مشاهدة النسخة كاملة : التربية
هشام حلمي شلبي
07-14-2009, 05:16 PM
تربية الاطفال
الإنطواء والعزلة لدى الأطفال
يعاني بعض التلاميذ في مرحلة الطفولة وبداية المراهقة من مظاهر الإنطواء مما يؤثر على توافقهم الشخصي والإجتماعي والمدرسي، وهي حالة نفسية تعتري الأطفال لأسباب خلقية
و مرضية أو لعوامل تربوية أو ظروف إقتصادية.
وتظهر عند بعض الأطفال في الفئة العمرية من 2-3 سنوات وقد تستمر لدى البعض حتى المدرسة الإبتدائية،ومن الممكن ظهورها فجأة في المرحلة الإبتدائية حينما يزداد احتكاك الطفل وتفاعله الإجتماعي وقد تستمر معهم حتى وهم بالغون.
ومشكلة الإنطواء والعزلة غير شائعة وإن كانت نسبتها لدى الإناث أعلى من نسبتها لدى الذكور.وكثيراً ما يُساء فهم الإنطواء فالبعض يلوم الطفل على انعزاله، ويرى في ذلك بلادة وجبناً وانكماشاً لاداعي له، بينما البعض الآخر يحبذ هذا السلوك ويرى بأنه طفل عاقل ورصين يحافظ على مكانته الإجتماعية، ولايثير ضجة، وحقيقة الأمر أن الطفل المنطوي طفل بائس غير قادر على التفاعل الإجتماعي، أو الأخذ والعطاء مع الزملاء، فعدم اندماج الطفل في الحياة يؤدي إلى عرقلة مشاركته لأقرانه في الأنشطة.
والمشكلة تكمن في استمرار الطفل على هذا السلوك حتى يكبر، مما يعوق نموه النفسي عبر المراهقة والشباب، ويتفاقم الأمر إلى العزلة التامة التي يصعب معها التأقلم ويدخل فيما يسمى بالإضطراب شبه الفصامي.
ويظهر الإنطواء على شكل نفور من الزملاء أو الأقارب، وامتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث، وأحياناً يخالط الطفل المنطوي أطفال يشبهونه في الإنطواء ويكون الحديث بينهم مقتضباً، كما يظهر على شكل الإلتزام بالصمت وعدم التحدث مع الغير، وقد يكون الإبتعاد عن المشاركة في أي اجتماع أو رحلات أو أنشطة رياضية مظهراً من مظاهر الإنطواء والعزلة.
الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة:
http://www.al7nan.com/uploadd/upload/al7nan_48533485.jpg
إن إصابة الطفل أو المراهق بالإنطوائية يتوقف على التفاعل بين درجة إعداده الوراثي ومقدار الضغط الذي يواجهه في الحياة.
ولايرجع الإنطواء إلى أثر البيئة وعوامل التنشئة الإجتماعية فحسب، بل هي مرتبطة أيضاً بالوراثة من حيث التكوين البيولوجي للفرد، والوظائف الفسيولوجية للقشرة الدماغية فالفرد الذي يتمتع بدرجة استثارة سريعة وقوية نسبياً، وبكف رجعي ضعيف بطئ الزوال، فغالباً ما ينزع إلى ممارسة سلوكيات ذات صبغة إنطوائية. وقد يشير الإنطواء المتطرف إلى وجود مشكلات نفسية أكثر تعقيداً وشمولاً لدى الطفل، كما قد يشير إلى واقع الطفل غير السار مثل المنزل غير السعيد، أو الفشل المستمر في المدرسة.
وللإنطواء أسباب كثيرة منها:
(1)
الشعور بالنقص بسبب عاهة جسمية أو ما يسمعه الطفل عن نفسه منذ صغره بأنه قبيح الشكل أو عدم تمكنه من إقتناء أشياء لفقره أو ما يتعرض له الطفل من مشكلات تقلل من قيمته ولايجد الإستحسان الذي وجده داخل أسرته مما يشعره بعدم الكفاية وفقدان الثقة فيصبح إنطوائياً.
(2)
إفتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير وخوفه منهم.
(3)
إشعار الطفل بأنه تابعاً للكبار، وفرض الرقابة الشديدة عليه يشعره بالعجز عند الإستقلال، أو إتخاذ القرارات المتعلقة بالطفل دون أخذ رأيه أو مشاورته.
(4)
تقليد الوالدين فقد يكون الأطفال المنطوون آبائهم منطوون كذلك، كما أن دعم الوالدين لإنطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.
(5)
قد يؤدي تغيير الموطن إلى اختلاف العادات والتقاليد وترك الأهل والأصدقاء إلى الإنطواء.
(6)
اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي فإضطراب اللغة يهيئ الطفل لتجنب التفاعل والإحتكاك بالآخرين، كما أن إصابة الطفل بالحمى الروماتيزمية أو الإعاقة الشديدة تمنعه من الإندماج والإختلاط بمن هم في مثل سنه فلا يجد مخرجاً من ذلك سوى الإنعزال عنهم.
(7)
الفقدان المبكر للحب فلقد أكدت دراسات عديدة وجود علاقة بين الفقدان المبكر لموضوع الحب وبين الإنطواء عند الأطفال، فلقد اتضح أن انفصال الوالدين بسبب عدم التوافق الزواجي يؤدي إلى ارتفاع حدوث الإنطواء والعزلة عند الطفل أكثر مما يحدث عند فقدان أحد الوالدين بسبب الموت.
علاج الطفل الذي يعاني من الإنطواء والعزلة:
http://www.al7nan.com/uploadd/upload/al7nan_70385309.jpg
ينبغي أن ندرك أن الطفل الإنطوائي حساس حساسية مفرطة وفي حاجة شديدة لأن نعيد إليه ثقته بنفسه وذلك بتصحيح فكرته عن نفسه وعلى قبول بعض النقائص التي قد يعاني منها وأن نعمل على تنمية شخصيته وقدراته ولكي يتحقق ذك يجب إتباع الآتي:
(1)
أن يشعر الطفل المنطوي بالحب والقبول لذا ينبغي التعرف عليه وفهمه فهماً عميقاً ودراسة (حالته الصحية، الإجتماعية، ظروفه العائلية، علاقاته بأسرته ) وهل هو فعلاً يعاني من الإنطواء أو هو توهم، ومساعدته على التخلص من ذلك واقعياً بمساعدته على بناء شخصيته وإستعادة ثقته بنفسه.
(2)
إذا كان سبب شعور الطفل بالنقص إعتلال أحد أعضاء جسمه فينبغي تدريب العضو المعتل لأن التدريب يزيد من قوة العضو المعتل، وبذلك يتخلص من شعوره بالنقص وتتحقق سعادته.
(3)
تهيئة الجو الذي يعيش فيه الطفل وشعوره بالأمن والطمأنينة والألفة مع الأشخاص الكبار الذين يعيش معهم سواء في الأسرة أو في المدرسة وبذلك يفصح عما بداخله من مشاكل ومخاوف وقلق ومساعدته على حلها وهذا لا يتم إلا إذا شعر بالقبول والتقدير والصداقة.
(4)
عدم تحميل الطفل فوق طاقته وقيامه بأعمال تفوق قدراته حتى لا يشعر بالعجز مما يجعله يستكين ويزداد عزله عن الناس، بل ننمي قدراته وقيامه بالأعمال التي تناسب قدراته وعمره الزمني.
(5)
تشجيع الطفل المنعزل على الأخذ والعطاء وتكوين صداقات مع أقرانه وتنمية مواهبه كالرسم والأشغال، وإتقانه لهذه المواهب سيكون دافعاً يشجعه عل الظهور مما يعمل على توكيد الذات والثقة بالنفس.
(6)
التربية الإستقلالية وعدم تدليل الطفل خير وسيلة للوقاية والعلاج من العزلة، حيث أن الطفل المدلل معتمداً على والديه عاجزاً على الإعتماد على الذات، غير ناضج إنفعالياً مطيعاً لكل الأوامر فيصب حينها في قالب الطاعة ويخرج طفلاً سلبياً خجولاً.فيجب أن نقلل من حماية الطفل والإستمرار في تدليله لكي يستعيد ثقته في نفسه عن طريق التربية الإستقلالية التي يجب أن نتبعها تدريجياً.
(7)
اكتشاف نواحي القوة في قدراته وتنمية شخصية المنعزل في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة سواء في المنزل أو في المدرسة والإنتماء إلى جماعات صغيرة من الأقران في المدرسة أو النادي والإندماج معهم والشعور بأنه فرد منهم.
(8)
إشراك هؤلاء التلاميذ في الأنشطة والأعمال الجماعية، وتمكينهم من القيام بمبادرات إيجابية عن طريق إشراكهم في الإذاعة المدرسية، وتكليفهم بالقراءة الفردية أمام زملائهم بغرفة الصف وذلك لمساعدتهم على تخفيف حدة العزلة شيئاً فشيئاً للتخلص من هذه المشاعر السلبية نحو الفرد والمجتمع.
مع اطيب التمنيات
الدكتورة
عيون المها
هشام حلمي شلبي
07-17-2009, 08:56 PM
*طرق اسعاف الرضيع عند اختناقه*
(الطفل ما دون سنة من العمر)
فإنه لا يستطيع التنفس لأن الطعام أو أي شيء آخر صغير كالعملات المعدنية
أو أزرار الملابس وغيرها، تسد مجرى الهواء في الجهاز التنفسي إما بشكل كامل أو جزئي،
مما يمنع الجهاز التنفسي من تزويد الدم بالأوكسجين،
فيتأثر الدماغ على وجه الخصوص بهذا بعد أربع دقائق من الانقطاع التام للتنفس،
لذا فإن القيام بإجراء خطوات الاسعافات الأولية على وجه سليم مهم للغاية في هذه الدقائق الثمينة.
علامات الاختناق:
ـ فقد القدرة على الصراخ أو البكاء بصوت عال.
ـ خروج صوت صفير حاد النغمة حينما يشهق الرضيع أثناء التنفس.
ـ صعوبة التنفس.
ـ تغير لون الأظافر والجلد إلى اللون الأزرق.
ـ فقدان الوعي ما لم تتم المعالجة بشكل فوري
الإسعافات الأولية:
لا تمارس الخطوات التالية طالما الرضيع يصرخ أو يسعل،
لأن الصراخ والسعال ربما يساعدانه على إخراج ما سبب له الغصة
. إن لم يكن كذلك، فحاول ( اتبع الخطوات في الصور الثلاث المرفقة):
1ـ ضع الرضيع ممدداً على بطنه فوق كامل ساعدك، وأمسك صدره براحة بيدك
وفكه السفلي بأصابعك جاعلاً رأس الرضيع متجهاً إلى الأسفل و منخفضاً عن جسمه.
2 ـ قم بدفع الظهر فيما بين الكتفين بخمس ركلات متتالية باستخدام كعب كف يدك الأخرى (ركل الظهر).
إن لم يخرج ما يسد مجرى التنفس بهذا، فاتبع
مايلي:
1ـ أعد الرضيع إلى وضع الوقوف باستخدام ساعدك وكفك على ظهره بحيث يكون الرأس عالياً.
2 ـ ضع إصبعين في وسط الصدر فيما بين تحت الحلمتين قليلاً أي فوق عظمة القفص
و اضغط خمس ضغطات تدفع الصدر داخلاً بحوالي 2 إلى 3 سم (ضغط الصدر).
3 ـ استمر بالتناوب بين ركل الظهر خمس مرات و ضغط الصدر خمس مرات حتى يخرج
ما يسد مجرى النفس أو يفقد الرضيع الوعي.
حينما يفقد الوعي اصرخ لطلب النجدة وابدأ الإنعاش القلبي الرئوي
وحينها فقط يمكنك إدخال أصبعك في فم الرضيع لمحاولة إزالة الشيء الغريب.
لا تحاول:
ـ لا تتدخل طالما الرضيع يصرخ بالبكاء أو يسعل بقوة أو يتنفس بشكل طبيعي،
كن قربه جاهزاً ولا تمنعه مما يفعل فهو ما سيخرج سبب الغصة.
ـ لا تحاول أن تدخل أصابعك في فمه لتمسك بالشيء الذي فيه لإخراجه طالما كان واعياً.
ـ لا تمارس هذه الخطوات لو كان اختناق الرضيع نتيجة نوبة ربو أو التهاب حلق أو إصابة الرأس
http://sn104w.snt104.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://65.55.85.55/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3d75956711-0e61-4292-87d4-acb11b0d4b69.jpg%26ct%3daW1hZ2UvanBlZw_3d_3d%26nam e%3dQVRUMDAwMTAuanBn%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empt y%3dFalse%26imgsrc%3dcid%253a1.683894316%2540web65 506.mail.ac4.yahoo.com&oneredir=1&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&a=01_62fa39a0980459a48c2190a4c5446ed8c5814f1ff396f 02609f8edd336019766
http://sn104w.snt104.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://65.55.85.55/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3d75956711-0e61-4292-87d4-acb11b0d4b69.jpg%26ct%3daW1hZ2UvanBlZw_3d_3d%26nam e%3dQVRUMDAwMTAuanBn%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empt y%3dFalse%26imgsrc%3dcid%253a1.683894316%2540web65 506.mail.ac4.yahoo.com&oneredir=1&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&a=01_62fa39a0980459a48c2190a4c5446ed8c5814f1ff396f 02609f8edd336019766
http://sn104w.snt104.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://65.55.85.55/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3d75956711-0e61-4292-87d4-acb11b0d4b69.jpg%26ct%3daW1hZ2UvanBlZw_3d_3d%26nam e%3dQVRUMDAwMTAuanBn%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empt y%3dFalse%26imgsrc%3dcid%253a1.683894316%2540web65 506.mail.ac4.yahoo.com&oneredir=1&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&a=01_62fa39a0980459a48c2190a4c5446ed8c5814f1ff396f 02609f8edd336019766
صورة طفل مختنق وطريقة اسعافه
المسك من الخلف والضعط اسفل القفص الصدري على فوهة المعده وشجع الطفل على القذف وطمنه وكل شي يتم بسرعه وهدو
والله يحفظ اطفالنا
ساره ابراهيم
07-18-2009, 11:08 PM
قواعد أساسية في تربية الطفل
سلوك الطفل سواء المقبول او المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الاحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان الى تقوية السلوك السيء للطفل دون ان يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية
يمكن تلخيص القواعد الاساسية لتربية الطفل فيما يلي:
1-مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل
المكافأة والاثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي ايضا اداة هامة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار ايضا لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية
والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا
مثال
في فترة تدرب الطفل على تنظيم عملية الاخراج ( البول والبراز ) عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصص على الام ان تبادر فورا بتعزيز ومكافأة هذا السلوك الجيد اما عاطفيا وكلاميا ( بالتقبيل والمدح والتشجيع ) او باعطائه قطعة حلوى .. نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول في فراشه ليلا حيث يكافأ عن كل ليلة جافة
انواع المكافآت
1- المكافأة الاجتماعية:
هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معا .
ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية؟
الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - ايماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان
العناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والاطفال عادة ميالون لهذا النوع من الاثابة
قد يبخل بعض الآباء بابداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة اظهرها اولادهم اما لانشغالهم حيث لاوقت لديهم للانتباه الى سلوكيات اطفالهم او لاعتقادهم الخاطئ ان على اولادهم اظهار السلوك المهذب دون حاجة الى اثابته او مكافأته
مثال
الطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلا ولم تجد أي اثابة من الام فانها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل
وبما ان هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم اثابة السلوك ذاته وليس الطفل
مثال:
الطفلة التي رتبت غرفة النوم ونظفتها يمكن اثابة سلوكها من قبل الام بالقول التالي: ( تبدو الغرفة جميلة . وترتيبك لها وتنظيفها عمل رائع افتخر به ياابنتي الحبيبة ) .. هذا القول له وقع اكبر في نفسية البنت من ان نقول لها ( انت بنت شاطرة )
2- المكافأة المادية:
دلت الاحصاءات على ان الاثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الاولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية , ولكن هناك اطفال يفضلون المكافأة المادية
ما المقصود بالمكافأة المادية ؟
اعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - اعطاء نقود - اشراك الطفلة في اعداد الحلوى مع والدتها تعبيرا عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد -اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة .
ملاحظات هامة
1- يجب تنفيذ المكافأة تنفيذا عاجلا بلا تردد ولا تأخير وذلك مباشرة بعد اظهار السلوك المرغوب فالتعجيل باعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الانساني سواء للكبار او الصغار
2- على الاهل الامتناع عن اعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل ( اي ان يشترط الطفل اعطائه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه ) فالمكافأة يجب ان تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله .
2- عدم مكافأة السلوك السيء مكافأة عارضة او بصورة غير مباشرة
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه ان يتعزز ويتكرر مستقبلا
مثال
الام التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها الى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الام لطلبها بعد ان بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها
تحليل
في هذا الموقف تعلمت البنت ان في مقدورها اللجوء الى البكاء مستقبلا لتلبية رغباتها واجبار امها على الرضوخ
مثال آخر
اغفال الوالدين للموعد المحدد لنوم الطفل وتركه مع التليفزيون هو مكافأة وتعزيز غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب يؤدي الى صراع بين الطفل واهله اذا اجبروه بعد ذلك على النوم في وقت محدد
3- معاقبة السلوك السيء عقابا لاقسوة فيه ولاعنف
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر
العقوبة يجب ان تكون خفيفة لاقسوة فيها لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيء مستقبلا وليس ايذاء الطفل والحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الاباء في تربية اولادهم .
وعلى النقيض نجد امهات ( بفعل عواطفهن وبخاصة اذا كان الولد وحيدا في الاسرة ) لايعاقبن اولادهن على السلوكيات الخاطئة فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي او الانحراف عندما يكبر
انواع العقوبة:
- التنبيه لعواقب السلوك السيء
- التوبيخ
- الحجز لمدة معينة
- العقوبة الجسدية
وسيتم شرحها بالتفصيل
يجب الامتناع تماما عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والاهانة او الضرب الجسدي العنيف لأنها تخلق ردود افعال سلبية لدى الطفل تتمثل في الكيد والامعان في عداوة الاهل والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من اجله لمجرد تحدي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه
أخطاء شائعة يرتكبها الآباء
1- عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد
مثال
أحمد طالب في الابتدائي استلم شهادته من المدرسة وكانت درجاته جيدة عاد من المدرسة ووجد والده يقرأ الصحف وقال له (انظر يا ابي لقد نجحت ولاشك انك ستفرح مني). وبدلا من ان يقطع الوالد قراءته ويكافئ الطفل بكلمات الاستحسان والتشجيع قال له (انا الآن مشغول اذهب الى امك واسألها هل انهت تحضير الاكل ثم بعد ذلك سأرى شهادتك).
2- معاقبة الطفل عقابا عارضا على سلوك جيد
مثال
زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت الى المطبخ وغسلت الصحون وذهبت الى امها تقول ( انا عملت لك مفاجأة يا امي فقد غسلت الصحون) فردت عليها الام (انتي الآن كبرتي ويجب عليك القيام بمثل هذه الاعمال لكنك لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتي؟ )
تحليل:
زينب كانت تتوقع من امها ان تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة لأن الأم :
اولا لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت
ثانيا وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل
3- مكافأة السلوك السيء بصورة عارضة غير مقصودة :
مثال
مصطفى عاد الى المنزل وقت الغذاء واخبر والدته انه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع اصدقائه قبل ان يتناول غذاءه فطلبت منه الوالده ان يتناول الطعام ثم يأخذ قسطا من الراحة ويذهب بعد ذلك لاصدقائه فأصر مصطفى على رأيه وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام اذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته الا ان رضخت قائلة له ( لك ماتريد يا ابني الجبيب ولكن لاتبكي ولا ترفض الطعام واذهب مع اصدقاءك وعند عودتك تتغذى )
4- عدم معاقبة السلوك السيء
( مثال )
بينما كان الاب والام جالسين اندفع الابن الاكبر هيثم يصفع أخيه بعد شجار عنيف اثناء لعبهم ونشبت المعركة بين الطفلين فطلبت الام من الاب ان يؤدب هيثم على هذه العدوانية لكن الأب رد قائلا ( الاولاد يظلوا اولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا احباء بعد ذلك )
تحليل:
هذا الرد من الاب يشجع الابن الاكبر على تكرار اعتدائه على اخيه ويجعل الاخ الاصغر يحس بالظلم وعدم المساواة
ساره ابراهيم
07-18-2009, 11:38 PM
التربيه الإيمانيه
1-دور المنزل فى تربية الطفل المسلم
إننا ونحن بصدد البحث في هذا الـمـوضوع لا بد لنا من الحديث عن الأساس والنواة الأولى المسؤولة عن ذلك الطفل ، ألا وهي الأسـرة وتكـوينها . إن من أراد بناء أسرة إسلامية ينشأ عنها جيل صالح عليه أن يُعني قبل ذلك باخـتـيـار الـزوجــة ذات الـديــن والخلق الكريم والمنبت الحسن حتى تسري إلى ذلك الجيل عناصر الخير وصفات الكمال، قـال - عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام- : "تنكح المرأة لأربع لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" متفق عليه . لذلك فعلى الرجل أن لا يكون همه الاقتران بامرأة ذات جمــال، درن مـبـالاة بدينها وأخلاقها، فإن ذلك منغص للحياة هادم لها، مـسـبـب للفراق .
وبالـمـقـابـل فإن الشريعة الغراء عندما دعت الرجل لاختيار الزوجة الصالحة فإنها حثت الآباء على حـسـن اختيار الرجل الكفء لبناتهم صاحب الدين والخلق القويم القادر على حمل الأمانة وصيانة المرأة .
لذلك فإن حسن اختيار الأم والأب ينشأ عنه صلاح ذلك الجيل الناشئ عن تلك الأسرة ، فكل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما ورد في الحديث .
* مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وتدريب وتربية ومن أجل ذلك حثت الشريعة الغراء على أمور منها :
1- تعليم الأطفال كل ما يعود عليهم بالنفع في الدين والدنيا وتلقينهم الشهادتين .
2- غرس محبة الله ورسوله وصحابته في قلب الطفل .
3- تحفيظ القرآن سورة سورة وما تيسر من الحديث .
4- أمره بالصلاة عند بلوغه سبع سنين .
5- تعليمه الطهارة والوضوء ، وتعويده على الصدق والأمانة والبر والصلة .
6- إبعاده عن مجالس السوء واللهو والمنكرات .
7- تعليمه الأدب الحسن (ما نحل والد ولده خير من أدب حسن ) .
8- تجنيبه الخمر والمسكرات وما يفسد الدين والبدن والأخلاق .
9- تدريبه على الشجاعة والإقدام والاخلاص في العمل .
10- تدريسه حياة العظماء والصالحين والأبرار ليقتدي بهم .
* أخطاء نرتكبها في معاملة الأطفال :
1- سوء فهم نية الطفل ، وتجاهل عواطفه ، فكثيراً ما نقسو عليه ونعاقبه بالضرب والازدراء والتحقير . كما أنه ليس كل مخالفة للوالدين يرتكبها الطفل عنوان الشقاوة ، بل هي على الأغلب عنوان نشاط وحيوية ، ومظهر لنمو الشخصية لديه .
2- من الأخطاء تخويفه بالغول والعفاريت ليهدأ أو لينام .
3- الاختلاط بين الجنسين ، والتساهل في مشاهدة التمثيليات ، وأفلام القتل والجريمة ، والانحراف ، وتصفح المجلات الخليعة .
* بعض الأمور النافعة في تربية الطفل :
1- القدوة الحسنة : وذلك لأن الطفل يقلد من حوله لا سيما الأم والأب والأقارب ، لذا لا بد من إيجاد القدوة الحسنة الملتزمة بالخلق الرفيع والألفاظ الطيبة .
2- الرفق : معاملة الطفل لا بد لها من عطف ورحمة به كما قال -عليه الصلاة والسلام- للأقرع بن جالس لما أخبر أنه لا يقبل أحداً حتى أولاده : »من لا يرحم لا يُرحم«
3- العدل : إن تفضيل الأبناء بعضهم على بعض يزرع العداوة والبغضاء ، وعلى الأبوين العدل بينهم في كل شيء ، لأنه أدعى إلى المودة والتآلف .
* تعليم الطفل المسلم :
قال تعالى : ((عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) ، وقال تعالى : ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ)) .
وهذه بعض الأمور التي يجب مراعاتها في تعليم الطفل :
1- تعليم الطفل الأكل باليمين والتسمية عند الأكل والدخول والخروج .
2- تعليمه الاستعانة بالله وحده وتشجيعه على الصلاة مع الجماعة .
3- تعويده النظافة في الملبس والمسكن .
4- التفريق في اللباس بين الذكر والأنثى ، وعدم تشبه كل منهما بالآخر .
5- تعليم البنت على الستر في الملبس منذ الصغر والحجاب عند البلوغ .
6- تعليم الولد الرماية والفروسية والسباحة .
7- الاهتمام بتنمية جانب الذكاء لدى الطفل بالبحث والمناظرة .
8- عدم إنهاكه بالتعليم النظري المتواصل حتى لا يمل ويتركه .
هذا وأرجو أن أكون قد وفقت في عرض سريع مختصر عن دور المنزل في تربية الطفل المسلم حيث إن الموضوع لا يمكن الإلمام به من جميع جوانبه في مقالة قصيرة كهذه .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
ساره ابراهيم
07-19-2009, 12:00 AM
2-ضرورة تعليم العقيدة للناشئة
"مع نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم في ذلك"
فإن حاجتنا إلى العقيدة فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة ، لأنه لا سعادة للقلوب ، ولا نعيم ، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها تعالى .
ولقد أرسل الله رسله جميعاً بالدعوة إلى التوحيد قال تعالى [ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ][النحل :36] ويقرر الله سبحانه وتعالى أيضاً هذه الحقيقة ويؤكدها ، ويكررها في قصة كل رسول على وجه الانفراد[ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ][المؤمنون : 23]
[ وإلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ ] [الأعراف : 65]
وهي الكلمة نفسها التي تكررت على لسان صالح وشعيب وموسى وعيسى- عليهم الصلاة والسلام- ، حتى أصبحت قاعدة عامة : [ ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبدُونِ ] [الأنبياء : 25]
فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام ، وأخر ما يخرج به من الدنيا ، فهو أول واجب وآخر واجب .
ولقد أمضى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حياته في الدعوة إلى هذه العقيدة وجاهد أعدائه من أجلها قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ...)
بل وأرسل رسله وأمرهم أن يبدءوا بالدعوة إلى العقيدة قبل كل شيء كما في قصة معاذ بن جبل- رضي الله عنه -عندما بعثه إلى اليمن : قال إنك تأتى قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه : عبادة الله وحده ، فإن هم أطاعوا لذلك ....)
وإن من الصور الظاهرة في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العقيدة حرصه على دعوة الأطفال إليها وغرسه لها في قلوبهم وتعليمه صلى الله عليه وسلم العقيدة لهم بأسلوب واضح ومناسب وكذلك سار أصحابه رضي الله عنهم من بعده على هذا وقد راجعت عدداً من كتب السنة والسيرة مراجعة أولية فوجدت شواهد كثيرة جداً لذلك أشرت إلى شيء منها في أهمية الموضوع وسوف أقوم إن شاء الله بجرد عدد من هذه الكتب وأستخرج ما فيها مما له علاقة بهذا الموضوع .
بل و لقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر العقيدة في مرحلة متقدمة جداً من مراحل الطفولة وهي مرحلة الولادة, كما في حديث التأذين في أذن المولود , قال ابن القيم (رحمه الله) في بيان سر ذلك :(وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.... وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها)
ولذلك فمن الواجب على الأمة جميعاً وعلى الآباء والأمهات والمعلمين أن يسعو بجد لتقريب هذه العقيدة للناشئة خصوصاً في هذا الزمان الذي كثرة فيه فتن الشبهات وفتن الشهوات وكثر فيه دعاة الظلال وتنوعت أساليبهم ومناهجهم لذلك يجب على المربين والمصلحين أن يغرسوا في قلوبهم الناشئة حب هذه العقيدة والثبات عليها في كل أحوالهم ولعلي من خلال النقاط التالية أذكر بإيجاز شيء مما يبين ضرورة تعليم العقيدة للناشئة وشدة حاجة الأمة لذلك مع سرد بعض النماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
فمن ما يبين أهمية هذا الموضوع :
1- أن الاهتمام بتعليم العقيدة للناس ودعوتهم لها ولاسيما الصغار هو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمصلحين من بعدهم ومن ذلك قوله تعالى عن نوح في دعوته لولده وتحذيره من مصاحبة أهل الضلال ( يَا بَنِيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) وكذلك يقول تعالى عن إبراهيم حين وصى بها أبناءه (ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وفي أول وصايا لقمان لأبنه تحذيره له من الشرك قال تعالى (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس رضي الله عنهما فيقول ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ........... ).
2- أن في العناية بعقيدة الصغار إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخفى أن الإقتداء به عبادة لله عز وجل وسبب للتوفيق للحكمة, قال سعيد بن إسماعيل الزاهد: ( من أقر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة, ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة, لأن الله يقول: (وإن تطيعوه تهدوا)
3- تعليم العقيدة رأس العلوم وأساسها ، فإذا تعلم الطفل العقيدة وغرست في قلبه وفق المنهج النبوي فالعبادات وسائر فروع الدين تأتي بالتبع
4- ما نراه من إهمال بعض الآباء تعليم أولادهم أمور دينهم وأهمها أمر العقيدة بحجة أنهم مازالوا صغار فإذا كبروا لم يستطيعوا تعليمهم, كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله حيث قال : ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه, وتركه سدا فقد أساء غاية الإساءة, وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه, فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم,ولم ينفعوا آباءهم كباراً)
5- أن الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم على الاعتقاد الصحيح هو سبب حماية الأمة بإذن الله من الزيغ والضلال ولذلك لما قال رجل للأعمش (رحمه الله) هؤلاء الغلمان حولك ؟! قال : اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك .
6- كثرة البرامج الموجهة للأطفال في وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة) والتي يهدف كثير منها إلى غرس عقائد فاسدة في نفوس الأطفال يقابل ذلك إهمال تعليمهم العقيدة السليمة ولذلك تتأصل في نفوسهم هذه العقائد الباطلة .
7- وجود خطر عظيم على عقائد الأطفال من بعض الخادمات الموجودة في المنازل والتي تسعى لمحاربة ما عند الأطفال من فطر سليمة وتغذيهم بعقائد فاسدة حتى تتأصل هذه العقائد في نفوس أولئك الناشئة في حال غياب الرقيب المدرك لخطورة ذلك الأمر.
8 - ما أوصى به عدد من العلماء والباحثين من وجوب الاعتناء بأمر الصغار وتعليمهم العقيدة والتركيز عليها بالأسلوب المناسب ومنهم على سبيل المثال :
أ) الإمام ابن القيم (رحمه الله) في تحفة المولود حيث قال عن الأطفال :
(فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا )
ب) الإمام/ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) في مقدمة كتابه تعليم الصبيان التوحيد حيث قال ( فهذه رسالة نافعة. فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن ) وغيرهم كثير
9- أن تعليم العقيدة الصحيحة للصغير أفضل وأسهل في قبولها من تعليمه بعد ذلك لأنها موافقة للفطرة التي فطر عليها ولم يصل إليها ما يدنسها من أفكار مخالفة ولأن التعليم في الصغر ليس كالتعليم في الكبر إذ الكبير تكثر عنده الشواغل والصوارف وقد قيل في الحكمة (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.... )
أن الاهتمام بتربية النشء على عقيدة صحيحة واضحة سبب عظيم في عصمته من الفتن والانحرافات في حياته المستقبلية والواقع يشهد لهذا فيمن نشأ على عقيدة سلفية بسلامته من مظاهر الانحراف ( الشرك أو البدع أو الفتن)
11- الخلط الواقع عند كثير من الباحثين في علوم التربية بل والخطاء العظيم في هذا الباب حيث زعم بعضهم أن تعليم العقيدة لا يناسب عقول الصغار ومن ذلك :
قول (رو سو) فيما نقل عنه أن الطفل لا يعلم شيئا عن الله حتى يبلغ الثامنة عشر لأن الطفل كما زعم لا يدرك هذه المعاني في هذا العمر.
وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لهؤلاء الباحثين الذين لم تستنر نظرياتهم بنور النبوة وعقيدة الإسلام يساهم في انتشار هذه المبادئ ، وعليه فإن بيان المنهج النبوي في تعليم العقيدة يدحض مثل تلك النظريات ولذا فسوف أسوق في أخر هذا البحث نماذج يسيرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم تبين كيف كان اهتمامهم بتعليم العقيدة للناشئة في مراحل متقدمة من حياتهم كما أنني عازم إن شاء الله على الكتابة في هذا الموضوع بشكل موسع بعد إكمال استعراضي لكثير من كتب السنة والسيرة ييسر الله لي إتمام ذلك .
12- مما يدل على ضرورة تعليم العقيدة للناشئة أن المخالفين لأهل الإسلام ولأهل السنة خصوصاً يهتمون بغرس العقائد في قلوب أطفالهم ، فاليهود مثلاً يهتمون اهتماماً بالغاً بتعليم أطفالهم عقائدهم ولقد ذكر الإمام ابن القيم (رحمه الله) عنهم أنهم كانوا كثيرا ما يسمون أولادهم ب ( عما نويل ) ومعنى هذه الكلمة إلهنا معنا
والرافضة يعلمون أولادهم بغض الصحابة حتى إنهم يخفون لعبة الطفل فإذا طلبها قالوا له أخذها بكير (يعنون أبو بكر رضي الله عنه ) حتى ينشأ الطفل على كره أبي بكر رضي الله عنه .
أخيراً :
نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تبين كيف كان اهتمامه بعقيدة الناشئة وهي نماذج كثيرة منها على سبيل المثال :
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة .
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .... )
4- عن أبي موسى رضي الله عنه قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى
5- عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله .....)
6- عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله .... )
7- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك )
8- عن أبي رافع رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة.... ) الترمذي ج4/ص97 وقال هذا حديث حسن صحيح
9- عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر( اللهم اهدني .... وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت ) سنن أبي داود ج2/ص63
10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك ) الترمذي ج5/ص59
11 - عن معاذ رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال .... وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله . مسند أحمد بن حنبل ج5/ص238
12- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامني فان لامني أحد من أهل بيته قال دعوه فلو قدر أو قال لو قضي أن يكون كان . مسند أحمد بن حنبل ج3/ص231
13- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة أو قال يوم فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال ( يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة .... )
14- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض الغلام فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال ( يا غلام أسلم قل لا إله إلا الله فجعل الغلام ينظر إلى أبيه فقال له أبوه قل ما يقول لك محمد صلى الله عليه وسلم فقال لا إله إلا الله وأسلم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه صلوا عليه وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم )
15- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صالح نصارى بنى تغلب على أن لا ينصروا الأبناء فإن فعلوا فلا عهد لهم قال علي لو فرغت لقاتلتهم .
16- عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله .
17- عن علي رضي الله عنه قال قال رسو الله صلى الله عليه وسلم أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن ....)
18- عن ابن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله ثم لا تبالوا متى ماتوا) عمل اليوم والليلة
19- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله .... )
وأما هدي الصحابة رضي الله عنهم في ذلك فكثير ومنه على سبيل المثال
1- عن عمرو بن شعيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يدع يهوديا ولا نصرانيا ينصر ولده ولا يهوده في ملك العرب .
2- عن كردوس التغلبي قال قدم على عمر رضي الله عنه رجل من تغلب فقال له عمر إنه قد كان لكم نصيب في الجاهلية فخذوا نصيبكم من الإسلام فصالحه على أن أضعف عليهم الجزية ولا ينصروا الأبناء .
3- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال موضع التميمة من الإنسان والطفل شرك .
4- عن جندب البجلي رضي الله عنه قال كنا فتيانا حزاورة مع نبينا صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان .
5- وهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً ، لم يفطم بعد ، فجعلت تلقن أنساً قل : لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا الله ، ففعل ، فيقول لها أبوه : لا تفسدي على ابني فتقول : إني لا أفسده . سير أعلام النبلاء 2/305
هذه بعض الأمثلة وهي كثيرة جداً أسأل الله أن ييسر لي إتمام جمعها وأن ينفع بهذا الموضوع وأن يرد الأمة إليه رداً جميلاً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هشام حلمي شلبي
07-19-2009, 07:03 AM
أستاذة سارة
رائع كل ما تقدميه
جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
هشام حلمي شلبي
07-19-2009, 07:11 AM
كيف تواجه ثوران غضب طفلك
http://productnews.link.net/general/Women/21-08-2008/child's-anger_150.jpg
إن الغضب ميل طبيعي في الإنسان إلا انه من واجبنا أن نساعد أطفالنا و ندربهم علي ضبطه والسيطرة عليه ولا نقصد أن نعود الطفل علي كبت انفعالاته ولا أن يصل انفعال الغضب عنده من القوه حتى انه يصبح غير قادر أن يتحكم في نفسه للتعبير عن الغضب.
يتمثل انفعال الغضب عند الأطفال في السنوات الأولي من أعمارهم بشكل غير موجه فنري الطفل يصرخ ويلقي نفسه علي الأرض ويرفض الأكل ويقفز علي الأرض ومن السهل زوال نوبات الغضب في هذا السن فهي تنتهي بسرعة وكلما تطور الطفل وتحددت معالم الشخصية عنده بالتدريج ازداد احتمال وقوعه في نوبات الغضب.
وتختلف طرق التعبير عن هذا الغضب وقدره ففي الرابعة يعبر الطفل عن غضبه أو تلازم الطفل الكابه أو يظهر علي وجهه العبوس وكل هذا يضر بنفسيه الطفل.
فالطفل يشعر بالنقمة علي كل من حوله وتتحول هذه المشاعر السلبية إلي أمراض نفسيه وانطواء حول ذاته .
دور الوالدين في مواجهه غضب الطفل
لكي تنجح في مواجهه غضب طفلك يجب أن تعرف كيف نتعامل مع كل مرحله من المراحل في السنوات الأولي يجب أن نعالج المسبب فقد تكون هذه النوبات عرضيه أو لحاجه الطفل للإحساس بوجود الآخرين حوله وبالذات الأم أما إذا كانت هذه النوبات علي شكل صراخ وإلقاء نفسه علي الأرض فغالبا ما تكون هذه الثورات بدافع رغبه الطفل في الحصول علي عناية أمه وغالبا ما يتمكن من ذلك من لفت الانتباه إليه. لذلك يجب تجاهل هذه الثورات بان تغفل الأم عن طفلها وتمضي لإتمام أعمالها و لكنه يجب أن يكون تحت رعايتها حتى لا يقوم بإيذاء نفسه.
التحكم في الأعصاب
ولمواجه غضب الأطفال يجب علي الأم التحكم بأعصابها والتزام الهدوء وعدم التدخل بالصراخ أو الضرب فيزيد من ثورته واحتجاجه وبهذا يفهم الطفل إن الأم هي المسيطرة علي الموقف مهما كانت درجه غضبه أو انفعاله الحاد وهناك طريقه مفيدة ينصح بها الكثير من العلماء وهي أن يأخذ الطفل إلي غرفته ولكن بدون أن يغلق الباب حتى لا يشعر بالاضطهاد وأذا خرج يعاد و بحزم مره أخري إلي أن يهدأ ويخرج بنفسه.
وعند ذلك تقدم له الأم شيئا أو حتى مجرد احتضانه و تهدئته و سيعرف انه كان يتصرف تصرفا غير مقبول. فموجات الحنان والحب بعد هذه الثورات مفيدة وتعيد للطفل إحساسه بأمان والاستقرار النفسي.
إن الغضب ميل طبيعي في الإنسان إلا انه من واجبنا أن نساعد أطفالنا و ندربهم علي ضبطه والسيطرة عليه ولا نقصد أن نعود الطفل علي كبت انفعالاته ولا أن يصل انفعال الغضب عنده من القوه حتى انه يصبح غير قادر أن يتحكم في نفسه للتعبير عن الغضب.
يتمثل انفعال الغضب عند الأطفال في السنوات الأولي من أعمارهم بشكل غير موجه فنري الطفل يصرخ ويلقي نفسه علي الأرض ويرفض الأكل ويقفز علي الأرض ومن السهل زوال نوبات الغضب في هذا السن فهي تنتهي بسرعة وكلما تطور الطفل وتحددت معالم الشخصية عنده بالتدريج ازداد احتمال وقوعه في نوبات الغضب.
وتختلف طرق التعبير عن هذا الغضب وقدره ففي الرابعة يعبر الطفل عن غضبه أو تلازم الطفل الكابه أو يظهر علي وجهه العبوس وكل هذا يضر بنفسيه الطفل.
فالطفل يشعر بالنقمة علي كل من حوله وتتحول هذه المشاعر السلبية إلي أمراض نفسيه وانطواء حول ذاته .
دور الوالدين في مواجهه غضب الطفل
لكي تنجح في مواجهه غضب طفلك يجب أن تعرف كيف نتعامل مع كل مرحله من المراحل في السنوات الأولي يجب أن نعالج المسبب فقد تكون هذه النوبات عرضيه أو لحاجه الطفل للإحساس بوجود الآخرين حوله وبالذات الأم أما إذا كانت هذه النوبات علي شكل صراخ وإلقاء نفسه علي الأرض فغالبا ما تكون هذه الثورات بدافع رغبه الطفل في الحصول علي عناية أمه وغالبا ما يتمكن من ذلك من لفت الانتباه إليه. لذلك يجب تجاهل هذه الثورات بان تغفل الأم عن طفلها وتمضي لإتمام أعمالها و لكنه يجب أن يكون تحت رعايتها حتى لا يقوم بإيذاء نفسه.
التحكم في الأعصاب
ولمواجه غضب الأطفال يجب علي الأم التحكم بأعصابها والتزام الهدوء وعدم التدخل بالصراخ أو الضرب فيزيد من ثورته واحتجاجه وبهذا يفهم الطفل إن الأم هي المسيطرة علي الموقف مهما كانت درجه غضبه أو انفعاله الحاد وهناك طريقه مفيدة ينصح بها الكثير من العلماء وهي أن يأخذ الطفل إلي غرفته ولكن بدون أن يغلق الباب حتى لا يشعر بالاضطهاد وأذا خرج يعاد و بحزم مره أخري إلي أن يهدأ ويخرج بنفسه.
وعند ذلك تقدم له الأم شيئا أو حتى مجرد احتضانه و تهدئته و سيعرف انه كان يتصرف تصرفا غير مقبول. فموجات الحنان والحب بعد هذه الثورات مفيدة وتعيد للطفل إحساسه بأمان والاستقرار النفسي.
ساره ابراهيم
07-19-2009, 11:08 AM
3-أطفالنا وحب الله عز وجل
سبحان الله العلي العظيم ، والحمد لله رب العالمين - كما ينبغي لجلال وجهه الكريم ، و عظيم سلطانه القديم - ولا إله إلا الله العليم الحكيم ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين المبعوث رحمةً للعالمين وبعد.
إن الطفل نبتة صغيرة تنمو ، وتترعرع ، فتصير شجرة مثمرة ، أو وارفة الظلال ...أو قد تصير شجرة شائكة ، أو سامَّة والعياذ بالله.
وحتى نربي جيلاً من الأشجار المثمرة ، أو وارفة الظلال ؛ فإنه علينا أن نعتني بهم منذ البداية ، مع التوكل على الله تعالى والاستعانة به في صلاحهم.
وما أحوجنا في هذا العصر الذي أصبحت فيه الأمم تتداعى على أمة الإسلام كما تتداعى الأكَلَة على قصعتها- كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأن نربي وننشئ جيلاً قوي الإيمان يثبُت على الحق ، و يحمل لواء الإسلام ، ويدافع عنه بكل طاقته.
وفيما يلي تقترح كاتبة هذه السطور أول ما يمكن أن يحقق هذا الهدف النبيل ، ويعين على بلوغ تلك الغاية السامية ، ألا وهو: "مساعدة أطفالنا على حب الله عز وجل"... فما جاء بها من صواب فهو من توفيق الله تعالى وفضله ومَنِّه ، وما كان من خطأ فمن نفسها والشيطان ، والحمد لله أولاً وآخرا.
1- ما هو حب الله؟
هو أن يكون الله تعالى أحب إلى الإنسان من نفسه ، ووالديه ، وكل مايملك.
2- لماذا الأطفال؟
لأن" الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع ، فإذا و ضعناها بشكل سليم كان البناء العام مستقيماً ، مهما ارتفع وتعاظم ؛ كما أن الطفل هو نواة الجيل الصاعد التي تتفرع منها أغصانه وفروعه ... وكما نعتني بسلامة نمو جسمه فيجب أن نهتم بسلامة مشاعره ، ومعنوياته "فإذا حرصنا على ذلك فإن جهودنا سوف تؤتي ثمارها حين يشب الطفل ويحمل لواء دينه- إذا أحب ربه وأخلص العمل له- وإن لم نفعل نراه يعيش ضائعاً بلا هوية - والعياذ بالله - كما نرى الكثير ممن حولنا .
3- لماذا نعلمهم حب الله؟
أ-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه في الآية رقم (31) من سورة آل عمران: { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ، ويَغفر لكم ذنوبَكم ، واللهُ غفورٌ رحيم } .
ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم ، وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا ، ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام ، ثم رزقنا من غير أن نستحق ذلك ، ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله ، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا!!!
ج- لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ( اللهم اجعل حُبك أحب إلىَّ مِن نفسي ، وأهلي ، ومالي ، وولدي ، ومن الماء البارد على الظمأ ) ، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.
د- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن ، وما أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .
هـ- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد ، مع العلم بأن الآباء ، والأمهات ، والمربين لا يدومون لأطفالهم ، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت ، والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم ... إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة ، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهم عرفوا أن لهم صدراً حانياً ، وعماداً متيناً ، وسنداً قوياً هو الله سبحانه وتعالى.
و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن ، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان ، و حرصوا على الصلاة وخشعوا فيها ، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتصدقين ، والصابرين ، والمقسطين ، والمتوكلين ، وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي المتقين ، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا ...اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ، ابتغاء مرضاته ، وحبه ، وولايته لهم ، ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ، ولا المعتدين ، ولا الظالمين ، ولا المفسدين ، وأنه لا يحب كل خَوَّان كفور ، أو من كان مختالاً فخورا ... لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات حباً في الله ورغبة في إرضاءه.
ز- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر ؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم ، و" تقديم كل غال وثمين من أجله ، والتضحية من أجل إرضاءه ، وضبط الشهوات من أجل نيل محبته ، فالمُحب لمن يحب مطيع...أما إذا لم يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من أمره ونهيه"
ح- لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل وقت ومكان ، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ، وعدم القلق أو الحزن... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام ، فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله عليه فمَن معه؟!!!
ط-لأن هناك نماذج للمسلمين ترى كاتبة هذه السطور أن الحل الجذري لمشكلاتهم هو تجنب تكرارها ، بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره على محبة الله تعالى.
و من هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر:
* الذين يفصِلون الدين عن الدنيا ، ويعتقدون أن الدين مكانه في المسجد ، أو على سجادة الصلاة فقط ، ثم يفعلون بعد ذلك ما يحلو لهم.
** الذين يسيئون الخُلُق داخل بيوت الله- ولا يستثنون من ذلك المسجد الحرام ولا المسجد النبوي!!!- وفي مجالس العلم ، ظانِّين أن التعاملات اليومية والأخلاق لا علاقة لها بالدين.
*** الذين يتركون أحد أركان الإسلام مع استطاعتهم - وهي فريضة الحج- بدعوى أنهم ليسوا كبار السن وأن أمامهم حياة طويلة سوف يذنبون فيها ، ولذلك سوف يحجون عندما يتقدم بهم العمر ، ويشيب الشعر ، ليمسحوا كل الذنوب الماضية في مرة واحدة!!!
****اللواتي ترفضن الحجاب بدعوى أن قلوبهن مؤمنة ، وأن صلاح القلوب أهم من المظهر الخارجي ، غافلات -أو متغافلات- عن كونه أمراً من الله تعالى وفرضاً كالصلاة!!! وكذلك الآباء والأمهات والأزواج الذين يعارضون ، بل ويحاربون بناتهم وزوجاتهم في ارتداء الحجاب !!!
***** الذين يعرضون عن مجالس العلم الشرعي ، وكل ما يذكرهم بالله تعالى ، قائلين أن "لبدنك عليك حقا"، وأن"الدين يسر"، و"لا تنس نصيبك من الدنيا"، بينما ينسون نصيبهم من الآخرة!!!
****** الذين ينبهرون بمظاهر الحضارة الغربية ، وبريقها الزائف ، فينفصلون عن دينهم تدريجياً ويظل كل ما يربطهم به هو الاسم المسلم ، أو بيان الديانة في جواز السفر!!! ومنهم الذين تغمرهم هذه المظاهر حتى تصل بهم إلى الردة عن الدين- والعياذ بالله- ويصبح اسم الواحد منهم "ميمي " أو " مايكل " بعد أن كان " محمداً " !!!
ح- لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة " وليس المال أو المنال ، أو الجاه أو القدرة...فالمجرم يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون ، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة ، أما الإنسان المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة لديه ، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل الرفيعة... وهكذا كان شأن « يوسف » الصدِّيق عليه السلام حين توسم فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم ، ويكون خليفة له على شعبه ، أو يتخذه ولداً ؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف مستبشراً به : { أكرِمي مثواه } أي أكرمي مكانته ، واجعليه محط احترام وتقدير ، ولم يوصها بأي شيء آخر ... فلعله رأى أن التربية القائمة على أساس الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن يكون عالماً ، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس وقواعد التفكير الحكيم ، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ "
فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال حبهم لخالق الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة ، وقال عنهم: { ولقد كرَّمنا بني آدم }... وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة ، فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى ، فيصبحوا من الذين قال عنهم : { إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم }
4- كيف نزرع حب الله عز وجل في قلوب أطفالنا ؟
تحتاج هذه المهمة في البداية إلى أن يستعين الوالدان بالله القوي العليم الرشيد ، فيطلبا عونه ، ويسألاه الأجر على حسن تربية أولادهما ابتغاء مرضاته ، ويرددان دائماً: { رب اشرَح لي صدري ، ويسِّر لي أمري ، واحلُل عقدةً من لساني يفقهوا قولي } ؛ " مع ضرورة بناء علاقات صحيحة وسليمة بين الأهل والأولاد " ثم بعد ذلك تأتي العناية ، والاهتمام ، واليقظة ، والحرص من الوالدين أو المربين لأنهم سوف يتحدثون عن أهم شيء في العالم ، وأهم ما يحتاج إليه طفلهم ؛ لذلك فإنهم " يجب أن يتناولوا هذا الموضوع بفهم وعمق وحب وود " أما إن أخطأوا ، فإن الآثار السلبية المترتبة على ذلك ستكون ذات عواقب وخيمة .
لذا يجب مراعاة متطلبات المرحلة العمرية للطفل ، وسماته الشخصية ، وظروفه... وكلما بدأنا مبكرين كان ذلك أفضل ، كما أننا إذا اهتممنا بالطفل الأول كان ذلك أيسر ، وأكثر عوناً على مساعدة إخوته الأصغر على حب الله تعالى ؛ لأن الأخ الأكبر هو قدوتهم ، كما أنه أكثر تأثيراً فيهم من الوالدين .
و يجب أيضاً اختيار الوقت والطريقة المناسبة للحديث في هذا الموضوع معهم ...
وفيما يلي توضيح كيفية تعليمهم حب الله في شتى المراحل :
أولاً: مرحلة ما قبل الزواج:
إن البذرة الصالحة إذا وضعت في أرض خبيثة اختنقت ، وماتت ، ولم تؤت ثمارها ، لذا فقد جعل الإسلام حسن اختيار الزوج والزوجة من أحد حقوق الطفل على والديه ، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : { الطيباتُ للطيبين ، والطيبون للطيبات } ، وقال صلى الله عليه وسلم: ( تخيَّروا لِنُطَفِكُم ، فإن العِرق دسَّاس ) ، وقال أيضاً: ( تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها ، فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك ) ، وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه قال : قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً ، فقال : ( أيُّها الناس إياكم وخضراء الدُّمُن . قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدُّمُن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء ).
كما أكَّد صلى الله عليه وسلم على أن يكون الزوج مُرضياً في خُلُقه ودينه ، حيث قال: ( إذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه ) ، وأردف صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بالنهي عن ردّ صاحب الخلق والدين فقال : ( إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من زوّج ابنته من فاسق ، فقد قطع رحمها ).
فإذا اختلط الأمر على المقدمين على الزواج ، فإن الإسلام يقدم لهم الحل في" صلاة الاستخارة".
ثم يأتي بعد حُسن اختيار الزوج أو االزوجة: الدعاء بأن يهبنا الله الذرية الصالحة ، كما قال سيدنا زكريا عليه السلام مبتهلاً: { رب هَب لي ِمن لَدُنكَ ذُرِّيَةً طيبةً إنك سميعُ الدعاء } ، وكما دعا الصالحون: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }.
ثانياً : مرحلة الأجِنَّة:
تقترح كاتبة هذه السطور على كل أم مسلمة تنتظر طفلاً أن تبدأ منذ علمها بأن هناك رزق من الله في أحشائها ؛ فتزيد من تقربها إلى الله شكراً له على نعمته ، واستعداداً لاستقبال هذه النعمة ، فتنبعث السكينة في قلبها ، والراحة في نفسها ، مما يؤثر بالإيجاب في الراحة النفسية للجنين ؛ كما يجب أن تُكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم ، الذي يصل أيضاً إلى الجنين ، ويعتاد سماعه ، فيظل مرتبطاً به في حياته المستقبلة إن شاء الله .
ولنا في امرأة عمران- والدة السيدة مريم- الأسوة الحسنة حين قالت: { ربِّ إني نَذَرتُ لك ما في بطني مُحرَّراً ، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم } ، فكانت النتيجة: { فتقبَّلها ربُّها بقَبول حَسَن }.
ولقد أثبتت التجربة أن أفضل الطعام عند الطفل هو ما كانت تُكثر الأم من تناوله أثناء حملها بهذا الطفل ، كما أن الجنين يكون أكثر حركة إذا كان حول الأم صخباً أو ضجة ، وهذا يعني تأثر الجنين بما هو حول الأم من مؤثرات.
( وهاهي الهندسة الوراثية تؤكد وجود الكثير من التأثيرات التي تنطبع عليها حالة الجنين ، سواء أكانت هذه التأثيرات بيولوجية ، أوسيكولوجية ، أو روحية ، أوعاطفية.
ونحن نطالع باستمرار مدى تأثر الجنين بإدمان الأم على التدخين ، فإذا كان التدخين يؤثر تأثيراً بليغاً على صحة الجنين البدنية ، فَتُرى ما مدى تأثره الأخلاقي والروحي بسماع الأم للغيبة أو أكلها للحم الخنزير ، أو خوضها في المحرمات وهي تحمله في أحشائها؟! )
ويؤكد الدكتور "علاء الدين القبانجي"هذا بقوله: " هناك خطأ كبير في نفي التأثير البيئي على النطفة ، في نفس الوقت الذي نلاحظ فيه التأثير ا لبيئي على الفرد ذاته سواء بسواء ، ولن تتوقف النطفة عن التأثر بالمنبهات الكيماوية - بما فيها المواد الغذائية والعقاقير- أو بالظروف البيئية ، بل ستظل تتأثر بقوة التوجه إلى الله أيضا ، فروح الاطمئنان والتوجه إلى الله تعالى تخفف من التوترات والتفاعلات النفسية المضطربة .
ويضيف فضيلة الشيخ "علي القرني" :" أثبت العلم الحديث أن للجنين نفسية لا تنفصل عن نفسية أمه ، فيفرح أحياناً ، ويحزن أحياناً ، وينزعج أحياناً لما ترتكبه أمه من مخالفات كالتدخين مثلاً ، فقد أجرى أحد الأطباء تجربة على سيدة حامل في شهرها السادس وهي مدمنة للتدخين ، حيث طلب منها الامتناع عن التدخين لمدة أربع وعشرين ساعة ، بينما كان يتابع الجنين بالتصوير الضوئي ، فإذا به ساكن هادئ ، حتى أعطى الطبيب الأم لفافة تبغ ، فما إن بدأت بإشعالها ووضعها في فمها حتى بدأ الجنين في الاضطراب ، تبعاً لاضطراب قلب أمه.
كما أثبت العلم أيضاً أن مشاعر الأم تنتقل لجنينها ، فيتحرك بحركات امتنان حين يشعر أن أمه ترغب فيه ومستعدة للقائه ، بينما يضطرب وينكمش ، ويركل بقدميه معلناً عن احتجاجه حين يشعر بعدم رغبة أمه فيه... حتى أن طفلة كانت أمها قد حملتها كُرهاً ، وحاولت إسقاطها ، دون جدوى ، فلما وضعتها رفضت الطفلة الرضاعة من أمها ، فلما أرضعتها مرضعة أخرى قبلت!!! ولكنها عادت لرفض الرضاعة مرة أخرى حين عصبوا عيني الطفلة ، ثم أعطوها لأمها كي ترضعها !!! "
بينما نرى أماً أخرى حرصت- منذ بداية الحمل- على تلاوة القرآن والاستماع له في كل أحوالها ... قائمة ، وقاعدة ، ومضطجعة ، فكانت النتيجة أن وضعت طفلاً تمكن بفضل الله تعالى من ختم القرآن الكريم حفظاً ، وتجويداً ، وهو في الخامسة من عمره!!! فتبارك الله أحسن الخالقين"
مما تقدم نخلص إلى أن تربية الطفل تبدأ من مرحلة الأجنة ، " فإذا نشأ الجنين في بطن أمه في جو من الهدوء والسكينة - وخير ما يمنحهما هو القرب من الله سبحانه- فإنه يستجيب بإذن ربه ، ويعترف بفضل أمه عليه ، ويتمتع بشخصية سوية ونفسية هادئة ، يقول لسان حاله : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!! } "
ثالثا: مرحلة مابعد الوضع حتى السنة الثانية:
" بعد أن يولد الطفل ويبدأ بالرضاعة والنمو يكون أشد استقبالاً لمتغيرات الحياة من الشاب البالغ ، لأن الوليد يكون مثل الصفحة البيضاء الجاهزة لاستقبال خطوط الكتابة ، بينما يكون الشاب البالغ قد أوشكت قناعته على الاكتمال ، فيصبح من الصعب التلاعب بها أو محوها "
لذا يجب أن نرقيه بالرقية الشرعية ( المأخوذة من الكتاب والسنة المطهرة ) ، ونسمع معه التلاوات القرآنية لشيوخ ذوي أصوات ندية ، كما نُكثر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة ونحن نحمله ، حتى تحُفُّه الملائكة ، ويتعود سماع مثل هذه الكلمات النورانية.
" ومع زيادة نمو الوعي عند الطفل يجب أن نحرص على أن نَذكُر الله عز وجل أمامه دائماً ، فبدلاً من أن نقول : " غاغا " ، أو ما شابه ذلك من ألفاظ نقول : " يا الله " ، ونسعى دائماً إلى أن يكون لفظ الجلالة ملامساً لسمعه حتى يحفظه ، ويصبح من أوائل مفرداته اللغوية ، وإذا أراد أن يحبو ، وصار قادراً على النطق ، فيجب أن نأخذ بيده ونريه أننا نريد أن نرفعه ، فنقول : " يا رب .. يا مُعين " ، ونحاول أن نجعله يردد معنا ، وإذا أصبح أكثر قدرة على التلفظ بالكلمات علمناه الشهادتين ، ورددناها معه حتى يعتادها " فنراه يَسأل عن معناها حين يستطيع الكلام .
رابعاً: من سنتين إلى ثلاث سنوات :
( في هذا العمر يكون الطفل متفتح الذهن ، مما يدعونا إلى تحفيظه بعض قصار السور كالفاتحة ، والعصر ، والكوثر...إلخ ، وذلك حسب قدرته على الحفظ ، وكذلك تحفيظه بعض الأناشيد مثل : " الله رب الخلـق ، أمـدنا بالرزق " ، و" من علِّـم الـعصفور أن يبني عشــا في الشـجر ، الله قـد عـلمه وبالهُـدى جَـمَّلهُ " )
وكذلك : " اللهُ ربي ، محمدٌ نبيي ، والإسلامُ ديني ، والكعبةُ قبلتي ، والقرآن كتابي ، والنبي قدوتي ، والصيام حصني ، والصَدَقة شفائي ، والوضوء طَهوري ، والصلاة قرة عيني ، والإخلاص نِيَّتي ، والصِدق خُلُقي ، والجَنَّةُ أملي ، ورضا الله غايتي ".
( وكلما زاد وعيه وإدراكه ردَّدنا أمامه أن الله هو الذي رزقنا الطعام ، وهو الذي جعل لنا الماء عذباً ليروي عطشنا ، وهو الذي أعطاه أبوه وأمه لرعايته ، وهو الذي أعطانا المال والمنزل ، والسيارة واللعب...إلخ ، ولذلك فهو جدير بالشكر ، وأول شكر له هو أن نحبه ولا نغضبه ، وذلك بأن نعبده ولا نعبد سواه )
كما نذكر ونحن نلعب معه بدميته مثلا : أن هاتين اليدين والعينين والأذرع والرجلين لدينا مثلها ولكن ما يخص الدمية من القماش أو البلاستيك ، أما ما أعطانا الله فهي أشياء حقيقية تنفعنا في حياتنا وتعيننا عليها.
( وإذا جلسنا إلى الطعام قلنا بصوت يسمعه : " بسم الله " ، وإذا انتهينا قلنا " الحمد لله " ، وكذلك إذا شربنا ، وإذا اضطجعنا وإذا قمنا من النوم ) حتى يعتاد الطفل ذلك ويردده بنفسه دون أن نطلب منه ذلك.
كما يجب أن نخبره أن الله تعالى يحب لهم الخير ويعلم ما يصلحهم ، فهو الذين أوصى بهم الوالدين أن يحسنوا اختيار أسماءهم ( ويعلِّموهم أمور دينهم ودنياهم ، ويحسنوا تأديبهم و تربيتهم ، وهو الذي أمر الوالدين بالعطف عليهم والترفق بهم ، والعدل بينهم وبين إخوتهم في كل الأمور) ، وهو حبيبهم الذي يتجاوز عنهم حتى يصلوا إلى سن الإدراك ، فنخبرهم أنه يسامحهم على أخطائهم ماداموا صغاراً . فعليهم أن يستحيوا من الله وأن لا يعصوه .
ومن المفيد أن نربط كل جميل من حولهم بالله تعالى ، فالوردة ، والنحلة ، والفراشة ، والقمر ، وغيرها من مخلوقات الله ، أما الأشياء التي تبدو ضارة بالنسبة لنا كالذبابة ، والفأر ، وغيرهما فهي من مخلوقات الله أيضاً ، وهي تقوم بوظيفة تساعد على أن يظل الكون من حولنا جميلاً ونظيفاً.
كما يجب أن نربط كل خُلُق جميل بالله تعالى ، فالله يحب الرحمة والرفق والعدل والجمال والنظافة...إلخ.
كما يجب ان نقرِّب إلى أذهانهم فكرة وجود الله مع عدم إمكانية رؤيته في الدنيا ، فهناك أشياء نحسها ونرى أثرها ونستفيد منها دون أن نراها كالهواء والكهرباء والعطر...إلخ. أما من يريد رؤيته جل شأنه فعليه أن يكثر من الطاعات كي يحظى برؤيته في الجنة.
وينبغي أن نعلِّق في بيوتنا صوراً للحرمين الشريفين حتى تعتادهما عينيه ويدفعه الفضول للسؤال عنهما ، وعندها نجيبه بطريقة تشوِّقه إليهما ، كأن نقول عن الكعبة : " هي بيت الله ، والله كريم يكرم ضيوفه الذين يزورون بيته بأشياء جميلة ويرزقهم بها كاللعب والحلوى ، وغير ذلك مما يحب الطفل " ، مع ملاحظة أننا إذا اصطحبناه إلى هناك فلابد أن نجعل ذكرياته عن الزيارة سعيدة قدر الإمكان ونشتري له من الهدايا والأشياء المحببة إليه ما يرضيه ، حتى ترتبط سعادته بالبيت الحرام ، ومن ثم برب البيت.
خامساً: من الثالثة حتى السادسة:
( يكون استقبال الطفل للمعلومات ، واستفادته منها ، واقتداؤه بأهله- في هذه المرحلة- في أحسن حالاته) ، كما يكون شغوفاً بالاستماع للقصص ، لذا يجب الاستفادة من هذا في تأليف ورواية القصص التي توجهه للتصرف بالسلوك القويم الذي نتمناه له ، وتكون هذه الطريقة أكثر تأثيراً ، إذا كانت معظم القصص تدور حول شخصية واحدة تحمل اسماً معيناً ، لبطل أو بطلة القصة [ يفضل أن يكون ولداً إذا كان الطفل ولداً ، والعكس صحيح ] ، بحيث تدور أحداثها المختلفة في أجواء مختلفة ، وتهدف كل منها إلى تعريفه بالله تعالى على أنه الرحيم الرحمن الودود الحنان المنَّان الكريم العَفُوّ الرءوف الغفور الشكور التواب ، مالك الملك ، كما تهدف القصة إلى إكسابه أخلاقيات مختلفة إذا قامت الأم برواية كل قصة على حده في يوم منفصل- لتعطيه الفرصة في التفكير فيها ، أما إذا طلب قصة أخرى في نفس اليوم فيمكن أن نحكي له عن الحيوانات الأليفة التي يفضلها مثلاً- فيصبح الطفل متعلقا بشخصية البطل أو البطلة وينتظر آخر أخبار مغامراته كل يوم ، فتنغرس في نفسه الصغيرة الخبرات المكتسبة من تلك القصص.
وإذا كانت الأم لا تستطيع تأليف القصص فيمكنها الاستعانة بالقصص المنشورة ، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة «أطفالنا» ، وقصص شركة « سفير » للأطفال ، وقصص الأديب التربوي « عبد التواب يوسف » ، وقصص الأنبياء المصورة للأطفال المتاحة لدى « دار المعارف » بالقاهرة ، وغير ذلك مما يتيسر.
وفيما يلي قصة سمعتها كاتبة هذه السطور من معلمة ابنتها التي كانت تحفِّظها القرآن ، وهي تفيد حب الله والثقة به تعالى ، وحسن التصرف ، وأخذ الأسباب ، ثم التوكل عليه .
كانت " ندى" تجلس بجوار والدتها التي كانت تقوم بتغيير ملابس أختــها الرضيعة" بسـمة" ، بينما اكتشـفت الوالدة أن" بسـمة" حـرارتها آخذة في الارتفاع ، فحاولت إسعافـها بالمواد الطبيعية المتاحة بالمنزل ، دون جدوى ، ولما كان الوالد مسافراً ، فقد طلبت الوالدة من" ندى" أن تظل بجوار أختها حتى تذهب إلى الصيدلية القريبة من منزلهم لتشتري لها دواء يسعفها ، فقالت"ندى" : "سمعاً وطاعة يا أمي"
وبينما كانت" ندى" تغني لأختها بعد خروج الأم انقطع التيار الكهربي وساد الظلام الغرفة ، فشعرت "ندى" بالخوف الشديد ، ولم تدر ماذا تفعل ... ولكنها تذكرت قول والدتها لها : "أن الله تعالى يظل معنا أينما كنا وفي كل الأوقات من الليل والنهار ، وهو يرانا ويرعانا ويحمينا أكثر من الوالدين لأنه أقوى من كل المخلوقات ، ولأنه يحب عباده المؤمنين ؛ فظلت تربُت على"بسمة" التي بدأت في البكاء ، ثم جرت إلى الشباك ففتحته ليدخل بعض الضوء إلى الغرفة ، فإذا بالقمر يسطع في السماء ويطل بنوره الفضي ، فيرسل أشعته على الغرفة فيضيئها ، ففرحت "ندى" وقالت لبسمة : "انظري هذا هو القمر أرسله الله تعالى ليؤنسنا في وحدتنا ويضيء لنا الغرفة حتى تعود أمنا ويعود التيار الكهربي ، انظري كم هو جميل ضوء القمر لأن الله هو الذي صنعه ، فهو خافت لا يؤذي العين ، كما أنه يشيع في النفس الاطمئنان ، هل تحبين الله كما أحبه يا بسمة ؟ " وظلت تحدِّث أختها وتغني لها حتى عادت الأم ، فأعطت الدواء لبسمة ، ثم اثنت على" ندى" التي أحسنت التصرف ، ثم وعدتها بأن تذهب معها إلى المكتبة لشراء كتاب للأطفال عن القمر لتعرف عنه معلومات أكثر ، كما قامت بتلاوة سورة القمر عليها مكافأة لها على ما فعلت.
وينبغي حين نتحدث عن الله معهم في هذا العمر أن نكون صادقين ، ( ونبتعد عن المبالغات ، فالله موجود في السماء ونحن نرفع أيدينا عندما ندعوه ، وهو يستحي أن نمدها إليه ويردها فارغة ، لأنه حييٌ كريم ، وهو أكبر من كل شيء ، وأقوى من كل شيء وهو يرانا في كل مكان ويسمعنا ولو كنا وحدنا ، وهو يحبنا كثيراً ، وعلينا أن نحبه لأنه خلقنا وخلق لنا كل ما نحتاجه ، فهو يأمر جنوده فينفذون أوامره ، فيقول للسحاب أمطر على عبادي كي يشربوا ويسقوا زرعهم وماشيتهم ، فينزل المطر ، وهو الذي يدخل المسلمين الذين يحبونه الجنة... ويتمتع في الجنة المسلم الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويصدُق مع الناس ، ويطيع والديه ، ويحترم الكبار ، ويجتهد في دراسته ، ولا يؤذي إخوته أو أصحابه ، والله تعالى يحب الأطفال ، وسوف يعطيهم ما يريدون إذا ابتعدوا عن كل ما لا يرضيه... وينبغي عدم الخوض في تفاصيل الذات الإلهية مع الطفل خشية من أي زلل قد نُحاسَب عليه "
سادساً: مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
وهي مرحلة (غاية في الأهمية ، لذا لا يصح التهاون بها على الإطلاق ، ففيها تبدأ مَلكاته العقلية والفكرية في التفتح بشكل جيد ، لذا فإنه يحتاج في هذه المرحلة إلى أن نصاحبه ونعامله كصديق ، ومن خلال ذلك نغرس في نفسه فكرة العبودية لله تعالى بشكل عميق ، فإذا أحضرنا له هدية مثلا وقال: "شكراً" ، ذكرنا له أن الله تعالى أيضاً يستحق الشكر فهو المنعم الأول ، فنقول له : " ما رأيك بعينيك ، هل هما غاليتين عليك؟! ، وهل يمكن أن تستبدلهما بكنوز الأرض؟! " ، وكذلك الأذنين واللسان وبقية الجوارح ... حتى يتعمق في نفسه الإحساس بقيمة هذه الجوارح ، ثم نطرح عليه السؤال " مَن الذي تكرَّم علينا وأعطانا هذه الجوارح ؟ وكيف تكون حياتنا إذا لم يعطها لنا؟! " لذا فإن هذه الجوارح هي أغلى الهدايا التي منحنا الله عز وجل إياها- بعد الإيمان به- ومن الواجب أن نشكره هو وليس غيره على عطاياه )
ومن الضروري بناء قاعدة تعليمية اختيارية لدى الطفل من خلال تشجيعه على القراءة ، ومكافأته بقصة أو موسوعة مبسطة أو كتاب نافع أو مجلة جذابة مفيدة بدلاً من الحلوى ، ولكن قبل أن نشتري له ما يقرأه يجب أن نتصفحه جيدا ، فنبتعد مثلاً عن مجلة " ميكي " و"سوبرمان" و"الوطواط" ، وأمثالها التي تحكي قصصاً تحدث في بيئة غربية وتنقل عاداتهم وتقاليدهم الغريبة علينا... مما يؤثر بالسلب في أطفالنا ، فنستبدلها مثلاً بمجلة "ماجد" ، ومجلة "سلام وفرسان الخير" اللتان تصدران في الإمارات العربية ، و تبثان القيم الدينية والأخلاقية في الطفل بشكل لطيف محبب إليه ، بالإضافة إلى تثقيفه وتعليمه ؛ وكذلك مجلتي : "العربي الصغير" ، و"سعد" اللتان تصدران في الكويت.
ويمكن اصطحابه إلى مكتبـة تبيع أو تقتني كتـباً نعلم أنهـا جـيدة ، ثم نتركـه يخـتار بنـفسـه. ولا بأس من أن نقص على الطفل في هذه المرحلة قصة النبي "يحي" عليه السلام ليكون قدوة له ، (فقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النُُسُك والزهد والحب الإلهي... كان يضيء حبا لكل الكائنات ، وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال ، ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم ، بشأن أمر يتصل براقصة بغي.
ويذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة ، فقد كان يحيي معاصراً لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..
وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.
فقال عيسى ليحيى : استغفر لي يا يحيى .. أنت خير مني.
قال يحيى: استغفر لي يا عيسى . أنت خير مني.
قال عيسى : بل أنت خير مني .. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
وتشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.
قال قائل: موسى كليم الله.
وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء ، فتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي. أين الشهيد ابن الشهيد ؟ يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب. أين يحيي بن زكريا ؟
وقد كان ميلاده معجزة .. فقد وهبه الله تعالى لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية.. وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.
وكانت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال .. كان معظم الأطفال يمارسون اللهو ، أما هو فكان جادا طوال الوقت .. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات ، وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها ، وحنانا عليها ، ويبقى هو بغير طعام .. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.
وكلما كبر يحيى في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام. وكان يحيى يحب القراءة ، وكان يقرأ في العلم من طفولته .. فلما صار صبيا نادته رحمة ربه :
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }
فقد صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة ، بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام ، كتاب الشريعة.. ورزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي .. كان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة ، ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس ، ويبين لهم أسرار الدين ، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ .
وكبر يحيى فزاد علمه ، وزادت رحمته ، وزاد حنانه بوالديه ، والناس ، والمخلوقات ، والطيور ، والأشجار .. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب ، وكان يدعو الله لهم.. ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر. كان محبوبا لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله.. ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع.. وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..
وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد بالناس ، ووقف يحيي بن زكريا وبدأ يتحدث.. قال: " إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها ، وآمركم أن تعملوا بها.. أن تعبدوا الله وحده بلا شريك.. فمن أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده.. أيكم يحب أن يكون عبده كذلك..؟ وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده وهو يصلي ، ما لم يلتفت عن صلاته.. فإذا صليتم فاخشعوا.. وآمركم بالصيام.. فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك جميل الرائحة ، كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة المسك المعطر.
وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا ، فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه.. وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن.)
أما الفتيات فنحكي لهن-على قدر فهمهن- قصة السيدة "مريم" وكيف كانت ناسكة عابدة لله تعالى وكيف نجحت في اختبار بالغ الصعوبة ، وكيف أنقذها الله جل وعلا بقدرته .
سابعاً : مرحلة العاشرة وما بعدها:
في هذه المرحلة يظهر بوضوح على الطفل مظاهر الاستقلال ، والاعتداد بالنفس ، والتشبث بالرأي ، والتمرد على نصائح الوالدين وتعليماتهما- لأنهما يمثلان السلطة والقيود بالنسبة له - وهو في هذه المرحلة يود التحرر مما يظن أنه قيود ، فيميل أكثر إلى أصدقاءه ، ويفتح لهم صدره ، ويتقبل منهم ما لا يتقبله من والديه ، لذا يمكننا أن نوضح له - عن طريق رواية بعض القصص التي حدثت معنا أو مع من نعرفهم - ما يفيد أن الله سبحانه هو خير صديق ، بل هو أكثر الأصدقاء حفاظاً على الأمانة ، وهو خير عماد وسند ، وأن صداقة الطفل معه لا تتعارض مع صداقته لأقرانه.
كما ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن الله أحياناً يبتلي الإنسان بمكروه أو مصيبة ليطهِّره ويرفع درجاته ويقربه منه أكثر ، كما يؤلم الطبيب مريضه أحياناً كي يحافظ على صحته وينقذه من خطر محقق.
والحق أن هذه المرحلة خطيرة لأنها تعيد بناء الطفل العقلي والفكري من جديد و قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إن أسيء التعامل مع الطفل فيها ، ومما يساعد على نجاح الوالدين في الأخذ بيده إلى الصواب أن ( يبدآ معه من الطفولة المبكرة ، فعندئذٍ لن يجدا عناء كبيرا في هذه الفترة ، لأنهما قاما بوضع الأساس الصحيح ، ثم أكملا إرواء النبتة حتى تستوي على سوقها... وهما الآن يضيفان إلى جهديهما السابق جهدا آخر ، وسوف تؤتي الجهود ثمارها إن شاء الله)
ويمكننا أن نعرِّفهم بأسماء الله الحسنى ونشرح لهم معانيها ، فالله رحمن ، رحيم ، ودود ، عفو ، غفور ، رءوف ، سلام ، حنَّان ، منَّان ، كريم ، رزاق ، لطيف ، عالم ، عليم ، حكم ، عدل ، مقسط ، حق ، تواب ، مالك الملك ، نور ، رشيد ، صبور... ولكنه أيضاً قوي ، متين ، مهيمن ، جبار ، منتقم ، ذو بطش شديد ، معز مذل ، وقابض باسط ، وقهار ، ومانع ، و خافض رافع ، ونافع ضار ، ومميت.
فلا يكفي أن نشرح لهم أسماء الجمال التي تبعث الود والألفة في نفوسهم نحو خالقهم ، بل يجب أيضا ذكر أسماء الجلال التي تشعرهم بأن الله تعالى قادر على حمايتهم وقت الحاجة ، فهو ملجأهم وملاذهم ، لأنه حفيظ قوي قادر مقتدر .
ومما يجدي أيضاً مع أطفالنا في هذه المرحلة : الحوار الهادئ الهادف ، وليس ( الحوار السلطوي الذي يعني: " اسمع واستجِب " ، ولا الحوار السطحي الذي يتجاهل الأمور الجوهرية ، أو حوار الطريق المسدود الذي يقول لسان حاله : " لا داعي للحوار فلن نتفق " ، أو الحوار التسفيهي الذي يُصِرُّ فيه الأب على ألا يرى شيئاً غير رأيه ، بل ويسفِّه ويلغي الرأي الآخر ، أو حوار البرج العاجي الذي يجعل المناقشة تدور حول قضايا فلسفية بعيداً عن واقع الحياة اليومي ، ... وإنما الحوار الصحي الإيجابي الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، ويرى العقبات ، وأيضا إمكانات التغلب عليها. وهو حوار متفائل - في غير مبالغة ساذجة- وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ، ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر ، وآداب الخلاف وتقبله . وهو حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع ، بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح ؛ وهو حوار موافقة حين تكون الموافقة هي الصواب ومخالفة حين تكون المخالفة هي الصواب ، فالهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي ، لا حيث نراها بأهوائنا وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات
(ولنأخذ مثلاً للحوار الإيجابي من التاريخ الإسلامي ، وقد حدث هذا الحوار في غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحبَّاب بن المنذر رضي الله عنه وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهو منزِل أنزلَكَهُ الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فأجاب الرسول الكريم : ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة ). فقال الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل ، وأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها ، وفعلاً أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب فكان ذلك أحد عوامل النصر في تلك المعركة .
وإذا حاولنا تحليل هذا الموقف نجد أن الحبَّاب بن المنذر كان مسلماً إيجابياً على الرغم من أنه أحد عامة المسلمين وكان أمامه من الأعذار لكي يسكت أو يعطل تفكيره فهو جندي تحت لواء رسول الله الذي يتلقى الوحي من السماء وهناك كبار الصحابة أصحاب الرأي والمشورة ولكن كل هذه الأسباب لم تمنعه من إعمال فكره ، ولم تمنعه من الجهر برأيه الصائب ، ولكنه مع ذلك التزم الأدب الرفيع في الجهر بهذا الرأي فتساءل أولاً إن كان هذا الموقف وحي من عند الله أم أنه اجتهاد بشرى ، فلما عرف أنه اجتهاد بشرى وجد ذلك مجالاً لطرح رؤيته الصائبة ولم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم غضاضة في الأخذ برأي واحد من عامة المسلمين. وهذا الموقف يعطينا انطباعا هاما عن الجو العام السائد في الجماعة المسلمة آنذاك ، ذلك الجو المليء بالثقة والمحبة والإيجابية وإبداء النصيحة وتقبُّل النصيحة .
وإذا كانت النظم الديمقراطية الحديثة تسمح للمواطن أن يقول رأيه إذا أراد ذلك ، فإن الإسلام يرتقى فوق ذلك حيث أنه يوجب على الإنسان أن يقول رأيه حتى ولو كان جنديا من عامة الناس تحت لواء رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وهو أعلى المستويات من حرية الرأى
ومن خلال الحوار الهادئ مع أبنائنا ... يمكن أن نوضح أن التائب حبيب الرحمن ، وأن الكائنات تستأذن الله تعالى كل يوم لتُهلك ابن آدم الذي يأكل من خير الله تعالى ، ثم لا يشكره ، بل ويعبد غيره!! ولكنه سبحانه يظل يقول لهم : ( ذروهم إنهم عبادي ، لو خلقتموهم لرحمتموهم ) ، وهو الذي قال في حديث قدسي أن البشر إن لم يخطئوا لذهب الله بهم وأتى بخلق آخرين ، يذنبون فيغفر لهم ؛ وهو الذي يهرول نحو عبده الذي يمشي نحوه ، وهو الذي يتجاوز عن العبد ويستره ، ويحفظه ، ويرزقه ، مع إصراره على المعصية ، ويظل يمهله حتى يتوب ، وهو الذي كتب على نفسه الرحمة ، وهو الذي سمى نفسه " أرحم الراحمين " ، و" خير الغافرين " ، و" خير الرازقين " ، و" خير الناصرين " وهو الذي قال في كتابه الكريم: { إن اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعا } !!!
ويمكن في هذه المرحلة أن نحكي لهم كيف نصر الله أولياءه من الأنبياء والصالحين ونخبرهم عن نماذج من الصحابة والصالحين الذين أحبوا الله تعالى فأحبهم وتولى أمرهم ، وذلك برواية قصصهم التي نجد أمثلة لها في كتب السيرة المعروفة
وينبغي أن نراعي حالته النفسية والإيمانية عند الحديث بهذا الشأن ، فإذا رأيناه يحتاج إلى أمل في رحمة الله ، رغَّبناه ، وإذا رأيناه يحتاج إلى من يوقفه عند حده ، خوَّفناه من عقاب الله.
5- متى وكيف نتحدث إليهم؟
لكي نضمن التأثير فيهم علينا أن نقتدي بمعلم البشرية ، رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يعلِّم أصحابه والمسلمين ، ويوجِّههم بطرق كثيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر:
التشويق بالسؤال ثم إجابته: كما قال صلى الله عليه وسلم: ( أتَدرون من المُفلس؟ )
إثارة الانتباه بالسؤال ، باستخدام "ألا" الافتتاحية : كما كان يقول صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بخير الناس؟ ) ، ( ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ ) ، ( ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا؟ ) ...إلخ
رواية القصة ، كما روى صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي سقى الكلب في خُفِّه فدخل الجنة ، وقصة المرأة التي دخلت النار في هِرَّة حبستها.
أثناء الذهاب معه إلى نزهة أو أثناء الركوب في الطريق لمكانٍ ما ، كما حكى ابن عباس رضي الله عنهما: ( كنت خلف رسول الله يوما فقال: ياغلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك... ) إلى آخر الحديث.
وهناك أيضاً حديث أبي ذر رضي الله عنه : ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وأردَفـني خلفه ، وقال : (يا أبا ذَر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك ، كيف تصنع ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : تعفف )
انتهاز فرصة حدوث موقف معين ، كما رأينا في الحديث الذي رواه عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال : ( كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم , و كانت يدي تطيش في الصحفة , فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا غلام ... سَمِّ الله وكُل بيمينك ، وكُل ممَّا يليك ).
رواية الأخبار ، كما جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جاءني جبريل ، فقال : يا محمد إذا توضَّأت فانتضِح )
إخباره من حين لآخر أننا نحبه ، كما قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : (والله يا معاذ إني أحبك ) . و لسعد بن أبي وقَّاص: (ارم سعد فداك أبي وأمي ).
وفيما يلي بعض ما ييسر تحقيق هذا الهدف:
* لا يجب التحدث معه في هذا الموضوع وهو غاضب أو بعد عقابه لأي سبب ، أو وهو يبكي ، أوفي جو يسوده الكآبة ، أو الحزن.
** وإذا كنا لا نريد تنفيذ شيء يريده ، فلا يجب نقول له " إن شاء الله " ، حتى لا يتعلم من تكرار ذلك أن هذه العبارة تعني: " لن أفعل " ، بل يمكن أن نقول : " سننظر ، سأفكر ، وفقاً للظروف " ، أو ما شابه ذلك من تعبيرات .
*** كما أننا إذا أردنا عقابه فلا يصح أن نحلف بالله أننا سنعاقبه ، ويكفي أن نقول : " سترى كيف أعاقبك ، أو ما شابه ذلك " حتى لا يرتبط اسم الله جل وعلا في ذهنه بالعقاب.
**** ولا داعي أن نكرر على سمعه كلما أخطأ : " سوف يدخلك الله جهنَّم - أو النار- إن فعلت ذلك ثانيةً " حتى لا يرتبط الله عز وجل لديه بجهنم منذ صغره.
***** وإذا كنا نضربه مثلاً ، أو أوشكنا على عقابه لأي سبب ، فاستغاث بالله تعالى ، فيجب أن نتوقف فوراً ، وأن نكظِم غيظنا ما استطعنا.
6- ماذا أفعل إن لم أكن قد بدأت مع طفلي؟
ابدأ فوراً ، ولكن بخطوات متدرجة تتناسب مع عمره ، وظروفه ؛ واستعن بالله ولا تيأس ، فإنه { لا ييأس من رَوحِ اللهِ إلا القومُ الكافرون }
7- من تجارب الأمهات:
* تحدثت أم عن تجربة أبيها وأمها في توجيهها وإخوتها ، فقد كان الأب يعود من صلاة الجمعة كل أسبوع ، فيوجه حديثه للأم قائلاً : " هذا ما قاله لنا اليوم خطيب المسجد... " ، فيقص عليها الكثير من القصص ، ثم يخرج منها بالمواعظ والنصائح ، متجاهلاً أولاده الذين يحملقون فيه وقد أصغوا باهتمام شديد لحديث (الكبار) ، تقول الراوية : " فلما كبِِرتُ وتذكرت ما كان يقصه أبي ، علمت أن بعض حديثه لا يمكن أن يكون قد قاله خطيب المسجد ، وإنما كان موجهاً إلينا أنا وإخوتي ، والعجيب أننا تأثرنا كثيراً بهذا الحديث غير المباشر ، وكنا نحترم ربنا كثيراً ، ونحبه ، ونخاف من كل ما يمكن أن يقال عنه أنه " حرام " لأنه يغضب الله عز وجل ، وأنا الآن أتبع نفس الأسلوب مع أولادي "
* وتحدثت أم أخرى عن طفلتها التي كانت أصغر إخوانها ، وكانوا لا يكفون عن مضايقتها طوال الوقت ، فكانت تصحبها معها - وهي ابنة ثلاث سنوات- للدروس بالمسجد حمايةً لها منهم ، فشبت هذه البنت - دوناً عن إخوتها- وهي تحب الله عز وجل وتخافه في السر والعلن ، وتحفظ المعلومات التي سمعتها بالمسجد ، بل وتحرص على الصلاة والصيام والتصدق بطيب نفس !!!
* وقالت أم ثالثة : " كان أولادي يرفضون النوم في غرفتهم بمفردهم ، فصرت أجلس معهم بعد ذهاب كل منهم إلى فراشه ، وأحكي لهم قصة هادفة ، ثم أطفئ نور الغرفة وأترك نورا خافتا يأتي من الردهة المجاورة ، ثم أقوم بتشغيل شريط لجزء " عمَّ " يتلوه شيخ ذو صوت ندي ، وأترك الغرفة ، فكان الأطفال يستمتعون بصوته ، وينامون قبل انتهاء الوجه الأول منه ، ومع الوقت لم يعودوا يخافون من النوم بمفردهم ، فبمجرد تشغيل الشريط كانوا يقولون لي : " اذهبي إلى غرفتك ، فنحن لسنا بخائفين " ، والأهم من ذلك أنهم أصبحوا يسألون عن الله تعالى ، ويشتاقون لرؤيته ، ويستفسرون عن معاني كلمات الآيات التي يستمعون إليها ، بل و يحبون الحديث في الدين ويتقبلون النصح بنفوس راضية "
وختاماً:
فإن موضوع "حب الله تعالى " لا تسعه المجلدات…وما هذه العُجالة إلا محاولة على الطريق عسى الله أن يمن علينا وإياكم بتوفيقه لنعين أطفالنا على الشعور بحبه تعالى ، فيترتب على ذلك فلاحهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
هشام حلمي شلبي
07-20-2009, 04:51 PM
عن مشكلة إنخفاض إستيعاب الطفل للخبرات والأنشطة المقدمة له في الروضة
سنتعرف على تعريف لهذه المشكلة وأسبابها وعلاجها
تعريف مشكلة إنخفاض إستيعاب الطفل للخبرات
هو أن يكون تحصيل الطفل وإستيعابه لما يقدم من أنشطة أقل مما تسمح به إمكانياته وقدراته العقليه ولا نقصد هنا الأطفال الذين ينخفض تحصيلهم بسبب وجود إعاقات عقلية .
أسباب المشكلة:
1/ الحالة الصحية للطفل
فحينما يكون جسمه مريض سيسبب له العديد من المشكلات مثل الإنقطاع المتكرر عن الدراسة وقلة تركيزه مع معلمته وكمثال على ذلك الحواس وما يصيبها من أمراض تؤدي إلى إنخفاض تحصيله الدراسي وكذلك نقص إفراز الغدة الدرقية يوصل الطفل إلى حالة من التبلد الذهني وبطْ الإستجابات .
2/الإضطرابات الإنفعالية والنفسية لدى الطفل..
تمنعه من التركيز في وقت الإنشطة المقدمة له وتستهلك الطاقة المفترض إستثمارها في إستيعابه وتركيزه.
3/الظروف الإجتماعية والإقتصادية غير المناسبة بالأسرة
لأن لها تأثير سيء على تحصيل الطفل فحينما لايجد الطفل وسائل ثقافة عامة متنوعة يقلل ذلك من معلوماته وبالتالي ينخفض تحصيله .
كذلك الطفل الذي يعيش وسط أسرة يسودها البغض و التفكك والشجار يتعرض للصراعات النفسية مما
يشعره بعدم الأمن ويصرفه عن التحصيل .
4/ عدم بذل الطفل للجهد الازم والكافي لأستيعاب الخبرات
يشكو كثير من الأباء عدم إقبال أطفال على تعلم الخبرات والأنشطة وعدم بذل الجهد الكافي
5/ الظروف غير المناسبة بالروضة
يسود بعض الروضات أجواء غير محببة للطفل مما يؤدي إلى كراهيتهم للتعلم والدراسة.
6/معلمة الروضة غير الفعالة
وتسبب ذلك في كراهية الطفل للدراسة لأنها إرتبطت في أذهانهم بمعلمات غير محببات إلى نفوسهم
علاج المشكلة ......
1/الإهتمام بالصحة الجسمية والنفسية للطفل لأن لها الأثر الكبير على تعلمه.
2/الإعداد الجيد لمعلمة الروضة وان تحبب الأطفال فيها وفي الروضة .
3/الإهتمام بالخبرات والأنشطة المقدمة للطفل وان تكون أكثر جاذبية لهم وتشبع حاجاتهم ومطالبهم للنمو .
4/عدم مغالاة الوالدين في مستوى تعلم الطفل وأن يكون مستوى التعلم المتوقع منه مناسب مع قدراته حتى نجنبه الشعور بالفشل .
ساره ابراهيم
07-21-2009, 09:34 AM
4-أطفالنا وحب الرسول صلى الله عليه وسلم
1-ما هو حب الرسول صلى الله عليه وسلم؟
"إن المقصود بحبه ليس فقط العاطفة المجردة، وإنما موافقة أفعالنا لما يحبه صلى الله عليه وسلم ،وكُره ما يكرهه، وعمل ما يجعله يفرح بنا يوم القيامة...ثم التحرق شوقاً للقياه، مع احتساب أننا لا نحبه إلا لله ، وفي الله ،وبالله"
وخلاصة حبنا له أن يكون- صلى الله عليه وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا ؛ فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده" ، فلما قال له عمر: "لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي،قال له صلى الله عليه وسلم:"لا، والذي نفسي بيده،حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فلما قال له عمر:"فإنك الآن أحب إلي من نفسي يا رسول الله" ،قال له:" الآن يا عمر" !!
2- لماذا يجب أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟
أ-لأن حبه صلى الله عليه وسلم من أساسيات إسلامنا، بل أن الإيمان بالله تعالى لا يكتمل إلا بهذا الحب!!! وقد اقترن حبه صلى الله عليه وسلم بحب الله تعالى في الكثير من الآيات القرآنية،منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى:" قُل إن كان آباؤكم، وأبناؤكم وإخوانُكم وأزواجُكم ،وعشيرتُكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشَون كسادَها ومساكنُ ترضونها أحبَّ إليكم من اللهِ ورسولهِ،وجهادٍ في سبيلِه، فَتربَّصوا حتى يأتي اللهُ بأمرِه،واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقين" ، و" قُل إن كنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يحبِبِكُم اللهُ "
ب- لأنه حبيب الله الذي أقسم بحياته قائلاً:" لَعَمرُك إنَّهُم لَفي سَكْرَتِهِم يَعمَهون"
والذي اقترن اسمه صلى الله عليه وسلم باسمه تعالى:
* مرات عديدة في القرآن الكريم ،
* و في الشهادة التي لا ندخل في الإسلام إلا بها
* وفي الأذان الذي يُرفع خمس مرات في كل يوم وليلة
كما نرى الله تعالى قد فرض علينا تحيته صلى الله عليه وسلم بعد تحيته سبحانه في التشهد في كل صلاة........ فأي شرف بعد هذا الشرف؟!!!
ج- لأنه حبيب الرحمن الذي قرَّبه إليه دون كل المخلوقات ليلة المعراج ، وفضَّله حتى على جبريل عليه السلام،"كما خصه - صلى الله عليه وسلم- بخصائص لم تكن لأحد سواه،منها: الوسيلة، والكوثر، والحوض،والمقام المحمود"..ومن الطبيعي أن يحب المرء حبيب حبيبه،فإذا كنا نحب الله عز وجل،فما أحرانا بأن نحب حبيبه!!!
د-لأن حبه- صلى الله عليه وسلم- ييسر احترامه، واتباع سنته ،وطاعة أوامره ، واجتناب نواهيه... فتكون النتيجة هي الفوز في الدنيا والآخرة.
هـ-لأن( الله تبارك وتعالى قد اختاره من بين الناس لتأدية هذه الرسالة العظيمة،فيجب أن نعلم أنه اختار خير الأخيار،لأنه سبحانه أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة ،ومادام اصطفاه من بين كل الناس لهذه المهمة العظيمة،فمن واجبنا نحن أن نصطفيه بالمحبة من بين الناس جميعاً)
هـ- لأنه صلى الله عليه وسلم النبي الوحيد الذي ادَّخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته،كما جاء في صحيح مسلم:"لكل نبى دعوة مجابة، وكل نبى قد تعجــل دعــوته، وإنــى اختبأت دعوتى شفــاعة لأمتي يــوم القيامة" ، وهو الذي طالما دعا ربه قائلاً:"يارب أمتي ، يارب أمتي" ، وهو الذي سيقف عند الصراط يوم القيامة يدعو لأمته وهم يجتازونه،قائلاًً:" يارب سلِّم ، يارب سلِّم"
و- لأنه بكى شوقا إلينا حين كان يجلس مع أصحابه ، فسألوه عن سبب بكاءه، فقال لهم :"إشتقت إلى إخواني"، قالوا :"ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟!" قال لهم:"لا"،إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"!!
ز- لأن المرء مع مَن أحب يوم القيامة"كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،فإذا أحببناه حقاً صرنا جيرانه- إن شاء الله- في الفردوس الأعلى مهما قصرت أعمالنا،فقد روى أنس بن مالك أن أعرابياً جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال:"يا رسول الله ،متى الساعة"،قال له:" وما أعددت لها؟"، قال :"حب الله ورسوله"،قال: " فإنك مع مَن أحببت"!!
و-لأن الخالق- وهو أعلم بخلقه- وصفه بأنه " لعلى خلُق عظيم" ،وبأنه:" عزيز عليه ماعَنِتُّم،حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم" ؛ كما قال هو عن نفسه : " لقد أدَّبني ربي فأحسن تأديبي" ،ولقد ضرب - صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال بخُلُقه هذا ،فأحبه،ووثق به كل من عاشره من المؤمنين والكفار على السواء، فنشأ وهو معروف بينهم باسم"الصادق الأمين" ...أفلا نحبه نحن؟!!!
ح- لأن الله تعالى شبَّهَه بالنور -الذي يخرجنا من ظلمات الكفر والضلال، ويرشدنا إلى ما يصلحنا في ديننا ودنيانا- في قوله سبحانه:"قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين"فالإسلام لم يأت إلينا على طبق من ذهب،وإنما وصل إلينا بفضل الله تعالى ،ثم جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره وملاقاته الصعاب"...فما من باب إلا وطرقه الكفار ليثنوه عن عزمه،ويمنعوه من تبليغ الرسالة؛ فقد حاولوا فتنته، بإعطاءه المال حتى يكون أكثرهم مالاً،وبجعله ملكا وسيدا ً عليهم، وبتزويجه أجمل نساء العرب،فكان رده عليهم-حين وسَّطوا عمه أبي طالب-"والله يا عم ، لو وضعوا القمر في يميني،والشمس في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته ،حتى يُظهره الله ،أو أهلك دونه"
ثم هم هؤلاء يحاولون بأسلوب آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي،(ففي الطائف أمروا صبيانهم ،وعبيدهم برميه بالحجارة،فرموه حتى سال الدم من قدميه،وفي غزوة أُحُد شُقت شفته،وكُسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم،وفي مكة وضعوا على ظهره روث جزور،وقاطعوه وأصحابه حتى كادوا يهلكون جوعاً،وفي غزوة الخندق جاع حتى ربط الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم…ولكنه لم يتوقف عن دعوته، بل واصل معتصماً بربه،متوكلاً عليه)
ز- لأن حبه يجعله يُسَرُّ بنا عندما نراه يوم القيامة عند الحوض فيسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.
ح- لأنه هو اللبنة التي اكتمل بها بناء الأنبياء الذي أقامه الله جل وعلا، كما أخبر بذلك أبو هريرة وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((إن َمثَلى ومَثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين))
3- لماذا هو خير قدوة ؟
أ- لأن الله تعالى- وهو أعلم بنا وبه- قال في كتابه العزيز:"لقد كان لكُم في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ لمَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخر"( فلا يعرف قدر رسول اللـه إلا اللـه. وإن قدره عند اللـه لعظيم! وإن كرامته صلى الله عليه وسلم عند اللـه لكبيرة! فقد علِم الله سبحانه أن منهج الإسلام يحتاج إلى بشر يحمله ويترجمه بسلوكه وتصرفاته،فيحوِّله إلى واقع عملي محسوس وملموس، ولذلك بعثه صلى الله عليه وسلم- بعد أن وضع في شخصيته الصورة الكاملة للمنهج- ليترجم هذا المنهج ويكون خير قدوة للبشرية جمعاء)
(فهو المصطفى وهو المجتبى... فلقد اصطفى اللـه من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولى العزم واصطفى من أولى العزم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم اصطفاه ففضله على جميع خلقه… شرح له صدره ،ورفع له ذكره ،ووضع عنه وزره، وزكَّاه في كل شىء :
زكاه في عقله فقال سبحانه: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [ النجم: 2].
زكاه في صدقه فقال سبحانه: وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ [ النجم: 3].
زكاه في صدره فقال سبحانه: أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح: 1].
زكاه في فؤاده فقال سبحانه: مَاكَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ [ النجم: 11].
زكاه في ذكره فقال سبحانه: وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ [ الشرح: 4].
زكاه في طهره فقال سبحانه: وَوَضعنَا عَنكَ وزْرَكَ [ الشرح :2 ].
زكاه في علمه فقال سبحانه: عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ [ النجم: 5 ].
زكاه فى حلمه فقال سبحانه: بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [ التوبة :128].
زكاه كله فقال سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ [ القلم: 4 ].
فهو- صلى الله عليه وسلم- رجل الساعة، نبى الملحمة، صاحب المقام المحمود- الذي وعده اللـه به دون جميع الأنبياء- في قوله : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } [الإسراء-79].
فهذا هو المقام المحمود كما فى حديث مسلم من حديث أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع " )
ب-لأنه إمام الأنبياء الذي صلى بهم في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج ، أفنستنكف نحن عن أن نتخذه إماما وقدوة؟!!!
ج-لأنه فُضِّل على الأنبياء - كما جاء في الصحيحين - من حديث أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "فُضِّلتُ على الأنبياء بسـت: أُعطيـت جوامـع الكلـم (فهو البليغ الفصيح) ونُصرت بالرعـب - وفى لفظ البخارى ((مسيرة شهر)) - وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بى النبيون)"
د- لأن الله عصمه، وأرشد خطاه ، وسدد رميته، وجعله "لا ينطق عن الهوى"
هـ- لأنه صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا، يفرح ويحزن ،يجوع ويعطش،يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يصوم ويفطر،يمرض،ويتألم، ويصح جسده؛ يتزوج وينجب،ويفقد أولاده، ويفقد زوجاته، ويقيم ويسافر...فهو ( النبي الوحيد الذي نستطيع أن نقتدي به في كل نواحي حياته لأن حياته كانت كالكتاب المفتوح)
(فقد جسَّد حياتنا كلها بالمثل الأعلى...فهو مثلنا الأعلى في المعاملات الاجتماعية،مع الزوجة والأولاد و الأرحام،ثم المجتمع الإسلامي،وهو مَثلنا الأعلى في الأخلاق الفاضلة،وَمثلنا الأعلى في الدعوة إلى الله تعالى والصبر عليها،فهو النور الذي نهتدي به في طريقنا )
و-(لأنه صلى الله عليه وسلم كان قدوة صالحة في حسن رعايته لأصحابه، وتَفَقُّده لهم ،وسؤاله عنهم، ومراقبة أحوالهم، ومحاذرة مقصريهم، وتشجيع محسنهم، والعطف على فقرائهم ومساكينهم، وتأديب الصغار منهم، وتعليم الجهلة فيهم) بألطف وأرق الوسائل وأحكمها.
4- لماذا يجب أن نحببه إلى أطفالنا ؟
أ-لأن مرحلة الطفولة المبكرة هي أهم المراحل في بناء شخصية الإنسان، فإذا أردنا تربية نشء مسلم يحب الله ورسوله، فلنبدأ معه منذ البداية، حين يكون حريصا على إرضاء والديه، مطيعاً ، سهل الانقياد.
ب-لأن الطفل (إذا استأنس بهذا الحب منذ الصغر ، سهل عليه قبوله عند الكبر، فنشأة الصغير على شيء تجعله متطبِّعاً به،والعكس صحيح...فمَن أُغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً)
ج- لأن أطفالنا إن لم يحبوه - صلى الله عليه وسلم - فلن يقتدوا به مهما بذلنا معهم من جهد
د-لأن حبهم له سوف يعود عليهم بالخير والبركة والتوفيق في شتى أمور حياتهم،وهو ما يرجوه كل أب وأم.
هـ - "لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز"قُل إن كنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحبِبكُم اللهُ ويغفر لكم ذنوبَكم"،فمحبته صلى الله عليه وسلم تجلب حب الله في الدنيا ومغفرته في الآخرة،فأي كرامة تلك؟!"وهل يتمنى الوالد لولده أفضل من ذلك؟!!!
و- لأن الجنة هي مستقر من أحبه ؛ومن ثم أطاعه ، فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كلكم يدخل الجنة إلا مَن أبى،قالوا:"ومَن يأبى يا رسول الله؟"،قال مَن أطاعني دخل الجنة،ومَن عصاني فقد أبى "؛ فهل يتمنى الوالد لولده بعد حب الله والمغفرة إلا الجنة؟!!!
ز- لأن أطفالنا هم الرعية التي استرعانا الله إياها ؛ومن ثم فإن ( الله سبحانه سوف يسأ ل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده - كما يؤكد الإمام بن القيم- فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ،وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة،وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم بسبب إهما ل الآباء لهم وتركهم دون أن يعلموهم فرائض الدين وسننه،فأضاعوهم صغاراً،فلم ينتفعوا بهم كباراً"
5- كيف نعلم أبناءنا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: بالقدوة الصالحة
إن أول خطوة لتعليمهم ذلك الحب هو أن يحبه الوالدان أولاً، فالطفل كجهاز الرادار الذي يلتقط كل ما يدور حوله،فإن صدق الوالدان في حبهما لرسول الله ،أحبه الطفل بالتبعية، ودون أي جهد أو مشقة من الوالدين،لأنه سيرى ذلك الحب في عيونهم ،ونبرة صوتهم حين يتحدثون عنه،وفي صلاتهم عليه دائما - حين يرد ذكره،ودون أن يرد- وفي شوقهما لزيارته،وفي مراعاتهم لحرمة وجودهم بالمدينة المنورة حين يزورونها،وفي أتباعهم لسنته،قائلين دائما: نحن نحب ذلك لأن رسول الله كان يحبه،ونحن نفعل ذلك لأن رسول الله كان يفعله،ونحن لا نفعل ذلك لأن الرسول نهى عنه أو تركه،ونحن نفعل الطاعات إرضاءً لله سبحانه ،ثم طمعاً في مرافقة ا لرسول في الجنة...وهكذا يشرب الطفل حب النبي صلى الله عليه وسلم دون أن نبذل جهداً مباشراً لتعليمه ذلك الحب!
فالقدوة هي أيسر وأقصر السبل للتأثير على الطفل، ويؤكد ذلك الشيخ محمد قطب بقوله:"إن من السهل تأليف كتاب في التربية،ومن السهل أيضاً تخيل منهج معين ،ولكن هذا الكتاب وذلك المنهج يظل ما بهما حبراً على ورق،ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك ،وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه، وتصرفاته،ومشاعره، وأفكاره مبادىء ذلك المنهج ومعانيه،وعندئذٍ فقط يتحول إلى حقيقة"إذ من غير المعقول أن نطالب أبناءنا بأشياء لا نستطيع نحن أن نفعلها،ومن غير الطبيعي أن نأمرهم بشيء ونفعل عكسه...وقد استنكر البارىء الأعظم ذلك في قوله تعالى:"أتأمرون الناسَ بالبِر وتنسون أنفسَكم وأنتم تتلون الكتابَ ،أفلا تعقلون؟!"(البقرة-44)،وفي قوله جل شأنه:"يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟! كَبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
(فإذا اقتدوا بنا تحولوا - بفضل الله - من عبء علينا إلى عون لنا )
ثانياً: بالتعامل مع كل مرحلة عمرية بما يناسبها:
أ- مرحلة ما بعد الميلاد حتى الثانية من العمر:
تلعب القدوة في هذه المرحلة أفضل أدوارها،حين يسمع الطفل والديه يصليان على النبي عند ذكره،أو سماع من يذكره ، وحين يجلسان معا يومي ا لخميس والجمعة- مثلاً- يصليان عليه ،فيتعود ذلك، ويألفه منذ نعومة أظفاره...مما يمهد لحبه له صلى الله عليه وسلم حين يكبر.
ب- مرحلة ما بين الثالثة والسادسة:
يكون الطفل في هذه المرحلة شغوفاً بالاستماع للقصص،لذا فمن المفيد أن نعرِّفه ببساطة وتشويق برسول الله صلى الله عليه وسلم،فهو الشخص الذي أرسله الله تعالى ليهدينا ويعرفنا الفرق بين الخير والشر،فمن اختار الخير فله الجنة ومن اختار الشر فله النار والعياذ بالله،ونحكي له عن عبد الله،وآمنة والدي الرسول الكريم،و قصة ولادته صلى الله عليه وسلم ،وقصة حليمة معه،ونشأته يتيماً( حين كان أترابه يلوذون بآبائهم ويمرحون بين أيديهم كطيور الحديقة بينما كان هو يقلِّب وجهه في السماء ...لم يقل قط" يا أبي" لأنه لم يكن له أب يدعوه ،ولكنه قال كثيراً ،ودائماً:" يا ربي"!!! "
ومن المهم أن نناقش الطفل ونطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث مع توضيح ما غمض عليه منها.
ويستحب أن نحفِّظه الآيتين الأخيرتين من سورتي "التوبة"،و"الفتح"التي تتحدث عن فضائله صلى الله عليه وسلم؛ مع شرح معانيها على قدر فهمه.
كما يمكن تحفيظه كل أسبوع أحد الأحاديث الشريفة القصيرة،مع توضيح معناها ببساطة،من هذه الأحاديث مثلاً :
" من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
"إن الله جميل يحب الجمال"
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه"
"خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه"
"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"
"لا يدخل الجنة نمَّام"
"من لم يشكر الناس، لم يشكر الله "
"ليس مِنَّا مَن لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا"
" ا لمسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده"
"الكلمة الطيبة صدقة"
"لا تغضب، ولك الجنة"
"تَبسَُّمك في وجه أخيك صدقة"
"الراحمون يرحمهم الرحمن""
"من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"
"خير الناس أنفعهم للناس"
"الدين ا لنصيحة"
"الجنة تحت أقدام الأمهات"
"تهادوا تحابُّوا"
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
"جُعلت قرة عيني في الصلاة"
"الحياء من الإيمان"
" آية المنافق ثلاث :إذا حدَّث كذب وإذا وعد اخلف ،وإذا اؤتمن خان"
ج- مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
في هذه المرحلة يمكننا أن نحكي لهم مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال،وحبه لهم ، ورحمته بهم،واحترامه لهم،وملاطفته ومداعبته لهم...وهي مواقف كثيرة فيما يلي نذكر بعضها،مع ملاحظة أن البنت سوف تفضل حكاياته مع البنات،والعكس؛ولكن في جميع الأحوال يجب أن يعرفونها كلها؛ فالقصص تحدث آثاراً عميقة في نفوس الأطفال وتجعلهم مستعدين لتقليد أبطالها.
أ- موقفه مع حفيديه الحسن والحسين،حيث كان صلى الله عليه وسلم يحبهما ويلاعبهما ويحنو عليهما،وفيما يلي بعض المواقف لهما مع خير جد
*"عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً،فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فوضعه ثم كبَّر للصلاة فصلى،فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر الرسول الكريم،وهو ساجد،فرجعت إلى سجودي؛ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة،قال الناس:" يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك،فقال :"كل ذلك لم يكن،ولكن ابني ارتحلني ،فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته"!!!
* عن عبد الله بن بريدة،عن أبيه،قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران،فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما،ووضعهما بين يديه،ثم قال:"صدق الله<إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة>،فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران ،فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"
*** روى البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:" قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده "الأقرع بن حابس التميمي "جالس، فقال الأقرع:"إن لي عشرة من الولد، ماقبَّلت منهم أحداً"،فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال:"مَن لا يَرحم لا يُرحم"، وروت عائشة رضي الله عنها أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:"أتقبِّلون صبيانكم؟! فما نقبِّلهم"،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أو أملِك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟"
**** وكان صلى الله عليه وسلم يتواضع للأولاد عامة، ولأولاده خاصة،فكان يحمل الحسن رضي الله عنه على كتفه الشريفة، ويضاحكه ويقبله، ويريه أنه يريد أن يمسك به وهو يلعب ،فيفر الحسن هنا وهناك ،ثم يمسكه النبي صلى الله عليه وسلم . وكان يضع في فمه الشريف قليلاً من الماء البارد ،ويمجه في وجه الحسن ،فيضحك، وكان صلى الله عليه وسلم يُخرج لسانه للحسين،فإذا رآه أخذ يضحك .
***** ومن تمام حبه لهما وحرصه على مصلحتهما أنه كان يؤدبهما بلطف مع بيان السبب ،فقد روي أبو هريرة قائلا:"أخذ الحسن بن علي رضي الله تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كخ ،كخ،إرم بها،أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة ؟"
ب- و موقفه مع أخٍ أصغر لأنس بن مالك،وكان يُدعى "أباعمير"، حين علم أنه اشترى عصفوراً،وكان شديد الفرح به ،فكان-صلى الله عليه وسلم- يداعبه كلما رآه قائلاً:"يا أبا عمير مافعل النغير؟" - والنغير صيغة لتصغير "النُغََّّر"،وهو العصفور الصغير- وذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق فرآه يبكي، فسأله عن السبب ،فقال له:"مات النغير يا رسول الله"،فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه، ويحادثه ،ويلاعبه حتى ضحك،فمر الصحابة بهما فسألا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه، فقال لهم:"مات النغير،فجلست أواسي أبا عمير"!!!
ج- رحمته صلى الله عليه وسلم ( لبكاء الصبي في الصلاة، حتى أنه كان يخففها،فعن أنس رضي الله عنه قال:" ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم،وإن كان ليسمع بكاء الصبي ،فيخفف عنه مخافة أن تُفتن أمه"،ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه،فيقول:"إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها،فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكاءه")
هــ -" إصطحابه صلى الله عليه وسلم الأطفال للصلاة و مسحه خدودهم ، رحمة وإعجاباً وتشجيعاً لهم،فعن جابر بن أبي سمرة رضي الله عنه قال:"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى- أي الظهر- ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدَّي أحدهم واحداً واحداً،قال: "وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها صلى الله عليه وسلم من جونة عطار"!
ز- إعطاؤه صلى الله عليه وسلم الهدايا للأطفال،" فقد روى مسلم عن أبي هريرة قال:" كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه قال:" اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مُدِّنا"، ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر!!!
و- صلاته صلى الله عليه وسلم وهو يحملهم، فقد ثبت في الصحيحين عن "قتادة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أُمامة بنت زينب بنت رسول الله ،وهي لأبي العاص بن الربيع،فإذا قام حملها،وإذا سجد وضعها،فلما سلَّم حملها .
ز- إحترامه-صلى الله عليه وسلم- للأطفال ، ودعوته لعدم الكذب عليهم، فقد كان( الصغار يحضرون مجالس العلم والذكر معه،حتى كان أحد الغلمان ذات يوم يجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم،وعلى يساره الأشياخ،فلما أتى النبي بشراب شرب منه ،ثم قال للغلام:"أتأذن لي ان أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام:" لا يا رسول الله ، لا أوثر بنصيبي منك أحداً،فأعطاه له النبي صلى الله عليه وسلم)!!
وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه ،قال:"دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطك"،فقال لها صلى الله عليه وسلم:" ما أردت أن تعطيه؟" قالت "أعطيه تمرا" ، فقال لها أما أنك لو لم تعطِه شيئا كُتبت عليك كذبة"
ح- وصيته صلى الله عليه وسلم بالبنات-حيث كان العرب يئدونهن في الجاهلية- قائلاً:" من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وضرائهن،وسرائهن دخل الجنة" فقال رجل :"و ثنتان يا رسول الله؟" قال:" و ثنتان"،فقال آخر:" وواحدة؟" قال: "وواحدة")
ز- حرصه صلى الله عليه وسلم على إرشادهم إلى الصواب وتصحيح مفاهيمهم وأخطائهم بالحكمة،وبصورة عملية لاستئصال الخطأ من جذوره ؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
أن أحد أصحابه- صلى الله عليه وسلم- وكان مولى من أهل فارس قال : "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة أُحد فضربت رجلاً من المشركين فقلت:"خذها مني وأنا الغلام الفارسي،فالتفت إليَّ النبي وقال:"هلا قلت خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟"
وهذا عبد الله بن عمر حين لم يكن يقوم الليل،فقال أمامه الرسول صلى الله عليه وسلم:"نِعم الرجل عبد الله، لوكان يصلي من الليل! فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا"
ح- تعليمه صلى الله عليه وسلم لهم حفظ الأسرار،"فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال:"أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه ،فأسر إلىَّّ حديثا لا أحدث به أحداً من الناس"
ط- رفقه بخادمه "أنس بن مالك" رضي الله عنه،حيث كان يناديه ب"يا بُني" أو" يا أُنيس"-وهي صيغة تصغير للتدليل- يقول أنس:" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين،والله ما قال لي أف، ولا لِم صنعت ؟ ولا ألا صنعت؟"
ك- (عقده صلى الله عليه وسلم المسابقات بين الأطفال لينشِّط عقولهم ،وينمِّي مواهبهم ويرفع همَّتهم، ويعزِّز طاقاتهم المخبوءة، فقد تصارع "سمرة"، و"رافع" رضي الله عنهما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أرادا الاشتراك في جهاد الأعداء فردهما رسول الله لصغر سنهما،فزكى الصحابة "سمرة" لأنه يحسن الرمي، فأجازه صلى الله عليه وسلم، فقال "رافع" أنه يصارعه- أي أنه أقوى منه- رغم أنه لا يحسن الرمي،فطلب الرسول الكريم منه أن يصارعه، فدخلا معًا مباراة للمصارعة فصرعه رافع، فأجازهما رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
ل- رحمته- صلى الله عليه وسلم- بالحيوان،ومن الأمثلة على ذلك:
* قصته مع الغزالة، فقد روي عن أنس بن مالك انه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أُخذت ولي خشفان(رضيعان) فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال: "أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله"، قال: "خلُّوا عنها حتى تأتى خشفيها ترضعهما وترجع إليكم"، فقالوا من لنا بذلك؟ قال "أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منهم وأطلقها.
** وقصته مع (الجمل الذي رآه صلى الله عليه وسلم حين دخل بستاناً لرجل من الأنصار،فإذا فيه جمل فما إن رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى حنَّ وذرفت عيناه فأتاه الرسول الكريم فمسح ذفراه فسكت،،فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"من رب هذا الجمل؟"
فقال فتى من الأنصار:" أنا يا رسول الله ، فقال له:" ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي أملكك الله إياها؟! فإنه شكا إلي انك تجيعه وتدئبه"
*** وهذا جمل آخر( كانت تركبه السيدة عائشة رضي الله عنها لتروِّضه،فجعلت تذهب به وتجيء ، فأتعبته، فقال لها صلى الله عليه وسلم:" عليك بالرفق يا عائشة")
وهكذا إلى آخر الحكايات المروية عنه صلى الله عليه وسلم المتاحة بكتب السيرة المعروفة،مما يناسب هذه المرحلة العمرية.
وإذا استطعنا أن نصحب طفلنا معنا لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد التمهيد له عن آداب المسجد - وخاصة المسجد النبوي والمسجد الحرام- وبعد أن نوضح له أ ن الله تعالى يرد عليه روحه حين نصلي عليه، ليرد علينا السلام؛ونوضح له أننا حين ندعو ونحن بجوار القبر الشريف يجب أن نكون متوجهين للقبلة ،فالمسلم لا يدعو إلا الله،ولا يرجو سواه.
كما نعرِّفه فضل الروضة الشريفة، ثم نحرص على أن نصحبه ليقضي بها ماشاء الله له.... فنحن نتكلف الكثير من أجل تعليم أولادنا- لضمان مستقبلهم الدنيوي- والترفيه عنهم،وكسوتهم... إلخ وفي رأي كاتبة هذه السطور أن هذه الزيارة لا تقل أهمية عن كل ذلك ؛ فهي تعلِّمه وترفع من معنوياته، وتزيده قربا من الله و رسوله ،ومن ثمَّ تؤمن له مستقبله في الآخرة عن شاء الله!
وقد ثبت بالتجربة أن هذه الزيارة إذا كانت في المراحل الأولى من عمر الطفل ، فإنها تكون أشد تأثيراً وثباتاً في نفس الطفل، بل وأكثر معونة له على الشيطان،وعلى الالتزام بتعاليم الدين في بقية عمره؛هذا إن أحسن الوالدان التصرف معه أثناء هذه الرحلة المباركة، وساعداه على أن يعود منها بذكريات سعيدة بالنسبة له كطفل.
وإذا أوضحنا له أن هذه الزيارة مكافأة له على نجاحه مثلاً، أو لحسن خُلُقه، أو غير ذلك كان التأثير أبلغ،وكان ذلك أعون له على مواصلة ما كافأناه من أجله.
ومما يعين أيضاً على حبه صلى الله عليه وسلم أن نكافئ الطفل على صلاته على النبي عشر مرات- مثلا - قبل النوم، وبعد الصلاة ،وعندما يشعر بضيق أو حزن...حتى يتعود ذلك.
ثالثاً: مرحلة ما بين الحادية عشرة والثالثة عشرة:
يمكن في هذه المرحلة أن نحكي له - بطريقة غير مباشر ة - عن أخلاق وطباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أي أثناء اجتماع الأسرة للطعام أو اجتماعها للتنزه في نهاية الأسبوع ، أو نقوم بتشغيل شريط يحكي عنه في السيارة أثناء الذهاب للنزهة ،مثل شريط"حب النبي صلى الله عليه وسلم للأستاذ "عمرو خالد" مثلاً-أو نهديهم كتباً تتحدث عنه صلى الله عليه وسلم بأسلوب قصصي شيق،مثل: "إنسانيات محمد" لخالد محمد خالد،و"أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" لنجوى حسين عبد العزيز،و" معجزات النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال " لمحمد حمزة السعداوي".
ومما يمكن أن نحكي لهم في هذه المرحلة:
أ- أدب السلوك المحمدي:
كان صلى الله عليه وسلم يجيد آداب الصحبة والسلوك،( فكان إذا مشى مع صحابه يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم،ويبدأ من لَقيه بالسلام،وكان إذا تكلم يتكلم بجوامع الكلم،كلامه فصل ، لا فضول ولا تقصير،أي على قدر الحاجة،وكان يقول:"من حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه"،وكان يقول:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيراً أو ليصمت"،وكان طويل السكوت ، دائم الفِكر،دمث الخُلُق،ليس بالجافي ولا المُهين،يعظِّم النعمة وإن قلَّت، لا تُغضبه الدنيا وما كان لها،فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد،وكان لا ينتصر لنفسه أبداً، و إذا غضب أعرض وأشاح ،وإذا فرح غض طرفه،كل ضحكه التبسم،وكان يشارك أصحابه في مباح أحاديثهم إذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم،وإذا ذكروا طعاماً أو شراباً ذكره معهم،كان لا يعيب طعاما يقدم إليه أبداً،وإنما إذا أعجبه أكل منه وإن لم يعجبه تركه...وهو القائل:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً،و"إن مِن أحبكم إلىَّ وأقربهم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "،وسُئل –صلى الله عليه وسلم عن البِر فقال"حسن الخلق"،وسُئل أي الأعمال أفضل،فقال:" حسن الخلق")
(وكان صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على أن يسود الود والألفة بين المسلمين،فكان يوصيهم- فيما يوصيهم- بقوله: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ،فإن ذلك يُحزنه"
وقوله:"لا يقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه... ولكن توسعوا،وتفسحوا يفسح الله لكم"
وقوله:" لا يحل لرجل أن يجلس بين اثنين إلا بإذنهما"
وقوله :" يُسلِّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد،والقليل على الكثير،والصغير على الكبير"
ويحدثنا "كلوة بن الحنبل"فيقول:" بعثني صفوان بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهَدِيَّة فدخلت عليه، ولم استأذن ولم أسلم ، فقال لي الرسول:"إرجع فقل:" السلام عليكم ،أأدخل؟")
ثم يتجلى سمو خُلُقه وحسن أدبه في حفاظه الشديد على كرامة الكائن البشري -الذي كرَّمه المولى سبحانه- ومراعاته الذكية لمشاعر الناس وأحاسيسهم،ومما يدل على ذلك :أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يواجه أحداً بأخطاءه وإنما كان يقول:
" ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا .." تاركاً الفاعل الحقيقي يحس بذنبه ويعرف خطأه دون أن يعرف الآخرون عنه شيئا.
ويحكي ( معاوية بن الحكم قائلاً : "بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: (يرحمك الله) فرماني القوم بأبصارهم.
فقلت: واثكل أمياه،ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون أفخاذهم.
فلما رأيت أنهم يصمتونني سكت".
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه... فو الله ما قهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس... إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن..!" ) رواه مسلم
وعلى الرغم من كل ذلك ؛ فقد كان دائماً يدعو ربه قائلاً:" اللهم كما حسَّنتَ خَلقي فحسِّن خُلُقي"!!!
ب- الكرم المحمدي:
(كان الكرم المحمدي مضرب الأمثال،فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً وهو يجد ما يعطيه،فقد سأله رجل حُلة كان يلبسها،فدخل بيته فخلعها ،ثم خرج بها في يده وأعطاها إياه،وسأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين،فلم يكن الرجل مصدقاً ،فأسرع بها وهو ينظر خلفه خشية أن يرجع النبي الكريم في قوله،ثم ذهب إلى قومه فقال لهم:" يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر!"...وحسبنا في الاستدلال على كرمه صلى الله عليه وسلم حديث بن عباس الذي رواه البخاري :"قال بن عباس حين سئل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في في شهر رمضان،حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ،فكان صلى الله عليه وسل أجود من الريح المُرسلة" .
وفيما يلي بعض الأمثلة العجيبة على جوده وكرمه:
* أعطى الرسول الكريم العباس رضي الله تعالى عنه من الذهب ما لم يُطِق حمله.
** وأعطى معوذ بن عفراء ملء كفيه حُليا وذهباً لما جاءه بهدية من رُطب وقِثَّاء.
*** جاءه رجل فسأله، فقال له ما عندي شيء ولكن إبتع علي(أي اشتر ما تحتاجه على حسابي وأنا أسدده عنك إن شاء الله) فإذا جاءنا شيء قضيناه"!!)
ج- الحلم المحمدي:
(كان الحلم - وهو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره قولاً أو فعلا عند الغضب- فيه صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال،ولعل ذلك يظهر فيما يلي من الأمثلة:
* لمَّا شُجَّت وجنتاه صلى الله عليه وسلم وكُسرت رباعيته(السِنَّتان الأماميتان بالفك) يوم أُحد رفع يديه إلى السماء،فظن الصحابة أنه سيدعو على الكفار،ولكنه قال:" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" !!!
** ولما جذبه أعرابي برداءه جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم، وقال الأعرابي :" إحمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك ،فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك"،حلُمَ عليه صلى الله عليه وسلم ولم يزد أن قال:" المال مال الله وأنا عبده ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي" فقال الأعرابي:"لا"، فقال النبي :"لم؟" قال لأنك لا تكافيء السيئة بالسيئة"،فضحك صلى الله عليه وسلم،ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير، وعلى آخر تمر!!!
*** لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم ضرب خادماً ولا امرأة قط ، بهذا أخبرت عائشة رضي الله عنه ، فقالت:" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظُلمها قط،ما لم تكن حُرمة من محارم الله ، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يُجاهد في سبيل الله،وما ضرب خادماً قط ولا امرأة.
ج- العفو المحمدي:
(كان العفو- وهو ترك المؤاخذة ،عند القدرة على الأخذ من المسيء - من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،وقد أمره به المولى تبارك وتعالى حين تنزل جبريل بالآية الكريمة:"خُذ العفوَ وَأْمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين" فسأله صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الآية،فقال له:" حتى أسال العليم الحكيم"،ثم أتاه فقال :" يا محمد إن الله يأمرك ان تصل من قطعك،و وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك"
وقد امتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه،فنراه:
(ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً- فإن كان إثماً كان ابعد الناس عنه،كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.
ويتجسد عفوه حين تصدى له "غورث بن الحارث" ليفتك به صلى الله عليه وسلم والرسول مطّرح تحت شجرة وحده قائلاً(نائماً في وقت القيلولة)، وأصحابه قائلون أيضاً، وذلك في غزوة، فلم ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و غورث قائم على رأسه، والسيف مسلطاً في يده،وهو يقول:" ما يمنعك مني؟" فقال صلى الله عليه وسلم:"الله"!! فسقط السيف من يد غورث ،فأخذه النبي الكريم وقال:" من يمنعك مني؟"
قال غورث:" كُن خير آخِذ" ،فتركه وعفا عنه،فعاد إلى قومه فقال:" جئتكم من عند خير الناس!"
ولما دخل المسجد الحرام صبيحة الفتح ووجد رجالات قريش - الذين طالما كذَّبوه ، و أهانوه ،وعذبوا أصحابه وشردوهم- جالسين مطأطئي الرؤوس ينتظرون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاتح فيهم،فإذا به يقول لهم:" يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟" قالوا:" أخ كريم ، وابن أخ كريم"،قال:" إذهبوا فأنتم الطلقاء!!!" فعفا عنهم بعد أن ارتكبوا من الجرائم في حقه وحق أصحابه ما لا يُحصى عدده!!!
ولما تآمر عليه المنافقون ليقتلوه وهو في طريق عودته من تبوك إلى المدينة ، وعلم بهم وقيل له فيهم،عفا عنهم وقال:" لا يُتحدَّث أن محمداً يقتل أصحابه!!! )
وحين كان الكفار ينادونه ب" مذمم" بدلاً من "محمد"، وغضب أصحابه صلى الله عليه وسلم...كان يقول لهم:" دعوهم فإنما يشتمون" مذمماً"، وأنا "محمد"!!!
د- الشجاعة المحمدية:
(كان صلى الله عليه وسلم شجاع القلب والعقل معاً،فشجاعة القلب هي عدم الخوف مما يُخاف منه عادةً،والإقدام على دفع ما يُخاف منه بقوة وحزم،أما شجاعة العقل فهي المُضي فيما هو الرأي وعدم النظر إلى عاقبة الأمر،متى ظهر أنه الحق...فكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس على الإطلاق! ، ومن أدلة ذلك أن الله تعالى كلفه بأن يقاتل وحده في قوله:" فقاتِل في سبيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إلا نفسك،وحرِّض المؤمنين"(النساء- 84)،ومن بعض أدلة ومظاهر شجاعته صلى الله عليه وسلم ما يلي:
شهادة الشجعان الأبطال له بذلك،فقد قال علي بن أبي طالب ، وكان فارسا مغواراً من أبطال الرجال وشجعانهم :" كنا إذا حمي البأس (اشتدت المعركة)واحمرت الحُدُق(جمع حدقة وهي بياض العين) نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم أي نتقي الضرب والطعان"!!!
وهذا موقفه البطولي الخارق للعادة يوم أُحد حيث ذهل عن أنفسهم الشجعان،ووقف محمد صلى الله عليه و سلم كالجبل الأشم حتى لاذ به أصحابه والتفوا حوله وقاتلوا حتى انجلت المعركة بعد قتال مرير وهزيمة نكراء حلت بالقوم من جراء مخالفتهم لكلامه صلى الله عليه وسلم ،وفي حُنين حين انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها، وهم لا يدرون... بقي وحده صلى الله عليه وسلم في الميدان يطاول ويصاول وهو على بغلته يقول:" أنا النبي لا كذب.. أنا ابن عبد المطلب"
ومازال في المعركة يقول:" إلىَّ عباد الله ! إليَّ عباد الله" حتى أفاء أصحابه إليه وعاودوا الكرة على العدو فهزموهم في ساعة .
هذه بعض دلائل شجاعته القلبية ، أما شواهد شجاعته العقلية،فنكتفي فيها بشاهد واحد ،فإنه يكفي عن ألف شاهد ويزيد،وهو موقفه من تعنُّت "سهيل بن عمرو" وهو يملي وثيقة صلح الحديبية ،حين تنازل صلى الله عليه وسلم عن العبارة" بسم الله" إلى" باسمك اللهم"،وعن عبارة"محمد رسول الله" إلى " محمد بن عبد الله" ،وقد استشاط أصحابه صلى الله عليه وسلم غيظا،وبلغ بهم الغضب حداً لا مزيد عليه، وهو صابر ثابت حتى انتهت وكانت بعد أيام فتحاً مبينا؛ فضرب صلى الله عليه وسلم بذلك أروع مثل في الشجاعة وبعد النظر وأصالة وإصابة الرأي)
هـ- الصبر المحمدي :
(كان الصبر- وهو حبس النفس على طاعة الله تعالى حتى لا تفارقها،وعن معصية الله تعالى حتى لا تقربها،وعلى قضاء الله تعالى حتى لا تجزع له ولا تسخط عليه- هو خُلق محمد صلى الله عليه وسلم،فقد صبر وصابر طيلة عهد إبلاغ رسالته الذي دام ثلاثاً وعشرين سنة،فلم يجزع يوماً، ولم يتخلَّ عن دعوته وإبلاغ رسالته حتى بلغ بها الآفاق التي شاء الله تعالى أن تبلغها،وباستعراض المواقف التالية تتجلى لنا حقيقةالصبر المحمدي الذي هو فيه أسوة كل مؤمن ومؤمنة في معترك الحياة:
صبره صلى الله عليه وسلم على أذى قريش طوال فترة بقاءه بينهم بمكة ،فقد ضربوه وألقوا روث الجزور على ظهره ، وسبوه واتهموه بالجنون مرة وبأنه ساحر مرة ،وبأنه كاهن مرة، وبأنه شاعر مرة ،وعذبوا أصحابه وحاصروه معهم ثلاث سنوات مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وحكموا عليه بالإعدام وبعثوا رجالهم لتنفيذ الحكم إلا أن الله عز وجل سلَّمه وعصم دمه.
و صبره صلى الله عليه وسلم عام الحزن حين ماتت خديجة الزوجة الحنون التي صدقته حين كذبه الناس، وآوته حين طرده الناس، وأعطته حين حرمه الناس، وواسته حين اتهمه الناس...وصبره حين مات العم الحاني الحامي المدافع عنه ،فلم توهن هذه الرزايا من قدرته وقابل ذلك بصبر لم يعرف له في تاريخ الأبطال مثيل و لا نظير.
وصبره في كافة حروبه في بدر وفي أُحد وفي الخندق وفي الفتح وفي حنين وفي الطائف حين حاربته البلدة كلها ،وفي تبوك فلم يجبن ولم ينهزم ولم يفشل ولم يمل، حتى خاض حروبا عدة وقاد سرايا عديدة ،فقد عاش من غزوة إلى أخرى طيلة عشر سنوات !!! فأي صبر أعظم من هذا الصبر؟!!
و صبره صلى الله عليه وسلم على الجوع الشديد،فقد مات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير مرتين في يوم واحد قط!!!وهو الذي لو أراد أن يملك الدنيا لملكها ولكنه آثر الآخرة ونعيمها)
الرحمة المحمدية
كان صلى الله عليه وسلم يرحم الناس( رحمة الأقوياء الباذلين وليست رحمة الضعفاء البائسين،وكان يمارسها ممارسة مؤمن بها، متمضخ بعطرها، مخلوق من عجينتها)
حتى أن ربه قال عن رحمته صلى الله عليه وسلم لسائر الخلق"وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"،وقال عن رحمته للمؤمنين خاصة:" بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم"
وحين أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة فخرج إلى الطائف،وقف أهلها في صفين يرمونه بالحجارة ،فدميت قدماه الشريفتان ، وشكا إلى الله تعالى ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس ...فنزل جبريل عليه السلام ، (وقال يا محمد:" لو شئت أن أطبق عليهم الأخشبين "جبلين بمكة" لفعلت" ، فقال له رسول الرحمة والتسامح:" لا ، لعل الله يخرج من بين ظهرانيهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" ، و قد صحت نظرة الرحمة والحلم المحمدية ، ودخل الناس في هذه الأماكن وغيرها في دين الله أفواجا !!!
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً حتى في مقاتلته لأعداء دينه،فقد كان يوصي جيشه المقاتل بألا يضرب إلا من يضربه أو يرفع عليه السلاح ، وكان يقول" لا تقتلوا امرأة ولا وليداً ولا شيخا ولا تحرقوا نخيلا ولا زرعا، كما كان يحرص على عدم التمثيل بهم أو المبالغة في إهانتهم ، فيقول :" إجتنبوا الوجوه ولا تضربوها"!! )
(وورد في البخاري مما رواه أنس رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما مرض،عاده الرسول الكريم فقعد على رأسه وقال له :" أسلِم " فنظر إلى أبيه و هو عنده،فقال:"أطع أبا القاسم"، فأسلم الغلام، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:" الحمد لله الذي أنقذه من النار"!!)
وكان صلى الله عليه وسلم يوصي بالضعفاء رحمة بهم، فنراه يوصي باليتامى قائلا:" خير البيوت بيت فيه يتيم مُكرَم"؛ وبالنساء قائلاً: " إستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خُلقن من ضلع أعوج"؛وبما ملكت الأيمان،(فنجد آخر كلماته صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة:" الصلاة، وما ملكت أيمانكم،حتى جعل يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه!!!)
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته( أنه كان يتلو قول الله تعالى في إبراهيم:" رب إنَّهُنَّ أضْلَلْن كثيراً من الناس فَمَن تَبِعني فإنَّه مِنِّي ومَن عصاني فإنك غفورٌ رحيم" ، وقول عيسى:" إن تعذِّبهُم فإنَّهم عبادُك وإن تغفرلهم فإنك أنتَ العزيزُ الحكيم"
فرفع يديه قائلاً:" اللهم أمتي أمتي" وبكى،فقال الله عز وجل- وهو أعلم-:" يا جبريل إذهب إلى محمد فسله:" ما يبكيك؟" فاتاه جبريل فسأله ،فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الله تعالى:" يا جبريل إذهب إلى محمد فقل له:" إنا سنرضيك في أمتك ولن نسوؤك")
الوفاء المحمدي
(كان وفاؤه صلى الله عليه وسلم باهراً،فقد كان وفياً لربه،ووفياً لحاضنته، ووفياً لزوجاته،ووفياً لأصحابه، ووفيا ًلسائر الكائنات.
فقد سألته السيدة عائشة يوماً حين كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه لماذا يجهد نفسه بهذا الشكل وقد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكان رده صلى الله عليه وسلم:" أفلا أكون عبداً شكورا" ؟!!!!
(وذات يوم زارته بالمدينة سيدة عجوز فخفَّ عليه الصلاة والسلام للقائها في حفاوة بالغة، وغبطة حافلة، وأسرع فجاء ببردته النفيسة وبسطها على الأرض لتجلس عليها العجوز؛ وبعد انصرافها سألته عائشة رضي الله عنها عن سر حفاوته بها فقال:" إنها كانت تزورنا أيام خديجة"!!!
وبين غرفته بالمسجد ومكان المنبر حيث كان يؤم المسلمين في الصلاة بضع خطوات .. كان يقطعها كل يوم عند كل صلاة ولقد أحب هذه الأمتار من الأرض لأنها كانت ممشاه إلى الله، وإلى قرة عينه الصلاة، ولقد أخذه الحب لها والوفاء حتى أكرمها وأجلَّها وقال:" ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة"!!!)
ومن أحلى الأوقات لرواية هذه القصص لأطفالنا عنه صلى الله عليه وسلم ، وأكثرها تأثيراً في النفس هو وقت ما قبل النوم ، حين تنطفىء الأنوار - أو تكون خافتة- ويكون الطفل مهيئاً للاستماع والتخيل، ومن ثم التفكير فيما يسمع.
فإن لم يستطع الوالدان أن يصحبوا أطفالهم في هذه الروضة المحمدية ليتنسموا عبق الرياحين و الأزهار، ويقتطفوا من أطايب الثمار ، فيمكنهما أن يسمعا معهم- بالسيارة- وهم في الطريق إلى النزهة الأسبوعية مثلاً أشرطة "الأخلاق " للأستاذ عمرو خالد التي تتكلم- بأسلوب واضح يفهمه الكبار والصغار- عن شتى الأخلاق الإسلامية ،ومظاهر كل خُلق لدي الرسول الكريم.
ولعله من المفيد الإشارة إلى أن تعليم أخلاق الرسول الكريم لأطفالنا قد يخلق لهم مشكلة وهي أنهم سيواجَهون في المجتمع بمن يتصرفون بعكس هذه الأخلاق،فيرون أقرانهم يكذبون، ويغشون، ويتكبرون، ويتنابزون بالألقاب، ويغضبون لأتفه الأسباب...
بل والأسوأ من ذلك أن هؤلاء الأقران قد يتعاملون معهم على أنهم ضعفاء أو أغبياء لتمسكهم بهذه الأخلاق!!! مما يسبب لهم إحباطا واضطراباً وعدم ثقة فيما تعلموه من والديهم ...وقد يتسبب هذا-أحياناً- في أن يندم الوالدان على تربية أولادهم على الأخلاق في زمن لا يقدِّر الأخلاق... لكن كاتبة السطور تحذِِّر من هذا الإحساس المدمِّر،وذلك المدخل من مداخل الشيطان على المؤمن، وتؤكد أن ما فعله الوالدان هو الصحيح ، والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" فإذا كنا قد علَّمناهم الأخلاق ابتغاء مرضاة الله تعالى، فلابد من أن نوقن في أنه سبحانه سيجعل لهم فرجا و مخرجا؛ وأن النصر في النهاية سيكون- بإذن الله - حليفهم ،إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.
كما ينبغي أن نعلم أطفالنا أن يقول كل منهم لنفسه حين يرى تلك النماذج المؤسفة لسوء الخلق:" أنا على حق"، "إنهم هم المخطئون"،" واجبي أن أتمسك بأخلاقي حتى يفعلوا مثلي يومًا ما- كما فعل رسول الله حين كان هو المسلم الوحيد على وجه الأرض- وإن لم يفعلوا أكون من الفائزين بالجنة إن شاء الله !"
وينبغي أن نساعدهم على اختيار الأصدقاء الذين يشاركونهم هذه الأخلاق،فإن ذلك يعينهم ،ويشعرهم أنهم ليسوا بغرباء في المجتمع.
ولا ننسى الدعاء لهم دائماً:" اللهم اهد أولادي وأولاد المسلمين لصالح الأعمال والخلاق والأهواء، فإنه لا يهديهم لأحسنها إلا أنت ،واصرف عنهم سيئها ، فإنه لا يصرف عنهم سيئها إلا أنت"
"اللهم كما حسَّنت خَلقهم ،فحسِّن خُلُقهم"
مرحلة مابين الرابعة عشرة والسادسة عشرة:
من المُجدي في هذه المرحلة أن يقوم الوالدان بعقد المسابقات في الإجازة الصيفية بين الأولاد وأقرانهم من الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء بالمدرسة أو النادي لعمل أبحاث صغيرة عن سيرته صلى الله عليه وسلم ، بحيث تشمل موضوعاتها مثلا:
حالة البشرية قبل مولده صلى الله عليه وسلم
حادثة الفيل
عبد الله ، وآمنة
مولده صلى الله عليه سلم وقصته مع حليمة
طفولته صلى الله عليه وسلم وصباه
فترة شبابه وزواجه من خديجة رضي الله عنها
علاقته صلى الله عليه وسلم بزوجاته رضوان الله عليهن
علاقته صلى الله عليه وسلم ببناته وخاصة فاطمة
علاقته صلى الله عليه وسلم بأصحابه وحبه لهم وحبهم له.
معجزاته صلى الله عليه وسلم قبل وبعد نزول الوحي
فهذه الطريقة تجعل ما يقرءون،و يكتبون أكثر ثباتاً في عقولهم،وقلوبهم ؛لأنهم سيبذلون الجهد في البحث عن تلك المعلومات، وتجميعها، وترتيبها، ثم كتابتها و صياغتها بشكل جيد.
وينبغي مكافأة من قاموا بإعداد أبحاث جيدة بهدايا نعرف مسبقا أنهم يحبونها.
كما يمكن إهداء الطفل أو مكافاته بكتب مثل:
" معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل صدق نبوته" للشيخ إبراهيم جلهوم والشيخ محمد حماد، و " محمد صلى الله عليه وسلم " لعبد الحميد جودة االسحار.
6- كيف نقيس حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ينبغي لأبناءنا - في هذه المرحلة- أن يعرفوا أن حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى برهان ،فلا يكفي أن يقولوا أنهم يحبونه وإنما ينبغي أن يظهر ذلك في أفعالهم وتصرفاتهم؛،وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدهم على قياس مدى حبهم للرسول الكريم:
1- هل تصلي عليه كثيراً؟
إن المحب لا يفتر عن ذكر حبيبه والدعاء له،(وكما يقول الإمام بن القيم " إن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه،واستولى على جميع قلبه،وإذا أعرض عن ذكره واستحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه")
2- هل قرأت سيرته؟
إن المحب ليشتاق إلى معرفة نشأة حبيبه، وتطورات حياته وأخباره.
3- هل عرفت هديه؟
إن المحب يكون شغوفاً لمعرفة أفكار ومعتقدات وأقوال حبيبه(ولعل هذا يتحقق بقراءة كتب الأحاديث المبسطة مثل" رياض الصالحين")
4- هل تتبع سنته(الواجب منها والمستحب)؟
إن المحب يكون مولعاً بتقليد حبيبه(ولعل هذا يتحقق بالتعرف على سنته من خلال كتابي "فقه السنة"،و"منهاج المسلم")
5- هل زرت مدينته؟
إن المحب ليشتاق إلى ديار حبيبه، والمشي فوق خطواته.
6-هل تحب آل بيته الكرام وأصحابه وأتباعه رضوان الله تعالى عليهم؟
إن المحب يحب أحباب حبيبه.
7- هل تحدثت عنه مع غيرك ممن لا يعرفون عنه شيئا؟
إن المحب يود دائما ًلو ظل يتحدث عن حبيبه مع كل الناس.
8- هل ترضى بحكمه فيما شجر بينك وبين غيرك من خلافات؟
إن المحب ليرضى بحكم حبيبه في شتى الأحوال،فما بالك إذا كان الحبيب هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟ !
؛ فإذا كانت إجاباتهم كلها ب"نعم"،فهم يحبونه بالفعل،أما إن كانت الإجابة على بعض الأسئلة ب"لا" فهم محتاجون إلى أن يراجعوا أنفسهم ، وإعادة النظر في طريقة حبهم له صلى الله عليه وسلم.
وإذا كانت إجاباتهم كلها ب"نعم" وشعروا برغبة شديدة في رؤيته صلى الله عليه وسلم في الدنيا،فيمكن أن نروي لهم هذه القصة اللطيفة؛مع توضيح أن رؤيته- بشكل عام- فضلٌ من الله، وعطيَّة يهبها لمن يشاء من عباده المؤمنين:
( جاء تلميذ إلى أستاذه وقال:" علمت أنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياك" ،فقال الأستاذ:" فماذا تريد يا بني؟" قال :" علِّمني كيف أراه"،فإني في شوق إلى رؤياه،فقال له:" فأنت مدعو لتناول العشاء معي هذه الليلة لأعلمك كيف تراه صلى الله عليه وسلم"
وذهب التلميذ لأستاذه الذي أكثر له من الملح في الطعام، ومنع عنه الماء،فطلب التلميذ الماء ،فمنعه الأستاذ ،بل أصر على أن يزيده من الطعام،ثم قال له:" نَم وإذا استيقظت قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم"،فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش والظمأ، فقال له أستاذه حين استيقظ:"أي بني قبل أن أعلمك كيف تراه أسألك:"هل رأيت الليلة شيئا؟" قال :" نعم"،قال له" ما رأيت؟" ،فقال:" رأيت الأمطار تمطر،والأنهار تجري والبحار تسير" فقال الأستاذ:" صدقت نيتك فصدقت رؤيتك ، ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!!!")
ومن الأمور بالغة الأهمية أن نوضح لهم الفرق بين أن نحبه صلى الله عليه وسلم وبين أن نغالي ونتعدى الحد،فمن أراد أن يُرضي الله بحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يحبه كما أراد الله ورسوله، وليس كما يوافق هواه !!!
(ومن منطلق أن حبه صلى الله عليه وسلم عبادة،فإن العبادة يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى ،كما يجب أن تكون على طريقة رسول الله ، وإذا خرجت عن هذين الشرطين،صارت بدعة،ومن ثم فهي مردودة على صاحبها،فقد قال تعالى" اليومَ أكملتُ لكُم دينَكم وأتممتُ عليكُم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلامَ دينا"،فقد تم الدين ولم يترك شيئاً لم يتحدث عنه،وما ارتضاه الله تعالى لنا لا ينبغي أن نغيره،فقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أشد حباً له ، ولكنهم لم يكونوا يفعلون محرماً من أجله صلى الله عليه وسلم؛ فكانوا لا يقومون إليه حين يأتيهم،كما يقوم الأعاجم الكفار لملوكهم ؛ وكانوا لا يبالغون في إطراءه حين نهاهم عن ذلك قائلاً :" لا تُطْروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم،فإنما أنا عبدٌ لله ، قولوا: "عبد الله ورسوله"
وحين جاءه صلى الله عليه وسلم رجل فراجعه في بعض الكلام،فقال:
" ما شاء الله وشئت"،فقال له:" أجعلتَني مع الله نداً؟ " بل قل:" ما شاء الله "
فلا ينبغي أن نُغضب الله سواء بالمغالاة في مدحه- صلى الله عليه وسلم- بان نرفعه فوق قدره ، أو بمجافاته صلى الله عليه وسلم بالعقل أو القلب... ولكن علينا بالوسطية، وهي التزام السنة)
ومن ثم فعلينا أن نعلم أطفالنا مثلاً أنه لا يجوز الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم،أو الاستجارة به بعد وفاته،لأنه لا يملك لنا شيئا، كما لا ينبغي أن نفعل كما يفعل البعض عند قبره الشريف من رفع الصوت لأن الله تعالى يقول:" لا ترفعوا أصواتَكم فوقَ صوتِ النبي ولا تجهروا له بالقول كجهرِ بعضكم لبعض أن تحبَط أعمالَكم وأنتم لا تشعرون"(الحجرات-2)، ولا ينبغي أن ندعو أمام قبره ونحن ننظر إلى القبر،والصحيح أن ندعو ونحن متوجهون للقبلة ،أما المباح من القول ونحن ننظر للقبر ،فالسلام عليه والإكثار من الصلاة عليه.
كما ينبغي أن نتحدث معه عن بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التي شاعت بين الناس،مثل" من حج ولم يزرنى فقد جفاني" و "من زارنى بعد مماتى فكأنما زارنى فى حياتى "و" رأيت ليلة أُسري بي مكتوباً على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله..."
وختاماً، فما هذه العجالة-التي أرجو أن ينفع الله تعالى بها- إلا نقطة بداية يمكن أن ينطلق منها الوالدان والمربون ليعينوا أبناءهم على محبته صلى الله عليه وسلم-بعد التأكد من صحة ما يقولون- كما يمكن اتباع نفس الطريقة لغرس محبة صحابة رسول الله - رضوان الله عليهم- في قلوب أطفالنا؛ وبالله التوفيق،وعليه التُكْلان ، والحمد لله رب العالمين.
ساره ابراهيم
07-21-2009, 10:08 AM
5-أطفالنا وحب الإسلام
1- ما هو الإسلام؟
هو أجل وأعظم وأشرف نعم الله على الإنسان.
وهو الاستسلام الكامل لأوامر الله سبحانه ،والانتهاء عن نواهيه؛استسلام الواثق بحكمته ،المعتمد على قدرته؛ الطامع في رحمته .
2- ما هو حب الإسلام؟
هو أن تكره أن تخرج عنه؛ فتعود إلى الكفر، كما تَكره أن تُقذف في النار.
3- لماذا نحب الإسلام وننتمي إليه ؟
أ- لأنه الدين الخاتم الذي قال عنه سبحانه تعالى في قرآنه المعجز في كل مكان وزمان:" إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلام"وقال عمن يتبعون غيره: " ومَن يبتَغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
ب- لأنه الدين القيِّم ،كما قال عنه جل وعلا في قرآنه -الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- في كثير من المواضع ؛ أي الدين الثابت الذي لا عوَج فيه، ولا زيغ ،ولا ضلال.
ج- لأنه دين الحرية الذي حرر الإنسان من العبودية لغير الله ، ومن الخوف إلا مِنْه، ومن الحاجة إلا إليه ومن الذل إلا له،ومن التوكل إلا عليه،فإذا كان مَن نعبده ونخشاه،ونذل له،ونتوكل عليه هو أرحم الراحمين،وأكرم الأكرمين،ومالك الملك،والقادر المقتدر، والعزيز الجبار،وذو الجلال والإكرام،و الحي القيوم،والحفيظ المقيت،فهنيئاً لنا بهذا الدين.
ب- لأنه دين الاعتدال الذي رفع الإصر والأغلال عمن اتبعوه ،بعكس الأمم التي كانت من قبلهم،( يقول العلامة سليمان الندوي: «ما من دين خلا من العبادة لله، لكن الأديان القديمة حسب أتباعها أن الدين يطالبهم بإيذاء أجسامهم وتعذيبها وأن الغرض من العبادة إدخال الألم على الجوارح وأن الجسم إذا زادت آلامه كان في ذلك طهارة للروح ونزاهة للنفس! وقد جاءت الشريعة الإسلامية برفع هذه الآصار فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه: «إياكم والغلو فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو» وهو الغلو الذي نعاه القرآن على أهل الكتاب ونهاهم عنه: «قل يا أهل الكتاب لا تغْلُوا في دينكُم غيرَ الحق ولا تتَّبعوا أهواءَ قومٍ قد ضلوا من قبل وأضَلوا كثيراً وضلُّوا عن سواءِ السبيل».
وقد عُرف الرسول صلى الله عليه وسلم في كتب الأولين بالأوصاف المميزة التالية: «يأمُرُهم بالمعروف وينهاهُم عن المُنكر ويحِلُّ لهمُ الطيباتِ ويحرِّم عليهم الخبائثَ ويضع عنهم إصرَهم والأغلالَ التي كانت عليهم"؛ وقد امتن الله برسوله على الناس فقال: «لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم»، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: «بُعثت بالحنيفية السمحة"، فهي حنيفية العقيدة، سمحة في التكاليف والأحكام وإنما خصها الله بالسماحة والسهولة واليسر لأنه أرادها رسالة الناس كافة والأقطار جميعا، والأزمان قاطبة... ورسالة هذا شأنها من العموم والخلود لابد أن يجعل الله الحكيم في ثناياها من التيسير والتخفيف والرحمة ما يلائم اختلاف الأجيال وحاجات العصور وشتى البقاع... وهذا واضح في شريعة الإسلام عامة وفي العبادات خاصة ؛يقول الله تعالى في بيان رسالة المسلم في الحياة: «يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربَّكم وافعلوا الخيرَ لعلكم تُفلحون، وجاهِدوا في اللهِ حقَّّ جهاده هو اجتَباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج»؛ويقول في أعقاب ما ذكره من المحرمات في النكاح وإباحة ما وراء ذلك بشرطه «يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الانسانُ ضعيفا»)
د- لأنه دين التيسير الذي يتناسب مع الفطرة البشرية، فلا يكلف النفس إلا وسعها ،ولا يحمِّلها إلا ما تطيق،بل وينهى عن المغالاة والتنطع والتشدد،خاصة في أمور الدين،يقول المولى جل وعلا:"لا يكلِّف اللهُ نفساً إلا وُسعها"،كما يقول:" يريدُ اللهُ بكم اليسرَ ولا يريد بكم العُسر»؛ ويقول الرسول الكريم:" إن هذا الدين شديدٌ فأوغل فيه برفق"،ويقول:"روِّحوا القلوب فإن القلوب إذا تعبت كلَّت وإذا كَلَّت مَلَّت " ومن أقواله صلى الله عليه وسلم: «ان الدين يسر ولن يشادد الدين أحد إلا غلبه ،فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا» ونراه صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً وأبا موسى الأشعري أميرين الى اليمن كان من وصيته لهما: «يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنفِّرا ،وتطاوعا ولا تختلفا». ومن أوصافه عليه الصلاة والسلام أنه ما خُيِّر بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً .
وإذا كانت وجهة الإسلام هي التيسير فكل مسلم يبغي التشديد والتعنت إنما يعاند روح الإسلام ولهذا وقف الرسول الكريم في وجه المتعنتين والمتشددين وأخبر بهلكتهم ووبالهم فقال:" ألا هلك المتنطعون ،ألا هلك المتنطعون، ألا هلك المتنطعون» ولم يكن يكرر الكلمة ثلاثاً إلا لعظم خطر مضمونها.
ج- لأنه دين العطاء الذي يعطي الأجر الوفير على مساعدة الغير والتخفيف عنهم وإدخال السرور على قلوبهم،وإطعامهم ،وعيادة مريضهم وإعانة ضعيفهم،وكفالة يتيمهم ،وإغاثة ملهوفهم،وتعليم جاهلهم،وتوقير كبيرهم ،والعطف على صغيرهم ،والعفو عن مسيئهم.
د- لأنه دين النظافة، والطهارة الظاهرة والباطنة، والخُلُق الكريم،والرقي والسمو والحضارة بنوعيها : المادية والروحية. فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء ؛قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة"،و قال وكيع: انتقاص الماء يعني الاستنجاء، رواه مسلم.ويقول الله تعالى:" إن الله يحب التَّوَّابين ويحب المتطهرين "
أما الطهارة الباطنة فهي" تطهير النفس من آثار الذنب والمعـصية ، وذلك بالتوبة الصادقة من كل الذنوب والمعاصي ، وتطهير القلب من أقذار الشرك والشك والحسد والحقد والغل والغش والكبر ، والعُجب والرياء والسمعة ، وذلك بالإخلاص واليقين وحب الخير والحلم والصدق والتواضع ، وإرادة وجه الله تعالى بكل النيات والأعمال الصالحة .
وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن أهمية طهارة القلب :"تُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا" رواه مسلم. وقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام ينهى أن يبلغه عن أصحابه ما يسوؤه ،فيقول لهم:"لا يبلِّغني أحد منكم عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر"رواه أبو داود
هـ- لأنه الدين الوحيد الذي عرف للمرأة قدرها وأعطى لها من الكرامة، والحقوق مالم نر مثله لدى أي دين أو ملة أو عقيدة أخرى
و-لأنه الدين الوحيد الذي اهتم بأتباع الأديان الأخرى ،وكفل لهم حرية العقيدة،(فقد قال تعالى " لا ينهاكُم الله عن الذين لم يقاتِلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبَرُّوهم وتُقسطوا إليهم إن اللهَ يحب المقسطين " 8- الممتحنة ،والآية الكريمة ترخص للمؤمنين في البر والصلة قولا وفعلا للذين لم يقاتلوهم لأجل الدين ولم يلحقوا بهم الأذى ولم يُخرجوهم من ديارهم ،وترخص لهم ببرهم والإحسان لمن أحسن منهم والعدل في معاملاتهم وهذا خالد بن الوليد يعاهد أهل الحيرة في زمن أبو بكر رضي الله عنه على ألا يهدم لهم بيعة أو كنيسة وعلى ألا يُمنعوا من نواقيسهم أو إخراج صلبانهم وأن يُعال العاجز هو وأولاده من بيت مال المسلمين ما أقام بدار الإسلام)
كما يسوي الإسلام في الحقوق( بين المسلمين وأتباع الأديان الأخرى؛ فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من ظلم معاهدا أو أنقصه حقه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فانا خصمه يوم القيامة " لذا نرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصى عمرو بن العاص وهو وال على مصر، يقول له " أن معك أهل الذمة والعهد فاحذر يا عمرو أن يكون الرسول الله صلى الله عليه وسلم خصمك " ونراه حين فتح بيت المقدس يعقد معاهدة مع أسقفها جاء فيها: " هذا ما أعطى عمر أهل إيلياء ( بيت المقدس ) من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ولا يُكرهون على دينهم ولا يُضار أحد منهم ...فكان لغير المسلمين في بلاد الإسلام ما للمسلمين من حقوق عامة وعليهم ما على المسلمين كذلك)
ز- لأنه دين الرحمة الذي أوصى بالضعفاء كالأطفال، واليتامى والنساء، وكبار السن، والمساكين ، والخدم ؛ فنرى الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بهم قائلاً:
" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا"
"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" مشيراً بإصبعيه السبابة والوسطى .
"خير البيوت بيت فيه يتيم مُكرم"
" من أضحك أنثى كان كمن بكى من خشية الله"
" استوصوا بالنساء خيرا"
" من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وضرائهن،وسرائهن دخل الجنة" فقال رجل :"وثنتان يارسول الله؟" قال:" وثنتان"،فقال آخر:" وواحدة؟" قال: "وواحدة"
وعن الخدم يقول:" إنهم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم،فأطعموهم مما تطعمون ،واكسوهم مما تلبسون"...ولك أن تتأمل عظمة الإسلام في كلمة إخوانكم؛ فهو يحترم آدمية وكرامة الخادم لأنه-في النهاية- إنسان له مشاعر وأحاسيس.
كما يعتبر الإسلام أن من زار مريضاً كان كمن زار الله تعالى ، ومن امتنع عن زيارته عاتبه الله! و نراه-صلى الله عليه وسلم- يوصي بحُسن اختيار الزوج والزوجة كأحد حقوق الطفل،ثم بحسن اختيار أسمائهم،وحسن تأديبهم،والتصابي لهم،وإكرامهم والعطف عليهم ؛ثم يجعل من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم!!!! كما نرى الله تعالى يوصي المؤمنين قائلاً:" واعبدوا الله َ و لاتُشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين"،ونراه صلى الله عليه وسلم يحب المساكين ويحسن إليهم ويدعو ربه أن يحشره في زمرتهم ! فأي دين هذا؟؟!!
ح- لأنه دين المعاملة الحسنة الذي يجعل من الكلمة الطيبة صدقة،و التبسم في وجه الغير صدقة، ومن إماطة الأذى عن الطريق صدقة ويعطي أعظم الأجر على إفشاء السلام، بل ويجعل مما يحط الخطايا عن المسلم : مصافحةأخيه المسلم،والمسح على رأس اليتيم،وإطعام الرجل زوجته في فمها،وتزينه لها كما تتزين له،والحرص على عدم إيذاء الآخرين بالقول أو الإشارة أو الصوت المرتفع،فيقول المولى عز وجل:" وقولوا للناس حُسنا"،ويقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:" المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده"،بل ويجعل المعاملة الحسنة من أساسيات الدين ،إذ يقول صلى الله عليه وسلم:" الدين المعاملة"!
ط- لأنه الدين الوحيد الذي يعطي أعظم الأجر على أفعال يسيرة يقوم بها المسلم؛منها على سبيل المثال لا الحصر:
• التصدق من المال الحلال،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربى أحدكم فلوه - أي مهره - حتى تكون مثل الجبل) متفق عليه.
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)
• قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" فقد روى البخاري و مسلم في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من قالها مائة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت حرزاً له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"
• صوم الأيام الست من شوال، فقد قال صلى الله عليه وسلم أن" من صامها كان كمن صام الدهر"
• من قرأ سورة الإخلاص ثلاثاً كان كمن قرأ القرآن كله.
ي- لأنه دين الوفاء الذي يعطي للمريض، والمضطر،والمسافر، وأمثالهم من الأجر مثل ما كان يعطي كلاً منهم وهو سليم ،معافي،ومقيم.
ك- لأنه دين الحلم الذي لا يحاسب الإنسان الذي غاب عنه عقله أو وعيه، حتى يفيق أو يعي؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " رُفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق " (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم عن عائشة بإسناد صحيح) ومعنى رفع القلم: امتناع التكليف ؛ أي ليسوا مكلفين.
ل-لأنه دين العلم الذي تميز بمعجزة القرآن، وكان أول ما نزل منه هو كلمة "إقرأ"،كما نرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في شأن العلم الكثير من الأحاديث منها:
" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"
" مداد العلماء أفضل عند الله من دماء الشهداء" !!!
" من سلك طريقا يلتمس فيه علما كان في سبيل الله حتى يرجع"
"إن الله وملائكته والكائنات،حتى الحوت في بطن الماء لتصلي على معلم الناس الخير"
وقد التزم المسلمون الأوائل بهذه التعاليم حتى سادوا العالم بعلمهم و تتلمذ على أيديهم الطلاب الذين كانوا يأتونهم من شتى بقاع الأرض...ولكنهم لما ابتعدوا عن دينهم بتتابع الأجيال بدأت حضارتهم في التدهور،بينما بدأ الغرب في بناء صرح حضارتهم العلميه على أنقاض الحضارة الإسلامية المنصرمة .
م- لأنه دين المودة والترابط الأسري،والاجتماعي الذي يجعل عقوق الوالدين من الكبائر ،ويوصي بهما بعد عبادته تعالى،قائلاً: " واعبدوا اللهَ ولا تُشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً" ،ويحرم الجنة على قاطع الرحم،كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة قاطع رحم"،ويوصي بالجار؛ قائلاً: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أن سيورِّثه"،كما يوصي بالصديق،فيقول صلى الله عليه وسلم:" خير الصاحبَين عند الله تعالى خيرهم لصاحبه"،بل ويوصي سبحانه بالصاحب في السفر ، قائلاً:" والصاحب بالجنب"،كما نراه صلى الله عليه وسلم يحض على الجماعة فيقول:" يد الله مع الجماعة"،ويقول:"إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" ،بل ويعطي ثواباً على صلاة الجماعة أكثرمن صلاة الفرد،ويشرع لهم صلاة الجمعة وصلاة العيدين، والحج لكي يلتقون ببعضهم البعض ويتعارفون،فيتعاونون...ويصدق ذلك قوله تعالى :" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارَفوا"
م- لأنه دين الرفق بكل الكائنات حتى أنه يُدخل بغياً الجنة لأنها سقت هرة ،بينما يُدخل امرأة أخرى النار لأنها حبست هرة دون أن تطعمها أو تطلق سراحها؛ويُدخل رجلاً الجنة لأنه آثر على نفسه كلبا عطشاناً،فاجتهد ليسقيه قبل أن يشرب ؛(بل أن المسلمين في عهد الدولة الأموية كانوا يخصصون –في دمشق بسوريا- مكاناً لرعاية الحيوانات المسنة حتى تموت)
ويصدق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما خلا منه شيء إلا شانه"وقد تجسد هذا الرفق في سلوكه صلى الله عليه وسلم مع الجمل لذي شكا له من صاحبه الذي يجيعه ويجهده ،فقال لصاحبه:" ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي أملكك الله إياها؟!"
3- لماذا نحبب الإسلام إلى أطفالنا ؟
أ- لأنهم لن يصبحوا مسلمين حقاً إلا إذا أحبوا الإسلام وعاشوا به، وله.
ب- لأن الأبناء( رعية استرعاهم الله آباءَهم ، ومربيهم وأسرهم ، ومجتمعهم ، وهؤلاء جميعاً ، مسئولون عن هذه الرعية ، ومحاسَبون على التفريط فيها ، كما أنهم مأجورون إن هم أحسنوا إليهم واتقو الله فيهم )
ج- لأن مرحلةُ الطفولة( مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولاً من عقله .
د- لأن مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة
هـ- لأن مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية ، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة قليلا ، حين تكون قد تشكلت لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية الإسلامية
و - لأن العالَم أصبح في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية ، أو تشوش عليه عقيدته ، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ، ليكونوا على بصيرة من أمرهم ، ويواجهوا هذه الأفكار بعقول واعية... لذا فإن غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوك الطفل وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً فعالا في المجتمع )
4- كيف نحبب الإسلام لأطفالنا ؟
بأن نحب الإسلام أولاً - لأن الطفل يرى بعيون والديه أو مربيه- ثم نراعي ظروف الطفل ،ومشاعره، واحتياجاته، وإمكاناته في كل مرحلة عمرية ؛حتى يصبح –بعون الله -مسلماً سوياً نافعاً لنفسه وأهله ومجتمعه ودينه ، ولنتذكر جيداً أن (التربية النفسية للطفل تعتمد على أنه :
عندما يعيش في ظل النقد المستمر فإنه يتعلم أن يُدين الآخرين
وعندما يعيش في ظل الأمن فإنه يتعلم أن يجد الثقة في نفسه
وعندما يعيش في ظل العداوة فإنه يتعلم الهجوم
وعندما يعيش في ظل من يتقبلونه،فإنه يتعلم الحب
وعندما يعيش في ظل الخوف فإنه يتعلم ترقب الشر
وعندما يعيش في ظل الاعتراف به فإنه يتعلم أن يكون له هدف
وعندما يعيش في ظل الشفقة الزائدة عليه فإنه يتعلم أن يتحسر على نفسه
وعندما يعيش في ظل التأييد له فإنه يتعلم أن يحب نفسه
وعندما يعيش في ظل الغيرة الزائدة،فإنه يتعلم الشعور بالإثم
وعندما يعيش في ظل الصداقة فإنه يتعلم أن العالم مكان جميل)
وفيما يلي نرى مراحل تعليمه حب الإسلام:
مرحلة ما قبل الزواج :
إن أبسط حقوق طفلك عليك أيها الرجل هي أن تختار له أم طائعة لله ،(وأن تختاري له أيتها المرأة أب يعينك على طاعة الله- لكي يسهل عليك طاعته كزوج، فتضمني الجنة بإذن الله-)(1)واستمعا إلى قول الرسـول صلى الله عليه وسـلم لكَ :" ...فاظـفَر بذاتِ الدين ترِبَت يداك"؛ويقول لكِ ولأولي أمرك:" إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فزوجوه"
وإنه لمن الحكمة ألا يغامر المرء بسعادته- في حياة تملؤها طاعة الله - أو بمستقبل أولاده ؛على أمل أن يهتدي الزوج أو الزوجة بعد الزواج ،فهي مخاطرة غير مأمونة العواقب لأن الله تعالى يقول:" "إنك لا تهدي مَن أحببت ولكن الله يهدي مَن يشاء"!
وللمقبلين على الزواج تهدي كاتبة هذه السطور كتاب "بيتٌ أُسس على التقوى" لفضيلة الشيخ"عائض القرني" ،عسى أن ينفعهم الله تعالى به.
مرحلة الأجنة:
إن الطفل ليستشعر حب الإسلام وهو لا يزال في رحم أمه ،وذلك من خلال حبها وإخلاصها لدينها، وممارستها لهذا الدين كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ودوام استماعها للقرآن الكريم بقلبها قبل أذنيها؛فإن مشاعرها تنتقل إليه –بقدرة الله- لا محالة .
مرحلة ما بعد الولادة وحتى السنة الثانية :
ينبغي أن يكون أول ما يطرق سمع المولود هو الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في اليسرى؛ تطبيقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وحماية له من الشيطان.
وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يحب دينه من خلال ما يراه في عيون وتصرفات من حوله-خاصة الوالدين- واتجاهاتهم الذهنية نحو الإسلام، فلن يشب مسلماً حقاً إلا إذا كانوا هم هكذا،يقول صلى الله عليه وسلم:" كل مولود يُولد على الفطرة،فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه"…فإذا كان الطفل يسمع دائماً أمثال العبارات التالية:
• " الحمد لله على نعمة الإسلام"
• "رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا ً"
• " اللهم يا مقلِّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"
• "ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدُنك رحمة إنك أنت الوهاب"
• " اللهم أدِم علينا نعمة الإيمان بك وشرف الإسلام لك،واجعلنا مِمَّن عبدك حتى يأتيه اليقين"
وإذا كان يرى والديه يصليان بحب وخشوع؛ وينتشيان بسماع القرآن الكريم؛ويبتهجان بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم،ويشتاقان لزيارته وزيارة الكعبة؛ويسعدان بالتصدق على المحتاجين ،ولسان حالهما يقول:" مرحباً بمن جاء يحمل زادَنا إلى الآخرة بدون أجر "(كما كان يقول الحسن البصري رضي الله عنه)؛ويتمنيان لو كانت السنة كلها رمضان؛ويقتصدان من قوتهما لتوفير المال اللازم لأداء فريضة الحج،ويرددان دائماً:" الحمد لله على كل حال"، و"قدََّر الله وما شاء فعل"... فإن هذا الطفل سينشأ إن شاء الله على حب دينه،بل وسيضيف إلى أفعال والديه أو مربيه -بما وهبه الله من إمكانات ومواهب- ما يزيده طاعةً لله وخدمة ً لدينه.
مرحلة الثالثة،وحتى السادسة:
" اللهُ ربي ، محمدٌ نبيي ، وهو أيضاً قدوتي، والإسلامُ ديني ، والكعبةُ قبلتي ، والقرآن كتابي ، والصيام حصني ، والصَدَقة شفائي ، والوضوء طَهوري ، والصلاة قرة عيني ، والإخلاص نِيَّتي ، والصِدق خُلُقي ، والجَنَّةُ أملي ، ورضا الله غايتي "
كما ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن( الإنسان دائماً ما يكون بحاجة إلى من يعتمد عليه ويتوكل عليه ،وبحاجة إلى قوة عظمى عادلة تكفل له العيش الكريم، والأمن والاطمئنان ..قوة تعطيه ما يسأل، وتمنع عنه ما يخاف ،وتفصل بينه وبين غيره بالحق،قوة تحقق له أمانيه، وتحفظ روحه وجسده من الهلاك،هذه القوة العظمى هي الله سبحانه وتعالى... ثم نشرح له ببساطة قوله تعالى:" إن ربَّكم اللهُ الذي خلق السماواتِ والأرضَ في ستةِ أيامٍ ثم استوى على العرش يُغشي الليلَ النهارَ يطلبه حثيثا والشمسَ والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ بأمره ألا له الخلقُ والأمر،تبارك اللهُ رب العالمين"
كما نخبره أن الإيمان بالله تعالى هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة أي الأعمدة التي يقوم عليها الإسلام، وقد أمرنا الله تعالى أن نتفكر في مخلوقاته التي تدل على عظمته وقدرته سبحانه وتعالى،فهذه السماء وما فيها من كواكب ونجوم وأفلاك ومجرات وهذه الأرض وما عليها من كائنات ونباتات وما فيها من كنوز ،وهذه البحار وما فيها من عجائب وغرائب كلها من آيات الله المبهرة.وقد سُئل أعرابي عن الدليل على وجود الله تعالى فقال:
" الماء يدل على الغدير وأثر الأقدام يدل على المسير،فسماء ذات أبراج(نجوم وكواكب)،وأرض ذات فِجاج(طرق واسعة)وبحار ذات أمواج...أما تدل على الصانع العليم الحكيم القدير؟)
مرحلة السابعة حتى العاشرة
في هذه المرحلة ينبغي أن نحبب إليهم الإسلام من جانبين:
أولاً: كدين له أركان:
1- شهادة التوحيد:
( فإذا عرفوا الله تعالى في وقت مبكر تنامت هذه المعرفة ، وتراكم هذا العلم ، وتعمقت تلك التجربة ، وكلما ازدادوا يوماً في عمرهم ، ازدادوا قرباً من الله عز وجل ، فالذي يشب على طاعة الله شيء ، والذي يتعرف إلى الله في وقت متأخر شيء آخر ، وكُلاًَّ وعد الله الحسنى )(12)
فالله ربنا واحد لا شريك له ولا نظير ولا وزير،فلا يصح أن يكون هناك أكثر من قائد للمجموعة الواحدة و إلا اختلفا وفسد أمر هذه المجموعة ،كما أننا لا نراه بأعيننا لأننا لن نحتمل ذلك،لأن نوره أقوى من أن تتحمله أعيننا،ويمكن أن نحكي لهم قصة موسى عليه السلام والجبل.
ولكننا نستطيع أن نراه سبحانه في الجنة فقط؛ فهذه هي أعظم نعمة يمن بها الله تعالى على عباده المتقين في الجنة.
أما في الدنيا فهو-سبحانه- يرانا ويسمعنا أينما كنا ،ونحن نشعر به ونراه في كل شيء جميل من مخلوقاته، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يرى الهلال أول كل شهر ينظر إليه قائلاً:"ربي وربك الله"!!
2- الصلاة: إن الصلاة عماد الدين،بها يقام ،وبدونها يهدم- والعياذ بالله-لذا فإن تعليمهم إياها وترغيبهم فيها من أهم واجبات الوالدين التربوية،وفي تفصيلات هذا الموضوع يتحدث مقال بعنوان "كيف نحبب الصلاة لأبناءنا؟"-
3- الزكاة : في هذه المرحلة يتم تدريب الطفل على الزكاة من خلال تدريبه على الصدقة،فنتصدق أمامه بما تيسر،ونخبره أن الصدقة تطفيء غضب الرب وأن المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضلها :
"كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"
"تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
"داووا مرضاكم بالصدقة" .
فالمال الذي نملكه هو مال الله عز وجل استودعه لدينا ليختبرنا به،ويرى ماذا سنصنع ؟كما ينبغي أن نشرح له الآية القرآنية:" مَثَلُ الذين يُنفقون أموالَهم في سبيل اللهِ كَمَثَل حبةٍ أنبَتَت سبعَ سنابلَ في كل سنبلةٍ مائةُ حبة ،واللهُ يُضاعفُ لمن يشاء"
و أن نعطيه الصدقة ليعطيها بنفسه للفقير والمحتاج ،ليشاركنا الأجر،ويشعر بحلاوة ذلك ويعتاده.
ونعلِّمه أن التصدق لا يكون بالمال فقط،وإنما بالملابس، والأحذية والكتب ،والحلوى،والآنية، والأدوات المدرسية...وما إلى ذلك من الأغراض التي تزيد عن حاجتنا ،و يمكن أن يحتاجها الفقراء.
وجدير بالذكر أن الطفل في نهاية هذه المرحلة يكون أكثر حرصاً على ممتلكاته،وأشد اهتماماً بأناقته وحسن مظهره من ذي قبل،فإذا رفض التصدق من ملابسه وأحذيته مثلاً،تركناه كما يشاء ،و اقترحنا عليه أن يتصدق من لعبه أو كتبه،أو غير ذلك مما يختاره هو، ولا ينبغي أبداً أن نُكرهه على الصدقة،أو غيرها،ولنتذكر قول الله تعالى : " لا إكراهَ في الدين"
ويمكن أن نخصص في البيت صندوقاً للصدقات يضع فيه الوالدان والأولاد ما هم في غنى عنه أو ما يستطيعون التصدق به،وكلما امتلأ قاموا بترتيب هذه الأغراض وأعطوها لمن يستحقها.
وينبغي أن نخبره بأن الصدقة (تحفظ المال من الآفات والمُهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب ،وقد دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة للرزق قول من لا تنفد خزائنه:" وما أنفقتُم من شيء فهو يُخلفُه وهو خير ُالرازقين" {سبأ: 39)
كما نخبره بأن الأمر لا يقتصر على المجازاة على الصدقة بمثلها؛ بل يتجاوز ذلك إلى حال المتصدق عليه؛ إذ بمقدار إدخالها للسرور عليه، وإزالتها لشدائده، وتفريجها لمضايقه، وإصلاحها لحاله، ومعونتها له وسترها عليه؛ ينال المتصدق أجره من الله من جنس ذلك، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "من نفَّس عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا نفَّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة، ومن يَسَّر على مُعسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من يلقَ أخاه المسلم بما يحب لِيَسُرَّه بذلك، سرَّه الله يوم القيامة"
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : "كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه" )
وينبغي أن نحكي لهم أمثال القصص التالية:
( قوله صلى الله عليه وسلم : " بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة يقول:"إسقِ حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة( أرض ذات حجارة سوداء)؛ فإذا شرجة( ساقية ) قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة ـ، فقال له:" يا عبد الله لِمَ تسألني عن اسمي؟" فقال: "إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان ـ لاسمك ـ فماذا تصنع فيها؟" قال: "أما إذ قلتَ هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه" وفي رواية: "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين )
***
وقصة الرجل الذي اشترى حُلة،فتصدق بحُلتة القديمة،ثم جاءه مسكين،وفي يده رغيفاً ،فأعطاه كسرة منه، ثم رأى أعمى قد ضل الطريق ، فمشى معه وأرشده حتى وصل إلى غايته؛ فلما لقي ربه ورأى ثواب أعماله تلك؛ قال متحسراً:"يا ليتها كانت الجديدة(أي الحُلة)،يا ليته كان كله(أي رغيف الخبز)، يا ليته كان بعيداً(أي المشوار)
***
وقصة الأبرص ،والأقرع ،والأعمى الذين عافاهم الله تعالى ورزقهم ؛ثم نسوا فضل الله عليهم ولم ينفقوا مما رزقهم،إلا الأعمى فرضي الله عنه وسخط على صاحبيه.
فإذا استقر حب الصدقة في قلب الطفل ونفسه ورأيناه بدأ يتصدق من مصروفه أعلمناه أن الله تعالى فرض على المسلم أن يعطي المحتاجين نسبة قليلة ينبغي حسابها بدقة ،هذه النسبة تعد أقل بكثير من الصدقات التي ننفقها،هذه الفريضة هي الزكاة،ونحن لسنا مُخيَّرين في أن ننفقها وإنما نحن مخيرون في الصدقة فقط !
كما ينبغي أن يعلم الطفل أن زكاة القوة أن نعين الضعفاء،وزكاة العلم أن نعلِّم الجاهلين،وزكاة الصحة أن نعود المرضى ونقضي حوائجهم... وهكذا ؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال صلىالله عليه وسلم:" أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كُربة، أو تقضي عنه دينا،أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أناعتكف في هذا المسجد (يعني المسجد النبوي) شهرا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يومتزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- الصوم:
لقد فرض الإسلام تعليم الصبي الصلاة منذ السابعة من العمر حتى العاشرة، أما الصيام فهو أشق على النفس من الصلاة...ولكنه أحياناً يكون لدى بعض الأطفال الكسالى - الذين يُعرضون عن الطعام بطبيعتهم- أيسر من الصلاة!!! بينما نجده مشكلة لدى الطفل الأكول،لذا فإنه من واجبنا أن نعلِّمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" ونعينهم على تنفيذه اتباعاً للسنة،وتمهيداً لتيسير الصيام عليهم بالتدريج، ثم صيانةً لهم من الأمراض في المستقبل.
وبشكل عام ، فإن تدريبهم على الصيام ينبغي أن يتم تدريجياً،ووفق الظروف الصحية للطفل ؛ففي شهر رمضان من كل عام، يرى الطفل والديه، و الكبار من الأقارب والجيران والمدرسين يصومون فيشعر بالغيرة والرغبة في تقليدهم،لذا يجب أن نعينه على ذلك وننتهز هذه الفرصة بأن نشجعه و نتركه يصوم لمدة ساعتين مثلاً،ثم نزيد عدد الساعات حسب قدرة الطفل، وإذا رغب في الطعام تركناه حتى يشعر أن هذا أمر يخصه وأنه شيء بينه وبين ربه،ولا ينبغي أبداً أن نخاف عليه من الضعف أو الهزال؛ فشهر رمضان كالعطر يتبخر سريعاً، كما أن الطفل إذا اشتد به الجوع، فسيكون أمامه أحد أمرين:
إما أن يأكل لأنه لم يعد يتحمل الجوع،وبذلك نطمئن عليه.
وإما أن يحاول أن يتحمل الجوع ويجاهد نفسه ،وبذلك يتعود مجاهدة النفس والصبر على طاعة الله ،فنطمئن عليه أكثر!!!
ولا ينبغي أن ننسى مكافأته على اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح ،ويكون ذلك بزيادة مصروفه مثلاً،أو أن تقول له الأم مثلاً:"أنا فخورة بك،فقد أصبحت الآن مثل الكبار تستطيع مجاهدة نفسك ومقاومة الشعور بالجوع والعطش"
وإذا جاء شهر رمضان في أيام الدراسة فللطفل الذي لا يزال في مرحلة التدريب أن يختار أن يصوم في فترة وجوده بالمدرسة ،ثم الإفطار بقية اليوم ؛أو العكس...حتى يستطيع أن يتم اليوم،خاصة وأن بعض المدارس تقلل ساعتين من فترة الدوام في رمضان بينما تتوقف الدراسة في هذا الشهر في البعض الآخر .
ولنتذكر أن مستقبل الطفل الحقيقي هو الآخرة،لذا ينبغي أن نعده لها خير إعداد وأن نخاف عليه من مخالفة أوامر الله أكثر مما نخاف عليه من الضعف أو التقصير في الدراسة.
5-الحج
مما يساعد على تهيئة نفس الطفل لحب فريضة الحج والشوق إليها أن نصحبه معنا لأداء العمرة بعد أن نتحدث معه عن مشاعر المسلم هناك و مدى كرم الله تعالى لضيوفه وترحيبه بوفده ،والرحمات التي تحيط بالكعبة ومواطن إجابة الدعاء حولها ، وفضل وحلاوة زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، والبقاء في الروضة الشريفة...والأهم من ذلك أن يرى الوالدين مشتاقين إلى هذه الرحلة ويسمعهما يتحدثان عنها ،ويعدان لها بفرحة .
وبعد ذلك يمكننا أن نخبره بأن الحج -وهو صورة مكبرة من العمرة- فرض على كل مسلم ومسلمة في العمر مرة وأنه واجب على كل مستطيع بالغ عاقل،والاستطاعة تكون بالمال، والصحة، وتوفُّر الأمن حول طريق الحج.
وأن "الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب"كما قال صلى الله عليه وسلم.
ولفضيلة الشيخ الشعراوي –رحمة الله تعالى عليه- قول في هذا ،وهو أن" المسلم لا ينبغي أن يعيش مرفهاً مترفاً ثم يقول:" أنا لست مستطيعاً من الناحية المادية إذن ليس لي حج" ولهؤلاء أقول أن الاستطاعة المادية تعني أنك لديك ما يفيض عن سد حاجاتك الأساسية ،فإذا كان لديك جهاز تبريد (ثلاجة ) مثلاً،فعليك ببيعها وادخار ثمنها للحج"!!إنتهى حديث فضيلة الشيخ.
ولمثل هؤلاء تقول أيضاً كاتبة هذه السطور: "أن من نوى طاعة ربه أعانه تعالى بقدرته على ذلك،ومن تكاسل وماطل وكَّله الله إلى نفسه"
وقد ثبت بالتجربة أن من يدَّخر من قوته ولو بمقدار جنيه مصري كل يوم بنية تأدية فريضة الحج أو حتى الذهاب للعمرة ؛فإن الله تعالى يبارك له في هذا المال، ويزيده له بما يكفيه لذلك، و بشكل يتناسب مع قدرته تعالى...وصدق الله العظيم القائل:"و من يتَّقِ اللهَ يجعل له مخرجا،ويرزقه من حيث لا يحتسب"
ومثل هذه الأفكار يجب أن يسمعنا أطفالنا ونحن نقولها ونحكيها لغيرنا حتى تترسب في عقولهم الباطنة ويشبَّوا عليها، فيصبحون مسلمين حقاً.
ثانياً: الإسلام كمنهج وسلوكيات:
ينبغي أن نبدأ تعليمه ذكر الله تعالى بأن يقول حين يصبح:" أصبحنا وأصبح المُلك لله، والحمد لله"؛وحين يمسي:" أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله"، و" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" كما نعلمه أن يبدأ كل عمل له ببسم الله ،وأن يختمه بالحمد لله،كما نعلِّمه ما يقول حين يدخل الخلاء وحين يخرج منه،وأن يتلو آية الكرسي قبل أن ينام لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قرأ آية الكرسي ليلاً لم يزل عليه من الله حافظاً حتى يصبح"
وكما نشجعه على طاعة الله ، فينبغي أن نشجعه أيضاً على اللعب وممارسة الرياضة،ونخبره أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق السيدة عائشة ،وهي صغيرة السن،وكان يأمر صغار الصحابة قائلا:
" إرموا فإن أباكم كان راميا"،و يعقد بينهم السباقات والمبارزات المختلفة،وأن عمر بن الخطاب-أميرالمؤمنين- قال :"علِّموا أولادكم السباحة ،والرماية، وركوب الخيل" .
ومما يعين الوالدين على تحمل الجهد والمشقة من أجل لعب الأولاد وممارستهم الرياضة أن تكون نيتهم من ذلك هي تربية جيل مسلم صحيح النفس والجسد ؛وإدخال السرور على قلوب أبنائهم ،فيهون التعب،وينالا الأجر والثواب على ذلك إن شاء الله.
مرحلة الحادية عشر ة حتى الرابعة عشرة
في هذه المرحلة يكون النصح والإرشاد عقيمين إن لم نتعامل معه كأصدقاء، وإن لم يأخذ الحديث شكل الحوار الهادىء الهادف، بدلاً من إصدار الأوامر والتعليمات ، مع الاستفادة من الجلسات الجماعية التي تضمه مع أصدقاءه أو المقربين إليه… ومن خلال ذلك ينبغي أن نقوم بشرح معاني الأركان الخمسة للإسلام كما يلي:
1- شهادة التوحيد: (فشهادة التوحيد هي بداية الطريق،والاستجابة لله هي معالم هذا الطريق)(فينبغي أن نتحدث إليه عن الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له،فهو وحده كل شيء وما عداه لا شيء،(فالإنسان به موجود، وبدونه لا وجود له... أو بعبارة أخرى هو صفر لايساوي شيئاً،والناس كلهم أصفارٌ،مهما كثر عددهم،ولا يكون لهم مدلول إلا إذا وُضعوا عن يمين الواحد القهار!!! فعندئذٍ فقط يصيرون بعونه –تعالى- ذوي قيمة )
كما ينبغي أن يعرف الطفل أن المسلم يؤمن بوجود الملائكة التي هي جند الله ينفذون أوامره ولا يعصونه،يسبحونه ليل نهار ولا يفترون؛
كما يؤمن بالكتب السماوية التي أنزلها على رسله لتمهد لنزول القرآن الكريم ؛الكتاب المعجز الجامع المانع،وأن الرسل كلهم عباد الله إخواناً،أرسلهم الله تعالى ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.
وأن المسلم لابد أن يرضى بقضاء الله مهما بدا له أنه شر،فعسى أن يكره الإنسان شيئاً وهو خير له،ونضرب له الأمثال على ذلك من حياتنا اليومية؛مع التوضيح بأن الله تعالى يحب الصابرين ويكون معهم ؛وأن هؤلاء الصابرين ينالون أجرهم يوم القيامة بغير حساب!!!
2-الصلاة:
ينبغي أن يعي الطفل أن الصلاة ليست إسباغ الماء على مواضع الوضوء،ثم الإتيان بحركات متكررة وتلاوة بعض الآيات المتكرر بعضها أيضا،لأنهم لو صلوا بهذه الطريقة فسرعان ما يصيبهم الملل؛ فيسأموها والعياذ بالله... بل ينبغي أن يعرفوا أنها لقاء مع رب الأرباب ،مع مالك الملك، مع الغفور الودود ،ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد!!!
ومن ثم ينبغي أن يعرفوا مراتب الناس في الصلاة التي صنَّفها الداعية الإسلامي الأستاذ "عمرو خالد" في كتابه"عبادات المؤمن"، ليختاروا المرتبة التي يحبونها لأنفسهم...
وهذه المراتب هي:
1- الذي لا يحافظ على الصلاة، ولا على وقتها، ولا وضوءها ،ولا أركانها الظاهرة من القيام والركوع والسجود والخشوع ...فهذا معاقَب بإجماع العلماء.
2- الذي يحافظ على الوضوء ووقت الصلاة والأركان الظاهرة بلا خشوع ...وهذا محاسَب على صلاته حساباً شديدا.
3- الذي يحافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة ،ثم يجاهد شيطانه،فيخشع لبعض الوقت،ويسهو لبعض الوقت؛ فالشيطان يختلس من صلاته ويسرق منها ...فهذا في صلاة وجهاد، فله أجران!!!
4- الذي يحافظ على الوقت ،والوضوء،والأركان الظاهرة والخشوع...فأجره عظيم؛وهو نوع نادر.
5- الذي يحافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة ،ولكنه قد خلع قلبه وأسلمه لله عز وجل ...فهذا أعلاهم مرتبة!
الصلاة في المسجد:
من الواجب أن نشرح له معاني الآية الكريمة:: " في بيوتٍ أذِن اللهُ أن تُرفع و يُذكَر فيها اسمُه " سورة النور؛ وأن نوضح له أن من صلى في المسجد فقد زار الله تعالى في بيته ، وحق على المَزور أن يكرم زائره،فإذا كان المَزور هو الكريم، الجواد، خير الرازقين...فما أجملها من زيارة ؛ وما أعظمه من أجر!!!
كما نرغِّبه فيها من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الصلاة ؛ مثل:" من غدا إلى المسجد أو راح،أعد الله له نُزُلاً في الجنة كلما غدا أو راح"،و" من تطهر في بيته ثم غدا بيتا من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة. "
3- الصوم : في هذه المرحلة يكون الطفل قادراً على إتمام اليوم من حيث تحمل الجوع والعطش، ولذلك يجب أن يتقدم عن المرحلة السابقة بمعرفة روح الصوم وأنه لم يُفرض لتعذيب المسلمين، وأن أحد أهداف الصوم هو الشعور بجوع الفقراء،وترويض النفس على الصبر وتحمل الشدائد،وتغذية الروح بطاعة ربها مع الإقلال من تغذية الجسد، والوصول بالمسلم إلى تقوى الله في السر،والعلن ، كما ينبغي أن يعرف أن الصوم يعني كف أذى اللسان والجوارح عن الغير،وغض البصر عن محارم الله تعالى ،و أن ثواب الصائمين لا حدود له وأن الله سبحانه هو وحده الذي يقرر مقداره لأن الصوم عبادة إخلاص لله عز وجل ولا يعرف مدى صدقها والإخلاص فيها إلا هو.
4- الزكاة:
في هذه المرحلة ينبغي أن نتلو عليه آية مصارف الزكاة :" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ،وفي الرقاب والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل "(التوبة-60) ونكررها معه حتى يحفظها،مع شرح معانيها .
وينبغي أن نعرِّفه أن الإنفاق على ذوي الأرحام والجيران أفضل وأعظم أجراً من الإنفاق على غيرهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة)
كما ينبغي أن نوضح له معنى الآية الكريمة:" ولا تيمَّمُوا الخبيثَ منه تنفقون،ولستُم بآخذيهِ إلا أن تُغمضوا فيه" فالصدقة تقع في يد الرحمن قبل يد الفقير، لذا فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعطِّر الدراهم قبل أن تتصدق بها!!!
5- الحج:
في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يفهم الحكمة من الحج،فهو المؤتمر الإسلامي الأكبر الذي يجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض ،ومن كل فج عميق ؛على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم ،ولا يتبقى لهم لغة إلا لغة التوحيد والإخلاص لله تعالى والتجرد له وحده، دون الأهل والولد والمال ،وغيرهم؛ "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" فيختلطون ويتعارفون ويؤْثرون بعضهم بعضا ويتعاونون، ويعلمون أنهم جميعا في دين الله إخوانا.
(وأنه رحلة الاتجاه إلى الله وحده بالنفس والقلب والحواس،وهي بداية عهد وميثاق جديد مع مالك الملك الغني عن العالمين،وهي رحلة إعلان الرفض للشيطان ،ومناهجه وخطواته،وهي تعبير عملي وإعلان عن بدء حياة جديدة في طريق الحق،وعن الخضوع المطلق لله ...فهي شرف لا يطاوله شرف آخر، فتلبية دعوة الله شرف وتكريم من الله تعالى للحاج،فمن قصد البيت شهد الجدران وكسوة الأركان،ومن قدِم على رب البيت شهد من جلاله ما هو أهل له)
وأن (الحج هو جهاد النساء،فقد سألت عائشة رضي الله عنها قالت:
" يارسول الله ،هل على النساء من جهاد؟"
قال:"عليهن جهاد لا قتال فيه ..الحج والعمرة "
ويقول صلى الله عليه وسلم:" الحُجاج والعُمَّار وفد الله ،إن دعوه أجابهم وإن سألوه أعطاهم،وإن استغفروه غفر لهم"
وفي هذه المرحلة يمكن أن نفهمهم المزيد عن آداب وأخلاقيات الإسلام ،ومنها ما حواه هذا الحديث الشريف من منهاج جامع للمسلم :" إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها،وخالق الناس بخُلقٍ حسن"(فهو يحدد علاقة الإنسان مع ربه أولاً،فيقول له: إجعل بينك وبين عذاب الله تعالى وقاية من خلال خشيته في السر والعلن،فإن كان الخلق لا يرونك في موضع،فالله يراك في كل المواضع؛ثم علاقته مع نفسه قائلاً له : لا تقسُ كثيراً على نفسك إذا وقعت في معصية وإن كبُرَت، فأنت بشر، وكل ابن آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون، فإياك أن تتصور أن ذنبك أكبر من عفوه تعالى،إذا عصيته فلا تيأس وإنما سارع بالتوبة والأعمال الصالحة قبل أن يتلقاك الشيطان وأعوانه فيصدوك عن سبيل الله ؛وفي النهاية تعامل مع الناس -كل الناس- باخلاق نبيك الكريم،الذي كان أعداءه يحبونه ويشهدون بحسن خلقه قبل أصدقاءه،ولنا فيه الأسوة الحسنة)
ومن المفيد أن نهدي إليه كتيب يحوي الأدعية الخاصة بالنوم والاستيقاظ وتناول الطعام والدخول للخلاء والخروج منه ودخول البيت والمسجد...إلخ ؛أو نلصق ملصقات بها هذه الأدعية في أماكنها المختلفة بالبيت،حتى يحفظها.
مرحلة الخامسة عشرة حتى الثامنة عشرة
في هذه المرحلة يجب أن نوجه أبناءنا-بالحُسنى- إلى أن:
• شهادة التوحيد يجب أن تكون بالقلب واللسان، فالمسلم قد ينطق بالشهادة بلسانه،ولكنه يشرك مع الله تعالى ماله أو وولده،أو زوجته ،أو أهواءه، أو عمله،أو الموضة، أو الناس...إلخ ،وذلك بأن يحب أحد هؤلاء أكثر مما يحب الله عز وجل،أو يفضل ما يمليه عليه هؤلاء على مراد الله وأوامره ونواهيه.فينبغي أن يدرب نفسه –بمساعدة الوالدين أو المربين-على الإخلاص لله في القول والفعل؛و أن يعلم أن مادون الله باطل ،وأنه ينبغي أن يؤْثِر الله الباقي على كل ما هو دونه مما هو فانٍ.
ويمكن أن نناقش معه بعض معاني آية الكرسي-التي جمعت أصول التوحيد كلها على أتم وجه وأبلغ أسلوب في جمل موصولة من غير فاصل بينها بحرف من حروف العطف،فهي موصولة المبنى والمعنى،ويفسر بعضها بعضاً-كما ذكرها الدكتور "محمد بكر إسماعيل" : ( فالله هو المعبود بحق،ولا معبود سواه وهو الحي الباقي بقاءً سرمدياً ،حياة لا يشاركه فيها أحد،وهو مدبر الأمر الذي يسوس المُلك بعلمه المحيط وإرادته التامة،وقدرته المهيمنة،فمن شأن المعبود بحق أن يقوم على حاجات عباده وتصريف شؤونهم!!
ومن المنطقي أن المعبود بحق الذي يدبر الأمر لا تقهره غفلة ولا نوم عن تدبير ملكه،وهذا توكيد على قيامه سبحانه على كل شيء وقيام كل شيء به.
وهو الذي له الملك كله إيجاداً وخلقاً وتقديراً وتدبيراً فهي ملكية لا ينازعه فيها أحد،و من ثم فإن كل ما في ملكه – ولا ملك إلا ملكه- فهو عبد له،ناصيته بيده ماض فيه حكمه،عدل فيه قضاؤه.
وهو المتفرد بأمر العباد ،فلا يشفع أحد لأحد في شيء إلا بإذنه،فالعبيد جميعا يقفون في الحضرة الإلهية موقف العبودية ،وهو موقف الخضوع والخشوع والاعتراف المطلق له بالهيمنة على خلقه...وما يتفاضلون بينهم إلا بالتقوى ؛وفق ميزان الله الدقيق.
وهو العليم الذي لا تَخفى عليه خافية من مكنونات الصدور و مطويات الضمير،بل أنه يعلم من أنفسهم ما لا يعلمون منها...هذا العليم لا يدرك أحد –بعقله القاصر-من علمه تبارك وتعالى إلا بمشيئته وحده وبالوسيلة التي يختارها لهم،فلا يدعي مُكابر أنه قادر على تحصيل شيء من العلم بملكاته الذاتية،أو يُفتتن بما أذن الله له فيه من علمه،سواء كان هذا الذي أذن له فيه علم شيء من نواميس الكون،أو رؤية شيء من غيبه في لحظة عابرة إلى حد معين.
أما كرسيه تعالى فهو من الأخبار التي يحملها السلف الصالح على ظاهرها من غير تأويل فيقولون:" لله كرسي دون العرش ، لا يعلم حقيقته إلا هو جل شأنه"
وهذا الملِك القائم على شؤون خلقه الذي دبر ملكه تدبيرا محكما يخلو من التفاوت والخلل ،لا يُعجزه حفظ السماوات والأرض وما فيهما،فكل ما في ملكه في حيز قدرته التامة.
و بناءً على ما سبق ؛فهو المتفرد بالعلو والعظمة لا ينازعه فيهما أحد، فالكبرياء رداؤه والعظمة إزاره من نازعه أحدهما أصابه الهوان وداسته الأقدام)
كما ينبغي أن نوضح أن الله تعالى يبسط على عباده من رزقه وفضله ورحماته ، في أحيان ،ثم يقبضها عنه في أحيان أخرى...وهكذا يقلبه بين حال وحال،كي لا يغتر بنفسه أو يطيب له البسط فيبتعد عن ربه ويطمئن إلى الدنيا،وفي نفس الوقت كي لا يضيق بحياته إن استمر به القبض طويلاً...فينبغي على المسلم أن يظل عابداً للقابض الباسط وليس للأحوال، وأن يرضى بما قسمه الله له...يقول الإمام الغزالي رحمه الله:" ليس في الإمكان أبدع مما كان ، ولو كُشف الغطاء لاخترتم الواقع،ولو أن كل إنسان انزعج من شيء ساقه الله إليه،ثم كشف الله تعالى له علم الغيب لما تمنى إلا أن يكون كما هو!!!)
كما بمكن إهداؤه كتاب "فاعلم أنه لا إله إلا الله" للشيخ عائض القرني، الذي يشرح بعض جوانب العقيدة من كتاب "التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
• وأن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال إلا بعذر، أما النساء فعليهن بالصلاة بالمسجد ما استطعن،و إلا فعليهن بالصلاة في أول الوقت(أي لا تؤخرها أكثر من ثلث ساعة بعد الأذان)وأن الزكاة فرض على المسلم-أي أنه لا اختيار له في هذا الأمر-وينبغي أن يحسبها بدقة ، وألا يخلطها بأموال الصدقة،وأن ينفقها في مصارفها التي حددها الله في القرآن.
و أن الزكاة تطهر النفس من البخل ،كما تطهر المال مما قد يختلط به من المال المشبوه ،و تزكِّي المؤمن فتزيد من حالته الإيمانية،وترفع درجاته عند ربه تبارك وتعالى.
كما ينبغي أن يعرف أنواع الزكاة ؛ وأن لكل نوع طريقة في الحساب.
• وأن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط،وإنما هو التزام يؤدي على التقوى،وهو عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيعها.
وأن من يترك أداء فريضة الحج وهو مستطيع فإنما يأتي عملاً من أعمال الكفر ،والدليل قوله تعالى:" وللهِ على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا،ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين"(آل عمران-97)(فمناسبة مجيء الكفر بعد ذكر الحج هو أن المسلم الرافض لأداء فريضة الحج يدخل في دائرة خطيرة)؛ فهو يهدم ركناً قوياً من أركان دينه،وعموداً أساسياً من أعمدة إ يمانه.
(يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تاركي الحج :"والله لقد هممت أن أكتب في الأمصار أن من كان غنيا ويجب عليه الحج فافرضوا عليه الجِزية!!"،ويقول سعيد بن جبير –وهو عالم وفقيه من أئمة السلف- لو علمت أن في البلدة التي أعيش فيها غني من الأغنياء كان يستطيع الحج ولم يحج ومات على ذلك ما صليت عليه الجنازة!!
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن امرأة جاءت له صلى الله عليه وسلم فرفعت صبياً-ما يدل على أنه صغير السن خفيف الوزن-وقالت:" يا رسول الله ألهذا حج؟ قال :" نعم ،ولك الأجر")
(وفي الحج استشعار حقيقي لمشاهد من يوم القيامة حيث الزحام الشديد،والملابس التي تشبه الأكفان،والأذان بالحج يشبه النفخ في الصور،والكل في خشية ووجل من الله تعالى طمعاً في المغفرة والثواب؛وكيف لا ،والله تعالى يقول في مطلع سورة الحج:" ياأيها الناسُ اتقوا ربَّكُم إنَّ زلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيم" ؛ فالحج صورة مصغرة من يوم الزلزلة.
كما أن الحج يدرب المؤمن على الجهاد والمثابرة ابتغاء مرضاة الله، حين يجرده من كل الرفاهية التي يعيشها في بيته وبلده.
وفيه تقوية لأواصر الوحدة بين المسلمين بشتى جنسياتهم واختلاف ألوانهم، وفيه إشارة لوجوب استمرار هذه الوحدة بعد الحج
كما أن الحج تربية أخلاقية عظيمة ،فالحاج لا يرفُث ولا يفسُق ولا يجادل ولا يصخب ولا ينتصر لنفسه،ولا يكذب...إلى آخر الأخلاق الإسلامية الحميدة)
وفي هذه المرحلة ينبغي للطفل أن يعلم فضل أذكار الصباح والمساء المأخوذة عن السنة النبوية الشريفة ،وأنها حصنه من الشيطان والنار،فنهديه كتيب مثل "حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة" لسعيد بن علي بن وهف القحطاني" ونشجعه على أن يهديه لأصحابه ومعارفه لنيل الأجر والثواب.
وبالإضافة إلى تعليم أولادنا أركان الإسلام وتحبيبهم فيها ينبغي أن نعلمهم ما يدعم هذه الأركان ،ومن ذلك ما يلي:
حب الله ورسوله:
(يقول الإمام بن تيمية:" مساكين أهل الدنيا ،خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها،قيل وما أحلى ما فيها؟ قال:" حب الله عز وجل"
"ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقاً وصدقاً ابن القيم –رحمه الله- الذي يقول:" في القلب شعث(تمزق) لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله وفي القلب خوف وقلق لا يُذهبه إلا الفرار إلى الله "
بر الوالدين
ينبغي أن يعرف الطفل فضل والديه والمراحل التي لم يرها من عمره وهو جنين، ثم وليد، ثم رضيع،من خلال القصص المشوقة،ومن خلال من يراهم ممن حوله من أبناء الأقارب والجيران وغيرهم.
كما ينبغي علينا أن نعينه على برنا كوالدين من خلال برنا به وإعطاءه حقوقه عندنا من الحب ،والاحترام، والتقدير، والعطف،والشعور بالأمان...وغير ذلك؛كما قال صلى الله عليه وسلم:" لاعبه سبعاً ، وأدِّبه سبعاً ،وصاحبه سبعاً".
هذا بالإضافة إلى أن نكون لهم قدوة،فنبر نحن آباءنا ليبرنا أبناءنا!
كما ينبغي أن نعلمهم الدعاء للوالدين في حياتهم وبعد مماتهم.وأن نعلمهم أن رضاهما من رضا الله سبحانه،وأن الإحسان إليهما مقترن بطاعة الله تعالى ،لقوله سبحانه:" واعبدوا اللهَ ولا تُشركوا به شيئاً، وبالوالدين إحسانا"
ويساعد على ذلك أن نحكي لهم من القصص الواقعية التي تبين فضل برهم،ومنه قصة أصحاب الغار الذين حُبسوا فيه بصخرة،ثم ظل كل منهم يدعو الله تعالى أن يخلصهم بفضل عمل صالح قام به ،فكان أولهم يطعم والديه ويسقيهم قبل أولاده وزوجته ،فلما عاد ليلة ووجدهما نائمين كره أن يوقظهما وفي نفس الوقت لم يرد أن يؤثر أولاده عليهما فترك أولاده يصطرخون من الجوع وهو جالس إلى جوارهما يحمل إناء اللبن حتى استيقظا؛فسقاهما ثم سقى أولاده؛فدعا الله قائلاً: اللهم إن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة قليلاً عن الغار بفضل صنيعه هذا.
ذكر الله
والذكر في هذه المرحلة لا يكون فقط باللسان وإنما بالقلب، والله تعالى يقول:"إذكروني أذكركم"،فهنيئاً لذاكر الله تعالى بالخير والرحمة والبركة والمغفرة،فإن من نسيه الله صار مغموراً ضائعاً لا ذكر له في الأرض ولا في الملأ الأعلى)
ويمكن أن نقول لأولادنا:(لك أن تتخيل أنه إذا ذكرك بالخير مدير المدرسة مثلا أو مدير النادي،أو محافظ البلدة التي نسكن بها، أو رئيس الجمهورية،فماذا يكون شعورك؟ أما إذا ذكرك ملِك الملوك جل شأنه فماذا أيضاً يكون شعورك؟!!!)
مراقبة الله في السر والعلن
وهو أدب يتعلمه الطفل من خلال الصيام، ثم نقوِّيه لديه من خلال رواية بعض القصص الواقعية التي حدثت معنا وآثرنا فيها رضى الله حتى ولو لم يكن أحد يرانا غيره،ومثل قصة بائعة اللبن التي كانت أمها تريدها أن تغش اللبن بالماء،فلما رفضت وقالت لها الأم:" لماذا؟ إن عمر لا يرانا،فردت الإبنة :" إذا كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا"،فأُعجب عمر بن الخطاب -الذي سمعهما حين كان يتفقد أحوال الرعية - بقوة إيمانها وحرص على أن يخطبها لابنه ،فكانت ثمرة الزواج هو خامس الخلفاء الراشدين الأمير "عمر بن عبد العزيز"!!!
إخلاص النية في العمل لله:
من المفيد أن يعلم الطفل أنه إذا نوى بكل ما يفعله مرضاة الله تعالى؛ فإنه سينال عظيم الأجر على كل ما يمارسه من أمور حياته:( فيروِّح عن نفسه لكي يقوى على الطاعة؛ ويمارس الألعاب الرياضية ليكون مسلماً قوياً؛ ويأكل باعتدال ليكون مسلما صحيحاً معافى في نفسه وبدنه،ويذهب إلى الأماكن الخلوية والمتنزهات ليتفكر في خلق الله ويَذْكره بين أناس غافلين؛ويتعلم العلم الدنيوي والشرعي ليفيد المسلمين وغيرهم بعلمه ؛ولا يضر نفسه وغيره بجهله،ولأن العلم في الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ويتعلم اللغات ليأمن مكر أعداءه وليدافع عن دينه،ويدعو إليه،ويستمع إلى الأخبار المحلية والعالمية ليهتم بشؤون غيره من المسلمين ؛ويحاول مساعدتهم ولو بالدعاء، وينوي بالزواج أن يكوِّن أسرة مسلمة تعبد الله وتذكره...وهكذا)
التوكل على الله
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على تعليم الغلمان من أولاد الصحابة كيف يتوكلون على الله حق التوكل،فقد كان يركب وراءه ذات مرة ابن عباس،فقال له:"يا غلام إحفظ الله يحفظك،إحفظ الله تجده تجاهك،واعلم أن الأمة لو اجتمعت لينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،وأن الأمة لو اجتمعت ليضروك بشيء فلن يضرونك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،رُفعت الأقلام وجفت الصحف"...فما أعظمه من حديث ،لذا ينبغي أن يعلق في إطار على الحائط ليراه أهل البيت ويبث فيهم روح اليقين في الله، والرضا بقضاءه،والشجاعة والإقدام وحسن التوكل عليه تعالى،مع أهمية أن نشرح له أن التوكل يعني الأخذ بالأسباب بالجوارح مع التوكل على الله بالقلب،أي التيقن من أن تحقيق الغاية لن يتم إلا بأمر الله؛فإذا لم يكن هناك أسباب يمكن اتخاذها فالأمر لله، وهنا ينبغي التضرع والدعاء له تعالى لتحقيق تلك الغاية، مع الثقة في حكمته وأن كل ما يأتي به الله خير.
ومما يعينه على ذلك أن نحكي له من مثل القصص الواقعية التالية:
لما فتح القائد "عمرو بن العاص" مصر منع عادة عروس النيل التي تقضي بإلقاء فتاة شابة مزينة بالحلي في النيل ليفيض عليهم ،فتوقف النيل عن الجريان لمدة ثلاثة شهور،فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر ليستشيره،فأرسل يقول له: حسناً فعلت وأرجو أن تلقي في النيل رسالتي التالية:" هذه رسالة من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر أما بعد،فإن كنت تجري من لدن الله فنسأل الله أن يجريك... وإن كنت تجري من لدنك،فلا تجري فلا حاجة لنا فيك"،فجرى النيل وفاض!
مجاهدة النفس
يعد جهاد النفس أقوى واشد من مجاهدة العدو ،ومما يعين عليه أن يحدد الإنسان هدفه،فهل يريد الدنيا الفانية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟أم رضا الله والجنة؟ وإذا كان يريد الجنة فعليه أن يعلم أنها سلعة الله الغاليه، ومن أجلها يجب أن يقدم الغالي والنفيس من الأوقات والأموال والجهد؛ ويتنازل عن الهوى والشهوات،ويستعين بالله على نفسه الأمارة بالسوء، ليطوِّعها ويجعل منها نفساً لوامة،وذلك بتربية الضمير لديه ومساعدته على الصبر على الحق والترفع عن الدنايا منذ نعومة أظفاره،كما ينبغي أن نحبب إليه الجميل من الأفعال ونبغِّض إليه القبيح منها.
فإذا عرف هدفه- وهو الفوز برضا الله –وأحبه؛ عاش له وبه ،وأراح والديه وأسرته ومجتمعه واستراح.
دوام الاستغفار:
يجب أن نعلمه أن للاستغفار فوائد أخرى غير ستر الذنوب والخطايا ومحوها،وهي التي جاءت في الآيات( 10-12 )من سورة نوح:" فقلتُ استغفروا ربَّكم إنَّهُ كان غفَّارا ،يرسل السماءَ عليكم مدرارا ،ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" .
تجديد التوبة:
يجب أن يذكِّر الوالدين أبناءهم على الدوام بأن اليأس من رحمة الله وعفوه ذنب في حد ذاته لأنه يعطل أسماء كثيرة من أسماء الله الحسنى مثل: العفو، والغفور، والغفار، والغافر، والتواب. كما يذكِّرونهم بأن اليأس مدخل شيطاني يدخل به إبليس على قلب المؤمن ليعود به إلى المعصية ،ثم الكفر – والعياذ بالله-رويداً رويدا،وينبغي أن يقولوا لهم دائما:" لا تيأسوا أبداً من رحمة الله ،إن "الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"، فالحذر من ارتكاب المعاصي واجب ولكن إن غلبت على الإنسان نفسه فعليه بالمسارعة بالتوبة،ولا ييأس من كثرة ذنوبه،فباب التوبة مفتوح للإنسان مادام لم يغرغر(أي يدخل في مراحل الموت)وأن يلزم باب الكريم ولا يبتعد عنه فينفرد به الشيطان وأعوانه؛كما يجب أن يسمع الأولاد من والديهم
عبادة الدعاء
وهي التوجه لله سبحانه- دون غيره -بطلب ما يحتاجه المؤمن ،وهي الاعتراف العملي بالافتقار إلى الواحد القهار...فهل هناك أحد يعيش بدون مشاكل تؤرقه؟
وهل هناك أحد ليس لديه آمال يحلم بتحقيقها؟
وهل هناك أحد يستطيع أن يستغنى عن ربه؟
أم هل هناك أحد لم يرتكب ذنباً ويخشى أن يؤاخذه لله عليه؟)وإذا علمنا أن الجنة لن يدخلها أحد-حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعمله، إلا أن تتداركه رحمة ربه ؛(فهل هناك أحد يستطيع أن يستغنى عن رحمة ربه ؟!!! )
هل هناك أعز من الذل بين يديه والتمسح بأعتابه حتى يرضى؟
وهل هناك أذل ممن يرجون عباد الله فإن شاءوا أعطوهم وإن شاءوا منعوهم؟وإن أعطوهم منُّوا عليهم،وإن أعطوهم مرة أو اثنان فهل يعطونهم الثالثة؟
(فهل يتعلق الغريق بغريق آخر؟وهل يرجو الفقير فقير مثله؟،وهل يلوذ ضعيف بضعيف مثله؟)
وينبغي أن نعلِّمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يسأل الله يغضب عليه"
كما ينبغي أن نعلمهم آداب الدعاء، ومنها اليقين في الإجابة،وألا يستعجل الإجابة وأن يعلموا أن الدعاء منه ما يجاب ومنه ما يُدفع به البلاء،ومنه ما يُدَّخر ليوضع في ميزان الحسنات يوم القيامة... والمؤمن حيت يرى دعاءه يوضع في ميزان حسناته يوم القيامة يتمنى لو لم تُجب له دعوة في الدنيا!!!
كما ينبغي أن يعرفوا أن الدعاء خيرٌ كله،كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى حيِيٌ كريم ،يستحي أن يرفع العبد يديه ،ثم يردهما صُفراً خائبتين"
فنذكرهم دائماً بفضيلة الدعاء قائلين:"إن الله الواجد جل شأنه قريب مجيب رحيم ودود ،فادعوه مخلصين له الدين ،وأنتم موقنون بالإجابة ؛فإن من سأله أعطاه ومن توكل عليه كفاه،ومن اعتصم به هداه إلى صراط مستقيم،فهو الواجد الذي لا تنفد خزائنه ،ولا تنتهي نعمه ولا تضيق رحمته بالعالمين"
ودعاءه صلى الله عليه وسلم:" اللهم إني أسألك الهُدى والتُّقى والعفاف والغِنى"
هشام حلمي شلبي
07-28-2009, 11:31 AM
تنشئة طفل صحى وسليم
http://www.sami.ws/health/raisingchildren_images_raisinuphealthychild.jpg* تنشئة طفل صحى وسليم:
- مهمة الآباء في تنشئة طفل صحي وسليم ليست بمهمة سهلة، لذلك فهم بحاجة إلي بعض القواعد التي تنظم لهم مثل هذه المهمة وتتلخص في عشر نقاط:
- تعكس كلمات المدح مدي تقديرك لطفلك وتحدد له مستوي الآداء المطلوب منه. حاول دائماً استخدام ألفاظ معقولة للمدح حتى يشعر الطفل بقيمته الحقيقية. الألفاظ المتزنة مثل "ذكي - مبدع - قوي - طيب - حساس" تعكس توقعات حقيقية في مستوي آدائه أما استخدام الألفاظ الأخرى (صيغة التفضيل) مثل "الأفضل - أجمل طفل - أذكي طفل" تعكس انطباعات غير موجودة بالفعل عند الطفل، حيث يقوم بتخزين هذه الانطباعات في عقله ويحاول تنفيذها ولكنه يفشل لأنها بالطبع ستفوق إمكانياته.
- لا تناقش سلوك الطفل أثناء وجوده أو علي مسمع منه. تبادل الحوار عن الطفل دائما يظهر شخصيته، فإذا وجدك الطفل تتحدث مع الأصدقاء أو الأقارب عن سلوكه، مدي خوفه، شعوره بالخجل أو الغيرة أو الإشارة إليه على أنه مشاغب، فقد يعتقد أنك تقول الحقيقة الكاملة عنه ويتظاهر أمامك بعدم إستطاعته فى التحكم في سلوكه ويبقي كما هو.
- تحكم في زمام الأمور ولا تفرط في إعطاء الحرية لأطفالك. أطفالك يحتاجون القيادة والشعور بالحدود لحريتهم إذا أخذنا مثال علي هذا الكلام حرف (V) وعندما يكون أطفالك في سن صغيرة فهم في قاعدة هذا الحرف أي قليل من الحرية وقليل من الاختيارات المسموح بها وقليل من المسئولية. وكلما كبر سنة كلما اتسعت قاعدة هذا الحرف. أي تعطي له المزيد من الاختيارات، والحرية والمسئولية إذا استمرت هذه الحدود مع طفلك سوف يشعر بالأمان والثقة به. أما إذا عكست هذا الحرف أي منحت طفلك في سن مبكرة قدراً كبيراً من الحرية ثم حرمته منها بعد ذلك فسيشعر بالغضب، والإحباط، والتمرد.
- اجعل طفلك يتكيف مع الظروف المختلفة في الحياة. ولاتفرط في حمايته من مواجهه ظروف الحياة. وبالرغم من ضرورة تنمية الشعور المرهف عند الأطفال فالإفراط في الحماية يشجع الطفل علي الاعتماد علي الآخرين. يجب ان تعلم طفلك كيف يقاوم ويتحدي الفشل والإحباط حيث أن التكيف مع الأمور يسمح للطفل بالانتصار علي العقبات.
- لا تتكلم بأسلوب غير مهذب مع أولادك عن الطرف الثاني حيث أن الوالدين هما قضبي العائلة وإذا كانوا في اتجاهين متضادين يؤدى بالطبع إلى وقوع الأطفال في حيرة وتشتت. إذا حاولت إظهار عيوب الطرف الآخر أمام طفلك فلن يستمر تقديره واحترامه لك إلا لفترة وجيزة لأنه لن يحترم كلا كما وهذا غالباً يحدث في حالات الانفصال (http://www.sami.ws/health/qualityoflife_humanrelationships_separationbetween manandwoman.htm) أو الطلاق.
- اجعل دائما الدراسة والتعليم في مرتبة عالية أمام أطفالك. وهذا المفهوم سوف يتضح أكثر عندما تظهر لهم مدي اهتمامك وتقديرك للتعليم. اخبرهم عن أفضل أساتذتك وارفع من شأن أساتذتهم. تكلم عن مستوي التعليم العالي وما بعد التعليم العالي حتى يدركوا أن لا نهاية للتعليم.
- لا تشكو بصورة مستمرة من عملك حيث أن ذلك يجعل أطفالك دائمى الشكوي من أعمالهم المدرسية. إذا كنت لا تحب مجال عملك حاول البحث عن وظيفة أخرى وأكد لهم دائما أن التعليم هو الذي يمنح مجال أكبر وأفضل في العمل.
- اجعل من نفسك مثل أخلاقي حسن لأطفالك، لأن الطفل متابع جيد لتصرفات والديه وعندما تظهر عدم احترام لوالديك (أي أجدادهم) سوف يلاحظون ذلك جيداً. وإذا أظهرت اهتمام تجاههم سوف يكون له أيضاً أثر إيجابي. - تمتع بمصاحبة طفلك والتعلم معه، سوف تشعر بالسعادة والاستمتاع لكنك ستندم إذا لم تكن بجوار طفلك في مراحل نموه.
- لا تشرك أطفالك في مشاكل الحياة، لأن ذلك يحملهم المسئولية في سن مبكرة.
هشام حلمي شلبي
08-07-2009, 02:24 PM
السؤال
لي ابن عمره ثمان سنوات ومشكلته أنه جهوري الصوت بشكل غير طبيعي، وقد عملت كل جهدي كي يغير من هذه العادة السيئة ويخفض من صوته ولكن دون فائدة..كما أن المدرسة تشكو من هذا الأمر إلينا حيث أنه يناقش المعلمين بصوت مرتفع مما يجعل المقابل يظن أنه يسيء الأدب معه. أرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخت الكريمة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن حدوث سلوكيات غير مرغوبة للآباء من الأطفال نتيجة لبحث الأطفال عن وسائل يجدوا فيها الطريقة المثلى لجلب انتباههم، وكذلك لتأثير التنشئة الاجتماعية على سلوكياتهم. ومن أهم الأسباب التي أرى أنها قد تكون سبباً لسلوك ابنك " رفع الصوت " ما يلي :-
أولاً :- أسباب صحية فقد يكون ابنك يعاني من ضعف في السمع فلذلك يرفع صوته اعتقاداً بأن الآخرين يماثلونه بالمشكلة السمعية!!
ثانياً :- قيام ابنك برفع صوته رغبة في جلب انتباهك أو والده أو معلميه لشعوره الداخلي بأنه مهم ويستحق الانتباه وقد يكون هناك تشجيع لهذا السلوك من قبلكم فأصبح عادة لأنه وجد معززات في السابق!!
ثالثاً :- قد تكون محاكاته لأحد الأقرباء أو الأصدقاء سبباً لذلك السلوك!!
رابعاً :- ومن الأسباب صرف انتباه الآخرين عن سلوكيات أخرى يحاول أن يبعد الآخرين عن ملاحظتها!!
ما سبق بعضاً من الأسباب التي قد تكون مما ساعد على تنامي السلوك لدى ابنك!!.
وسأورد لك أفضل الطرق المناسبة التي أسأل الله تعالى أن يجعل فيها الخير لك ولابنك:-
أولاً :- عرض الابن على أخصائي قياس السمع ليتعرف على درجة السمع فقد يكون حاسة السمع ثقيلة!!
ثانياً :- الحرص على خلق جو أسري مناسب للطفل يتصف بالهدوء والاستلطاف مما يساعد على تقليل سلوك ابنك !!
ثالثاً :- تجاهلي تماماً سلوك ابنك وهذا أسلوب ناجح جداً لتقليل أي سلوك صادر غير مرغوب فيه من الأبناء وهذا الأسلوب يجعل الطفل يقتنع بأن الطريقة غير ذات تأثير على الكبار لجلب انتباههم!!
رابعاً :- تعزيز المواقف التي يصدر فيها سلوك مرغوب مادياً ومعنوياً مما يساعد على تنامي السلوك الإيجابي " خفض الصوت " وربط ذلك بالمعززات الإيجابية!!
خامساً :- الصبر على ما يحدث من ابنك من خلال الاستمرار بوسائل العلاج وعدم الاستعجال بظهور النتائج !!
سادساً :- تشجيع الطفل على قراءة بعض الكتيبات المصورة التي فيها قصص قصيرة والطلب منه بسرد القصة بصوت عادي وتقديم الحافز المعنوي مباشرةً في حالة نجاحه بذلك!!
سابعاً :- التعاون مع معلميه في المدرسة وإحداث توافق بينكم لتقويم سلوكه وفق خطة موحدة وتعامل مشابه!!
هذا ما تيسر لي ذكره حول مشكلة ابنك سائلاً الله تعالى أن يحفظه ويجعله قرة عين لك ولوالده إنه جواد كريم!!
ساره ابراهيم
08-08-2009, 02:34 AM
موسوعه الأمومة والطفوله
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-17de5aa95d.gif
اخواتي اقدم لكم في هذا الموضوع التقنيات الأساسيه التي تحتاجها كل ام للتعامل مع طفلها بالصور
الرضاعه الطبيعيه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-320c987095.gif
ارضعي طفلك من الثدي الاول ثم دعيه يتجشأ ثم واصلي للثدي الثاني
ضعي الطفل بوضعيه صحيحة في بداية الرضاعه بحيث يكون صدرها ملامس لصدرك و يكون انفها بموازاه حلمتك
من الطبيعي ان تحس الأم ببعض الالم الخفيف عند بدء الرضاعه و لكن اذا استمر الالم و كان شديدا فهذا يعني ان طريقة اتصال الطفله بالثدي خاطئة و يجب المحاوله مره اخرى
عند انتهاء الرضاعه ادخلي اصبعك الاصغر في فم طفلتك و اخرجي الحلمه منه
التجشؤ ضروري جدا عند نهاية الرضعه
أوضاع الرضاعه الصحيحه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-4a17d03c5a.gif
نعلم جميعا أهميه الرضاعة الطبيعيه للطفل و الأم على حد سواء
و لتنجح الرضاعة الطبيعيه فيجب ان تكون اوضاعها مريحه و صحيحه و هذه الصور تشرح باختصار اوضاع الرضاعة الطبيعية الصحيحة
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-64e13f3ac7.gif
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-191c20553f.gif
النوم الآمن للأطفال
هناك عده خطوات يجب ان نقوم بها ليكون نوم الرضيع آمنا
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-1e85b60a3c.gif
افضل وضعيه لنوم الطفل النوم مستلقيا على ظهره
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-75a54f6ed6.gif
يجب وضع الطفل بان تكون رجلاة تصل لحافه السرير مع احكام الغطاء الى صدره فقط
عدم وضع العاب او مخده في سريرالطفل تحت السنتين
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-cbac5320a6.gif
عدم تدفئة الطفل بصورة زائده
و عدم التدخين في نفس غرفة الطفل
لف الطفل
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-8c15a47a86.gif
يعتبر لف الطفل حديث الولاده من التقنيات الهامه التي تضمن هدوء الطفل و دفئه و راحته
للأطفال الذين لا يحبون اللف يفضل استخدام كيس النوم
لا يفضل لف الاطفال الذين ينامون بجانب امهاتهم لكي لا يتعرضوا لزيادة التدفئه
طريقة لف الطفل خطوه خطوه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-aadbf0dc3a.gif
يلبس الطفل ملابس خفيفه تحت القماط او اللفه اذا كان الجو حارا
و ملابس ثقيله في حالة برودة الجو
يجب ان نتجنب تغطية القماط او اللفه راس الطفل أو اذنه أو ذقنه لتجنب التدفئه الزائده و لتجنب خطر الأختناق
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-b5c9839bbb.gif
مساج الأطفال
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-77f83fce61.gif
يعد المساج من طرق التواصل الممتعه بينك و بين طفلك
ابدئي باخذ قطرات من زيت الأطفال و بلمسات ناعمه و حانيه عل قدم طفلك
ثم تدريجيا انتقلي للرجل بأكملها
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-649a337ca5.gif
ثم انتقلي للجزء العلوي من جسم الطفل
و قومي بعمل المساج وفق الصور السابقه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-5d78da3c97.gif
ثم انتقلي للرأس و الظهر
يجب ان تكون لمساتك ناعمه خلال المساج
و في حال ابدى الطفل اي نوع من التضايق يجب ايقاف المساج فورا
تغيير حفاظ الطفل
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-fa29422b8a.gif
يجب ان تكون جميع الادوات اللازمه للتغيير لطفلك في متناول يدك
استغلي وقت التغيير في الحديث لطفلك و الغناء له
ساره ابراهيم
08-08-2009, 02:50 AM
متابعه
استغلي وقت التغيير في الحديث لطفلك و الغناء له
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-adf367f42a.gif
يتم تنظيف الطفله من الامام الى الخلف
يوضع الكريم الواقي
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-554f1221d1.gif
يجب غسل اليدين عند الانتهاء بالماء و الصابون
احذري من ترك الطفل وحده على طاوله التغيير مطلقا
تحميم الطفل
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-87b47a6125.gif
عليك ان تستعملى الماء المغلى ثم المبرد لغسل عينى طفلك واذنيه وفمه ووجهه حتى يبلغ شهره السادس فغلى الماء يقتل البكتيريا الموجودة فيه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-49764a6617.gif
· لا تنظفى الا السطوح التى يمكنك رؤيتها من بشرة طفلك اى لا تحاولى تنظيف باطن انف طفلك او داخل اذنه بل اكتفى بمسح المخاط او الصملاخ الظاهر الى الخارج بلفافة رطبة من القطن اذ قد تدفعين الاوساخ خطأ نحو داخل انفه واذنه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-5a6b1db5ae.gif
· لا تحاولى مباعدة شفرى فرج طفلتك لتنظفى باطنهما اذ ستعيقين تدفق المخاط الذى يدفع الباكتيريا نحو الخارج
لا تدفعى قلفة طفلك نحو الخلف لتنظفى تحتها فقد تصاب بتمزق او قد تسببين له الالم
استعملى قطعة قطن جديدة لكل عضو من اعضاء طفلك عندما تنظفين عينيه واذنيه كى لا تنقلى عدوى كامنة من احداها الى الاخر
نظفى مؤخرة طفلك اخر الامر دوما واستعملى عند كل مسحة لفافة جديدة من القطن وبلليها بالماء الدافئ
التصرف في حالة الاختناق
حالة الاختناق هي حالة خطيرة في جميع الأعمار، وتكون أكثر قلقاً عندما يكون طفلك في فترة عمرية ويتعرض لها كثيرا. وهذه الفترة تكون قبل بداية المشي للطفل وحتى سن الرابعة.
يجب عليك تجنب التعرض لهذه الحالة، ولكن يجب أيضاً معرفة الخطوات التي يمكن القيام بها إذا حدث الاختناق.
كيف يحدث الاختناق: يحدث الاختناق عندما يتعلق شيء ما (سواء كان طعام، قطعة عملة معدنية، زرار أو قطعة لعبة) في القصبة الهوائية للطفل وتقوم بسد الهواء.
إذا لم يصل الهواء تماماً إلي المخ لأكثر من 4 دقائق يؤدي ذلك إلي خلل المخ وإصابته. إذا كان الطفل يستطيع الكلام، والبكاء في هذا الوقت فذلك يعني أنه يتنفس كمية قليلة من الهواء ويمكنه استخراج هذا الشيء بمفرده. خطوات الطوارئ يجب استخدامها فقط في حالة عدم قدرة الطفل علي التنفس، أو عندما لا يستطيع البكاء، أو الكلام أو إذا تحولت الشفاه إلي اللون الأزرق.
نقاط لمنع حدوث الاختناق:
يتطلب منع حدوث الاختناق حذر واجتهاد:
لا يجوز تقديم أي طعام صعب المضغ أو سهل انزلاقه في الحلق أو يمكن أن يسبب انسداد في الممر الهوائي لأي طفل أقل من 4 أعوام . تجنب أنواع الطعام مثل الفول السوداني، السجق، الحلوى صعبة المضغ.
تقطيع قطع اللحوم إلي أجزاء صغيرة جداً.
الأطفال الصغار في السن أو الذين لم تظهر لهم أسنان بعد لا يجب عليهم تناول أي أطعمة تتطلب مضغ.
تذكر دائماً أن الأطفال الرضع يقوموا بوضع أي شيء في فمهم . لذلك يجب إبعادهم دائماً عن العملات المعدنية، الأزرار، اللعب الصغيرة أو البطاريات الصغيرة.
البالونة المطاطية خطيرة جداً لأن مادة اللات** (عصارة الشجر) يكون لها تأثير كبير علي منع تنفس الهواء. وخاصة إذا كان البالون غير منفوخ بالهواء حيث تكون هذه المادة سهلة الاستنشاق.
يجب تعليم الطفل تناول كميات صغيرة من الطعام ، الأكل ببطء، ومضغ الأكل ببطء.
لا تترك الطفل يلعب أو يجري أثناء الأكل
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-90f6d3818b.gif
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-03aaf67b9d.gif
يجب التحقق من أن الطفل يستطيع التنفس والبكاء أو الكلام ، والتحقق من انه يستطيع أن يسعل بقوة مما يعني انه لا يوجد انسداد شديد لمجرى التنفس .
لا تبدأ الإسعافات الأولية إذا كان الطفل يستطيع السعال بقوة لان التدخل في هذه الحاله من شأنه أن يحول الانسداد الجزئي إلى انسداد كلي ، فإذا كان الطفل يستطيع الكلام والبكاء ما عليك إلا استدعاء الطبيب لأجراء اللازم . ا
لقيام بالإسعافات الأولية في الحالات التالية :
إذا كان الطفل لا يستطيع التنفس نهائيا
في حالة انسداد شديد لمجرى التنفس بحيث تكون القدرة على السعال ضعيفة أو حدوث تغير في اللون.
الإسعافات الأولية للأطفال في السنة الأولى من العمر :
ضعي/ ضع الطفل على ذراعك بحيث يكون وجهه إلى اسفل مع مراعاة أن يكون بقية جسمه أعلى من رأسه
القيام بتسديد خمس ضربات خفيفة برسغ اليد من الخلف في منطقة ما بين الكفين
إذا استمر الاختناق تغير وضعية الطفل بحيث يكون وجه الطفل للأعلى مع مراعاة سند الرقبة والرأس عند تغيير الوضعية ومن ثم الضغط على صدر الطفل عند منتصف عظمة الصدر الأمامية خمس مرات مستخدما الإصبعين الأوسط والسبابة ، أيضا هنا يجب أن يكون الجذع في وضعية أعلى من الرأس.
إعادة الخطوات الثلاث السابقة حتى يتمكن الطفل من التنفس أو يتم طرد الجسم الغريب. احيانا قد لايتم طرد الجسم الغريب ويفقد الطفل وعيه.
إذا فقد الطفل وعيه فيجب وضع الطفل مستلقيا على ظهره بحيث يكون وجهه للأعلى مع رفع الفك إلى أعلى و هذه الوضعيه تساعد على رفع اللسان بعيدا عن مجرى التنفس و إذا كان بالإمكان رؤية الجسم الغريب فحاول إزالته بإصبعك من غير أن تدفعه بعيدا إلى الحنجرة .
إذا لم يستطع الطفل التنفس يجب البدأ بالتنفس الصناعي وذلك بوضع فمك على فم الطفل والقيام بالتنفس الصناعي مرتين ومراقبة حركة الصدر للتأكد من دخول الهواء مما يدل على أن الانسداد قد زال .
إذا لم يتحرك الصدر قم بعملية التنفس مرتين أخريين ولاحظ حركة الصدر ، إذا ظل على حاله بدون حركه فهذا يعني أن انسداد مجرى التنفس ما زال موجودا .
قم بإعادة الخطوات الثلاثة الأولى
إذا لم يتم إخراج الجسم الغريب تعاد الخطوات من 5 إلى 8 مرات حتى يتم طرد الجسم الغريب أو يعود التنفس .
عند مرور دقيقة واحدة من غير استجابة عليك باستدعاء الإسعاف كما يمكن الاستمرار بعمل الإسعافات الأولية أثناء القيام بالاتصال .
الإسعافات الأولية للأطفال فوق السنة :
قم باتباع التعليمات التالية في حالة الاختناق وعدم القدرة على التنفس:
قف خلف الطفل مع لف الذراعين حول صدر الطفل تحت الإبطين.
ضع قبضة إحدى اليدين فوق الأخرى ومن ثم ضعهما على بطن الطفل فوق السرة مع مراعاة أن يكون الإبهام للداخل.
سدد خمس ضربات سريعة للأعلى مع تجنب ملامسة عظام الصدر.
قم بإعادة الخطوات مرتين او ثلاث حتى يتم طرد الجسم الغريب أو يتمكن الطفل من التنفس أو يفقد الطفل وعية .
قم أو اطلب ممن حولك استدعاء الخدمات الاسعافية
إذا فقد الطفل وعيه أو وجدته فاقدا للوعي عندئذ قم بوضعه على ظهره كما في التوضيح (ج) وقم بالخطوات التالية :
ارفع الفك إلى أعلى حتى ترفع اللسان بعيدا عن الحنجرة مما يساعد على فتح مجرى التنفس ، إذا تمكنت من رؤية أي جسم غريب حاول إزالته بأصابعك مع مراعاة الحذر حتى لا تدفعه داخل مجرى التنفس .
قم بإغلاق فتحتي الأنف بأصابعك ومن ثم قم بإعطاء نفسيين عميقين بحيث يرتفع الصدر .
إذا لم يرتفع الصدر قم بإعادة الخطوتين 7 مرة أخرى
إذا لم يتحسن الوضع اجلس على ركبتيك بجانب الطفل وضع راحة إحدى يديك في المنتصف بين السرة وعظم القفص الصدري بعدها ضع اليد الأخرى فوق الأولى وسدد خمس ضربات باتجاه الداخل والى أعلى.
قم بإعادة الخطوات من 6 إلى 9 حتى يخرج الجسم الغريب أو تنجح عملية التنفس .
بعد تطبيق الخطوات السابقة لمدة دقيقة يمكنك التوقف لاستدعاء الطوارئ ثم إعادة المحاولة .
ننصح بوجود رقم الطوارئ بجانب التلفون دائما ، كما ننصح بالتسجيل في دورات تدريب على مثل هذه الإسعافات الأولية .
التنفس الاصطناعي و الانعاش القلبي للرضع و الاطفال
في البدايه يجب ان يكون للأم اطلاع على اجراءات الاسعافات الاوليه و يجب الاحتفاظ بارقام الطوارئ في متناول يديها
اولا الصور
الانعاش القلبي و التنفس الصناعي للرضع
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-2b04f4cdaf.gif
الانعاش القلبي و التنفس الصناعي للأطفال
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-da8f79226b.gif
ثانيا الشرح
التنفس الصناعي والإنعاش القلبي
هو إنعاش الرئة بالأكسجين من خلال التنفس الصناعي وإنعاش الدورة الدموية من خلال التدليك الخارجي للقلب.
أوليات الإنعاش - الإنعاش القلبي الرئوي
· طريق الهواء ( الفم - الحنجرة – القصبة الهوائية )
· " إذا توقعت إصابة في العنق (الرقبة) فلا تحرك العنق مطلقاً "
· قـم بفتح الهواء ، ضع إحدى يديك على جبهة المصاب لتميل رأسه إلى الوراء ، ضع أصابع اليد الأخرى تحت ذقن المصاب لترفع فكه إلى أعلى.
· التهويـة ( التنفس الصناعيـة )
انظر إلى حركة الصدر.
اصغ إلى تنفس المصاب.
تحسس تنفس المصاب على خدك.
إذا لم يكن هناك تنفس ابدأ بالتنفس الصناعي فوراً.
· ابعد المصاب عن مكان الخطر.
· افحص مدى استجابة المصاب من خلال هز كتفه ومناداته باسمه.
· اطلب المساعدة للاتصال بالإسعاف.
· افتح المسالك الهوائية للمصاب.
· افحص تنفس المصاب بواسطة ( النظر-الإحساس-السماع ) لمدة 5 ثوان.
· إذا ثبت أن المصاب لا يتنفس فيجب إعطائه 4 نفخات سريعة من الفم إلى الفم خلال 3 ثوان ، بالطريقة التالية ..
أ - ادفع الرأس باتجاه الخلف
ب- اغلق فتحتي الأنف بأصابعك
ج- ضع فمك على فم المصاب
د - انفخ نفسين كبيريـن
هـ - استمر بإعطاء نفس طويل كل خمس ثواني حتى يبدأ المصاب بالتنفس طبيعياُ تصل إليك المساعدة.
· افحص نبض المصاب من خلال الشريان السباتي الموجود في الرقبة لمدة 10 ثوان.
· إذا لم تشعر بنبض المصاب فيجب على المسعف القيام بعملية تدليك القلب، وذلك بضم اليدين ( واحدة فوق الأخرى ) والضغط مباشرة فوق القفص الصدري، وبالتحديد على الثلث السفلي لعظمة القص (5 مرات مع إعطاء المصاب نفخة واحدة 1-5).
الانعاش القلبي الرئوي للرضع
تأكد من وعي الرضيع.
المساعدة بالاتصال بالاسعاف 999
افتح مجرى الهواء بدفع الفك بيد والأخرى على جبين المصاب وإمالة رأس المصاب إلى الخلف بلطف أو بدفع زاويتي الفك السفلي إلى الأعلى تأكد من عدم وجود التنفس من عدمه.
انظر-اسمع-حس.
طبق عملية التنفس للرضيع مرتين خلال ثانيه إلى واحد ونصف ثانيه لكل تنفس لاحظ اتساع حجم صدر الرضيع لا تنس أن تبعد فمك عن فم الرضيع اثناء كل نفخه ولا تنسى أن تكون النفخة خفيفة وبلطف للرضع, حيث تختلف عن قوة النفخة للمصاب البالغ حتى لا تضرر رئتي الرضيع انفخ بلطف.
تأكد من وجود النبض من عدمه استخدم الشريان العضدي
إذا كان المصاب لا يتنفس وله نبض, إبدأ بالتنفس الصناعي له كل ثلاث ثواني بمعدل عشرين مرة في الدقيقة.
في حالة عدم وجود نبض أبدا بتطبيق الضغط الخارجي على الصدر خمس مرات بمعدل مائة ضغطة في الدقيقة ثم اتبعها بنفس واحد فقط أي خمس ضغطات مقابل نفس حتى تكمل مائة ضغطه في الدقيقة.
بعد مرور دقيقه تأكد من وجود نبض ولا تنس أن تتصل بالإسعاف.
في حالة عدم وجوده كرر العملية لا تنس أن الضغط على صدر الرضيع يكون باصبعين وبلطف حتى لا ت**ر أضلاع الرضيع. كن حذرا فالرضيع يختلف عن المصاب البالغ.
. التنفس الصناعي
بالنسبة للرضع والأطفال الصغار
غط فـم وأنف الطفل بفمك
أعط نفخات صغيرة متكررة
عند محاولة إجراء التنفس الصناعي وفي حالة عدم دخول الهواء إلى صدر
المصاب .....اعمل الآتي:
غير موضع الرأس وحاول إجراء التنفس الصناعي مرة أخرى
لتخلي مجرى الهواء ضع أسفل راحة إحدى يديك على ظهر اليد الأخرى
فوق البطن ، بين السرة وأسفل القفص الصدري ، ثم اضغط على أعلى البطن
بـ 6-10 دفعـات قوية سريعة ،
إذا فشلت في ذلك ، افتح فم المريض بالإمساك باللسان والفك السفلي بيـن
إبهـامك وأصابعك ثم أرفع الحنك
حاول التهوية ( التنفس الصناعي ) كما سـبق
إذا لم تنجح ، أعد الخطوات السابقة ( دفعات ضغط على البطن - إزالة ما-
يوجد في الفم - التنفس الصناعي ) حتى ينفتح مجرى الهواء أو تصل إليك المساعدة
الـدورة الدمويـة
تحسس النبض في العنق - الشريان السباتي-
إذا وجدت النبض في العنق فاستمر في التهويـة-
إذا لم تجد النبض قم بعمل الإنعاش القلبي كما يلي-
ضع أسفل راحة إحدى يديك فوق أسفل جزء في وسط القفص الصدري من الأمام وضع راحة اليد الأخرى فوق اليد الأولى
أكبس الصدر بلطف 2-3 سم باستعمال راحة يد واحدة وبمعدل 60 مرة في الدقيقـة استمر في الإنعاش القلبي حتى تصل إليك المساعدة .
منقول للفائدة
هشام حلمي شلبي
10-17-2009, 11:29 AM
عندما يستيقظ الطفل في منتصف الليل بسبب حلم مزعج فلا شك أن تكون هذه تجربة مخيفة.
تشير الدراسات إلى ان 40 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة تنتابهم الكوابيس وليالي مرهبة أحيانا، وأكثر النوبات التي تثير القلق أي فزع النوم تحدث في 4 عند الأطفال فى هذه الفئة العمرية.
الكوابيس:-
بكى الطفل صارخاً: "يا الهي هناك وحش بعين واحدة يطاردني". يعانى معظم الأطفال من تجربة الكابوس أو الحلم المزعج مرة أو أكثر في حياتهم. وعادة ما يحدث الكابوس أثناء النوم الخفيف عند مرحلة حركة العين السريعة وتشير الدراسات أن هذه المرحلة تحدث في الرمق الأخير من الليل، ولذا تحدث معظم الأحلام والكوابيس قرب الصباح. كثير من الأطفال يفيقون أنفسهم بحركتهم أو بأصواتهم أو بالصراخ أو البكاء.
والأطفال الذين يتم إيقاظهم يكونوا خائفين جدا، ومن الصعب تهدئتهم. وفي صباح اليوم التالي لا يستطيع الطفل أن يتذكر تفاصيل الحلم المزعج. عادة ما تبدأ الكوابيس في سن مبكرة عند الأطفال في عامهم الثاني. ومن المحتمل أن تأتي الكوابيس في أطوار، مثلا كابوس في كل ليلة لمدة أسبوع، وبعد ذلك ينام الطفل بهدوء لمدة أسابيع أو أشهر، وتعود الكوابيس مرة اخري.
فزع النوم:-
تحكي والدة الطفل: "طفلى يستيقظ صارخا، عيناه مفتوحتان ولكنه لا يتعرف علي"، ابنها عمره ثلاث سنوات ويعانى من فزع النوم. فزع النوم هو اضطراب يحدث أثناء مرحلة النوم العميق، وتكون هذه المرحلة بعد ساعة أو ساعتين من النوم وهي فترة لا تحدث فيها الأحلام.
ويتميز فزع النوم بنوبات متكررة من الاستيقاظ المفاجئ، مصحوبة بقلق شديد، صراخ هستيري، انزعاج شديد وربما يصحب الصراخ الركل وضرب من حوله، وعدم الاستجابة لمحاولة تهدءته. لا يستطيع الطفل تذكر تفاصيل ما حدث له في اليوم التالي.
تشير الدراسات الى ان فزع النوم وراثي، ويصيب الأطفال قبل العام العاشر من عمرهم، ويكثر فزع النوم لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة اعوام، الأولاد أكثر عرضة للإصابة به من الفتيات. تقل نوبات فزع النوم بعد بضعة أشهر وتكون هذه النوبات مقلقة جدا للإباء أن يروا اطفالهم يمروا بهذه التجربة المفزعة.
ألأسباب:-
ليس معروفا كيف أو لماذا تحدث الكوابيس وفزع النوم عند الأطفال. ولكن من الأسباب التي وجد أنها تلعب دورا في حدوثهما يمكن حصرها في: الإرهاق الشديد، قلة النوم، عدم وجود نمط منتظم للنوم، والقلق، كما لوحظ أن عدم الاستقرار الأسري، أو وفاة احد إفراد الأسرة، أو الطلاق أو النقاش الحاد بين الوالدين، أو الترهيب في المنزل أو المدرسة أو بعد حادث مفجع قد تسبب الكوابيس.
ماذا يمكنك ان تفعل للمساعدة ؟
يقلق كثير من الآباء من الكوابيس أو فزع النوم التي يتعرض لها طفلهم، وأحيانا يعتقدون أنها أعراض لمشكلة عاطفيه أو دليل على ان الطفل تعرض لصدمة ما أثناء ساعات الاستيقاظ.
في كثير من الحالات لا يوجد هنالك سبب للقلق. إذا كنت قلقا فعليك أن تقضي بعض الوقت للتحدث مع طفلك عن تلك الأحلام المخيفة، وإذا أمكن اطلب من طفلك أن يرسم صورة لما أرعبه.
وكمربي للطفل انت بحاجة إلى الاحتفاظ بالهدوء وإدخال السكينة في قلب طفلك وكن دائما السند القوي لأطفالك بمحاولة حل إي مشكلة تسببت في قلقهم. وعن طريق بث الطمائنينة والثقة في نفس الطفل، فانه سوف يشعر بالأمان وبالارتياح.
10 نصائح للآباء في التعامل مع الكوابيس وفزع النوم:-
1. محاولة منع حدوثها. راقب ما يشاهده طفلك فى التلفزيون، من مشاهد مخيفه أو عنيفة، وخاصة قريبا من وقت النوم. وحاول تجنب القصص المخيفة التي يمكن ان تطلق العنان لخيال طفلك.
2. الاستعداد. لا مفر من الكوابيس عند الأطفال، لذا تأكد من انك تستطيع سماع صوت طفلك إذا صرخ في الليل. إذا كانت غرفة الطفل بعيدة عنك فجهاز الاتصال الداخلي سيكون مفيدا. و في حالة وجود مربية، تأكد انها تستطيع تهدئة الطفل إذا أفاق مذعورا.
3. اذهب إلى طفلك. إذا سمعت صراخ طفلك اذهب إليه في أسرع وقت ممكن. يحتاج الأطفال لآبائهم لتهدئتهم وإشعارهم بالأمان.
4. البقاء مع طفلك. ومن المهم ان يبقى الآباء مع الطفل حتى يعود للنوم مرة أخري.
5. توفير الاطمئنان. أشعر الطفل بأنك موجود لحمايته، وتكلم بصوت خافت هادئ لتسكينه.
6. الهدوء وتمالك الأعصاب. إذا بدأ عليك القلق والتوتر، فسيلاحظ الطفل ذلك ويشعر بالضيق ويزيد انزعاجه أكثر.
7. اشعر طفلك بالأمان. اشعل ضوءا منخفضا أو أترك الباب مواربا عندما تخرج من غرفة الطفل.
8. دع الطفل يبقى في غرفته. إذا كنت تشجع طفلك على النوم بقربك بعد الكابوس، فان هذا سيؤكد له بان غرفته ليست آمنة.
9. الحديث عن الكابوس. شجع طفلك على التحدث عن الحلم المخيف الذي رآه. وشجعه على سبل التغلب على الخوف من أحلامه. وبقليل من التفكير الإبداعي سيتمكن طفلك من إيجاد نهاية سعيدة لذلك الحلم.
10. استحدث نمطا لنوم الطفل. شجع طفلك على الذهاب إلى الفراش في وقت محدد ومبكر ليلا، وعوده على الاستيقاظ في نفس الوقت .
waelsayed
10-17-2009, 12:15 PM
الف شكرا لكم جميعا
موضوع جميل ومعلومات قيمة جدا من الاستاذ/ هشام حلمي
والاخت سارة
waelsayed
10-17-2009, 01:32 PM
البرنامج الأول الحروف
http://www8.0zz0.com/2009/10/17/12/385743417.jpg (http://www.0zz0.com)
البرنامج الثاني الاشكال
http://www8.0zz0.com/2009/10/17/12/969876748.jpg (http://www.0zz0.com)
البرنامج الثالث الالوان
http://www8.0zz0.com/2009/10/17/12/684134389.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/10/12/08/647556064.gif (http://www.zshare.net/download/60112029dd694a6f/)
هشام حلمي شلبي
10-18-2009, 07:18 AM
تنظيم الأسرة وتربية الأولاد - آل الشيخ
خطبة المسجد النبوي - 18 صفر 1430 - الشيخ حسين آل الشيخ
http://www.mktaba.org/img/down1.gif (http://www.mktaba.org/fri/madina/30/300218md-al.rm)
الخطبة الأولى
هشام حلمي شلبي
10-18-2009, 07:23 AM
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
هشام حلمي شلبي
10-06-2010, 06:29 PM
<META content="Microsoft SafeHTML" name=Generator><STYLE>.ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Tahoma;}</STYLE>
من علامات نجاحنا في التربية نجاحنا في الحوار مع أبنائنا بطريقة ترضي الأب وابنه،
ولكننا- للأسف- نرتكب أخطاء تجعلنا نفشل في الحوار مع الأبناء؛
وهذه هي مادة هذه المقالة ( لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟).
ترجع أسباب الفشل في الحوار إلى أسلوبين خاطئين هما:
أسباب الفشل في الحوار مع أبنائنا (http://www.ibtasim.com/)
الخطأ الأول: أسلوب (لا أريد أن أسمع شيئاً منك يا ولدي).
أو إرسالنا عبارات وإشارات (تسكيت)، معناها في النهاية ( أنا لا أريد أن أسمع شيئاً منك يا ولدي).
مثل العبارات التالية: (بعدين بعدين )، ( أنا ماني فاضي لك)، ( رح لأبيك)، ( رح لأمك)، (خلاص خلاص)،
بالإضافة إلى الحركات التي تحمل المضمون نفسه، مثل : التشاغل بأي شيء آخر عن الابن أو عدم النظر إليه،
وأحياناً تلاحظ أن الولد يمد يده حتى يدير وجه أمه إلى جهته كأنه يقول: ( أمي اسمعيني الله يخليك) أو يقوم بنفسه
مقابل وجه أمه حتى تسمع منه، فهو الآن يذكرنا بحقه عليها، لكنه مستقبلاً لن يفعل، وسيفهم أن أمه من الممكن
أن تستمع بكل اهتمام لأي صديقة في الهاتف أو زائرة مهما كانت غريبة، بل حتى تستمع للجماد (التلفاز)،
ولكنها لا تستمع إليه كأن كل شيء مهم إلا هو.
لذلك- عزيزي المربي- عندما يأتيك ولدك يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره، اهتم كل الاهتمام بالذي يقوله،
هذا الاستماع والاهتمام فيه إشعار منك له بتفهمه، واحترامه، وقبوله، وهي من احتياجاته الأساسية: فحديثه
في تلك اللحظة أهم من كل ما يشغل بالك أياً كان، فإذا كنت مشغولاً أيها الأب أو أيتها الأم..
فأعطِ ابنك أو ابنتك موعداً صادقاً ومحدداً..
مثلاً تقول: أنا الآن مشغول، وبعد ربع ساعة أستطيع أن أستمع لك جيداً.. فنحن نريد أن نستبدل كلماتنا وإشاراتنا
التي معناها ( أنا لا أريد أن أسمع منك شيئاً ) بكلمات وإشارات معناها ( أنا أحبك وأحب أن أسمع لك) وبالأخص إذا
كان منزعجاً أو محبطاً ونفسيته متأثرة من خلال مجموعة من الحركات، كالاحتضان الجانبي، والاحتضان الجانبي- حتى نتخيله-
حينما يكون أحد الوالدين مع أحد الأبناء بجانب بعضهما وقوفاً، كما في هيئة المأمومين في الصلاة، أو جلوساً
يمد الأب أو الأم الذراع خلف ظهر الابن أو فوق أكتافه ويضع يده على الذراع أو الكتف الأخرى للابن ويلمه ويقربه إليه، بالإضافة إلى الاحتضان الجانبي التقبيل بكل أشكاله، والتربيت على الكتف، ومداعبة الرأس، ولمس الوجه، ومسك اليد
ووضعها بين يدي الأم أو الأب... وهكذا.. لمّا ماتت رقية بنت الرسول- صلى الله عليه وسلم- جلست فاطمة- رضي الله عنهما-
إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم- وأخذت تبكي.. تبكي أختها.. فأخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يمسح الدموع
عن عينيها بطرف ثوبه يواسيها مواساة حركية لطيفة، ودخل علي بن أبي طالب وفاطمة ومعهما الحسن والحسين- رضي الله عنهم أجمعين- على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حجره، فقبلهما، واعتنق علياً بإحدى يديه،
وفاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة وقبّل علياً رضي الله عنهما.
حتى الكبير يحتاج إلى لغة الحركات الدافئة، فما بالكم بالطفل الصغير؟! والشواهد على احتضانه وتقبيله
للصغار كثيرة جداًعليه افضل الصلاة والسلام.
والخطأ الثاني: أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة).
جاء خالد لوالده، وقال: (يبه اليوم طقني ولد في المدرسة).. ركّز أبو خالد النظر في ولده،
وقال: (أنت متأكد إنك مش أنت اللي بديت عليه)؟! قال خالد: ( لا والله.. أنا ما سويت له شي)..
قال أبو خالد: (يعني معقولة كذا على طول يضربك؟!).. قال: ( والله العظيم ما سويت له شي).. بدأ خالد
يدافع عن نفسه، وندم لأنه تكلم مع أبيه.. لاحظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار، لما تحول في نظر ابنه
من صديق يلجأ إليه ويشكو له همه إلى محقق أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب، بل قد يعد أباه محققاً ظالماً؛
لأنه يبحث عن اتهام للضحية، ويسر على اكتشاف البراءة للمعتدي.. الأب في مثل قصة أبي خالد كأنه ينظر للموضوع
على أن ابنه يطلب منه شيئاً.. كأن يذهب للمدرسة ويشتكي مثلاً، ثم يستدرك الأب في نفسه، ويقول: قد يكون
ابني هو المخطئ، وحتى يتأكد من ذلك يستخدم هذا الأسلوب.. في الحقيقة الابن لا يريد شيئاً من هذا أبداً،
إنه لا يريد أكثر من أن تستمع له باهتمام وتتفهم مشاعره فقط لا غير..
فالولد بحاجة إلى صديق يفهمه لا شرطي يحميه، ولذلك يبحث الأبناء في سن المراهقة عن الصداقات خارج البيت،
ويصبح الأب معزولاً عن ابنه في أخطر مراحل حياته، وفي تلك الساعة لن يعوض الأب فرصة الصداقة التي أضاعها بيده
في أيام طفولة ابنه، فلا تضيعوها أنتم.
أسلوب المحقق يجبر الطفل أن يكون متهماً يأخذ موقف الدفاع عن النفس، وهذه الطريقة قد تؤدي إلى أضرار لا تتوقعونها..
خذ على سبيل المثال، قصة يوسف والسيف المكسور.. يوسف عمره سبع سنوات.. اشترى له والده لعبة على شكل سيف جميل،
فرح يوسف بالسيف، أخذه الحماس، وعاش جو الحرب وكأنه الآن أمام عدو، وبدأ يتبارز معه، حتى وقع عدوه على الأرض،
فرفع السيف عليه وهوى به بشدة على السيراميك فانكسر السيف طبعاً، فخاف يوسف من والده، وفكّر في طريقة يخفي بها
خطأه، لذلك جمع بقايا السيف وخبأها تحت كنب المجلس.
جاء ضيف لأبي يوسف، وأثناء جلوسهم سقط الهاتف الجوال لأبي يوسف فانحنى لأخذه وانتبه عندها للسيف المكسور،
وعندما خرج الضيف نادى ابنه ( لاحظوا الآن سيأخذ الأب دور المحقق) صرخ قائلاً: ( يوسف وين سيفك الجديد؟)..
قال: (يمكن فوق..) قال: (إيه يمكن فوق.. ما أشوفك يعني تلعب به؟) قال الولد: (ما أدري وينه).
قال الأب: ( ما تدري وينه؟ دوّر عليه أبغي أشوفه الحين).. ارتبك يوسف.. ذهب قليلاً.. ثم رجع
وقال؛ (يمكن أختي الصغيرة سرقته) صاح الأب قائلاً: ( يا كذاب.. أنت كسرت السيف.. صح ولا لا..؟
أنا شايفه هناك تحت الكنب.. شوف ترى أكره شيء عندي الكذاب)، وأمسك يد ابنه وضربه، ويوسف يبكي،
فأخذته أمه، ونام ليلته ودمعته على خده لتكون هي هدية والده وليست السيف.
في هذه القصة ظن الأب أنه معذور في ضرب ابنه؛ لأنه لا يريد أن يكون ابنه كذاباً، وهذا العذر غير مقبول نهائياً..
نقول له: ما الذي جعل يوسف يكذب غير أسلوبك.. كان يكفيه أن يقول: ( أشوف سيفك انكسر يا يوسف)
يقول مثلاً: ( إيه كنت ألعب به وكسرته) يقول الأب: ( خسارة؛ لأن قيمته غالية).. وينتهي الأمر عند هذا الحد..
وقتها يفهم يوسف عملياً أنه يستطيع التفاهم مع والده، وأنه يستطيع أن يعبر عن مشاكله وهو مطمئن،
وسيشعر بالخجل من نفسه ويحافظ على هدايا والده أكثر؛ لأن الأب أشعر يوسف بأنه مقبول على رغم خطئه بكسر السيف..
هشام حلمي شلبي
04-05-2011, 08:08 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كثيرا اتصفح في بعض المنتديات واشوف موضيع تخص تربيه الاطفال وحيره بعض الامهات في التعامل مع اطفالهم فحبيت اشاركم في هذا الموضوع اعتمادا على تجربتي مع طفلي واتمنى تستفيدو منه
النقطه الأولى : لازم نفهم عقليه الطفل وكيف طريقه تفكيره
- الطفل عنده عقل يفكر فيه ويخطط وتختلف مستويات التفكير من طفل لأخر
- عنده متطلبات وحتياجات ورغبات ولكن بدون ضوابط للرغبات (( مثلا انا كبيره في السن و اشتهي اكل قطع الشوكلاته في كل وقت لكن احاول اوازن في الكميه الي اكلها الطفل يشتهي ياكل لكن مايفكر يضبط ومستوى عقله ماوصل للتفكير بالعواقب)) طبعا ابسط مثال ممكن تقيسون عليه كل شي في الحياة
- الطفل يتمتع بمقدره عاليه بتعرف على نقاط ضعف الاهل كي يضغط عليها ويصل لمتطلباته
- طريقه التاديب تختلف من طفل لاخر والعقاب قد يزيد سلوكيات الطفل سوء
بعض السلوكيات الغير مرفوضه عند الاطفال وطريقه التعامل معها
1) السب و الكلمات الغير مرغوبه
احيانا يكون عندنا طفل و السانه طويل ويسب وهذه النقطه جدا محرجه للاهل لازم ننتبه لنقطتين في هذا الموضوع
- نعرف من وين اكتسب الكلمه الغير مرغوبه قد تكون من داخل البيت وهنا نحاول نحل المشكله ونلزم الكبار بعدم ذكر كلمات غير مرغوبه لان الطفل بعادته يقلد
واحيانا يكون اكتسبه من الخارج من المدرسه او في احد الاجتماعات العائليه هنا ليس لنا يد بالموضوع
- الأهم من هذا كيف نتعامل مع الطفل ونوقف هذه العاده السيئه :
يجب تجاهل الكلمات الغير مرغوبه وكأن الطفل لم يقل شي غريب ابدا لا تستغربون خلونا نفسر الوضع علميا
الطفل تلفض بكلمه غير مرغوبه لبعبر عن غضبه وتمرده ( بالعامي يطلع الحره الي بقلبه ) وفي الغالب يكون قال اكثر من كلمه مثلا انا مسكين انتو ماتحبوني اووف انتو ***** كلمه غير مرغوبه
لما تجي الام وتقوله عيب تقول هالكلمه هاذي عيب وانت مؤدب ومن هالكلام تركز الكلمه في باله ويعرف انها تضايق امه
فكل ماحب يعاند او يتمرد بيذكر الكلمه
لكن لو الام ما اعارت الكلمه اهتمام ( وهذا هو التصرف الصحيح ) بيحس انا الكلمه مالها داعي اصلا ومافيها شي مميز
يثير عصيبتهم او يعبر عن الي بداخله وممكن تكون الام ذكيه وتاخذ كلمه عاديه وماتضايقها ابدا وتعلق عليها عشان يحس انا هذه الكلمه الي تضايقهم ويكررها كل ما عصب
لكن لازم الام تحط في بالها ماتركز على كلمه ما تحبوني لانها بتاثر في نفسيه الطفل
مثلا كلمه ( اوف - يووو ) تقوله هالكلمات حرام وربي مايرضا فيها بيكون تركيز الطفل على هالكلمات
وكل ام ممكن تركز على الكلمه الي تحس انها ما تضايقها ابدا وتلقائيا الطفل بيكررها كل ما عصب
الخلاصه في هذه النقطه
1- ان تمتنع الام و الاب والاخوه الكبار من التلفض بالكلمات الغير مرغوب سماعها من الاطفال
2- الكلمه الغير مرغوبه يجب عدم اعارتها اي اهتمام
3- تعزيز اي كلمه لا تضايق الام وتكون وسيله تعبيريه لغضب الطفل
التصرف الثاني : صراخ الطفل و الصياح والتمدد على الارض في الاماكن العامه :
هذه النقطه لا تختلف كثيرا عن الي قبلها
الطفل ذكائه على الفطره ويستطيع استغلال نقاط ضعف الاهل ان وجدها فتجدينه يتطور من وضع لاخر كي يصل لمراده
مثلا طفل اراد مشاهده التلفاز في وقت غير مناسب ومنعته الام
اولا يحاول بالكلام ان وجد الرفض
تطور للصياح
بعض الامهات لا يريدون الازعاج فيرضخون لطلب الطفل وهم لا يعلمون انهم السبب في تخريب احد سلوكياته
الطفل لا يعلم انا امه سمحت له بمشاهده التلفاز لانها لا تريد الازعاج لا عقله ترجم له اذا اردت شي ابدا بالصياح تاخذه
من عزز النقطه عند الطفل هي الام
وتلاحض في مرا اخرى بدا بالصياح ولم تعطه مايريد يبدا في التمرد بشكل اكثر ممكن يضرب راسه بالجدار او يباد بالصياح مع انقطاع النفس ( نقول بالعامي يغشي ) كي ياخذ ما يريد وفي كل مرا يزداد سلوكه بالسوء
الحل هنا :
ان قالت الام لا يجب ان تصر على كلمتها وان حست انها قالت لا و الموضوع ما يستاهل وحب تعطي الطفل شي
وكانت رافضته قبل دقائق او ساعات لا تعطيه بطلبه و اصراره ابدا مهما كان الامر
الحل هنا تطلب من الطفل اي طلب تافهه وتقوله لو سويت هذا الشي بعطيك ما تريد على نقس مثالنا الي قبل شوي
حبت انا الطفل يتفرج على التلفاز تقوله لو ضبطت العابك ورتبتهم بخليك تشوف التلفزيون
او لو رحت جبت لي مويا او اي طلب يحسه اخذ الشي الي هو يبي من طاعته لامه
ولكن : لو كان الطفل اكتسب العناد و الصياح هنا يجب علاج المشكله باكثر من طريقه وبتكون صعبه شوي
ربي يعينكم يا امهات ( تذكرو الجنه تحت اقدامكم )
1- اول شي يجب تجاهل الصياح وعدم الاكتراث له
2- لما يهدء الطفل من الصياح سؤاله ماذا كنت تريد لم افهمك بسبب صياحك
3- لو تكلم بهدوء تقول الام اهاا فهمتك الحين لو متكلم من الاول بهدوء كنت عطيتك اياه من غير لا تعب نفسك
4- لو كانت في مكان عام تعطيه الي يبي قبل يبدا في الصياح و الهستيريا لتجنب الاحراج في بدايه الامر
5- تفهم الطفل قبل الخروج من المنزل انه سوف يحصل على هذا الشي و هذا الشي فقط ولو طلب شي اخر
لن يحصل عليه مهما حصل الامر ولو بدا بامور محرجه او صياح سوف نرجع المنزل
مثلا ( يتروحون مجمع قبل تطلعين تقولين له بوديك تلعب وتحددين عدد الاعاب وبشتري لك ايسكريم وعشا بس واي شي ثاني تطلبه ماراح تاخذه ولو كان الطفل كبير شوي تقولين له لك ثلاث اشياء انت اختار تبي تلعب او تشتري لعبه بالفلوس
انت حر لكن لو بديت تصيح او تحرجنا برجعك البيت
وكوني عند كلمتك فعلا لو تصرف بشكل غير مرغوب ارجعوا البيت وفي المرا الثانيه احرميه من الطلعه قولي له لانك
فشلتني المرا الي قبل وبديت تصيح قدام الناس
في نقطه ابدا الامهات لا ياخذونها في عين الاعتبار وهي جدا فعاله للاطفال وهي لوحه التعزيز
كل طفل عندك في البيت الي سلوكياته كويسه والي مش كويسه تعملين له لوحه او مجسم او اي شي من ابتكارك
انا بقولكم عن فكره لوحه وانتو تقدرون تسون اي شي على نفس المنهج
تجيبون لوحه قيمتها ريال او ريالين على ما اضن في كل مكان موجوده طوابع نجوم او شخصيه كرتونيه يحبها الطفل
تحطون صورته بنص الوحه او ترسمين درج او اي شكل في مزاجك
كل ما سوا الطفل سلوك كويس تحطين له نجمه او طابع وكل ما سوا سلوك مش كويس تشيلين وحده منهم
ومثلا تتفقون على عدد لو كمل عشر نجمات له هديه او عشا برا كل ام تعرف الشي الي يحبه طفلها
ولو انمسحت منه خمس نجوم له حرمان من شي
هنا تعززين سلوك الطفل الايجابي
نقطه اخيره وهي مخرج موضوعي لاني طولت عليكم مراا
الطفل صعب تفهمين تفكيره وهو صعب يفهم طلباتك ورغباتك
لازم يكون بينكم حوار ونقاش عشان تعرفين تتواصلين معاه لما يعصب وبنفس الوقت تعززين ثقته بنفسه
ويكون قادر على توصيل رغباته
دينا الاسلامي دين وسطيه وسبحان الله كل امورنا لازم تمشي بالوسطيه حتى تعاملنا مع اطفالنا
ادري انا نحبهم ودنا ندللهم وندلعهم في كل وقت لكن هذه اكبر افه في سلوكيات الاطفال
وبالنسبه للعقاب كثرته تموت قلب الطفل ويحس انا العقاب امر عادي وما يفرق معاه
لازم العقاب مايكون على كل تصرف ولا في كل وقت عشان تكون له هيبته ويكون منه خوف
الامهات العصبيات الي اغلب وقتهم يصرخون بيتعود الطفل على هالوضع ويحسب انها طريفه كلام امه حتى لوعصبت
مثل ماتعاقبون الطفل على التصرف الخاطئ لازم تكافئونه لو صحح من تصرفه او تصرف بشكل جيد
هشام حلمي شلبي
05-09-2011, 11:34 AM
-----------------------------------------------<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<?xml:namespace prefix = v ns = "urn:schemas-microsoft-com:vml" /><v:shapetype id=_x0000_t75 stroked="f" filled="f" path="m@4@5l@4@11@9@11@9@5xe" o:preferrelative="t" o:spt="75" coordsize="21600,21600"><v:stroke joinstyle="miter"></v:stroke><v:formulas><v:f eqn="if lineDrawn pixelLineWidth 0"></v:f><v:f eqn="sum @0 1 0"></v:f><v:f eqn="sum 0 0 @1"></v:f><v:f eqn="prod @2 1 2"></v:f><v:f eqn="prod @3 21600 pixelWidth"></v:f><v:f eqn="prod @3 21600 pixelHeight"></v:f><v:f eqn="sum @0 0 1"></v:f><v:f eqn="prod @6 1 2"></v:f><v:f eqn="prod @7 21600 pixelWidth"></v:f><v:f eqn="sum @8 21600 0"></v:f><v:f eqn="prod @7 21600 pixelHeight"></v:f><v:f eqn="sum @10 21600 0"></v:f></v:formulas><v:path o:connecttype="rect" gradientshapeok="t" o:extrusionok="f"></v:path><o:lock aspectratio="t" v:ext="edit"></o:lock></v:shapetype><v:shape style="WIDTH: 478.5pt; HEIGHT: 307.5pt; VISIBILITY: visible; mso-wrap-style: square" id=صورة_x0020_1 href="http://www.saudicom.net/" target="_blank" o:button="t" alt="http://up.arab-x.com/Aug09/7vz25267.jpg" type="#_x0000_t75" o:spid="_x0000_i1025"><v:imagedata o:title="7vz25267" src="file:///C:\Users\DELL\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image001.jpg"></v:imagedata></v:shape> (http://www.saudicom.net/)<o:p></o:p>
الايحاء الإيجابي مع الأطفال .. نصائح مهمة لكل أسره<o:p></o:p>
استخدم الإيحاء الإيجابي مع أطفالك<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
قم صلي و إلا ستذهب إلى النار.<o:p></o:p>
بل قول ...تعال و صلي معي لنكون معا في الجنة.
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
قم رتب غرفتك التي مثل الخرابة.<o:p></o:p>
بل قول ...هل تحتاج للمساعدة في ترتيب غرفتك لأنك دائما تحب النظافة و الترتيب.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا تلعب بالكرة في البيت و لا الشارع.<o:p></o:p>
بل قول ... الكرة مكانها في الحوش أو الحديقة أو سأشترك لك في النادي لتلعب بالكرة مع أصحابك.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
قم ادرس و اترك اللعب فالدراسة أهم .<o:p></o:p>
بل قول ...إذا أنهيت دروسك باكرا سأشاركك في لعبة البلاي ستيشن الجديدة أو أي نشاط تحبه.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
قم نظف أسنانك ولاّ لازم أنا أقلك.<o:p></o:p>
بل قول ...أنا مبسوطة منك لأنك دائما تنظف أسنانك من غير ما أقلك.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا تنسى أن تغسل يديك بعد الطعام.<o:p></o:p>
بل قول ... أنا بحب أشم رائحة يداك بعد ما تغسلهم.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا ترسم على الحائط و على رجليك .<o:p></o:p>
بل قول ...ارسم على الورق و عندما تنتهي سأعلق الرسمة على الحائط أو الثلاجة أو السبورة.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
ما هذا الرسم ,هذه شخابيط غريبة .<o:p></o:p>
بل قول ..أعجبتني ألوانك الجميلة ,أعجبتني خطوطك الثابتة ,أعجبتني شمسك المشرقة,ممكن تعبرلي عن رسمتك الحلوة ,مين هذه البنت في الرسمة , فين السيارة رايحة,ليش النوافذ مفتوحة.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا تنم على بطنك.<o:p></o:p>
بل قول ... علّمنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن ننام على الجنب الأيمن او الايسر وعلى الظهر.(يا حبذا توضيح الفوائد)<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا تأكل شوكولاته عشان أسنانك لا تسوس.<o:p></o:p>
بل قول ...أنا سمحت لك تأكل شوكولاته مرة في اليوم لأنك شاطر و دائما تنظف أسنانك.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
يا غبي لماذا لم تتمكن من الإجابة على السؤال .<o:p></o:p>
بل قول ...معك حق السؤال يحتاج للمساعدة و السؤال الثاني ستحله بمفردك لأنك ذكي.<o:p></o:p>
لا تقول لطفلك ...<o:p></o:p>
لا تلمس البوتاجاز و لا تلعب بأعواد الكبريت و لا تفتح النافذة ولا ....الخ و أنت خارجة من البيت .<o:p></o:p>
بل قول ...شاهد التلفاز أو ارسم و لون على الورق أو العب بألعابك الجديدة أو ابني لي بيتا بالمكعبات ..الخ.<o:p></o:p>
نصيحة:
ابتعد عن الإيحاء السلبي و استخدم الإيحاء الايجابي, و يفضل دائما توفير البدائل فعندما تمنعي طفلك من شيء حاول أن توفر له البديل إذا أمكن.<o:p></o:p>
مثال للتوضيح....
يحب طفلك القفز على السرير......قول له السرير صنع للنوم و لكن إذا كنت تحب القفز سأشتري لك نطيطة و أضعها في الحوش لكي تقفز عليها كما تشاء.
أو في نهاية الأسبوع سنآخذك للملاهي و أركبك النطيطة و تقفز عليها حتى تتعب.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
هشام حلمي شلبي
05-17-2011, 07:36 AM
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=0&cp=-1&attdepth=0&imgsrc=cid%3a1.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_9d6e003165e8c907b37a4078098ac2ce355b5a48 c86a8a0e3988739b8138ed93&oneredir=1
من الجميل أن تكون لديك فيلا عظيمة وزوجة جميلة وأموال لا حصر لها ولكن الأجمل من هذه كله أن تكون لديك أم
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=1&cp=-1&attdepth=1&imgsrc=cid%3a2.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_a2398351931da33c960def1687832a9b943b3c8a f921b767abd8ebe8bdaf1427&oneredir=1
تقبلها كل صباح فتقول : الله يرضى عليك ياولدي
يخجل الكثير من الأبناء من أمهاتهم ويحسون
بالخزي وهم يمشون معها إو يأخذونها إلى
مكان ما وعلى العكس تماما تفتخر الأم عندما
يأخذها ولدها إلى السوق أو إلى بيت أحد
الأقارب ..... فعلا ما أروع الأمهات وما أقسى
الأبناء
Error! Filename not specified.
قبل أن تزوج ابنتك لأحد الشباب المتقدمين
لطلب يدها لا تسأل عن أخلاقه ودينه وأصله
وماله ووظيفته فقط .. ولا تنسى سؤالا مهما
هو : كيف يعامل الولد أمه وأبوه ؟
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=2&cp=-1&attdepth=2&imgsrc=cid%3a3.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_adb374051f9b94cc54ea1df10aae424035bd2ce2 98bb0eebddf0b502b5797478&oneredir=1
كل واحد يفكر في إرسال هدية لزوجته أو
لصديق عزيز الله يخلي المصلحة ولكن هل يفكر
أحدنا بمفاجأة أمه بهدية ؟
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=3&cp=-1&attdepth=3&imgsrc=cid%3a4.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_f112d2a9d661a29aaff21d0011a0ffef1d9e78d4 153a5bb5fbf26bf3388be64f&oneredir=1
ربما لا تعرف حجم الحب الذي يكنه قلب
أمك لك ولكن عندما تتزوج وتنجب الأبناء
ستعرف مقدار الحب الذي يكنه الآباء لأبنائهم
وإذا لم تحس بعد ذلك بمقدار الحب الذي أحدثك عنه الآن
فتأكد يا عزيزي بأن قلبك هو مجرد صخرة صماء
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=4&cp=-1&attdepth=4&imgsrc=cid%3a5.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_c471d26b99a6f528539188a61803a571474d12d9 9ec66efc05250c9884ecb59a&oneredir=1
في الحقيقه هذه ام ولقد ماتت بين يدي ولدها
ولكــــــــن لحظــــــــــــه
كما ترون لم ولن ينسيها شيء حتى عند الاحتضار ان تمسح تلك الدمعه على خد حبيبها
لتسطر على وجه التاريخ قصه حب حقيقيه ولو بيدها ان تبتلعتها الارض ولم يرها ولدها
في ذلك الموقف
رفعت كفها وكأنها تقول انت المهم انت
ابني من سيرعاك ويهتم بك من سيستمع لهمومك هذه الليله من سطبخ لك ماتحب وتتشرط فيه اين ستغسل ملابسك
وداعـــــــــــــــــا يازينة الحياه وداعا
كل شيء يعوض في هذه الدنيا، زوجتك
ستطلقها وتتزوج من هي أفضل منها ، أبنائك ستنجب غيرهم
أموالك ستجمع غيرها
ولكن أمك
هي الشيء الوحيد الذي إذا ذهب لا يعود أبدا
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=5&cp=-1&attdepth=5&imgsrc=cid%3a6.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_725d67a09753809f1b84d61709c569b421b2f3f6 b22f833ea6d226e429a91eeb&oneredir=1
بعض الأبناء يعتقدون أن الأم مجرد خادمة
تطبخ وتنظف وتوقظ في الصباح
ولكن الفرق الوحيد بينها وبين الخادمة
هو أن الخادمة تأخذ راتبا
والأم تعمل ليلا ونهارا وببــــلاش
بعض الأبناء
لم يعرفوا قيمة أمهاتهم بعد
كما أنهم لن يعرفوا إلا عندما تأتي زوجة
الأب أو تنتقل روح أمهم إلى عنان السماء
كم واحد منا يقبل يد أمه
كم واحد منا يقبل رأسها
كم واحد منا يكلمها باحترام وأدب
لو نظر كل واحد منا إلى أسلوب تعامله مع أمه
لوجد نفسه عاقا وجاحدا ومجرما
كم هو حقير هذا الإنسان
Error! Filename not specified.
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=6&cp=-1&attdepth=6&imgsrc=cid%3a7.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_6e8cde31ff7077691ec943ec36c94ef5ab24f7e8 3fe57074de32aea49a29698c&oneredir=1
يشهد التاريخ
أن كل من عق أمه
لم يرَ الخير والسعادة في حياته
كما يشهد التاريخ
أن كل من أساء إلى أمه أساء إليه أبنائه بالمثل او زياده
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=7&cp=-1&attdepth=7&imgsrc=cid%3a8.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_88452de0acdb9f6ede66dd134dc702da30a41388 0eddb365bf2de117d0a98736&oneredir=1
والعكس صحيــــــــــــــح
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=8&cp=-1&attdepth=8&imgsrc=cid%3a9.3899694209%40web111816.mail.gq1.yah oo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_299c9e4adda095ea36dcf4ac13d65e8846fc2245 c8b88e2edc95ddd9b6dcd08f&oneredir=1
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=9&cp=-1&attdepth=9&imgsrc=cid%3a10.3899694209%40web111816.mail.gq1.ya hoo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_b6faac826015a93450573c797c6bc174af5e4d6b 487fe72f144d4e5b7518d29c&oneredir=1
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=10&cp=-1&attdepth=10&imgsrc=cid%3a11.3899694209%40web111816.mail.gq1.ya hoo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_f1628d3570617f01eb18ceb2cfc608a84b354be0 fe6b1ab1136b5582cd05410e&oneredir=1
بعد أن قرأت هذه الكلمات لن تأثم على إهمالها بإذن الله
فإن شئت أرسلها فتؤجر أو أمسكها فتحرم
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=11&cp=-1&attdepth=11&imgsrc=cid%3a12.3899694209%40web111816.mail.gq1.ya hoo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_654c297c763d70218ca288889b7d26a8fb77687d f873c9bcbc989c9018706524&oneredir=1
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=12&cp=-1&attdepth=12&imgsrc=cid%3a13.3899694209%40web111816.mail.gq1.ya hoo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_8984725a761595751c81bdda5060400dc9b34e3b 8e090f47acd7f9dd9fe865f2&oneredir=1
قال سول الله صلى الله عليه وآله الاطهار:
{من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور
من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً،
ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم
شيئاً
http://65.55.85.55/att/GetInline.aspx?messageid=1820f8a4-7f97-11e0-bb4a-00237de4b074&attindex=13&cp=-1&attdepth=13&imgsrc=cid%3a14.3899694209%40web111816.mail.gq1.ya hoo.com&hm__login=heshamhilmi&hm__domain=hotmail.com&ip=10.13.6.8&d=d2773&mf=0&hm__ts=Tue%2c%2017%20May%202011%2006%3a19%3a16%20G MT&st=heshamhilmi&hm__ha=01_85c6c7fc70ea05478c353812ccecc406f5f105b3 a02dced3a59594d2d1e94d09&oneredir=1
اللهم أغفر و أرحم لأم قارئها و ناشرها
vBulletin® v3.8.12 by vBS, Copyright ©2000-2025