تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنقاذ الشباب من التطرف والإرهاب


khaled88
04-11-2009, 11:11 AM
إنقاذ الشباب من التطرف والإرهابالعنوانكيف يمكن إعداد منهج إسلامي نستطيع من خلاله حماية شريحة الشباب والأطفال من التشدد والتطرف؟؟ أرجو سرعة الرد ولكم الشكر.
السؤال2006/04/17التاريخالدعوة العامة, شباب وطلاب الموضوعد. محمد محمود منصور (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1120711400511&pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel%2FDaawaCounselorA%2FDaawaCounselorA) المستشارhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/images/Arabic/Daawa/menu_02.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifالحلhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد.
شكر الله لكم، وجزاكم خيرا كثيرا على حبكم لإسلامكم وحرصكم عليه وعملكم به وله.
الأخت الكريمة، ما معنى التشدد والتطرف؟ وما أسبابهما؟ وما معنى التربية؟ وما أساليبها الإسلامية؟ وما دورها في علاجهما؟ وما دور المنهج فيها وما نسبته؟ وما دور ثورة التكنولوجيا والمعلومات نحوه ونحوها؟.
هذه مجموعة من الأسئلة لو تمكنا سويا من الإجابة عليها، لاتضح الأمر بإذن الله.

إن التشدد قد يعني الأخذ برأي صعب التنفيذ، ويحتاج إلى جهود كبيرة لإتمامه، بينما هناك رأي أيسر وطريق أسهل، ويحقق نفس النتيجة؛ ظنا أن الأصعب هو الأكثر ثوابا، وهذا صحيح إذا لم يكن هناك تكلف أو لم يكن هناك طرق أخرى؛ لأن مضاره أكثر؛ فقد يصاب متخذه باليأس، أو لا يستطيع مواصلته من صعوبته؛ ولذا تقول عائشة رضي الله عنها: "ما خُير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما..." (جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون" (أخرجه مسلم) .. قال صاحب كتاب التوحيد: "قال الخطابي: المتنطع هو المتعمق في الشيء المتكلف البحث عنه على مذاهب أهل الكلام من الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم.. " (أما إذا كان التعمق لكشف الحقائق ومعرفتها فهو منفعة كما قال صاحب شرح كتاب العقيدة الطحاوية).

وقد يعني التشدد عدم قبول الرأي الآخر والالتزام برأي واحد ظنا أنه فقط هو الأصوب، رغم أنه قد يكون خطأ أو حتى صوابا لكنه غير مناسب للوقت أو المكان أو الشخص أو الحدث، بينما غيره من الآراء هو أيضا في دائرة الحلال والصواب، وقد يكون أنسب للحال. هذا وقد يكون سبب عدم قبوله هو فقدان الثقة فيه أو في قائله، أو الخوف من عواقبه وعدم معرفتها جيدا، أو عدم فهم الواقع وطبيعة المرحلة واحتياجاتها أو نحو ذلك.

إن خلاصة التشدد هو التحجر وعدم المرونة والقدرة على التكيف مع الأحداث بما لا يخرج عن أخلاق الشرع.. لكن لا يزال المتشدد في إطار الإسلام ولا يتجاوزه، ولا يأثم إلا إذا نفر غيره مثلا، أو قطع علاقته معه، أو أضره أو نحو ذلك.

أما التطرف.. فهو تخطي الحدود والخطوط الحمراء.. هو الوقوع في الخطأ، أو في الحرام، سواء أكان بترك أخلاقيات الإسلام، أو على النقيض بإكراه الناس عليها، ورميهم بالكفر، أو حتى استباحة دمائهم إذا لم يتبعوها، أو محاولة تغيير النظم التي يسيرون عليها في حياتهم إلى نظم إسلامية باستخدام القوة العسكرية دون فهم أو شرح أو إقناع أو اجتذاب.. يقول صاحب كتاب التوحيد في شرح قوله -صلى الله عليه وسلم- "هلك المتنطعون" إضافة إلى قول الإمام الخطابي الذي سبق ذكره: ".. وقال آخرون: هم المغالون في عبادتهم؛ بحيث تخرج عن قوانين الشريعة..".

البيئة هي مفرخة التشدد
إن أهم الدوافع أخي الحبيب للتشدد أو التطرف تتكون أساسا في البيت، ثم في المجتمع كله بعده.
فالناشئ الذي ينشأ في بيت لا حوار فيه بين الوالدين، ويغلب عليه عدم التفاهم والديكتاتورية وتنفيذ الأوامر دون وعي أو تفكير أو مشاركة.. لا بد بالطبع أن يخرج غالبا متشددا في أفكاره وتصرفاته مع الآخرين في معظم شئون الحياة. والناشئ الذي ينشأ في بيت تكون فيه القوة والتهديد هي الوسيلة الوحيدة للتعبير والتغيير والتعامل، ثم إذا ذهب إلى مدرسته ثم جامعته لم يجد إلا نفس الأسلوب، ثم إذا تعامل مع جيرانه أو أقاربه أو أفراد مجتمعه وجده هو ذاته: إجبار.. إكراه.. قهر... لا بد أن يصبح بكل تأكيد متطرفا!.

لقد نبهنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأثر الشديد للبيئة في التنشئة حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد عير رجلا بأمه: "إنك امرؤ فيك جاهلية.." (جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم).. وفي رواية: "قلت (أي أبو ذر): على ساعتي من الكبر؟! قال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم" ... فلقد كان فيه رواسب سيئة من ساعة أن كان في بيئته الفاسدة السابقة التي نشأ فيها؛ فليسارع ببدء العلاج إذن بالإسلام.

إن مثل هؤلاء النشء المظلومين إذا انفردوا معا فإنهم إما أن يكونوا سلبيين مستسلمين منتظرين لتوجيهات أولياء أمورهم لا رأي لهم ولا شأن ولا كيان ولا هدف، مثلما هم كذلك في بيوتهم ومجتمعاتهم، أو يكونوا على النقيض متحررين من كل كبت يعيشونه متطرفين نحو الفساد، أو يكونوا منتقمين من المجتمع الذي آذاهم مقاومين له متشددين معه دون مرونة، أو يكونوا منعزلين عنه متقوقعين على أنفسهم غير مصلحين لمن حولهم، أو ما شابه هذا من الصفات غير السوية.

وكما أن التشدد والتطرف يبدآن في البيت وينموان في المجتمع؛ فإن علاجهما أيضا أخي الحبيب يبدأ فيهما وبهما.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط"، فنظر إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: "من لا يَرحم لا يُرحم" (أخرجه البخاري).. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- ينبهنا إلى أنه إذا لم نزرع الرحمة في النشء في البيت؛ فلن يرحمونا كبارا في الدنيا، وسنحرم الثواب في الآخرة.. ثم هو -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالأثر الكبير للمجتمع ككل في نشر التراحم واللين في قوله: "لن تؤمنوا حتى ترحموا"، قالوا: "يا رسول الله كلنا رحيم"، قال: "إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة" (أخرجه الطبراني).

أمصال للعلاج الوقائي
فالعلاج يكون بالتربية، والتربية تعني التنمية، والتأديب يعني الترشيد؛ فكل مولود يولد على فطرة الخير، على التيسير والتوسط والاعتدال؛ ليس فيه تشدد أو تطرف، ثم أبواه "يشددانه" أو "يطرفانه" أو "يسلبيانه"!. إنه يولد بصفات كلها خير تعينه على الانتفاع بالحياة هو ومن حوله والسعادة فيها، كصفات المحبة والتعاون والتراحم والتسامح والتشاور ونحوها، ثم على البيت والمجتمع تنميتها.. فالحب الفطري ينمو بالحب بين الزوجين، وبينهما وبين أبنائهما بصوره المختلفة من الكلمات والمشاعر والنظرات والأحاسيس والأقوال والأفعال، ثم يزداد أكثر وأكثر باستخدامه عند التعامل مع الجيران والأقارب والزملاء والأصحاب، وصفة التشاور تنمو بالحوار المنزلي ثم المدرسي ثم الجامعي ثم العملي في الحياة العملية، والتكامل ينمو بالتعاون، والتراحم ينمو بالتكافل، والتيسير ينمو بالرفق، والتوازن ينمو بالاعتدال... وهكذا.

فمن نشأ في بيت وفي مجتمع أساسه الحب، والحنان، والتعاون، والعدل، والحق والحرية المنضبطة التي لا تضر الآخرين، والصدق والوضوح، والثقة والحوار، والتسامح والتغافر واللين، والنظافة والجمال، والترويح الحلال، والتوسط والاعتدال، والتيسير والتبسيط وعدم التكلف، وحسن ترتيب الأولويات والاحتياجات، والشكر والعرفان بالجميل، والتضحية والإيثار، والصبر والاحتمال، وتنمية المواهب والقدرات، وجودة التخطيط للحياة وحبها وحب العمل والإنتاج وإتقانه، والاهتمام بفنون التعامل مع الغير، ونشر الخير وأخلاق الإسلام بينهم، وعونهم على فهمه وتطبيقه تدريجيا في كل شئون حياتهم ومؤسساتهم ونظام دولتهم، والصبر على المخطئ إلى حين إصلاحه وتغييره وإعادته للصواب، ثم أولا وأخيرا الكبير فيه نعم القدوة للصغير... هل من نشأ في مثل هذا البيت يكون متشددا أو متطرفا؟!!... إنه لن يكون إلا متوازنا لينا ميسرا، ودودا رفيقا سعيدا بداخله مسعدا لمن حوله في دنياهم وآخرتهم.

إن المنهج التربوي رغم أهميته فإنه في النهاية جزء نظري توجيهي ارشادي، ولا يتعدى دوره ذلك، ويبقى الدور الأصيل التطبيقي العملي على الآباء والأمهات والبيوت والمربين، ولذا فيكفي من وجهة نظرنا أن يكون المنهج عبارة عن مجموعة من وسائل وفنون التربية والأخلاق العامة، وبعض المشكلات وحلولها المقترحة، والتي كلها مستقاة من آيات القرآن وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعال الصحابة الكرام وأقوال العلماء والدعاة.
ثم لا شك أن مواقع النت الثقات المكتملة، واستغلال الفضائيات والبرامج الجيدة فيها سيتيح كثيرا فرص التعرف على مناهج وخطط تربوية ومواقف عملية تفتح الأذهان لأساليب التربية المتعددة الصحيحة، وكيفية تلافي الأخطاء والسلبيات وعلاجها.. ليعم الخير والهناء، ويزداد الثواب
وفقك الله وأعانك، ولا تنسينا من صالح دعائك.

استشارات ذوات صلة:
بين الالتزام والتشدد .. أزمة البدايات ومعاناة التكوين (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel/DaawaA/DaawaCounselingA&cid=1120711350873)
الأمة.. بين فقه الاعتدال، وفكر التطرف (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel/DaawaA/DaawaCounselingA&cid=1120711350803)
الغلو في الإسلام.. أزمة الفهم والتعامل (http://www.islamonline.net/daawa/arabic/display.asp?hquestionID=8962)