئة و علاقتها بدور إدارة الموارد البشرية، التنافسية وتأثيرها على إدارة الموارد البشرية، تحسين إنتاجية الموارد البشرية لدعم الميزة التنافسية، وكذا المزايا التنافسية للموارد البشرية.
و الفصل الثاني كان تحت عنوان تنمية الموارد البشرية من وجهة نظر إستراتيجية، وتناولنا فيه المباحث التالية، مفهوم وأهمية تنمية الموارد البشرية، عملية تدريب الموارد البشرية في المنظمة، التنمية الإدارية، وأخيرا المراحل الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية.
أما الفصل الثالث، فكان بعنوان الأبعاد الحديثة لتنمية الموارد البشرية في المنظمة، تعرضنا من خلاله إلى ثلاثة أبعاد حديثة لتنمية الموارد البشرية، هي تقييم الأداء، تنمية المسار الوظيفي، و التطوير المهني، وكان كل منها في مبحث مستقل.
وأخيرا الفصل الرابع، خصص للاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق الميزة التنافسية، وتناولنا فيه على شكل أبحاث، الاستثمار في رأس المال البشري، الاستثمار في رأس المال الفكري، قياس العائد على رأس المال البشري، وأخيرا بعض القرارات الإستراتيجية المؤثرة على الاستثمار في تنمية الموارد البشرية.