المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤيةالله تبارك وتعالى في الجنة


taleb 3elm
06-29-2009, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . ثم قرأ ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ). متفق عليه.
والمعنى أنكم سترون ربكم فوقكم كما ترون القمر لا يضار بعضكم بعضاً بزحام ونحوه ، وعلى رواية التخفيف فالمعنى لا يراه بعضكم دون بعض من الضيم الذي هو الظلم.
والتشبيه في هذا الحديث تشبيه لرؤية الله برؤية القمر لا تشبيه الله تعالى بالقمر فإن الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فإنكم ترونه كذلك ...) الحديث أخرجه البخاري.

- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) قلنا لا قال ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ). متفق عليه

- عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنة ، يقول تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدُكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار ؟ قال: فيكشف الحجابَ ، فما أُعْطوا شيئا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى». زاد في رواية : ثم تلا هذه الآية : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس:26] أخرجه مسلم والترمذي.

- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه أن يرزقه لذة النظر إلى وجهه _ وسيأتي قريباً_ ولو كانت رؤية الله تعالى مستحيلة لكان الدعاء بها عبثاً وجهلاً وقد نزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذين الوصفين فإنه أعلم الناس بربه تبارك وتعالى.
وختاماً:

فإن رؤية المؤمنين لربهم مما ثبت صراحة في أدلة الكتاب المتكاثرة وأحاديث السنة المتواترة وأجمع عليه السلف الصالح وهو أعظم نعيم تتشوف إليه نفوس المؤمنين، وتقتدي بنبيها في سؤالها ربها إياه كما في قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه:

( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينى ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي اللهم أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص فى الرضا والغضب وأسألك القصد فى الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه .

ومن طريف ما يذكر في هذا المقام هذه القصة التي أختم بها، أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/66) عن عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا قال:
لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي فلما رجع من الجنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة قالوا:
يا عدو الله: تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟!!
قال: أنظروني حتى أخبركم. ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته. لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت:
- اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون
-اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحداً من العالمين
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.
قال: فسكتوا عنه وضحكوا) اهـ



اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم
منقول