المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطوف و رقائق


ساره ابراهيم
06-12-2009, 07:45 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-ce1ff1f386.gif
أين نحن من هذه المرأه؟
إنهـا ملكـة
للشيـخ: محمد بن عبدالرحمن العريفي
مـاشطـة بنـت فــرعون
لم يحفظ التاريخ اسمها، لكنه حفظ فعلها....
امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل ملك فرعون.
وجها مقرب منه.. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون، منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله، ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون.. وتنفق على أولادها الخمسة.. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها..
فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً.. إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك، فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك.. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره
فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلاوأوقفها أمام القدر.. فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة.. تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون.
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي.. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها.. وألقمته ثديها، فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود.. ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار.. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه.. وأمه تنظر إليه.. وتودّعه.
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني، فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها، ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه، والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت.
فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه.. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين.. وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة.. وهم لا يرحمونه.. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي.
وغاب الجسد
وانقطع الصوت
وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها، تنظر الأم إلى عظامه.. وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه، طالما ضمته إلى صدرها.. وأرضعته من ثديها، طالما سهرت لسهره.. وبكت لبكائه، كم ليلة بات في حجرها.. ولعب بشعرها
كم قربت منه ألعابه.. وألبسته ثيابه
جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك.. فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها.. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها.. وكان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده وقال لها:يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته.. ألقي في الزيت.. وفي فمه بقايا من حليبها، وفي يده شعرة من شعرها، وعلى أثوابه بقية من دمعها، وذهب الأولاد الخمسة.. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت.
تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرةعظام من؟
إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا.
إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها.. الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها.. طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها.. وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها.. ومسحت دموعهم بأصابعها، ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها... ويُقتلون أمام ناظريها..
وتركوها وحيدة وتولوا عنها.. و عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.
ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر.. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت.. نظرت إلى عظام أولادها.. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة.. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر... واحترق جسدها.. وطفت عظامها
لله درّها..
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها..
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها
الله أكبــر
تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..
مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا
ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات
فاتعبي اليوم وتصبَّري.. لترتاحي غداً
فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ‏
أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

ساره ابراهيم
06-12-2009, 07:59 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-ce1ff1f386.gif
محبه الله والشوق للقائه ..
أولاً: كلمات في محبة الله
• الحب الإلهي الحنين المتجدد والشوق المستمر من لم يذقه ماعرفه متجدد مع الانفاس أي مرتبه تسمو الى هذه المرتبه طوبى لمن رزقه .
• المحبون هم الذين انار حب الله لهم افاق السماء فامطرت عليهم سحب الأشجان وصحبتهم العبرات وزفرات المشتاق
• ارتضو حبهم لله منهجا وشرعة هم في واد والناس في واد
• محبة الله عزوجل هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون واليها شمر المشمرون وعليها تفانى المحبون وهي اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلاام واحزان .
• تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة.إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب . وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة : أن المرء مع من أحب . فيالها من نعمة على المحبين سابغة، تالله لقد سبق القوم السعادة وهم على ظهور الفرش نائمون، وتقدموا الركب بمراحل وهم سيرهم واقفون .
• وأعلم أ، من قرت عينه بالله سبحاننه قرت به كل عين وأنس به كل مستوحش وطاب به كل خبيث وفرح به كل حزين وأمن به كل خائف وشهد به كل غائب وذكرت رؤيته بالله ومن اشتاق إلى الله اشتاقت إليه جميع الأشياء .
• من نصح لنفسه كل النصح :جعل لحظات عمره وتردد أنفاسه ونبض قلبه وقفا لله عز وجل- فهي غاية الغايات واعلى المنزلات (( ففروا إلى الله ))الذاريات.
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((ان الله تعالى يحب معالي الامور ويكره سفاسفها))صححه الالباني
• قوم تخللهم زهو بسيدهم *** والعبد يزهو على مقدار مولاه
• تاهوا به عمن سواه له ياحسن رؤيتهم في حسن ماتاهوا
• فلا عيش الا عيش المحبين لان هممهم لاترضى بالدون ولاحب عندهم الا للحبيب الاول .
• والله ماطلبت أرواحنا بدلاً *** منكم ولا انصرفت عنكم امانينا
• ((مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وماذاقو أطيب مافيها‘ قيل : ومأطيب مافيها؟: قال محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته ))
• يقول أخر ((إنه ليمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب ))
• وقال اخر((والله ماطابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنه إلا برؤيته ومشاهدته))
• ((حياة القلب في ذكر الحي الذي لايموت ، والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لاغير))
• يقول ابن تيمية : وأخرج من البيوت لعلني *** أحدث عنك القلب بالسر خالياً
• كلما عرض امر من الرب سبحانه فال القلب ناطقاًلبيك وسعديك ولك عاى المنة في ذلك والحمد عائد اليك )
• اعلم ان لحب الله خلق الخلق ولأجله خلق الجنة والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ولو لم يكن جزاء الانفس وجوده لكقى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبه)
ثانياً: معنى الحب .
معاني الحب في اللغة تدور على خمس معاني :
1- الصفاء والبياض .2- العلو والظهور 3-اللزوم والثبات 4-اللب 5-الحفظ والامساك
حرف الحاء : من أقصى الحلق حرف الباء : الشفوية التي من نهايته
((فللحاء ابتداء وللباء انتهاء وهذا شأن المحبة وتعلقها بالمحبوب فإن ابتداءها منه وانتهاءها اليه .)) قيل عن المحبة .
المحبة : الميل الدائم بالقلب الهائم .
المحبة : إيثار المحبوب على جميع المصحوب المحبة : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب المحبة : مواطأة القلب لمرادات المحبوب المحبة : ان تهب كلك لمن احببت فلا يبقى لك منك شي
المحبة: ان تمحو من القلب ما سوى المحبوب المحبة : توحيد المحبوب بخالص الإرادة وصدق الطلب المحبة : سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب المحبة : ان لايؤثر على المحبوب غيره
المحبه: ان يكون كلك بالمحبوب مشغولاً
قال الجنيد في المحبه وقيل هو من اجمع ماقيل :
جرت مسألة المحبة في مكه أيام المواسم – فتكلم فيها الشيوخ وكان الجنيد أصغرهم سناً . فقالوا هات ماعندك ياعراقي . فاطرق رأسه ، ودمعت عيناه ثم قال (( عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه ثم قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرقت قلبه أنوار هيبته وصفا شربه من كاس وده وانكشف له الجبار من استار غيبته فان تكلم فبالله وان نطق فعن الله وان تحرك فبأمر الله وان سكت فمع الله فهو بالله ولله ومع الله) فبكى الشيوخ وقالوا ماعلى هذا مزيد جزاك الله خير ياتاج العارفين .
تشتاقكم كل أرض تنزلون بها *** كأنكم في بقاع الارض امطار
وتشتهي العين فيكم منظرا حسناً *** كانكم من عيون الناس اقمار
لا أوحش الله ربعا من زيارتكم *** يامن لهم في الحشا والقلب تذكار
ثالثاً : الأسباب الجالبة لمحبة الله
قال ابن القيم رحمه الله :الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة :
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه .
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
3- دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبه على قدر نصيبه من الذكر .
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وان صعب المرتقى .
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها .
6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الظاهرة والباطنة.
7- انكسار القلب بين يدي الله تعالى
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبوديه بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
9- مجالسة المحبين والصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ، ولا نتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل
رابعاً : من مراتب المحبة العبودية
العبودية : مرتبة عظيمة من مراتب المحبة . قال ابن القيم رحمه الله : (( حقيقة العبودية : الحب التام مع الذل التام والخضوع للمحبوب )) .
لما كمل النبي صلى الله عليه وسلم وصفه الله بهذه المرتبه (تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ....) ولنعلم أن سر العبودية وغايتها وحكمتها : إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب عزوجل ولم يعطلها انما خلق الله الخلق لعبادته الجامعة بكمال محبته مع الانقياد والخضوع له .
أصل العبادة : محبة الله ، بل إفراده بالمحبه ، وأن يكون الحب كله لله ، فلايحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه ، كما يحب أنبياؤه ورسله وملائكته وأولياؤه ، فمحبتنا لهم من تمام محبته وليست محبه كمحبة من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحبه
خامساً : أنواع العبودية
العبودية لله تضم : قول اللسان – قول القلب – عمل القلب .
1- قول القلب : هو اعتقاد ماأخبر الله سبحانه بع عن نفسه ، وعن أسمائه وصفاته، وأفعاله وملائكته ولقائه على لسان رسله صلوات الله وسلامه عليهم .
2- قول اللسان : لإخبار عنه بذلك ، والدعوة إليه ، والذب عنه وتبيين نطلان البدع المخالفة له ، والقيام بذكره وتبليغ أمره
3- عمل القلب : كالمحبه ، والتوكل عليه ، والإنابه إليه ، والخوف منه ، والرجاء إليه ، وإخلاص الدين له ، والصبر على أوامره ، وعن نواهيه
سادساً : ماالمطلوب منا .
1- معرفة عظمة الخالق سبحانه وأن محبته قمة السعادة والقربى .
2- قراءة كتابات وأحوال المحبين لله وتأمل ماهم فيه من خير ونعيم .
3- التعرف على الأسباب الجالبة لمحبة الله والعمل بها .
4- أن نعلم أن كمال عبوديتنا لله هي دليل صدقنا مع الله ومحبتنا له وشوقنا للقائه .
5- عبوديتنا لله ومحبتنا له تكون بالقلب وباللسان وبالجوارح

ساره ابراهيم
06-12-2009, 08:40 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-ce1ff1f386.gif
البكاء من خشية الله.. تربية القلوب
يتسارع وقع خطى الأيام، وتتسابق لحظات المرء، نحو ساعات يشبه بعضها بعضا، وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية، فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة، فيندم عندئذ ندما كبيرا، ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.
وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن ثمة لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه، يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها العهد، وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرورق عيناه بدموع إيمان، فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد.
القرآن والسنة
قال الله تعالى: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" (الإسراء :109). وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله وقطرة تهرق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى" (أخرجه الترمذي).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم" (أخرجه الترمذي). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله..."، وذكر منهم "ورجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه: (متفق عليه).
سمةالصالحين
عن العرباض بن سارية قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة سالت منها العيون ووجلت منها القلوب..." (أخرجه أحمد والترمذي).
وكان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى فيقال له ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ماذا صعد اليوم من عملي!.
وقال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهبا.
وقال قتادة: كان العلاء بن زياد إذا أراد أن يقرأ القرآن ليعظ الناس بكى وإذا أوصى أجهش بالبكاء.
وقال الذهبي: كان ابن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.
وعن محمد بن المبارك، قال: كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وقال معاوية بن قرة: من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار؟
وقال بكر بن عبد الله المزني: "من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب، تدخل منه إذا شئت وتناجي ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان، إنما طيب المؤمن الماء المالح هذه الدموع فأين من يتطيبون بها؟.
مثيرات البكاء
1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء: فالخلوة الصالحة هي خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة، وأنا هنا أنعتها بالصالحة وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله والخلوص له سبحانه وتعالى قال الله سبحانه: "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً".. وهذه الخلوة الصالحة يكون فيها التدبر في شأن الإنسان وحاله مع ربه، ويكون فيها محاسبة المرء لنفسه، ويكون فيها استدعاء تاريخ حياة كل واحد مع نفسه وفقط، وتكون فيها المصارحة والمكاشفة بين كل امرئ وقلبه، فيعرف مقامه وتقصيره وكم هو مذنب مقصر خطاء.. وعندها يسارع إلى الاستغفار والبكاء من خشيته سبحانه.
2- الإنصات والتدبر للتذكرة والموعظة: فكم من كلمة طيبة كانت سببا في تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة، وقد حذر العلماء من إغفال التذكرة وعدم التأثر بها، فقال إبراهيم بن أدهم: علامة سواد القلوب ثلاث.. ذكر منها: ألا يجد المرء في التذكرة مألما!.. وكان الحسن إذا سمع القرآن قال: والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب وإلا تعب، وقال ذر لأبيه عمر بن ذر الهمداني: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد فإذا تكلمت أنت يا أبت سمعت البكاء من ههنا وههنا؟ فقال: يا ولدي ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
3- محاسبة الجوارح ومخاطبتها: فعن أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى وقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله!، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله تعالى فيه، والحق إن في الحديث إلى الجوارح لاسترجاع لواقع المرء الحقيقي الذي غاب عنه، فينظر إلى كل جارحة من جوارحه ويخاطبها: كم من ذنب شاركت فيه؟ وكم من طاعة قصرت عنها؟ وكم من توبة تمنعت عنها؟ وكم من استغفار غفلت عنه؟.. ويذكر قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ...} الآيات "فصلت".
البكاء والإخلاص
تساؤل يثار كثيرا حول الموقف من البكاء أمام الناس وفي حضرتهم رغم ما يمكن أن يكتنف هذا من التماس ببعض شبهات المراءاة للناس وتصوير النفس بالخشوع والتقوى، فكثير من الناس يمتنعون عن ذلك البكاء ولا يبدونه مهما كانت الأحوال مخافة الاتهام بالرياء أو مخافة مداخلة النفس العجب، وعلى جانب آخر يرى البعض أن البكاء في المجالس وفى المواعظ شيء طبيعي لأصحاب القلوب الرقيقة لا يمكن إنكاره أو اتهام صاحبه بسوء نية، فما هو الموقف الصائب إذن؟.
الناظر إلى أحوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تابعهم ونهج نهجهم من علماء الأمة ليرى بوضوح أن البكاء كان سمة مميزة لهم -كما سبق أن بينا فيما سبق من آثار- بل أكثر من ذلك.. إن بعضهم كان ربما يظل طوال درس العلم الذي يلقيه يظل يبكي حتى ينتهي، فيروي الإمام الذهبي عن أبي هارون قال: كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع، وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا رأيت وجه محمد بن واسع حسبت أنه وجه ثكلى.. إلى غير ذلك من الآثار المتكاثرة.
ولكن هناك أيضا من الآثار ما حض على إخفاء ذلك البكاء وجعله في الخلوة ومنفردا فقط: فعن محمد بن زيد قال: "رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده فقال له: أنت أنت لو كان هذا في بيتك"، وقال سفيان بن عيينة: "اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك"

نصائح تربوية
1- تهيئة البيئة التربوية الإيمانية مهمة في تربية المرء على رقة القلب واستشعار الخشوع واعتياد العين على البكاء، فلم يكن الصالحون يصلون إلى هذه الدرجة العالية من البكاء من خشية الله لولا أن هناك بيئة إيمانية تربوا عليها وفيها أعانتهم على ذلك وتلك البيئة لها أكبر الأثر في التشجيع على الأعمال الصالحة والتربي عليها، والمربون الذين يهملون تهيئة تلك البيئة أو يتناسون أثرها هم مخطئون ولا شك، يروي ابن الجوزي أن عمر بن عبد العزيز بكى ذات ليلة، فبكت فاطمة زوجته، فبكى أهل الدار لا يدري أولئك ما أبكى هؤلاء فلما تجلت عنهم العبرة سألوه ما أبكاك؟ فقال: ذكرت منصرف القوم بين يدي الله فريق في الجنة وفريق في السعير، فما زالوا يبكون!.
2- أثر القدوة مهم جدا في التربية على تلك العبادة الصالحة فقد كان البكاؤون السابقون يجدون القدوة الصالحة في ذلك من معلميهم ومربيهم فكانوا يتشبهون بهم إلى أن يصير العمل الصالح عندهم أساسا وأصلا، أما أن يبح صوت خطيب أو معلم يعظ الناس في البكاء والناس لم يروا عليه أبدا أثرا للبكاء فلا أثر لنصحه أبدا.
3- يجب ألا يكون بكاء المرء على شيء من الدنيا فات أو صاحب فقد أو مصيبة حدثت فذلك بكاء الدنيا وإنما مقصودنا هو بكاء الخشية من الله، وهو أن يكون باعث البكاء دائما هو خشية الله سبحانه وتوقيره والتقصير في حقه تعالى وكثرة ذنوب العبد وخوف العاقبة، وقد كانت أسباب بكاء الصالحين السابقين تدور حول: تذكر ذنبهم وسيئاتهم وآثار ذلك، أو التفكر في تقصيرهم تجاه ربهم سبحانه وما وراء ذلك، أو الخوف من عذاب الله سبحانه وسوء الخاتمة أو الخوف من ألا تقبل أعمالهم الصالحة، أو الخوف من الموت قبل الاستعداد له أو الشوق إلى الله سبحانه ومحبته، أو خوف الفتن ورجاء الثبات على دينهم أو رجاء قبول الدعاء.

ساره ابراهيم
06-12-2009, 10:00 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-ce1ff1f386.gif
أحترس من الذئاب التي لا يشعر بها أحد
يمر الإنسان منّا بمراحل إيمانية مختلفة ويستشعر أشياء في وقت لا يستشعرها في وقت أخر، أتذكر منذ بداية التزامي عندها أخذت على نفسي عهدا ألاّ أعصي الله، ووقتها كنت أظن أنّني مادمت لا أعصي الله وما دمت أحبه وأحب ديني وأحرص على رضا ربي فأنا على خير عظيم ولا داعي للخوف من النّار، وكنت وقتها أستعيذ من سوء الخاتمة بلساني ولا أستشعر بقلبي خطورة الأمر، وكنت أتعجب كثيرا عندما أسمع من يقول بوجوب عدم الأمن من مكر الله.
ومرت الأيّام وأنا أشعر بهذا الرضا عن نفسي، وكلما مر الوقت زاد عندي العجب بهذه النفس التي لا تستطيع أي معصية الوقوف أمامها ولا تمل أبدا من الطاعة، وشاء الله أن حدثت لي مشكلة كبيرة شغلتني كثيرا واستمرت هذه المشكلة شهورا، وبعدها إذا بي أجد نفسي قد انشغلت بها عن طاعة الله وغفلت كثيرا، لم أعد أجد تلك اللذة التي أجدها رغم أنّني لم أفرط في الطاعة ولم ارتكب معصية، وجدت علاقتي بربي قد أصابها شيء، لم تعد كسابق عهدها، ومن استشعر حلاوة الإيمان ولذة العبادة يستطيع أن يفرق بينها وبين الإبعاد والطرد، لقد انقلبت حياتي عذاب، وقتها شعرت أنّني فقدت روحي، بل فقدت كل حياتي كلها ولم تعد لها أي لذة أو طعم بل شقاء وعذاب وضنك ليس له نهاية، لم يكن يخطر ببالي أنّني سيحدث لي هذا أبدا، وقتها بكيت وصرخت هل أنا خائنة؟ لماذا استبدلت القرب بالبعد، والوصل بالجفاء؟ وكيف استمرئت الانشغال عن الله؟ وهل مثل ربّي يغفل عنه؟ جلست أبكي؟ ماذا حدث؟ أين الخلل؟ هل هذا غضب حل بي أم عقاب؟ وأحضرت كتاب عن الانتكاسة وأخذت أقرأه، بحثت عن شريط لأسمعه وإذا بالشيخ يقول:
أيّها المعرض عنا
إن إعراضك منا
لو أردناك لجعلنا
كل شيء فيك يردنا
فهاجت مشاعري واحترق قلبي وصرخت: ربّاه أنت من مننت علي بالهدى والالتزام ولذة الإيمان من غير ابتداء مني ولا فضل، فلما سلبتني إيّاه يا كريم، هل ستجعلني من القوم الخاسرين؟ أخذت استرجع ما حدث وأبكي، أين الخلل؟ أين هو؟ لقد من الله علي فهو اللطيف الجواد أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، أدركت بتوفيق الكريم أن الخلل كان في العجب بالنفس ورؤية العمل، أصابني غرور الطاعة وأنساني أنّ ما أنا فيه ليس مني، بل الفضل والمنة لله وحده وهو فضل منه جل وعلا، ولو وكلني ربّي لنفسي لوكلني إلى نفس أمارة وضيعة حقيرة فضعت وهلكت، وتعلمت أن أظل أخاف من تقلب القلوب فهي سريعة في التقلب، وأضل على وجل أن يمكر الله بي وأن أداوم على الاستعاذة من سوء الخاتمة، وأن أظل أعرف نفسي بالفقر والضعف والذل والجهل والضعة وأن أعرف ربي بالغنى والقوة والعلم والعظمة والإجلال، وأنّ ما أنا فيه ليس لشرف ذاتي داخلي بل هي وهبة مكتسبة من رب البرية، عرفت أن ذنوب القلوب التي لا نستشعرها أخطر بكثير من ذنوب الجوارح، تعلمت أن احذر هذه الذئاب الجائعة التي تأكل الإيمان وتخسف بالقلب، كما مثلها لنا رسولنا فقال: «ما ذئبان جائعان، أرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» [صحيح الجامع: 5620] ماذا يترك الذئبان الجائعان من الغنم؟ هو نفسه ما يتركه الشرف والمال لدين صاحبه أو ربما أكثر، يا الله كم هي الذئاب الجائعة، العجب والفخر والرياء وحب المال والدنيا والشهرة والرئاسة والسلطة والحقد والحسد والغيرة و...
لا أدري على ماذا أشكر الله على هدايته لي الأولى أم على غفلتي التي أيقظتني أم على هدايته الثانية أم على ماذا؟
يا الله ما أرحمك وما أكرمك وما ألطفك وما أجودك على أمتك الحقيرة الضعيفة الوضيعة، لقد كان الذئب الذي سلبني حلاوة الإيمان ولذة الطاعة هو رؤية العمل والعجب به، فقد كنت جاهلة أظن أن الإخلاص هو نقيض الرياء فحسب، لم أكن أعلم أن العجب بالنفس الذي أدى إلى الأمن مكر الله من قوادح الإخلاص، وكذلك طبعا الرياء والسمعة حب الدنيا والشهرة والشرف من قوادح الإخلاص، لقد صيرت نفسي العمل الصالح جندا من جنودها فصالت به وجالت فكان البعد جزاؤها، الله الله في القلوب يا عباد الله.
وخلاصة تعريف الإخلاص كما قال سهل: "نظر الأكياس في تعريف الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله وحده لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا. فلا يعمل لاكتساب محمدة ولا لتصنع لمخلوق ويستوي عنده المدح والذم".
يا الله كيف الوصول إلى هذا؟ إنّ ممّا يساعد على الإخلاص حب الله وتعظيمه ومعرفته حق المعرفة ومعرفة النفس، فمن عرف أنّ الله هو السيد الغني المطاع ذو العزة والعظمة والجبروت، وأنّه العبد الذليل الضعيف الحقير لاستحى من الله أن يرى في قلبه شريك من حظ نفس أو طلب ما عند العبيد، إنّ من عرف قدر نفسه وقدر النّاس لأنزلهم منازلهم ولم يتخذهم شركاء مع رب الأرباب، ويجب على كل منا أن يجاهد نفسه، ولا يترك لها الحبل على الغارب، بل يؤدبها ويزكها ويكثر من الأعمال الخفية التي لا يطلع عليها إلاّ الله، ولا يترك العمل خوفا من الرياء، فإنّ هذا الذي يريده الشيطان، وليذكر نفسه دائما هل سيسرها أن تكون من أول من يسعر بهم النّار يوم القيامة؟ ماذا ستفعل لك نفسك وقتها وماذا سوف يفعل لك هؤلاء النّاس؟
إنّ القلوب بيد الله وحده يقلبها كيف يشاء، فلندعو الله ونستعين به ونتوكل عليه ونسأله سؤال مضطر ونلح في السؤال ونختار أوقات الإجابة أن يطهر نفوسنا ويصلح قلوبنا، يا الله لقد تعلمنا الكثير ودرسنا الكثير ولكن أهملنا علم القلوب واهتممنا بعلم الجوارح رغم أنّ تزكية القلوب أهم وأولى، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)} [سورة الشمس: 7-10]. وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم «ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» [صحيح البخاري: 52].
الله الله في القلب يا عباد الله، فإنّ القلب هو الملك والجوارح له خدام ورعية، فإذا فسد فسدوا، رابطوا على ثغور القلب واحترسوا أن تلتهمه الذئاب الجائعة.

أحمد فاروق سيد حسنين
06-12-2009, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


إياك أن تمكر به فيمكر بك


الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، وبعد

فتدبر معي هذه الآيات:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} فاطر {10}

وقال تعالى:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال {30}

وقال سبحانه: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} إبراهيم {46}

وقال سبحانه: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (*) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (*) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} النمل {50 -52}


وقال تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} النحل {26}


وقال عز وجل: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} يونس{21}


وقال عز وجل: {وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} الأنعام{123}


وقال عز وجل: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} النمل {50}،

وقال عز وجل: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ (*) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ (*) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ} النحل {45 - 47}..


وقال جل وعلا : {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ} الأنعام {124}


وقال جل وعلا: {اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فاطر {43}


وقال سبحانه: {وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} فاطر {10}


وقال تعالى: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} الرعد {42}


وقال عز وعلا: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} الأعراف {99}.

إن التأمل في هذه الآيات ومعاودة قراءتها بتأنٍ وتدبر يغرس في القلب الخوف من المكر، فها هي عاقبة المكر تراها واضحة أمامك ، وكأن الآيات تقول لك:


" إياك أن تمكر .. إياك. "


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" المكر والخديعة والخيانة في النار"

.. فإياك أن تمكربه فيمكر بك..


إن كثيرا من الناس يعيش في هذه الدنيا بالمكر، فتجده يتعامل مع زوجته بالمكر، مع أبيه بالمكر، مع مديره وزميله في العمل بالمكر، مع جاره ومن حوله بالمكر.. فيظن أنه يستطيع أن يمكر بالله!


كلمة خطيرة لابن الجوزي يقول فيها:

" تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات. والله إن هذا لمكر" اهـ.


فتراه قد واعد البنت الفلانية ليقابلها غدا، ويجلس في المسجد أمام الخطيب وهو يفكر في الموعد.. إصرار على المعصية


.. أتمكر بربك؟!..


يأكل الحرام ويواعد على رشوة، ومع ذلك يصلي ويتصدق ويحجز مكانه لأداء العمرة..


تمكر بمن؟!


وستجد من يجلس في المسجد يستغفر وهو يحمل علبة السجائر مصرًّا على المعصية، ويقول: اللهم تب علي!


.. بمن تمكر؟!! ..


وأعجب من هؤلاء جميعاً من إذا سمع بهذا الكلام قال معاندا:

"إذا والله لن أتوب ولن أصلي.."

لا .. أنا لا أقول ذلك الكلام لتقول هذا، ولكن أقوله لكي لا تمكر بربك.. فهو الذي خـلقك ويعلمك.


فالذي قد واعد البنت الفلانية وجاء ليصلي يمكر.. نعم:

هذا مكر..

وتعجب من قوله حين يسمع بهذا الكلام:

"أنا آسف، لن أصلي بعد الآن"

.. وهذا هو الغلط.. هذا هو العور في البصيرة..

فبدلا من أن تقول: "تبت إلى الله"، تقول هذا الكلام؟!.. سلم يا رب سلم.. "تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات

. إن هذا لمكر"

فالمفترض والمتوقع حينما أقول لك هذا الكلام أن تقول: "لا للمعصية"، لا أن تقول: "لا للطاعة"!!


وفرق كبير بين الذي يعصي ثم يستغفر ويتوب ويندم ويعزم على ألا يعود، وبين من يمكر السيئات.. وفرق كبير بين من يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب، وبين الذي يدبر ويمكر ويصر ويستمر.


هذا هو الملحظ الخطير عند تأمل الآيات السابقة:
إنك تجد التفريق بين من يتورط في المعصية عند غلبة الشهوة مع الجهل وشدة الغفلة، وبين من يمكر للموضوع؛ فيحتال ويدبر ويحتاط ويتربص، ويبحث عن الشبهات، ويتعامى عن الضوابط، لذا كانت عقوبة الماكر أشد بكثير من عقوبة العاصي.


فلا تصانع بالطاعات وأنت مصر على المعاصي، ولا تقل: إذا لن أصلي حتى أنتهي عن المعاصي!!.. لأن هذا مكر!.. ولم لا تنتهي عن المعاصي وتستمر في الصلاة؟
اللهم تب على كل عاص مسلم يا رب..


أُخَـــيّ


تأمل معي قصة أصحاب السبت لما مكروا على الله، واستخفوا بزواجره، فمسخوا قردة..


قال الله تعالى: {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} الأعراف {163}

أي: واسأل يا محمد يهود المدينة عن أخبار أسلافهم وعن أمر القرية التي كانت بقرب البحر وعلى شاطئه، ماذا حل بهم لما عصوا أمر الله واصطادوا يوم السبت؟ ألم يمسخهم قردة وخنازير؟!


إن الاعتداء في السبت مجرد معصية أهون من كثير من معاصيهم؛ كقتل الأنبياء وطلب رؤية الله جهرة وطلب أصنام وعبادة العجل..

قطعا الاعتداء في السبت أخف من كل هذا بلا شك، وفي كل هذا لم يمسخوا، وإنما مسخوا باعتدائهم في السبت، وهذا يدلك على أن العقوبة لم تكن على مجرد المعصية، وإنما العقوبة على المكر.


قال الفيروز أبادي: "إن معصيتهم هذه كان فيها استخفاف بالله، إذ حفروا الحفر يوم الجمعة، ونصبوا عليها الشباك، فوقعت فيها الأسماك يوم السبت وهم ينظرون، ثم جمعوا السمك يوم الأحد .. فتراهم قد خادعوا ومكروا بنصب الشباك يوم الجمعة، وجلسوا كالمستخفين بربهم يوم السبت يضعون أيديهم في جيوبهم، وهم ينظرون إلى السمك يتساقط في شباكهم التي نصبوها ويقولون: يا رب انظر كيف نحن مطيعون لك يوم السبت فلم نصنع شيئاً مطلقاً .." وهيهات هيهات.


لقد وقع ذلك لأهل القرية التي كانت حاضرة البحر من بني إسرائيل .. فإذا جماعة منهم تهيج مطامعهم أمام هذا الإغراء، فتتهاوى عزائمهم، وينسون عهدهم مع ربهم وميثاقهم، فيحتالون الحيل - على طريقة اليهود - للصيد في يوم السبت! وما أكثر الحيل عندما يلتوي القلب، وتقل التقوى، ويصبح التعامل مع مجرد النصوص، ويراد التفلت من أوضح الواضح من الأحكام.



إن أوامر الشريعة ونواهيها لا يحرسها مجرد النصوص في الكتاب و السنة أو جهود الدعاة والوعاظ، بل ولا السيف ولا المدفع، إنما تحرسها القلوب اليقظة التقية التي تستقر تقوى الله فيها وخشيته، فتحرس هي شريعتها وتحميها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الحلال بين، وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه"

ثم عقب على ذلك بقوله:

" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".


فمهما قلنا:

"حلال .. حرام .. يجوز .. لا يجوز .. يجب .. يكره .."

فلن يجد هذا الكلام صدى إلا عند أصحاب القلوب التقية النقية والنوايا الطيبة.

من أجل ذلك تفشل الأنظمة والأوضاع التي لا تقوم على حراسة القلوب التقية. تفشل النظريات والمذاهب التي يضعها البشر للبشر ولا سلطان فيها من الله

.. ومن أجل ذلك تعجز الأجهزة البشرية التي تقيمها الدول لحراسة القوانين وتنفيذها . وتعجز الملاحقة والمراقبة التي تتابع الأمور من سطوحها!


وهكذا راح فريق من سكان القرية التي كانت حاضرة البحر يحتالون على السبت الذي حُرم عليهم الصيد فيه .. وروي أنهم كانوا يقيمون الحواجز على السمك ويحوِّطونه يوم السبت، حتى إذا جاء الأحد سارعوا إليه فجمعوه وقالوا: إنهم لم يصطادوه في السبت، فقد كان في الماء – وراء الحواجز – غير مصيد".


فيا من تصيد المعاصي والسيئات مكراً وخداعاً؛

الله يراك ويعلم نواياك، فاتق الله واحذر مغبة ذنبك وعاقبة فعلك .. ومهما خدعت الناس ومكرت على الخلق وانطوى ذلك عليهم فلن تخدع الله .. وإذا مكرت فاعلم أنه:


{لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} فاطر {43}.


حبيبي في الله


يا من تملأ قلبك بالهموم وتدنسه بالمعاصي عامداً ثم تسأل الله سلامة القلب!


.. إن هذا لمكر ..


مستمر في شحن قلبك بالهموم ومتعمد .. تحمل هم المال وهم اللباس وهم الصيف وهم الشتاء وهم العيال وهم البنات وهم الراتب وهم الشغل وهم .. وهم .. وتقول: "يا رب طهر قلبي" وأنت المداوم على تدنيسه!!


إن هذا لمكر ..


اللهم طهر قلوبنا يا رب.

يا من تحرص على الدنيا وتغفل عن الآخرة،يا من كثرت ذنوبه و تأخرت توبته ثم تشكو قسوة القلب!!


.. إن هذا لمكر .. فإياك أن تمكر ..


كن صادقاً مع الله تعالى.. لا تكن ثعلباً فالطريق وعرة .. الطريق إلى الله وعرة، ولن تصل إلا بتوفيقه، أفيه تمكر وهو دليلك الوحيد؟!

ولذا؛ إذا أردت الوصول إلى الله فتب من المكر، واجعل همومك هما واحداً هو الله .. الهموم نجسة فطهر قبلك منها ..


اللهم طهر قلوبنا يا رب.


أحبك في الله

و صلى الله و سلم على النبي محمد و على آله و صحبه
و الحمد لله رب العالمين


كتبه الشيخ

" محمد حسين يعقوب "

حفظه الله ورعاه .

أحمد فاروق سيد حسنين
06-12-2009, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من دروس فضيلة الشيخ
محمد حسين يعقوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عفواً لقد نفذ رصيدكم !!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب المبين على عبده ورسوله الصادق الأمين , فشرح به صدور عباده المتقين الغر الميامين , وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له
ولا ولد له ولا ند له , واحد في ذاته متفرد بصفاته , ليس كمثله شئ وهو السميع البصير, إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أنتهي إليه بصره من خلقه ,

وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه , سيد الأولين والآخرين , وخاتم الأنبياء والمرسلين , والمبعوث رحمة للعالمين.


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ متهما رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد,,,





http://i39.tinypic.com/21ak2dv.gif





عفواً .. لقد نفذ رصيدكم!!!


عبارة تسمعها كثيراً عندما تهم بطلب رقماً ما ثم تكتشف أنك نسيت أن تقوم بشحن وزيادة رصيدك فى هاتفك المحمول ..... وقد تكن فى يوم من الأيام لديك رصيد كبير فأنت مطمئن أنه يمكنك إجراء المكالمات بأمان حتى وإن دخلت فى فترة السماح فسيمكنك على الأقل إرسال رسائل قصيرة إعتماداً على وجود رصيد سابق لديك .

هل سمعت عن أحدا! يطلب وليس لديه رصيد؟ الإجابة بالطبع لا..

أهم ما فى تلك المقدمة أننا نمر بها جميعا ونعرفها جيداً . لذا سندلف على الموضوع سريعا...


لدى لك سؤال



هل لديك رصيد عند الله فتطلب ما تشاء ؟

إنه الرصيد .... إنك تطلب من الله وأنت تعلم أنه يملك مقاليد كل شيء ، ولكن هل نظرت للأمر من تلك الزاوية ؟ وهل سألت نفسك يوماً هل لدى رصيد عند الله أم لا؟ وهل رصيدك يكفيك أم لا؟


كلنا يعلم قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار والتي حكاها النبي صلى الله عليه وسلم

"عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا

لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة

غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون "





http://i39.tinypic.com/21ak2dv.gif





ترى ... هل لو كنت أنت رابع هؤلاء الثلاثة وكان خروجهم من الغار متوقف على دعوة واحدة منك وتوسل إلى الله بعمل صالح فعلته ابتغاء وجهه أكان لديك ما تدعو به فينجيك الله بسببه؟

أتدرى لماذا قال المصطفى

" كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون "

ذلك لأن هؤلاء آثروا رضا الله على شهواتهم واختاروا الله فلهذا قال الله فيهم

إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً

فانقلبت سيئاتهم بعظم حجمها وكبرها إلى أرصدة من الحسنات كثيرة ... أرأيت وسائل زيادة الأرصدة .. إلا من تاب ثم آمن ثم عمل صالحاًً ...

أرأيت سحرة فرعون ؟ إنهم قوماً كانوا فى يوماً واحد على ثلاثة أحوال . ففي أول اليوم كانوا كفرة بطبيعتهم ، وعندما جمعهم فرعون ليناظروا نبي الله موسى باعتباره ساحر مثلهم ثم رموا عصيهم

"فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ"

ثم أوحى الله لنبيه

"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "

ترى ماذا فعلوا بعد أن رأوا آيات الله وهم أعلم الناس أن هذا ليس بسحر ؟

"وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ "

وهذا هو الحال الثانى لهم ولما رأى فرعون هذا توعدهم بالقتل والصلب فكان ردهم أن قالوا

" إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"

فقتلهم فرعون فكانوا من الشهداء .. سبحان الله !! أرأيت أن القرار الشجاع الذي اتخذوه وهو التوبة إلى الله جعلت لهم من الرصيد ما إن جعلهم شهداء !! وما أدراك ما الشهيد .

إنك قد ترى حولك من قد يصلى ويسرق أو يصلى ويزنى أو أو ، والله يقول

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

ولكن أي صلاة هى التى تنهى ؟ أهي الصلاة التى لا روح فيها ولا خشوع ولا حضور قلب ولا إدراك لمعنى الوقوف بين يدى الله ؟؟ لا والله .
إنها الصلاة التى قال عنها المصطفى

"" جعلت قرة عينى فى الصلاة""

الصلاة التى تدخلها بعد أن تكون قد خرجت من دنيتك ومشاكلك وأعباءك .

فتلك هى التى تزيد من رصيدك وبالتالى هى التى تنهاك عن الفحشاء . وصدقنى إن لم تنهك اليوم فستنهاك غداً أو بعد غد أو حتى بعد عام ... المهم ستنهاك .

يعيش بعض الناس ولا هم لهم إلا جمع المال وأرصدة البنوك ويموتون فتؤول لغيرهم ويذهب كل ذلك
فى الهواء ولكن

"مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ"

الرصيد الذى لا يزول هو دعوة خير دعوت بها لوجه الله وكلمة طيبة تفوهت به لله وصدقة أخرجتها وانت تسأل الله أن يتقبلها منك وكلك إخلاص ومع ذلك تخشى أن لا يتقبلها

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ




http://i39.tinypic.com/21ak2dv.gif





أوا تدرى ماذا يجرى فى القبر .... لا تخف !!! فكما أن بالقبر عذاب فإن به نعيم وأن المؤمن سيصبح قبره روضة من رياض الجنة ( نسأل الله ان تكون قبورنا هكذا) ولكن إنتبه ...

إنك تعلم تمام العلم أن ما من عبد مسلم إلا وسيسأل فى القبر عن ثلاث

{ من ربك , ما دينك , من نبيك }

هنا فقط ستعلم هل لك عند الله رصيد أم لا ..
من الناس إن سئل عنهم فى الدنيا لأجاب ، ولكن ماذا وإن كنت لا تعمل فى الدنيا لدين الله ولا تظم شعائره وتجتنب نواهيه وتمتثل لأوامره ؟ وماذا إن كنت لا تعلم شيئا عن سنة المبعوث رحمة للعالمين ؟ هنا فقط ستعلم أنه قد نفذ رصيدكم!!!!

هل شحنت ليوم وقوفك القبر رصيداً من الحسنات , هل أنت ممن ستحقون أن يثبتهم الله عند السؤال , وما هي أماراتك , أما تخاف حينما

تسأل من ربك فتقول
ها .... ها .... ها

ويسألك الملكان من نبيك فتقول
ها .... ها .... ها

ويسألك الملكان ما دينك فتقول
ها .... ها .... ها

إن سر تلك التهتهة تعني
جملة واحدة



http://i39.tinypic.com/21ak2dv.gif




{عفواً لقد نفذ رصيدكم }

إنك حين تذهب لامتحان تذاكر له جيداً , وتستعد للأسئلة , أما تستحق تلك الأسئلة الثلاث أن تذاكر لها وتحضر لها .
و إلا ستندم حينها أشد الندم , إن عذاب القبر شديد .
هذا إن كنت من التعساء.

أما السعداء فها هم

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ


أى ان السعادة فى الدنيا وفى الأخرة ولاحظ أن الرصيد سيضاعف بفضل الله فى الآخرة خذ هذه أيضا


يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ

قال عنها العلماء أن الثبات والأمر بالمعروف والكلمة الطيبة و عند الإحتضار فى القدرة على النطق بالشهادة وفى الأخرة فى القبر. .

انك ستجيب بكل طلاقة حينما يسألونك الملكان .

من ربك ؟
فتقول { ربي الله }

ما دينك ؟
فتقول { ديني الإسلام }

من نبيك ؟
فتقول { محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم }

هذا لو كان عندك رصيد للإجابة .

أخي و حبيبي فى الله ... من اليوم . بل من الآن اجعل كل لحظة تمر عليك لله وفى الله ولا تظن أن هذا الأمر صعب ، واعمل بنية وتفانى فى زيادة أرصدتك عند الله حتى لا يقال لك :عفوا .. لقد نفذ رصيدكم أو على الأقل ... الحالى لا يكفى لإتمام تلك المكالمة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




http://i42.tinypic.com/2ccpffp.jpg


http://i42.tinypic.com/1zgdohc.gif

فوكس
06-13-2009, 08:37 AM
جزاكم الله خيرا ...

ساره ابراهيم
06-13-2009, 11:19 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-d7f6b33b4d.gif
البكاء من خشية الله
أسبابه ، وموانعه ، وطرق تحصيله
البكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير ، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم (43)] أي، قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم يعني ، أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ... [تفسير القرطبي ( 17 / 116 )]
وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ((إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ )) [البخاري (1242 ) ومسلم ( 924 )]
أنواع البكاء وأصدقها
قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : " البكاء من سبعة أشياء ... البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار ! " .
وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " زاد المعاد " عشرة أنواع للبكاء نوردها كما ذكرها .
§ بكاء الخوف والخشية .
§ بكاء الرحمة والرقة .
§ بكاء المحبة والشوق .
§ بكاء الفرح والسرور .
§ بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
§ بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول " الحزن " : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .
§ بكاء الخور والضعف .
§ بكاء النفاق وهو .. أن تدمع العين والقلب قاس .
§ البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
§ بكاء الموافقة .. فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ... يراهم يبكون فيبكي .
" زاد المعاد " ( 1 / 184 ، 185 ) .
والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس ، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .
البكاء الكاذب
البكاء قد يكون دليلاً على صدق الباكي ، وقد لا يكون ، وقد ذكر القرآن الكريم قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال تعالى وجاؤوا أباهُمْ عِشَاءً يَبْكونَ [يوسف (16)] ، وعلى هذا فإن بكاء أحد المتخاصمين في القضاء ليس دليلاً يُعتدُّ به .
بكاء الإثم !!
البكاء على موت كافر أو طاغية أو فاسد ، وبكاء العاشقين ، وأهل الغرام بالأغاني .
فضل البكاء من خشية الله
قال تعالى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور (25 – 28)]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)) . ‌ [رواه الترمذي ( 1633 )]
وقالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ ، فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )).[رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 )]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)). [رواه الترمذي ( 1639 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1338 )]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله)) [رواه الترمذي ( 1669 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363 )]
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! " .
وقال كعب الأحبار "لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً" .

أحمد فاروق سيد حسنين
06-14-2009, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فضائح

-
-
-
-

نشرت في أحد المنتديات مشاركة بعنوان


(( نصيحة ))


قرأها فقط (( 10 أشخاص في مئة يوم ))!!!!!!!


ونشرت في نفس المنتدى مشاركة بعنوان


(( فضيحة ))


(( قرأها 100 شخص في يوم ))


هذه أكبر فضيحة ...


لكن ...


إذا كنت تبحث عن


؛؛؛ فضيحة ؛؛؛



أهديك أخي / أختي هذه


؛؛؛ النصيحة ؛؛؛


نحن في عصر أصبح العالم يبحث عن الفضيحة أكثر من النصيحة نحن في عصر فقدت فيه الصورة مصداقيتها !!!



فبرنامج الفوتوشوب وغيره


( يكسي العاري ويعري المكتسي )



وفضائح المسلمين أولى بالستر منها



بالنشر ؛؛؛ إشاعة كاذبة تهز كيان


وسمعة شخص وربماعائلة..



لا تصدق كل ما ترى !!



لا تحدث بكل ما تسمع !!



لاتنشر كل ما قرأت !!



** من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة **



لا تبحث عن الغريب !!!



ابحث عن المفيد؛؛؛؛


"كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع"


واعلم ..أنك تموت وتفنى ..وكلماتك هنا بعدك تبقى ..


قال تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق18
قال صلى الله عليه وسلم: “ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم
هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن اموالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا
يضرب بعضكم رقاب بعض..”

و أهدى هذه النصيحة

لكل من يسعى لنشر غسيل الناس
لكل من هدفه تتبع عورات الناس


http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h057.gif

حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم
على ستر العورات فقال
(لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)
[ مسلم ]

http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h019.gif

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ،
و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم
كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ،
ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث : البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
خلاصة الدرجة: [ صحيح ]

http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h019.gif

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله فيفي عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه .
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم - المصدر : المسند الصحيح
خلاصة الدرجة : صحيح

http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h019.gif

اللهم أسترنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد فاروق سيد حسنين
06-14-2009, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشكر و الشاكرين

1- أمر الله تعالى عباده بشكره والاعتراف بفضله،

قال سبحانه
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
[البقرة:152].

وقال سبحانه
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
[لقمان:14].

2 - وأخبر سبحانه أنه لا يعذب الشاكرين من عباده
فقال سبحانه
مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147].

3 - وبيّن سبحانه أن الشاكرين هم المخصومون بفضله ومنته عليهم من بين عباده
فقال سبحانه
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ
[الأنعام:53].

4 - وقسّم الله الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله قال تعالى
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
[الإنسان:3]

وقال سبحانه
إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
[الزمر:7].

5 - وأخبر سبحانه أن حفظ النعم واستمرارها وعدم زوالها وزيادتها مقرون بالشكر
فقال عز وجل
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم:7]


أين الشاكرين للنعم ؟
أين الحافظون للذمم ؟
أين أهل الفضل والكرم ؟

6 - وبيّن الله سبحانه أن الشاكرين قليلٌ من عباده، وأن أكثر الناس على خلاف هذه الصفة،
قال سبحانه
وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
[سبأ:13].

7 - وأطلق سبحانه جزاء الشاكرين إطلاقاً، وجعله عليه سبحانه
فقال عز وجل
وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
[آل عمران:145]
وقال سبحانه
وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
[آل عمران:144].

8 - وأخبر سبحانه أن الشاكرين هم أهل عبادته، وأن من لم يشكره لا يكون من أهل عبادته،
فقال سبحانه
وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
[البقرة:172].

9 - وأخبر سبحانه أن رضاه في شكره
فقال تعالى
وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
[الزمر:7].

10 - وبيّن سبحانه أن الشكر هو أفضل الخصال وأعلاها، ولذلك أثنى به على خليله إبراهيم وجعله غاية صفاته،
فقال تعالى
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ..
[النحل:121،120].


حقيقة الشكر

أخي المسلم
الشكر من أعلى المنازل وأرقى المقامات، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان؛ نصف شكر ونصف صبر. والشكر مبني على خمس قواعد :

الأولى : خضوع الشاكر للمشكور.

الثانية : حبّه له.

الثالثة : اعترافه بنعمته .

الرابعة : ثناؤه عليه بها .

الخامسة : ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم .

فالشكر إذن هو : الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، و إضافة النعم إلى موليها، والثناء على المنعم بذكر إنعامه، وعكوف القلب على محبته، والجوارح على طاعته، وجريان اللسان بذكره .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

براعم مصر
06-14-2009, 03:51 PM
كلٌ منا له وجود على هذا العالم العنكبوتي ..!
سواء على المسنجر أو في المواقع والمنتديات ..!
كون صداقات وربما كان مديراً لموقع ..!
أو إدارياً .. و ربما مشرفاً .. أو عضواً دائماً ..!
اعتدنا عليه يشارك .. يلعب ..!
ولكن ..!
سيأتي يوم ينظر الجميع لأسمك ليجدوا بجانبه ..!

( غير متصل ) Off line
ينتظرك أحبتك فلا تدخل ..!
ويرسلون على بريدك فلا تجيب ..!
ينتظرونك بالساعات على المسنجر ..!
لاتدخل ..!
مازالت الحاله ..!
( غير متصل ) Off line ..!
ربما أياماً خشيت أن يدخل أحد أحبتك ولا يجدك ..!
وتركت الحالة على المسنجر ..!

( سأعود حالاً ) Be Right Back..!
وأعتاد أن تعود ولكن أرادك الله عز وجل هذا اليوم..!
وهذه الحظة أن لا تعود ..!
يومها ستتوقف مشاركاتك عند عدد معين ..!
لن تستطيع أن تزيده ولو بمشاركه واحده فقط ..!
لأنك ستكون قد رحلت عن الدنيا ..!
لن تكون قادرا على الاتصال حتى ترد أو تعلق ..!
أو حتى تعدل او تعتذر على ما فعلته يوما لمن اخطأت في حقهم ..!
فأنت لست معنا ..!
انك هناك في حفرة ضيقة ..!
من غير أحد يؤنسك وحدك هناك ..!
تتحسر على أعمالك ..!
أو ربما تؤنسك أعمالك ..!
رحلت عنا ولم يتبقى لنا سوى ما سطرته لنا يداك ..!!
اخي و اختي
فأحرص و أحرصي ..!
على أن تكون سطورك ..!
حسنات جارية لك في قبرك ..!
فكل إنسان محاسب ..!
حاول بسرعة أن تغير وتعدل ..!
لأنك ببساطة ..!
أنت الآن ................

" متصل " .On line..!!

أخوتي وأحبتي في الله ..!
هذه كلمات قرأتها هذا اليوم وفي هذه الساعه ..!



ولاني امر بموقف مشابه قررت ان أكتبها لكم ..!
فلماذا الان ونحن " متصلون " ..!
لا نسعى لاسعاد من حولنا ..!
لنعلم مقدار حبهم لنا ..!
من اعتبرونا اكثر مما كنا نتوقع ..!
واعطونا اكثر مما نتخيل ..!
لماذا لا نسعدهم ؟؟؟؟؟
لماذا لا نعبر لهم ولو بكلمة عن مدى سعادتنا لوجودهم بيننا ..!
لماذا وهم من يعطونا الامان ..!
في زمن قلما ما نجد فيه شخصا امينا يحافظ علينا ..!
ويحبنا بصدق دون مصالح ..!
احبائي ..!
فلنحافظ على من يحبونا ..!
ونبحث بداخلنا ..!
صدقوني سنجد اننا نحبهم ايضا ..!
حتى إن اخطأوا في حقنا ..!
فمن الواجب ان نسامحهم ..!
ونتذكر كل شئ طيب فعلوه بحقنا ..!
نتذكر ايامنا معهم ..!
كم رسموا البسمة على شفاهنا ..!
وادخلوا السعادة الى قلوبنا ..!
فلنتذكر ..!
فلربما اخطأنا في حقهم دون قصد في يوم من الايام ..!
هم ايضا سيسامحونا ..
ابحث في قلبك عن التسامح ستجده في وسط قلبك ..!
او بمعنى اخر في قلب قلبك..!
في جوفه ..!
في صميمه ..!
في ذاك المكان الذي لا يسكنه الا من تحبهم فقط ..!
ابحث عن اصلك الطيب .. ودائما تذكر مقولة ..!

(ان سامحت الناس أحبوك )
وخجلوا من انفسهم لانهم يوما أخطؤا في حقك
اعتذر عن الاطالة ..!
ولكن ..!
بداخل كل منا انسان
طيب ..
حساس بريء ..
براءة الطفولة ..!
فلا تجعلوا الشيطان يتغلب عليكم ..!
ويجعل ما بداخلكم من شر وحقد ..!
اكثر مما بداخلكم من خير و محبة لمن حولكم ..!
هذه كلمات ..!
اقسم انها من قلبي ..
ليتها تجد مكانا في قلوبكم ..!
قلوبكم الصافية النقية .. المحبة للخير ..!
منقول للأمانة

اوسو
06-14-2009, 06:09 PM
السلام عليكم , والله بجد حاجة جميلة موضوعك اثر فيا جامد جدا .

حسام هداية
06-14-2009, 09:12 PM
أخت

براعم

أسلوب جميل ورشيق ومؤثر

يأخذنا من الواقع الذي يعيشه الكثير

إلى المفترض أن يكون

في طاعة الله عز وجل

جزاك الله خيرا

حسام هداية
06-14-2009, 09:14 PM
أخ

أحمد

هداك الله وإيانا

وستر الله عرضك

ahmedrazik
06-15-2009, 08:19 AM
اللهم استرنا واياك فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض

ساره ابراهيم
06-16-2009, 11:23 PM
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-c52ac7b4da.gif
أتمنى من الكل قراءة الموضوع كامل
جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم ...
شدوا وثاقها
وحرموها حواسها
وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج
في ارتفاعه وحركته
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم
...؟!! ماله لا يمنعهم من
أخذها ...؟!!
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ...
ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء ..
ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ...
وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض ..
وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
ثم حملت ثانية ..
وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهي لسمعها صوت نشيج ... انه إبني .. نعم إبنـي ...
لعله
آت لانقاذي ...؟
لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت
خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا :
تماسك ... إنما الصبر عند الصدمة الأولى ... أدع لها يا بني ...
هيا
بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ...
فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما :
لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى
ليسد
الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ...
الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي إعتادته ...؟!
فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فـ ينعـكــس على الأشياء والأشخاص
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة
العينين
تماما ..
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد إبتعــدت تماما فـ سَـرت رعـدة في
أوصالها ونهضت تحــاول اللحاق بهم ...
كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ...؟!!
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ...!!
فرأت ما لم تره من قبل ...!!
رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ...
لكن كيف تراه رغم الحلكة ...؟؟
قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟؟
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...!!
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
صمتت في عجز ...
تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن
الأرض
قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها
التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك ؟
- هاه .. !
- من ربك ؟
- ربي .. الله ..
- ما دينك ؟
- ديني الاسلام ..
- من نبيك ؟
- نبيي .......
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
أعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت أسمه ألم تكن تردده على لسانها
دائما ألـم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك ؟
- لحظة أرجوك
... لا أستطيع التذكر ..
أرتفعت عصا غليظة في يد الكائن ...
وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها ..
فصرخت ...
وتشنجت أعضاؤها ...
وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها ...
مستغربة ...!!
فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنــقــذتـــك دعــوة كـُـنــتِ
تـُـردديـِـنـها دائــماً
( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع
ليس هذا موضع إبتسام ....
يا ربي متى تنتهي
هذه اللحظات القاسية؟؟؟
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
بعد قليل قال لها منكر :كُـنـتِ تــؤخــرِيـن صــلاة الفــجـــر؟؟
أتسعت عيناها ...!!!
عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ...
دفعها
أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر
ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فأستمرت في الـنــظــر على المكان الرهــيـــب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء ..
عويل وثبور ...
وعظام تتــكـســر ..
وأجساد تحرق ...
ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان
من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ...
وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك
من
أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها
ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وأنخلع عن جسده متدحرجا
... صرخت ... بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى إسقاط الصخرة
عليه
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
هنا .. قيل لها :
- هيا .. إستلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان
مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
أستلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها ..
إستغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة مغلقة مغلقة
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ...
ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود
لتصلي ركعتين .. ركعتين فـقــط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية
يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما إستبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى
موضعها
ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء
من
حوله
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك ؟
- أرُسِـلـتُ لهـا ... لأحميها وأمنـَعــك
- أهذا أمر من الله عز وجل ؟
- نعم
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... أختفى .. وبقي الشاب حسن
الوجه
هل هي في حلم ...؟!!!
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت ؟
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مـُتّ وهو لا
يـنـفـك يدعو لك حتى صور الله دعاءهـ في أحسن صورة وأذن له
بالإستجابة
والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
إنظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
(( وولد صالح يدعو له ))
http://www.a7lashare.net//uploads/images/A7lashare-33028cea94.gif
عسى الله
ان يمنع عنك عذاب القبر و ان يرزقك بدعوة صالحة
تنقذك من يد ملائكة العذاب
فاعتبــروا يا أولــي الالبـــاب
نســأل اللـه العظيــم أن يغفــر خطــايـانــا ويحــسن
خــواتيــم
أعمــالنـــا
سبحـــان الللــه وبحمــده سبـحــان اللـه
العظيـــم

taleb 3elm
06-19-2009, 03:11 PM
http://up.graaam.com/uploads/images/graaam-e23b91a653.gif




حِكَم وأسرار من قوله تعالى:

{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:

"في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد:

فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب، فان الله يعلم منها مالا يعلمه العبد، وأوجب له ذلك أمورًا منها:

* أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء؛ لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح، وإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع.

* وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهى وإن هويته نفسه ومالت إليه، وإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب، وخاصيَّة العقل تحمُّل الألم اليسير لما يُعْقِبه من اللذة العظيمة والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة لما يُعْقِبها من الألم العظيم والشر الطويل.

فنظر الجاهل لا يجاوزُ المبادئ إلى غاياتها، والعاقل الكيِّس دائمًا ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها، فيرى ما وراء تلك السُّتور من الغايات المحمودة والمذمومة، فيرى المناهي كطعامٍ لذيذٍ قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعنه لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السمِّ، ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مُفْضِ إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول؛ ولكن هذا يحتاج إلى فَضْلِ علمٍ تُدْرَك به الغايات من مبادئها، وقوة صبر يوطِّن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمِّل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذَر عليه ذلك، وإذا قوى يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحمَّلها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.

* ومن أسرار هذه الآية: أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضا بما يختاره له ويقضيه له؛ لما يرجو فيه من حسن العاقبة.

* ومنها: أنه لا يقترح على ربه،ولا يختار عليه،ولا يسأله ما ليس له به علم،فلعل مضرته وهلاكه فيه وهولا يعلم،فلا يختار على ربه شيئًا؛ بل يسأله حسن الاختيار له،وأن يرضِّيه بما يختاره،فلا أنفع له من ذلك.

* ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربه ورضي بما يختاره له، أمدَّه فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر، وصرف عنه الآفات التي هي عُرْضة اختيار العبد لنفسه،وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه،بما يختاره هو لنفسه.

* ومنها: أنه يُرِيُحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات،ويُفرِّغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منه في عَقَبةٍ وينزل في أخرى،ومع هذا فلا خروج له عما قُدِّر عليه،فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوفٌ به فيه؛ وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه؛ لأنه مع اختياره لنفسه.
ومتى صحَّ تفويضه ورضاه،اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به، فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يَحْذَره، ولطفه يهوِّن عليه ما قدَّره.

إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تَحَيُّله في رده، فلا أنفع له من الاستسلام، وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحًا كالميتة، فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف!

فوائد الفوائد
الإمام ابن القيم -رحمه الله-

taleb 3elm
06-19-2009, 03:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال حكيم اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك ويسلم لك عرضك ودينك :
1** لا تحزن على مافاتك
2** لا تحمل هم مالم ينزل
3** ولا تلم الناس على مافيك مثله
4** ولا تطلب الجزاء على مالم تملك
5** ولا تنظر بشهوة الى مالم تملك
6** ولا تغضب على من لم يضره غضبك
7** ولاتمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك